موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة0%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

موسوعة الأسئلة العقائديّة

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518
المشاهدات: 194057
تحميل: 3566


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194057 / تحميل: 3566
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-02-7
العربية

بالتخلّص من الكفّار ، لأنّهم سوف لن يَدَعوا الإمام يحقّق دولته ، بل يرونه خطراً عليهم ، وسيحقّق الإمام فيهم قول الله تعالى :( لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١) ، فيملأ الإمام الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

( زكيّ الحسينيّ ـ ـ طالب حوزة )

كاتب الشيخ المفيد بثلاث توقيعات :

س : هل صحيح أنّ مولانا بقيّة الله الأعظم أرواحنا له الفدى ، قد كاتب الشيخ المفيد ( قدس سره ) برسالتين؟ كما هو مروي عن العلاّمة المجلسيّ ( قدس سره ) صاحب البحار ، وهل كاتب غير الشيخ المفيد برسائل أيضاً؟

وهل صحيح أنّ الإمامعليه‌السلام يذكر في هذه الرسالة أنّ حركته الأخيرة ستكون إلى مكان كذا؟ وباعتبار أنّه يغيّر مكانه لأسباب ، منها : عدم خصوبة الأرض ، وقلّة الزرع ، وصعوبة المعيشة ، كما يذكر القزويني بقول قلّة الزرع.

سؤالي : إلى مدى يحتاج الإمامعليه‌السلام إلى كتابة رسالة ، ويتضمّن كذلك الإعلام بحركته ، ثمّ يفسّر كذلك بهذا التفسير؟

ج : إنّ ذكر هذه التوقيعات من قبل الثقات من أعلام الأُمّة ـ كالعلاّمة المجلسيّ ، والشيخ أبو علي الحائري ، والمحدّث البحراني ، والسيّد بحر العلوم ، والسيّد الخونساري ، والمحدّث النوري وغيرهم ـ دليل على قبول هذا التوقيع عندهم ، بل روي عن البعض : أنّ التوقيع المبارك تتلقّاه الشيعة بالقبول.

وقد كاتب الإمامعليه‌السلام الكثير من خلال سفرائه الأربعة في الغيبة الصغرى ، وأمّا في الغيبة الكبرى ، فالذي يذكره المحدّثون أنّ للشيخ المفيد ثلاثة توقيعات صادرة عن الإمامعليه‌السلام ، والموجود منها في كتب الحديث اثنان فقط.

__________________

١ ـ البقرة : ١١٤.

٣٤١

والرسالتان التي كاتب بهما الشيخ المفيد ( قدس سره ) لا يذكر فيها ما ذكرت ، وإنّما وصف مكان تواجدهعليه‌السلام ، وأنّه سينتقل إلى مكان آخر ، وهو إخبار أنّ الإمام يتحرّك من مكان إلى مكان ، وهذا من لوازم الاختفاء والغيبة.

والإمامعليه‌السلام لم يكاتب الشيخ المفيد لاحتياجه الشخصي لذلك ، بل إنّ الشيعة في ذلك الوقت قد يحتاجون إلى ما يربطهم بالإمام ، لعدم وضوح النيابة العامّة للعلماء آنذاك ، فلابدّ من اتصال مع الإمام ولو قليلاً ، ولتشريف الأشخاص الذين يمثّلون تلك النيابة العامّة.

فالشيخ الصدوق ( قدس سره ) ولد بدعاء الإمامعليه‌السلام ، والشيخ المفيد يشرّف بالمكاتبة ، وآخرون يرسل لهم مبعوث ـ كالسيّد ابن طاووس ـ وهكذا ، حتّى صار واضحاً عندنا الآن : أنّ بعض الفقهاء هم نوّاب عامّون للإمامعليه‌السلام .

( وليد ـ الكويت ـ ٢٢ سنة ـ طالب ثانوية )

علامات ظهوره وقيام الساعة :

س : أردت السؤال عن علامات خروج الإمام المهديّ عليه‌السلام ما هي؟ وما هي العلامات الحتمية والغير حتمية؟ وما هي علامات قيام الساعة وما هو ترتيبها؟ ومن الذي يقتل المسيح الدجّال؟ مع الشكر لكم.

ج : قد ذكرت الكثير من العلامات لظهورهعليه‌السلام ، ونحن نذكر قسماً منها على نحو الإجمال :

١ ـ ظهور ستّين شخصاً يدّعون النبوّة بالكذب.

٢ ـ ظهور اثني عشر نفراً من السحرة يدّعون الإمامة.

٣ ـ خراب جدار مسجد الكوفة ، ممّا يلي دار عبد الله بن مسعود.

٤ ـ ظهور نجم ذي ذنب.

٥ ـ ظهور القحط الشديد.

٦ ـ وقوع الزلزلة والطاعون في أكثر البلاد.

٣٤٢

٧ ـ خراب البصرة بيد شخص ملّقب بصاحب الزنج.

٨ ـ امتلاء الأرض من الظلم والفسق.

٩ ـ عود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً.

١٠ ـ تحلية المصاحف وزخرفة المساجد ، وتطويل المنائر.

١١ ـ اقتران بعض النجوم.

١٢ ـ انهدام الكعبة.

١٣ ـ خراب مسجد براثا.

١٤ ـ خراب بغداد.

١٥ ـ ركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر.

١٦ ـ طلوع الشمس من المغرب.

١٧ ـ خروج اليماني من اليمن.

١٨ ـ خروج الخراساني.

١٩ ـ ظهور المغربي بمصر ، وتملّكه الشامات.

٢٠ ـ اختلاف الرايات في الشام ، وخراب الشام من القتل والانتهاب.

٢١ ـ خروج زنديق من قزوين اسمه اسم نبيّ ، يسرع الناس إلى طاعته.

٢٢ ـ خروج العوف السلمي من الجزيرة.

٢٣ ـ خروج السمرقندي المسمّى بشعيب بن صالح.

٢٤ ـ خروج النار من المشرق.

٢٥ ـ ظهور حمرة شديدة في أطراف السماء.

٢٦ ـ وقوع القتل واهراق الدماء في الكوفة ، لما تكثر فيها من الرايات.

٢٧ ـ قتل النفس الزكية في ظهر الكوفة مع سبعين نفراً من الصالحين.

٢٨ ـ مسخ طائفة بصورة القردة والخنازير.

٢٩ ـ حركة رايات سود من ناحية خراسان.

٣٠ ـ نزول مطر شديد في جمادى الثانية ورجب ، بحيث لم ير مثله.

٣٤٣

أمّا العلامات الحتمية ، فذكر منها :

١ ـ خروج الدجال.

٢ ـ الصيحة.

٣ ـ خروج السفياني.

٤ ـ خسف جيش السفياني بالبيداء.

٥ ـ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام.

٦ ـ كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره ، وقد قيل إنّ منها خروج السيّد الحسني ، والنداءات الثلاثة التي تسمعها كلّ الخلائق ، وكفّ تطلع من السماء ، واختلاف بني العباس ، وانقراض دولتهم.

أمّا قيام الساعة ، فقد وردت روايات توضّح فيها علامات ، إلاّ أنّها لم تحدّد الترتيب الزمني لها ، ومن تلك الروايات ما ورد عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «لا تقوم الساعة حتّى تكون عشر آيات : الدجّال والدخّان ، وطلوع الشمس من مغربها ، ودابّة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة دالات من الخسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قصر عدن تسوق الناس إلى المحشر ، تنزل معهم إذا نزلوا ، وتقيل معهم إذا أقالوا »(١) .

أمّا الدجّال ، فقد وردت روايات عن الإمام الصادقعليه‌السلام تخبر عن مقتل الدجّال على يد الإمام المهديّعليه‌السلام .

( إبراهيم المطوّع ـ السعودية ـ ٤٠ سنة ـ موظّف )

اتجاهان في تمهيد الأرضية لظهوره :

س : مع العلم بأنّنا نتوقّع خروج الإمام المهديّ عليه‌السلام دوماً بأنّه قريب ، حيث

__________________

١ ـ الخصال : ٤٣١ ، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٤١ و ١٣٤٧ ، المستدرك ٤ / ٤٢٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ / ٦٦٢.

٣٤٤

أنّنا نتلمّس الجور ، بأنّه قد وصل إلى أوجه.

منذ بداية البشرية والجور مستمر ، وهو السائد على الأرض والغالب أيضاً وإلى اليوم.

يتطلّب خروج الإمام المهديّعليه‌السلام استعداداً من قبل الأُمّة كي تمهّد له الأرضية ، والسؤال الذي يطرح هنا : متى تعي البشرية دورها تجاه الإمامعليه‌السلام ؟ ومتى ستنصاع إلى الحقّ ، وتقبل به عن إرادة واختيار؟

البشرية من بدء الخليقة ونداءات الأنبياء والرسل والحكماء ، وجميع من لهم دور في ترشيد الإنسانية تدعوا ، والقرآن يشير بكلّ صراحة وتأكيد :( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (١) ،( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) (٢) وغير ذلك.

كم تحتاج البشرية حتّى تكون في بداية دورها للاستعداد للخروج أو للتمهيد على الأقلّ؟ إذا كانت من بدء الخليقة لم تعي أو لم يتحقّق الرقم المطلوب لخروجهعليه‌السلام .

هل نحتاج إلى عمر من الزمن يكثر عن الزمن الماضي؟ ولماذا نحن علينا أن نشعر بأنّه قريب؟ وليس معنى ذلك إنّني يائس من خروجهعليه‌السلام .

إنّ علامات الظهور كانت ولا تزال كأنّها بارزة ، وكأنّها تتحقّق يوماً بعد يوم ، وإنّ كلّ زمان يرى بأنّ خروجه قد آن أوانه.

الشيعة يمحّصون في خروجه ، حتّى أنّ البعض ينكر هذا الخروج ، فهل نحن نستطيع أن نستمر في اعتقادنا بخروجهعليه‌السلام إذا كنّا بعيدين عن وضوح الرؤية الحقيقيّة؟ ولذلك فنحن نرى خروجه قريباً مع عدم وجود الأرضية الصالحة لذلك الخروج.

هل وصلنا إلى الحكمة الحقيقيّة والواضحة والمنشودة كي نستطيع بها توطيد الأرضية لخروجهعليه‌السلام ؟ لا تتمنّوا خروجه إلاّ وأنتم في عافية من دينكم.

وس : لماذا لم تكن هذه الفترة كفيلة بأن تعدّ العدد الذي يؤهّل الإمام

__________________

١ ـ سبأ : ١٣.

٢ ـ هود : ٤٠.

٣٤٥

عليعليه‌السلام بأن يكون مقبولاً عند جميع الأطراف؟ وذلك كما أشار الإمام نفسه أو وضّحته مسيرة التاريخ.

ولكم منّا ألف تحية وسلام.

ج : ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها ، يرتاب فيها كلّ مبطل » ، فقلت له : ولم جعلت فداك؟ قال : «لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم » ، قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟ فقال : «وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غياب من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره ، كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه‌السلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار لموسى إلاّ وقت افتراقهما »(١) .

أمّا ما أشرتم إليه من أنّه متى تعي البشرية دورها اتجاه الإمامعليه‌السلام ؟

في الجواب يمكن أن نقول : لابدّ من إيصال صوت الإسلام إلى جميع بقاع الأرض ، ونحاول تطبيقه بشكله الصحيح ، ونحاول تطبيق العدالة بأسمى أشكالها على سلوكنا وسلوك الآخرين ، حتّى يصبح المجتمع صالحاً بجميع طبقاته لتقبّل ظهور الإمامعليه‌السلام ، ولا يقف أمامه من يعرقل المسيرة.

إنّه بهذا نكون قد مهدّنا لظهور الإمامعليه‌السلام ، وقمنا بوظيفة الانتظار ، فإنّ الانتظار يعني تهيئة الأرضية الصالحة لظهورهعليه‌السلام بإعداد العدّة الصالحة فكريّاً وعمليّاً ، حتّى إذا ما ظهرعليه‌السلام تكون الأرضية صالحة من جانب المؤمنين أيضاً.

وجاء في حديث أبي بصير : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ليعدّن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً ، فإنّ الله تعالى إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأنّ ينسئ في عمره حتّى يدركه ، ويكون من أعوانه وأنصاره »(٢) .

__________________

١ ـ علل الشرائع ١ / ٢٤٦ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٢ ، الاحتجاج ٢ / ١٤٠.

٢ ـ الغيبة للنعماني : ٣٢٠.

٣٤٦

الإمامة :

( الموالي ـ عمان ـ ٢٣ سنة ـ طالب جامعة )

أهمّيتها :

س : السلام عليكم أيها الأفاضل :

كنت أتكلّم مع أحدهم حول أهمّية البحث في مسألة الإمامة ، فقال لي بأنّه لا يعتقد بأهمّية البحث ، لأنّ الفرق الإسلامية متّفقة في أشياء كثيرة ، وليس هناك اختلاف كبير ، وبالتالي كيف سيفيد هذا الاعتقاد في جعله أفضل ، وقال لي آخر نفس الكلام تقريباً ، وأضاف بأنّه يمكن الحصول على القرب الإلهيّ بالصلاة والسجود ، فما هي أهمّية الموضوع؟

ج : الدين الإسلامي هو رسالة السماء الخاتمة إلى الناس ، نزل بها الوحي الأمين على سيّد المرسلين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمرنا باتباع رسالته والإيمان بكلّ ما جاء به ، والتسليم له في كلّ ما يقول ، ووبّخ من يرفض الإيمان بها ، أو يؤمن ببعضها ، ويترك البعض الآخر :

قال تعالى :( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامة يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ) (١) .

ووصف المتّقين بقوله :( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ *

__________________

١ ـ البقرة : ٨٥.

٣٤٧

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) (١) .

وقال تعالى :( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) (٢) .

إذا عرفت ذلك نقول : إنّ الإمامة التي تؤمن بها الشيعة ـ تبعاً للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام ـ مبدؤها القرآن ، وأنّ القرآن نطق بها ، فإذاً يجب على الإنسان المؤمن أن يؤمن بها ، وإلاّ يكن ممّن لا يؤمن ببعض الكتاب ، ورادّاً لبعض ما جاء به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالتالي يدخل في ضمن من أخبر الله عنه بأنّه يصيبه عذاب شديد ، بل وأكثر من ذلك كما سيتضح.

وأما كيف أنّها مبدأ قرآني؟

فنقول : قال تعالى مخاطباً إبراهيم بعد نبوّته :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وقال تعالى وهو يتحدّث عن إبراهيمعليه‌السلام :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (٤) .

وقال تعالى :( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (٥) .

__________________

١ ـ البقرة : ١ ـ ٤.

٢ ـ آل عمران : ٧.

٣ ـ البقرة : ١٢٤.

٤ ـ الزخرف : ٢٨.

٥ ـ السجدة : ٢٤.

٣٤٨

وقال تعالى :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (١) .

إلى هنا عرفنا : إنّ الإمامة جزء من شرع النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، جاء بها الوحي الكريم ، كما جاء بالصوم والصلاة ، وأوجب علينا الإيمان بهما ، وكذلك أوجب علينا الإيمان بالإمامة ؛ لأنّها من عند الله تعالى ، وجزء من وحيه.

ثمّ إذا ذهبنا إلى آيات القرآن الأُخرى رأينا أكثر من ذلك ، وأنّها تجعل الإمامة ، وولاية الإمام ، كولاية الله تعالى ، وولاية رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّها ترتقي إلى مستوىً أعلى من الصلاة والصوم.

قال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٢) ، ولا نريد الدخول في دراسة الآية كلمة كلمة ، فإنّ ذلك يطول ، لكن الآية حصرت الولاية بالله وبرسوله ، وبالذين آمنوا ، وجعلت من يتولاّهم من حزب الله تعالى.

ومن الواضح : أنّ عدم تولّي الإمام( الَّذِينَ آمَنُواْ ) يخرم القاعدة التي تدخل الإنسان في حزب الله ، ومن يخرج من حزب الله ، يدخل في حزب الشيطان ، إذ لا ثالث في البين ، مع أنّا لا نجد في القرآن من يترك فرع من الفروع ولا يعمل به يكون من حزب الشيطان ، فالإمامة فوق تلك الأُمور ـ أي الصلاة والصوم ـ ووجوب تولّي الإمام كوجوب الصلاة والصوم وأكثر ، كما عرفت.

وعندما نرجع إلى الأحاديث النبوية التي وردت من طرق أهل السنّة نجد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوضّح لنا منزلة الإمامة والخلافة ، وأنّ الإمام له منزلة لا تقلّ عن منزلة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسنّته كسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه يجب الرجوع إليه ، والإيمان به ، والأخذ عنه.

__________________

١ ـ الأنبياء : ٧٣.

٢ ـ المائدة : ٥٥ ـ ٥٦.

٣٤٩

فعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «فعليكم بسنّتي ، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، وعضّوا عليها بالنواجذ »(١) .

ففي هذا الحديث عدّة أُمور :

١ ـ إنّ هؤلاء خلفاء الراشدين المهديّين ، أي لا يحتاجون هداية غيرهم من الناس.

٢ ـ إنّ هؤلاء الخلفاء لهم سنّة مأمورون باتباعها.

٣ ـ إنّ سنّة هؤلاء الخلفاء كسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ قرن سنّته بسنّتهم ، ومن الواضح أن سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله معصومة لأنّه :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) ، فكذلك سنّة خلفائه ، بدليل المقارنة ، والأمر بالاتباع المطلق.

ومن الواضح : إنّ هذه الصفات لا نجد انطباقها على أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم ، فمن هؤلاء الذين هذه صفاتهم؟!

ج : إذا رجعنا إلى صحيح مسلم نجده يجيبنا على هذا السؤال ، فقد روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثني عشر خليفة كلّهم من قريش »(٣) .

ومواصفات هذا الحديث ، وهو قيام الدين بهؤلاء الاثني عشر ، تتلاءم مع صفات الحديث السابق تمام الملائمة.

إذاً ، يجب علينا الرجوع إلى هؤلاء ، كما أمر الحديث ، لأنّهم المهديّين ، والمبيّنين للسنّة النبوية ، والذين يقوم الدين بهم.

بل عندما نذهب إلى السنّة النبوية المطهّرة نرى : أنّ عدم الإيمان بهؤلاء جاهلية ، كما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية »(٤) .

__________________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ١٢٦ ، سنن الدارمي ١ / ٤٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ١٦ ، الجامع الكبير ٤ / ١٥٠ ، المستدرك ١ / ٩٦ ، كتاب السنّة : ٣٠.

٢ ـ النجم : ٤ ـ ٣.

٣ ـ صحيح مسلم ٦ / ٤.

٤ ـ كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٢٥ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠.

٣٥٠

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية »(١) .

فمن لم يؤمن بالإمامة هو شخص جاهلي ، أي : على الحالة التي كانت قبل الإسلام ، وهذا يوافق الآية ٥٥ و ٥٦ من المائدة ، التي تلزم المؤمنين بتولّي الله والرسول ، والذين آمنوا ، الذين تصدّقوا في الركوع ، وأن من لم يتولّهم يخرج من حزب الله إلى حزب غيره ، وهو الشيطان ، فيكون ميتاً على جاهلية كأن لم يؤمن بالله وبرسوله.

فتلخّص ممّا تقدم :

١ ـ إنّ الإمامة جزء من الدين الإسلامي ، فيجب الاعتقاد بها كالاعتقاد بغيرها من أحكام الدين.

٢ ـ إنّ الإمامة ترتقي إلى أن يكون متولّي الإمام من حزب الله ، وإلاّ يخرج منه.

٣ ـ إنّ الإمامة تعني القيام بالسنّة النبوية ، وبيانها للناس ، وأنّه يجب الرجوع إلى الإمام في أخذ الدين عنه ، كما أمرنا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

بعد ذلك كلّه ، كيف نقول : لا توجد أهمّية لبحث الإمامة؟!

وأمّا قولك على لسان المخالف : بأنّ القرب الإلهيّ يحصل بالصلاة والسجود فما أهمّية الموضوع؟

فالجواب عنه : عرفت فيما تقدّم مدى أهمّية الموضوع ، وأنّ الطريق إلى توحيد الله وعبادته هو بالالتزام بأوامره ، والأخذ بسنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتي يكون الإمام عمدتها ، وهو المبيّن لها.

إن العقل قاضٍ بوجوب طاعة الله من حيث ما يأمرنا به ، لا من أي طريق مهما كان ؛ لأنّه كما أنّ العقل أثبت وجوب حقّ الطاعة علينا لله كذلك أثبت وجوب طاعة الله من حيث ما يريده الله ، لا من حيث تشخيصنا نحن أو غير

__________________

١ ـ كتاب السنّة : ٤٨٩ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٣٥ ، المجموع ١٩ / ١٩٠ ، المحلّى ١ / ٤٦ و ٩ / ٣٥٩ ، نيل الأوطار ٧ / ٣٥٦ ، صحيح مسلم ٦ / ٢٢ ، كنز العمّال ٦ / ٥٢.

٣٥١

ذلك ، لأنّ الله هو الربّ ، وهو الذي يحدّد ، لا أنّنا نحن الذين نحدّد ، لأنّ الحقّ له ، فهو صاحب الحقّ.

( عبد الرسول عبد الله ـ أمريكا ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

أعلى رتبة من النبوّة :

س : أيّ الرتب أرفع؟ الإمامة أم النبوّة؟

ج : إنّ النبوّة هي رتبة لمن يتلقّى أخبار الغيب ليوصلها إلى الناس ، والرسول هو النبيّ الذي يأتي بشريعة خاصّة ، بوحي يوحى إليه ، فهو أرفع مكانةً من النبيّ ؛ هذا عند أهل الاصطلاح ، وقد يستعمل كلّ منهما في مقام الآخر تسامحاً ومجازاً.

وأمّا الإمام فهو من كانت له مهمّة التطبيق ، وقيادة المجتمع البشري ، وتنفيذ الوحي ، فهو أعلى رتبةً من النبيّ والرسول ، وممّا يدلّ عليه ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ إنّ الإمامة أعطيت لإبراهيمعليه‌السلام بعد مدّة طويلة من نبوّته ورسالته ، وبعد خضوعهعليه‌السلام لأوامر امتحانية صعبة :( وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًاً ) (١) .

والمتيقّن أنّهعليه‌السلام كان نبيّاً ورسولاً قبل هذه الامتحانات ، لتلقّيه الكلمات من ربّه وحياً.

( منير ـ السعودية ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : نقول نحن الشيعة : بأنّ الإمام يكون أعلى رتبة من النبيّ ، بدليل وصول النبيّ إبراهيم عليه‌السلام إلى مرتبة الإمامة بعد مرتبة النبوّة ، ولكن كيف لا نجد

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٣٥٢

الوحي مثلاً ينزل على أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، فقد يقول قائل : بأنّ هذا دليل على أنّ النبيّ أفضل من الإمام ، فكيف نردّ عليه؟ وشكراً لكم.

ج : إنّ هذا التساؤل ليس في محلّه ، فإنّنا نقول بتقدّم رتبة الإمامة على النبوّة ـ بالأدلّة المقرّرة في محلّها ـ ، والوحي من خصائص النبوّة ، فلا يرد علينا أنّه لماذا لم تحتو الإمامة على مختصّات النبوّة؟

وبعبارة واضحة : إنّ الاستدلال في المقام يبتني على تقديم الإمامة بكافّة مميّزاتها على النبوّة بجميع مواصفاتها ، ومنها نزول الوحي ، فلا معنى حينئذٍ ـ وبعد تمامية الأدلّة ـ أن نقول : لماذا لم يكن الإمام متصّفاً بصفة النبيّ؟ إذ لو كان كذلك كان الإمام نبيّاً ، فلا يبقى مجال للبحث والاستدلال.

هذا ، والتحقيق أنّ مجرد قابلية نزول الوحي لا تدلّ على أفضلية النبيّ على الإمام ، إذ إنّ الخلافة الإلهيّة على الأرض ـ والتي هي أعلى الرتب والمناصب ، وأقربها إلى الله تعالى ـ تتمثّل في الإمامة ، فالاستخلاف عن الله تعالى أعلى درجة من تلقّي الوحي ، ألا ترى أنّ الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام هم أرقى شأناً من جبرائيلعليه‌السلام الذي يأتي بالوحي؟

فيتّضح لنا : إنّ مجرد الوسيط بين الخالق والمخلوق في إيصال الوحي لا يدلّ على تقديمه على الإمامة ، التي هي مقام النيابة عن الله تعالى في قيادة المجتمع وهدايته.

( منير ـ السعودية ـ )

تعليق ثاني على الجواب السابق وجوابه :

س : وهل يمكن القول : بأنّ الإمام نبيّ أيضاً ، لأنّ جوابكم السابق قد يفسّر هكذا ، أرجو التوضيح ، وشكراً.

ج : ليس كلّ نبي إمام ، بل بعض الأنبياء اتّسموا بصفة الإمام أيضاً ، كما أنّه ليس كلّ إمام نبيّ ، فأئمّتناعليهم‌السلام أئمّة وأوصياء ، وهم ليسوا بأنبياء.

٣٥٣

( حميد ـ عمان ـ )

الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين :

السؤال : ما هو الدليل على أحقّية الإمام علي بالخلافة دون سواه؟

ج : سألت عن أمر هو بالحقيقة نقطة الافتراق الرئيسية بين الشيعة وأهل السنّة ـ وإن كان هذا لا يعني النزاع والتشرذم ـ فكما يقال : إنّ اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية.

فأهل السنّة ذهبوا إلى أنّ الخلفاء بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة : أوّلهم أبو بكر وآخرهم عليعليه‌السلام .

أمّا اتباع أهل البيتعليهم‌السلام فذهبوا إلى أنّ الخلافة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بلا فصل ، ومن بعده أبنائه الأحد عشر ، آخرهم الإمام المهديّ المنتظرعليه‌السلام .

واستدلّوا في اختصاص الإمام عليعليه‌السلام بالخلافة دون سواه بأدلّة كثيرة ، نقتصر على بعضها :

١ ـ من القرآن الكريم.

قال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) .

حيث ذهب مفسّرون وعلماء من الفريقين إلى أنّها نزلت في حقّ عليعليه‌السلام ، حينما تصدّق في أثناء الصلاة(٢) .

ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام واضحة ، بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول ، ومعلوم أنّ ولايتهما عامّة ، فالرسول

__________________

١ ـ المائدة : ٥٥.

٢ ـ أُنظر : شواهد التنزيل ١ / ٢١٩ ح ٢٢٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٥٧ ، أنساب الأشراف : ١٥٠ ح ١٥١.

٣٥٤

أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكذلك ولاية علي بحكم المقارنة.

٢ ـ من السنّة الشريفة.

أ ـ حديث المنزلة : وهو قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ».

وهو من الأحاديث المتواترة ، فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة ، ومصادره كثيرة(١) .

__________________

١ ـ فضائل الصحابة : ١٣ ، شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٧٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٦١ ، مسند أبي داود : ٢٩ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٠٦ و ١١ / ٢٢٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٦ و ٨ / ٥٦٢ ، مسند ابن راهويه ٥ / ٣٧ ، مسند سعد بن أبي وقّاص : ٥١ و ١٠٣ و ١٣٩ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، كتاب السنّة : ٥٥١ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٦١٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٤ و ١٠٨ و ١١٣ و ١٢٠ و ١٢٥ و ١٤٤ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ و ٦٤ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٨٦ و ٢ / ٦٦ و ٨٦ و ٩٩ و ١٣٢ و ١٢ / ٣١٠ ، أمالي المحامليّ : ٢٠٩ و ٢٥١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٦ و ٣٧١ , المعجم الصغير ٢ / ٢٢ و ٥٤ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٦ و ٣ / ١٣٩ و ٤ / ٢٩٦ و ٥ / ٢٨٧ و ٦ / ٧٧ و ٨٣ و ٧ / ٣١١ و ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ١ / ١٤٨ و ٢ / ٢٤٧ و ٤ / ١٨٤ و ٥ / ٢٠٣ و ١١ / ٦٣ و ١٢ / ١٥ و ٧٨ و ٢٤ / ١٤٦ ، نظم درر السمطين : ١٠٧ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ و ٩ / ١٦٧ و ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٣ و ١٣ / ١٠٦ و ١٥٨ و ١٦٣ و ١٩٢ و ١٦ / ١٨٦ ، فيض القدير ٤ / ٤٧١ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٨٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٩٢ و ٢ / ٣٥ ، الجامع لأحكام القرآن ١ / ٢٦٦ و ٧ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ٤٦٣ و ٨ / ٥٢ و ١١ / ٤٣٠ و ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣١ و ١٣ / ١٥١ و ٢٠ / ٣٦٠ و ٢١ / ٤١٥ و ٣٠ / ٣٥٩ و ٣٨ / ٧ و ٣٩ / ٢٠١ و ٤١ / ١٨ و ٤٢ / ٤٢ و ٥٣ و ١٠٠ و ١١١ و ١١٥ و ١٣٩ و ١٤٥ و ١٥٢ و ١٥٩ و ١٦٥ و ١٧١ و ١٧٧ و ١٨٢ و ٥٤ / ٢٢٦ و ٥٩ / ٧٤ و ٧٠ / ٣٥ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٧ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٣ و ٢٥ / ٤٢٣ و ٣٢ / ٤٨٢ و ٣٥ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦١ و ٧ / ٣٦٢ و ١٢ / ٢١٤ و ١٤ / ٢١٠ و ١٥ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، أنساب الأشراف : ٩٤ ، و ١٠٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٠ و ٣٧٤ و ٨ / ٨٤ ، جواهر المطالب ١ / ٥٨ و ١٧١ و ١٩٧ و ٢١٢ و ٢٩٦ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٤٤١ و ١١ / ٢٩١ و ٢٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ١٥٦ و ١٦٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٢ / ٩٧ و ١١٩ و ١٥٣ و ٢٣٧ و ٣٠٢ و ٣٨٩ و ٣ / ٢١١ و ٣٦٩ و ٤٠٣.

٣٥٥

ودلالته على ولاية عليعليه‌السلام وإمامته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضحة ، إذ إنّ هارون كان خليفة لموسىعليه‌السلام ونبيّاً ، وقد أثبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفس المنزلة لعليعليه‌السلام باستثناء النبوّة ، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة لهعليه‌السلام .

ب ـ حديث الغدير : وهو قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع ، حينما قام في الناس خطيباً في غدير خمّ ـ في خطبة طويلة ـ : «يا أيّها الناس ، إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ».

وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة ، وأورده جمع كبير من الحفّاظ في كتبهم ، وأرسلوه إرسال المسلّمات(١) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية عليعليه‌السلام واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحبّ والصديق وغيرهما ، لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية.

أمّا المقالية : فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته ، ثمّ جاء بقرينة واضحة على أنّ مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحبّ وما شاكل ، وذلك بقوله : «وأنا أولى بهم من أنفسهم » فهي قرينة تفيد أنّ معنى ولاية الرسول ، وولاية الله تعالى ، هو الولاية على النفس ، فما ثبت للرسول يثبت لعليعليه‌السلام ، وذلك لقوله : « من كنت مولاه فهذا مولاه ».

وأمّا الحالية : فإنّ أيّ إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهمّ الأُمور عنده ، وأعزّها عليه.

__________________

١ ـ مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ، المستدرك ٣ / ١٠٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ، المعجم الكبير ٤ / ١٧ و ٥ / ١٧٠ و ٥ / ١٩٢ و ٥ / ٢٠٤ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٨١ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٧٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢١٣ و ٢١٧ و ٢٣٠ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الجوهرة : ٦٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣١ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٢١ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٣ و ٣٩١.

٣٥٦

وهذا ما صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما حج حجّة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم ، ويخطبهم تلك الخطبة الطويلة ، بعد أن أمر بإرجاع من سبق ، وانتظار من تأخّر عن العير ، وبعد أمرهم لتبليغ الشاهد الغائب.

كلّ هذا فعله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليقول للناس : إنّ علياً محبّ لكم صديق لكم؟! فهل يليق بحكيم ذلك؟! وهل كان خافياً على أحد من المسلمين حبّ علي للإسلام والمسلمين؟ وهو الذي عرفه الإسلام بإخلاصه وشجاعته ، وعلمه وإيمانه.

أم أنّ ذلك يشكّل قرينة قطعية على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .

وهنالك أدلّة كثيرة أعرضنا عنها بغية الاختصار.

نسأله تعالى أن يعرّفنا الحقّ حقاً ، ويوفّقنا لاتباعه.

( محمّد ـ الكويت ـ )

بلّغ النبيّ لها في بدايات دعوته :

س : سؤالي هو عن رزية يوم الخميس ، القصّة تشير أنّ الكتاب الذي كان سيكتبه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتوقّف عليه ضلال أُمّة وهداها ، فكيف تركه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله خوفاً من الفتنة؟ علماً بأنّه من التبليغ الذي بلّغه الله له : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى )؟ فكيف يكون للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعطّل تبليغ أمر الله تعالى؟

وإن كان يتوقّف على ضلال أُمّة وهداها ، فهو من واجبات الدين ، فكيف أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يبلّغه قبل نزول الآية :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٢) ،

__________________

١ ـ المائدة : ٦٧.

٢ ـ المائدة : ٣.

٣٥٧

وكان الدين وقت الرزية قد اكتمل؟ آسف على الإطالة ، وشكراً .

ج : إنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بلّغ للإمامة والإمام من بعده من يوم الدار ، حيث تشير إليه آية الإنذار :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ) (١) ، وهو كان في بدايات الدعوة ، وتفاصيل القضية ذكر في حديث الدار ، الذي رواه الموالف والمخالف.

وكذلك حديث الثقلين ، قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عدّة مواطن ، وآخرها في مرضه ، فالحجّة تامّة بآيات وروايات مستفيضة ، والوصية إنّما كانت للتأكيد أكثر على هذا الأمر المهم.

ولمّا قال عمر مقولته التي هدّت ركناً من أركان الدين ، وهي : إنّ الرجل ليهجر ، أو : إن النبيّ غلبه الوجع ، فلو كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتب الكتاب لقالوا : كتبه في حين الهجر ، ولأثبتوا الهجر إلى الرسول يقيناً ، وانتقصوا من مقامه الرفيع ، وبذلك ربما انتقصوا مقام النبوّة ، وشكّكوا في الوحي ، ممّا سيجرهم إلى إنكار الدين والنبوّة ، فاكتفى الحبيب المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله بما قاله وكرّره قبل كتابة الوصية ، الذي تمّت به الحجّة.

( السيّد علي ـ إيران ـ )

عدم اجتماع إمامين في زمن واحد :

س : لماذا لا يمكن اجتماع إمامين في زمن واحد؟

ج : يمكن تصوير عدم الإمكان بدليلين :

١ ـ الدليل العقليّ : بما أنّ الإمامة هي حجّة الله على الخلق ، فهي عامّة لجميع البشرية قاطبة ، فهنا نقول : إن كان الإمام الثاني موافقاً للأوّل في جميع ما يطرح وما ينفي وما يثبت فيكون وجوده وتنصيبه للإمامة لغواً وعبثاً ، وأمّا إن خالفه وعارضه فهذا يستلزم كذب أحدهما ، وهو خلف كونه إماماً عامّاً للناس أجمعين.

__________________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٣٥٨

٢ ـ الدليل النقليّ : روي أنّ الإمام الصادقعليه‌السلام سئل : يكون إمامان؟ قال : « لا ، إلاّ وأحدهما صامت لا يتكلّم حتّى يمضي الأوّل »(١) .

( ـ ـ )

كلّ إمام كانت له مهمّة خاصّة :

س : لماذا لم يقم الإمام عليعليه‌السلام بالثورة؟ رغم أنّ الفتنة التي حدثت في عهده هي سبب الفتن في عهد الحسينعليه‌السلام ؟

لماذا لم يثر الإمام عليعليه‌السلام ، ولكن تأخّرت الثورة إلى زمان الحسين؟

لماذا لم يقم الإمام الحسن بها واكتفى بالصلح؟ لماذا الحسين لم يفعل مثل الحسن؟ وجزاكم الله ألف خير.

ج : نظرة سريعة وتأمّل بسيط في التاريخ حول الأجواء التي كانت تحكم في زمن الأئمّةعليهم‌السلام تعطينا خبراً بأنّ كلّ إمام كانت له مهمّة خاصّة تبعاً للظروف التي كانت تحيطه ، فمثلاً بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان الناس جديدي عهد بالإسلام ، فهنا الحفاظ على أصل الإسلام كان أوجب من إعلان الثورة من قبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والتي كانت ستؤدّي إلى ارتداد الكثير عن الإسلام.

وفي زمن الإمام الحسنعليه‌السلام بعدما بويع بالخلافة ، وخذلان أصحابه له ، حتّى أنّهم همّوا بتسليمه إلى معاوية ، وكانت الظروف تحتّم عليه تعريف معاوية إلى الملأ العام الذي كان قد اغترّ به ، فعمد إلى تنظيم بنود الصلح التي وافق عليها معاوية ومن ثمّ نقضها ، وفي ذلك تعرية كاملة لمعاوية ، وفي نفس بنود الصلح والشروط التي وضعها الإمام المجتبىعليه‌السلام تصريح في عدم شرعية خلافة معاوية.

وفي زمن الإمام الحسينعليه‌السلام ، حيث بويع ليزيد ، ويزيد ممّن كان يتجاهر

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٣١.

٣٥٩

بالكفر والفسق ، وكان هدفه محو الدين من أساسه ، فهنا كان الحفاظ على أصل الدين بالخروج والثورة ، إذ لو لم يخرج الإمام الحسينعليه‌السلام لكان يزيد قد هتك حرمة الإسلام ، بل لغيّر الإسلام ، ورجع إلى تقاليد الجاهلية.

فأهل البيتعليهم‌السلام ليس هدفهم الحكومة ، بل هدفهم سَوق الأُمّة إلى الحقّ ، ومن شئون سوق الأُمّة إلى الحقّ الحكومة ، فإذا اقتضت المصلحة في سوق الأُمّة إلى الحقّ ترك الحكومة تركوها.

( ـ ـ )

كيفية النصّ للإمام اللاحق من الإمام السابق :

س : كيف يتمّ النصّ للإمام اللاحق من الإمام السابق؟ هل يتمّ بالنصّ؟ فيرجى تزويدنا بتلك الروايات ، وكيف كان يعرف أهل زمان الإمام أنّه الإمام المنصوص عليه؟

كيف يتولّى الإمام الباقر الإمامة ، وكان لم يبلغ الخامسة من عمره؟ وهل للأئمّة معاجز؟ كدعاء الإمام زين العابدين للحجر الأسود لينطق بإمامته أمام محمّد ابن الحنفية؟ ولماذا لا نرى نصّاً لإمامة الإمام الحسن في نهج البلاغة؟

ج : يتمّ النصّ من الإمام السابق على إمامة اللاحق ، مضافاً إلى النصوص الواردة عن الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعض الأئمّةعليهم‌السلام على ذكر جميع الأئمّة المعصومين الاثني عشرعليهم‌السلام .

وورود النصّ هو أحد طريقي معرفة الإمامعليه‌السلام ، والطريق الآخر هو إظهار المعجزات والكرامات الدالّة على إمامته ، بحيث لا يبقى أيّ شكّ وريب في أحقّيته للإمامة.

وأمّا النصوص والمعاجز المذكورة فقد جاءت بحدّ التواتر والاستفاضة في كتب الحديث والتاريخ ، ويكفيك أن تراجع كتاب الحجّة والإمامة في كتاب الكافي ، وبحار الأنوار ، وغيرهما ، حتّى تقف على تلك الروايات كمّاً وكيفاً.

٣٦٠