موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 253026 / تحميل: 6993
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

١
٢

٣
٤

دليل الكتاب

السبئية وعبد الله بن سبأ ٧

السجود على التربة ١٥

سرية أُسامة ٢٧

السقيفة ٣٣

الشطرنج ٣٧

الشفاعة ٤٣

الشهادة الثالثة في الأذان ٥٣

الشورى ٥٩

الشيعة ٦٣

الصحابة ١٢٧

الصلاة ١٦٩

صلاة التراويح ١٩١

الصلاة عند القبور ٢٠٣

الصوم ٢٠٩

صوم يوم عاشوراء ٢١٥

الطهارة والنجاسة ٢٢٣

عائشة بنت أبي بكر ٢٢٧

٥

عالم الذرّ ٢٥٧

عثمان بن عفّان ٢٩٣

العصمة ٣٠٣

علم المعصوم ٣٥٩

عمر بن الخطّاب ٣٧٥

العولمة والحداثة ٤٠٧

الغدير ٤١١

الغسل ٤٢٧

الغلوّ ٤٣١

الغناء والموسيقى ٤٤١

الغيبة ٤٤٩

فاطمة الزهراءعليها‌السلام ٤٧١

فدك ٥١١

فرق ومذاهب ٥١٧

الفرقة الناجية ٥٦٧

الفهرس ٥٧٣

٦

السبئية وعبد الله بن سبأ :

( حامد ـ البحرين ـ )

ابن سبأ بين الأسطورة والواقع :

س : من هو عبد الله بن سبأ؟

ج : هناك نظريتان حول عبد الله بن سبأ ، نذكرهما باختصار :

١ ـ إنّ عبد الله بن سبأ شخصية وهمية وأسطورة ، وهذا القول كما ذهب إليه السيّد العسكري والشيخ مغنية ، ذهب إليه عدد من المفكّرين المسلمين المستشرقين.

نعم ، إنّ الآراء التي نشرها السيّد العسكري حول عبد الله بن سبأ ، الأسطورة السبئية ، والتي صدرت في مجلّدين ، ليست هي كُلّ النتائج التي توصّل إليها ، فهناك مجلّد مخطوط اسمه « عبد الله بن سبأ والأسطورة السبئية » حيث تناول فيه الأسطورة السبئية بتفصيل أوسع.

٢ ـ إنّ عبد الله بن سبأ له وجود عادي ، وأنّ الكثير ممّا نسب إليه لا أصل له ، بل اخترعه النواصب للطعن بالتشيّع.

والأدلّة تساعد على أنّ ابن سبأ كان له وجود ، ولكن أعداء التشيّع أرادوا وسيلة يتّخذونها للطعن بالتشيّع ، وخير وسيلة كانت لهم أن جعلوا من ابن سبأ شخصية تاريخية كبيرة نسبوا له تأسيس التشيّع ، مع أنّ ابن سبأ ملعون على

٧

لسان أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، وملعون على لسان علمائنا ، والشيعة منه براء ، ولا توجد له أيّ صلة بالتشيّع.

( عبد الله حاجي ـ الكويت ـ )

طعن علماء السنّة بابن سبأ :

س : تحياتي لكم على هذا المجهود الذي تبذلونه ، منذ فترة قريبة كنت أتناقش مع أحد السنّة ، فذكر لي شخص اسمه « عبد الله بن سبأ » ، لذا أُريد أن اسأل بعض الأسئلة عن هذا الشخص :

١ ـ هل كان يهودياً؟

٢ ـ هل صحيح أنّه مؤسّس مذهب الشيعة؟

٣ ـ هل صحيح أنّه دخل على الإمام عليعليه‌السلام ، وقال له : أنت ربّي؟

٤ ـ هل صحيح كانت له علاقة قوية بالإمام عليعليه‌السلام ؟

ج : نجيب على أسئلتك إجمالاً وتفصيلاً :

أمّا أجمالاً : بالنسبة لسؤالك الأوّل نقول : نعم ، كان يهودياً ، إن لم نقل أنّه شخصية وهمية.

وبالنسبة لسؤالك الثاني نقول : غير صحيح ، بل مؤسّس أساس التشيّع هو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وبالنسبة لسؤالك الثالث نقول : نعم ، هو أوّل من قال بألوهية الإمام عليعليه‌السلام .

وبالنسبة لسؤالك الرابع نقول : غير صحيح ، ومن يدّعي ذلك فليأتنا بدليل.

وأمّا تفصيلاً : فالذي أفاده جمع من المحقّقين والباحثين ـ كالعلاّمة السيّد مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ ـ أنّه رجل اختلقه خصوم الشيعة ، كيداً لهم وإزراءً عليهم.

وتأييداً لذا ، قال الدكتور عبد العزيز الهلابي ـ الأُستاذ في قسم التاريخ بكُلّية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض ـ : « وعلى أيّة حال ، فسَيف ـ وهو راوي قصّة ابن سبأ ـ أراد طعن الشيعة في الصميم ، وذلك بنسبة مذهب التشيّع

٨

إلى يهودي حاقد على الإسلام ، يريد تقويضه من الداخل ، وأنّ أفكار الشيعة ـ المعتدلين منهم والغلاة ـ ليست سوى أفكار هذا اليهودي »(١) .

وقال الدكتور طه حسين : « إنّ أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء ، إنّما كان متكلّفاً منحولاً ، قد اختُرع بأخَرَة ، حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفِرق الإسلامية ، أراد خصوم الشيعة أن يُدخِلوا في أُصول هذا المذهب عنصراً يهودياً ، إمعاناً في الكيد لهم والنيل منهم »(٢) .

ويأتي الدكتور أحمد محمّد صبحي ، ليستعرض كلام الدكتور طه حسين حول وهمية عبد الله بن سبأ ، ثمّ يعلّق على هذا الموضوع قائلاً :

« ويبدوا أنّ مبالغة المؤرّخين وكتّاب الفرق في حقيقة الدور الذي قام به عبد الله بن سبأ ، يرجع إلى سبب آخر غير ما ذكره الدكتور طه حسين ، فلقد حدثت في الإسلام أحداث سياسية ضخمة ـ كمقتل عثمان ، ثمّ حرب الجمل ، وقد شارك فيها كبار الصحابة ، وزوجة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكُلّهم يتفرّقون ويتحاربون ـ وكُلّ هذه الأحداث تصدم وجدان المسلم المتتبع لتاريخه السياسي ولم يكن من المعقول أن يتحمّل وزر ذلك كُلّه صحابة أجلاّء أبلوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلاءً حسناً ، فكان لابدّ أن يقع عبء ذلك كُلّه على ابن سبأ »(٣) .

وحسبكم هذه الكلمات التي كتبها محمّد كرد علي قائلاً : « أمّا ما ذهب إليه بعض الكتّاب من أنّ مذهب التشيّع من بدعة عبد الله بن سبأ ـ المعروف بابن السوداء ـ فهو وهم ، وقلّة علم بتحقيق مذهبهم ، ولمن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة ، وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف في ذلك ، علم مبلغ هذا القول من الصواب »(٤) .

____________

١ ـ وقفة مع الجزائري : ٨١ ، نقلاً عن كتاب الهلابي ، عبد الله بن سبأ : ٢٦.

٢ ـ نفس المصدر السابق ، نقلاً عن كتاب طه حسين ، علي وبنوه : ٥١٨.

٣ ـ نظرية الإمامة : ٣٩.

٤ ـ الغدير ٣ / ٩٥ ، نقلاً عن كتاب محمّد كرد علي ، خطط الشام ٦ / ٢٥١.

٩

( خالد ـ الجزائر ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : عفواً ، لكن هناك تناقضاً في إجاباتكم حول ابن سبأ المزعوم : فمرّة تقولون : إنّ ابن سبأ كان وهماً ، ومرّة تقولون : إنّه ادعى الألوهية لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع أنّ بعض أهل السنّة أنكروا أو شكّكوا في وجوده ، والذين رووا روايات ابن سبأ ضعّفهم علماء الرجال من السنّة ، وهذه بعض الأدلّة من كتب إخواننا من أهل السنّة :

١ ـ فقد أشرتم إلى رأي طه حسين ، وراجعت كتابه ـ الفتنة الكبرى عثمان ، الطبعة التاسعة ، دار المعارف القاهرة ـ فبعد ذكر ما رواه العامّة عن ابن سبأ المزعوم ، يقول في صفحة ١٣٤ :

« وأكبر الظنّ أنّ عبد الله بن سبأ هذا ـ إن كان كُلّ ما يروى عنه صحيحاً ـ إنّما قال ما قال ، ودعا ما دعا إليه بعد ما كانت الفتنة ، وعظم الخلاف ، فهو قد استغل الفتنة ولم يثرها.

وأكبر الظنّ كذلك أنّ خصوم الشيعة أيّام الأمويين والعباسيين قد بالغوا في أمر ابن سبأ هذا ، ليشكّكوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته من ناحية ، وليشنّعوا على علي وشيعته من ناحية أُخرى ، فيردّوا بعض أُمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيداً للمسلمين ، وما أكثر ما شنّع خصوم الشيعة على الشيعة! وما أكثر ما شنّع الشيعة على خصومهم في أمر عثمان ، وفي غير أمر عثمان!

فلنقف من هذا كُلّه موقف التحفّظ والتحرّج والاحتياط ، ولنكبّر المسلمين في صدر الإسلام عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم رجل أقبل من صنعاء ، وكان أبوه يهودياً ، وكانت أمّه سوداء ، وكان هو يهودياً ثمّ أسلم لا رغباً ولا رهباً ، ولكن مكراً وكيداً وخداعاً ، ثمّ أتيح له من النجح ما كان يبتغي ، فحرّض المسلمين على خليفتهم حتّى قتلوه ، وفرّقهم بعد ذلك ، أو قبل ذلك شيعاً وأحزاباً ».

١٠

٢ ـ وأشرتم إلى رأي الدكتور أحمد محمود صبحي ، فراجعت كلامه ، وانقل كلامه كاملاً بلا تحريف ، يقول الدكتور السنّي أحمد محمود صبحي في كتابه ـ الزيدية ، الطبعة الثانية سنة ١٩٨٤ دار الزهراء للنشر العربي ، صفحة ٢٢ ـ :

« وينسب الكثيرون ظهور التشيّع إلى هذه الفترة ، ويردّها بعض أهل السنّة إلى شخصية يهودي أسلم ليكيد للإسلام والمسلمين ، هو عبد الله بن سبأ ، ويصوّره القائلون بهذا الرأي محرّكاً الأحداث التاريخية ، بل والعقائدية في هذه الفترة ، من أواخر عهد عثمان وأثناء خلافة علي ، فهو يؤلّب الناس على عثمان حتّى أفضى الأمر إلى حصاره وقتله ، ثمّ هو يثير حرب الجمل ، ولم يكن اجتماع الفريقين على قتال.

أمّا من الناحية العقائدية ، فهو أوّل من نادى بقداسة علي ، وأنّه وصي النبيّ ، وأنّه نادى برجعته بعد مقتله ، ثمّ هو أوّل من هاجم الخلفاء الثلاثة ، واعتبرهم مغتصبون حقّه.

ويهدف كتّاب الفرق من أهل السنّة ـ أشاعرة وسلفية ـ من هذه الرواية إلى إدانة التشيّع من جهة ، وإلى تبرير قيام حرب بين بعض كبار الصحابة وتبرئتهم من دمائها ، حتّى تتسنّى موالاتهم جميعاً من جهة أُخرى ، لقد ساءتهم الحرب وأرادوا أن يحفظوا لصحابة كبار مكانتهم في نفوس المسلمين ، فلم يجدوا إلاّ أن يتحمّل وزر ذلك كُلّه يهودي أسلم ليكيد للإسلام.

ولكن فاتهم أنّ هذا التفسير يعني أنّ يهودياً نكرة ، قد تلاعب بصحابة كبار فأثار بينهم قتال ، وأمّا ما اختلقه ابن سبأ من عقائد فقد أثبت البحث الدقيق أنّ هذا استباق للحوادث ، وأنّ الأفكار المنسوبة إليه من اختلاق المتأخّرين ».

٣ ـ أمّا الرواية التي تصف ابن سبأ ، وما قام به من أعمال خيالية لا يقبلها العقل السليم ، فقد رواها جمع من السنّة ، والظاهر أنّ كُلّ من روى هذه الرواية مثل ابن خلدون وابن كثير وغيرهما ، أخذها من تاريخ الطبري ، لأنّه التاريخ المعتبر والمعتمد عند جمهور السنّة.

١١

نرجع إلى تاريخ الطبري ، طبعة دار الفكر ، بيروت لبنان ، الطبعة الأُولى سنة ١٩٩٨ ، المجلد الخامس ، أحداث سنة خمس وثلاثين ، صفحة ١٤٧ ذكر مسير من سار إلى ذي خشب من أهل مصر ، وسبب مسير من سار إلى ذي المروة من أهل العراق ، يقول الطبري : « أخبرنا شعيب بن إبراهيم ، أخبرنا سيف بن عمر ، عن عطية عن يزيد الفقعسي ، قال : كان ابن سبأ يهودياً من أهل صنعاء ».

هنا ندرس الرواية ورواتها حسب كتب الرجال من إخواننا من أهل السنّة :

أوّلاً : شعيب بن إبراهيم الكوفي ، مجهول ، راجع : ميزان الاعتدال ١ / ٤٤٧ ، لسان الميزان ٣ / ١٤٥.

ثانياً : سيف بن عمر ، يروي الأحاديث الكاذبة وينسبها إلى الرواة الثقات ، راجع : ميزان الاعتدال ١ / ٤٣٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٥.

ثالثاً : يزيد الفقعسي ، مجهول لم يذكر اسمه في كتب الرجال.

وبعد هذا ، لنا أن نتساءل : لماذا يصرّ بعض الناس على هذه الرواية التي رواها الطبري؟ مع أنّ كُلّ رواتها هم بين كذّاب ومجهول ووضّاع ، وهل يصحّ أن يعتمد على رواية كهذه في إثبات نسبة طائفة تعد ثاني أكبر طائفة من المسلمين؟

ولنا أن نتساءل : هل جهل العلماء ـ الذين أصرّوا على هذه الرواية ـ سند الرواية أم تجاهلوها؟ ولم يكن همّهم إلاّ اتهام الشيعة أنّهم من اختلاق اليهودي ابن سبأ المزعوم.

ج : ليس في إجاباتنا تناقض وتعارض ، غاية ما هنالك أردنا طرح المسألة بشكل فيه نوع من التردّد ، وعدم القطع برأي دون آخر ، وإنّما أشرنا إلى الآراء في المسألة ، وما ذُكر من استدلال ؛ ويرجع ذلك إلى أصل الواقع ، والاضطراب الشديد في جزئياتها ، والاختلافات في الأقوال ، وهذا هو السبب وراء من قال بأسطورية عبد الله بن سبأ.

١٢

( عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية )

وجود ابن سبأ محلّ نظر :

س : كنت أتصفّح في أحد المواقع الشيعية فوجدت هذه الرواية ، في بحار الأنوار : « وقال بعضهم : بل هو الربّ ، وهو عبد الله بن سبأ وأصحابه ، وقالوا : لولا أنّه الربّ كيف يحيي الموتى؟ قال : فسمع بذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام وضاق صدره ، وأحضرهم ، وقال : « يا قوم ، غلب عليكم الشيطان إن أنا إلاّ عبد الله ، أنعم عليّ بإمامته وولايته ووصية رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأرجعوا عن الكفر ، فأنا عبد الله وابن عبده ، ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله خير منّي ، وهو أيضاً عبد الله ، وإن نحن إلاّ بشر مثلكم ».

فخرج بعضهم من الكفر ، وبقي قوم على الكفر ما رجعوا ، فألحّ عليهم أمير المؤمنينعليه‌السلام بالرجوع ، فما رجعوا ، فأحرقهم بالنار ، وتفرّق منهم قوم في البلاد ، وقالوا : لولا أنّ فيه من الربوبية ما كان أحرقنا بالنار ، فنعوذ بالله من الخذلان »(١) .

وكان الموقع يعدّ هذا الشيء من معجزات الإمام عليعليه‌السلام ، فما ردّكم على هذه الرواية؟ وهل هي رواية صحيحة؟ والمعلوم أنّ عبد الله بن سبأ شخص أسطوري.

ج : وردت الإشارة إلى تلك الرواية في بحار الأنوار مرّتين ، مرّة نقلاً عن الفضائل ، وأُخرى عن عيون المعجزات ، وإذا رجعنا إلى سند الروايتين نجد أنّ كلاهما جاءت عن طريق أبي الأحوص عن أبيه ، عن عمّار الساباطي ، وهذا يعني أنّهما في الحقّيقة رواية واحدة منسوبة إلى عمّار الساباطي ، وبالرجوع إلى سند رواية عيون المعجزات ، نجد أنّ كلاً من حسّان بن أحمد الأزرق ، وموسى ابن عطية الأنصاري مجهول الحال.

____________

١ ـ بحار الأنوار ٤١ / ٢١٤.

١٣

وأنّ نسبة كتاب الأنوار إلى الحسن بن همام غير صحيحة ، بل الصحيح أنّ الكتاب لمحمّد بن همام ، هذا بالإضافة إلى ما قيل في عمّار من أنّه ضعيف فاسد المذهب ، لا يعمل على ما يختصّ بروايته.

وأمّا رواية الفضائل فإنّها مقطوعة السند ، كما وإنّ كلا الطريقين لا يظهر منهما أنّ عمّار الساباطي ينسب الرواية إلى المعصومينعليهم‌السلام ، بل هو ناقل لواقعة تاريخية هو بعيد عنها بما يقارب من المائة والخمسين سنة ، إذاً فالروايتان على هذا غير تامّتي السند.

هذا بالإضافة إلى أنّ هناك اختلافاً في مضمون الروايتين على الرغم من أنّ مرجع سندهما واحد ، فرواية عيون المعجزات تذكر أنّ الذين أحرقهم أمير المؤمنينعليه‌السلام وذراهم في الريح ، رجعوا إلى منازلهم بأحسنّ ما كانوا بعد ثلاثة أيّام ، والأُخرى لم تذكر ذلك.

ورواية الفضائل تذكر حال ذلك الملك وسقوط قصره وندمه عن عدم إيمانه بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه الآن في النار ، ولا يعذّب بالنار وغير ذلك ، والأُخرى لا تذكر ذلك ، كما وأنّ رواية الفضائل تقول : إنّ الذين قالوا أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام هو الربّ هو عبد الله بن سبأ وأصحابه ، والأُخرى تقول : إنّ بعضهم قالوا مثل ما قال عبد الله بن سبأ وأصحابه.

فهذه الاختلافات وغيرها تدلّ على أنّ الرواة غير مضبوطين في نقل الرواية ، فالحصيلة من كُلّ ذلك أنّه لا يمكن الاعتماد على هكذا رواية ، وإنّ ما تثبته من وجود عبد الله بن سبأ يبقى محلّ نظر.

وقد ذكرنا مسبقاً من أنّ هناك نظريتين : إحداهما تقول : إنّه شخصية وهمية ، والأُخرى تقول : بأنّه له وجود ، وإن كانت الأدلّة تساعد على أنّ ابن سبأ كان له وجود ، ولكن أعداء التشيّع أرادوه وسيلة يتخذونها للطعن بالتشيّع ، وخير وسيلة كانت لهم أن جعلوا من ابن سبأ شخصية تاريخية كبيرة ، نسبوا له تأسيس التشيّع مع أنّ ابن سبأ ملعون على لسان أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، وملعون على لسان علماء المذهب ، والشيعة منه براء ، ولا توجد أيّ صلة له بالتشيّع.

١٤

السجود على التربة :

( مفيد أبو جهاد ـ السعودية ـ )

أدلّته من السنّة :

س : ما الأدلّة التي تقول بوجوب السجود على التربة؟ في السنّة النبوية الشريفة ، وذلك من كتب الشيعة والسنّة؟

ج : إنّ الشيعة لا يوجبون السجود على التربة فحسب ، بل يوجبون السجود على الأرض ـ التي منها التربة ـ أو ما أنبتته الأرض ، إلاّ ما أُكل أو لبس ، فلا يجوز السجود عليه ، ويستدلّون على ذلك بـ :

١ ـ قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً »(١) ، ومن المعلوم ، أنّ لهذا الحديث ألفاظاً مختلفة ، ولكنّ المعنى والمضمون واحد.

كما لا يخفى أنّ المقصود من كلمة « مسجداً » يعني : مكان السجود ، والسجود هو وضع الجبهة على الأرض تعظيماً لله تعالى ، ومن كلمة « الأرض » يعني : التراب والرمل والحجر و... ، وممّا لاشكّ فيه ، أنّ التربة جزء من أجزاء الأرض ، فيصحّ السجود عليها.

____________

١ ـ الخصال : ٢٠١ و ٢٩٢ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٨٥ ، الأمالي للشيخ الطوسي : ٥٧ ، مسند أحمد ١ / ٣٠١ و ٢ / ٢٥٠ و ٤٤٢ و ٥٠٢ و ٥ / ١٤٥ ، سنن الدارمي ٢ / ٢٢٤ ، صحيح البخاري ١ / ٨٦ و ١١٣ ، سنن ابن ماجة ١ / ١٨٨ ، الجامع الكبير ٣ / ٥٦ ، سنن النسائي ١ / ٢١٠ و ٢ / ٥٦.

١٥

٢ ـ قال خالد الحذاء : رأي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يسجد كأنّه يتّقي التراب ، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ترّب وجهك يا صهيب »(١) .

وصيغة الأمر « ترّب » هنا تدلّ على استحباب السجود على التربة دون غيرها من أجزاء الأرض.

٣ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذر : «حيثما أدركت الصلاة فصلّ ، والأرض لك مسجد »(٢) .

٤ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا سجدت فمكّن جبهتك وانفك من الأرض »(٣) .

٥ ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت أصلّي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر ، فآخذ قبضة من حصى في كفّي لتبرد حتّى اسجد عليها من شدّة الحرّ(٤) .

فنقول : لو كان السجود على الثياب جائزاً ، لكان أسهل من التبريد جدّاً ، وهذا الحديث ظاهر على عدم جواز السجود على غير الأرض.

٦ ـ قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « لا تسجد إلاّ على الأرض ، أو ما انبتت الأرض ، إلاّ القطن والكتّان »(٥) .

٧ ـ قال الإمام الصادقعليه‌السلام : «السجود على الأرض فريضة ، وعلى الخمرة سنّة »(٦) . وظاهره : أنّ السجود على الأرض فرض من الله عزّ وجلّ ، والسجود على الخمرة ـ التي هي من النباتات ، حصيرة مصنوعة من سعف النخل ـ ممّا سنّه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________

١ ـ المصنّف للصنعاني ١ / ٣٩١.

٢ ـ صحيح البخاري ٤ / ١٣٦ ، صحيح مسلم ٢ / ٦٣ ، سنن النسائي ٢ / ٣٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٦ / ٣٧٧.

٣ ـ أحكام القرآن للجصّاص ٣ / ٢٧٢ ، كنز العمّال ٨ / ١٦٤.

٤ ـ مسند أحمد ٣ / ٣٢٧ ، سنن النسائي ٢ / ٢٠٤ ، السنن الكبرى للنسائي ١ / ٢٢٧.

٥ ـ الكافي ٣ / ٣٣٠ ، الاستبصار ١ / ٣٣١ ، تهذيب الأحكام ٢ / ٣٠٣.

٦ ـ الكافي ٣ / ٣٣١.

١٦

٨ ـ قال الإمام الصادقعليه‌السلام : «السجود لا يجوز إلاّ على الأرض ، أو ما انبتت الأرض ، إلاّ ما أُكل أو لبس »(١) .

والنتيجة : أنّ جميع الأحاديث تدلّ على وجوب السجود على الأرض ، أو ما انبتت من دون عذر ، وممّا لاشكّ فيه أنّ التربة هي جزء من الأرض ، فيصحّ السجود عليها ، بل تستحبّ إذا كانت من أرض كربلاء ، لوجود روايات كثيرة في هذا المجال عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

( أحمد ـ السعودية ـ )

أدلّة وضع الجبهة على الأرض :

س : أتمنّى منكم لو ترسلوا بعض الأدلّة من القرآن أو السنّة ، بما يفيد وجوب وضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه ، واستحباب باقي الأعضاء ، مع دعائي لكم بالتوفيق والتسديد.

ج : إنّ الأحكام الشرعية تعبّدية ، لا يمكن أخذها إلاّ من الكتاب والسنّة الصحيحة ، والروايات صريحة ودالّة على وجوب وضع الجبهة على الأرض ، أو ما يصحّ السجود عليه ، وأمّا باقي الأعضاء ، فمستحبّ.

والروايات الدالّة على ذلك كثيرة ، فقد ذكر الشيخ الحرّ العامليقدس‌سره في كتابه « وسائل الشيعة » تحت عنوان : أنّه لا يجوز السجود بالجبهة إلاّ على الأرض ، أو ما أنبتت غير مأكول ولا ملبوس(٢) ، فذكر أحد عشر حديثاً ، منها :

١ ـ عن هشام بن الحكم ، أنّه قال لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أخبرني عمّا يجوز السجود عليه؟ وعمّا لا يجوز؟

____________

١ ـ علل الشرائع ٢ / ٣٤١ ، تهذيب الأحكام ٢ / ٢٣٤.

٢ ـ وسائل الشيعة ٥ / ٣٤٣.

١٧

قال : «السجود لا يجوز إلاّ على الأرض ، أو على ما أنبتت الأرض ، إلاّ ما أُكل أو لبس » ، فقال له : جعلت فداك ما العلّة في ذلك؟

قال : «لأنّ السجود خضوع لله عزّ وجلّ ، فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل ويلبس ، لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون ، والساجد في سجوده في عبادة الله عزّ وجلّ ، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا ، الذين اغترّوا بغرورها ».

٢ ـ عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «لا يسجد إلاّ على الأرض ، أو ما أنبتت الأرض ، إلاّ القطن والكتّان ».

٣ ـ عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : «وكُلّ شيء يكون غذاء الإنسان في مطعمه أو مشربه أو ملبسه ، فلا تجوز الصلاة عليه ولا السجود ، إلاّ ما كان من نبات الأرض من غير ثمر ، قبل أن يصير مغزولاً ، فإذا صار غزلاً فلا تجوز الصلاة عليه ، إلاّ في حال ضرورة ».

كما وذكر تحت عنوان : عدم جواز السجود اختياراً على القطن والكتّان والشعر والصوف ، وكُلّ ما يلبس أو يؤكل ، سبعة أحاديث(١) .

وذكر تحت عنوان : جواز السجود بغير الجبهة على ما شاء ، ثلاثة أحاديث(٢) .

وذكر تحت عنوان : أنّ من أصابت جبهته مكاناً غير مستو ، أو لا يجوز السجود عليه ، ستة أحاديث(٣) .

كما وذكر صاحب كتاب ( جامع أحاديث الشيعة ) مائتين وتسعين حديثاً يتعلّق بالسجود ، فأشارت بعض أحاديثه إلى ذلك(٤) .

____________

١ ـ المصدر السابق ٥ / ٣٤٦.

٢ ـ المصدر السابق ٥ / ٣٥٢.

٣ ـ وسائل الشيعة ٦ / ٣٥٣.

٤ ـ جامع أحاديث الشيعة ٥ / ٤٦٣.

١٨

( يعقوب نور ـ الكويت ـ سنّي )

حكمته :

س : لماذا نرى بالمذهب الشيعي الصلاة على التربة؟

ج : إنّ السجود على الأرض ممّا أجمع عليه المسلمون ، لما رواه الكُلّ متواتراً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً »(١) .

والشيعة إنّما تسجد على التربة ، لأنّها قطعة متّخذة من الأرض ، يجوز السجود عليها ، وأمّا غير الأرض ، فلم يثبت جوازه.

ومن جانب آخر ، فإنّ الأرض وإن كانت كُلّها مسجداً ، إلاّ أنّ الدليل كما قد خصّ بعضها بالكراهة ـ كالأرض السبخة ـ خصّ بعضها الآخر بالرجحان والاستحباب ـ كأرض كربلاء ـ لمّا ورد عن أئمّتناعليهم‌السلام من الفضل الكثير ، والثواب العظيم للسجود عليها.

فالشيعة اتّخذت هذه القطع من الأرض كمسجد لها ، كما كان الأمر في الصدر الأوّل في اتّخاذ الحصباء والخمرة في هذا المجال.

ففي الحديث : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يسجد على الخمرة ، والخمرة حصيرة أصغر من المصلّى ، وقيل : الخمرة الحصير الصغير الذي يسجد عليه ، سمّيت خمرة لأنّ خيطها مستورة بسعفها(٢) .

وأيضاً عن ابن الوليد قال : « سألت ابن عمر عمّا كان بدء هذه الحصباء التي في المسجد؟ قال : نعم ، مطرنا من الليل فخرجنا لصلاة الغداة ، فجعل الرجل

____________

١ ـ الخصال : ٢٠١ و ٢٩٢ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٨٥ ، الأمالي للشيخ الطوسي : ٥٧ ، مسند أحمد ١ / ٣٠١ و ٢ / ٢٥٠ و ٤٤٢ و ٥٠٢ و ٥ / ١٤٥ ، سنن الدارمي ٢ / ٢٢٤ ، صحيح البخاري ١ / ٨٦ و ١١٣ ، سنن ابن ماجة ١ / ١٨٨ ، الجامع الكبير ٣ / ٥٦ ، سنن النسائي ١ / ٢١٠ و ٢ / ٥٦.

٢ ـ لسان العرب ٤ / ٢٥٨.

١٩

يمر على البطحاء ، فيجعل في ثوبه من الحصباء ، فيصلّي عليه ، فلمّا رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذاك قال : « ما أحسن هذا البساط » ، فكان ذلك أوّل بدئه »(١) .

( عادل عبد الحسين العطّار ـ البحرين ـ )

أمر مستحبّ لا واجب :

س : أُريد منك شرحاً مفصّلاً عن السجود على التربة الحسينية ، هذا لكثرة سؤال زوجتي ، لأنّها على المذهب السني المالكي ، هذا ، ووفّقكم الله إلى ما فيه الخير.

ج : إنّ الشيعة لا تجوّز السجود إلاّ على الأرض ، أو ما أنبتته الأرض من غير المأكول والملبوس ، وتستدلّ بما روي عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام في ذلك ، وكذلك تستدلّ بما روي في مصادر أهل السنّة ، منها :

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً » ، ومعلوم : أنّ لفظ الفرش ليس من الأرض ، ولا يصدق عليه اسم الأرض ، كما أنّ الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري قال : « فبصرت عيناي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على جبهته أثر الماء والطين »(٢) .

كما أنّ أحاديث كثيرة وردت : أنّ الصحابة كانوا يأخذون قبضة من حصى في كفّهم لتبرد حتّى يسجدون عليها(٣) ، وكذلك وردت أحاديث بأنّ النبيّ والصحابة كانوا يسجدون على حصير ، ويتخذّون منه خمرة للصلاة عليها ، ولا نطيل عليكم بذكر بقيّة الأحاديث ، والشيعة عملت بهذه الأحاديث.

____________

١ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٤٠.

٢ ـ صحيح البخاري ٢ / ٢٥٦ ، سنن أبي داود ١ / ٣١١ ، سنن النسائي ٢ / ٢٠٨ ، مسند أحمد ٣ / ٧ ، صحيح ابن حبّان ٨ / ٤٣١.

٣ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١٠٥ ، سنن أبي داود ١ / ١٠٠ ، المستدرك ١ / ١٩٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة ١ / ٣٥٨ ، صحيح ابن حبّان ٦ / ٥٣.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

ترجمته

قالابن خلكان: « أبو اسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، المفسّر المشهور، كان أوحد زمانه في علم التفسير، وصنّف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتاب سياق تاريخ نيسابور، وأثنى ليه وقال: هو صحيح النقل موثوق به وتوفي في سنة ٤٢٧ وقال غيره: توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة ٤٣٧. رحمه الله تعالى »(١) .

(٧٠)

رواية الحافظ أبي نعيم

رواه في كتاب ( معرفة الصحابة ) حيث قال:

« حدثنا عبدالله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبدالله، ثنا الفضل بن دكين ثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكرت علياً فتنّقصته فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر، وقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

رواه أبوبكر بن ابي شيبة عن الفضل مثله » ٣ / ١٦٤.

ورواه في كتاب ( حلية الأولياء ) حيث قال:

____________________

(١). وفيات الأعيان ١ / ٦.

١٢١

« حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا العباس بن علي النسائي، ثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه غريب من حديث طاوس، لم نكتبه إلّا من هذا الوجه » ٤ / ٢٣.

وقال: « حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة ابن سعد قال: شهدت علياً على المنبر ناشداً أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وفيهم: أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك - وهم حول المنبر وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم. فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلّهم فقالوا: اللهم نعم. وقعد رجل فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت. فقال: أللهم إنْ كان كاذباً فاضربه ببلاءٍ حسن. قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة. غريب من حديث طلحة، تفرّد به مسعود عنه مطوّلاً. ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله. ورواه الأجلح وهانئ ابن أيوب عن طلحة » ٥ / ٢٧.

ورواه في كتاب ( أخبار أصبهان ) حيث قال:

« حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان المديني سنة ٢٩٠ ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: شهدت علياً على المنبر يناشد أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد. فقام اثنا عشر رجلاً منهم: أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ١ / ١٠٧.

قال المتقي: « ألا إنّ الله وليّي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي

١٢٢

مولاه، أبو نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معاً »(١) .

وقال: « من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه طب عن ابن عمر. ش عن أبي هريرة وأثني عشر من الصحابة حم. طب عن أبي أيوب وجمع من الصحابة، ك عن علي وطلحة. حم طب ص. عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلاً من الصحابة. أبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد. الخطيب عن أنس »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: وفيها: « توفي أبو نعيم الاصبهاني أحمد بن عبدالله بن احمد بن إسحاق الحافظ الصوفي تفرّد في الدنيا بعلوّ الإِسناد، مع الحفظ والاستبحار في الحديث وفنونه وصنّف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار »(٣) .

٢ - اليافعي: « فيها: توفي الحافظ الشيخ العارف أبو نعيم الاصفهاني كان من أعلام المحدّثين وأكابر الحفاظ المفيدين، أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به »(٤) .

____________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦٠٨.

(٢). نفس المصدر ١١ / ٦٠٩.

(٣). العبر حوادث سنة ٤٣٠.

(٤). مرآة الجنان حوادث سنة ٤٣٠.

١٢٣

(٧١)

رواية ابن السّمان

قال الحافظ محبّ الدين الطبري بعد ذكر حديث رباح: « وعنه قال: بينما علي جالس، إذ جاء رجل فدخل وعليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي، قال: من هذا؟ فقال: أبو أيوب الأنصاري. قال علي: أفرجوا له، ففرجوا. فقال أبو أيوب: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. خرّجه البغوي في معجمه.

وعن البراء بن عازب قال: كنّا عند النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرة، فصلّى الظهر، وأخذ بيد علي، وقال: ألستم تعملون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وعن زيد بن أرقم مثله.

خرّجهما أحمد في مسنده، وخرّج الأول ابن السمّان، وأخرج أحمد في كتاب المناقب معناه »(١) .

وقال الطبري: « وخرج ابن السمّان عن عمر منه: من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرّجه المخلّص الذهبي »(٢) .

____________________

(١). الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.

(٢). الرياض النضرة ٢ / ٢٢٣.

١٢٤

وقال الطبري: « وعن عمر أنه قال: علي مولى من كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مولاه.

وعن سالم قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئاً ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال: إنه مولاي.

وعن عمر - وقد جاء أعرابيان يختصمان فقال لعلي: اقض بينهما يا ابا الحسن، فقضى علي بينهما. فقال أحدهما: أهذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا!! هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن، ومن لم يكن علي مولاه فليس بمؤمن.

وعنه وقد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني وبينك هذا الجالس، وأشار إلى علي بن أبي طالب. فقال الرجل: هذا الأبطن!! فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثم قال: أتدري من صغّرت؟ إنّه مولاي ومولى كل مؤمن.

خرّجهنّ ابن السمّان »(١) .

ترجمته

١ - الرافعي: « إسماعيل بن علي بن الحسين السمّان أبو سعد الرازي، حافظ مكثر، سمع وجمع وكتب وطاف الكثير، ومعجم شيوخه ومعجم البلدان من جمعه يوضّحان سعة رحلته وطلبه وسماعه، وورد قزوين »(٢) .

٢ - الذهبي: « أبو سعد السّمان إسماعيل بن علي الرّازي الحافظ قال الكناني: كان من الحفّاظ الكبار، زاهداً عابداً، يذهب إلى الاعتزال، قلت: كان متبحّراً في العلوم، وهو القائل: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإِسلام.

وله تصانيف كثيرة، يقال: إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ، وكان رأساً في القراءة

____________________

(١). نفس المصدر ٢ / ٢٢٤ - ٢٢٥.

(٢). التدوين في أهل العلم بقزوين ٢ / ٢٩٨.

١٢٥

والحديث والفقه، بصيراً بمذهبي أبي حنيفة والشافعي، لكنه من رؤس المعتزلة، وكان يقال: إنه ما رأى مثل نفسه »(١) .

٣ - اليافعي: « الحافظ أبو سعد السّمان إسماعيل بن علي الرازي، قال الكناني: كان من الحفاظ الكبار زاهداً عابداً »(٢) .

٤ - السيوطي: « السّمان الحافظ الكبير المتقن أبو سعد وكان من الحفاظ الكبار، إماماً بلا مدافعة في القرآن والحديث والرجال والفرائض والشروط وفقه أبي حنيفة والخلاف، زاهداً ورعاً معتزلياً ومات في شعبان سنة ٤٤٣ »(٣) .

(٧٢)

رواية أبي بكر البيهقي

قال الشيخ نور الدين ابن الصباغ المالكي المكي: « وروى الامام أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب أنه قال: كنا [ مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصّلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرتين، فصلّى الظهر وأخذ بيد علي فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وروى الحافظ أبوبكر

____________________

(١). طبقات الحفاظ ٤٣٠.

(٢). العبر حوادث سنة ٤٤٥.

(٣). مرآة الجنان حوادث سنة ٤٤٥.

١٢٦

أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله تعالى أيضاً هذا الحديث بلفظه مرفوعاً إلى البراء ابن عازب »(١) .

وقد روى الخطيب الخوارزمي روايات عديدة عن البيهقي، وكذا جمال الدين الزرندي كما ستسمع فيما بعد إنْ شاء الله تعالى.

ترجمته

قالالسيوطي: « البيهقي - الإِمام الحافظ العلّامة شيخ خراسان، أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي، صاحب التّصانيف. ولد سنة ٣٨٤ في شعبان، ولزم الحاكم، وتخرّج به، وأكثر عنه جدّاً، وهو من كبار أصحابه، بل زاد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وبرع، وأخذ في الأصول، وانفرد بالإِتقان والضبط والحفظ مات في عاشر جمادى الأولى سنة ٤٥٨ بنيسابور، ونقل في تابوت إلى بيهق مسيرة يومين »(٢) .

(٧٣)

رواية ابن عبد البر

قال أبو عمر ابن عبد البر: « وروى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كلّ واحد منهم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وبعضهم لا

____________________

(١). الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ٤٠.

(٢). طبقات الحفاظ ٤٣٣ وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٢ وتاريخ ابن كثير ١٢ / ٩٤ طبقات السبكي ٤ / ٨ وفيات الأعيان ١ / ٢٠ وشذرات الذهب ٣ / ٣٠٤ والنجوم الزاهرة ٥ / ٧٧ والمنتظم ٨ / ٢٤٢

١٢٧

يزيد عن: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

قالاليافعي: « الحافظ أبو عمر ابن عبد البر القرطبي، أحد الأعلام وصاحب التصانيف، وعمره خمس وتسعون سنة وخمسة أيام، قيل: وليس لأهل المغرب أحفظ منه، مع الثقة والدين والنزاهة والتبحّر في الفقه والعربية والأخبار وكان له بسطة كثيرة في علم النسب، مع ما تقدّم من الفقه والأخبار والعربية »(٢) .

(٧٤)

رواية الخطيب البغدادي

أخرج في ( تاريخ بغداد ) بقوله:

« الحسن بن علي بن سهل العاقولي، حدّث عن حمدان بن المختار. روى عنه القاضي أبوبكر ابن الجعابي. أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - قطيط - أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل بإصبهان، حدّثنا محمد بن عمر التميمي الحافظ، حدثنا الحسن بن علي بن سهل العاقولي، حدّثنا حمدان بن المختار، حدثنا حفص بن عبيدالله بن عمر عن سفيان الثوري، عن علي بن زيد، عن أنس قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ٧ / ٣٧٧.

____________________

(١). الاستيعاب ٣ / ١٠٩٩.

(٢). مرآة الجنان حوادث ٤٦٣ وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ووفيات الأعيان ٢ / ٣٤٨ وشذرات الذهب ٣ / ٣١٤ والعبر ٣ / ٢٥٥ والديباج المذهّب: ٣٧٥.

١٢٨

« أخبرنا ابن بكر، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبدالله بن عمر ابن حفص بن بيان بن دينار الأخباري - في منزله بدرب الساج، في جوار ابن الشونيزي، في سنة ٣٦٣ - حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطّار، عن يزيد أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: سمعت علياً - بالرحبة - ينشد الناس: من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدرّياً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ١٤ / ٢٣٦.

قال المتقي الهندي: « عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير: من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام، فشهد اثنا عشر بدرياً. قالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. عم ع وابن جرير خط ص »(١) .

ترجمته

١ - اليافعي: « والحافظ أحد أئمة الأعلام، صاحب التواليف المنتشرة في الإِسلام، أبوبكر الخطيب، أحمد بن علي بن ثابت البغدادي صنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف وكان فقيهاً يغلب عليه الحديث والتاريخ، توفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة، وقال السمعاني: في شوال وكان قد انتهى إليه علم الحديث وحفظه، قال ابن ماكولا: لم يكن

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٧١.

١٢٩

للبغداديين بعد الدار قطني مثل الخطيب »(١) .

٢ - ابن قاضي شهبة: « أحد حفاظ الحديث وضابطيه المتقنين، وشهرته في الحديث تغني عن الإِطناب في ذكر مشايخه فيه، وتعداد البلدان التي رحل إليها وسمع فيها، وذكر مصنفاته في ذلك، فإنها تزيد على ستين مصنفاً، منها تاريخ بغداد، قال ابن ماكولا: كان آخر الأعيان ممّن شاهدناه معرفة وحفظاً وإتقاناً وضبطاً لحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتفنّناً في علله وأسانيده، وعلماً بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره، وقال: ولم يكن للبغداديين بعد الدار قطني مثله، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان أبوبكر الخطيب يشبّه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه، قال ابن السمعاني: كان مهيباً وقوراً، ثقة متحرّياً، حجة حسن الخط، كثير الضبط فصيحاً ختم به الحافظ »(٢) .

(٧٥)

رواية أبي الحسن الواحدي

سيأتي نص عبارته في وجوه دلالة حديث الغدير إنْ شاء الله تعالى.

ترجمته

قال ابن خلكان: « علي بن أحمد بن علي بن متوّيه الواحدي، صاحب التفاسير المشهورة، كان أستاد عصره في النحو والتفسير، ورزق السّعادة في تصانيفه، وأجمع الناس على حسنها، وذكرها المدرّسون في تدريسهم، منها: البسيط في تفسير القرآن الكريم، وكذلك الوسيط، وكذلك الوجيز، ومنه أخذ أبو حامد الغزّالي أسماء كتبه الثلاثة، وله كتاب أسباب النزول، والتحبير في التفسير وكان الواحدي المذكور تلميذ الثعلبي صاحب التفسير المقدّم ذكره في حرف

____________________

(١). مرآة الجنان حوادث ٤٦٣.

(٢). طبقات الشافعية ١ / ٢٤٦.

١٣٠

الهمزة، وعنه أخذ علم التفسير وأربى عليه، وتوفي عن مرض طويل في جمادى الآخرة سنة ٤٦٨ بمدينة نيسابور. رحمه الله تعالى »(١) .

(٧٦)

رواية أبي سعيد السجستاني

لقد علم فيما تقدم ان أبا سعيد مسعود بن ناصر السجستاني ممّن قد جمع طرق حديث الغدير وأسانيده، وقد أسمى كتابه بـ « الدراية في حديث الولاية » ومن ذلك الحديث التالي عن عبدالله بن عباس: « قال: لمـّا خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى حجة الوداع، نزل بالجحفة، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فأمره أن يقوم بعلي فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّها الناس ألستم تزعمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره وأعزّ من أعزه، وأعن من أعانه. قال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم »

(٧٧)

رواية ابن المغازلي

روى حديث الغدير حيث قال: « قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه: - أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيدالله بن العلاف البزار إذناً قال: إخبرنا عبد السلام بن حبيب البزار قال: أخبرنا عبدالله بن محمد ابن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحداني، حدثنا الوليد بن صالح

____________________

(١). وفيات الأعيان ٢ / ٤٦٤.

١٣١

عن امرأة زيد بن أرقم قالت:

أقبل نبيّ الله من مكة في حجة الوداع، حتى نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير الجحفة، بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهنّ من شوك، ثم نادى الصلاة جامعة، فخرجنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في يوم شديد الحر، وإنّ منا لمن يضع رداءه على رأسه، وبعضه على قدميه، من شدة الرمضاء، حتى انتهينا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلّى بنا الظهر، ثم انصرف إلينا فقال:

الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله.

أمّا بعد، أيّها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلّا نصف من عمر من قبله، وإن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أسرعت في العشرين، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم، ألا وإنّي وأنتم مسؤلون، فهل بلّغتكم، فما ذا أنتم قائلون؟ فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب، يقولون: نشهد أنك عبدالله ورسوله، قد بلّغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنّا خير ما جزى نبيّاً عن أمته.

فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأن الجنّة حق وأن النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى، قال: فإني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني.

ألا وإني فرطكم وإنكم تبعي، توشكون أن تردوا عليّ الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقليّ. كيف خلفتموني فيهما. قال: فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبي وأمي أنت يا نبيّ الله ما الثقلان؟

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الأكبر منهما كتاب الله تعالى، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسّكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي

١٣٢

وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم، ولا تقهروهم، ولا قصّروا عنهم، فإني قد سألت لهم اللّطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل، ووليّهما لي وليّ وعدوهما لي عدوّ.

ألا وإنها لم تهلك أمّة قبلكم حتى تتدين بأهوائها، وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط.

ثم أخذ بيد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فرفعها، ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليّه فهذا وليّه، اللهمَّ وال من والاه وعاد من عاداه، قالها ثلاثاً. هذا آخر الخطبة ».

« أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين ابن السماك قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا علي بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب عن مطر الورّاق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجة كتب له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خم، لمـّا أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن، فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

« أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين عبيدالله ابن أحمد بن البوّاب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا وهبان قال: أخبرنا خالد بن عبدالله، عن الحسن بن عبدالله، عن أبي الضحى عن زيد ابن أرقم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت وليّه فعلي وليّه - أو مولاه - ».

« أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي البيّع قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصلت الأهوازي، قال حدثنا محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا علي بن

١٣٣

الحسين الهاشمي، حدثنا أبي، حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر ابن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي قال: حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش قاضي الري، عن الجراح الكندي عن أبي إسحاق الهمداني عن عبد خير وعمرو ذي مر وحبة العرني قالوا: سمعنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو عبدالله الحسين ابن محمد العدل العلوي الواسطي قال: حدثنا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سريّة، واستعمل علينا عليّاعليه‌السلام ، فلما رجعنا قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال: فشكوته - أو شكاه غيري - وكنت رجلا مكبابا، فرفعت رأسي فإذا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد احمرّ وجهه وهو يقول: من كنت وليّه فعلي وليّه ».

« أخبرنا أبو الفضل محمد بن حسين بن عبيدالله البرجي الاصفهاني فيما كتب إلي أن أحمد بن عبد الرحمن بن العباس الأسدي حدّثهم: حدثنا أبو حامد احمد بن جعفر الأشعري قال: حدثنا يعلى بن محمد ابن جمهور، عن أحمد بن حمزة عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه

١٣٤

عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« أخبرنا أحمد بن محمد البزار، قال حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا علي بن عبدالله بن مبشر قال: حدثنا الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا حنش بن الحارث عن رباح بن الحارث قال: كنا مع عليعليه‌السلام في الرحبة، إذ جاء ركب من الأنصار فقالوا: السلام عليك يا مولانا قال: كيف ذا وأنتم قوم من العرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم انصرفوا. فقلت: من القوم؟ قالوا: قوم من الأنصار وفينا أبو أيوب الأنصاري ».

« أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا الجورابي قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال: حدثني شاذان عن عمران بن مسلم عن سويد بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

« أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد ابن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال: حدثنا محمد يعني ابن علي بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن نهار بن عمار، قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، قال: حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو محمد قيس بن الربيع، عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله بن مسعود: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

« أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبدالله بن شوذب قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد، حدثنا أبو إسرائيل الملّائي عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم قال: نشد عليعليه‌السلام الناس في المسجد قال: أنشد الله رجلاً

١٣٥

سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وكنت أنا ممن كتم فذهب بصري ».

« أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي قال: حدثنا ابن مبشر، قال: حدثنا عمار بن خالد قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك عن عطية العوفي قال: رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره فسألته عن حديث فقال: إنّكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم قال: قلت: أصلحك الله إني لست منهم، ليس عليك مني عار، قال: أيّ حديث؟ قال قلت: حديث علي يوم غدير خم، فقال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم غدير خم، وهو آخذ بعض علي، فقال: يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه ».

« أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال حدثنا أبو عبدالله الحسين بن العلوي العدل، قال حدثنا أبو الحسن علي بن مبشر، قال حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كنت وليه فعلي وليه ».

« أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل، قال حدثنا أبو الحسين بن أخي كبير الزيّات قال: حدثنا إسحاق الحربي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة، قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكرت عليّا فتنقّصته، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر، قال: يا بريدة أو لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

« أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا علي بن عبدالله بن مبشر قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي

١٣٦

قال: حدثنا عبدالله بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة وبكر بن سوادة، عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبدالله، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بخم فتنحّى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب فشقّ على النبي تأخّر الناس، فأمر عليّاً فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فهم متوسّداً علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيها الناس إنه قد كرهت تخلّفكم عني، حتى خيّل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني. ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله منّي بمنزلتي منه، فرضي ‌الله ‌عنه كما أنا عنه راض، فإنّه لا يختار علي قربي، ومحبّتي شيئاً، ثم رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فابتدر الناس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله، فرضي رسول الله عنهم عند ذلك ».

« وحدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبدالله الإِصفهاني - قدم علينا واسطاً - إملاءاً من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة ٤٣٤، قال حدثنا محمد بن علي بن عمر بن المهدي قال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي الاصفهاني، قال: حدثنا إسماعيل ابن عمر البجلي قال: حدثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف، عن عميرة ابن سعد قال: شهدت عليّاًعليه‌السلام على المنبر ناشداً أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سمع رسول الله يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد، فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلّى

١٣٧

الله عليه وسلّم، وقد روى حديث غدير خم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة. تفرّد عليعليه‌السلام بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد»(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « كان فاضلاً، عارفاً برجالات واسط وحديثهم، وكان حريصاً على سماع الحديث وطلبه، رأيت له ذيل التاريخ الواسط وطالعته، وانتخب منه، سمع: أبا الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا بكر أحمد بن محمد الخطيب، وأبا الحسن أحمد بن المظفر العطار وغيرهم. روى عنه: ابنه بواسط، وأبو القاسم علي بن طراد الوزير ببغداد. وغرق ببغداد في دجلة، في صفر سنة ٤٨٣، وحمل ميتاً إلى واسط، ودفن بها »(٢) .

٢ - الزبيدي: « وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيّب الجلّابي، عالم مؤرّخ، سمع الكثير من أبي بكر الخطيب، وله ذيل تاريخ واسط »(٣) .

٣ - محمد بن عبدالله الحضرمي: « كان محدثاً يسند إليه في زمانه، روى عنه الكثير، وهو عن جماعة، وكان ثقة أميناً، صدوقاً معتمداً في منقولاته مسنداً اليه في مروياته، له كتب منها ذيل تاريخ واسط لأسلم المشهور ببحشل وكتاب في مناقب سيدنا علي كرم الله وجهه، جمع فيه فأوعى، نقل فيه عن ثقاة الرواة »(٤) .

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب ١٦ - ٢٧.

(٢). الأنساب - الجلّابي.

(٣). تاج العروس ١ / ١٨٦.

(٤). الميزان القاسط في ترجمة مؤرخ واسط: ١٩ عن طبقات الحضرمي.

١٣٨

(٧٨)

رواية الحسكاني

ولقد علم فيما تقدم أن عبيدالله بن الحسكاني، ممّن ألف في جمع طرق حديث الغدير مؤلفاً خاصاً، وقد أسماه بـ « دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة »(١) .

(٧٩)

رواية السمعاني

ورواه أبو المظفّر منصور بن محمد بن عبد الجبّار السّمعاني، المتوفّى ٤٨٩. فقد روى السيد هاشم بن سليمان الحسيني البحرانيرحمه‌الله عن كتاب ( فضائل الصحابة ) له ما نصّه: « عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّة الوداع، حتى إذا كنّا بغدير خم نودي فينا: الصّلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرتين، فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثم قال رسول الله: فإنّ هذا مولى من أنا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت

____________________

(١). وتوجد ترجمة القاضي الحسكاني في تذكرة الحفاظ ٤ / ٣٩٠، وطبقات الحفاظ للسيوطي، وتاريخ نيسابور لعبد الغافر النيسابوري، وغيرها.

١٣٩

وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة »(١) .

و عنه: « عن أبي هريرة عن عمر بن الخطّاب: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

و عنه: « عن البراء: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بغدير خم، وأمر فكسح بين شجرتين، وصيح بين الناس فاجتمعوا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بالمؤمنين من آبائهم؟ قالوا: بلى. فدعا عليّاً فأخذ بعضده ثمّ قال: هذا وليّكم من بعدي. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام عمر إلى علي فقال ليهنئك يا ابن أبي طالب، أصبحت - أوقال: أمسيت - مولى كلّ مؤمن »(٣) .

وعنه: « عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لعمر: إنّك تصنع بعلي ما لا تصنع بأحد من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال: لأنّه مولاي »(٤) .

وقال السيد البحراني: « ومن كتاب الفضائل لأبي المظفّر السّمعاني أيضاً باسناده قال: قدم أبو هريرة ودخل المسجد، فاجتمعنا حوله، وقام رجل وقال: أنشدك - أي أسألك - إنّ حديثا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. قال: فإنّي رأيتك واليت أعدائه وعاديت أوليائه »(٥) .

ترجمته

والسمعاني: من أكابر المحدثين ومشاهيرهم. ترجم له:

الأسنوي: في طبقاته ٢ / ٢٩.

والسبكي: في طبقاته ٥ / ٣٢٥.

والذهبي: في العبر ودول الإسلام حوادث ٤٨٩.

____________________

(١ - ٤) غاية المرام: ٨٤.

(٥). غاية المرام: ٨٥.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585