موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 253092 / تحميل: 6993
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

( إيهاب ـ مصر ـ ١٥ سنة ـ طالب )

القائلون بحرمتها من أهل السنّة :

س : أنا لاعب شطرنج ، أصلّي وأصوم ، وأحبّ زملائي في اللعبة ، هل لعب أحدكم الشطرنج ليعرف مدى رقي تلك اللعبة؟ وأنّها لا يمكن أن تكون الرجز من الأوثان.

ج : إنّ الأحكام الشرعية لا يمكن إدراك العلل الواقعية لها ، وإنّ أغلبها تأتي غير معلّلة ، فلذلك لا يستطيع أحد أن يعترض على تلك الأحكام ، بل عليه التسليم لها.

والذي يمكن البحث فيه والنقاش هو : متابعة دليل الفقيه في استنباط الحكم الشرعي ، فإذا كان دليله فقط الآية القرآنية نوقش فيها ، وإن كان هناك دليل آخر من السنّة ، نوقش فيه أيضاً ، فلابدّ إذاً من فهم الأدلّة التي أدّت بالفقهاء للقول بحرمة الشطرنج.

وكما ذكرنا سابقاً ، فإنّ الذي شرح مراد الآية القرآنية هي الروايات الواردة عن المعصومينعليهم‌السلام ، فالإمام المعصوم هو الذي يقول : أنّ من الميسر كُلّ ما يتقامر به ، ومنه الشطرنج ، وهذا القول قد قبله بعض علماء أهل السنّة وعمل به.

هذا وأنّ هناك روايات كثيرة تكفي لوحدها أن تكون دليلاً على حرمة الشطرنج ، حتّى لو لم نفهم المراد من الآية القرآنية ، ومن تلك الروايات ما ورد عن أبي بصير عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : «بيع الشطرنج حرام ، وأكل ثمنه سحت ، واتخاذها كفر ، واللعب بها شرك ، والسلام على اللاهي بها معصية ، وكبيرة وموبقة »(١) .

____________

١ ـ السرائر ٣ / ٥٧٧.

٤١

ولسنا الوحيدين القائلين بحرمة الشطرنج ، فقد ورد في فقه السنّة : « فمن حرّمه : أبو حنيفة ومالك وأحمد ، وقال الشافعي وبعض التابعين : يكره ولا يحرم »(١) .

وأمّا قولك : أنّ اللعبة فيها رقي ، فنحن لا ننكر أنّ في اللعبة منافع ، بل إنّ هذا هو لسان القرآن ، إذ قال :( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) (٢) .

فإذا قال لك أحد : إنّ في الخمر منافعاً ، وأنّه شراب لذيذ مثلاً ، وإنّي أشرب منه مقدار لا يضرّ بعقلي ، فهل يحقّ له أن يعترض على حرمة الخمر؟ فإذا لم تقبل منه اعتراضه ، فكذلك الحال في الشطرنج ، فوجود المنافع فيها لا يزيل عنها الحرمة.

____________

٢ ـ أُنظر : فقه السنّة ٣ / ٥١٣.

١ ـ البقرة : ٢١٩.

٤٢

الشفاعة :

( أُمّ زهراء ـ السعودية ـ )

لا يستحقّها الظالم لأهل البيت :

س : ما حكم من يعتقد بأنّ شفاعة المعصومين عليهم‌السلام ربّما قد تشمل ظالميهم ، ومن أغتصب حقّهم ، وظلم شيعتهم ، أو أنّ رحمة الله فوق كُلّ هذا ، أم يستحيل أصلاً ورود الرحمة والشفاعة في مثل هذا المورد بالخصوص؟ مثل قتل الإمام الحسين عليه‌السلام ، وكسر ضلع الزهراء عليها‌السلام ، وغصب الخلافة؟

ج : وردت نصوص تفيد بأنّ الظالمين لآل محمّدعليهم‌السلام آيسون من رحمة الله تعالى ، ومن هذا يظهر عدم شمول الشفاعة لمن ظلمهم.

وأمّا من ظلم شيعتهم ، فتارة ظلم شيعتهم لأنّهم شيعة لأهل البيتعليهم‌السلام ، فهذا بحكم الناصبي ، والناصبي لا شفاعة له ولا نجاة.

وتارة أُخرى ظلم شيعتهم بعنوان شخصي ، فهذا يدخل ضمن مظالم العباد ، ومظالم العباد فيما بينهم ـ حسب ما في الروايات ـ معلّق على أداء الحقّ إلى أصحابه ، فإذا أدّى هذا الإنسان الظالم الحقّ إلى أصحابه ، أو ابرأ ذمّتهم ، فحينئذ يمكن أن تعمّه الشفاعة.

وأمّا إذا لم يعد الحقّ إلى صاحبه ولم يستبرئ ذمّته ، فمقتضى الروايات الواردة : أنّ الشفاعة موقوفة على رضا صاحب الحقّ ، ولكن قد يستفاد من بعض الروايات بأنّه من الممكن أنّ الله تعالى لبعض الأعمال الصالحة لهذا

٤٣

الإنسان الظالم يرضي عنه خصومه يوم القيامة ، ثمّ ينجّيه ، ويظهر من هذا توقّف النجاة على الرضا ، فهنا يمكن أن تتناول الشفاعة هذا القسم.

فالخلاصة : من ظلمهمعليهم‌السلام لا تشمله الشفاعة ، وأمّا من ظلم شيعتهم لتشيّعهم فهو ناصبي فلا تشمله أيضاً ، وإن لم يكن لتشيّعهم فيدخل في مظالم العباد ، فإن أدّى الحقّ أو ابرأ الذمّة فتشمله الشفاعة ، وإلاّ فلا تشمله الشفاعة إلاّ أن يرضي الله خصومه.

أمّا كيف يرضي الله خصومه؟ فيمكن أن يكون بسبب الأعمال الصالحة ـ من قبيل الاستغفار والصدقة على الطرف المعتدى عليه ـ وهذه مسألة متروكة إلى الله تعالى.

ثمّ إنّ المتبادر من ظالميهم من ظلم مقامهم وولايتهم ، وأنكر مودّتهم أو ما شاكل ذلك ، فمن اعتقد أنّ الشفاعة تشمل هكذا ظالم ، فهو منحرف الاعتقاد.

وأمّا لو أنّ شخصاً يحبّ الإمام الحسينعليه‌السلام مثلاً ، ويعتقد بإمامته ، ولكن دخل معه في معاملة فظلمه بدينار مثلاً ، فهنا يمكن للإمامعليه‌السلام أن يعفو عنه ويصفح عنه ، لأنّها مظلمة شخصية مادّية ، فتناله الشفاعة ، لأنّ ظلمه هذا لم يكن ناتج عن بغض لهمعليهم‌السلام وإنكار لمقامهم.

( نضال ـ قطر ـ )

رواياتها في كتب العامّة :

س : ما هي حقيقة الشفاعة؟ وما هي البراهين عليها من كتب السنّة؟

ج : إنّ الشفاعة التي وقع الخلاف فيها هي نوع من الوساطة إلى الله تعالى ، من وليّ مقرّب عنده ، ليغفر لمذنب ويسامحه ، وقد أثبتها المسلمون قاطبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ من شذّ منهم.

٤٤

والأدلّة على ثبوتها كثيرة جدّاً ، ومتضافرة على حصول الشفاعة في يوم القيامة ، من قبل الصالحين والأولياء إلى المذنبين والعاصين ، واستجابة لطلبك سوف نقتصر على بعض الروايات المثبتة للشفاعة عند أهل السنّة :

١ ـ عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قضى لأخيه حاجة ، كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح ، وإلاّ شفعت له »(١) .

٢ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من صلّى على محمّد وقال : اللهم أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي »(٢) .

٣ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قال حين يسمع النداء : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامّة والصلاة القائمة ، آت محمّداً الوسيلة والفضيلة ، وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلّت له شفاعتي يوم القيامة »(٣) .

٤ ـ عن أبي أُمامة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « صنفان من أمّتي لن تنالهما شفاعتي ، ولن أشفع لهما ، ولن يدخلا شفاعتي : سلطان ظلوم غشوم عسوف ، وغال مارق عن الدين »(٤) .

وهذا الحديث يدلّ بالمفهوم على ثبوت الشفاعة ، وإمكانها لطوائف آخرين في أمّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ ـ عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعطيت خمساً لم يعطهّن أحد قبلي وأعطيت الشفاعة ، ولم يعط نبيٌّ قبلي »(٥) .

____________

١ ـ الدرّ المنثور ٣ / ٧١.

٢ ـ مسند أحمد ٤ / ١٠٨ ، كتاب السنّة : ٣٨١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٢١ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٦.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ١٥٢ و ٥ / ٢٢٨ ، سنن النسائي ٢ / ٢٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٤١٠ ، المعجم الصغير ١ / ٢٤٠ ، مسند الشاميين ٤ / ١٤٩.

٤ ـ المعجم الكبير ٨ / ٢٨١ و ٢٠ / ٢١٤ ، كنز العمال ٦ / ٢١ و ٣٠ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٣٥ ، كتاب السنّة : ١٨٤.

٥ ـ صحيح البخاري ١ / ١١٣ ، صحيح مسلم ٢ / ٦٣ ، سنن النسائي ١ / ٢١١.

٤٥

ولنقتصر على هذا القدر من الروايات.

( شهيناز ـ البحرين ـ سنّية ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة )

في الكتاب والسنّة :

س : ما الدليل من الكتاب والسنّة على الشفاعة؟

ج : إنّ القول بالشفاعة لم يختصّ بالشيعة وحدهم ، بل اشترك في ذلك جميع المسلمين ، ودليلهم القرآن الكريم والسنّة الشريفة :

أمّا من القرآن الكريم ، فقوله تعالى :( وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) (١) ، إلى غيرها من الآيات الكريمة التي تؤكّد شفاعة المقرّبين عند الله تعالى ، ومن يرتضيهم من شفعاء.

أمّا السنّة الشريفة : فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلا قول الله عزّ وجلّ :( وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي »(٢) .

وعن قتادة قال : وذكر لنا أنّ نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « إنّ في أمّتي رجلاً ليدخلن الله الجنّة بشفاعته أكثر من بني تميم »(٣) .

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أوّل شفيعٍ يوم القيامة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، إنّ من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدّق غير واحد »(٤) .

وعن جابر بن عبد الله قال : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا قائد المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ، وأنا أوّل شافع ومشفع ولا فخر »(٥) .

____________

١ ـ الأنبياء : ٢٨.

٢ ـ المستدرك ٢ / ٣٨٢.

٣ ـ المصدر السابق ٦ / ٢٨٥.

٤ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٤ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٨.

٥ ـ المعجم الأوسط ١ / ٦١ ، الجامع الصغير ١ / ٤١٣ ، كنز العمّال ١١ / ٤٣٦ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٨٦.

٤٦

فهذه الآيات والروايات تؤكّد أصل وجود الشفاعة ، وهي خاصّة بمن ارتضاهم الله وفضّلهم وأكرمهم.

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

لا تنال شفاعتنا من استخف بصلاته :

س : أسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليكم بنعمة نشر المعارف الحقّة المستقاة من منبع الطهر والعصمة محمّد وآله الطاهرين.

السؤال حول الحديث المروي عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يقول : « ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي يوم القيامة »(١) ، وهناك رواية تنقل عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام تقول : « إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة »(٢) .

والسؤال هو : إذا كان الاستخفاف بالصلاة من الكبائر ، والتي وعد صاحبها بعدم نيل الشفاعة ، فهل ينال صاحبها شفاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وكيف؟ وهل هناك بين الروايتين تناقض؟ إذ لا ينال الشفاعة من استخفّ بالصلاة لأنّه عمل كبيرة ، وينال الشفاعة من جهة أُخرى لأنّ شفاعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل الكبائر قد ادخرت؟ فعلى كلا الوجهين سينال الشفاعة ممّن سيشفع لمن يستحقّ الشفاعة ، إذ إنّهم عليهم‌السلام لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ، وهم من خشيته مشفقون ، أم إنّ الذي يأتي بما تقدّم لا ينال الرضى ليستحقّ الشفاعة؟ أم ماذا؟ أفيدونا مأجورين.

ج : يمكن أن نتصوّر عدّة أجوبة للجمع بين الحديثين :

١ ـ إنّ قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عام يشمل جميع أهل الكبائر ، وأمّا قول الإمام الصادقعليه‌السلام فهو خاص ينحصر بالمستخف بالصلاة ـ أي المتهاون بها ـ ، فيحمل العام على الخاصّ ، كما هو متعارف عليه عند الأُصوليين في مثل هذه الحالة ، وتسمى بالتعارض غير المستقرّ ، وتجمع جمعاً عرفياً ، ذُكر بشكل مفصّل في بحوث أُصول الفقه ، مبحث التعارض والتراجيح.

____________

١ ـ التبيان ١ / ٢١٣ ، المعجم الأوسط ٦ / ١٠٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٥٤.

٢ ـ الكافي ٣ / ٢٧٠ و ٦ / ٤٠١ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٠٧.

٤٧

٢ ـ إنّ شفاعة أهل البيتعليهم‌السلام لها منازل متعدّدة ، فيمكن حمل قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على منزل منها ، كأن يكون آخر المراحل في يوم القيامة ، ويحمل قول الإمام الصادقعليه‌السلام على عدم نيل الشفاعة في منزل آخر ، كأن يكون في البرزخ مثلاً أو غيره.

وهنالك ما يؤيّد ما ذكرناه ، وهو قول النبيّ : « ادخرت » ، إٍذ إنّ الادخار يفيد معنى عدم الإعطاء في أوّل أزمنة الحاجة ، والحفاظ عليها إلى الأزمنة المهمّة جدّاً.

٣ ـ يمكن أن يكون الفرق هو : إنّ الإمام الصادقعليه‌السلام ينفي الشفاعة عن المستخفّ بالصلاة على النحو الفعلي وواقعاً ، وهذا لا تعارض له مع قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ إنّ النبيّ لم يقل إنّي اشفع فعلاً لأهل الكبائر ، بل قال : إنّي أدّخر شفاعتي لهم ، ومعنى الادخار هو الحفاظ عليها إلى وقت الشدّة ، والحفاظ لا يعني إعطاؤه بشكل قطعي ، فربما يعطي الشفاعة وربما لا يعطيها.

وهذا كما نجده في قوله تعالى :( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) (١) ، فليس معنى السعة لكُلّ شيء هو حصول الرحمة ووقوعها للجميع فعلاً ، وإلاّ لتعارض مع عقاب أيّ مخلوق ـ الكفرة وغيرهم ـ بل المقصود أنّ الرحمة من الله تعالى لها قابلية الشمول للجميع ، لكن البعض ليست له القابلية على نيلها ، وكما يقال : العجز في القابل لا في الفاعل.

وهنالك أوجه أُخرى يمكن تصوّرها لا داعي لذكرها.

( منير ـ السعودية ـ )

تكون للأنبياء والأئمّة والشهداء و... :

س : من هم الذين يسمح الله لهم بالشفاعة يوم القيامة؟ هل هم الأنبياء فقط؟ أم هناك غيرهم أيضاً؟ وهل هناك أدلّة تؤيّد ذلك؟

____________

١ ـ الأعراف : ١٥٦.

٤٨

ج : الظاهر من روايات كثيرة واردة في كتب الفريقين : إنّ الشفاعة يوم القيامة تكون للأنبياء وللأئمّة والعلماء والشهداء وغيرهم ، ومن تلك الروايات :

١ ـ عن ابن عباس قال : أوّل من يشفع يوم القيامة في أمّته رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوّل من يشفع في أهل بيته وولده أمير المؤمنين ، وأوّل من يشفع في الروم المسلمين صهيب ، وأوّل من يشفع في مؤمني الحبشة بلال(١) .

٢ ـ عن عثمان بن عفّان عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « أوّل من يشفع يوم القيامة الأنبياء ، ثمّ الشهداء ، ثمّ المؤذّنون »(٢) .

٣ ـ عن عثمان بن عفّان قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أوّل من يشفع يوم القيامة الأنبياء ، ثمّ العلماء ، ثمّ الشهداء »(٣) .

( جعفر سلمان ـ البحرين ـ )

شفاعة المعصوم تحقق إرادة الله :

س : هل شفاعة المعصوم عليه‌السلام متأخّرة رتبة على إرادة الله؟ وليس دورها إلاّ مطابقتها لهذه الإرادة ، ويكون هدفها فقط بيان مقام هؤلاء المعصومين؟ أو أنّ الأمر أبعد من ذلك ، حيث تكون شفاعة المعصوم من مقتضيات تحقّق إرادة الله تعالى ، وبالتالي تكون جزء علّة لفعل الله ، أو أنّ هناك شيء آخر؟

ج : لا يخفى أنّ كُلّ شيء وجودي في الكون مسبوق بعلم الله تعالى أزلاً ، ومقيّد بتعلّق إرادة الله الفعلية به في الوجود تكويناً.

هذا ، وإنّ مقام الشفاعة بتفاصيلها يدخل ضمن المخطّط الإلهي في الوجود ، فلا يخرج عن علمه تعالى أوّلاً ، وعن إرادته سبحانه في الوجود ثانياً.

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٤.

٢ ـ مجمع الزوائد ١٠ / ٣٨١.

٣ ـ الجامع الصغير ١ / ٤٣٤ ، كنز العمّال ١٠ / ١٥١ ، تاريخ بغداد ١١ / ١٧٨ ، تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٥١.

٤٩

على ضوء ما ذكرنا ، يظهر أنّ مقام الشفاعة قد أعطي للمعصومعليه‌السلام من قبل الله تعالى ، ثمّ إنّ المعصومعليه‌السلام واستناداً إلى هذه المرتبة الممنوحة له يشفع في العباد.

فالنتيجة : إنّ مقام الشفاعة وإن أعطيت أصالةً من قبل الله تعالى ، ولكن تنفيذه وتطبيقه بيد المعصومعليه‌السلام ، فلا يكون دوره شكلياً بل حقيقياً ، وإن كنّا نعلم ـ بمقتضى صفة العصمة ـ أنّهعليه‌السلام لا يخرج في شفاعته عن رضوان الله تعالى.

ومجمل الكلام : إنّنا إن نظرنا إلى المسألة من زاوية الإرادة الإلهية التكوينية ، فالشفاعة وثمراتها سوف تكون مسبوقة بإرادة الله تعالى ، ومتأخّرة من حيث الشأن والرتبة والوجود ، وإن نظرنا إليها من ناحية الإرادة الإلهية التشريعية ، فسوف تعتبر الشفاعة حينئذٍ أصيلة وغير منوطة بأيّ شيء ، ويكون المعصومعليه‌السلام فيها مختاراً مستقلاً ، وبالنتيجة يكونعليه‌السلام من أجزاء تحقّق إرادة الله تعالى.

( الحائر ـ السعودية ـ )

تشمل أهل المعاصي لا النواصب :

س : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، تحية طيّبة ، أشكركم على الإجابة السابقة ، وإن تأخّرت بعض الشيء.

سؤالي لكم كالتالي : هل الشفاعة تشمل أهل المعاصي الذين ماتوا عليها غير تائبين؟ وهل تشمل كُلّ موحّد وإن كان من الذين نصبوا العداء لأهل البيتعليهم‌السلام ؟

ج : إنّ بحث الشفاعة بحث علمي ودقيق ، وللوقوف على أصلها وحدودها نحتاج إلى تفصيل وإطناب في الكلام ، فلا يسعنا تصوير البحث بنحو تامّ ، ولكن نجيب على سؤالك بالإجمال.

٥٠

أوّلاً : الظهور الأوّلي المتبادر من مفهوم الشفاعة ، هو شمولها لأهل المعاصي غير التائبين ، إذ إنّ التائب حقيقةً لا ذنب له ، فلا يحتاج إلى شفاعة في ذلك المورد.

مضافاً إلى أنّ بعض الروايات الواردة في المقام تصرّح بهذا المعنى ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي »(١) .

ثانياً : إنّ شمول الشفاعة للعاصين يختلف باختلاف المعاصي والعصاة في كيفية صدور المعصية عنهم وكمّيتها ؛ فمنهم من تناله الشفاعة في بادئ الأمر ، ومنهم من لا يليق لهذه المكرمة إلاّ بعد مسّه النار وتطهيره ، ومنهم بين ذلك.

ثالثاً : بحسب الأدلّة النقلية فإنّ الشفاعة بمراتبها المختلفة مشروطة بوجود مؤهّلات ومواصفات في المشفوع لهم ، منها : التوحيد وعدم الشرك.

ومنها : الإسلام والإيمان.

ومنها : محبّة أهل البيتعليهم‌السلام وعدم العداء لهم.

ومنها : عدم الاستخفاف بالصلاة.

ويدلّ على ذلك كُلّه الأخبار الواردة في المقام ، نذكر بعضها :

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إنّ المؤمن ليشفع لحميمه ، إلاّ أن يكون ناصباً ، ولو أنّ ناصباً شفع له كُلّ نبي مرسل وملك مقرّب ما شفعوا »(٢) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام أيضاً : «لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة »(٣) .

____________

١ ـ المستدرك ٢ / ٣٨٢.

٢ ـ المحاسن ١ / ١٨٦.

٣ ـ الكافي ٣ / ٢٧٠ و ٦ / ٤٠١ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٠٧.

٥١
٥٢

الشهادة الثالثة في الأذان :

( السيّد علي رضا ـ ـ )

الأدلّة على جوازها :

س : ما هي حقيقة الشهادة الثالثة؟ وهل وصّى بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أم أنّها أضيفت بعد فترة؟

ج : قد اتفق علماء الشيعة على جواز الشهادة الثالثة في الأذان ، ثمّ ذهب بعضهم إلى أنّها جزء مستحبّ من أجزاء الأذان ، كما هو الحال في القنوت بالنسبة إلى الصلاة.

وذهب أكثر علمائنا إلى أنّها مستحبّة لا بقصد الجزئية ـ أي ليست جزءً ، ولا فصلاً من فصول الأذان ـ مستفيدين الاستحباب من بعض العمومات والإطلاقات في الروايات المؤكّدة على المقارنة بين اسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله واسم الإمام عليعليه‌السلام ، كما هو الحال في الصلاة على محمّد وآل محمّد بعد الشهادة الثانية.

من تلك العمومات والإطلاقات :

١ ـ عن القاسم بن معاوية ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : «فإذا قال أحدكم : لا اله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين »(١) ، والحديث لم يتقيّد بزمان ولا مكان ، ولا في فعل خاصّ ، فهو عام يشمل الأذان وغيره.

____________

١ ـ الاحتجاج ١ / ٢٣١.

٥٣

٢ ـ عن أبي الحمراء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لمّا أسري بي إلى السماء نظرت إلى العرش ، فإذا عليه مكتوب : لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله أيّدته بعلي ونصرته به »(١) .

٣ ـ عن عبد الله بن مسعود عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يا عبد الله أتاني ملك فقال : يا محمّد ، سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال : قلت : على ما بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب »(٢) .

٤ ـ عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمّي أميراً وآدم بين الروح والجسد ، قال الله تعالى :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) (٣) قالت الملائكة : بلى ، فقال تبارك وتعالى : أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم »(٤) .

ففي كُلّ مورد يذكر رسول الله يذكر علي معه ، والأذان من جملة الموارد ، ومن شواهدها من كتب أهل السنّة قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : «ما سألت ربّي شيئاً في صلاتي إلاّ أعطاني ، وما سألت لنفسي شيئاً إلاّ سألت لك »(٥) .

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ١ / ٢٤٤ ، شرح الأخبار ١ / ٢١٠ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٢٠٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٩٨ ، جواهر المطالب ١ / ٩٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٦٩ و ٢ / ١٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٣٦ ، تهذيب الكمال ٣٣ / ٢٦٠ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ١٧٤.

٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٣ ، كشف الغمّة ١ / ٣١٨.

٣ ـ الأعراف : ١٧٢.

٤ ـ فردوس الأخبار ٢ / ١٩٧.

٥ ـ السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٥١ ، خصائص أمير المؤمنين : ١٢٥ ، ذخائر العقبى : ٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٠ ، كتاب السنّة : ٥٨٢ ، أمالي المحاملي : ٢٠٣ و ٣٦٧ ، المعجم الأوسط ٨ / ٤٧ ، نظم درر السمطين : ١١٩ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢٥ و ١٣ / ١٥١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣١٠ ، المناقب : ١١٠ ، جواهر المطالب ١ / ٢٣٩ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٤٩.

٥٤

والخلاصة : إنّ الشهادة لعليعليه‌السلام بالولاية في الأذان ـ عند أكثر علمائنا ـ مكمّلة للشهادة الثانية بالرسالة ، ومستحبّة في نفسها ، وإن لم تكن جزءً من الأذان.

ونلفت انتباهكم إلى أنّ ما قد يفهم من ظاهر كلمات بعض الأعلام من منعها في الأذان ، فهو وقوعها على نحو الجزئية ، لا على نحو أنّها مستحبّة في نفسها.

جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

( طلال ـ الكويت ـ سنّي )

أذان الشيعة من مصادر أهل السنّة :

س : لله الحمد أنّنا مسلمون ، ومنّ الله علينا بالإسلام.

سؤالي : أُريد دليلاً على أنّ الأذان الحالي عندكم هو ما كان عليه في صدر الإسلام ، وعهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ج : إنّ الأذان الموجود عند الشيعة ـ بحسب الأحاديث التي وصلتهم ـ هو ما كان في عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مضافاً إلى تأييد هذه الصورة من الأذان في كتب أهل السنّة ، فنذكر لك فيما يلي مواضع الاختلاف بين فصول أذان الشيعة وأذان السنّة ، وما يدلّ عليها من مصادركم :

١ ـ التكبير في أوّل الأذان بنظر الشيعة أربع مرّات ، ويوافقنا في ذلك الشافعي وأبو حنيفة وأحمد والثوري(١) .

مضافاً إلى ورود رواية من طرق السنّة تصرّح بهذا الحكم ، فعن محمّد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جدّه قال : قلت : يا رسول الله علّمني سنّة

____________

١ ـ أُنظر : المجموع ٣ / ٩٠ ، فتح العزيز ٣ / ١٦٠ ، مختصر المزني : ١٢ ، مغني المحتاج ١ / ١٣٥ ، المغني لابن قدامة ١ / ٤١٥ ، بداية المجتهد ١ / ٨٨.

٥٥

الأذان ، فمسح مقدّم رأسه ، وقال : « تقول : الله أكبر »(١) فذكر التكبير أربع مرّات.

وأيضاً أنّ الحديث الذي هو المستند في تثنية التكبير لا دلالة له أصلاً ، بل هو إخبار عن المنام ، فهو كما ترى!!(٢) .

٢ ـ أطبقت الشيعة الإمامية على تثنية التهليل في آخر الأذان ، ويدلّ عليه من كتب أهل السنّة ، ما ورد من أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بلالاً أن يشفّع الأذان(٣) .

٣ ـ التثويب بدعة عند الشيعة في الصبح وغيره ، ويوافقنا في ذلك الشافعي في أحد قوليه(٤) .

ويؤيّد هذا الرأي بما روي في الصحيح عن أذان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خالٍ عن التثويب(٥) .

وروى ابن أبي شيبة : أنّ الأسود بن يزيد كان يعترض لزيادة هذه الفقرة في الأذان(٦) .

وروى الترمذي : إنكار ابن عمر على من زادها في الأذان ، باعتبارها بدعة(٧) .

وعن الإمام عليعليه‌السلام أنّه قال حين سمعها : « لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه »(٨) .

____________

١ ـ سنن أبي داود ١ / ١٢١ ، تحفة الأحوذي ١ / ٤٨٦ ، صحيح ابن حبّان ٤ / ٥٧٨ ، المعجم الكبير ٧ / ١٧٤ ، تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٣٩٤.

٢ ـ أُنظر : الجامع الكبير ١ / ١٢٢ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ١٨٩ ، أُسد الغابة ٣ / ١٦٦.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ١٥٠ ، صحيح مسلم ٢ / ٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٤١ ، الجامع الكبير ١ / ١٢٤ ، سنن الدارمي ١ / ٢٧٠ ، سنن أبي داود ١ / ١٢٥ ، سنن النسائي ٢ / ٣.

٤ ـ الأُم ١ / ١٠٤ ، المجموع ٣ / ٩٢ ، فتح العزيز ٣ / ١٦٩ ، مختصر المزني : ١٢ ، بدائع الصنائع ١ / ١٤٨.

٥ ـ صحيح مسلم ٢ / ٣.

٦ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ١ / ٢٣٧.

٧ ـ الجامع الكبير ١ / ١٢٨ ، السيرة الحلبية ٢ / ١٣٥.

٨ ـ نيل الأوطار ٢ / ١٨.

٥٦

٤ ـ أجمعت الشيعة على ذكر فقرة « حيّ على خير العمل » في الأذان ، وممّا يدلّ عليها : أنّ عمر نهى عنها ـ وهو على المنبر ـ إذ قال : أيّها الناس ثلاث كنّ على عهد رسول الله ، أنا أنهى عنهنّ ، وأُحرمهنّ وأُعاقب عليهنّ وهي : متعة النساء ، ومتعة الحجّ ، وحيّ على خير العمل(١) ، وهذا الكلام منه دليل ورود هذه الفقرة « حيّ على خير العمل » في أذان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وورد أيضاً أنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام وابن عمر كانا يقولان في الأذان بعد حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل(٢) .

وأيضاً جاء عن بلال أنّه كان يؤذّن بالصبح فيقول : حيّ على خير العمل(٣) .

٥ ـ المستحبّات الواردة قبل البدء في الأذان وبين فقراتها كثيرة ، كقول بعض المؤذّنين في الابتداء : «وقل الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً » ، أو الصلاة بعد ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثمّ إنّ من المستحبّات الشهادة لأمير المؤمنينعليه‌السلام بالولاية بعد الشهادتين.

فالشيعة لا ترى هذه الفقرة جزءً أو فصلاً من الأذان ، بل هي ذكر مستحبّ ، لورود أحاديث كثيرة في مصادر أهل السنّة ، قرنت بين اسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين اسم عليعليه‌السلام (٤) .

أضف إلى ذلك ، فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هو وليّ كُلّ مؤمن من بعدي »(٥) .

____________

١ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٧٤.

٢ ـ السيرة الحلبية ٢ / ١٣٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٤٢٤ ، المصنّف للصنعاني ١ / ٤٦٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ١ / ٢٤٤ ، مسند زيد بن علي : ٩٣.

٣ ـ السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٤٢٥ ، المعجم الكبير ١ / ٣٥٢ ، كنز العمّال ٨ / ٣٤٢.

٤ ـ مناقب أمير المؤمنين ١ / ٢٤٤ ، شرح الأخبار ١ / ٢١٠ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٢٠٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٩٨ ، جواهر المطالب ١ / ٩٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٦٩ و ٢ / ١٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٣٦ ، تهذيب الكمال ٣٣ / ٢٦٠ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ١٧٤.

٥ ـ فضائل الصحابة : ١٥ ، المستدرك ٣ / ١٣٤ ، مسند أبي داود : ١١١ و ٣٦٠ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٤ ، الآحاد والمثاني ٤ / ٢٧٩ ، كتاب السنّة : ٥٥٠ ، السنن الكبرى للنسائي

٥٧

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً : « أنا وهذا حجّة على أمّتي يوم القيامة »(١) .

وأخيراً :( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحقّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢) .

( ـ لبنان ـ )

تعقيب على الجواب السابق :

أودّ إضافة شيء على الجواب الجيّد ، وهو أنّه لنا التمسّك بعموم الخبر الصحيح الوارد في الاحتجاج لإثبات أرجحية ذكر الشهادة بالولاية عقب الشهادة بالرسالة ، انقل مضمونه : من قال لا اله إلاّ الله محمّد رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين

____________

٥ / ٤٥ و ١٢٦ و ١٣٢ ، خصائص أمير المؤمنين : ٦٤ و ٩٧ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٩٣ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٣٧٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ و ١٨ / ١٢٩ ، نظم درر السمطين : ٧٩ و ٩٨ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٧ و ١٣ / ١٤٢ ، فيض القدير ٤ / ٤٧١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٠ و ١٩٨ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٧ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ١٩٩ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، الجوهرة : ٦٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، المناقب : ١٢٧ و ١٥٣ ، جواهر المطالب ١ / ٢١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ٢ / ٧٨ و ٨٦ و ١٥٩ و ٢٣٦ و ٣٩٨ و ٤٩٠ و ٣ / ٣٦٤.

١ ـ كنز العمّال ١١ / ٦٢٠ ، تاريخ بغداد ٢ / ٨٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٩ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩٢.

٢ ـ يونس : ٣٥.

٥٨

الشورى :

( علي ـ البحرين ـ )

معنى( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) :

س : ما معنى قوله تعالى : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) ؟

ج : جاء في تفسير مجمع البيان : « وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ(١) أي : استخرج آراءهم ، واعلم ما عندهم.

واختلفوا في فائدة مشاورتهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهم ـ مع استغنائه بالوحي عن تعرّف صواب الرأي من العباد ـ على أقوال :

أحدها : إنّ ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتآلف لهم ، والرفع من أقدارهم ، ليبيّن أنّهم ممّن يوثق بأقوالهم ، ويرجع إلى آرائهم ، عن قتادة والربيع وابن إسحاق.

وثانيها : إنّ ذلك لتقتدي به أمّته في المشاورة ، ولم يروها نقيصة ، كما مدحوا بأنّ أمرهم شورى بينهم ، عن سفيان بن عيينة.

وثالثها : إنّ ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميّز الناصح من الغاش.

ورابعها : إنّ ذلك في أُمور الدنيا ، ومكائد الحرب ، ولقاء العدو ، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم ، عن أبي علي الجبائي »(٢) .

____________

١ ـ آل عمران : ١٥٩.

٢ ـ مجمع البيان ٢ / ٤٢٨.

٥٩

وعن ابن عباس بسند حسن : لمّا نزلت :( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أما أنّ الله ورسوله لغنيان عنها ، ولكن جعلها الله رحمة لأمّتي ، فمن استشار منهم لم يعدم رشداً ، ومن تركها لم يعدم غيّاً ) (١) .

إنّ هذه الرواية تفيد : أنّ استشارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه لا قيمة لها على صعيد اتخاذ القرار ، لأنّ الله ورسوله غنيان عنها ، لأنّهما يعرفان صواب الآراء من خطئها ، فلا تزيدهما الاستشارة علماً ، ولا ترفع جهلاً ، وإنّما هي أمر تعليمي أخلاقي للأُمّة ، وإذا كانت الاستشارة أمراً تعليمياً أخلاقياً ، فلا محذور على الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها(٢) .

( أحمد ـ السعودية ـ )

ليست مشروعة في تعيين الخليفة :

س : هل يمكن أن تكون الشورى بديلاً عن النصوص الواردة في تحديد الخلافة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : لاشكّ أنّ الشورى لا تصلح أن تكون بديلاً عن النصوص القاطعة في خصوص إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك لأنّ ترك النصوص واللجوء إلى الشورى يعدّ رأياً واجتهاداً في مقابل النصّ ، وهو بلاشكّ غير صحيح لقوله تعالى :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا ) (٣) .

فالموقف النهائي والقول الفصل يعود إلى الله تعالى ورسوله لا إلى من سواهما ، وليس لأحد الامتناع أو المخالفة في ذلك ، إلاّ أن يخرج عن دائرة

____________

١ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٩٠ ، فيض القدير ٥ / ٥٦٥ ، فتح القدير ١ / ٣٩٥.

٢ ـ الصحيح من سيرة النبيّ ٦ / ٩٠.

٣ ـ الأحزاب : ٣٦.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ملحق

سند حديث الغدير

٢٢١

٢٢٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين، وبعد:

فيقول العبد علي بن نور الدين الحسيني الميلاني: هذا ما وفقنا الله عز وجل لإِلحاقه بقسم السند، من مبحث حديث الغدير، جرياً على عادتنا من القيام بهذه المهمة بقدر الإِمكان، فيما طبع من كتابنا، وما سيطبع إن شاء الله تعالى، إتماماً للفائدة.

وإنّ كثيراً من هذه الأسماء مستخرج من الأسانيد المتقدمة من كتاب ( عبقات الأنوار )، كما أنا قد استفدنا كثيراً في هذا الملحق، من كتاب ( الغدير ).

ومن الضروري أن نشير هنا إلى أن صاحب العبقات طاب ثراه قد جعل موضوع البحث حديث: « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، ومن هنا اقتصر على ذكر طائفة ممن روى الأخبار الحاكية لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه » أو نحو ذلك من الألفاظ. أو الحاكية لمناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام في الرحبة، أو لشهادة الركبان بقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » بمحضر الإِمامعليه‌السلام وأصحابه الكرام وهو في نفس الوقت لم يكن بصدد استقصاء كل الذين رووا ذلك،

٢٢٣

وإنما اكتفى بذكر جماعة منهم منذ القرن الثاني إلى من عاصره من علماء أهل السنة في القرن الثالث عشر، وذاك دأبه في جميع بحوث هذه الموسوعة الخالدة.

وأمّا ما ورد في نزول قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ) وقوله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وقوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) وغيره من أخبار واقعة الغدير، فقد جعلها من وجوه دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وولايته، ومن هنا ذكر طائفة من رواة هذه الأحاديث مع نصوصها في قسم دلالة الحديث.

فهذا ما أردنا التنبيه عليه هنا، والله نسأل أن يحشره وصاحب الغدير، وسائر علمائنا النحارير، الذي خدموا الحق ودافعوا عنه وأثبتوه، مع النبي والأئمة الطاهرين في درجتهم في أعلى عليين، وأن يجعلنا ممن سلك سبيلهم، وأن يمنّ علينا بتعجيل الفرج والعافية والنصر لخاتم الأوصياء من أهل البيت الأطهار، إنه سميع مجيب.

٢٢٤

القرن الثاني

(١)

أبو محمد عمرو بن دينار الجمحي المكي

المتوفى سنة (١١٥) أو (١١٦) قال الحافظ أبو نعيم:

« حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا العباس بن علي النسائي، حدثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا حسين الأقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن طاوس عن بريدة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الخزرجي: « قال مسعر: كان ثقة ثقة ثقة »(٢) .

٢ - السيوطي: « أحد الأعلام، روى عن جابر وأبي هريرة وابن عمر.

____________________

(١). حلية الأولياء ٤ / ٢٣.

(٢). خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٢٤٤.

٢٢٥

وعنه: شعبة وابن عيينة وأيوب وحماد بن زيد وأبو حنيفة.

قال ابن أبي نجيح: ما كان عندنا أفقه ولا أعلم من عمرو بن دينار، ولا عطاء ولا مجاهد ولا طاوس »(١) .

٣ - ابن حجر: « ثقة ثبت »(٢) .

(٢)

أبوبكر محمد بن مسلم بن عبيدالله القرشي الزهري

المتوفى سنة (١٢٤). قال الحافظ ابن الأثير:

« عن عبدالله بن العلا، عن الزهري، عن سعيد بن جناب عن أبي عنفوانة المازني عن جندع، قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.

و سمعته - وإلّا صمّتا - يقول - وقد انصرف من حجة الوداع، فلما نزل غدير خم، قام في الناس خطيباً وأخذ بيد علي وقال -: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال عبدالله بن العلا: فقلت للزهري: لا تحدّث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أذنيك سبّ علي. فقال: والله عندي من فضائل علي ما لو تحدّثت لقتلت. أخرجه الثلاثة »(٣) .

وقال ابن الصبّاغ المالكي: « روى الترمذي عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه. وزاد غيره وهو الزهري ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٤٣.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٦٩.

(٣). أسد الغابة ١ / ٣٠٨.

٢٢٦

حجّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجة الوداع وعاد قاصداً المدينة، قام بغدير خم - وهو ماء بين مكة والمدينة، وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام وقت الهاجرة - فقال: أيها الناس إني مسئول وأنتم مسئولون، هل بلّغت؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت ونصحت. قال: وأنا أشهد أني قد بلّغت ونصحت. ثم قال أيها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله، وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله. قال: وأنا أشهد مثل ما شهدتم. ثم قال: أيها الناس قد خلّفت فيكم إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب الله وأهل بيتي، ألا وإنّ اللّطيف أخبرني أنهما لم يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، حوض ما بين بصرى وصنعاء، عدد آنيته عدد النجوم، إن الله مسائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي. ثم قال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي، يقول ذلك ثلاث مرات ثم قال في الرابعة - وأخذ بيد علي -: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، يقولها ثلاث مرات. ألا فليبلّغ الشاهد الغائب »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مناقب الزهري وأخباره تحتمل أربعين ورقة »(٢) .

٢ - الذهبي أيضاً: « عالم زمانه الزهري قال أيوب السختياني: ما رأيت أعلم من الزهري. وقال غيره: كان الزهري أعلم أهل زمانه، وكان وافر الحشمة »(٣) .

٣ - السيوطي: « أحد الأعلام قال ابن منجويه: رأى عشرة من

____________________

(١). الفصول المهمة: ٢٤.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٩٦.

(٣). دول الاسلام - حوادث: ١٢٤.

٢٢٧

الصحابة، وكان من أحفظ أهل زمانه، وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، فقيهاً فاضلاً، وقال الليث، ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علماً منه »(١) .

٤ - اليافعي: « أحد الفقهاء والمحدثين، والأعلام والتابعين »(٢) .

(٣)

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي أبو محمد المدني

المتوفى سنة (١٢٦). قال ابن أبي الحديد: « روى سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار: إن أبا هريرة لمـّا قدم الكوفة مع معاوية، كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم. قال: فأشهد بالله لقد واليت عدّوه وعاديت وليّه، ثم قام عنه »(٣) .

ترجمته:

١ - الخزرجي: وقد وصفه بالامامة والثقة(٤) .

٢ - الذهبي: « عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي، فقيه المدينة »(٥) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٤٢.

(٢). مرآة الجنان - حوادث: ١٢٤.

(٣). شرح نهج البلاغة ١ / ٣٦٠.

(٤). خلاصة التذهيب: ١٩٧.

(٥). دول الاسلام - حوادث: ١٢٦.

٢٢٨

٣ - اليافعي: « الفقيه، كان إماماً، ورعاً، كثير العلم »(١) .

٤ - السيوطي: « وثّقه أحمد وغير واحد »(٢) .

(٤)

بكر بن سوادة بن ثمامة أبو ثمامة البصري

المتوفى سنة (١٢٨) قال الحافظ ابن المغازلي:

« أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا علي بن عبدالله بن مبشر قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبدالله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي هبيرة وبكر بن سوادة عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبدالله أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بخم، فتنحّى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي تأخر الناس، فأمر علياً فجمعهم، فلمـّا اجتمعوا قام فيهم متوسداً علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيّها الناس إنه قد كرهت تخلّفكم عني، حتى خيّل إليّ أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني. ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي ‌الله‌ عنه كما أنا عنه راض، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً، ثم رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فابتدر الناس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول الله ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله. فرضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم عند

____________________

(١). مرآة الجنان حوادث: ١٢٦.

(٢). طبقات الحفاظ: ٥٠.

٢٢٩

ذلك »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مفتي مصر بكر بن سوادة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة فقيه »(٣) .

٣ - الذهبي: « بكر بن سوادة الجذامي الفقيه ثقة »(٤) .

(٥)

عبدالله بن أبي نجيح يسار الثقفي أبو يسار المكي

المتوفى سنة: (١٣١). قال العلامة الأميني « رواه عبدالله بن أحمد بالاسناد - كما في العمدة ص ٤٨ - عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ربيعة الجرشي:

أنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر علياً؟! إن له مناقب أربعاً، لئن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من كذا وكذا - ذكر حمر النعم - قوله: لأعطينّ الراية. وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. و قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. ونسي سفيان واحدة»(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « وثّقه السائي »(٦) .

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي ٢٥ - ٢٦.

(٢). دول الاسلام - حوادث: ١٢٨.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ١٠٦.

(٤). الكاشف ١ / ١٦١.

(٥) فضائل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لأحمد بن حنبل - مخطوط، رقم الحديث ٢١٤ وعليه صحّحنا سند الحديث، وهو من زيادات القطيعي عن عبدالله بن الصقر المتوفى سنة ٣٠٢.

(٦). الكاشف ٢ / ١٣٧.

٢٣٠

٢ - ابن حجر: « ثقة رمي بالقدر، وربّما دلّس »(١) .

(٦)

مغيرة بن مقسم أبو هشام الضبّي الكوفي الأعمى

المتوفى سنة (١٣٣). جاء في ( المسند ):

« عن سفيان، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبدالله قال قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بواد يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلّاها بهجير. قال: فخطبنا وظلّل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: ألستم تعلمون؟ أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه، أللهم عاد من عاداه ووال من والاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مغيرة بن مقسم الفقيه الحافظ قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان، وروى جرير عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته. وضعف أحمد روايته عن ابراهيم فقط وقال: ذكيّ حافظ صاحب سنّة، وقال أحمد العجلي: ثقة »(٣) .

٢ - ابن حجر: « ثقة متقن »(٤) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٥٦.

(٢). المسند ٤ / ٣٧٢.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ١٤٣.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٠.

٢٣١

٣ - السيوطي: « وثّقه ابن معين والعجلي، وكان فقيهاً أعمى يحمل على علي »(١) .

(٧)

أبو عبد الرحيم خالد بن يزيد الجمحي المصري

المتوفى سنة (١٣٩) ففي ( المسند ).

« ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان بن عمر قال: سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال إلّا ما قام. فقام ثلاثة عشر رجلاً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « فقيه ثقة »(٣) .

٢ - ابن حجر: « خالد بن يزيد الجمحي، ويقال السكسكي أبو عبد الرحيم المصري: ثقة فقيه من السادسة، مات سنة تسع وثلاثين »(٤) .

٣ - وتوجد ترجمته المشتملة على توثيقات الأئمة إياه في ( تهذيب التهذيب )(٥) .

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٥٩.

(٢). مسند أحمد بن حنبل ١ / ٨٤.

(٣). الكاشف ١ / ٢٧٦.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢٢٠.

(٥). تهذيب التهذيب ٣ / ١٢٩.

٢٣٢

(٨)

الحسن بن الحكم النخعي الكوفي

المتوفى بعد سنة (١٤٠). قال ابراهيم ابن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل في ( كتاب صفين ):

« حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابن فضيل قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعي عن رباح بن الحارث النخعي قال: كنت جالساً عند عليعليه‌السلام ، إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال لهم: أولستم قوماً عرباً؟ قالوا: بلى. ولكنا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأخذل من خذله. فقال: لقد رأيت علياًعليه‌السلام ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: اشهدوا. ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم، فتبعتهم فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار وذاك - يعنون رجلاً منهم - أبو أيوب صاحب منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . قال: فأتيته وصافحته»(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « الحسن بن الحكم النخعي، أبو الحكم الكوفي. صدوق يخطئ، من السادسة، مات قبيل الخمسين دت عس ق »(٢) .

٢ - الذهبي: « قال أبو حاتم: صالح الحديث »(٣) .

____________________

(١). شرح نهج البلاغة ١ / ٢٨٩.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٦٥.

(٣). الكاشف ١ / ٢٢٠.

٢٣٣

(٩)

إدريس بن يزيد أبو عبدالله الأودي الكوفي

أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي قال: ثنا أبوبكر بن أبي شيبة، أنبأ: شريك عن أبي يزيد داود الأودي، عن أبيه يزيد الأودي. وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري، عن أبي كريب، عن شاذان عن شريك عن إدريس وأخيه داود، عن أبيهما يزيد الأودي قال:

دخل أبو هريرة المسجد، فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال فقال: إني أشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ادريس بن يزيد الأودي. عن قيس بن مسلم وطلحة بن مصرف. وعنه: ابنه عبدالله ووكيع وعدة. ثقة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة، من السابعة. ع »(٣) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٤.

(٢). الكاشف ١ / ١٠١.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥٠.

٢٣٤

(١٠)

عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الكوفي

المتوفى سنة (١٤٥). أخرج في ( المسند ):

« عن ابن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم، فأنا أحب أن أسمعه منك. فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت له ليس عليك مني بأس. فقال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلينا ظهراً - وهو آخذ بعضد علي - فقال: يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت »(١) .

و ذكره سبط ابن الجوزي عن أحمد في الفضائل كذلك(٢) .

و في ( المسند ): « ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن أبي الرحيم الكندي عن زاذان بن عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس، من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قام، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٣) .

____________________

(١). المسند ٤ / ٣٦٨.

(٢). تذكرة الخواص: ١٨.

(٣). المسند ١ / ٨٤.

٢٣٥

ترجمته

١ - السمعاني: « وثّقه أحمد ويحيى بن معين. قال أبو حاتم ابن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم »(١) .

٢ - الذهبي: « الحافظ الكبير وكان من الحفاظ الأثبات

وقال أحمد بن حنبل: ثقة وكذا وثّقه النسائي »(٢) .

٣ - ابن حجر: « صدوق له أوهام، من الخامسة، مات سنة ٤٥. خت م ٤ »(٣) .

(١١)

عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري البصري

المتوفى سنة (١٤٦). أخرج النسائي:

« عن قتيبة بن سعيد، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن أبي عبدالله ميمون قال قال زيد بن أرقم: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه. و أخذ بيد علي »(٤) .

و أخرجه الدولابي « عن أحمد بن شعيب، عن قتيبة بن سعيد، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون، عن زيد قال: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه

____________________

(١). الأنساب - العرزمي.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ١٥٥.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥١٩.

(٤). الخصائص للنسائي: ١٦.

٢٣٦

وسلّم بين مكة والمدينة، إذ نزلنا منزلاً يقال له: غدير خم فنودي: إن الصلاة جامعة. فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « ثقة، رمي بالقدر والتشيع، من السادسة، مات سنة ست أو سبع وأربعين، وله ست وثمانون. ع »(٢) .

٢ - وذكرهصفي الدين الخزرجي (٣) .

(١٢)

عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني

المتوفى سنة (١٤٧) وقيل غير ذلك. أخرج الحافظ العاصمي بطريقه عنه في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ).

ترجمته

١ - ابن حجر: « ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدّمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين »(٤) .

٢ - الذهبي: « الامام الحافظ الثبت قال النسائي: ثقة ثبت، وقال غيره: كان صالحاً عابداً حجة كثير العلم(٥) .

____________________

(١). الكنى والأسماء ٢ / ٦١.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٨٩.

(٣). خلاصة التذهيب: ٢٥٣.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٥٣٧.

(٥). تذكرة الحفاظ ١ / ١٦٠.

٢٣٧

٣ - السيوطي: « قال ابن منجويه: كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش، فضلاً وعلماً وعبادةً وشرفاً وحفظاً وإتقاناً. مات سنة سبع وأربعين ومائة »(١) .

(١٣)

نعيم بن الحكيم المدائني

المتوفى سنة (١٤٨). أخرجه في ( المسند ) عن حجاج الشاعر عن شبابة عن نعيم بن حكيم قال: « حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي عن علي: إنّ رسول الله قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الخطيب ونقل توثيقه عن يحيى بن معين والعجلي، وعن ابن خراش « صدوق لا بأس به»(٣) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين. ي د ص »(٤) .

(١٤)

طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله التيمي الكوفي

المتوفى سنة (١٤٨). روى الحافظ العاصمي في ( زين الفتى في شرح سورة هل أتى ) « عن محمد ابن أبي زكريا، عن أبي الحسن محمد بن أبي إسماعيل العلوي، عن محمد بن عمر

____________________

(١). طبقات الحفاظ: ٧٠.

(٢). مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٥٢.

(٣). تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠٢.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٥.

٢٣٨

البزاز، عن عبدالله بن زياد المقبري، عن أبيه، عن حفص بن عمر العمري، عن غياث بن ابراهيم عن طلحة بن يحيى، عن عمّه عيسى، عن طلحة بن عبيدالله: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « وثقه جماعة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « صدوق يخطئ، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين.

م ع »(٣) .

٣ - صفي الدين الخزرجي (٤) .

(١٥)

أبو محمد كثير بن زيد الأسلمي

المتوفى بعد سنة (١٥٠) يعرف بابن ما قبة. رواه ابن كثير بطريق ابن جرير وابن أبي عاصم باسنادهما، عن كثير بن زيد، عن. محمد بن عمر بن علي، عن أبيه عن علي(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « قال أبو زرعة: صدوق فيه لين »(٦) .

٢ - ابن حجر: « صدوق يخطئ، من السابعة، مات في آخر خلافة

____________________

(١). زين الفتى في شرح سورة هل أتى - مخطوط.

(٢). الكاشف ٢ / ٤٥.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٣٨٠.

(٤). خلاصة تذهيب الكمال: ١٥٣.

(٥). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١١.

(٦). الكاشف ٣ / ٤.

٢٣٩

المنصور. ز د ت ق »(١) .

٣ - صفي الدين الخزرجي. كذلك(٢) .

(١٦)

مسعر بن كدام الكوفي

المتوفى سنة (١٥٣) أو (١٥٥). أخرج الحافظ أبو نعيم قائلاً: « حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن ابراهيم بن كيسان، ثنا اسماعيل ابن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال: شهدت علياً على المنبر ناشداً أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك، وهم حول المنبر، وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم، فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلّهم فقالوا: أللهم نعم، وقعد رجل، فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللهم إنْ كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن. قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة »(٣) .

وأخرجه ابن المغازلي بسنده عن الطبراني(٤) .

وكذا أخرجه الحافظ ابن كثير في ( تاريخه )(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « مسعر بن كدام، الامام الحافظ، أبو سلمة الهلالي الكوفي

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ١٣١. وفيه « ابن مافنه بفتح الفاء وتشديد النون ».

(٢). خلاصة التذهيب: ٢٨٣.

(٣). حلية الأولياء ٥ / ٢٦.

(٤). المناقب لابن المغازلي: ٢٦ مع اختلاف لا يبعد أن يكون تحريفاً.

(٥). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١١.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585