موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 253260 / تحميل: 6998
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الأعرابي: كان من حفّاظ الحديث والفقه، ظاهريّ المذهب. مات في ربيع الآخر سنة ٢٨٧ »(١) .

(٤٠)

رواية زكريا بن يحيى السجزي

قال النسائي: « أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبدالله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعداً قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « س - زكريا بن يحيى السجزي الحافظ، أبو عبد الرحمن خيّاط السنّة، عن شيبان وقتيبة، وعنه رفيقه س والطبراني، ثقة. ولد ١٩٥، ومات ٢٨٩ »(٣) .

٢ - ابن حجر: « قال النسائي: ثقة. وقال عبد الغني بن سعيد: حافظ ثقة »(٤) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ ٢٨٠.

(٢). الخصائص: ٩٥.

(٣). الكاشف ١ / ٣٢٤.

(٤). تهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٤.

٨١

(٤١)

رواية عبدالله بن أحمد

قال عبدالله: « حدثنا العباس بن الفضل الأسقاطي، ثنا الحسين بن علي، ثنا عمران بن أبان، حدثني مالك بن الحسين بن مالك بن الحويرث، حدثني أبي عن جدي قال: رقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

وقال المتقي: « عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت عليّاً في الرحبة ينشدالناس: أنشد الله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. لمـّا قام. فشهد اثنا عشر بدريّا فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. عم ع وابن جرير خط ص »(٢) .

وقال ابن كثير: « وقال أبو يعلى وعبدالله بن أحمد في مسند أبيه: ثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت »(٣) .

وقال عبدالله بن أحمد في فضائل علي لأبيه: « حدثنا حجاج، قال: حدثنا حمّاد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء - وهو ابن عازب - قال: أقبلنا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع، حتى كنا بغدير خم فنودي

____________________

(١). زوائد مسند أحمد بن حنبل ( هذا الحديث من زوائد عبدالله غير الموجودة في المسند ).

(٢). كنز العمال ١٣ / ١٧١.

(٣). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٧.

٨٢

فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين شجرتين، وأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا مولى من أنا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ».

وعنه أيضاً: « حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا ابراهيم بن اسماعيل عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن أبي ليلى الكندي أنه حدّثه قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة، فسأله رجل من القوم فقال: يا أبا عامر أسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: نعم. قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: نعم قالها أربع مرات ».

و عنه أيضاً: « حدثنا عبدالله بن الصقر سنة تسع وتسعين [ سبعين ] ومائتين قال: حدّثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه وربيعة الجرشي أنه ذكر علياً [ علي ] عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر علياً!! إن له مناقب أربعاً، لئن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم، قوله: لأعطينّ الرّاية. وقوله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. ونسي سفيان واحدة»(١) .

ترجمته

١ - عبد الغني المقدسي: « قال أبوبكر الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً وقال أبو الحسين بن المنادي ما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرّجال. وعلل الحديث والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى أنّ بعضهم يسرف في تقريظه إيّاه

____________________

(١). فضائل علي - مخطوط.

٨٣

بالمعرفة وزيادة السّماع للحديث على أبيه »(١) .

٢ - ابن حجر: « وقال ابن عدي: نبل بأبيه، وله في نفسه محل في العلم، ولم يكتب عن أحد إلّا من أمره أبوه أن يكتب عنه وقال النسائي ثقة. وقال السلمي: سألت الدار قطني عن عبدالله بن أحمد وحنبل بن إسحاق، فقال: ثقتان نبيلان. وقال أبوبكر الخلال: كان عبدالله رجلاً صالحاً صادق اللهجة كثير الحياء »(٢) .

٣ - الذهبي: « وفيها توفي الحافظ: أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد وكان إماماً خبيراً بالحديث وعلله، مقدّماً فيه، وكان من أروى الناس عن أبيه، وقد سمع من صغار شيوخ أبيه، وهو الذي رتّب مسند والده »(٣) .

(٤٢)

رواية علي بن محمد المصيصي

قال النسائي: « أخبرنا علي بن محمد [ بن علي ] قاضي المصيصة، قال:

حدثنا خلف قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: حدثني سعيد بن وهب أنه قام مما يليه ستة. وقال زيد بن يثيع: وقام مما يليني ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٤) .

____________________

(١). الكمال في معرفة الرجال - مخطوط. باختصار.

(٢). تهذيب التهذيب ٥ / ١٤٣.

(٣). العبر في خبر من غبر - حوادث ٢٩٠.

(٤). الخصائص ٩٦. مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. وفيه بدل « اسرائيل » « شعبة ».

٨٤

ترجمته

قالابن حجر: « س - علي بن محمد بن علي بن أبي المضا المصيصي، قاضيها قال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. قلت: ذكره مسلمة ابن قاسم وقال: ثقة، وقال النسائي في مشيخته: نعم الشيخ كان »(١) .

(٤٣)

رواية إبراهيم بن يونس

الملقب بـ « حرمي »

قال النسائي: « أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد الطرسوسي، قال: أخبرنا أبو غسّان قال: أخبرنا عبد السّلام، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال: كنت جالساً فتنقّصوا علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه فقلت: لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إن له خصالاً ثلاثاً، لئن يكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم، سمعته يقول: إنه منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. وسمعته يقول: لأعطين الرّاية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « س - إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب، عن. أبيه وعثمان

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٠ ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب ٢ / ٤٤.

(٢). الخصائص ٤٩ - ٥٠ مع اختلاف بسيط.

٨٥

ابن عمر. وعنه: س وجماعة، ثقة »(١) .

٢ - ابن حجر: « صدوق، من الحادية عشرة »(٢) .

(٤٤)

رواية أبي بكر البزّار

« حدثنا يوسف بن موسى القطّان ومحمد بن عثمان بن كرامة - واللفظ ليوسف - قالا: نا عبيدالله بن موسى قال: نا فطر عن أبي الطفيل قال: سمعت علياً - وهو ينشد الناس في الرحبة -: أنشد لله كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلاّ قام، فقام ناس من الناس، فشهدوا أنا رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد علي وهو يقول: ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

و هذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه. ورواه عن أبي الطفيل عن علي فطر. ورواه معروف بن خرّبوذ » ٢ / ١٣٣.

« حدثنا يوسف بن موسى قال: نا مالك بن إسماعيل قال: حدّثني جعفر الأحمر عن يزيد بن أبي زياد. وعن مسلم بن سالم قالا: نا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياً ينشد الناس يقول: أُنشد امرءاً مسلماً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم إلّا قام، فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم

____________________

(١). الكاشف ١ / ٩٧.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٧.

٨٦

وال من والاه وعاد من عاداه » ٢ / ٢٣٥.

« حدثنا يوسف بن موسى قال: نا عبيدالله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر، وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا علياً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم لما قام، فقام إليه ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله » ٣ / ٣٥.

قال المتقي الهندي: « عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالوا: سمعنا عليّاً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لمـّا قام. فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله. البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات. قال الهيثمي: رجال إسناده ثقاة. قال ابن حجر: ولكنّهم شيعة»(١) .

ترجمته

قال السيوطي: « البزار - الحافظ العلامة الشهير: أبوبكر أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق البصري، صاحب المسند الكبير المعلل، رحل في آخر عمره إلى أصفهان والشام ينشر علمه. مات بالرملة سنة ٢٩٢ »(٢) .

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٥٨.

(٢). طبقات الحفاظ ٢٨٥، وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٣ والعبر ٢ / ٩٢ وتاريخ بغداد ٤ / ٣٣٤ وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٩ والنجوم الزاهرة ٣ / ١٥٧.

٨٧

(٤٥)

رواية النسائي

علم روايته من موارد متعددة من الكتاب، حيث رواه بطرق مختلفة.

ورواه عنه جماعة من الحفاظ في كتبهم، كابن كثير في ( تاريخه ) والسيوطي في ( الجامع الصغير) كما تقدم، وفي ( الدر المنثور ) بتفسير قوله تعالى:( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) .

ترجمته

الذهبي: « وفيها توفي الإِمام، أحد الأعلام، صاحب التّصانيف، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وكان رئيساً نبيلاً، حسن البزّة، كبير القدر قال ابن المظفر الحافظ: سمعتهم بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وقال الدار قطني: خرج حاجّاً فامتحن بدمشق وأدرك الشّهادة، فقال: احملوني إلى مكة فحمل، وتوفي بها في شعبان قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث »(١) .

وسيأتي تفصيل ترجمته فيما بعد إن شاء الله.

____________________

(١). العبر - حوادث سنة ٣٠٣.

٨٨

(٤٦)

رواية أبي العباس حسن بن سفيان

قال الحافظ ابن كثير: « وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان: ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون، عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع، فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرتين، ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال: ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإنّ هذا مولى من أنا مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « كان محدّث خراسان في عصره، وكان مقدّماً في الفقه والعلم والأدب، وله الرحلة إلى العراق والشام ومصر، تفقّه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وكان يفتي على مذهبه وكان إليه الرحلة بخراسان من أقطار الأرض

ومات في سنة ٣٠٣، وقبره بقرية بالوز مشهور يزار، زرته »(٢) .

٢ - الذهبي: « وفيها الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.

(٢). الأنساب - البالوزي. وانظر: النسوي.

٨٩

وكان ثقة حجة، واسع الرحلة قال الحاكم: كان محدّث خراسان في عصره مقدماً في التثّبت والكثرة والفهم والأدب والفقه، توفي في رمضان »(١) .

٣ - السيوطي: « الحسن بن سفيان بن عامر، الحافظ الإِمام شيخ خراسان »(٢) .

(٤٧)

رواية أبي يعلى الموصلي

علم روايته من عبارة الحافظ ابن كثير السابقة، وهو المراد من « ع » في ( كنز العمال ) في ما تقدم.

وإليك نص روايته في ( المسند ):

« حدثنا القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: شهدت علياً في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله عن سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول في يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. لما قام فشهد. قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدرّيا - كأنّي أنظر إلى أحدهم عليه سراويل - فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهّاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ١ / ٤٢٨.

« حدثنا أبوبكر، حدثنا شريك، عن أبي يزيد الأودي، عن أبيه، قال:

____________________

(١). العبر حوادث سنة ٣٠٣.

(٢). طبقات الحفاظ: ٣٠٥.

٩٠

دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال فقال: أشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ١١ / ٣٠٧.

ترجمته

قالالذهبي: « وفيها: أبو يعلى الموصلي، أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الحافظ، صاحب المسند، روى عن علي بن الجعد، وغسّان بن الربيع، والكبار، وصنف التصانيف، وكان ثقة صالحاً متقناً، يحفظ حديثه، توفي وله سبع وتسعون سنة »(١) .

(٤٨)

رواية محمد بن جرير الطبري

علم روايته من عبارة المتقي في ( كنز العمال ) المتقدمة، ومن روايات أخرى مذكورة فيه، وقد عرفت سابقاً من كلمات جماعة من أعلام القوم، كياقوت الحموي، وابن كثير الدمشقي، تصنيفه مجلّداً في طرق حديث الغدير.

ترجمته

وستأتي مصادر ترجمته، وكلمات الثناء عليه فيما بعد، إنْ شاء الله، ونذكر

____________________

(١). العبر - حوادث ٣٠٧ وترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٧ والسيوطي في طبقات الحفاظ: ٣٠٦ ووصفه بالحافظ الثقة محدث الجزيرة.

٩١

هنا كلمةاليافعي في حوادث سنة ٣١٠: « فيها - توفي ببغداد: الحبر النحرير الإِمام، أحد العلماء الأعلام، صاحب التفسير الكبير، والتاريخ الشهير، والمصنّفات العديدة، والأوصاف الحميدة، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، كان مجتهداً لا يقلّد أحداً.

قال إمام الأئمّة المعروف بابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد ابن جرير. ولقد ظلمته الحنابلة. وقال الفقيه الإِمام مفتي الأنام أبو حامد الإِسفرايني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصّل تفسير محمد بن جرير لم يكن كبيراً.

قلت: وناهيك بهذا الثناء العظيم، والمدح الكريم، من هذين الإِمامين النبيلين، ومولده بطبرستان سنة ٢٢٤. وكان ذا زهد وقناعة. توفي في أواخر شوال من السنة المذكورة. وكان إماماً في فنون كثيرة وكان ثقة »(١) .

(٤٩)

رواية أبي القاسم البغوي

قال الحافظ محبّ الدين الطبري: « عن رياح بن الحارث قال: جاء رهط الى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال رياح: فلمـّا مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار منهم [ فيهم ] أبو أيوب. خرّجه أحمد.

و عنه قال: بينما علي جالس، إذ جاء رجل فدخل وعليه أثر السّفر، فقال

____________________

(١). مرآة الجنان حوادث سنة ٣١٠.

٩٢

السّلام عليك يا مولاي قال: من هذا؟ فقال: أبو أيوب الأنصاري. قال علي: أفرجوا له. ففرجوا. فقال أبو أيوب: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. خرّجه البغوي في معجمه »(١) .

ترجمته

قالالذهبي: « وفيها البغوي: أبو القاسم عبدالله بن محمد وكان محدثاً، حافظاً مجدّداً مصنفاً، إنتهى إليه علوّ الإِسناد في الدنيا »(٢) .

(٥٠)

رواية الحكيم الترمذي

قال العلامة ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني: « أخرج الحكيم في نوادر الأصول، والطبراني بسند صحيح في الكبير، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنهما: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب بغدير خم، تحت شجرة، فقال: يا أيها الناس إني قد نبّأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلّا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني قد يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسئول وإنكم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن السّاعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد

____________________

(١). الرياض النضرة ٢ / ٢٢٢ - ٢٢٣.

(٢). العبر حوادث ٣١٧ وتوجد ترجمته في: تاريخ بغداد ١٠ / ١١١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٧ وشذرات الذهب ٢ / ٢٧٥ وطبقات الحفاظ: ٣١٢.

٩٣

بذلك. قال: أللهم اشهد. ثم قال: يا أيها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، وإنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ترجمته

المنّاوي: « الحكيم محمد بن علي الترمذي، المؤذّن الصوفي الشّافعي، صاحب التصانيف، سمع الكثير من الحديث بالعراق ونحوه، وحدّث عن قتيبة بن سعيد وغيره، وهو من القرن الثالث من طبقة البخاري، قال السلمي: نفوه من ترمذ وشهدوا عليه بالكفر بسبب تفضيله الولاية على النّبوة، وإنما مراده ولاية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

« وقال ابن عطاء الله: كان العارفان الشاذلي والمرسي يعظّمانه جدّاً جدّاً، ولكلامه عندهما الحظوة التامة، ويقولان: هو أحد الأوتاد الأربعة. وقول ابن أبي جمرة في كتاب المختارة وابن القيم في كتاب اللمحة في الردّ على ابن طلحة: إنه لم يكن من أهل الحديث وروايته كيف وقد قال الحافظ ابن النجار في تاريخه: كان إماماً من أئمة المسلمين، له المصنّفات الكبار في أصول الدين ومعاني الحديث، لقي الأئمة الكبار وأخذ عنهم، وفي شيوخه كثرة. ثم أطال في بيانه.

____________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط وهو في ( نوادر الأصول: ٦٨ - ٦٩ ): « حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا زيد بن الحسن قال: حدثنا معروف بن خرّبوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري

٩٤

وقال السلمي في الطبقات: له اللّسان العالي والكتب المشهورة، وقال القشيري في الرسالة: هو من كبار الشيوخ، وأطال في الثناء عليه. وقال الحافظ أبو نعيم في الحلية: له التّصانيف الكثيرة في الحديث، وهو مستقيم الطريقة تابع للأثر وقال الكلابادي في التعرّف: هو من أئمّة الصوفية. الى غير ذلك من الكلام في شأن هذا الامام، وإنما أطلت فيه دفعاً لذلك الإِفتراء، فلا تكن من أهل المراء »(١) .

(٥١)

رواية الطحاوي

قال الطّحاوي: « باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله يوم غدير خم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا ابراهيم بن مرزوق، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا يزيد بن كثير، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه عن علي: إنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حضر الشجرة بخم، فخرج آخذاً بيد علي فقال: يا أيّها الناس ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأنّ الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم لن تضلّوا بعدي، كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي.

حدثنا أبو أمية، ثنا سهيل بن عامر البجلي، ثنا عيسى بن عبد الرحمن، أخبرني أبو إسحاق السبيعي ( بياض في النسخة ): سمعت عليّاً ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم إلّا قام، فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم يقول: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه

____________________

(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ١١٦.

٩٥

وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وأعن ما أعانه وانصر من نصره، واخذل من خذله.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليّاً ينشد يقول: أشهد الله كل امرئ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم إلّا قام. فقام اثنا عشر بدريّاً. فقالوا: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي فرفعها، فقال: يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وذكر الحديث.

قال أبو جعفر: فدفع دافع هذا الحديث، وزعم أنه مستحيل، وذكر أن عليّاً لم يكن مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في خروجه إلى الحج من المدينة، الذي مرّ في طريقه بغدير خم، لأنّ غدير خم إنّما هو بالجحفة، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده، قال: ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبدالله، فذكر حديثه في حجّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: فقدم علي من اليمن ببدن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم ذكر بقية الحديث.

قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الإِسناد، لا طعن لأحد في رواته، فيه أن ذلك القول كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بغدير خم في رجوعه من حجّه إلى المدينة لا في خروجه لحجّه من المدينة »(١) .

ترجمته

١ - اليافعي: « وفيها أبو جعفر أحمد بن محمد الأزدي الطّحاوي، الفقيه الحنفي المصري، برع في الفقه والحديث، وصنّف التصانيف المفيدة، قال الشيخ أبو إسحاق: انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر »(٢) .

٢ - السيوطي: « الطحاوي - الإِمام العلّامة الحافظ، صاحب التصانيف البديعة، أبو جعفر وكان ثقة ثبتاً فقيهاً، لم يخلّف مثله، إنتهت إليه رياسة

____________________

(١). مشكل الآثار ٢ / ٣٠٨ - ٣٠٩.

(٢). مرآة الجنان حوادث ٣٢١.

٩٦

أصحاب أبي حنيفة. ولد سنة ٢٣٧، وله معاني الآثار »(١) .

(٥٢)

رواية ابن عبد ربّه

قال أبوعمر أحمد بن محمد بن عبد ربه: « أسلم علي وهو ابن عشر سنين، وهو أوّل من شهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي »(٢) .

وروى ابن عبد ربه احتجاج المأمون على الفقهاء، المشتمل على حديث الغدير، ضمن جملةٍ من فضائل عليعليه‌السلام ، وهو خبر طويل(٣) .

ترجمته

قالابن خلكان: « أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه كان من العلماء المكثرين من المحفوظات، والاطلاع على اخبار الناس، وصنّف كتابه ( العقد )، وهو من الكتب الممتعة، وتوفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة »(٤) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٣٣٧. وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ ٣ / ٧٠٨، وفيات الأعيان ١ / ١٩، تاريخ ابن كثير ١١ / ١٧٤ الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ١٠٢ طبقات المفسرين للداودي ١ / ٧٣.

(٢). العقد الفريد ٤ / ٣١١.

(٣). المصدر نفسه ٥ / ٩٢ - ١٠٢.

(٤). وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

٩٧

(٥٣)

رواية المحاملي

أخرج الحديث في كتاب ( الأمالي ) حيث قال:

« حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال سعيد بن جبير: وأنا سمعت مثل هذا عن ابن عباس » ٨٥.

« ثنا الحسين، حدثنا عبد الأعلى بن واصل قال: ثنا مالك بن إسماعيل عن جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياًعليه‌السلام ينشد الناس يقول: أنشد الله أمرأً مسلماً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما يقول إلّا خبّر. فقام أثنا عشر بدريّاً فقالوا: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فرفعها وقال: أيّها الناس ألست - وانقطع على القاضي الحديث - وفي آخره قال: وال من والاه وعاد من عاداه » ١٦٢.

قال الحافظ السيوطي: « علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه. المحاملي في أماليه عن ابن عباس »(١) .

وقال المتقي: « علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه، المحاملي في أماليه عن ابن عباس»(٢) .

____________________

(١). الجامع الصغير ٢ / ٦٦.

(٢). كنز العمال ١١ / ٦٠٣.

٩٨

وقال القاري: « وفي الجامع: رواه أحمد وابن ماجة عن البراء، وأحمد عن بريدة، والترمذي والنسائي والضّياء عن زيد بن أرقم، ففي إسناد المصنّف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى، و في رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ: من كنت ولّيه فعليّ وليّه، و روى المحاملي في أماليه عن ابن عباس، ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبّي المحاملي، كان فاضلاً صادقاً ديّناً ثقة صدوقاً وكان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف رجل، وكان ولادته في خمس أو ست وثلاثين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ٣٣٠ »(٢) .

٢ - اليافعي: « وفيها: الإِمام الكبير القاضي أبو عبدالله المحاملي الشهير »(٣) .

٣ - السيوطي: « المحاملي القاضي الإِمام العلّامة الحافظ، شيخ بغداد ومحدّثها، أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل صنّف وجمع، روى عنه: دعلج والدارقطني، وكان فاضلاً ديّناً صدوقاً، و ولّي قضاء الكوفة سنتين ثم استعفى، وكان يحضر بمجلسه عشرة آلاف رجل، مات في ربيع الآخر سنة ٣٣٠ »(٤) .

(٥٤)

رواية أبي العباس ابن عقدة

لقد علم سابقاً أن لأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة، كتاباً مفرداً في طرق حديث الغدير، وقد صرّح بذلك كلّ من ابن تيمية، وابن حجر العسقلاني، والشيخاني القادري، ونور الدين السمهودي،

____________________

(١). مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح ٥ / ٥٦٨.

(٢). الأنساب - المحاملي.

(٣). مرآة الجنان حوادث ٣٣٠.

(٤). طبقات الحفاظ: ٣٤٣. وفيه بدل « سنتين »: ستين سنة ».

٩٩

والمناوي، ومحمد البدخشاني.

ولنذكر أحد ألفاظ روايته:

قال السمهودي: « عن أبي الطفيل: إنّ عليّاًرضي‌الله‌عنه قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلّا قام، ولا يقوم رجل يقول إني نبئت أو بلغني، إلّا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلاً منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وابو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قدامة الأنصاري، وأبو ليلى، وابو الهيثم بن التّيهان، ورجال من قريش، فقال عليرضي‌الله‌عنه وعنهم: هاتوا ما سمعتم، فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، حتى إذا كان الظهر خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمر بشجرات فشذبن، وألقي عليهنّ ثوب، ثم نادى بالصلاة، فخرجنا فصلّينا، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلّغت قال: أللهم اشهد، ثلاث مرات، قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، ثم قال: ألا إنّ دمائكم وأموالكم حرام، كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا. أوصيكم بالنساء، أوصيكم بالجار، أوصيكم بالمماليك أوصيكم بالعدل والإحسان. ثم قال: أيّها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، نبّأني بذلك العليم الخبير. وذكر الحديث في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال علي: صدقتم، وأنا علي ذلك من الشاهدين.

أخرجه ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود، كلاهما عن أبي الطفيل »(١) .

ترجمته

تقدمت ترجمته سابقاً فلا حاجة إلى الاعادة.

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

الصفوف والكيد للأُمّة ، وقد نجحت خطّته أمام عليعليه‌السلام لما يعرفه فيهم ، وأنّ قيامهم إنّما لأجل المال والمآل لا الدين ، وهذا ما لم يجداه في عليعليه‌السلام .

واتخذ القتل ذريعة ، وأعلن قتل الخليفة مظلوماً ، وهيّأ الشهود المزيّفين لمن وجد فيه النفوذ في العامّة ، وزيّف الشهود وأوهم العامّة في ولاية الشام وأثارهم ، وجمع جيشه ومدّهم بالمال ، وأرسل من أرسل إلى أطراف الولايات للثورة على المتظلّمين ، والإطاحة بخيرة المنتخبين البريئين.

وقد خاطب شبث بن ربعي معاوية : إنّه لا يخفى علينا ما تقرب وما تطلب ، إنّك لم تجد شيئاً تستغوي به الناس ، وتستميل به أهواءهم ، وتستخلص به طاعتهم إلاّ أن قلت لهم : قتل إمامكم مظلوماً ، فهلمّوا نطلب بدمه ، فاستجاب له سفهاء طغام رذال ، وقد علمنا أنّك قد أبطأت عنه بالنصر ، وأحببت له القتل بهذه المنزلة التي تطلب(١) .

وهذا ابن عباس يجيب معاوية حينما اتّهمه بأنّه من القتلة والمحرّضين على قتل عثمان : فأقسم بالله لأنت المتربّص بقتله ، والمحبّ لهلاكه ، والحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره ، ولقد أتاك كتابه وصريخه يستغيث بك ويستصرخ ، فما حفلت به حتّى بعثت إليه معذراً بأجرة ، أنت تعلم أنّهم لن يتركوه حتّى يقتل ، فقتل كما كنت أردت ، ثمّ علمت عند ذلك أنّ الناس لن يعدلوا بيننا وبينك ، فطفقت تنعى عثمان وتلزمنا دمه ، وتقول : قتل مظلوماً ، فإن يك قتل مظلوماً فأنت أظلم الظالمين ، ثمّ لم تزل مصوباً ومصعداً وجاثماً ورابضاً ، تستغوي الجهّال ، وتنازعنا حقّنا بالسفهاء ، حتّى أدركت ما طلبت(٢) .

ومن هذا نعرف كيف أنّ عثمان استأمن كُلّ خائن مستشاراً ، مثل مروان الذي كان ينكث العهود ، ووالياً مثل معاوية الذي خانه طلباً للملك في أحرج الساعات ، وهل يصلح مثل هذا الخليفة لتسيير دفّة الحكم؟

____________

١ ـ وقعة صفّين : ١٨٧.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٥٥.

٣٠١

٩ ـ رأي عائشة بنت أبي بكر : لقد اتخذت عائشة دورين مهمّين تجاه عثمان ، فقد أيّدته في بدء خلافته حتّى أوردت فيه أحاديث نبوية أبلغته مقام العصمة ، ثمّ انقلبت عليه ، وأقل ما قالت فيه : « اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلاً »(١) .

وقد تركت المدينة إلى مكّة وهي واثقة أنّ عثمان يقضي آخر أيّامه ، وسوف يقتل ، ولها الأمل الوطيد بعودة الخلافة إلى تيم بزعامة طلحة ، أو على أقلّ تقدير الزبير زوج أختها.

١٠ ـ رأي قيس بن سعد بن عبادة : هو بدري ورئيس الخزرج ، ولقيس هذا محاورة مع النعمان بن بشير في صفّين جواباً يرويه نعمان ، قوله : أمّا ذكرك عثمان ، فإن كانت الأخبار تكفيك فخذ منّي واحدة : قتل عثمان من لست خيراً منه ، وخذله من هو خير منك(٢) .

وترى من مفهوم هذا إنّما الذي قتل عثمان وأفتى بقتله إنّما مجموع الأُمّة ، وفي مقدّمتهم خيار الصحابة من البدريين.

١١ ـ رأي أبي أيوب الأنصاري : الصحابي العظيم الذي أوّل من اختار الله منزله لإيواء رسوله ، شهد مع رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله كُلّ الحروب أخص بدراً ، وهو من المعينين في عزل عثمان ثمّ قتله ، وصرّح بخطبة خطبها في عهد الإمام عليعليه‌السلام يذكر به عهد عثمان المشؤوم بقوله : « أليس إنّما عهدكم بالجور والعدوان أمس ، وقد شمل العباد وشاع في الإسلام ، فذو حقّ محروم ، مشتوم عرضه ، ومضروب ظهره ، وملطوم وجهه ، وموطوء بطنه ، وملقى بالعراء ـ يقصد عهد عثمان ـ فلمّا جاءكم أمير المؤمنين ـ يقصد علياًعليه‌السلام ـ صدع بالحقّ ، ونشر بالعدل ، وعمل بالكتاب ، فاشكروا نعمة الله عليكم ، ولا تتولّوا مجرمين »(٣) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ١٧ ، تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، الإمامة والسياسة ١ / ٧٢.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٨ / ٨٨ ، الإمامة والسياسة ١ / ١٣٠.

٣ ـ الإمامة والسياسة ١ / ١٧٣.

٣٠٢

العصمة :

( مفيد أبو جهاد ـ السعودية ـ )

عصمة الأئمّة في كتب أهل السنّة :

س : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت عليهم‌السلام من كتب أهل السنّة ، الذين يقولون بعدم عصمتهم؟

ج : إنّ إثبات عصمة الأئمّةعليهم‌السلام تتوقّف على التسليم بقضية إمامتهمعليهم‌السلام ، يعني بعد التسليم والإيمان بإمامة الأئمة الاثني عشر ، عند ذلك يمكن إثبات عصمتهم ، وذلك من خلال الكتاب ، والسنّة المتمثّلة بأقوال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أقوالهمعليهم‌السلام ، حيث أثبتوا لهم العصمة ، وأقوالهم هذه موجودة في كتبنا الشيعية بكثير ، ولكنّها لم تثبّت في كتب أهل السنّة ، وهذا شيء طبيعي أن لا تذكر أدلّة عصمتهمعليهم‌السلام في كتب من لا يؤمن بعصمتهم.

نعم ، يمكن إثبات عصمتهمعليهم‌السلام من أقوال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الثابتة والمدوّنة في كتب أهل السنّة ، منها :

١ ـ حديث الثقلين ، فقد ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متواتراً قوله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً » ، رواه وأخرجه أكثر من ( ١٨٠ ) عالماً سنّياً(١) .

____________

١ ـ فضائل الصحابة : ١٥ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٩٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ،

٣٠٣

دلّ هذا الحديث على عصمة أهل البيتعليهم‌السلام لأنّهم عدل القرآن ، وبما أنّ القرآن محفوظ من الزلل ، ومعصوم من الخطأ ، لأنّه من عند الله تعالى ، فكذلك ما قرن به ، وهم عترة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلاّ لما صحّت المقارنة.

٢ ـ حديث السفينة ، فقد ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى »(١) ، فدلّ هذا الحديث على عصمة الأئمّةعليهم‌السلام ، لأنّ النجاة والخلاص من الوقوع في الضلالة والانحراف يتوقّف على كون المنجي معصوماً من الخطأ والزلل ، وإلاّ لم يحصل منه النجاة الحتمي.

نكتفي بهذين الحديثين للاختصار ، وعليكم بمراجعة كتاب عمدة النظر للبحراني ، حيث ذكر ( ٤٥ ) حديثاً على عصمتهمعليهم‌السلام ، كما ذكر اثنا عشر دليلاً عقلياً على عصمتهمعليهم‌السلام .

____________

خصائص أمير المؤمنين : ٩٣ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٥ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٣ و ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٣٣ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، كنز العمّال ١ / ١٧٢ و ١٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٢ ، المحصول ٤ / ١٧٠ ، الإحكام للآمدي ١ / ٢٤٦ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطني ٦ / ٢٣٦ ، أنساب الأشراف : ١١١ و ٤٣٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤١٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٥ و ٩٩ و ١٠٥ و ١١٢ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٤٩ و ٢ / ٤٣٢ و ٤٣٨ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٢١١ و ٣ / ١٧٧ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨ و ١١ / ٨٨ ، تاج العروس ٧ / ٢٤٥.

١ ـ المستدرك ٢ / ٣٤٣ و ٣ / ١٥١ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٩ و ٢ / ٢٢ ، المعجم الأوسط ٥ / ٣٥٥ و ٦ / ٨٥ ، المعجم الكبير ٣ / ٤٥ ، ١٢ / ٢٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨ ، الجامع الصغير ١ / ٣٧٣ و ٢ / ٥٣٣ ، كنز العمّال ١٢ / ٩٤ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٦١ ، ذخائر العقبى : ٢٠ ، مسند الشهاب ٢ / ٢٧٣ و ٢٧٥ ، فيض القدير ٢ / ٦٥٨ ، الدرّ المنثور ٣ / ٣٣٤ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٣ ، علل الدارقطني ٦ / ٢٣٦ ، تهذيب الكمال ٢٨ / ٤١١ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٤٩٠ ، ينابيع المودّة ١ / ٩٣ و ٢ / ١٠١ و ١١٨ و ٢٦٩ و ٣٢٧ ، نزل الأبرار : ٦ ، نظم درر السمطين : ٢٣٥ ، لسان العرب ٣ / ٢٠ ، تاج العروس ٢ / ٢٥٩ ، الصواعق المحرقة ٢ / ٤٤٥.

٣٠٤

( ـ مصر ـ سنّي )

حدودها :

س : أنا من السنّة ولست شيعياً ، ولكن أُريد أن اعرف بعض الأُمور عن إخواني من هذا المذهب من مصادرهم هم ، وليس من غيرهم : ما هي حدود العصمة؟

ج : نحن نعتقد أنّ العصمة هي ملكة تعصم صاحبها من مقارفة المعاصي ، وفي نفس الوقت باعتبار الحجّية للحجج ـ سواء كانوا أولياء أو أوصياء ـ لابدّ أن يكونوا معصومين من الخطأ ـ سواء كان ذلك في تلقّي أحكام الشريعة عن الله تعالى ، أو في إلقائها إلى الناس ، أو في تطبيقاتها ، لأنّ التطبيقات نحو من أنحاء التبليغ ـ والكُلّ متّفقون على عصمتهصلى‌الله‌عليه‌وآله في التبليغ ، وكما يكون التبليغ بالقول يكون بالتقرير والفعل ، وعليه لا يخطأ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في فعله أيضاً.

( العرادي ـ البحرين ـ )

رأي الإمامية في عصمة الأنبياء :

س : نذهب نحن الشيعة إلى عصمة الأنبياء والرسلعليهم‌السلام فإذا سلّمنا بذلك ، فما هو تفسير خروج أبينا آدم وأُمّنا حوّاء من الجنّة؟

وما هو تفسير بقاء نبي الله يونس في بطن الحوت مدّة من الزمن ، وكذلك قصّة نبي الله موسى ، ألا ينافي ذلك عصمة الأنبياء؟ أودّ معرفة الإجابة بمزيد من التفصيل.

ج : يشير الشيخ المفيدقدس‌سره إلى رأي الإمامية حول عصمة الأنبياءعليهم‌السلام بقوله : « إنّ جميع أنبياء اللهعليهم‌السلام معصومون من الكبائر قبل النبوّة وبعدها ، وما يستخف فاعله من الصغائر كُلّها ، وأمّا ما كان من صغير لا يستخف فاعله

٣٠٥

فجائز وقوعه منهم قبل النبوّة وعلى غير تعمّد ، وممتنع منهم بعدها على كُلّ حال ، وهذا مذهب جمهور الإمامية ، والمعتزلة بأسرها تخالف فيه »(١) .

وعلى هذا ، يمكن توجيه خروج أبينا آدمعليه‌السلام وأُمّنا حوّاء من الجنّة ، بأنّ الخروج من الجنّة ليس عقاباً ـ على معصيتهما وهما منزّهان منها ـ لأنّ سلب اللذّات والمنافع ليس بعقوبة ، وإنّما العقوبة هي الضرب والألم الواقعان على سبيل الاستخفاف والإهانة ، وكيف يكون من تعبّدنا الله فيه بنهاية التعظيم والتبجيل ، مستحقّاً منّا ومنه تعالى الاستخفاف والإهانة؟

فإن قيل : فما وجه الخروج إن لم يكن عقوبة؟

قلنا : لا يمتنع أن يكون الله تعالى علم أنّ المصلحة تقتضي بقاء آدمعليه‌السلام في الجنّة وتكليفه فيها متى لم يتناول من الشجرة ، فمتى تناول منها تغيّرت الحال في المصلحة ، وصار إخراجه عنها وتكليفه في دار غيرها هو المصلحة.

وإنّما وصف إبليس بأنّه مخرج لهما من الجنّة( فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ) (٢) من حيث وسوس إليهما ، وزيّن عندهما الفعل الذي يكون عند الإخراج.

ثمّ لا يخفى أنّ المعصية هي مخالفة الأمر ، والأمر من الحكيم تعالى قد يكون بالواجب والمندوب معاً ، فلا يمتنع على هذا أن يكون آدمعليه‌السلام مندوباً إلى ترك التناول من الشجرة ، ويكون بمواقعتها تاركاً نفلاً وفضلاً وغير فاعل قبيحاً ، وليس يمتنع أن يسمّى تارك النفل عاصياً ، كما يسمّى بذلك تارك الواجب.

وفي هذا المجال نذكر هذه الرواية الشريفة : روى الشيخ الصدوققدس‌سره : « لمّا جمع المأمون لعلي بن موسى الرضاعليه‌السلام أهل المقالات من أهل الإسلام ،

____________

١ ـ أوائل المقالات : ٦٢.

٢ ـ البقرة : ٣٦.

٣٠٦

والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات ، فلم يقم أحد إلاّ وقد ألزمه حجّته كأنّه قد ألقم حجراً ، قام إليه علي بن محمّد بن الجهم ، فقال له : يا بن رسول الله ، أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال : « بلى » ، قال : فما تعمل في قول الله عزّ وجلّ :( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) (١) ، وقوله عزّ وجلّ :( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) (٢)

فقال مولانا الرضاعليه‌السلام : « ويحك ـ يا علي ـ اتق الله ، ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوَّل كتاب الله برأيك ، فإنّ الله تعالى يقول :( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٣) .

أمّا قوله عزّ وجلّ في آدمعليه‌السلام :( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم حجّة في أرضه ، وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض ، تتمّ مقادير أمر الله عزّ وجلّ ، فلمّا أُهبط إلى الأرض ، وجُعل حجّة وخليفة عُصِمَ بقوله تعالى :( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (٤) .

وأمّا قوله تعالى :( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) إنّما ظنّ أنّ الله عزّ وجلّ لا يضيق عليه رزقه ، ألا تسمع قول الله عزّ وجلّ :( وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) (٥) أي ضيّق عليه ، ولو ظنّ أنّ الله تبارك وتعالى لا يقدر عليه لكان قد كفر »(٦) .

____________

١ ـ طه : ١١٩.

٢ ـ الأنبياء : ٨٧.

٣ ـ آل عمران : ٧.

٤ ـ آل عمران : ٣٣.

٥ ـ الفجر : ١٦.

٦ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ١٥٠.

٣٠٧

وأمّا يونسعليه‌السلام إنّما بقي في بطن الحوت إلى مدّة من الزمن ، لا لمعصية صدرت منه ، ولا لذنب ارتكبه ، والعياذ بالله ، وإنّما لكونه خرج من قومه ـ وهو معرضاً عنهم ، ومغضباً عليهم ، بعد أن دعاهم إلى الله تعالى فلم يجيبوه إلاّ بالتكذيب والردّ ـ ولم يعد إليهم ظانّاً أنّ الله تعالى لا يضيّق عليه رزقه ، أو ظانّاً أن لن يبتلى بما صنع حتّى وصل إلى البحر ، وركب السفينة ، فعرض لهم حوت فلم يجدوا بدّاً من أن يلقوا إليه واحداً منهم يبتلعه ، وتنجو السفينة بذلك ، فقارعوا فيما بينهم ، فأصابت يونسعليه‌السلام فألقوه في البحر ، فابتلعه الحوت ونجت السفينة.

ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى حفظه حيّاً في الحوت مدّة من الزمن ، ويونسعليه‌السلام يعلم أنّها بلية ابتلاه الله بها ، مؤاخذة بما فعل من عدم رجوعه إلى قومه ، بعد أن آمنوا وتابوا ، فأخذ ينادي في بطن الحوت : أن( لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (١) ـ قيل أي لنفسي بالمبادرة إلى المهاجرة ـ فاستجاب الله له ونجّاه من الحوت.

وأمّا قتل موسىعليه‌السلام للقبطي ، فلم يكن عن عمد ولم يرده ، وإنّما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل من عدوّه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله ، فأراد موسىعليه‌السلام أن يخلّصه من يده ، ويدفع عنه مكروهه ، فأدّى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه ، وكُلّ ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصوداً فهو حسن غير قبيح ، ولا يستحقّ عليه العوض به ، ولا فرق بين أن تكون المدافعة من الإنسان عن نفسه ، وبين أن يكون عن غيره في هذا الباب ، والشرط في الأمرين أن يكون الضرر غير مقصود ، وأنّ القصد كُلّه إلى دفع المكروه ، والمنع من وقوع الضرر ، فإن أدّى ذلك إلى ضرر فهو غير قبيح.

____________

١ ـ الأنبياء : ٨٧.

٣٠٨

( ـ ـ )

عصمة الأئمّة في القرآن :

س : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت عليهم‌السلام من القرآن الكريم؟

ج : من الأدلّة على عصمتهمعليهم‌السلام من القرآن الكريم كثيرة ، نذكر أهمّها :

١ ـ قوله تعالى :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) .

هذه الآية نزلت في أصحاب الكساء وهم : رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وعلى هذا تواترت روايات كثيرة من السنّة والشيعة ، وإذا أردت الوقوف على ما ندّعيه ، فعليك بمراجعة كتاب « البرهان في تفسير القرآن »(٢) .

وممّن ذكر نزول هذه الآية المباركة في أهل البيتعليهم‌السلام من أهل السنّة : الطبري ، الحاكم الحسكاني ، ابن كثير ، ابن حجر ، السيوطي ، الحاكم النيسابوري ، ابن عساكر ، وغيرهم من علماء السنّة(٣) .

وهذه الآية صريحة في عصمة أصحاب الكساء ، بدليل إذهاب الرجس عنهم ، والتطهير لهم على الإطلاق.

٢ ـ قوله تعالى :( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (٤) .

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ البرهان في تفسير القرآن ٣ / ٢٠٩.

٣ ـ جامع البيان ٢٢ / ٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٧ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٩٢ ، الصواعق المحرقة ٢ / ٤٢١ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٩٨ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ٤١٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٠٥.

٤ ـ آل عمران : ٦١.

٣٠٩

وهذه الآية الشريفة نزلت في حقّ النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام كما ذكر ذلك علماء الفريقين(١) .

حيث جعلت علياًعليه‌السلام نفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والرسول معصوم بالاتفاق ، إذن عليعليه‌السلام كذلك.

٣ ـ قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (٢) .

المراد من أُولي الأمر في الآية الشريفة هم الأئمّة الاثنا عشر من آل محمّدعليهم‌السلام ، للروايات الكثيرة المروية عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، والمذكورة في عدّة كتب منها : كتاب « البرهان في تفسير القرآن »(٣) .

وهذه الآية دلّت على عصمة أُولي الأمر ، بدليل أنّ طاعتهم مقرونة بطاعة الله تعالى ، وطاعة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والطاعة لا تكون إلاّ لذوي العصمة والطهارة.

وأمّا الآيات الأُخرى الدالّة على عصمتهم كثيرة(٤) ، وللوقوف على الحقيقة والواقع ، راجع كتاب « عمدة النظر » للسيّد هاشم البحراني ، وكتب التفسير الشيعية.

____________

١ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠ ، أحكام القرآن للجصّاص ٢ / ١٨ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، تحفة الأحوذي ٨ / ٢٧٨ ، نظم درر السمطين : ١٠٨ ، أسباب نزول الآيات : ٦٨ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٩ و ١٨١ و ٢ / ٣٤ ، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٠٤ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٣٧٩ ، الإصابة ٤ / ٤٦٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٨٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٦ ، جواهر المطالب ١ / ١٧١ ، ينابيع المودّة ١ / ١٣٦.

٢ ـ النساء : ٥٩.

٣ ـ البرهان في تفسير القرآن ١ / ٣٨١.

٤ ـ منها : التوبة : ١١٩ ، المائدة : ٥٥ ، الرعد : ٤٣ ، النساء : ٤١ ، الحجّ : ٧٧ ـ ٧٨ ، النحل : ٤٣ ، الأنبياء : ٧٣ ، السجدة : ٢٤ ، النور : ٥٥.

٣١٠

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

الأدلّة على عصمة الأنبياء :

س : إنّي شيعي ولله الحمد ، ومن القائلين بعصمة الأنبياء ، وأطلب منكم شاكراً معرفة أدلّة عصمة الأنبياء ، وعلاقتها مع الآية التالية : ( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ له إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١) .

ج : إنّ الأدلّة على عصمة الأنبياءعليهم‌السلام كثيرة ، فقد ذكر العلاّمة الحلّي ثلاثة منها في « كشف المراد »(٢) ، وأضاف إليها القوشجي دليلين آخرين في « شرح التجريد »(٣) ، وذكر الإيجي تسعة أدلّة في « المواقف »(٤) .

ونقتصر في هذا المجال على ذكر دليلين ، هما :

١ ـ الوثوق فرع العصمة.

إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل ، فكما في أقوال النبيّ تبليغ فكذلك في أفعاله ، فالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله معصوم عن المعصية وغيرها ، لأنّ فيها تبليغاً لما يناقض الدين ، وهو معصوم من ذلك.

ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط ، وإنّما يشمل ما قبلها أيضاً ، لأنّه لو كانت سيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غير سليمة قبل البعثة ، فلا يحصل الوثوق الكامل به ، وإن صار إنساناً مثاليّاً.

إذاً ، فتحقّق الغرض الكامل من البعثة ، رهن عصمته في جميع فترات عمره.

____________

١ ـ القصص : ١٥ ـ ١٦.

٢ ـ كشف المراد : ٤٧١.

٣ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٥٨.

٤ ـ المواقف : ٣٥٩.

٣١١

٢ ـ التربية رهن عمل المربّي.

إنّ الهدف العام الذي بُعث الأنبياء لأجله ، هو تزكية الناس وتربيتهم ، ومعلوم أنّ فاقد الشيء لا يعطيه ، فلذا لابدّ من التطابق بين مرحلتي القول والعمل ، وهذا الأصل التربوي يجرّنا إلى القول بأنّ التربية الكاملة المتوخّاة من بعثة الأنبياء ، لا تحصل إلاّ بمطابقة أعمالهم لأقوالهم ، فإنّ لسوابق الأشخاص وصحائف أعمالهم الماضية تأثيراً في قبول الناس كلامهم وإرشاداتهم.

أمّا ما ذكرته بالنسبة للآية المباركة من سورة القصص ، فإنّ الأصل في الأنبياء العصمة ، والأدلّة من القرآن والسنّة والعقل صريحة بالعصمة ، وكلّ ما ورد بحيث يكون ظاهره مناف للعصمة ، فلابدّ من البحث عن التأويل له وفهم معناه.

فقد روى الشيخ الصدوققدس‌سره بسنده عن علي بن محمّد بن الجهم قال : « حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسىعليهما‌السلام ، فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك : الأنبياء معصومون؟ قال : « بلى »

قال : فأخبرني عن قول الله عزّ وجلّ :( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) .

قال الرضاعليه‌السلام : « إنّ موسىعليه‌السلام دخل مدينةً من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها ، وذلك بين المغرب والعشاء ، فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوّه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه ، فقضى موسى على العدو وبحكم الله تعالى ذكره( فَوَكَزَهُ ) فمات ،( قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) ، يعني الاقتتال الذي وقع بين الرجلين ، لا ما فعله موسىعليه‌السلام من قتله ، إنه ـ يعني الشيطان ـ عدوّ مضلّ مبين ».

فقال المأمون : فما معنى قول موسىعليه‌السلام :( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ؟

٣١٢

قال : « يقول : إنّي وضعت نفسي غير موضعها بدخول هذه المدينة ،( فَاغْفِرْ لِي ) أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني ، فغفر له إنّه هو الغفور الرحيم.

قال موسى : ربّ بما أنعمت عليّ من القوّة حتّى قتلت رجلاً بوكزة ، فلن أكون ظهيراً للمجرمين ، بل أجاهد سبيلك بهذه القوّة حتّى ترضى »(١) .

( راشد علي ـ ـ )

عصمة الأئمّة في التشريع وغيره :

س : تحية طيّبة وبعد.

ما هو الدليل على عصمة الأئمّةعليهم‌السلام في غير ما يرتبط بالشريعة؟

ج : هنالك عدّة أدلّة لبيان عصمتهم بشكل عام ، غير مختصّة بالعصمة في التشريع ، ونكتفي ببيان بعضها من القرآن الكريم :

قال تعالى :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢) .

إنّ تحلية الرجس بـ « أل » دليل على الشمولية والعموم ، كما قرّر في محلّه من علم اللغة ـ سواء أُريد منها الاستغراق أو الجنس ـ ولا يمكن جعلها عهدية ، لعدم تقدّم ذكر أو إشارة إلى الرجس حتّى تكون عهدية ، وهذه الشمولية تعني نفي الرجس عن هؤلاء البررة نفياً عامّاً ، شاملاً لجميع مستويات الرجس ، سواء على مستوى الاعتقاد ، أم الأعمال ، أم الأخلاق والسلوك ، أم التعلّق بغير الله تعالى ، فكُلّ رجس وكُلّ قذارة قد أذهبها الله تعالى عنهم ، وأثبت مكانها الطهارة المؤكّدة.

____________

١ ـ عيون أخبار الرضا ٢ / ١٧٤.

٢ ـ الأحزاب : ٣٣.

٣١٣

وقال تعالى :( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) .

حيث تفيد هذه الآية المباركة أنّ كُلّ ظلم ـ وبجميع أقسامه ـ ممنوع عن منصب الإمامة ، والمعروف في اللغة أنّ الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ، فتكون النتيجة ممنوعية كُلّ فرد من أفراد الظلمة عن الارتقاء لمنصب الإمامة ، سواء كان ظالماً في فترة من عمره ثمّ تاب أو لا.

ومن السنّة النبوية :

ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متواتراً قوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ».

وبما أنّ القرآن الكريم محفوظ من الزلل والخطأ لأنّه من عند الله تعالى ، فكذلك ما قرن به ، وهم عترة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلاّ لما صحّت المقارنة.

وحاشا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقول شيئاً من عنده( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) .

( حسن عبد الله ـ ـ )

تفسير قوله :( هَمَّتْ بِهِ هَمَّ بِهَا )

س : بعد الدعاء لكم بطول العمر والتوفيق والتسديد لكُلّ خير وصلاح ، نرجو التكرّم بالجواب على السؤال التالي :

قال أحد المفسّرين عند تفسيره لقوله تعالى :( وَهَمَّ بِهَا ) (٣) : وهكذا نتصوّر موقف يوسف ، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري ، وهمّ بها استجابة لذلك الإحساس ، كما همّت به ، ولكنّه توقّف وتراجع.

____________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ النجم : ٤.

٣ ـ يوسف : ٢٤.

٣١٤

علماً أنّه في مكان آخر يقول : إنّ همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجذاب اللاشعوري ، هو أيضاً لا شعوري بل طبعي ، وأنّ قصد المعصية من يوسف لم يحصل.

فما رأيكم بقوله هذا؟ هل يتنافى مع عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حسب رأي الشيعة في العصمة أم لا؟ وإن كان جوابكم بأنّه مناف لها ، فالرجاء بيان وجه المنافاة.

ج : إنّ ما نقلتموه في تفسير تلك الآية لا يتوافق مع العقيدة الصحيحة في شأن الأنبياءعليهم‌السلام ، ولمزيد من التوضيح نذكر رؤوساً للنقاط الهامّة في هذا المجال :

أوّلاً : إنّ عصمة الأنبياءعليهم‌السلام مسألة ثابتة بالأدلّة العقلية والنقلية ـ كما ذكر في محلّه ـ وعليه فالانجذاب نحو المعصية ـ حتّى ولو كان عن غير شعور ـ يتنافى مع مقام العصمة ، لأنّ العصمة هي الابتعاد عن المعصية والهمّ بها.

ثانياً : إنّ قول ذلك القائل يتعارض مع روايات أهل البيتعليهم‌السلام في هذا المجال ، ففي أكثرها إنّ متعلق الهمّ يختلف عند يوسفعليه‌السلام وامرأة العزيز ، إذ أنّ امرأة العزيز همّت بفعل الفاحشة ، ولكن يوسفعليه‌السلام همّ بعدم فعلها ، أو أنّ يوسفعليه‌السلام همّ بضربها ، أو قتلها إن أجبرته على ذلك.

ثالثاً : على فرض عدم قبول هذه الروايات ـ سنداً أو دلالةً ـ فالآية بظاهرها كافية في ردّ كلام القائل ، فإنّ( لولا ) ملحقة بأدوات الشرط ، وتحتاج إلى جزاء ، فجملة( وَهَمَّ بِهَا ) تكون جزاءً مقدّماً عليها.

وأمّا على تقدير كلام ذلك القائل ، فاللازم أن تكون الجملة هكذا « فلولا» أو « ثمّ لولا» أي السياق حينئذٍ يقتضي أن يؤتى بعبارة فصلية لا وصلية.

( علي العلي ـ الكويت ـ )

عصمة الأئمّة ليست جبرية :

س : هناك من يقول أنّ عصمة الأنبياء جبرية ، وذلك لعلمهم بخفايا الأُمور ، وحقائق الأشياء مثلاً : قول الإمام : « والله لا أراه إلاّ قيحا » ، وذلك إشارة إلى

٣١٥

طعام ما ، فهو بناء على علمه يكون مجبراً على عدم الأكل مثلاً ، ما مدى صحّة هذه المقولة؟

ج : إنّ كان المراد من الجبر أنّ الأئمّةعليهم‌السلام لعلمهم بحقائق الأشياء فهم غير قادرين على ارتكاب المعصية والخطأ ، فمن الواضح أنّ العلم بحقيقة الشيء لا يستلزم عدم القدرة على المخالفة ، والعلم بحقيقة الشيء لا يسلب من الإنسان اختياره ، ولا منافاة بين أن يكون الإنسان عالماً بحقيقة شيء ، وأن يرتكب ذلك الشيء ، إلاّ أنّ أئمّتناعليهم‌السلام كانوا عالمين بحقائق الأشياء ، ومع ذلك كانوا يجتنبون ولا يرتكبون المعاصي والخطايا ، ولا يصدر عنهم السهو ولا النسيان عن اختيار.

( الموالي ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

الأدلّة العقلية عليها :

س : ما الدليل العقلي على عصمة الأئمّة عليهم‌السلام ؟

ج : إنّ الأدلّة العقلية كثيرة ، نقتصر على اثني عشر دليلاً :

الأوّل : الإمام يجب أن يكون حافظاً للشرع ، فيجب أن يكون معصوماً ، ليؤمن منه الزيادة والنقصان في الشريعة.

الثاني : يجب أن يكون متولّياً لسياسة الرعية ، فيجب أن يكون معصوماً ليؤمن منه الظلم والجور ، والتعدّي في الحدود والتعزيرات.

الثالث : الإمام يجب أن يكون معصوماً بعد النبيّ لوجوب الحاجة إلى النبيّ ، فهو في مقام النبيّ ورتبته ، فما دلّ على عصمة النبيّ دلّ على عصمة الإمام ؛ لأنّ النبوّة والإمامة من الله تعالى ، فلا يجوز بعث غير المعصوم في النبوّة ، ولا نصب غير المعصوم في الإمامة ، لأنّه قبيح عقلاً وهو لا يفعل قبيحاً.

الرابع : الإمام يجب أن يكون غير جائز الخطأ ، وإلاّ لاحتاج إلى مدد ، فيجب أن يكون معصوماً ؛ وإلاّ تسلسل.

٣١٦

الخامس : الإمام يجب أن يكون غير مداهن في الرعية ، وإلاّ وقع الهرج والمرج ، وغير المعصوم يجوز فيه ذلك ، فتنتفي فائدة نصبه ، فيجب أن يكون معصوماً.

السادس : الإمام يجب أن لا يقع منه منكر ، وإلاّ لزم ترك الواجب إن لم ينكر عليه ، وخروجه عن أن يكون إماماً بل ومأموماً ، فيجب أن يكون الإمام معصوماً فلا يقع منه منكر.

السابع : الإمام يجب أن يكون مقتدى به في أقواله وأفعاله على الإطلاق ، فيجب أن يكون معصوماً.

الثامن : الإمام يجب أن يكون صادقاً على الإطلاق ليحصل الوثوق بأخباره ، فيجب أن يكون معصوماً.

التاسع : الإمام يجب أن لا يفعل قبيحاً ولا يخلّ بواجب ، وإلاّ لارتفع محلّه من القلوب ؛ فيجب أن يكون معصوماً.

العاشر : الإمام يجب طاعته على الإطلاق ، وغير المعصوم لا يجب طاعته على الإطلاق ، فيجب أن يكون الإمام معصوماً ، لقوله :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) .

الحادي عشر : الإمام يجب أن يكون أعلى رتبة في الرعية ، فيجب أن يكون معصوماً ، وإلاّ انحطّ عن رتبة ساير الرعية عند فعله المعصية ، لعلمه بموجب الطاعة والمعصية ، فإقدامه على ترك الطاعة وفعل المعصية مع علمه يكون سبباً لانحطاط رتبته عند الخلق والمخلوق.

الثاني عشر : الإمام يجب أن يكون منزّهاً عن جميع الذنوب والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، لأنّه أقرب إلى الخالق تعالى في الرعية ؛ فيجب أن يكون

____________

١ ـ النساء : ٥٩.

٣١٧

معصوماً وإلاّ ساوى المأموم والإمام ، والتابع والمتبوع ، والله سبحانه يقول :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) (١) .

( علي ـ المغرب ـ سنّي ـ ٢٨ سنة ـ طالب جامعة )

لا تشمل الصحابة

س : إذا كان الشيعة يدّعون عصمة الإمام ، فكيف ينفونها عن الصحابة؟ وهم أقرب إلى النبيّ مكاناً ومكانة.

ج : إنّ اعتقاد الشيعة يبتني على التنصيص في الإمامة ـ كما ثبت في محلّه ـ وعليه فبما أنّ الإمام منصوب من قبل الله تعالى ، فيجب على الباري تعالى أن يعصمه من الخطأ والزلل ، حتّى لا يقع المأموم عند اتّباعه في انحراف وضلال ، وهذا ممّا لا تنفرد به الشيعة ، بل أنّ بعض علماء السنّة أيضاً يعتقدون به ، فعلى سبيل المثال يصرّح الفخر الرازي في تفسيره للآية ( ١٢٤ ) من سورة البقرة بهذا المعنى(١) ؛ فهم في اعتقادهم هذا لا يرون العصمة لغير المنصوص عليهم.

وأمّا الصحابة فبما أنّهم لم يثبت في حقّهم النصّ للإمامة أو العدالة ، فهم في دائرة الجرح والتعديل.

( يوسف ـ الكويت ـ )

عصمة الأنبياء في رأي الفريقين :

س : هل هناك خلاف بين العلماء حول موضوع عصمة الأنبياء؟ وهل المشهور سابقاً خلاف ذلك؟ وشكراً.

____________

١ ـ الزمر : ٩.

٢ ـ التفسير الكبير ٢ / ٣٦.

٣١٨

ج : ممّا تفرّدت به الإمامية هو القول بوجوب عصمة الأنبياءعليهم‌السلام في أخذ الوحي وإيصاله وتطبيقه ، واجتناب المعاصي والذنوب ـ كبيرة كانت أو صغيرة ـ ولهم في هذا المجال دلائل واضحة وجلية ، لا مجال لنا بذكره في هذه العجالة.

واتّفق رأي أهل السنّة على عدم وجوب العصمة إلاّ في تبليغ الرسالة ، حتّى أنّ جمهورهم جوزّوا صدور المعاصي من الأنبياءعليهم‌السلام ـ والعياذ بالله ـ.

نعم ، كان هناك رأي للشيخ الصدوققدس‌سره وشيخه ابن الوليد في جواز السهو على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الموضوعات التطبيقية ـ لا في تبليغ الوحي ، ولا في الابتعاد عن المعاصي ـ وهذا رأيهما الخاصّ ، ولم يتبعهما في ذلك أساطين الطائفة الشيعية وجمهورها.

( أبو هاشم الموسوي ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : الشيخ الصدوق لم يقل بجواز السهو على النبيّ ، بل قال بجواز الإسهاء للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بخلاف ما يظهر من الكلام في إجابتكم السابقة ، والتي بدأ يهرّج بها الوهّابية على الشيعة ، وأنا انقل لكم رأي الشيخ السبحاني على قضية السهو ، قال بعد نقل كلام الشيخ الصدوق : « وحاصل كلامه : أنّ السهو الصادر عن النبيّ إسهاء من الله إليه لمصلحة ، كنفي وهم الربوبية عنه ، وإثبات أنّه بشر مخلوق ، وإعلام الناس حكم سهوهم في العبادات وأمثالها.

وأمّا السهو الذي يعترينا من الشيطان فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله منه بريء ، وهو منزّه عنه ، وليس للشيطان عليه سلطان ولا سبيل ، ومع ذلك كُلّه ، فهذه النظرية مختصّة به ، وبشيخه ابن الوليد ، ومن تبعهما كالطبرسي في مجمعه على ما سيأتي ؛ والمحقّقون من الإمامية متّفقون على نفي السهو عنه في أُمور الدين حتّى مثل الصلاة ».

ولقد شاهدت كلاماً للعلاّمة السيّد جعفر مرتضى العاملي حول الموضوع ، مؤدّاه نفس الكلام ، وهو أنّ الشيخ الصدوق وأستاذه ذهبا إلى جواز الإسهاء ،

٣١٩

وليس السهو كما يظهر من كلامهما ـ الإسهاء هو من الله لغاية معيّنة كما هو معلوم ـ وقد خالفتهم الطائفة المحقّة في هذا الكلام.

هذا ، ولكم جزيل الشكر لما تقومون به من الذود عن العقائد الحقّة.

ج : لم نكن بصدد التفريق بين السهو والإسهاء ، وإنّما كنّا بصدد بيان مسألة السهو ، مع غض النظر عن الدخول في مبحث السهو والإسهاء ، والطرف الآخر من جهله بالمباني يعتمد على هكذا مسائل ، ولا أقلّ عليه أن يفرّق بين السهو الذي يقع علينا ، وبين السهو الذي يقع على الأنبياء على رأي من يقول به.

وهنا ننقل نصّ كلام الشيخ الصدوققدس‌سره لتتّضح المسألة :

قال : « إنّ الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويقولون : لو جاز أن يسهوعليه‌السلام في الصلاة ، لجاز أن يسهو في التبليغ ، لأنّ الصلاة عليه فريضة ، كما أنّ التبليغ عليه فريضة ، وهذا لا يلزمنا ، وذلك لأنّ جميع الأحوال المشتركة يقع على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها ما يقع على غيره ، وهو متعبّد بالصلاة كغيره ممّن ليس بنبيّ ، وليس كُلّ من سواه بنبيّ كهو ، فالحالة التي اختصّ بها هي النبوّة ، والتبليغ من شرائطها ، ولا يجوز أن يقع عليه في التبليغ ما يقع عليه في الصلاة

وليس سهو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كسهونا ، لأنّ سهوه من الله عزّ وجلّ ، وإنّما هو أسهاه ليعلم أنّه بشر مخلوق ، فلا يتّخذ ربّاً معبوداً دونه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا ، وسهونا عن الشيطان ، وليس للشيطان على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام سلطان ، إنّما سلطانه على الذين يتولّونه ، والذين هم به مشركون ، وعلى من تبعه من الغاوين

وكان شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رحمه الله ) يقول : أوّل درجة الغلوّ نفي السهو عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعنى ، لجاز أن ترد جميع الأخبار ، وفي ردّها إبطال الدين والشريعة »(١) .

____________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٥٩.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585