موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة0%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

موسوعة الأسئلة العقائديّة

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576
المشاهدات: 183647
تحميل: 3944


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183647 / تحميل: 3944
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء 1

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-01-0
العربية

وسئل : هل روى سفيان الثوري عن أبي حنيفة شيئاً ؟ ـ قال : « معاذ الله ، سمعت سفيان الثوري يقول : ربّما استقبلني أبو حنيفة يسألني عن مسألة ، فأجيبه وأنا كاره ، وما سألته عن شيء قط »(١)

(١١) وبسنده عن محمّد بن عصام بن يزيد الأصبهاني يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : « أبو حنيفة ضالّ مضلّ »(٢)

(١٢) وبسنده عن أبي ربيعة محمّد بن عوف قال : سمعت حماد بن سلمة يكنّي أبا حنيفة : أبا جيفة(٣)

(١٣) وبسنده عن أسود بن سالم قال : قال أبو بكر بن عيّاش : « سوّد الله وجه أبي حنيفة »(٤)

(١٤) وبسنده عن أحمد بن إبراهيم قال : قيل لشريك : أُستُـتيب أبو حنيفة ؟ قال : « قد علم ذاك العواتق في خدورهن »(٥)

(١٥) وبسنده عن محمّد بن فليح المدني ، عن أخيه سليمان ـ وكان علامة بالناس ـ قال : إنّ الذي استتاب أبا حنيفة خالد القسري قال : فلمّا رأي ذلك أخذ في الرأي ليعمى به

وروى أنّ يوسف بن عمر استتابه ، وقيل : إنّه لمّا تاب رجع وأظهر القول بخلق القرآن ، فاستتيب دفعة ثانية فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرّة ، وخالد استتابه مرّة ، والله أعلم(٦)

______________________

(١) المصدر السابق ١٣ : ٤٠٥ ـ ٤٠٦ / ٥٨

(٢) المصدر السابق ١٣ : ٤١١ / ٨٧

(٣) المصدر السابق ١٣ : ٤٠٨ / ٧٠

(٤) المصدر السابق ١٣ : ٤١٠ / ٨٢

(٥) المصدر السابق ١٣ : ٣٧٨ / ٤٩

(٦) المصدر السابق ١٣ : ٣٧٨ / ٥٠

٤١

(١٦) وبسنده عن يحيى بن سعيد قال : سمعت شُعبة يقول : كفٌّ من تراب خير من أبي حنيفة(١)

(١٧) وبسنده عن طريف بن عبد الله قال : سمعت ابن أبي شيبة ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : أراد كان يهودياً(٢)

القول في مالك بن أنس ( ت ١٧٩ هـ )

(١) قال يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) ذاكراً من طعن في مالك : « وقد تكلّم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة ، وكرهتُ ذِكْره ، وهو مشهور عنه

وكان إبراهيم بن سعد يتكلّم ، وكان إبراهيم بن أبي يحيى يدعو عليه

وتكلّم في مالك أيضاً ـ فيما ذكره الساجي في « كتاب العلل » ـ عبد العزيز ابن أبي سلمة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن إسحاق ، وابن أبي يحيى ، وابن أبي الزناد وعابوا أشياء من مذهبه ، وتكلّم فيه غيرهم منه

وتحامل عليه الشافعي ، وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسداً لموضع إمامته »(٣)

(٢) وقال الخطيب البغدادي أحمد بن علي ( ت ٤٦٣ هـ ) بسنده عن حسن بن زيد ، عند اجتماع مجموعة من الفقهاء عند أبي جعفر المنصور : فقال ابن أبي ذئب لمالك : « يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى
الهوى » (٤)

______________________

(١) المصدر السابق ١٣ : ٤١٩ / ١٢٦

(٢)المصدر السابق ١٣ : ٤١٥ / ١٠٣

(٣) جامع بيان العلم وفضله : ٤٧٤ / ١٥٦٩

(٤) تاريخ بغداد ٣ : ١٠١ / ١١٠٣

٤٢

(٣) وبسنده عن أحمد بن حنبل قال : بلغ ابن أبي ذئب أنّ مالكاً لم يأخذ بحديث درر البيعين بالخيار ، قال : « يُستتاب وإلا ضربت عنقه »(١)

(٤) وقال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢ هـ ) : ويقال : إنّ سعداً وعظ مالكاً فلم يرو عنه حدّثني أحمد بن محمّد ، سمعت أحمد بن حنبل يقول : سعد ثقة ، فقيل له : إنّ مالكاً لا يحدّث عنه ، فقال : ومن يلتفت إلى هذا ، سعد ثقة رجل صالح

وقال أحمد البرقي : سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد : أنّه كان يرى القدر ، وترك مالك الرواية عنه ، فقال : لم يكن يرى القدر ، وإنّما ترك مالك الرواية عنه لأنّه يتكلّم في نسب مالك ، فكان مالك لا يروي عنه ، وهو ثبت لا شكّ فيه »(٢)

(٥) وقال الخطيب البغدادي ، أحمد بن علي ( ت ٣٦٤ هـ ) بسنده عن ابن وهب قال : سمعت مالكاً يقول : « كثير من هذه الأحاديث ضلال ، لقد خرجت مني أحاديث لوددت أنّي ضربت بكلّ حديث منها سوطين وأنّي لم أحدّث بها »(٣)

(٦) وقال محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) : « إنّ مالكاً لم يشهد الجماعة خمساً وعشرين سنة »(٤)

(٧) وقال أيضاً : عن الهيثم بن جميل قال : « سمعت مالكاً سُئل عن ثمان

______________________

(١) المصدر السابق ٣ : ١٠٣ وانظر أيضاً العلل لأحمد بن حنبل ١ : ٥٣٩ ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٧ : ١٤٢

(٢) تهذيب التهذيب ٣ : ٤٠٣

(٣) معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ( ت ٤٠٥ هـ ) : ٦١ ، تاريخ الإسلام للذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) ١١ : ٣٢٥

(٤) تذكرة الحفّاظ ١ : ٢١٠

٤٣

وأربعين مسألة ، فأجاب عن اثنتين وثلاثين منها بـ « لا أدري »(١)

(٨) وقال ابن العماد الحنبلي ( ت ١٠٨٩ ه ) : إنّ مالكاً بكى في مرض موته وقال : « والله لوددت أنّي ضُربت في كلّ مسألة أفتيت بها ، وليتني لم أُفت بالرأي »(٢)

(٩) وفي فتاوى ابن الصلاح : أنّه ـ أي مالك ـ ربما يُسأل خمسين مسألة ، فلا يجيب في واحدة منها »(٣)

(١٠) وقال يوسف بن عبد الله ( ت ٤٦٣ هـ ) بسنده عن الليث بن سعد أنّه قال : « أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة كلّها مخالفة لسنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا قال فيها برأيه ، ولقد كتبت إليه في ذلك »(٤)

القول في محمّد بن إدريس الشافعي ( ت ٢٠٤ هـ )

(١) قال يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) : قيل ليحيى بن معين : والشافعي كان يكذب ؟ قال : « ما أحبّ حديثه ولا ذكره »(٥)

(٢) وقال أيضاً : واشتهر عن يحيى أنّه كان يقول عن الشافعي : « إنه ليس بثقة »(٦)

(٣) وقال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢ هـ ) عن محمّد ابن عبدالله بن الحكم أنّه قال : « كان الشافعي قد مرض من هذا الباسور
______________________

(١) سير أعلام النبلاء ٨ : ٧٧

(٢) شذرات الذهب ١ : ٢٩٢

(٣) فتاوى ابن الصلاح ١ : ١٣

(٤) جامع بيان العلم وفضله : ٤٥٥

(٥) المصدر السابق : ٤٥٥

(٦) المصدر السابق : ٤٧٣

٤٤

مرضاً شديداً حتى ساء خُلقه ، فسمعته يقول : « إنّي لآتي الخطأ وأنا أعرفه »(١)

(٤) وقال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( ٨٥٢ هـ ) : عن معمّر بن شبيب أنّه سمع المأمون يقول : امتحنت الشافعي في كلّ شيء فوجدته كاملاً ، وقد بقيت خصلة ، وهو أنّه أسقيه من الهندبا تغلب على الرجل الجيد العقل ، فحدّثني ثابت الخادم أنّه استدعى به فأعطاه رطلاً فقال : يا أمير المؤمنين ما شربته قط ، فعزم عليه فشربه ، ثمّ والى عليه عشرين رطلاً فما تغيّر عقله ولا زال عن فجّه »(٢)

القول في أحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ هـ )

(١) قال محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) : قال عبد الله ابن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : « وددتُ أنّي نجوت من هذا الأمر ، لا عليّ ولا لي »(٣)

(٢) وفي فتاوى ابن صلاح : عن أبي بكر الأقرم قال : « سمعت أحمد بن حنبل يستفتى ، فيكثر أن يقول : « لا أدري »(٤)

(٣) وفي مناقب الشافعي : قال الفخر الرازي : إنّه ـ يعني الإمام أحمد ـ « ما كان في علم المناظرة قوياً ، وهو الذي قال : لولا الشافعي لبقيت أقفيتنا كالكرة في أيدي أصحاب الري »(٥)

______________________

(١) عوالي التأسيس لابن حجر : ٧٧

(٢) لسان الميزان ٦ : ٦٧

(٣) سير أعلام النبلاء ١١ : ٢٢٧

(٤) فتاوى ابن الصلاح ١ : ١٣

(٥) مناقب الشافعي : ٣٨٩

٤٥

(٤) وقال أحمد بن علي بن حجر ( ت ٨٥٢ هـ ) : وقال ابن أبي خيثمة : « قيل لابن معين : إنّ أحمد يقول : إنّ علي بن عاصم ليس بكذاب

فقال : لا والله ، ما كان علي عندي قطّ ثقة ، ولا حدّث عنه بشيء ، فكيف صار اليوم عنده ثقة » ؟(١)

(٥) وقال الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت ( ت ٣٦٤ هـ ) : قال الحسين بن علي الكرابيسي في الطعن في أحمد : « أيش نعمل بهذا الصبي ؟ قلنا : ( مخلوق ) قال : بدعة وإن قلنا : ( غير مخلوق ) قال : بدعة »(٢)

أقوال باقي أعلام السنّة بعضهم بالبعض الآخر

(١) عن الأعمش قال : ذُكر إبراهيم [ بن يزيد بن الأسود ( ت ٩٤ أو ٩٦ هـ ) ] عند الشعبي [ عامر بن شراحبيل ( ت بعد ١٠٠ هـ ) ] فقال : « ذاك الأعور الذي يستفتى بالليل ويجلس ويفتي الناس بالنهار قال : فذكرت ذلك لإبراهيم ، فقال : ذلك الكذّاب لم يسمع من مسروق شيئاً »(٣)

(٢) عن سعيد بن جبير ( ت ٩٥ هـ ) أنّه قال في العمرة : هي واجبة ، فقيل له : إنّ الشعبي يقول : ليست بواجبة ، فقال : « كذب الشعبي »(٤)

(٣) عن أيوب قال : قدم علينا عكرمة [ أبو عبد الله ، مولى ابن عباس ( ت ١٠٧ هـ ) ] فلم يزل يحدّثنا حتى صرت بالمربد ، ثم قال : « أيُحسنُ حَسنُكُم مثل هذا » ؟(٥)

______________________

(١) تهذيب التهذيب ٧ : ٣٠٤

(٢) تاريخ بغداد ٨ : ٦٥

(٣) جامع بيان العلم وفضله : ٤٦٤ / ١٥٣٤

(٤) المصدر السابق ٤٦٦ / ١٥٤٤

(٥) المصدر السابق ٤٦٥ / ١٥٤١

٤٦

ويقصد به الحسن البصري ( ت ١١٠ هـ )

(٤) وكان قتادة [ بن دعامة السدوسي (ت ١١٧ هـ) ] يقول : « متى كان العلم في السمّاكين ؟ يُعرّض بيحيى بن أبي كثير ( ت ١٣٢ هـ ) ، وكان أهل بيته سمّاكين »(١)

(٥) عن محمّد بن الشعر بن مالك بن مغول قال : سمعت إسماعيل بن حمّاد ابن أبي حنيفة يقول : قال أبو حنيفة : « إن ابن أبي ليلى ليستحلّ مني ما لا استحلّه من بهيمة »(٢)

(٦) قال أبو عمر يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) : وروينا أنّ منصور بن عمّار ( ت القرن الثالث ) قصّ يوماً على الناس ، وأبو العتاهية [ إسماعيل بن القاسم بن سويد ( ت ٢١١ هـ ) ] حاضر فقال : إنّما سرق منصور هذا الكلام من رجل كوفي ، فبلغ منصوراً ، فقال : « أبو العتاهية زنديق »(٣)

قول واحد في جماعة

(١) عن مغيرة قال : قدم علينا حمّاد بن أبي سليمان من مكّة ، فأتيناه لنسلّم عليه ، فقال لنا : « أحمدوا الله يا أهل الكوفة فإنّي لقيت عطاءً وطاووساً ومجاهداً ، فلصبيانكم وصبيان صبيانكم أعلم منهم »(٤)

وحماد بن أبي سليمان ( ت ١٢٠ هـ ) هو أستاذ أبي حنيفة

وعطاء بن السائب ( ت ١٢٦ هـ )

وطاووس بن كيسان اليماني ( ت ١٠٦ هـ )

______________________

(١) المصدر السابق ٤٦٩ / ١٥٥٧

(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٧٧ / ٤٤

(٣) جامع بيان العلم وفضله : ٤٧١ / ١٥٦١

(٤) المصدر السابق : ٤٦٢ / ١٥٢٦

٤٧

ومجاهد بن جبر ( ت ١٠٣ هـ )

(٢) عن محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : قال لي محمّد بن إدريس الشافعي ( ت ٢٠٤ ه ) : « نظرت في كتب لأصحاب أبي حنيفة ، فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة ، فعددت منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنّة »

قال أبو محمّد : لأن الأصل كان خطأ فصارت الفروع ماضية على الخطأ(١)

(٣) وقال أيّوب بن شاذ بن يحيى الواسطي صاحب يزيد بن هارون : سمعت يزيد بن هارون يقول : « ما رأيت قوماً أشبه بالنصارى من أصحاب أبي حنيفة »(٢)

(٤) عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : سمعت أحمد بن حنبل ـ وسُئل عن مالك ـ فقال : « حديث صحيح ورأي ضعيف ، وسُئل عن الأوزاعي فقال : « حديث ضعيف ورأي ضعيف ، وسُئل عن أبي حنيفة فقال : لا رأي ولا حديث »(٣)

(٥) وقال محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) : قال الشيخ أبو إسماعيل : قصدت الشيخ أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالري ، وكان مقدّم أهل السنّة بالري ، وكلّ من يدخل الري يعرض اعتقاده عليه ، فلمّا قربت من الري كان معي في الطريق رجل من أهلها ، فسألني عن مذهبي ، فقلت : أنا حنبلي ، فقال : مذهب ما سمعت به وهذه بدعة ، وأخذ بثوبي وقال : لا أفارقك حتى أذهب بك إلى الشيخ أبي حاتم ، فقلت : خيراً ، فذهب بي إلى داره ، وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم ، فقال : هذا سألته
______________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ : ٤١٢ / ٩٠

(٢) المصدر السابق ١٣ : ٤١١ / ٨٩

(٣) المصدر السابق ١٣ : ٤١٨ / ١٢٢

٤٨

عن مذهبه فذكر مذهباً لم أسمع به قط ، قال : ما قال ؟ قال : أنا حنبلي ، فقال : « دعه فكلّ من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم »(١)

قول جماعة في واحد

(١) ذكرنا في ما سبق أسماء الأعلام الذين تكلّموا في أبي حنيفة وطعنوا فيه ، وفي مقدّمتهم : مالك بن أنس ( ت ١٧٩ هـ ) ، ومحمد بن إدريس الشافعي ( ت ٢٠٤ هـ ) ، وأحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ هـ )

وكذلك ذكرنا حمّاد بن أبي سليمان ( ت ١٢٠ هـ ) وهو أستاذ أبي حنيفة ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( ت ١٥٧ هـ ) ، وسفيان بن سعيد الثوري ( ت ١٦١ هـ ) ، وغيرهم

(٢) قال الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت ( ٤٦٣ هـ ) : حدّثنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ـ لفظاً ـ قال في كتابي عن أبي بكر محمّد ابن عبد الله بن صالح الأسدي الفقيه المالكي قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني يوماً وهو يقول لأصحابه : ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه ، والشافعي وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والحسن بن صالح وأصحابه ، وسفيان الثوري وأصحابه ، وأحمد بن حنبل وأصحابه ؟

فقالوا له : يا أبا بكر لا تكون مسألة أصحّ من هذه

فقال : « هؤلاء كلّهم اتّفقوا على تضليل أبي حنيفة »(٢)

(٣) ذكر أبو عمر يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) من تكلّم وطعن في مالك بن أنس فقال : « وقد تكلّم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة ، وكرهت ذكره ، وهو مشهور عنه وكان إبراهيم بن سعد
______________________

(١) تاريخ الإسلام ٣٣ : ٥٧

(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣ / ٦٦

٤٩

يتكلّم ، وكان إبراهيم بن أبي يحيى يدعو عليه وتكلّم في مالك أيضاً ـ في ما ذكره الشاجي في « كتاب العلل » ـ عبد العزيز بن أبي سلمة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن إسحاق ، وابن أبي يحيى ، وابن أبي الزناد ، وعابوا أشياء من مذهبه ، وتكلّم فيه غيرهم وتحامل عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسداً لموضع إمامته »(١)

قول واحد بأهل بلد كافة ونسبتهم إلى الجهل

(١) عن مغيرة ، عن حمّاد بن أبي سليمان ، أنّه ذكر أهل الحجاز فقال : « قد سألتهم فلم يكن عندهم شيء ، والله لصبيانكم أعلم منهم ، بل صبيان صبيانكم »(٢)

وذكرنا أنّ حماد بن أبي سليمان ( ت ١٢٠ هـ ) هو أستاذ أبي حنيفة

(٢) عن ابن وهب قال : قال مالك ـ وذكر عنده أهل العراق ـ فقال : « انزلوهم عندكم بمنزلة أهل الكتاب ، ولا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم( وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ ) »(٣)

(٣) وقال سعيد بن منصور : كنت عند مالك بن أنس ، فأقبل قوم من أهل العراق فقال( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ) (٤)

(٤) وقال عبد الله بن وهب : سُئل مالك بن أنس عن مسألة فأجاب فيها ، فقال له السائل : إنّ أهل الشام يخالفونك فيها فيقولون كذا وكذا قال :
______________________

(١) جامع بيان العلم وفضله : ٤٧٤ / ١٥٦٩

(٢) المصدر السابق : ٤٦٢ / ١٥٢٥

(٣) العنكبوت ٢٩ : ٤٦ ، جامع بيان العلم وفضله : ٤٦٨ ـ ٤٦٩ / ١٥٥٣

(٤) الحجّ ٢٢ : ٧٢ ، جامع بيان العلم وفضله : ٤٦٩ / ١٥٥٥

٥٠

« ومتى كان هذا الشأن بالشام ؟! إنّما هذا الشأن وقف على أهل المدينة والكوفة »(١)

الطعن بالشعر

وكان للشعراء ـ ولا زال ـ دور في ذكر هذه الطعون إذ أوردوها في مقطوعاتهم الشعرية ، نذكر منها :

(١) قال أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت ٤٦٣ هـ ) في تاريخ بغداد بسنده عن علي بن صالح البغوي ، قال : أنشدني أبو عبد الله محمّد بن يزيد الواسطي لأحمد بن المعدّل :

إن كنت كاذبة التي حدّثتني

فعليكِ أثم أبي حنيفة أو زفر

المائلين إلى القياس تعمّداً

والراغبين عن التمسّك بالخبر(٢)

(٢) وقال فيه أيضاً : وقال بعض الشعراء :

إذا ذُو الرأي خاصم عن قياس

وجاء ببدعة هنة سخيفة

أتيناه بقول الله فيها

وآيات محبرة شريفة

فكم من فرج مُحصنة عفيف

اُحلّ حرامها بأبي حنيفة(٣)

(٣) ذكر أبو عمر يوسف بن عبد البرّ ( ت ٤٦٣ هـ ) في كتابه صحيح جامع بيان العلم وفضله أنّ أبا سعيد الرازي هجا أهل المدينة ومدح أهل الكوفة بمقطوعة شعرية ، منها :

لا تسألنّ مدينياً فتُحرجه

إلا عن اليمّ والممشاة والزير

______________________

(١) جامع بيان العلم وفضله : ٤٧٠ / ١٥٥٩

(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٩٣ / ٣٠

(٣) المصدر السابق ١٣ : ٤٠٩ / ٧٩

٥١

فردّ عليه أحد شعراء المدينة بقوله :

لقد عجبت لغاوٍ ساقهُ قدرٌ

وكلُّ أمرٍ إذا ما حمَّ مقدور

قال المدينة أرضٌ لا يكون بها

إلا الغناء وإلا اليم والزير

لقد كذبتَ لعمر الله إنّ بها

قبر الرسول وخير الناس مقبور(١)

(٤) وقال محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ( ت ٥٣٨ هـ ) :

إذا سألوني عن مذهبي لم أبح

به وأكتمه كتمانه لي أسلم

فإن حنفياً قلت قالوا بأنني

أُبيح الطلا وهو الشراب المحرّم

وإن مالكياً قلت قالوا بأنني

أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم

وإن حنبلياً قلت قالوا بأنني

ثقيل حلولي بغيض مجسّم

وإن قلت من أهل الحديث وحزبه

يقولون تيس ليس يدري ويفهم(٢)

(٥) وقال أحد الشعراء :

الشافعي من الأئمة قائل

اللعب بالشطرنج غير حرام

وأبو حنيفة قال وهو مصدّق

في كلّ ما يروي من الأحكام

شرب المثلّث والمربّع جائز

فاشرب على طرب من الأيام

وأباح مالكٌ القفا تطرّقاً

وبه قوام الدين والإسلام

والحبر أحمد حلّ جلد عميرة

وبذاك يُستغنى عن الأرحام

فاشرب ولُط وازنٍ وقـامر واحتج

فـي كـلّ مسـألـة بقول إمـام(٣)

* * *

______________________

(١) صحيح جامع بيان العلم وفضله : ٤٧٢ / ١٥٦٣

(٢) الفائق في غريب الحديث ١ : ٧ ، الكشّاف عن حقائق التنزيل ٤ : ٣١٠

(٣) من فقه الجنس : ٢١٢ نقلاً عن مختصر العلم والعمل لابن عبد البرّ المطبوع بهامش مبيد النقم ومعيد النعم

٥٢

خاتمة البحث

لم نورد هذه الأقوال والطعون التي صدرت من كبار علماء أتباع مدرسة الخلفاء بعضهم في البعض الآخر ، لم نوردها لأجل النيل منهم ، فكلّهم علماء الإسلام ، نحترمهم كعلماء ، لهم آراؤهم الخاصّة بهم ، وهم المسؤولون عنها يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون

وإنّما أوردها ردّاً على ما نشاهده هذه الأيام من رمي أتباع مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام بمختلف الألفاظ الشنيعة : مبتدع ، ضالّ ، كافر لا لسبب ، بل لأنّهم يدافعون عن آرائهم وعقيدتهم في أهل البيتعليهم‌السلام ، ويقيمون على ذلك الحجج والبراهين الساطعة

في الوقت الذي نرى المخالفين يسكتون عمّا أورده كبار علمائهم من الطعون بعضهم في البعض الآخر ، ويتحاملون علينا إذا ذكر أحدُنا أحد علمائهم أو طعن ببعضهم بجرحٍ أو عدم توثيق أو نسبته إلى الجهل أحياناً ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون

هذه الموسوعة

لا يخفى على أحد أهميّة استخدام الوسائل التقنيّة الحديثة ، التي أصبحت في زماننا هذا من أهم وسائل الاتصال وتبادل المعلومات في العالم

فمن هذا المنطلق سعى مركز الأبحاث العقائديّة أن يستخدم أمثال هذه الوسائل ، ومنها الانترنيت الذي يشكّل في زماننا المعاصر أحدث الأجهزة تقريباً لبث المعلومات وإيصالها إلى الآخرين

وقد استخدم المركز هذه الوسيلة في عدّة مجالات :

٥٣

أ ـ التعرّف على مواقع الشيعة على الانترنيت وإيجاد الصلة المباشرة معها لأجل التعاون وتبادل النظر ، وقد تمّ لحدّ الآن التعرّف على مئات المواقع في هذا المجال

ب ـ البحث عن مواقع خصوم الشيعة والنظر والتأمل فيما تنشره هذه المواقع ، ليحاول المركز أن يُنشئ ساحة حوار هادئة مع هذه المواقع ، وليسعه أيضاً أن يحيط بالتيّارات المضادّة والحركات المغرضة التي تستهدف تعكير المياه لتصطاد في الماء العكر

ج ـ متابعة أهم الصحف والمجلّات والنشريات التي تنشر باللغة العربية عبر الانترنيت ، حيث يقوم المركز بمتابعة عشرات الصحف والمجلّات يومياً من مجموع ٢٥ دولة ، لينتقي عبر ذلك أحدث المعلومات المرتبطة بالتشيّع ، وليتم التعرّف على ما يستجد في الساحة العالمية من تحركات ضد مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، ثمّ تنقل هذه المعلومات إلى قسم الوثائق في المركز ليتمّ لحاظها وتنظيمها وترتيبها في الملفات الخاصة بها

د ـ ترتيب وتنظيم مقالات علميّة حول مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، أو مسابقات حول مسائل العقيدة ، وإرسالها عبر البريد الالكتروني إلى عشرات الآلاف ، وذلك بعد تجميع العناوين بشتى الطرق

ه ـ إنشاء « الشبكة العالمية لمركز الأبحاث العقائدية » ، وهي شبكة مستقلّة مختصة بالأبحاث العقائدية والمسائل الخلافيّة على ضوء مباني أهل البيتعليهم‌السلام

وهذه الشبكة التي يزورها آلاف الأشخاص من أكثر دول العالم ، لها مكانتها المرموقة في الانترنيت من بين المواقع الإسلامية ، ويرجع ذلك إلى تخصّصها ، ممّا جعلها تكون مرجعاً للجميع ، تبيّن عقائد مذهب أهل

٥٤

البيتعليهم‌السلام وتردّ الشبهات عنه ، ممّا أدّى ذلك إلى تحامل الأعداء وغيظهم عليها ، حتّى أنّهم حاولوا عدّة مرّات النفوذ إليها لتخريبها ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ، والحمد لله

وللأهمية القصوى لمحتويات هذه الشبكة ، اقتبست أكثر الشبكات والمواقع الشيعية الكثير من مطالبها ووضعتها في مواقعها المباركة ، وذلك بعد أن أذن المركز للجميع الاقتباس من شبكته بشرط الحفاظ على الأمانة العلمية في النقل وذكر المأخذ

وهذه الشبكة تحتوي :

١ ـ المكتبة العقائدية ، والتي تشمل نصّ مئات الكتب والمقالات

٢ ـ المسبتصرون ، ويحتوي على الأقسام التالية :

من حياة المستبصرين ، مؤلّفات المستبصرين ، المستبصرون يتحدّثون معكم ، مواقع المستبصرين ، اتصال المستبصرين بالمركز ، مساهمات المستبصرين

٣ ـ الشيعة والتشيّع ، ويحتوي على الأقسام التالية :

معرفة الشيعة في العالم ، مواقع الشيعة على الانترنيت ، مؤسسات الشيعة في العالم

٤ ـ الندوات العقائدية ، وهذا الحقل يحتوي على كافة الندوات العقائدية التي عُقدت في المركز ، وهي مرتبة حسب الترتيب الزمني ، والموضوع ، وأسماء المحاضرين

٥ ـ الأسئلة العقائدية ، ويحتوي على كافة الأسئلة العقائدية التي ترد إلى المركز يومياً ، والتي تجيب عليها لجنة مختصة بذلك من داخل المركز وخارجه

٥٥

وهذه الأسئلة يختلف مستواها حسب مستوى السائل ، وكذلك تكون الأجوبة مختلفة من حيث الكم والعمق العلمي

وقد وجد المركز ضرورة إصدار هذه الأسئلة العقائدية مع أجوبتها في موسوعة خاصة تصدر تباعاً ، كي يستفيد منها عموم القرّاء ، فجاءت هذه الأجزاء الخمسة ـ التي بين أيديكم ـ كدفعة أولى منها ، مرتبة حسب الحروف الألفبائية ، والتي تحتوي على ألف وخمسمائة سؤال تقريباً

شكر وتقدير

وفي الختام نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ من ساهم في إصدار هذه الموسوعة من أعضاء مركز الأبحاث العقائدية في مدينتي قم المقدّسة والنجف الأشرف ، وهم :

(١) الشيخ محمّد رضا السلامي

(٢) الشيخ حسن الكاتبي

(٣) السيّد محمّد علي الحلو

(٤) الشيخ عبّاس الحسّون

(٥) الشيخ لؤي المنصوري

كما نقدّم جزيل شكرنا وتقديرنا لأساتذة الحوزة العلمية آيات الله وحجج الإسلام والمسلمين ممّن ساهم في الإجابة على بعض هذه الأسئلة ، وهم :

(١) السيّد علي الميلاني

(٢) الشيخ محمّد باقر الإيرواني

(٣) الشيخ محمّد السند

(٤) الشيخ محمّد رضا الجعفري

٥٦

(٥) السيّد عادل العلوي

كما نشكر الأخ الشيخ أمين نجف الذي أخذ على عاتقه مهمّة التنظيم النهائي لهذه الأسئلة وترتيبها وتوحيدها على نسق واحد

كما لا بدّ لنا أن لا ننسى المرحوم المغفور له المدافع عن مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، مؤسس هذا المركز المبارك ، الأخ الشيخ فارس الحسّون الذي ساهم في الإجابة على الأسئلة ، وكانت مهمة المراجعة النهائية عليه قبل إرسال الأجوبة لأصحابها ، تغمّده الله بواسع رحمته وحشره مع النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته الطاهرين الطيّبين ، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين

محمّد الحسّون

مركز الأبحاث العقائدية

٢٢ ربيع الآخر ١٤٢٨ هـ

الصفحة على الانترنت : site .aqaed .com/Mohammad

البريد الالكتروني : mohammad@aqaed .com

٥٧
٥٨

دليل كتاب

مقدمة المركز ٥

آية المباهلة ٦١

آية المودّة ٦٧

آية الولاية ٧٩

ابن تيمية ٨٩

ابن عباس ١١٣

أبو بكر ١١٩

أبو طالب ١٩٥

أبو هريرة ٢٠٧

الاجتهاد والتقليد ٢١١

إحسان إلهي ظهير ٢١٩

الأذان والإقامة ٢٢٣

الارتداد ٢٣٩

الاستخارة ٢٤٩

استعارة الفروج ٢٦١

الإسراء والمعراج ٢٦٥

الإسماعيلية ٢٧١

٥٩

أُصول الدين وفروعه ٢٨٩

أعلام وكتب ٣٠١

إقامة المجالس لإحياء أمر أهل البيت عليهم‌السلام ٤٢٣

الإلهيات ٥٠١

فهرس المحتويات ٥٦٥

٦٠