موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 253283 / تحميل: 6998
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

الغناء والموسيقى :

( محمّد سلمان الغافلي ـ السعودية ـ )

نصوص التحريم :

س : ما هي الأدلّة التي تدلّ على تحريم الأغاني من القرآن الكريم ، والسنّة النبوية؟

ج : إنّ الأدلّة الدالّة على التحريم من القرآن الكريم هي :

١ ـ قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (١) .

حيث فسّرت الأخبار ـ من العامّة والخاصّة ـ لهو الحديث بالغناء ، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال في تفسير هذه الآية : « منه الغنا »(٢) .

وسئلعليه‌السلام عن الغناء فقال : « لا تدخلوا بيوتاً الله معرض عن أهلها »(٣) ، وقالعليه‌السلام : « الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله ، وهو ممّا قال الله :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ ) »(٤) .

٢ ـ قوله تعالى :( اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) (٥) .

____________

١ ـ لقمان : ٦.

٢ ـ تفسير نور الثقلين ٤ / ١٩٣.

٣ ـ الكافي ٦ / ٤٣٤.

٤ ـ الكافي ٦ / ٤٣٣ ، دعائم الإسلام ٢ / ٢٠٧.

٥ ـ الحجّ : ٣٠.

٤٤١

حيث فسّرت الأخبار قول الزور بالكذب ، وروي أصحابنا أنّه يدخل فيه الغناء(١) .

٣ ـ قوله تعالى :( وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) (٢) .

حيث فسّرت الزور باللهو الباطل كالغناء ونحوه ، أي الذين لا يحضرون مجالس الباطل(٣) .

وعن مسعدة بن زياد قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال له رجل : بأبي أنت وأُمّي إنّي أدخل كنيفاً لي ، ولي جيران وعندهم جوار يتغنين ويضربنّ بالعود ، فربما أطلت الجلوس استماعاً منّي لهن.

فقال : « لا تفعل » ؛ فقال الرجل : والله ما آتيهن إنّما هو سماع اسمعه بإذني ، فقالعليه‌السلام : « لله أنت أمّا سمعت الله عزّ وجلّ يقول :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) (٤) »(٥) .

وسُئل الإمام الصادقعليه‌السلام عن بيع الجواري المغنّيات؟ فقالعليه‌السلام : «شراؤهن وبيعهن حرام ، وتعليمهن كفر ، واستماعهن نفاق »(٦) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «كان إبليس أوّل من تغنّى »(٧) .

وعن صفوان بن أُمية قال : كنّا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاءه عمرو قرة ، فقال : يا رسول الله ، قد كتبت عليّ الشقوة ، فلا أراني أرزق إلاّ من دفي بكفّي ، فتأذن لي في الغناء من غير فاحشة.

____________

١ ـ التبيان ٧ / ٣١٢ ، مجمع البيان ٧ / ١٤٨.

٢ ـ الفرقان : ٧٢.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٥ / ٢٤٤.

٤ ـ الإسراء : ٣٦.

٥ ـ الكافي ٦ / ٤٣٢.

٦ ـ المصدر السابق ٥ / ١٢٠.

٧ ـ تفسير العيّاشي ١ / ٤٠.

٤٤٢

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا آذن لك ولا كرامة ، كذبت يا عدوّ الله لقد رزقك الله حلالاً طيّباً ، فاخترت ما حرّم الله من رزقه مكان ما أحلّ الله من حلاله ، ولو كنت تقدّمت إليك لفعلت بك ، قم عنّي ، وتب إلى الله ، أمّا أنّك إن نلت بعد التقدمة شيئاً ضربتك ضرباً وجيعاً »(١) .

٤ ـ قوله تعالى ينذر فيه أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ) (٢) .

قال عكرمة عن ابن عباس : « هو الغناء بلغة حِميَر ، يقال : سمّد لنا : أي غنّ لنا »(٣) .

٥ ـ خطاب الله تعالى لإبليس :( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ) (٤) .

قال ابن عباس ومجاهد : « إنّه الغناء والمزامير واللهو »(٥) .

وقد جاء في السنّة الشريفة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما رفع أحد صوته بغناء إلاّ بعث الله تعالى إليه شيطانان يجلسان على منكبيه ، يضربان بإعقابهما على صدره حتّى يمسك »(٦) .

( ـ السعودية ـ ٢٧ سنة ـ بكالوريوس )

حرمتهما عقلاً :

س : أُؤمن بأنّ الأغاني حرام ، لكنّني لست مقتنعة للأسف ، وكُلّما قرأت كلاماً لا أشعر بأنّه يقنعني أترك الغناء فقط لأنّه حرام ، ولكنّني لا اقتنع بذلك ، فلهو الحديث قد لا يكون غناء ، واضرب برجلك قد لا يكون المقصود به غناء ، فما الدليل العقلي للحرمة؟

____________

١ ـ المعجم الكبير ٨ / ٥١ ، مسند الشاميين ٤ / ٣٩٠ ، كنز العمّال ١٥ / ٢٢٢.

٢ ـ النجم : ٦١.

٣ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٧ / ١٢٣.

٤ ـ الإسراء : ٦٤.

٥ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٠ / ٢٨٨.

٦ ـ فتح القدير ٤ / ٢٣٦ ، مجمع الزوائد ٨ / ١١٩ ، المعجم الكبير ٨ / ٢٠٤ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٥٩.

٤٤٣

لو فكّرنا أنّ الله حرّم الغناء لمضارّ كثيرة ، لكن أين تلك المضارّ؟ تجعل الأعصاب مشدودة؟ لا أشعر بذلك!

تسيء الأخلاق؟ من أراد أن تسوء أخلاقه ساءت دون غناء ، وقد أكون اسمع الغناء بسبب سوء نفسيتي ، فابحث عن شيء يؤنسني ويجعلني أفضل ، ومع العلم أنّي ملتزمة بالصلاة والحمد لله ، وبقراءة القرآن ، ولست مستمعة مدمنة على الغناء ، وقد ابتعدت عنه ما يقارب السنتين إلاّ في الأعياد؟ لكنّني أرى الفتيات أفضل نفسية منّي ، وخصوصاً عندما تحرّك فيهم الغناء النشاط ، وأراهم يرقصن سعيدين.

أعلم أنّ الغناء حرام ، لكن هل تستطيع إقناعي بمحادثة عقلي مباشرة ، بعيداً عن الأحاديث والآيات؟ قد يكون لك القدرة على ذلك ، ولكن تذكّر لو سمحت أن تحادثني برفق ، لأنّي أنفر بشدّة من الأسلوب القاسي ، احترامي وشكري.

ج : أُختي الكريمة ، أرجو النظر في هذه الآيات الكريمة بدّقة وتأمّل ، لا لتحكي حكماً شرعياً ـ لأنّك ارتأيتي عدم الاستدلال بالآيات والأحاديث ـ وإنّما لأنّها تحكي وتوضّح حكماً عقلياً ، وحقيقة واقعية في معنى الإيمان والإسلام ، والطاعة والتقوى ، فقال تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ الله كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى باللهِ وَكِيلًا مَّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (١) .

فهذه الآيات الكريمة تبيّن فلسفة الطاعات والمعاصي والحلال والحرام ، بأنّها متضادّة متنافية متناقضة ، لا يمكن أن تجتمع في قلب واحد وتستقرّ به ، فالآيات تبيّن حقائق منها : إتباع ما يوحى ـ كالواجبات مثل قراءة القرآن ـ وعدم طاعة الكافرين والمنافقين ـ وإحدى مصاديقها المحرّمات مثل الغناء ـ وهذا كُلّه

____________

١ ـ الأحزاب : ١ ـ ٤.

٤٤٤

يحتاج إلى تقوى في النفس من الله تعالى أوّلاً ، وتحتاج ثانياً إلى التوكّل على الله لطلب العفو ، لأنّ النفس تميل عادة إلى الراحة والشهوات والمعاصي ، ولا تميل إلى بذل الجهد والتكلّف والصبر والحرمان والطاعات ، فتحتاج النفس إلى مجاهدة ومصابرة وترويض.

كما أشار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صعوبة ذلك ، فقال للصحابة عندما رجعوا من الجهاد والمعركة : «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر ، وبقي عليهم الجهاد الأكبر » ، قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال : «جهاد النفس »(١) .

ونستطيع تشبيه الطاعات بالنور والمعاصي بالظلام ، ونسأل هل يمكن أن يجتمع النور بالظلمة في مكان؟ أبداً ، وكذلك القلب فإنّه لا يستطيع الإنسان أن يحبّ ويدخل في قلبه القرآن ، ثمّ يحبّ ويملأ قلبه الغناء ، كما قال تعالى :( مَّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) ، والله الهادي إلى سواء السبيل.

( ـ ـ )

تعريف الغناء وروايات في تحريمه :

س : الرجاء بيان الغناء ، وذكر الروايات الواردة في تحريمه , وشكراً لسعيكم.

ج : الغناء بالمد ككساء قيل : هو مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب ، فلا يحرم بدون الوصفين ، أعني الترجيع والإطراب ، والطرب : خفّة تعتريه تسرّه أو تحزنه.

وردّه بعضهم إلى العرف ، فما سُمّي فيه غناء يحرم وإن لم يطرب ، ولا خلاف في تحريمه ، ولا فرق في ظاهر كلام الأصحاب ، بل صريح جملة منهم ، في كون ذلك في قرآن أو دعاء أو شعر أو غيرها.

____________

١ ـ الكافي ٥ / ١٢ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٥٥٣ ، معاني الأخبار : ١٦٠.

٤٤٥

استجابة لطلبكم نذكر بعض الروايات التي وردت في تحريم الغناء :

١ ـ عن عبد الله بن أبي بكر قال : قمت إلى متوضأ لي ، فسمعت جارية لجار لي تغنّي وتضرب ، فبقيت ساعة أسمع ، قال : ثمّ خرجت ، فلمّا أن كان الليل دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فحين استقبلني قال : «الغناء اجتنبوا ، الغناء اجتنبوا ، الغناء اجتنبوا ، اجتنبوا قول الزور ».

قال : فما زال يقول : «الغناء اجتنبوا ، الغناء اجتنبوا » ، قال : فضاق بي المجلس ، وعلمت أنّه يعنيني ، فلمّا أن خرجت قلت لمولاه معتب : والله ما عنى غيري(١) .

٢ ـ عن سعيد بن محمّد الطاهري عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سأله رجل عن بيع جواري المغنّيات؟ فقال : «شراؤهن وبيعهن حرام ، وتعليمهن كفر ، واستماعهن نفاق »(٢) .

٣ ـ عن نصر بن قابوس قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «المغنّية ملعونة ، ملعون من أكل من كسبها »(٣) .

٤ ـ عن إبراهيم ابن أبي البلاد قال : أوصى إسحاق بن عمر عند وفاته بجوار له مغنّيات أن نبيعهن ونحمل ثمنهن إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، قال إبراهيم : فبعت الجواري بثلاثمائة ألف درهم ، وحملت الثمن إليه ، فقلت له : إنّ مولى لك يقال له : إسحاق بن عمر أوصى عند موته ببيع جوار له مغنّيات ، وحمل الثمن إليك ، وقد بعتهن ، وهذا الثمن ثلاثمائة ألف درهم ، فقال : « لا حاجة لي فيه إنّ هذا سحت ، وتعليمهن كفر ، والاستماع منهن نفاق ، وثمنهن سحت »(٤) .

____________

١ ـ الأمالي للشيخ الطوسي : ٧٢٠.

٢ ـ الكافي ٥ / ١٢٠.

٣ ـ الاستبصار ٣ / ٦١.

٤ ـ الكافي ٥ / ١٢٠.

٤٤٦

٥ ـ عن زيد الشحّام قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة ، ولا تجاب فيه الدعوة ، ولا يدخله الملك »(١) .

٦ ـ عن أبي أُسامة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «الغناء غشّ النفاق »(٢) .

٧ ـ عن يونس قال : سألت الخراسانيعليه‌السلام عن الغناء وقلت : إنّ العباسي ذكر عنك أنّك ترخّص في الغناء ، فقال : « كذب الزنديق ، ما هكذا قلت له ، سألني عن الغناء ، فقلت : إنّ رجلاً أتى أبا جعفرعليه‌السلام فسأله عن الغناء ، فقال : يا فلان ، إذا ميّز الله بين الحقّ والباطل فأين يكون الغناء؟ قال : مع الباطل ، فقال : قد حكمت »(٣) .

٨ ـ عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته عن قول الزور ، قال : «منه قول الرجل للذي يغنّي : أحسنت »(٤) .

٩ ـ قال الإمام الصادقعليه‌السلام : «شرّ الأصوات : الغناء »(٥) .

١٠ ـ عن الحسن بن هارون قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «الغناء يورث النفاق ويعقب الفقر »(٦) .

١١ ـ عن عنبسة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « استماع الغناء واللهو ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع »(٧) .

____________

١ ـ المصدر السابق ٦ / ٤٣٣.

٢ ـ وسائل الشيعة ١٧ / ٣٠٥.

٣ ـ الكافي ٦ / ٤٣٥.

٤ ـ وسائل الشيعة ١٧ / ٣٠٩.

٥ ـ المقنع : ٤٥٦.

٦ ـ الخصال : ٢٤.

٧ ـ الكافي ٦ / ٤٣٤.

٤٤٧

٤٤٨

الغيبة :

( أبو جعفر ـ البحرين ـ )

الدليل العقلي على غيبة الحجّة :

س : هل توجد أدلّة عقلية تكشف عن أسباب غيبة الإمام المنتظر ( أرواحنا لمقدمه الفداء )؟

ج : إنّ الله تعالى وعد ـ ووعده الحقّ ـ بأن يُظهر دين الإسلام على وجه الكرة الأرضية بقوله :( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (١) .

وهذا الوعد لم يتحقّق في زمن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا في زمن الأئمّةعليهم‌السلام ، فهنا العقل يحكم بأنّ مثل هذا المشرّع الحكيم لابدّ وأن يجعل للثاني عشر من الأئمّةعليهم‌السلام أمراً يحقّق به ما وعد ، وبما أن الإمام الثاني عشر كان مطالباً من قبل الحكم الجائر في زمانه ليقتل ـ ولا يتحقّق وعد الله تعالى ـ فالله تعالى كان مخيّراً بين أمرين : بين أن يميته ثمّ يحييه حياة ثانية في الدنيا ، وبين أن يطيل عمره ، وحيث أنّ الإمامة الإلهية ليست فائدتها منحصرة في بيان الأحكام ، بل إنّ وجود الإمامعليه‌السلام واسطة لنزول الرحمة الإلهية على الخلق ، فاقتضت الحكمة الإلهية أن تكون لهذا الإمام حياة طويلة في الغيبة ، حتّى لا يبتلى بما

____________

١ ـ التوبة : ٣٣.

٤٤٩

ابتلي به آباؤه الطاهرون ، من تعقيب وسجن ، ثمّ استشهاد على يد الظالم ، وأن هذه الحياة في الغيبة تمتد إلى حين يأذن الله تعالى بحكمه ولطفه أن يظهره بعد غيبته ، وبه يظهر دينه على الدين كُلّه ، وهذا كُلّه ممّا يدركه العقل.

( ـ الكويت ـ )

كيفية الانتفاع بالإمام المهدي في غيبته :

س : أرجو من سماحتكم توضيح هذه النقطة : كيف يكون مولانا المهدي عليه‌السلام حجّة الله على الخلق؟ وهو غائب ، وأدام الله التوفيق لكم.

ج : قد سُئل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهديعليه‌السلام في غيبته فقال : « إي والذي بعثني بالنبوّة ، إنّهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس ، وإن تجلّلها السحاب »(١) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام ـ بعد أن سُئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجّة الغائب المستور ـ : «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب »(٢) .

وروي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب ، على يد محمّد بن عثمان : «وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب »(٣) .

فيمكن أن يقال : إنّ الشبه بين الإمام المهديعليه‌السلام وبين الشمس المجلّلة بالسحاب ، من عدّة وجوه :

١ ـ الإمام المهديعليه‌السلام كالشمس في عموم النفع ، فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٥٣ ، كفاية الأثر : ٥٤.

٢ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٥٣ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٢٠٧.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤.

٤٥٠

٢ ـ إنّ منكر وجودهعليه‌السلام كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.

٣ ـ إنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ، ينتظرون في كُلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ، ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيّام غيبتهعليه‌السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كُلّ وقت وزمان ، ولا ييأسون منه.

٤ ـ إنّ الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر ، فكذلك يمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.

٥ ـ إنّ شعاع الشمس يدخل البيوت بقدر ما فيها من النوافذ ، وبقدر ما يرتفع عنها الموانع ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم ، من الشهوات النفسية والعلائق الجسمانية ، والالتزام بأوامر الله ، والتجنّب عن معاصيه ، إلى أن ينتهي الأمر حيث يكون بمنزلة مَن هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.

جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولايتهم ، ورفع عنّا وعنكم كُلّ شكّ وشبهة.

( كميل ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة )

الحيرة الموجودة لا تنفي وجود حكمتها :

س : حينما نستدلّ على الإمامة نقول : بأنّهم وجدوا لحفظ الأُمّة الإسلامية من التيه ، إذ لولا وجودهم لما عرفنا التفسير الصحيح للقرآن ، ولا الأحكام ، والعقائد الصحيحة.

السؤال هو : كيف يمكن التوفيق بين هذا وبين غيبة الإمام الحجّةعليه‌السلام ؟ إذ أنّ الغيبة جعلتنا نحتار بين الحلال والحرام ، وليس هناك من يمحو هذه الحيرة مائة بالمائة؟ فالنتيجة هي : أنّ الحكمة من وجودهم عليهم‌السلام ليست لرفع الحيرة ، وإنّما لشيء آخر ، فكيف تحلّون هذا الإشكال؟

٤٥١

ج : إنّ مصلحة وجود الأئمّةعليهم‌السلام لا تنحصر في الجانب التشريعي ، بل وإنّهم بما لديهم من قدرات وصلاحيّات ، لهم التصرّف في الجانب التكويني أيضاً ، فعليه فحكمة وجود الإمام الغائب ترتبط إلى حدّ كبير بمقام وساطته في الفيض الإلهي للوجود ـ كما قرّر في محلّه ـ.

ثمّ إنّ الغيبة بما هي معلولة لعدم التجاوب المطلوب من جانب الناس لخطّ الإمامة ، فكافّة آثارها السلبية ـ إن وجدت ـ فهي حصيلة هذا التخاذل والقعود عن الحقّ.

وبعبارة أوضح : إنّ الحيرة الموجودة لا تنفي وجود الحكمة في الأصل ، بل وإنّ كُلّ الآثار السيّئة في هذه الفترة ترجع بالنتيجة إلى الناس أنفسهم ، كضوء الشمس المستتر أحياناً بالغيم ، إذ إنّ وجود الضوء ومصلحته لا يخالجه أيّ شكّ ، وأمّا عدم وصوله إلينا فعلّته وجود الغيم ، وهنا لا يصحّ لنا أن ننكر حكمة وجود الشمس الممتنعة الضوء بالغيم ، بل وإنكارنا يجب أن ينصب دائماً على المانع في جميع المجالات.

مضافاً إلى أنّ الله تعالى ومن منطلق محبّته لعباده ، وإيصال المنافع لهم دائماً ، قد رتّب مصالح في هذه الغيبة ، حتّى لا يخسر المؤمنون في هذه الفترة بالمرّة ، فمنها : توطيد المحبّة الولائية في نفوسهم ، حتّى يتمهّد الطريق في المستقبل القريب ـ إن شاء الله ـ لحكم الإمامعليه‌السلام .

ومنها : اجتياز المراحل الصعبة في الامتحان الإلهي ، وثمّ إعطاء درجات الإيمان لهم.

ومنها : ترويضهم في هذه الفترة لمواجهة المشاكل والأُمور الصعاب بأنفسهم ، حتّى تترقّى قابلياتهم ، ويؤهّلوا لمرحلة تثبيت الحكم الإسلامي ، إلى آخر ما هنالك من مصالح كُلّية وجزئية جاءت جابرة إلى حدّ ما خسارة الناس من غيبة إمامهمعليه‌السلام .

٤٥٢

( منصور جواد ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

عدم خلو الأرض من حجّة لا تناقض الغيبة :

س : لقد ورد في كثير من الروايات : عدم خلو الأرض من حجّة ، وأنّه لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها.

وسؤالي هو : ألا يعتبر غياب الإمام المهدي هو تناقض صريح مع ما ورد؟

ج : لا تناقض بين الحديث وغيبة الإمام المهديعليه‌السلام ، لأنّ معنى الحديث : أنّ الأرض لا تخلو من وجود حجّة لله تعالى ، ولولا وجوده لساخت الأرض ، ومن المعلوم أنّ الإمام المهديعليه‌السلام موجود حيّ يعيش على الأرض ، لكنّه غائب عن أنظارنا ، وعدم ظهوره لا يدلّ على عدم وجوده.

( عبد الأمير ـ البحرين ـ )

أسباب غيبة الإمام المهدي :

س : ما هي الأسباب والحكم من غيبة الإمام المهدي عليه‌السلام ؟

ج : إنّ غيبة الإمام المنتظرعليه‌السلام كانت ضرورية لابدّ للإمام منها ، نذكر لك بعض الأسباب التي حتمت غيابهعليه‌السلام :

١ ـ الخوف عليه من العباسيين :

لقد أمعن العباسيون منذ حكمهم ، وتولّيهم لزمام السلطة في ظلم العلويين وإرهاقهم ، فصبّوا عليهم وابلاً من العذاب الأليم ، وقتلوهم تحت كُلّ حجرٍ ومدرٍ ، ولم يرعوا أيّة حرمة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عترته وبنيه ، ففرض الإقامة الجبرية على الإمام علي الهادي ، ونجله الإمام الحسن العسكريعليهما‌السلام في سامراء ، وإحاطتهما بقوى مكثّفة من الأمن ـ رجالاً ونساءً ـ هي لأجل التعرّف على ولادة الإمام المنتظرعليه‌السلام لإلقاء القبض عليه ، وتصفيته جسدياً ، فقد أرعبتهم وملأت قلوبهم فزعاً ما تواترت به الأخبار عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعن أوصيائه الأئمّة الطاهرين : أنّ الإمام المنتظر هو آخر خلفاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه هو

٤٥٣

الذي يقيم العدل ، وينشر الحقّ ، ويشيع الأمن والرخاء بين الناس ، وهو الذي يقضي على جميع أنواع الظلم ، ويزيل حكم الظالمين ، فلذا فرضوا الرقابة على أبيه وجدّه ، وبعد وفاة أبيه الحسن العسكري أحاطوا بدار الإمامعليه‌السلام ، وألقوا القبض على بعض نساء الإمام الذين يظنّ أو يشتبه في حملهن.

فهذا هو السبب الرئيسي في اختفاء الإمامعليه‌السلام ، وعدم ظهوره للناس ، فعن زرارة قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل ظهوره » ، قلت : ولَمِ؟ فقالعليه‌السلام : « يخاف » ، وأومئ بيده إلى بطنه ، قال رزارة : يعني القتل(١) .

ويقول الشيخ الطوسي : « لا علّة تمنع من ظهورهعليه‌السلام إلاّ خوفه على نفسه من القتل ، لأنّه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار »(٢) .

٢ ـ الامتحان والاختبار :

وثمّة سبب آخر علّل به غيبة الإمامعليه‌السلام ، وهو امتحان العباد واختبارهم ، وتمحيصهم ، فقد ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « أمّا والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم ، ولتمحصن حتّى يقال : مات أو هلك ، بأيّ وادٍ سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه »(٣) .

ولقد جرت سنّة الله تعالى في عباده امتحانهم ، وابتلاءهم ليجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون ، قال تعالى :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (٤) ، وقال تعالى :( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ) (٥) .

____________

١ ـ علل الشرائع ١ / ٢٤٦ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨١.

٢ ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ٣٢٩.

٣ ـ الإمامة والتبصرة : ١٢٥ ، الكافي ١ / ٣٣٦ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ١٩١.

٤ ـ الملك : ٢.

٥ ـ العنكبوت : ٢.

٤٥٤

وغيبة الإمامعليه‌السلام من موارد الامتحان ، فلا يؤمن بها إلاّ من خلص إيمانه ، وصفت نفسه ، وصدّق بما جاء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة الهداة المهديين من حجبه عن الناس ، وغيبته مدّة غير محدّدة ، أو أنّ ظهوره بيد الله تعالى ، وليس لأحدٍ من الخلق رأي في ذلك ، وإن مثله كمثل الساعة فإنّها آتية لا ريب فيها.

٣ ـ الغيبة من أسرار الله تعالى :

وعُلّلت غيبة الإمام المنتظرعليه‌السلام بأنّها من أسرار الله تعالى ، التي لم يطّلع عليها أحد من الخلق ، فقد ورد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «إنّما مثله كمثل الساعة ، ثقلت في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلاّ بغتة »(١) .

٤ ـ عدم بيعته لظالم :

ومن الأسباب التي ذكرت لاختفاء الإمامعليه‌السلام أن لا تكون في عنقه بيعة لظالم ، فعن علي بن الحسن بن علي بن فضّال عن أبيه ، عن الإمام الرضاعليه‌السلام أنّه قال : «كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه » ، قلت له : ولم ذلك يا بن رسول الله؟ قالعليه‌السلام : «لأنّ إمامهم يغيب عنهم » ، فقلت : ولِمَ؟ «لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف »(٢) .

وأعلن الإمام المهديعليه‌السلام ذلك بقوله : « إنّه لم يكن لأحد من آبائيعليهم‌السلام إلاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي »(٣) .

هذه بعض الأسباب التي علّلت بها غيبة الإمام المنتظرعليه‌السلام ، وأكبر الظنّ أنّ الله تعالى قد أخفى ظهور وليّه المصلح العظيم لأسباب أُخرى أيضاً لا نعلمها إلاّ بعد ظهورهعليه‌السلام .

____________

١ ـ كفاية الأثر : ١٦٨ و ٢٥٠ ، ينابيع المودّة ٣ / ٣١٠.

٢ ـ علل الشرائع ١ / ٢٤٥ ، عيون أخبار الرضا ٢ / ٢٤٧.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٩٢.

٤٥٥

( فاطمة حسن ـ ـ )

تعقيب على الجواب السابق :

قد يقول قائل : ما العلّة وما فائدة الإمام المنتظر في استمرار وجوده غائباً؟ وعدم ظهوره ليصلح ما أفسده الناس ، وما جرفوه من حكم الإسلام.

الجواب : قد ورد في جواب الإمام الحجّةعليه‌السلام لإسحاق بن يعقوب ، كما في توقيعه الشريف : « وأمّا علّة ما وقع مِن الغيبة ، فإنّ الله عزَّ وجلّ يقول :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (١) إنّه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد مِن الطواغيت في عنقي.

وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان أهل السماء ، فأغلقوا أبواب السؤال عمَّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا على ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليكم يا إسحاق بن يعقوب وَعلى مَن اتبع الهدى» (٢) .

فالعلّة في غيبة الإمام وفائدتها أُمور :

١ ـ الغيبة سرّ مِن أسرار الله فلا تتكلّفوه ، كما ذكر الإمامعليه‌السلام واستشهد بالآية.

٢ ـ غيبته إنّما وقعت لئلا يكون في عنقه بيعة لطاغية.

٣ ـ إنّ مثل وجوده ونفعه للمجتمع كمثل وجود الشمس ، فإنّ غيبته لا تمنع مِن الاستفادة بوجوده الشريف.

٤ ـ الإمام الحجّة أمان لأهل الأرض بوجوده ودعائه وبركاته.

____________

١ ـ المائدة : ١٠١.

٢ ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٩٢ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥.

٤٥٦

٥ ـ طلبه الدعاء له بالفرج ، لأنّ تضرّع المؤمنين إلى الله بتعجيل فرجه له تأثير عند الله بتقريب ظهوره.

٦ ـ إنّ لله حكم وأسرار فيها ما هو جلي ، ومنها ما هو خفي ، قد أخفاها لمصالح تعود للعباد ، وأمر المهديعليه‌السلام في غيبته كذلك.

٧ ـ إنّ وجود المهدي حجّة لله قائمة في الأرض يحفظ الله به البلاد والعباد.

٨ ـ قد يكون المانع مِن ظهوره هم الناس أنفسهم ، لعدم وجود أنصار له.

٩ ـ إنّ تأخير ظهوره قد يكون لإعطاء فرصة ومهلة للرجوع إلى الله تعالى.

١٠ ـ إنّ الحجّة المنتظر بوجوده يحفظ الله التوازن في المجتمع البشري ، كما تحفظ الجاذبية التوازن في المجموعة الكونية.

جعلنا الله وإيّاكم محلّ رضاه ، وجمعنا به العليّ القدير عاجلاً غير آجل ، إنّه سميع مجيب.

وعلى كُلّ واحد ـ أينما كان ـ أن يجعل ارتباطه بالله تعالى شفّافاً ، واضحاً ، قوياً ومتكاملاً.

نسألكم الدعاء.

( يوسف ـ الكويت ـ )

غيبة المهدي لا تنفي مصلحة وجوب وجوده :

س : الإخوة القائمين على هذا المركز : تحية طيّبة ، وشكراً على هذه الجهود الجبّارة ، التي تقومون بها لترويج مذهب أهل البيتعليهم‌السلام .

قد يثير البعض شبهة حول الأدلّة العقلية التي نستدلّ بها في إثبات الإمامة ، من خلال الاحتجاج بغيبة مولانا صاحب الأمرعليه‌السلام ، وكمثال على ذلك : حينما نمرّ بذكر الأدلّة التي ساقها أهل البيتعليهم‌السلام وأصحابهم الكرام في إثبات الإمامة ، وأنّها ضرورة عقلية ، في باب الاضطرار إلى الحجّة من كتاب الحجّة في أُصول الكافي : نرى أنّ الأئمّةعليهم‌السلام وأصحابهم ، قد احتجّوا بأنّه لابدّ للناس من إمام يكون حجّة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويكون سفيراً لله تعالى يدلّ الناس على

٤٥٧

منافعهم ومصالحهم ، وما به بقاؤهم ، وفي تركه فناؤهم ، وأنّه لابدّ للناس من إمام يردّون إليه شكّهم وحيرتهم.

وبما أنّ الإمام المهديعليه‌السلام غائب ، فلا يمكنه القيام بتلك الوظائف ، أي أنّه لا يدلّ الناس على مصالحهم ، ولا يستطيع الناس ردّ حيرتهم وشكّهم إليه ، بل يردّونها إلى العلماء ، وهنا لا يختلف الشيعة عن السنّة ، فهم أيضاً يردّون مسائلهم إلى علمائهم.

وبالنتيجة ، لا يمكن الاعتماد على هذه الأدلّة العقلية في إثبات الإمامة ، إذ لو اعتمدنا عليها لأبطلنا إمامة الإمام المهديعليه‌السلام ، ولو قلنا بإمامته ـ مع غيبته ـ فلا يصحّ الاستدلال بتلك الأدلّة السابقة.

أرجو أن أجد لديكم الإجابة الشافية للردّ على هذه الشبهة.

ج : إنّ الأدلّة العقلية التي أشرتم إليها هي صحيحة لا محيص منها ـ كما ذكر في محلّه ـ ولكن يجب التنبّه إلى مفادها ، فهي تأخذ على عاتقها إثبات وجود الإمام في الكون ؛ وهذا أعمّ من الإمام الحاضر والغائب ، فعلى سبيل المثال : دليل الاحتجاج بوجود الإمامعليه‌السلام يستنتج منه وجوده فقط لا وجوده الحضوري ؛ فالغيبة لا تنفي مصلحة وجوب وجود الإمامعليه‌السلام ، والإمامة والهداية لا تنحصر بحال الحضور ، فمثلاً الهداية التكوينية لا علاقة لها بالحضور أو الغيبة ، بل ترتبط بمجرّد وجود الإمامعليه‌السلام .

نعم ، إنّ صفة الغيبة تضع عراقيل في طريق الاتّصال بالحجّةعليه‌السلام ، من جهة عدم بسط يده وعلمه وإمامته الظاهرية ؛ وهذا وإن كان مورداً للقبول عند كافّة الشيعة ، إلاّ أنّه لمّا لم تكن العلّة في الغيبة من جهتهعليه‌السلام ، فالمسؤولية في هذا المجال تبقى على عاتق الناس.

وبعبارة أوضح : لو كانت المصالح تقتضي ـ ومنها تلقّي الوسط العام من المجتمع قبول الإمامعليه‌السلام ـ لما استمرّت الغيبة طوال هذه الفترة المديدة ، وهذا معنى كلام بعض العلماء : « وجوده لطف ، وتصرّفه لطف آخر ، وعدمه منّا ».

٤٥٨

( حيدر ـ ـ )

لا يطرأ عليها البداء :

س : شكراً على الإجابة.

لقد اطلعت على أسباب الغيبة ، وسؤالي فقط : هل يمكن اعتبار الغيبة من أُمور البداء؟ حفظكم الله ورعاكم.

ج : إنّ أصل مسألة الإمام المهديعليه‌السلام وغيبته وظهوره ، من المبادئ التي لا يطرأ عليها البداء.

نعم قد يحصل في بعض الخصوصيات ، من طول فترة الغيبة أو قصرها ، وعلائم الظهور وفقاً للمصلحة الإلهية.

وقد وردت رواية في هذا المجال تؤكّد وتصرّح بهذا الموضوع ، عن أبي هاشم الجعفري قال : كنّا عند أبي جعفر محمّد بن علي الرضاعليهما‌السلام ، فجرى ذكر السفياني ، وما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : هل يبدو لله في المحتوم؟

قالعليه‌السلام : « نعم » ، قلنا له : فنخاف أن يبدو لله في القائم! قالعليه‌السلام : «إنّ القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد »(١) ، وفيها إشارة إلى الآية( إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (٢) .

( جاسم محمّد علي ـ الكويت ـ )

شبهات وردود حول مسألة السرداب :

س : أُريد توضيحاً كاملاً عن مسألة السرداب ، والإجابة على الشبهات المثارة حوله ، وشكراً لكم.

____________

١ ـ الغيبة للنعماني : ٣٠٣.

٢ ـ آل عمران : ٩ ، الرعد : ٣٣.

٤٥٩

ج : كان الإمام المهديعليه‌السلام خلال الفترة الأُولى من حياته ، يعيش في بيت أبيه الإمام العسكريعليه‌السلام ، وكان يتستّر عن عيون الحكّام وجواسيسهم ، ويلجأ أحياناً إلى مخبأ في البيت ، يسمّونه « السرداب » ، وكان السرداب ـ ولا يزال حتّى اليوم ـ يستعمل في بيوت العراق للوقاية من حرّ الصيف اللاهب.

فإذا اشتدّ الطلب عليه ، أو حوصر بيته ، كان يخرج من البيت محاطاً بعناية الله ورعايته ، ويغيب مدّة يحضر فيها المواسم الدينية ، أو يزور مجالس أصحابه الأوفياء ، يحلّ مشاكلهم ، ويقضي حوائجهم ، من حيث لا يعرفه إلاّ الصفوة المخلصون منهم.

وحين بدأت غيبته الكبرىعليه‌السلام ، خرج من بيت أبيه في سامرّاء إلى أرض الله الواسعة ، يعيش مع الناس ، ويقاسي ما يقاسون ، ويحضر مواسم الحجّ وغيرها من المناسبات ، دون أن يعرفه أحد ، حسب التخطيط الإلهي ، والمصلحة الإسلامية العامّة ، الأمر الذي هو سرّ من سرّ الله ، وغيب من غيبه ، كما قال الإمام الصادقعليه‌السلام .

وقد استغلّ الحاقدون زيارات المؤمنين لمرقد الإمامين الهادي والعسكريعليهما‌السلام في سامرّاء ، واتّهموهم بالقول بأنّهم يعتقدون أنّ الإمام المهديعليه‌السلام دخل السرداب وما زال فيه ، وهذا لاشكّ افتراء رخيص ، وادّعاء باطل.

فقد عرفنا أنّ الإمام المهديعليه‌السلام ، غادر بيت أبيه نهائياً ، ليعيش كما يعيش غيره من الناس ، وذلك حتّى يحين وقت المهمّة التي ادّخره الله لها ، فيظهر ليحقّ الحقّ ويزهق الباطل ، ويملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، تسليماً بقول الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي لا ينطق عن الهوى ، ومصداقاً لوعد ربّ العالمين ، بأن يرث المؤمنون الأرض وما عليها.

وعلينا نحن إلى ذلك الوقت ـ وقت ظهوره الشريف ـ أن نجنّد أنفسنا لنكون من أعوانه وأنصاره ، وذلك بأن نتقيّد بتعاليم رسالة جدّه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن نكون من أُمّة تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتأبى الظلم وتحارب

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

أَمْرَهُ سَيَصِيرُ(١) إِلَى الْحَالَةِ(٢) الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلاً(٣) ».

قَالَ : « فَخَرَجَ النَّبِيُّ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَمَرَّ بِسَعْدٍ ، فَقَالَ لَهُ(٥) : يَا سَعْدُ ، أَمَا تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَعْطَيْتُكَهُمَا(٦) ؟ فَقَالَ(٧) سَعْدٌ(٨) : بَلى ، وَمِائَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ(٩) : لَسْتُ أُرِيدُ مِنْكَ يَا سَعْدُ(١٠) إِلَّا الدِّرْهَمَيْنِ(١١) ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَيْنِ ».

قَالَ : « فَأَدْبَرَتِ(١٢) الدُّنْيَا عَلى(١٣) سَعْدٍ حَتّى ذَهَبَ(١٤) مَا كَانَ(١٥) جَمَعَ(١٦) ، وَعَادَ إِلى حَالِهِ(١٧) الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا ».(١٨)

٩٣٩٨/ ٤٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ شَيْ‌ءٍ يَكُونُ فِيهِ حَلَالٌ وَحَرَامٌ ، فَهُوَ حَلَالٌ لَكَ(١٩) أَبَداً حَتّى تَعْرِفَ(٢٠) الْحَرَامَ مِنْهُ(٢١) بِعَيْنِهِ ، فَتَدَعَهُ ».(٢٢)

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : « يصير ».

(٢). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد » والوافي والبحار : « الحال ».

(٣). في « ط » : - « أوّلاً ».

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « رسول الله ».

(٥). في « ط ، جت » : - « له ».

(٦). في « بف » : - « اللذين أعطيتكهما ».

(٧). في « بخ ، بف » : « قال ».

(٨). في « بخ ، بف » : - « سعد ».

(٩). في « ط ، بخ » : - « له ».

(١٠). في الوافي : - « يا سعد ».

(١١). في«ط» :«درهمين». وفي « ط » : + « قال ».

(١٢). في«ط»وحاشية « بح » والوسائل : « وأدبرت ».

(١٣). في « بخ ، بس ، بف » : « عن ».

(١٤). في « بخ » : « ذهبت ».

(١٥). في « بخ ، بف » والوافي : + « معه وما ».

(١٦). في « بس » : + « عنده ».

(١٧). في « بخ ، بف » والوافي : « حالته ».

(١٨).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٢ ، ح ١٦٩٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٠١ ، ح ٢٢٨٤٥ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٢ ، ح ٩٢.

(١٩). في « ط »والفقيه والتهذيب : « لك حلال ».

(٢٠). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافيوالفقيه والتهذيب . وفي « جت » : « إلى أن تعرف » بدل « حتّى تعرف ». وفي المطبوع : « حتّى أن تعرف ». (٢١). في « جت » : - « منه ».

(٢٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٤١ ، ح ٤٢٠٨ ؛ =

٥٤١

٩٣٩٩/ ٤١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كُلُّ شَيْ‌ءٍ هُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتّى تَعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ بِعَيْنِهِ ، فَتَدَعَهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِكَ ، وَذلِكَ مِثْلُ الثَّوْبِ(٢) يَكُونُ(٣) قَدِ(٤) اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ‌ سَرِقَةٌ ، أَوِ الْمَمْلُوكِ عِنْدَكَ وَلَعَلَّهُ حُرٌّ قَدْ بَاعَ نَفْسَهُ ، أَوْ خُدِعَ فَبِيعَ(٥) ، أَوْ قُهِرَ(٦) ، أَوِ امْرَأَةٍ تَحْتَكَ وَهِيَ أُخْتُكَ ، أَوْ رَضِيعَتُكَ ، وَالْأَشْيَاءُ(٧) كُلُّهَا عَلى هذَا حَتّى يَسْتَبِينَ(٨) لَكَ غَيْرُ ذلِكَ ، أَوْ تَقُومَ(٩) بِهِ الْبَيِّنَةُ ».(١٠)

٩٤٠٠/ ٤٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١١) ، إِنَّ النَّاسَ رَوَوْا(١٢) أَنَّ رَسُولَ اللهِ(١٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ إِذَا‌

____________________

=و التهذيب ، ج ٩ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٩ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفيالكافي ، كتاب الأطعمة ، باب الجبن ، ذيل ح ١١٩٤٤ ؛والمحاسن ، ص ٤٩٥ ، كتاب المآكل ، ذيل ح ٥٩٦ ؛ وص ٤٩٦ ، ذيل ح ٦٠١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب المعيشة ، باب شراء السرقة والخيانة ، ح ٩٠٢٧ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٠٩٤ ؛ وج ٩ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٦الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦١ ، ح ١٦٨٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٨٧ ، ذيل ح ٢٢٠٥٠.

(١). هكذا في الوسائل والطبعة الحجريّة نقلاً من بعض النسخ. وفي « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوافي : + « عن أبيه ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٦٦.

ويؤيّد ذلك ما ورد فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٩ ؛ من نقل الخبر عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة. (٢). في الوافي : « ثوب ».

(٣). في « ط ، بخ ، بف » والوافي والوسائلوالتهذيب : + « عليك ».

(٤). في « بخ ، بف » : « وقد ».

(٥). في « ى » : « فيبيع ».

(٦). في الوسائل : « فبيع قهراً ».

(٧). في « ط » : « وأشياء ».

(٨). في « بخ » : « تستبين ».

(٩). في « بخ ، جن » : « يقوم ».

(١٠).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٢ ، ح ١٦٨٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٨٩ ، ح ٢٢٠٥٣ ؛البحار ، ج ٢ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٢.

(١١). في الكافي ، ح ١٤٩٣٩ : - « جعلت فداك ».

(١٢). في«بخ،بف»وحاشية«جت»والوافي:«يروون ».

(١٣). في « بخ ، بف » والوافي : « النبيّ ».

٥٤٢

أَخَذَ فِي طَرِيقٍ ، رَجَعَ(١) فِي غَيْرِهِ ، فَكَذَا(٢) كَانَ يَفْعَلُ؟

قَالَ(٣) : فَقَالَ : « نَعَمْ ، وَأَنَا(٤) أَفْعَلُهُ كَثِيراً فَافْعَلْهُ(٥) » ثُمَّ قَالَ لِي(٦) : « أَمَا إِنَّهُ أَرْزَقُ لَكَ».(٧)

٩٤٠١/ ٤٣. عَنْهُ(٨) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيِّ ، قَالَ :

شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام حَالِي وَانْتِشَارَ أَمْرِي عَلَيَّ.

قَالَ(٩) : فَقَالَ لِي : « إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ ، فَبِعْ وِسَادَةً مِنْ بَيْتِكَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ ، وَادْعُ إِخْوَانَكَ(١٠) ، وَأَعِدَّ لَهُمْ طَعَاماً ، وَسَلْهُمْ(١١) يَدْعُونَ اللهَ لَكَ ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ ، وَمَا أَمْكَنَنِي ذلِكَ حَتّى بِعْتُ وِسَادَةً(١٢) ، وَاتَّخَذْتُ(١٣) طَعَاماً كَمَا أَمَرَنِي ، وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَدْعُوا(١٤) اللهَ لِي(١٥) ، قَالَ : فَوَ اللهِ ، مَا مَكَثْتُ إِلَّا قَلِيلاً حَتّى أَتَانِي غَرِيمٌ لِي ، فَدَقَّ الْبَابَ عَلَيَّ ، وَصَالَحَنِي(١٦) مِنْ مَالٍ لِي(١٧) كَثِيرٍ(١٨) كُنْتُ(١٩) أَحْسُبُهُ‌

____________________

(١). في « بف » : « يرجع ».

(٢).في الوسائل،ح٩٩٠٧والكافي،ح١٤٩٣٩:«فهكذا».

(٣). فى « ط »والتهذيب : - « قال ».

(٤). في الوسائل،ح ٩٩٠٧والكافي،ح١٤٩٣٩:«فأنا».

(٥). في«ط،ى،بف ، جت »والتهذيب : + « قال ».

(٦). في « ط ، بح » والوافي : - « لي ».

(٧).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٣٩. وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٧ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١١ ، ح ١٦٩٦١ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٧٩ ، ح ٩٩٠٧ ؛ وج ١٧ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٠٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٦ ، ح ١١٤ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره ».

(٨). الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق ، فيكون السند معلّقاً ؛ فقد ورد فيالكافي ، ح ١٢٢٦٤ و ١٢٢٧٢ رواية عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن العبّاس بن عامر.

(٩). في « ى ، بخ » والوسائل : - « قال ».

(١٠). في « ط » : - « وادع إخوانك ».

(١١). في « بخ ، بف » : + « أن ».

(١٢). الوسادة : المِخَدَّة ، وهو ما يوضع الخدّ عليه. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ ( وسد ).

(١٣). في « ط » : « فاتّخذت ». وفي « بخ ، بف » والوافي : + « لهم ». وفي الوسائل : « وأعددت ».

(١٤). في الوسائل : « يدعون » بدل « وأن يدعوا ».

(١٥). في « بف » والوافي : - « لي ».

(١٦). في « ط » : « فصالحني ».

(١٧). في « ط » : « من مالي ». وفي الوسائل : « عن مال » كلاهما بدل « من مال لي ».

(١٨). في « ط » : « كثيراً ».

(١٩). في « ط ، جن » : - « كنت ».

٥٤٣

نَحْواً(١) مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ ، قَالَ(٢) : ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْأَشْيَاءُ عَلَيَّ.(٣)

٩٤٠٢/ ٤٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « لَيْسَ بِوَلِيٍّ لِي مَنْ أَكَلَ مَالَ مُؤْمِنٍ(٤) حَرَاماً ».(٥)

٩٤٠٣/ ٤٥. مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُوفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٦) ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَيْهِ - يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ(٧) عليه‌السلام - وَأَنَا بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ : جُعِلْتُ(٨) فِدَاكَ ، رَجُلٌ أَمَرَ رَجُلاً(٩) يَشْتَرِي لَهُ(١٠) مَتَاعاً أَوْ غَيْرَ ذلِكَ ، فَاشْتَرَاهُ ، فَسُرِقَ مِنْهُ ، أَوْ قُطِعَ عَلَيْهِ(١١) الطَّرِيقُ ، مِنْ مَالِ مَنْ ذَهَبَ الْمَتَاعُ : مِنْ مَالِ الْآمِرِ ، أَوْ مِنْ مَالِ(١٢) الْمَأْمُورِ؟

فَكَتَبَ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ : « مِنْ مَالِ الْآمِرِ ».(١٣)

٩٤٠٤/ ٤٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أُخْتِ‌

____________________

(١). في « ط » : « حبسه قال : نحو » بدل « أحسبه نحواً ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : « فقال ». وفي الوسائل : - « درهم ، قال ».

(٣).الاختصاص ، ص ٢٤ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٥ ، ح ١٦٩٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ٢١٩٥٥ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٢ ، ح ١٠٤.

(٤). في « بس » : « المؤمن ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٣ ، ح ١٦٨٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٨١ ، ح ٢٢٠٤٢.

(٦). في « بح » والوسائل : « القاشاني ».

(٧). في « ط ، بخ »والتهذيب : - « الثالث ».

(٨). في « ط » : « جعلني الله ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : + « أن ».

(١٠). في « بح ، جت »والتهذيب : - « له ».

(١١). في « ط » : - « عليه ».

(١٢). في « بخ » : « أو المال » بدل « أو من مال ».

(١٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٩٨٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٢ ، ح ١٨٦٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٧٣ ، ذيل ح ٢٣١٨٠.

٥٤٤

الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ ، عَنْ خَالِهِ الْوَلِيدِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ جُعِلَ رِزْقُهُ فِي السَّيْفِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جُعِلَ رِزْقُهُ فِي التِّجَارَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جُعِلَ رِزْقُهُ فِي لِسَانِهِ ».(٢)

٩٤٠٥/ ٤٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٣) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْجَعْفَرِيِّينَ ، قَالَ :

كَانَ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُكَنّى أَبَا الْقَمْقَامِ ، وَكَانَ مُحَارَفاً(٤) ، فَأَتى أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَشَكَا إِلَيْهِ حِرْفَتَهُ ، وَأَخْبَرَهُ(٥) أَنَّهُ لَايَتَوَجَّهُ فِي حَاجَةٍ(٦) فَيُقْضى(٧) لَهُ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « قُلْ فِي آخِرِ دُعَائِكَ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ(٨) ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ(٩) ، وَأَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ ».

قَالَ(١٠) أَبُو الْقَمْقَامِ : فَلَزِمْتُ ذلِكَ ، فَوَ اللهِ ، مَا لَبِثْتُ إِلَّا قَلِيلاً حَتّى وَرَدَ عَلَيَّ قَوْمٌ مِنَ الْبَادِيَةِ ، فَأَخْبَرُونِي(١١) أَنَّ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي مَاتَ ، وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ وَارِثٌ غَيْرِي ، فَانْطَلَقْتُ ،

____________________

(١). في « ط ، بخ ، بف » : + « أنّه ».

(٢).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٣٦٣ ، بسنده عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧٥٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤٢ ، ذيل ح ٢٢٩٤٧.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٤). المحارف بفتح الراء : هو المحروم المجدود الذي إذا طلب لا يرزق ، أو يكون لا يسعى في الكسب ، وقدحورف كسب فلان إذا شدّد عليه في معاشه وضيّق ، كأنّه ميل برزقه عنه ؛ من الانحراف عن الشي‌ء ، وهو الميل عنه.النهاية ، ج ١ ، ص ٣٦٩ و ٣٧٠ ( حرف ).

(٥). في الوافي : « فأخبره ».

(٦). في البحار : + « له ».

(٧). في « ى ، بح ، بس ، جن » والوسائل والبحار : « فتقضى ». وفي « ط » : « فيقضيها ».

(٨). في « بس » وحاشية « بح » والبحار : + « وبحمده ».

(٩). في « بخ ، بف » وحاشية « ى ، جن » والوافي والبحار : + « وأتوب إليه ».

(١٠). في « جن » : « قال : قال ».

(١١). في « ى » : « وأخبروني ».

٥٤٥

فَقَبَضْتُ(١) مِيرَاثَهُ وَأَنَا(٢) مُسْتَغْنٍ(٣) (٤)

٩٤٠٦/ ٤٨. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا تُمَانِعُوا قَرْضَ(٦) الْخَمِيرِ وَالْخُبْزِ(٧) ، وَاقْتِبَاسَ النَّارِ ؛ فَإِنَّهُ يَجْلِبُ الرِّزْقَ عَلى أَهْلِ الْبَيْتِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ».(٨)

٩٤٠٧/ ٤٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ(٩) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ(١٠) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ الْأَزْدِيِّ(١١) ، قَالَ :

وَجَدَ رَجُلٌ رِكَازاً(١٢) عَلى عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَابْتَاعَهُ أَبِي مِنْهُ‌

____________________

(١). في « جد » والوافي : « وقبضت ».

(٢). في « ط » وحاشية « جت » : « ولم أزل ».

(٣). في « ط » وحاشية « جت » : « مستغنياً ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٥ ، ح ١٦٩٥٢ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٤٧٥ ، ح ٨٤٨١ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٧٣ ، ح ١٤ ؛ وج ٩٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٨.

(٥). الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق.

(٦). في « بخ ، بف » : « قرص ».

(٧). في الوسائل : - « والخبز ».

(٨).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٩٧٣ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٦٢ ، ح ٧١٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام . وفيالجعفريّات ، ص ١٦٠ ، بسند آخر عن جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلافالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٨ ، ح ٩٩٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤٦ ، ح ٢٢٩٦٠.

(٩). في « ط » : - « عن أبيه ».

(١٠). في« ط ، بخ »والتهذيب : + « عمّن حدّثه ».

(١١). هكذا في « بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل. وفي « ط »والتهذيب : « الحارث بن الحارث الأزدي ». وفي « ى ، بخ ، بس » والمطبوع : « الحارث بن حضيرة الأزدي ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الحارث بن الحارث لم نعثر عليه في غير سند هذا الخبر ، وقد عدّه ابن الأثير والعسقلاني من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . والحارث بن حصيرة هو المذكور في مصادر العامّة والخاصّة ، وكان من التابعين ، وبقي حتّى لقي أبا عبد اللهعليه‌السلام . وأنت ترى أنّ الخبر يرويه الراوي بعد زمن أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث يقول : « وجد رجل ركازاً على عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ». راجع :رجال الطوسي ، ص ٦٢ ، الرقم ٥٣٧ ؛ وص ١٣٣ ، الرقم ١٣٧٤ ؛ وص ١٩١ ، الرقم ٢٣٦٧ ؛اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، الرقم ٨٦٠ ؛تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ٢٢٤ ، الرقم ١٠١٥ ؛الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ١ ، ص ٥٦٦ ، الرقم ١٣٨٧.

وأمّا حضيرة فهو محرّف من حصيرة. كما لا يخفى.

(١٢). في « جد » : + « كان ». والركاز عند أهل الحجاز : كنوز الجاهليّة المدفونة في الأرض،وعند أهل العراق : =

٥٤٦

بِثَلَاثِمِائَةِ(١) دِرْهَمٍ وَ(٢) مِائَةِ شَاةٍ(٣) مُتْبِعٍ(٤) ، فَلَامَتْهُ أُمِّي ، وَقَالَتْ : أَخَذْتَ هذِهِ بِثَلَاثِمِائَةِ شَاةٍ : أَوْلَادُهَا مِائَةٌ ، وَأَنْفُسُهَا مِائَةٌ ، وَمَا فِي بُطُونِهَا مِائَةٌ(٥) ؟!

قَالَ : فَنَدِمَ(٦) أَبِي ، فَانْطَلَقَ(٧) لِيَسْتَقِيلَهُ ، فَأَبى عَلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : خُذْ مِنِّي عَشْرَ(٨) شِيَاهٍ ، خُذْ مِنِّي عِشْرِينَ شَاةً ، فَأَعْيَاهُ(٩) ، فَأَخَذَ أَبِي الرِّكَازَ(١٠) ، وَأَخْرَجَ(١١) مِنْهُ قِيمَةَ أَلْفِ شَاةٍ ، فَأَتَاهُ الْآخَرُ(١٢) ، فَقَالَ(١٣) : خُذْ(١٤) غَنَمَكَ وَائْتِنِي(١٥) مَا شِئْتَ ، فَأَبى(١٦) ، فَعَالَجَهُ ، فَأَعْيَاهُ(١٧) ، فَقَالَ : لَأُضِرَّنَّ بِكَ ، فَاسْتَعْدى(١٨) إِلى(١٩) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام عَلى أَبِي.

فَلَمَّا قَصَّ أَبِي عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - أَمْرَهُ ، قَالَ لِصَاحِبِ الرِّكَازِ :

____________________

= المعادن. والقولان تحتملهما اللغة ؛ لأنّ كلاًّ منهما مركوز في الأرض ، أي ثابت.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ( ركز).

(١). في « ط ، بخ ، بف » : « بتسعمائة ».

(٢). في التهذيب : - « بثلاثمائة درهم و ».

(٣). في « ط » : « بثلاثمائة شاة » بدل « بثلاثمائة درهم ومائة شاة ». وفي التهذيب : « بمائة شاة » بدلها. والوافي : « فيالتهذيب : بمائة شاة ، بدون ثلاثمائة درهم ، وكأنّه الأصحّ ، كما دلّ عليه كلام الإمام ».

(٤). في « بف » : « تبيع ». « بمائة شاة متبع » أي يتبعها أولادها ، يقال : شاة وبقرة وجارية متبع ، كمحسن ، أي يتبعها ولدها. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٥٠ ( تبع ).

(٥). في « بح » : - « مائة ». وفيالمرآة : « قوله : وما في بطونها مائة ، أي إن حملت ؛ إذ ليس مأخوذاً في الشرط ».

(٦). في التهذيب : « فبدر ».

(٧). في « بخ ، بف » والوافي : « وانطلق ».

(٨). في « بح ، جد » : « عشرة ».

(٩). في « ط » : - « شاة فأعياه ». و « فأعياه » أي أعجزه ؛ من العيّ بمعنى العجز. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ( عيي ). (١٠). في « جن » : + « منه ».

(١١). في « ط » : « وأخذ ».

(١٢). فيالوافي : « فأتاه الآخر ؛ يعني البائع ».

(١٣). في « ط » : « وقال ».

(١٤). في « بخ ، بف » والوافي : + « منّي ».

(١٥). في « ى ، بخ ، بف » والوافي والوسائلوالتهذيب : « وآتني ».

(١٦). في « ى ، بس ، جد ، جن » : - « فأبى ».

(١٧). فيالوافي : « فعالجه فأعياه : غلبه فأعجزه وأسكته ». وفي اللغة : تقول : عالجت الشي‌ء معالجة وعلاجاً ، إذا زاولته وما رسته وعملت به ، وعالجت فلاناً فعلجته ، إذا غلبته. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ( علج ).

(١٨). في « بس » : « فاستعد ». و « فاستعدى » ، أي استعان واستنصر. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٧ ( عدا ).

(١٩). في « ط ، جت ، جد » والوسائل : - « إلى ».

٥٤٧

« أَدِّ خُمُسَ مَا أَخَذْتَ ؛ فَإِنَّ الْخُمُسَ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّكَ(١) أَنْتَ الَّذِي وَجَدْتَ الرِّكَازَ ، وَلَيْسَ عَلَى الْآخَرِ شَيْ‌ءٌ ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخَذَ ثَمَنَ غَنَمِهِ(٢) ».(٣)

٩٤٠٨/ ٥٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٤) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

____________________

(١). في « ط » : « وإنّك ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٤٣٤ : « الخبر يدلّ على أنّ من وجد كنزاً وباعه يلزمه الخمس في ذمّته ويصحّ البيع ، وهذا إمّا مبنيّ على أنّ الخمس لا يتعلّق بالعين ، وهو خلاف مدلولات الآيات والأخبار وظواهر كلام الأصحاب ، أو على أنّ بالبيع ينتقل إلى الذمّة ، وفيه أيضاً إشكال. ويمكن أن يقال : إنّه مؤيّد لما ذهب إليه بعض الأصحاب من إباحة المتاجر في زمان حضور الإمام وغيبته ؛ فإنّ من قال بذلك يقول : من اشترى مالاً لم يخمّس لم يجب عليه الخمس في الحالين ، كما أشار إليه المحقّق الشيخ عليّ في شرحالقواعد عند شرح قول المصنّف : لو باع أربعين شاة وفيها الزكاة مع عدم الضمان لم يصحّ من حصّته ، حيث قال : فرع : هل الخمس كالزكاة؟ ظاهر كلام الأصحاب أنّه لواشترى مال من لا يخمّس لم يجب عليه الخمس. انتهى. وفيه أنّه كان ينبغي أن يكون على البائع قيمة خمس جميع الركاز ، مع أنّ ظاهر الخبر أنّ عليه خمس الثمن الذي عليه ، إلّا أن يقال : أراد بـ « ما أخذت » ، أي من الركاز ، لاثمنه ، ويمكن أن يقال : لـمّا كان الخمس حقّه أجاز البيع في حقّه وطلب الثمن بنسبة حقّه من البائع ، وعلى التقادير تطبيقه على اصول الأصحاب لا يخلو من إشكال ، ولو لا ضعف الخبر لتعيّن العمل به ، والله تعالى يعلم ». وراجع :جامع المقاصد ، ج ٤ ، ص ٨٤.

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « أورد هذا الحديث فيالجواهر في كتاب الخمس مرويّاً عنالمنتهى ، عن العامّة ظاهراً ، عن أبي الحارث المزني أنّه اشترى تراب معدن بمائة شاة متبعٍ فاستخرج منه ثمن ألف شاة ، فقال له البائع : ردّ عليّ البيع ، فقال : لا أفعل ، فقال : لآتينّ عليّاًعليه‌السلام فلأسعينّ بك ، فأتى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال : إنّ أبا الحارث أصاب معدناً ، فأتاهعليه‌السلام فقال : أين الركاز الذي أصبت؟ قال : ما أصبت ركازاً ، إنّما أصابه هذا فاشتريت منه بمائة شاة متبع ، فقال له عليّعليه‌السلام : ما أرى الخمس إلّا عليك. انتهى.

ويدلّ هذا الحديث على أنّ صاحب المعدن وكلّ من عليه الخمس إذا باع ما في يده يقع بيعه صحيحاً وإن كان الخمس يتعلّق بالعين ، ولكنّه نوع تعلّق لا ينافي صحّة البيع فيتعلّق الخمس بذمّة صاحب المال ، وعلى ذلك قرائن كثيرة في سائر الأخبار ». وراجع :منتهي المطلب ، ج ٨ ، ص ٥٢٤ ؛جواهر الكلام ، ج ١٦ ، ص ٢١.

(٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٩٨٦ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عمّن حدّثه ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عمّن حدّثه ، عن الحارث بن الحارث الأزديالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٦٣ ، ح ١٨٦٦٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٩٧ ، ح ١٢٥٧٥.

(٤). هكذا في « بخ » والوسائل وحاشية الطبعة الحجريّة. وفي « ط ، ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والطبعة الحجريّة والوافي : + « عن أبيه » ، وهو سهو كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨.

٥٤٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ(١) : رَجُلٌ لَهُ مَالٌ عَلى رَجُلٍ(٢) مِنْ قِبَلِ عِينَةٍ(٣) عَيَّنَهَا(٤) إِيَّاهُ ، فَلَمَّا حَلَّ عَلَيْهِ الْمَالُ ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُعْطِيهِ ، فَأَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ(٥) عَلَيْهِ وَيَرْبَحَ(٦) : أَيَبِيعُهُ لُؤْلُؤاً وَغَيْرَ(٧) ذلِكَ مَا(٨) يَسْوى مِائَةَ دِرْهَمٍ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَيُؤَخِّرَهُ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِذلِكَ ، قَدْ فَعَلَ ذلِكَ(٩) أَبِي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ(١٠) - وَأَمَرَنِي أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ فِي شَيْ‌ءٍ كَانَ عَلَيْهِ ».(١١)

٩٤٠٩/ ٥١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْحَذَّاءِ(١٢) ، قَالَ :

____________________

(١). في « ط ، جت » : + « عن ».

(٢). في « بخ » : - « على رجل ».

(٣). قال ابن الأثير : « في حديث ابن عبّاس أنّه كره العينة. هو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمّى ، ثمّ يشتريها منه بأقلّ من الثمن الذي باعها به ، فإن اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ، ثمّ باعها من طالب العينة بثمن أكثر ممّا اشتراها إلى أجل مسمّى ، ثمّ باعها من طالب العينة بثمن أكثر ممّا اشتراها إلى أجل مسمّى ، ثمّ باعها المشتري من البائع الأوّل بالنقد بأقلّ من الثمن ، فهذه أيضاً عينة ، وهي أهون من الاُولى. وسمّيت عينة لحصول النقد لصاحب العينة ؛ لأنّ العين هو المال الحاضر من النقد ، والمشتري إنّما يشتريها بعين حاضرة تصل إليه معجّلة ». وقد مرّ مزيد بيان في ذلك ذيل باب العينة ، إن شئت فراجع هناك.

(٤). « عيّنها » ، أي أعطاها ، يقال : عيّن التاجر ، أي أخذ بالعينة ، أو أعطى بها. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٠٦ ( عين ). (٥). في « ى ، بح ، جت » : « أن يغلب ».

(٦). في « ط » : « فيربح ».

(٧). في « ط ، بس » والوسائل : « أو غير ».

(٨). في « ى » وحاشية « جت » : « وما ». وفي « ط » : « ممّا ».

(٩). في « ط » : - « ذلك ».

(١٠). في«بس»: «رحمه ‌الله».وفي الوافي:«عليه ‌السلام».

(١١).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب العينة ، ح ٨٩٣٠ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٥٢ ، ح ٢٢٦ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .الكافي ، نفس الباب ، ح ٨٩٢٩ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وفي كلّها إلى قوله : « لا بأس بذلك ».وفيه ، نفس الباب ، ح ١٠ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٠٣٣ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٥٣ ، ح ٢٢٨ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٧ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. راجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٠٣٥ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٩ ، ح ٢١٠ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٨٠ ، ح ٢٦٨الوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٢٣ ، ح ١٨١٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٥٤ ، ح ٢٣١٢٧.

(١٢). في « ط ، ى ، جت ، جن » والوافي : « أحمد بن الفضل أبي عمرو الحذّا ». وفي « بخ ، بس ، جد » : « أحمد بن =

٥٤٩

سَاءَتْ(١) حَالِي ، فَكَتَبْتُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ(٢) عليه‌السلام ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « أَدِمْ قِرَاءَةَ( إِنّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) (٣) » قَالَ : فَقَرَأْتُهَا حَوْلاً ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أُخْبِرُهُ(٤) بِسُوءِ(٥) حَالِي ، وَأَنِّي قَدْ قَرَأْتُ( إِنّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) حَوْلاً كَمَا أَمَرْتَنِي(٦) وَلَمْ أَرَ(٧) شَيْئاً.

قَالَ(٨) : فَكَتَبَ إِلَيَّ : « قَدْ وَفى لَكَ الْحَوْلُ ، فَانْتَقِلْ مِنْهَا(٩) إِلى قِرَاءَةِ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ(١٠) ، فَمَا كَانَ إِلَّا يَسِيراً حَتّى بَعَثَ إِلَيَّ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ(١١) ، فَقَضى عَنِّي دَيْنِي ، وَأَجْرى عَلَيَّ وَعَلى(١٢) عِيَالِي(١٣) ، وَ وَجَّهَنِي إِلَى الْبَصْرَةِ فِي وَكَالَتِهِ بِبَابِ كَلَّاءَ(١٤) ،

____________________

= الفضل أبي عمرو الحذّاء ». وفي « بف » : « أحمد بن الفضل أبو عمرو الحذّاء ». وفي موضع منالبحار - ج ٨٩ ، ص ٣٢٨ ، ح ٨ - : « أحمد بن الفضل أبي عمر الحذّاء ». وفي « بح » : « أحمد بن الفضل عن أبي عمر الحذاء».

هذا ، والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٥٩ ،ورجال الطوسي ، ص ٣٩٣ ، الرقم ٥٨٠٥ هو أبو عمر الحذّاء ، إلّا أنّه ورد في بعض نسخرجال الطوسي أبو عمرو الحذاء.

ثمّ إنه ذكر الشيخ الطوسي أحمد بن الفضل في أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد الهاديعليه‌السلام ، وطبقة هذا تلائم الرواية عن أبي عمر [ و ] الحذاء. وأمّا أحمد بن الفضل أبو عمر [ و ] الحذاء ، فلم نجد له ذكراً في موضع. راجع :رجال الطوسي ، ص ٣٨٤ ، الرقم ٥٦٥٥.

(١). في الوسائل : « ساء ».

(٢). فيالوافي : « أراد بأبي جعفر الجوادعليه‌السلام ».

(٣). هي سورة نوح (٧١) : ١. وأرادعليه‌السلام به تمام السعدة.

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « أسأله واُخبره ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « عن سوء ».

(٦). في « بح » : - « كما أمرتني ».

(٧). في « بح ، بخ ، بف » والوافي : « فلم أرَ ».

(٨). في « بخ ، بف » والوافي : - « قال ».

(٩). في « جن » : « منه ». وفي « بخ » : - « منها ». وفي البحار ، ج ٩٢ : « عنها ».

(١٠). في « بخ ، بف ، جن » والوافي : + « ذلك ».

(١١). في«بخ»:«أبي ابن داود». وفي «ى»:- « أبي ».

(١٢). في « جد » : - « على ».

(١٣). في « ط » : + « رزقاً ».

(١٤). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « جت » والمرآة والوسائل والبحار ، ج ٩٥ : « بباب كلتا ». وفي « ط » وحاشية « بف » : « بباركا » بدل « بباب كلاّء ». وفي حاشية « ى ، جد » : « بباركابا» بدلها. وفي حاشية اُخرى لـ « جت » : « بباركايا ». و الكلّاء ، بالتشديد والمدّ ، والمكلّأ : شاطئ النهر ، والموضع الذي تربط فيه السفن ، ومنه سوق الكلّاء بالبصرة.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ( كلأ ).

وفيالمرآة : « قوله : بباب كلتا ، في بعض النسخ : بباب كلاّء ، قال الفيروز آبادي : الكلّاء،ككتّان:مرفأ السفن ،=

٥٥٠

وَأَجْرى عَلَيَّ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ ، وَكَتَبْتُ(١) مِنَ الْبَصْرَةِ عَلى يَدَيْ(٢) عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : إِنِّي كُنْتُ سَأَلْتُ أَبَاكَ عَنْ كَذَا وَكَذَا(٣) ، وَشَكَوْتُ إِلَيْهِ(٤) كَذَا وَكَذَا(٥) ، وَإِنِّي قَدْ نِلْتُ(٦) الَّذِي أَحْبَبْتُ ، فَأَحْبَبْتُ(٧) أَنْ تُخْبِرَنِي يَا مَوْلَايَ(٨) كَيْفَ أَصْنَعُ فِي قِرَاءَةِ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) ؟ أَقْتَصِرُ عَلَيْهَا وَحْدَهَا فِي فَرَائِضِي وَغَيْرِهَا ، أَمْ أَقْرَأُ مَعَهَا(٩) غَيْرَهَا ، أَمْ لَهَا حَدٌّ أَعْمَلُ بِهِ(١٠) ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام (١١) - وَقَرَأْتُ التَّوْقِيعَ - : « لَا تَدَعْ مِنَ الْقُرْآنِ قَصِيرَهُ وَطَوِيلَهُ(١٢) ، وَيُجْزِئُكَ مِنْ قِرَاءَةِ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) (١٣) يَوْمَكَ وَلَيْلَتَكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ».(١٤)

٩٤١٠/ ٥٢. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١٥) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي(١٦) جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : إِنِّي(١٧) قَدْ لَزِمَنِي دَيْنٌ‌

____________________

= و موضع بالبصرة ، وساحل كلّ نهر. وفي بعضها : كلتا ، وقيل : هو اسم رجل من غلمان المعتصم من الترك ، كان والياً على البصرة من قبله ، وهو بلغة الترك بمعنى الكبير ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٨ ( كلأ ).

(١). في « ط ، بخ ، بف » : « فكتب ». وفي الوافي : « فكتبت ».

(٢). في « بخ ، بف » : « يد ».

(٣). في « ط ، بس ، جد » والوسائل : - « وكذا ».

(٤). في « بح ، بس ، جد » والبحار ج ٩٥ : - « إليه ».

(٥). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل : - « وكذا ».

(٦). في الوسائل والبحار ، ج ٩٥ : « قد قلت ».

(٧). في « ط » : « وأحببت ». وفي « بخ ، بف » والوافي : « فاُريد ».

(٨). في « ط » والوسائل : « مولاي » بدون « يا ».

(٩). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « أقرأها مع ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » : « عليه ».

(١١). في « ط » : + « إليه ».

(١٢). في « جت ، جن » : « قصيرة وطويلة ». وفي « ط ، بف » والبحار ، ج ٩٥ : « قصيرة ولا طويلة ». وفي « بخ » : « قصيره ولا طويله ». (١٣). في « بح ، جت » : + « في ».

(١٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٦ ، ح ١٦٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٠٠٤ ؛البحار ، ج ٩٢ ، ص ٣٢٨ ، ح ٧ ؛ وج ٩٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٩.

(١٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(١٦). في « ط » والبحار ، ج ٩٥ : - « أبي ». وهو سهو ؛ فإن إسماعيل بن سهل هذا ، من أصحاب أبي جعفر محمّد بن‌على الجوادعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ٣٧٣ ، الرقم ٥٥٢٤.

(١٧). في « ط » : - « إنّي ».

٥٥١

فَادِحٌ(١) .

فَكَتَبَ(٢) : « أَكْثِرْ(٣) مِنَ الاسْتِغْفَارِ ، وَرَطِّبْ لِسَانَكَ بِقِرَاءَةِ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ ) ».(٤)

٩٤١١/ ٥٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ الْفَضْلِ(٦) بْنِ كَثِيرٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ(٧) دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَرَأى عَلَيْهِ قَمِيصاً فِيهِ قَبٌّ قَدْ(٨) رَقَعَهُ(٩) ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا لَكَ تَنْظُرُ(١٠) ؟ ».

فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١١) ، قَبٌّ يُلْقى(١٢) فِي قَمِيصِكَ(١٣)

فَقَالَ لَهُ(١٤) : « اضْرِبْ يَدَكَ(١٥) إِلى هذَا الْكِتَابِ ، فَاقْرَأْ مَا فِيهِ » وَكَانَ(١٦) بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَابٌ ، أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ ، فَنَظَرَ الرَّجُلُ(١٧) فِيهِ(١٨) ، فَإِذَا(١٩) فِيهِ : « لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاحَيَاءَ لَهُ ، وَلَا مَالَ‌

____________________

(١). الفادح : المثقل الصعب. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٥١ ( فدح ).

(٢). في « ط » : + « إليّ ». وفي« بخ » : + « لي ».

(٣). في « ط » : « استكثر ».

(٤).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٩ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٧ ، ح ١٦٩٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٠٠٣ ؛البحار ، ج ٩٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ٨ ؛ وج ٩٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٦.

(٥). السند معلّق كسابقه.

(٦). في « بح » والوسائل ، ح ١٥٩٧١ والبحار ، ج ٧١ : « الفضيل ».

(٧). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والبحار والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : « قال ».

(٨). ف « بح : « قدر ». وفي « ط » : - « قد ».

(٩). القَبُّ : ما يُدْخَل في جيب القميص من الرِقاع ، والرقاع : جمع الرقعة ، وهو ما رُقِعَ به ، من قولهم : رقع الثوب والأديم بالرقاع ورقّعه ، أي ألحم خَرْقه وأصلحه بها. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٧ ( قبب ) ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٣١ ( رقع ). (١٠). في « بخ ، بف » والوافي : + « إليه ».

(١١). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والبحار والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : - « له جعلت فداك ».

(١٢). في « بح » : « تلقى ». وفي « بخ ، بف » : « ملقا ». وفي الكافي ، ح ١٢٥٣٦ : « ملقى ».

(١٣). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والبحار والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : + « قال ».

(١٤). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : « لي ». وفي البحار : - « له ».

(١٥). في « بخ ، بف » والوافي : « بيدك ».

(١٦).في«ط»:«فكان».وفي حاشية«جت»: + « ما ».

(١٧). في « جن » : - « الرجل ».

(١٨). في « بف » : « إليه ».

(١٩). في « بخ ، بف » : « وإذا ».

٥٥٢

لِمَنْ لَاتَقْدِيرَ لَهُ ، وَلَا جَدِيدَ لِمَنْ لَاخَلَقَ لَهُ ».(١)

٩٤١٢/ ٥٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ(٢) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَنْزِيِّ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ ، عَنْ مِسْمَعٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام (٤) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِذَا غَضِبَ اللهُ عَلى أُمَّةٍ(٥) ، وَلَمْ يُنْزِلْ بِهَا(٦) الْعَذَابَ ، غَلَتْ أَسْعَارُهَا ، وَقَصُرَتْ أَعْمَارُهَا ، وَلَمْ تَرْبَحْ(٧) تُجَّارُهَا ، وَلَمْ تَزْكُ(٨) ثِمَارُهَا ، وَلَمْ تَغْزُرْ(٩) أَنْهَارُهَا ، وَحُبِسَ عَنْهَا(١٠) أَمْطَارُهَا ، وَسُلِّطَ(١١) عَلَيْهَا شِرَارُهَا ».(١٢)

____________________

(١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحياء ، ح ١٧٨٥ ، وتمام الرواية فيه : « لا إيمان لمن لا حياء له » ؛ وكتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس الخلقان ، ح ١٢٥٣٦الوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٩٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٣ ، ح ٥٨٨٢ ؛ وج ١٢ ، ص ١٦٦ ، ح ١٥٩٧١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٣١ ، ح ٥ ، وتمام الرواية في الأخيرين : « لا إيمان لمن لا حياء له » ؛ وج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦٣.

(٢). في « ط » : - « الكوفي ».

(٣). فيالمرآة : « القري » ، وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٢ ، الرقم ١١٣١ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٤٥٦٦.

(٤). في « بح » : + « قال ».

(٥). في ثواب الأعمال : « بلدة ».

(٦). في « ط » : « عليها ».

(٧). في « ى ، بس » والوافيوالفقيه والأمالي للصدوق : « ولم يربح ».

(٨). الزكاء : النموّ والازدياد. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ( زكا ).

(٩). في التهذيب : « ولم تعذب ». وقوله : « لم تغزر » ، أي لم تكثر ؛ من الغزارة بمعنى الكثرة. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٤٦ ( غزر ). (١٠). في « بخ ، بف » : « عنهم ».

(١١). في حاشية « بح » : + « الله ».

(١٢).الخصال ، ص ٣٦٠ ، باب السبعة ، ح ٤٨ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الكوفي.الأمالي للصدوق ، ص ٥٨٢ ، المجلس ٨٥ ، ح ٢٣ ، بسنده عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن الحكم ، عن مندل بن عليّ العنزي ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن العبّاس بن معروف.الأمالي للطوسي ، ص ٢٠١ ، المجلس ٧ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ١ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٤٨٩ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٤٨ ، ح ٣١٩ ؛وتحف العقول ، ص ٥١ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤١ ، ح ٣٥٥٤.

٥٥٣

٩٤١٣/ ٥٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّوْفَلِيِّ ، عَمَّنْ(١) رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَدِمَ أَعْرَابِيٌّ بِإِبِلٍ لَهُ(٢) عَلى عَهْدِ(٣) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ لَهُ(٤) : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِعْ لِي إِبِلِي هذِهِ.

فَقَالَ لَهُ(٥) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لَسْتُ بِبَيَّاعٍ فِي الْأَسْوَاقِ ».

قَالَ : فَأَشِرْ عَلَيَّ(٦) .

فَقَالَ لَهُ(٧) : « بِعْ هذَا الْجَمَلَ بِكَذَا(٨) ، وَبِعْ هذِهِ النَّاقَةَ بِكَذَا » حَتّى وَصَفَ لَهُ كُلَّ بَعِيرٍ مِنْهَا(٩) .

فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ(١٠) إِلَى السُّوقِ ، فَبَاعَهَا ، ثُمَّ جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا زَادَتْ(١١) دِرْهَماً وَلَا نَقَصَتْ دِرْهَماً مِمَّا قُلْتَ لِي ، فَاسْتَهْدِنِي(١٢) يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « لَا » قَالَ(١٣) : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حَتّى قَالَ لَهُ(١٤) : « أَهْدِ لَنَا نَاقَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا وَلْهَاءَ(١٥) ».(١٦)

____________________

(١). في « ط » : - « عمّن ».

(٢). في « ط » : - « له ».

(٣). في « ط ، بخ » والوافي : - « عهد ».

(٤). في « ط » : - « له ».

(٥). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي : - « له ».

(٦). فيالوافي : « فأشر عليّ ، أي مرني كيف أبيعه؟ يقال : أشار عليه بكذا ، أي أمره به ، وهي الشورى ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٩١ ( شور ). (٧). في « بخ » : - « له ».

(٨). في « ط » : + « وكذا ».

(٩). في « جت » : « بكذا ».

(١٠). في « جن » : - « الأعرابي ».

(١١). في « بح » : « زدت ».

(١٢). فيالمرآة : « قوله : فاستهدني ، أي اقبل هديّتي ».

(١٣). في « بح ، بف » : « فقال ».

(١٤). في « ط » والوسائل : - « له ».

(١٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : والمرآة والوسائل : « ولها ». وفيالوافي : « الولهاء : التي فارقت ولدها ». وقال فيالمرآة : « قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تجعلها ، أي لا تجعلها ناقة قطعت عنها ولدها ». وراجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ ؛المغرب ، ص ٤٩٤ ( وله ).

(١٦).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧٥٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٨٧ ، ح ٢٢٥٤٢.

٥٥٤

٩٤١٤/ ٥٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَكَرِيَّا الْخَزَّازِ(١) ، عَنْ يَحْيَى الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : رُبَّمَا اشْتَرَيْتُ الشَّيْ‌ءَ بِحَضْرَةِ أَبِي ، فَأَرى مِنْهُ مَا أَغْتَمُّ بِهِ.

فَقَالَ : « تَنَكَّبْهُ(٢) ، وَلَا تَشْتَرِ بِحَضْرَتِهِ ، فَإِذَا كَانَ لَكَ عَلى رَجُلٍ حَقٌّ ، فَقُلْ لَهُ فَلْيَكْتُبْ(٣) : وَكَتَبَ(٤) فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِخَطِّهِ ، وَأَشْهَدَ اللهَ عَلى نَفْسِهِ ، وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ؛ فَإِنَّهُ يُقْضى فِي حَيَاتِهِ ، أَوْ بَعْدَ(٥) وَفَاتِهِ(٦) ».(٧)

٩٤١٥/ ٥٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَسَّامٍ الْجَمَّالِ(٩) ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ ، فَجَاءَ(١٠) رَجُلٌ يَطْلُبُ(١١) غِلَّةً(١٢) ‌بِدِينَارٍ ، وَكَانَ قَدْ(١٣) أَغْلَقَ(١٤) بَابَ الْحَانُوتِ(١٥) ، وَخَتَمَ الْكِيسَ ، فَأَعْطَاهُ غَلَّةً بِدِينَارٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَيْحَكَ يَا إِسْحَاقُ ، رُبَّمَا حَمَلْتُ(١٦) لَكَ مِنَ السَّفِينَةِ‌

____________________

(١). في « بح ، بس » والوسائل : « الخرّاز ».

(٢). التنكّب عن الشي‌ء : هو الميل والعدول عنه ، يقال : تنكّبه ، أي تجنّبه وتبعّد عنه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ( نكب ). (٣). في « ط ، بخ » : « ليكتب ».

(٤). في « جن » : - « وكتب ».

(٥). في « بخ ، بف » : « وبعد ».

(٦). في « بس » : « مماته ».

(٧).الوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٨٠ ، ح ١٨٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤١ ، ح ٢٢٩٤٤.

(٨). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩). في « بخ ، بف » وحاشية « جن » : « الحسن بن عليّ بن بسّام الجمّال ». وتقدّم مضمون الخبر في ح ٩٣٨٩ ، عن الحسين الجمّال ، والظاهر وقوع التحريف في أحد العنوانين.

(١٠). في « جن » : « فجاءه ».

(١١). في«ط»:«فطلب ». وفي « بف » : « وطلب ».

(١٢). فيالوافي : « الغِلّة - بالكسر - : الغشّ ، أراد بها الدرهم المغشوش » ، أي غير الخالص. وراجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٣ ( غلل ). (١٣). في « ط » : - « قد ».

(١٤). في « ط ، بخ ، بف » : « غلق ».

(١٥). « الحانوت » : دكّان البائع. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٨ ( حون ).

(١٦). فيالمرآة : « قوله : ربّما حملت ، أي إنّك واسع الحال غير محتاج ، وربّما أنا لك من السفن التي يأتي بها =

٥٥٥

أَلْفَ(١) أَلْفِ دِرْهَمٍ.

قَالَ : فَقَالَ لِي : تَرى كَانَ لِي(٢) هذَا(٣) ؟! لكِنِّي سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنِ اسْتَقَلَّ قَلِيلَ الرِّزْقِ ، حُرِمَ كَثِيرَهُ » ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ(٤) : « يَا إِسْحَاقُ ، لَاتَسْتَقِلَّ قَلِيلَ الرِّزْقِ ، فَتُحْرَمَ كَثِيرَهُ ».(٥)

٩٤١٦/ ٥٨. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ(٦) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ(٧) بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ الرِّزْقِ مَا يُيَبِّسُ الْجِلْدَ عَلَى الْعَظْمِ(٨) ».(٩)

٩٤١٧/ ٥٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

____________________

= التجّار لك ألف ألف درهم ، ومع هذا لك هذا الحرص تفتح الكيس لفضل دينار ».

(١). في « بح ، بخ ، بف » : « بألف ». وفي « ط » : - « ألف ».

(٢). في « ط ، بح ، بخ ، جد » والوافي والوسائل : « بي ».

(٣). فيالوافي : « ترى : تظنّ. كان بي هذا ، أي الاهتمام بالشي‌ء القليل لدناءة نفسي ، لا ، ليس هذا هكذا ». وفيالمرآة : « فقال : ترى كان لي هذا ، أي تظنّ أنّه كان بي الحرص ، لا ، ليس كذلك ، ولكنّي أتبع مولاي ».

(٤). في « بف » : + « لا ».

(٥).الكافي ، نفس هذا الباب ، ح ٩٣٨٩ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٧ ، ح ٩٩٣ ، بسندهما عن الحسين الجمّال ، عن إسحاق بن عمّار ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١٠ ، ح ١٦٩٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٢٩٩٥.

(٦). في التهذيب : « جميل بن زياد » ، وهو سهو واضح. وقد ورد في بعض نسخه : « حميد بن زياد » على الصواب.

(٧). في « ط ، بخ ، بس ، بف »والتهذيب : « عبد الله » ، وهو سهو. وعبيد الله بن أحمد ، هو عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، روى حميد بن زياد عنه عن ابن أبي عمير بعض كتبه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٦ ، الرقم ٨٨٧. ولاحظ أيضاً ، ص ٢٣٠ ، الرقم ٦١٢.

(٨). فيالمرآة : « أي قد يكون الرزق يحصل لبعض الناس بمشقّة شديدة تذيب لحمهم ، أو قد يكون قليلاً بحيث لا يفي إلّابقوتهم الاضطراري ».

(٩).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٩٨٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١١ ، ح ١٦٩٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ٢٢٠٠٥.

٥٥٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : ذَكَرْتُ لَهُ مِصْرَ ، فَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : اطْلُبُوا بِهَا الرِّزْقَ(١) ، وَلَا تَطْلُبُوا(٢) بِهَا الْمَكْثَ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مِصْرُ الْحُتُوفِ(٣) تُقَيَّضُ(٤) لَهَا قَصِيرَةُ الْأَعْمَارِ ».(٥)

٩٤١٨/ ٦٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتَتِ الْمَوَالِي(٦) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالُوا : نَشْكُو إِلَيْكَ هؤُلَاءِ الْعَرَبَ(٧) ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ يُعْطِينَا مَعَهُمُ الْعَطَايَا بِالسَّوِيَّةِ ، وَزَوَّجَ سَلْمَانَ وَبِلَالاً وَصُهَيْباً(٨) ، وَأَبَوْا عَلَيْنَا هؤُلَاءِ ، وَقَالُوا : لَانَفْعَلُ ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَكَلَّمَهُمْ(٩) فِيهِمْ ، فَصَاحَ الْأَعَارِيبُ : أَبَيْنَا ذلِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، أَبَيْنَا ذلِكَ(١٠) ، فَخَرَجَ وَهُوَ‌

____________________

(١). في « بف » : « للرزق ».

(٢). في « بف ، جد » وحاشية « بح ، جت » : « ولا تطيلوا ».

(٣). في « ط » : - « الحتوف ». و « الحُتُوف » : جمع الحتف ، وهو الهلاك والموت. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٨ ( حتف ).

(٤). في « بح ، جت » والوافي والوسائل : « يقيّض ». وفي تفسير القمّي : « تفيض ». و « تقيّض لها » ، أي قُدّرت وتُسبّبت لها وجي‌ء بها إليها. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ( قيض ).

(٥).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب ركوب البحر للتجارة ، ضمن ح ٩١٦٧ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « مصر الحتوف » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٧٥٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٠٠٥.

(٦). « الموالي » : العتقاء ، جمع المولى ، وهو العتيق ، والمراد هنا العجم ، قال المطرزي : « الذي هو الأهمّ في ما نحن‌فيه أنّ الموالي بمعنى العتقاء لـمّا كانت غير عرب في الأكثر غلبت على العجم حتّى قالوا : الموالي أكفاء بعضها لبعض ، والعرب أكفاء بعضها لبعض ، وقال عبد الملك في الحسن البصري : أمولى هو ، أم عربي؟ فاستعملوها استعمال الاسمين المتقابلين ». راجع :المغرب ، ص ٤٩٥ ؛المصباح المنير ، ص ٦٧٣ ( ولي ).

(٧). فيالوافي : « المراد بهؤلاء العرب والأعاريب : المتأمّرون بغير حقّ ».

(٨). في « ط » : « بلالاً وسلمان وصهيباً » بدل « سلمان وبلالاً وصهيباً ». وفي « بف » : « سلمان وصهيباً وبلالاً » بدلها.

(٩). في الوافي : « وكلّمهم ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » : + « قال ».

٥٥٧

مُغْضَبٌ(١) يُجَرُّ رِدَاؤُهُ وَهُوَ(٢) يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ(٣) الْمَوَالِي ، إِنَّ هؤُلَاءِ قَدْ صَيَّرُوكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارى(٤) ، يَتَزَوَّجُونَ(٥) إِلَيْكُمْ ، وَلَا يُزَوِّجُونَكُمْ ، وَلَا يُعْطُونَكُمْ مِثْلَ مَا يَأْخُذُونَ ، فَاتَّجِرُوا بَارَكَ اللهُ لَكُمْ ، فَإِنِّي قَدْ(٦) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ(٧) : الرِّزْقُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ ، تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ(٨) فِي التِّجَارَةِ ، وَ وَاحِدَةٌ(٩) فِي غَيْرِهَا ».(١٠)

تَمَّ كِتَابُ الْمَعِيشَةِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي ، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ النِّكَاحِ ،

وَالْحَمْدُ لِلّهِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ.(١١)

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : + « وهو ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : - « هو ».

(٣). في « بح » وحاشية « جت » : « يا معاشر ».

(٤). في « ط » : « النصارى واليهود ».

(٥). في « بف » : « يبرجون ».

(٦). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، جت ، جد » والوافي والوسائل والبحاروالفقيه : - « قد ».

(٧). في « ط » وحاشية « جت »والفقيه : + « إنّ ».

(٨). في « بح »والفقيه : - « أجزاء ».

(٩). في « بخ ، بس ، بف » والوسائل ، ح ٢١٨٥٤ والبحاروالفقيه : « وواحد ».

(١٠).الخصال ، ص ٤٤٥ ، باب العشرة ، ح ٤٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « البركة عشرة أجزاء تسعة أعشارها في التجارة والعشر الباقي في الجلود ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ، ح ٣٧٢٢ ، مرسلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « فاتّجروا بارك الله لكم »الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٣ ، ح ١٦٩٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٧١ ، ح ٢٥٠٦٠ ؛وفيه ، ج ١٧ ، ص ١٢ ، ح ٢١٨٥٤ ، من قوله : « فاتّجروا بارك الله لكم » ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ١٦٠ ، ح ٣١.

(١١). في أكثر النسخ بدل « تمّ كتاب المعيشة من كتاب الكافي » إلى هنا عبارات مختلفة.

٥٥٨

(١٨)

كِتَابُ النِّكَاحِ‌

٥٥٩

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585