موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 296959 / تحميل: 6703
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

صورة وشكل المعجزة ، التي يريدها الناس منهم ، مع ملاحظة المصلحة في المقام ، كما حدث للنبي صالحعليه‌السلام حينما أخرج لقومه ناقة مع فصيلها ، حينما طالبه قومه بإظهارها كمعجزة لإثبات نبوّته ، ومن دون سبق إنذار.

( محمّد ـ ـ طالب )

لازمة لكُلّ نبي :

س : لماذا يحتاج كُلّ نبي إلى معجزة لإثبات نبوّته؟ ومع الشكر الجزيل.

ج : تكليف عامّة البشر واجب على الله تعالى ، وهذا الحكم قطعي قد ثبت بالبراهين الصحيحة ، والأدلّة العقلية الواضحة ، فإنّ البشر محتاجون إلى التكليف في طريق تكاملهم ، وحصولهم على السعادة الكبرى ، والتجارة الرابحة.

فإذا لم يكلّفهم الله تعالى ، فإمّا أن يكون ذلك لعدم علمه بحاجتهم إلى التكليف ، وهذا جهل يتنزّه عنه المولى عزّ وجلّ ، وإمّا لأنّ الله أراد حجبهم عن الوصول إلى كمالاتهم ، وهذا بخل يستحيل على الجواد المطلق ، وإمّا لأنّه أراد تكليفهم فلم يمكنه ذلك ، وهو عجز يمتنع على القادر المطلق ، فلابدّ من تكليف البشر.

ومن الضروري أنّ التكليف يحتاج إلى مبلّغ من نوع البشر يوقفهم على خفي التكليف وجليه :( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (١) .

ومن الضروري أيضاً أنّ السفارة الإلهية من المناصب العظيمة التي يكثر لها المدّعون ، ويرغب في الحصول عليها الراغبون ، ونتيجة هذا أن يشتبه الصادق بالكاذب ، ويختلط المضلّ بالهادي ، فلابدّ لمدّعي السفارة أن يقيم شاهداً واضحاً يدلّ على صدقه في الدعوى ، وأمانته في التبليغ ، ولا يكون هذا الشاهد من الأفعال العادّية التي يمكن غيره أن يأتي بنظيرها ، فينحصر الطريق بما يخرق النواميس الطبيعية.

__________________

١ ـ الأنفال : ٤٢.

٢٨١

وإنّما يكون الإعجاز دليلاً على صدق المدّعي ، لأنّ المعجز فيه خرق للنواميس الطبيعية ، فلا يمكن أن يقع من أحد إلاّ بعناية من الله تعالى ، وإقدار منه ، فلو كان مدّعي النبوّة كاذباً في دعواه ، كان إقداره على المعجز من قبل الله تعالى إغراء بالجهل ، وإشادة بالباطل ، وذلك محال على الحكيم تعالى.

فإذا ظهرت المعجزة على يده كانت دالّة على صدقه ، وكاشفة عن رضا الحقّ سبحانه بنبوّته.

٢٨٢

الملائكة :

( ـ ـ )

علمها بأنّ الإنسان يسفك الدماء :

س : قالت الملائكة لله تعالى : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ) (١) ، فظاهر الآية أنّ الملائكة كانت على علم بما سيقع ، من أين علمت؟ ونلاحظ أنّ الملائكة في ظاهر الآية أبدت اعتراض لمشيئة الله ، فكيف نفسّر هذا؟

ج : إنّ الملائكة قد رأوا من قبل ما فعله الجنّ في الأرض من الفساد ، والحديث عن الخلافة الإلهية في الأرض ، وهذه لا تتلائم مع السفك والفساد ، فبتحليلهم الخاصّ كأنّما قالوا في مقام الاستفهام وليس الاعتراض والاستنكار : أنّه كيف تجعل فيها خليفة لك ، وهو بطبيعته سوف يسفك الدم ويفسد في الأرض ، كما حدث لأبناء آدمعليه‌السلام ؟

فأجابهم الله تعالى :( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ، كما أنّه يعلم غيب السماوات والأرض.

هذا ، وأجاب السيّد الطباطبائي بجواب آخر فقال : « قوله تعالى :( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ) إلى قوله :( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) مشعر بأنّهم إنّما فهموا وقوع الإفساد وسفك الدماء من قوله سبحانه :( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) (٢) ، حيث أنّ الموجود الأرضي بما أنّه مادّي مركّب من القوى

__________________

١ ـ البقرة : ٣٠.

٢ ـ البقرة : ٣٠.

٢٨٣

الغضبية والشهوية ، والدار دار التزاحم ، محدودة الجهات وافرة المزاحمات ، مركباتها في معرض الانحلال ، وانتظاماتها وإصلاحاتها في مظنّة الفساد ومصبّ البطلان ، لا تتمّ الحياة فيها إلاّ بالحياة النوعية ، ولا يكمل البقاء فيها إلاّ بالاجتماع والتعاون ، فلا تخلو من الفساد وسفك الدماء.

ففهموا من هناك أنّ الخلافة المرادة لا تقع في الأرض إلاّ بكثرة من الأفراد ، ونظام اجتماعي بينهم يفضي بالآخرة إلى الفساد والسفك ، والخلافة وهي قيام شيء مقام آخر لا تتمّ إلاّ بكون الخليفة حاكياً للمستخلف في جميع شؤونه الوجودية ، وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلف ، والله سبحانه في وجوده مسمّى بالأسماء الحسنى ، متّصف بالصفات العليا ، من أوصاف الجمال والجلال ، منزّه في نفسه عن النقص ، ومقدّس في فعله عن الشرّ والفساد جلّت عظمته ، والخليفة الأرضي بما هو كذلك لا يليق بالاستخلاف ، ولا يحكي بوجوده المشوب بكُلّ نقص وشين الوجود الإلهي المقدّس المنزّه عن جميع النقائص وكُلّ الأعدام ، فأين التراب وربّ الأرباب.

وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه ، واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة ، وليس من الاعتراض والخصومة في شيء ، والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم :( إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) (١) حيث صدّر الجملة بأن التعليلية المشعرة بتسلّم مدخولها ، فافهم.

فملخّص قولهم يعود إلى أنّ جعل الخلافة إنّما هو لأجل أن يحكى الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده ، والأرضية لا تدعه بفعل ذلك ، بل تجرّه إلى الفساد والشر ، والغاية من هذا الجعل وهي التسبيح والتقديس بالمعنى الذي مر من الحكاية حاصلة بتسبيحنا بحمدك وتقديسنا لك ، فنحن خلفاؤك أو فاجعلنا خلفاء لك ، فما فائدة جعل هذه الخلافة الأرضية لك؟ فردّ الله سبحانه ذلك عليهم بقوله :( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) (٢) .

__________________

١ ـ البقرة : ٣٢.

٢ ـ الميزان في تفسير القرآن ١ / ١١٥.

٢٨٤

( أبو ياسر الجبوري ـ سويسرا ـ )

الله تعالى غير محتاج لهم :

س : سؤالي هو : إن كان الله غير محتاج لأحد ، فلماذا خلق الله الملائكة رغم زهده فيهم؟ وفّقكم الله لمرضاته.

ج : إنّ خلق الله تعالى للملائكة ليس بسبب الحاجة إلى مراقبة العباد في أعمالهم ، والاستعانة بالملائكة لأُمور خلقه ، بل الله أكرم من أن يحتاج إلى أحد من خلقه ، إذ كيف يحتاج إلى مَن هو محتاج إليه؟ وقوله تعالى :( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ) (١) دليل على افتقار الملائكة إليه.

وعلمه تعالى بما يفعله العباد يدلّ على أنّه غير محتاج إلى الاستعانة بالملائكة ، وقد أشار إلى إحاطته بأعمال عباده بقوله تعالى :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (٢) أي : يعلم دقائق وتفاصيل أعضائه فضلاً عن خطرات قلبه ، فلا يحتاج إلى أن تعلمه الملائكة بذلك ، بل خلقه للملائكة لا من باب الحاجة بل من جهة أنّ الله تعالى قد خلق هذا الكون حسب نظام ومقتضيات وأسباب ، وأراد تعالى أن تجري أُمور هذا الكون بأسبابها ، وفق قوانينه التي خلقها لهذا الكون ، فهذا الكون وما فيه تحت هيمنته وجبروته لا يتخلّف عنه طرفة عين أبداً.

قال الإمام عليعليه‌السلام في دعاء كميل : « وكلّ سيئة أمرت باثباتها الكرام الكاتبين الذين وكّلتهم بحفظ ما يكون منّي ، وجعلتهم شهوداً عليّ مع جوارحي ، وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم ، والشاهد لما خفي عنهم »(٣) .

__________________

١ ـ البقرة : ٣١ ـ ٣٢.

٢ ـ ق : ١٦.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٨٤٩.

٢٨٥

ومعنى هذا : أنّ الملائكة يخفى عليهم ما لا يخفى على الله تعالى ، فكيف هو يحتاج إليهم ويستعين بهم؟ بل الصحيح ـ والله أعلم ـ أنّ ذلك لانتظام الكون وشؤون الخلق ، فخلق الملائكة وكلّفهم بمهام وقضايا هو أعلم بها.

( سعد الحسيني ـ العراق ـ )

حول نورهم وسجودهم :

س : أرجو التفضّل بالإجابة على التساؤل التالي : هل إذا اجتمعت الملائكة يصبح نورهم مساوياً لنور الله عزّ وجلّ؟ وهل سجد جميع الملائكة لآدم عليه‌السلام ؟ أم جزء منهم؟ أرجو تقبّل الشكر الجزيل.

ج : إنّ نور الله تعالى نور أزلي غير مخلوق لا نعرف كنهه ، بينما نور الملائكة نور حادث مخلوق ، وعليه لا يمكن أن نقيس نور من الأنوار بنور الله تعالى ، هذا أوّلاً.

وثانياً : قد سجد جميع الملائكة لآدمعليه‌السلام إلاّ إبليس ، وذلك لصريح الآية :( فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ ) (١) ، فكلمة( كُلُّهُمْ ) و( أَجْمَعُونَ ) تدلاّن على سجود كُلّ الملائكة إلاّ ما استثنته الآية ، وهو إبليس لعنة الله عليه.

( ـ سوريا ـ ١٦ سنة )

تعقيب على الجواب السابق :

أُريد أن أنوّه إلى الأخ سعد الحسيني في سؤاله عن سجود الملائكة لآدم عليه‌السلام ، بعد أن أجاب مركز الأبحاث العقائدية جزاه الله تعالى عنّا كُلّ خير : أنّ إبليس لعنه الله ليس من الملائكة ، بل هو من الجنّ ، وقد خلقه الله تعالى من نار.

__________________

١ ـ ص : ٧٢ ـ ٧٣.

٢٨٦

قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) (١) ، وهذا يدلّ أنّ إبليس لعنه الله ليس من الملائكة ، ولكنّه كان عبداً صالحاً ، وقد عصى الله تعالى وأصرّ على معصيته ، ولم يستغفر ربّه ولم يتب إليه ، فخرج من رحمة الله تعالى ، وهبط إلى الأرض.

( زهرة ـ البحرين ـ )

وظائفها :

س : لماذا خلق الله الملائكة؟ ولماذا كلّفهم بمهمّات معيّنة ومحدّدة؟ شاكرين لكم إجابتكم.

ج : حكمة خلق الملائكة ـ كما تظهر من بعض النصوص ـ هي لتنفيذ مشيئة الله تعالى في خلقه ، فمهمّتهم تلقّي الأوامر من مبدأ الخلق وإيصالها إلى عالم الخلق ، إمّا تشريعاً ـ كإيصال الوحي إلى الأنبياء ـ وإمّا تكويناً في موارد الإرادة التكوينية.

وبما أنّ إرادة الباري تعالى ومشيئته غير قابلة للخطأ والزلل ، فلابدّ أن تكون آلاتها وأدواتها مصونة من ذلك ، وهذا معنى عصمة الملائكةعليهم‌السلام .

وبما أنّ الوظائف والمهمّات التي يتولّونها هي مختلفة وأحياناً متغايرة ، فلابدّ من تقسيم الوظائف والتكاليف بالنظر إلى الأدوار التي خصّصوا للقيام بها.

( عصام البعداني. اليمن )

حكمة خلقهم :

س : ما هي الحكمة من خلق الله للملائكة؟

__________________

١ ـ الكهف : ٥٠.

٢٨٧

ج : إنّ كثيراً من الحكم والعلل والأسباب لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، وعليه لا يمكننا معرفة كُلّ الحكم والعلل ، نعم يمكن أن نعرف بعضها من خلال ما ورد في القرآن الكريم ، والروايات عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام .

فما ورد في القرآن قوله تعالى :( الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلآئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١) ، إذاً من الحكم : أنّهم رسل من قبل الله تعالى.

وأمّا ما ورد في الروايات ممّا يفهم منه بعض الحكم فكثير ، منها :

١ ـ قول الإمام عليعليه‌السلام :« ثمّ خلق سبحانه لإسكان سماواته ، وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته ، خلقاً بديعاً من ملائكته ، وملأ بهم فروج فجاجها ، وحشا بهم فتوق أجوائها »(٢) .

٢ ـ قول الإمام الصادقعليه‌السلام : «والذي نفسي بيده! لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض ، وما في السماء موضع قدم إلاّ وفيها ملك يسبّحه ويقدّسه ، ولا في الأرض شجرة ولا مدر إلاّ وفيها ملك موكّل بها »(٣) .

٣ ـ قول الإمام عليعليه‌السلام : «وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك ، فليس فيهم فترة ، ولا عندهم غفلة ، ولا فيهم معصية ، هم أعلم خلقك بك ، وأخوف خلقك منك ، وأقرب خلقك إليك ، وأعملهم بطاعتك ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، لم يسكنوا الأصلاب ، ولم تتضمّنهم الأرحام ، ولم تخلقهم من ماء مهين ، أنشأتهم إنشاءً ، فأسكنتهم سماواتك »(٤) .

٤ ـ قول الإمام عليعليه‌السلام : «ثمّ فتق ما بين السماوات العلا ، فملأهن أطواراً من ملائكته : منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافّون لا

__________________

١ ـ فاطر : ١.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٤٢٣.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ / ٢٥٥.

٤ ـ المصدر السابق ٢ / ٢٠٧.

٢٨٨

يتزايلون ، ومسبّحون لا يسأمون ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النسيان.

ومنهم أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره.

ومنهم الحفظة لعباده ، والسدنة لأبواب جنانه.

ومنهم الثابتة في الأرضيين السفلى أقدامهم ، والمارقة من السماء العليا أعناقهم ، والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم ، ناكسة دونه أبصارهم ، متلفعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم وبين من دونهم حُجب العزّة وأستار القدرة ، لا يتوّهمون ربّهم بالتصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا يحدّونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنظائر »(١) .

٥ ـ قول الإمام زين العابدينعليه‌السلام ـ في الصلاة على حملة العرش وكُلّ ملك مقرّب ـ : «اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من تسبيحك ، ورسلك من الملائكة إلى أهل الأرض بمكروه ، ما ينزل من البلاء ، ومحبوب الرخاء ، والسفرة الكرام البررة ، والحفظة الكرام الكاتبين ، وملك الموت وأعوانه ، ومنكر ونكير ، ومبشّر وبشير ، ورومان فتّان القبور ، والطائفين بالبيت المعمور ، ومالك والخزنة ، ورضوان وسدنة الجنان ، والذين لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، والذين يقولون : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، والزبانية الذين إذا قيل لهم : ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) (٢) ابتدروه سراعاً ولم ينظروه ، ومن أوهمنا ذكره ، ولم نعلم مكانه منك ، وبأيّ أمر وكّلته ، وسكّان الهواء والأرض والماء »(٣) .

هذا ويمكن أن نعرف الحكمة من خلقهم من خلال أعمالهم التي وكّلوا بها ، والصفات التي يحملوها وهي :

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٩١.

٢ ـ الحاقة : ٣٠ ـ ٣١.

٣ ـ بحار الأنوار ٥٦ / ٢١٨.

٢٨٩

أوّلاً : أنّهم موجودات مكرّمون ، هم وسائط بينه تعالى وبين العالم المشهود ، فما من حادثة أو واقعة صغيرة أو كبيرة إلاّ وللملائكة فيها شأن ، وعليها ملك موكّل ، أو ملائكة موكّلون بحسب ما فيها من الجهة أو الجهات ، وليس لهم في ذلك شأن ، إلاّ إجراء الأمر الإلهي في مجراه ، أو تقريره في مستقرّه ، كما قال تعالى :( لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (١) .

ثانياً : أنّهم لا يعصون الله فيما أمرهم به ، فليست لهم نفسية مستقلّة ، ذات إرادة مستقلّة ، تريد شيئاً غير ما أراد الله سبحانه ، فلا يستقلّون بعمل ، ولا يغيّرون أمراً حملهم الله إيّاه ، بتحريف أو زيادة أو نقصان ، قال تعالى :( لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (٢) .

ثالثاً : أنّ الملائكة ـ على كثرتهم ـ على مراتب مختلفة علوّاً ودنواً ، فبعضهم فوق بعض ، وبعضهم دون بعض ، فمنهم آمر مطاع ، ومنهم مأمور مطيع لأمره ، والآمر منهم آمر بأمر الله حامل له إلى المأمور ، والمأمور مأمور بأمر الله مطيع له ، فليس لهم من أنفسهم شيء البتة ، قال تعالى :( وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ) (٣) ، وقال تعالى :( مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) (٤) ، وقال تعالى :( قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ ) (٥) .

رابعاً : أنّهم غير مغلوبين ، لأنّهم إنّما يعملون بأمر الله وإرادته ، قال تعالى :( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ ) (٦) ، وقال تعالى :( وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ) (٧) ، وقال تعالى :( إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) (٨) .

__________________

١ ـ الأنبياء : ٢٧.

٢ ـ التحريم : ٦.

٣ ـ الصافّات : ١٦٤.

٤ ـ التكوير : ٢١.

٥ ـ سبأ : ٢٣.

٦ ـ فاطر : ٤٤.

٧ ـ يوسف : ٢١.

٨ ـ الطلاق : ٣.

٢٩٠

إذاً ، فهم وسائط بينه تعالى وبين الأشياء ، بدءاً وعوداً على ما يعطيه القرآن الكريم ، بمعنى أنّهم أسباب للحوادث ، فوق الأسباب المادّية في العالم المشهود ، قبل حلول الموت والانتقال إلى نشأة الآخرة وبعده.

أمّا في العود ـ أي حال ظهور آيات الموت ، وقبض الروح ، وإجراء السؤال ، وثواب القبر وعذابه ، وإماتة الكُلّ بنفخ الصور وإحيائهم بذلك ، والحشر ، وإعطاء الكتاب ، ووضع الموازين والحساب ، والسوق إلى الجنّة والنار ـ فوساطتهم فيها غني عن البيان ، والآيات الدالّة على ذلك كثيرة ، لا حاجة إلى إيرادها ، والأخبار المأثورة فيها عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام فوق حدّ الإحصاء.

وكذا وساطتهم في مرحلة التشريع ، من النزول بالوحي ، ودفع الشياطين عن المداخلة فيه ، وتسديد النبيّ ، وتأييد المؤمنين ، وتطهيرهم بالاستغفار.

( أبو ياسر الجبوري ـ ـ )

أيضاً يموتون :

س : منذ أيّام مرّ عليّ تساؤل حول الملائكة ، ولكنّني لم أجد الجواب لهذا السؤال ، أرجو منكم إرشادنا للجواب الصحيح.

سؤالنا هو : هل الملائكة تموت؟ وإن كانت لا تموت فما معنى الآية( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ ) (١) ، وهناك من يقول : بأنّ الله يميت ويفني كُلّ ما خلق ، لكي يبرهن قدرته على فناء كُلّ شيء ، أرجو الإجابة مع جزيل الشكر.

ج : قد روى الشيخ الحرّ العاملي بإسناده عن أبي المغرا قال : حدّثني يعقوب الأحمر قال : دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام نعزيه بإسماعيل ، فترحّم عليه ثمّ قال : «إنّ الله عزّ وجلّ نعى إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه ، فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم

__________________

١ ـ الرحمن : ٢٦ ـ ٢٧.

٢٩١

مَّيِّتُونَ ) ، وقال : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ) » ، ثمّ أنشأ يحدّث فقال : «أنّه يموت أهل الأرض حتّى لا يبقى أحد ، ثمّ يموت أهل السماء حتّى لا يبقى أحد ، إلاّ ملك الموت ، وحملة العرش ، وجبرائيل ، وميكائيل ».

قال : « فيجيء ملك الموت حتّى يقوم بين يدي الله عزّ وجلّ فيقول له : من بقى؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول : يا ربّ لم يبق إلاّ ملك الموت ، وحملة العرش وجبرائيل وميكائيل ، فيقال له : قل لجبرائيل وميكائيل فليموتا ، فتقول الملائكة عند ذلك : يا رب رسوليك وأمينيك! فيقول : إنّي قد قضيت على كُلّ نفس فيها الروح الموت.

ثمّ يجيء ملك الموت حتّى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ ، فيقال له : من بقى؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول : يا ربّ لم يبق إلاّ ملك الموت ، وحملة العرش ، فيقول : قل لحملة العرش فليموتوا ، قال : ثمّ يجيء مكتئباً حزيناً لا يرفع رأسه ، فيقول : من بقي؟ فيقول : يا ربّ لم يبق إلاّ ملك الموت ، فيقال له : مت يا ملك الموت ، ثمّ يأخذ الأرض بيمينه والسماوات بيمينه ـ أي بقدرته ـ ويقول : أين الذين كانوا يدّعون معي شريكاً؟ أين الذين كانوا يجعلون معي إلهاً آخر »؟(١) .

إذاً ، بموجب هذه الرواية والروايات الأُخرى الواردة في ذيل قوله تعالى :( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ) (٢) أنّ الملائكة أيضاً تموت.

__________________

١ ـ الفصول المهمّة ١ / ٢٩٧.

٢ ـ آل عمران : ١٥٨.

٢٩٢

النبوّة والأنبياء :

( زينب ـ بريطانيا ـ )

من صفات النبوّة السلامة من العاهات :

س : نشكر لكم جهودكم ونتمنّى لكم كُلّ خير وصلاح.

هناك سؤال نتمنّى الإجابة عليه وهو : من صفات اختيار الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام السلامة من العاهات والأمراض المعدية ، فلماذا شاء الله تعالى أن يبلى النبيّ أيوب بالأمراض المعدية؟

ج : أوّلاً : كُلّ ما جاء في القرآن الكريم فهو تعاليم لنا ، لا تعاليم لأُمّة موسى أو عيسى أو أيوب أو سليمان أو داودعليهم‌السلام .

والله تعالى صنع بأيوبعليه‌السلام ما صنع ، لكي يدلّ على شيء واحد وهو : أنّ الله تعالى لا يدفع عن أنبيائه وأوليائه كافّة مكاره الدنيا ، وحتّى أنّه لا يمنع عنهم القتل( قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (١) ،( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) (٢) ،( أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (٣) .

__________________

١ ـ البقرة : ٩١.

٢ ـ النساء : ١٥٥.

٣ ـ البقرة : ٨٧.

٢٩٣

هذا التأكيد في الآيات الكريمة يعطي بأنّ الله تعالى لا يعصم نبيه عصمة مادّية ، نعم الله تعالى يعصم نبيّه عصمة معنوية ، يعني لا يرضى بهوان رسوله ، ولا بهوان نبيّه.

فالله تعالى ابتلى أيوبعليه‌السلام حيث يمتحن صبره ، فعندما تحوّل إلى نوع من الاستهانة نادى أيوب ربّه ، فأجابه تعالى :( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ) (١) ،( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) (٢) .

ثمّ أنّ رسل الله تعالى لهم مسؤوليتان :

الأُولى : إبلاغ ما شرّعه الله لعباده من أحكام.

والثانية : قيادة الأُمّة ، ولابدّ لها نوع من الخصائص والامتيازات التي بها تنقاد الأُمّة ، وإلاّ لا تنقاد الأُمّة إلى عالم بعلمه ، وإنّما تنقاد لعالم يتمكّن من جعل علمه مركز قوّة وسيطرة عقلية لا مادّية على من يؤمنون بعلمه ، فالأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام حيث أنّ مسؤوليتهم الثانية أنّهم قادة أُممهم ، فلابدّ وأن تتوفّر فيهم المزايا والخصائص التي أن توفّرت في قائد تنقاد له الأُمّة.

فمثلاً : لا يشترط أن يكون أجمل الخلق ، لكن يشترط في حقّه أن لا يكون سيء الخلق والخُلق ، فالعاهات إن كانت عاهات لا تمسّ كرامة النبيّ والولي فيصابون بها ، فالنبيّ والولي يصابون بالحمّى ، لأنّ الحمّى والرمد وأمثال ذلك لا تشمئزّ منه النفوس ، وأمّا البتور مثلاً أو الجروح ، فهذه حيث النفوس تشمئزّ منها ، فالله تعالى يجنّب رسوله أو وليّه منها.

فالعمدة في المسألة تملّك قلوب من ينقادون إليه ، والناس اعتادوا أن تكون نظرتهم الحسّية مدخلاً للطاعة.

__________________

١ ـ ص : ٤٠ ـ ٤١.

٢ ـ الأنبياء : ٩٠.

٢٩٤

فمن هذه الناحية العاهات تختلف : عاهات لا تشمئزّ منها النفوس إن أُصيب بها واحد منهم ، وإنّما يعالجونه ويأتون لزيارته ، وعاهات تشمئزّ منها النفوس ، فالله تعالى لا يجنّب رسوله من كُلّ مرض وعاهة وحمّى ورمد وأمثال ذلك ، وأمّا الطاعون والبثور والأمراض المعدية ، أو الأمراض التي توجب سوء المنظر ، فالله تعالى يجنّب وليّه ونبيّه ، لأنّه جعل له مسؤولية قيادة الأُمّة.

( فاروق ـ المغرب ـ )

إدريس ومعجزته :

س : أُريد أن أعرف عن سيّدنا إدريس؟ ولماذا سمّي بهذا الاسم؟ وما هي معجزته؟

ج : إنّ إدريس كان نبيّاً من أنبياء الله تعالى لقوله تعالى :( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) (١) .

وقيل : سُمّي إدريس لكثرة درسه الكتب ، وهو أوّل من خطّ بالقلم ، وكان خيّاطاً ، وأوّل من خاط الثياب.

وقيل : إنّ الله سبحانه علّمه النجوم والحساب وعلم الهيئة ، وكان ذلك معجزة له(٢) .

( أُمّ أحمد الدشتي ـ الكويت ـ )

المقصود بالأسباط :

س : وردت كلمة الأسباط في قوله تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ

__________________

١ ـ مريم : ٥٦ ـ ٥٧.

٢ ـ بحار الأنوار ١١ / ٢٧٠.

٢٩٥

وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) (١) فمن هم الأسباط؟ ولكم جزيل الشكر.

ج : الأسباط هم أنبياء أُنزل عليهم الوحي من ذرّية يعقوبعليه‌السلام ، أو من أسباط بني إسرائيل ـ كداود وسليمان ويونس وأيوب وغيرهم ـ أرسلهم الله تعالى لإتمام الحجّة على الناس ، ببيان ما ينفعهم وما يضرّهم في أخراهم ودنياهم ، لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل.

( حسن محمّد يوسف ـ البحرين ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )

عيسى ونفخ الروح :

س : من البديهي أن يوجد الولد بواسطة الأب والأمّ ، ولكن المسيحيين يعتقدون بأنّ المسيح هو ابن الله ، وذلك لوجود الأمّ دون الأب ، ولأنّ الله هو الذي نفخ في روح الأُمّ ـ على حدّ زعمهم ـ أرجو من سماحتكم توضيح هذا الإشكال.

ج : إنّ الطريقة المألوفة لولادة المولود عند البشر هي ولادته من أبٍ وأُمّ ، وهذا ممّا لا خلاف فيه ؛ إنّما الكلام في أنّ هذه الطريقة هل هي من مقوّمات وجود الإنسان؟ أي أنّ الإنسان بما هو إنسان هل تتوقّف ماهية وجوده على كيفية ولادته؟

والجواب واضح : بأنّ ولادة الإنسان لا ترتبط بموضوع تعنونه وتشخّصه ، بل إنّ كيفية الولادة هي طريق الوصول إلى عالم الدنيا فحسب.

نعم ، لا ننكر أنّ الأسلوب المتعارف هو الولادة من أب وأُمّ ، ولكن إذا اقتضت المصلحة الإلهية في موردٍ ما ـ كإظهار معجزة ـ تبديل هذه الكيفية بشكل آخر فلا مانع منه ، فلا يستغرب من ولادة المسيحعليه‌السلام من دون أب لأجل إظهار المعجزة التكوينية لله تعالى في هكذا خلقه ، ثمّ تأييد رسوله ـ عيسى ـ

__________________

١ ـ النساء : ١٦٣.

٢٩٦

بها ؛ وهذا الأمر قد حدث مسبقاً عند خلق آدمعليه‌السلام وحوّاء من غير أب ولا أُمّ ، فلا يستبعد أبداً.

وأمّا مسألة النفخ في المقام ، فهي عبارة عن إيجاد الحياة ليس إلاّ ، وعليه فإنّ النفخ الذي صدر من الله تعالى في الحقيقة هو إلقاء الروح البشري عند مريمعليها‌السلام .

ويدلّنا على هذا المعنى استعمالات كلمة النفخ في الموارد المشابهة في القرآن الكريم ، مثلاً :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) (١) ، إذ ليس المقصود في الآية : أنّ الباري تعالى قطع قطعةً من روحه ووهبها لمخلوقه!! بل بمعنى أنّه تعالى أعطى ومنح الوجود لهذا المخلوق ، وإضافة الروح إليه ـ روحي ـ إضافة تشريفية.

ثمّ لنا أن نقول لهم ـ على سبيل النقض ـ : إذا كانت عملية النفخ موجبة لإسناد المولود إلى الله ، فالأولى أن ينسب آدمعليه‌السلام إليه!!( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ) (٢) .

( الموالي ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

التفاضل بين الأنبياء موجود :

س : ما هو الدليل القطعي على أفضلية الأنبياء على بعضهم ، رغم قوله تعالى :( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) (٣) .

وقوله تعالى :( قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (٤) .

__________________

١ ـ الحجر : ٢٩.

٢ ـ الأنعام : ١٠٠.

٣ ـ البقرة : ٢٨٥.

٤ ـ البقرة : ١٣٦.

٢٩٧

أمّا هذه الآية فتفضّل الأنبياء على بعض : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (١) ، ولكم جزيل الشكر.

ج : صرّحت الآية الشريفة :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) بوجود تفضيل إلهي واقع بين الأنبياءعليهم‌السلام ، ففيهم من هو أفضل ، وفيهم من هو مفضّل عليه ، وللجميع فضل ، فإنّ الرسالة في نفسها فضيلة ، وهي مشتركة بين الجميع.

كما صرّحت بوجود اختلاف في علوّ مقاماتهم ، وتفاوت درجاتهم ، مع اتحادهم في أصل الفضل وهو الرسالة ، واجتماعهم في مجمع الكمال وهو التوحيد.

وأمّا بالنسبة إلى قوله تعالى :( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ) ، فلا يدلّ على عدم تفضيل الله تعالى بعض الأنبياء على البعض الآخر ، وقوله :( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ) هو لسان حال المؤمنين ، فالمؤمنون كُلّ منهم آمن بالله تعالى ، وبملائكته وبكتبه وبرسله ، لا يفرّقون بين أحد من الرسل ، بخلاف اليهود فإنّهم فرّقوا بين موسى وبين عيسى ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبخلاف النصارى فإنّهم فرّقوا بين موسى وعيسى وبين محمّد ، فانشعبوا شعباً وتحزّبوا أحزاباً ، مع أنّ الله تعالى خلقهم أُمّة واحدة على الفطرة ، وعدم تفريق المؤمنين بين الرسل لا يدلّ على عدم وجود تفاضل بين الرسل عند الله تعالى.

ونفس هذا الكلام يأتي في قوله تعالى :( وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ

__________________

١ ـ البقرة : ٢٥٣.

٢٩٨

مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (١) .

فالآية المباركة في صدد بيان جواب المؤمنين لليهود والنصارى ، وأنّهم لا يفرّقون بين أحد من الأنبياء ، فيؤمنون ببعض ولا يؤمنون بالبعض الآخر ، وإنّما يعتقدون بجميعهم.

( ـ ـ )

دانيال وجرجيس نبيّان :

س : من هو النبيّ دانيال؟ وهل هناك نبي اسمه جرجيس؟

ج : كان دانيالعليه‌السلام نبيّاً مبعوثاً في بني إسرائيل ، حينما كانوا أسرى بيد بخت النصر في بابل ، إذ يظهر من بعض الآثار والأخبار أنّ بخت النصر قد أغار على أورشليم ـ عاصمة اليهود ـ ونهبها ، وأجلى أهلها إلى بابل في سنة ٥٨٨ ق م.

وعلى كُلّ فقد عذّبه بخت النصر في بادئ الأمر ، وثمّ بعد الوقوف على غزارة علمه وحكمته ـ بتعبيره الرؤيا الخاصّة ببخت النصر ـ أطلق سراحه ، وخفّف عن اليهود بسببه ، ولكن هوعليه‌السلام قد قبض في تلك الأيّام بعدما بشّر قومه بعودتهم إلى وطنهم ، بيد من يبيد حكم بخت النصر.

وقد دفنعليه‌السلام في مدينة شوش في محافظة خوزستان الإيرانية ، ومضجعه معروف هناك.

ويظهر من بعض الأخبار : أنّ دانيالعليه‌السلام قد لاقى نبيّ الله داودعليه‌السلام في وقتٍ ما ، وعلى ضوء ما ذكرنا ، فلابدّ أن يكون هذا اللقاء قبل نبوّة دانيالعليه‌السلام بفترة غير وجيزة ، وعليه يجب أن نلتزم بأنّ دانيالعليه‌السلام كان من المعمّرين.

وأمّا جرجيسعليه‌السلام ، فقد جاء ذكره في عداد الأنبياءعليهم‌السلام في موارد كثيرة(٢) ، وأنّه بعث إلى ملك بالشام كان يعبد الأصنام فردعه عنها فلم

__________________

١ ـ البقرة : ١٣٥ ـ ١٣٦.

٢ ـ بحار الأنوار ١٤ / ٤٤٥ و ٣٩ / ٦٤.

٢٩٩

يرتدع ، بل وحبس جرجيسعليه‌السلام وعذّبه بشتّى الطرق ، وظهرت منهعليه‌السلام في هذه الفترة معاجز وكرامات ، أدّت إلى اعتقاد جماعة كثيرة من الناس ، وحتّى من حاشية الملك المذكور بنبوّته ورسالته.

( ـ ـ )

عدم اشتراط النبوّة بعمر خاصّ :

س : إنّ الأنبياء عليهم‌السلام لا يصبحون أنبياء إلاّ إذا أصبحوا أعمارهم ( ٤٠ ) عاماً ـ مثل الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بغض النظر عن معجزاتهم عليهم‌السلام قبل الرسالة ـ مثل النبيّ عيسى عليه‌السلام ـ فلماذا لا ينطبق ذلك على الأئمّة عليهم‌السلام ، فهل شروط الإمامة مغايرة لشروط النبوّة؟

ج : ليس من شرائط النبوّة التخصيص بعمر خاصّ ، أضف إلى ذلك فإنّ شرائط النبوّة لا تتحد في جميعها مع شرائط الإمامة ، فإن بينهما اتحاد واختلاف.

( السيّد علي ـ ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : أنتم قلتم في ردّكم : ليس من شرائط النبوّة التخصيص بعمر خاصّ ، ولكن هذه الآية : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً ) (١) تثبت أنّ من شروط الأنبياء عليهم‌السلام هي الرجولة ، ولكن ما هو العمر المقصود هنا؟ والله ولي التوفيق.

ج : إنّ الجواب كان ليس من شرائط النبوّة التخصيص بعمر خاصّ ، والجواب لا يوحي إلى نفي أي شرط ، بل بالنسبة إلى العمر لا يوجد أيّ دليل يحدّد الأنبياء بعمر معيّن.

__________________

١ ـ يوسف : ١٠٩.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

أَمْرَهُ سَيَصِيرُ(١) إِلَى الْحَالَةِ(٢) الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلاً(٣) ».

قَالَ : « فَخَرَجَ النَّبِيُّ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَمَرَّ بِسَعْدٍ ، فَقَالَ لَهُ(٥) : يَا سَعْدُ ، أَمَا تُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرْهَمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَعْطَيْتُكَهُمَا(٦) ؟ فَقَالَ(٧) سَعْدٌ(٨) : بَلى ، وَمِائَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ(٩) : لَسْتُ أُرِيدُ مِنْكَ يَا سَعْدُ(١٠) إِلَّا الدِّرْهَمَيْنِ(١١) ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَيْنِ ».

قَالَ : « فَأَدْبَرَتِ(١٢) الدُّنْيَا عَلى(١٣) سَعْدٍ حَتّى ذَهَبَ(١٤) مَا كَانَ(١٥) جَمَعَ(١٦) ، وَعَادَ إِلى حَالِهِ(١٧) الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا ».(١٨)

٩٣٩٨/ ٤٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ شَيْ‌ءٍ يَكُونُ فِيهِ حَلَالٌ وَحَرَامٌ ، فَهُوَ حَلَالٌ لَكَ(١٩) أَبَداً حَتّى تَعْرِفَ(٢٠) الْحَرَامَ مِنْهُ(٢١) بِعَيْنِهِ ، فَتَدَعَهُ ».(٢٢)

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : « يصير ».

(٢). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد » والوافي والبحار : « الحال ».

(٣). في « ط » : - « أوّلاً ».

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « رسول الله ».

(٥). في « ط ، جت » : - « له ».

(٦). في « بف » : - « اللذين أعطيتكهما ».

(٧). في « بخ ، بف » : « قال ».

(٨). في « بخ ، بف » : - « سعد ».

(٩). في « ط ، بخ » : - « له ».

(١٠). في الوافي : - « يا سعد ».

(١١). في«ط» :«درهمين». وفي « ط » : + « قال ».

(١٢). في«ط»وحاشية « بح » والوسائل : « وأدبرت ».

(١٣). في « بخ ، بس ، بف » : « عن ».

(١٤). في « بخ » : « ذهبت ».

(١٥). في « بخ ، بف » والوافي : + « معه وما ».

(١٦). في « بس » : + « عنده ».

(١٧). في « بخ ، بف » والوافي : « حالته ».

(١٨).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٢ ، ح ١٦٩٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٠١ ، ح ٢٢٨٤٥ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٢ ، ح ٩٢.

(١٩). في « ط »والفقيه والتهذيب : « لك حلال ».

(٢٠). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافيوالفقيه والتهذيب . وفي « جت » : « إلى أن تعرف » بدل « حتّى تعرف ». وفي المطبوع : « حتّى أن تعرف ». (٢١). في « جت » : - « منه ».

(٢٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٤١ ، ح ٤٢٠٨ ؛ =

٥٤١

٩٣٩٩/ ٤١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كُلُّ شَيْ‌ءٍ هُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتّى تَعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ بِعَيْنِهِ ، فَتَدَعَهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِكَ ، وَذلِكَ مِثْلُ الثَّوْبِ(٢) يَكُونُ(٣) قَدِ(٤) اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ‌ سَرِقَةٌ ، أَوِ الْمَمْلُوكِ عِنْدَكَ وَلَعَلَّهُ حُرٌّ قَدْ بَاعَ نَفْسَهُ ، أَوْ خُدِعَ فَبِيعَ(٥) ، أَوْ قُهِرَ(٦) ، أَوِ امْرَأَةٍ تَحْتَكَ وَهِيَ أُخْتُكَ ، أَوْ رَضِيعَتُكَ ، وَالْأَشْيَاءُ(٧) كُلُّهَا عَلى هذَا حَتّى يَسْتَبِينَ(٨) لَكَ غَيْرُ ذلِكَ ، أَوْ تَقُومَ(٩) بِهِ الْبَيِّنَةُ ».(١٠)

٩٤٠٠/ ٤٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١١) ، إِنَّ النَّاسَ رَوَوْا(١٢) أَنَّ رَسُولَ اللهِ(١٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ إِذَا‌

____________________

=و التهذيب ، ج ٩ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٩ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفيالكافي ، كتاب الأطعمة ، باب الجبن ، ذيل ح ١١٩٤٤ ؛والمحاسن ، ص ٤٩٥ ، كتاب المآكل ، ذيل ح ٥٩٦ ؛ وص ٤٩٦ ، ذيل ح ٦٠١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب المعيشة ، باب شراء السرقة والخيانة ، ح ٩٠٢٧ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٠٩٤ ؛ وج ٩ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٦الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦١ ، ح ١٦٨٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٨٧ ، ذيل ح ٢٢٠٥٠.

(١). هكذا في الوسائل والطبعة الحجريّة نقلاً من بعض النسخ. وفي « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوافي : + « عن أبيه ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٦٦.

ويؤيّد ذلك ما ورد فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٩ ؛ من نقل الخبر عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة. (٢). في الوافي : « ثوب ».

(٣). في « ط ، بخ ، بف » والوافي والوسائلوالتهذيب : + « عليك ».

(٤). في « بخ ، بف » : « وقد ».

(٥). في « ى » : « فيبيع ».

(٦). في الوسائل : « فبيع قهراً ».

(٧). في « ط » : « وأشياء ».

(٨). في « بخ » : « تستبين ».

(٩). في « بخ ، جن » : « يقوم ».

(١٠).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٢ ، ح ١٦٨٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٨٩ ، ح ٢٢٠٥٣ ؛البحار ، ج ٢ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٢.

(١١). في الكافي ، ح ١٤٩٣٩ : - « جعلت فداك ».

(١٢). في«بخ،بف»وحاشية«جت»والوافي:«يروون ».

(١٣). في « بخ ، بف » والوافي : « النبيّ ».

٥٤٢

أَخَذَ فِي طَرِيقٍ ، رَجَعَ(١) فِي غَيْرِهِ ، فَكَذَا(٢) كَانَ يَفْعَلُ؟

قَالَ(٣) : فَقَالَ : « نَعَمْ ، وَأَنَا(٤) أَفْعَلُهُ كَثِيراً فَافْعَلْهُ(٥) » ثُمَّ قَالَ لِي(٦) : « أَمَا إِنَّهُ أَرْزَقُ لَكَ».(٧)

٩٤٠١/ ٤٣. عَنْهُ(٨) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِيِّ ، قَالَ :

شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام حَالِي وَانْتِشَارَ أَمْرِي عَلَيَّ.

قَالَ(٩) : فَقَالَ لِي : « إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ ، فَبِعْ وِسَادَةً مِنْ بَيْتِكَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ ، وَادْعُ إِخْوَانَكَ(١٠) ، وَأَعِدَّ لَهُمْ طَعَاماً ، وَسَلْهُمْ(١١) يَدْعُونَ اللهَ لَكَ ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ ، وَمَا أَمْكَنَنِي ذلِكَ حَتّى بِعْتُ وِسَادَةً(١٢) ، وَاتَّخَذْتُ(١٣) طَعَاماً كَمَا أَمَرَنِي ، وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَدْعُوا(١٤) اللهَ لِي(١٥) ، قَالَ : فَوَ اللهِ ، مَا مَكَثْتُ إِلَّا قَلِيلاً حَتّى أَتَانِي غَرِيمٌ لِي ، فَدَقَّ الْبَابَ عَلَيَّ ، وَصَالَحَنِي(١٦) مِنْ مَالٍ لِي(١٧) كَثِيرٍ(١٨) كُنْتُ(١٩) أَحْسُبُهُ‌

____________________

(١). في « بف » : « يرجع ».

(٢).في الوسائل،ح٩٩٠٧والكافي،ح١٤٩٣٩:«فهكذا».

(٣). فى « ط »والتهذيب : - « قال ».

(٤). في الوسائل،ح ٩٩٠٧والكافي،ح١٤٩٣٩:«فأنا».

(٥). في«ط،ى،بف ، جت »والتهذيب : + « قال ».

(٦). في « ط ، بح » والوافي : - « لي ».

(٧).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٣٩. وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ ، ح ٩٨٧ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١١ ، ح ١٦٩٦١ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٧٩ ، ح ٩٩٠٧ ؛ وج ١٧ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٠٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٦ ، ح ١١٤ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره ».

(٨). الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق ، فيكون السند معلّقاً ؛ فقد ورد فيالكافي ، ح ١٢٢٦٤ و ١٢٢٧٢ رواية عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن العبّاس بن عامر.

(٩). في « ى ، بخ » والوسائل : - « قال ».

(١٠). في « ط » : - « وادع إخوانك ».

(١١). في « بخ ، بف » : + « أن ».

(١٢). الوسادة : المِخَدَّة ، وهو ما يوضع الخدّ عليه. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ ( وسد ).

(١٣). في « ط » : « فاتّخذت ». وفي « بخ ، بف » والوافي : + « لهم ». وفي الوسائل : « وأعددت ».

(١٤). في الوسائل : « يدعون » بدل « وأن يدعوا ».

(١٥). في « بف » والوافي : - « لي ».

(١٦). في « ط » : « فصالحني ».

(١٧). في « ط » : « من مالي ». وفي الوسائل : « عن مال » كلاهما بدل « من مال لي ».

(١٨). في « ط » : « كثيراً ».

(١٩). في « ط ، جن » : - « كنت ».

٥٤٣

نَحْواً(١) مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ ، قَالَ(٢) : ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْأَشْيَاءُ عَلَيَّ.(٣)

٩٤٠٢/ ٤٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « لَيْسَ بِوَلِيٍّ لِي مَنْ أَكَلَ مَالَ مُؤْمِنٍ(٤) حَرَاماً ».(٥)

٩٤٠٣/ ٤٥. مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُوفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٦) ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَيْهِ - يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ(٧) عليه‌السلام - وَأَنَا بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ : جُعِلْتُ(٨) فِدَاكَ ، رَجُلٌ أَمَرَ رَجُلاً(٩) يَشْتَرِي لَهُ(١٠) مَتَاعاً أَوْ غَيْرَ ذلِكَ ، فَاشْتَرَاهُ ، فَسُرِقَ مِنْهُ ، أَوْ قُطِعَ عَلَيْهِ(١١) الطَّرِيقُ ، مِنْ مَالِ مَنْ ذَهَبَ الْمَتَاعُ : مِنْ مَالِ الْآمِرِ ، أَوْ مِنْ مَالِ(١٢) الْمَأْمُورِ؟

فَكَتَبَ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ : « مِنْ مَالِ الْآمِرِ ».(١٣)

٩٤٠٤/ ٤٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أُخْتِ‌

____________________

(١). في « ط » : « حبسه قال : نحو » بدل « أحسبه نحواً ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : « فقال ». وفي الوسائل : - « درهم ، قال ».

(٣).الاختصاص ، ص ٢٤ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٥ ، ح ١٦٩٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ٢١٩٥٥ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٢ ، ح ١٠٤.

(٤). في « بس » : « المؤمن ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٣ ، ح ١٦٨٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٨١ ، ح ٢٢٠٤٢.

(٦). في « بح » والوسائل : « القاشاني ».

(٧). في « ط ، بخ »والتهذيب : - « الثالث ».

(٨). في « ط » : « جعلني الله ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : + « أن ».

(١٠). في « بح ، جت »والتهذيب : - « له ».

(١١). في « ط » : - « عليه ».

(١٢). في « بخ » : « أو المال » بدل « أو من مال ».

(١٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٩٨٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٢ ، ح ١٨٦٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٧٣ ، ذيل ح ٢٣١٨٠.

٥٤٤

الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ ، عَنْ خَالِهِ الْوَلِيدِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ جُعِلَ رِزْقُهُ فِي السَّيْفِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جُعِلَ رِزْقُهُ فِي التِّجَارَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جُعِلَ رِزْقُهُ فِي لِسَانِهِ ».(٢)

٩٤٠٥/ ٤٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٣) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْجَعْفَرِيِّينَ ، قَالَ :

كَانَ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُكَنّى أَبَا الْقَمْقَامِ ، وَكَانَ مُحَارَفاً(٤) ، فَأَتى أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَشَكَا إِلَيْهِ حِرْفَتَهُ ، وَأَخْبَرَهُ(٥) أَنَّهُ لَايَتَوَجَّهُ فِي حَاجَةٍ(٦) فَيُقْضى(٧) لَهُ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « قُلْ فِي آخِرِ دُعَائِكَ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ(٨) ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ(٩) ، وَأَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ ».

قَالَ(١٠) أَبُو الْقَمْقَامِ : فَلَزِمْتُ ذلِكَ ، فَوَ اللهِ ، مَا لَبِثْتُ إِلَّا قَلِيلاً حَتّى وَرَدَ عَلَيَّ قَوْمٌ مِنَ الْبَادِيَةِ ، فَأَخْبَرُونِي(١١) أَنَّ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي مَاتَ ، وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ وَارِثٌ غَيْرِي ، فَانْطَلَقْتُ ،

____________________

(١). في « ط ، بخ ، بف » : + « أنّه ».

(٢).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٣٦٣ ، بسنده عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧٥٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤٢ ، ذيل ح ٢٢٩٤٧.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٤). المحارف بفتح الراء : هو المحروم المجدود الذي إذا طلب لا يرزق ، أو يكون لا يسعى في الكسب ، وقدحورف كسب فلان إذا شدّد عليه في معاشه وضيّق ، كأنّه ميل برزقه عنه ؛ من الانحراف عن الشي‌ء ، وهو الميل عنه.النهاية ، ج ١ ، ص ٣٦٩ و ٣٧٠ ( حرف ).

(٥). في الوافي : « فأخبره ».

(٦). في البحار : + « له ».

(٧). في « ى ، بح ، بس ، جن » والوسائل والبحار : « فتقضى ». وفي « ط » : « فيقضيها ».

(٨). في « بس » وحاشية « بح » والبحار : + « وبحمده ».

(٩). في « بخ ، بف » وحاشية « ى ، جن » والوافي والبحار : + « وأتوب إليه ».

(١٠). في « جن » : « قال : قال ».

(١١). في « ى » : « وأخبروني ».

٥٤٥

فَقَبَضْتُ(١) مِيرَاثَهُ وَأَنَا(٢) مُسْتَغْنٍ(٣) (٤)

٩٤٠٦/ ٤٨. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا تُمَانِعُوا قَرْضَ(٦) الْخَمِيرِ وَالْخُبْزِ(٧) ، وَاقْتِبَاسَ النَّارِ ؛ فَإِنَّهُ يَجْلِبُ الرِّزْقَ عَلى أَهْلِ الْبَيْتِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ».(٨)

٩٤٠٧/ ٤٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ(٩) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ(١٠) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ الْأَزْدِيِّ(١١) ، قَالَ :

وَجَدَ رَجُلٌ رِكَازاً(١٢) عَلى عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَابْتَاعَهُ أَبِي مِنْهُ‌

____________________

(١). في « جد » والوافي : « وقبضت ».

(٢). في « ط » وحاشية « جت » : « ولم أزل ».

(٣). في « ط » وحاشية « جت » : « مستغنياً ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٥ ، ح ١٦٩٥٢ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٤٧٥ ، ح ٨٤٨١ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٧٣ ، ح ١٤ ؛ وج ٩٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٨.

(٥). الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق.

(٦). في « بخ ، بف » : « قرص ».

(٧). في الوسائل : - « والخبز ».

(٨).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٩٧٣ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٦٢ ، ح ٧١٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام . وفيالجعفريّات ، ص ١٦٠ ، بسند آخر عن جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلافالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٦٨ ، ح ٩٩٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤٦ ، ح ٢٢٩٦٠.

(٩). في « ط » : - « عن أبيه ».

(١٠). في« ط ، بخ »والتهذيب : + « عمّن حدّثه ».

(١١). هكذا في « بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل. وفي « ط »والتهذيب : « الحارث بن الحارث الأزدي ». وفي « ى ، بخ ، بس » والمطبوع : « الحارث بن حضيرة الأزدي ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الحارث بن الحارث لم نعثر عليه في غير سند هذا الخبر ، وقد عدّه ابن الأثير والعسقلاني من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . والحارث بن حصيرة هو المذكور في مصادر العامّة والخاصّة ، وكان من التابعين ، وبقي حتّى لقي أبا عبد اللهعليه‌السلام . وأنت ترى أنّ الخبر يرويه الراوي بعد زمن أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث يقول : « وجد رجل ركازاً على عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ». راجع :رجال الطوسي ، ص ٦٢ ، الرقم ٥٣٧ ؛ وص ١٣٣ ، الرقم ١٣٧٤ ؛ وص ١٩١ ، الرقم ٢٣٦٧ ؛اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، الرقم ٨٦٠ ؛تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ٢٢٤ ، الرقم ١٠١٥ ؛الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ١ ، ص ٥٦٦ ، الرقم ١٣٨٧.

وأمّا حضيرة فهو محرّف من حصيرة. كما لا يخفى.

(١٢). في « جد » : + « كان ». والركاز عند أهل الحجاز : كنوز الجاهليّة المدفونة في الأرض،وعند أهل العراق : =

٥٤٦

بِثَلَاثِمِائَةِ(١) دِرْهَمٍ وَ(٢) مِائَةِ شَاةٍ(٣) مُتْبِعٍ(٤) ، فَلَامَتْهُ أُمِّي ، وَقَالَتْ : أَخَذْتَ هذِهِ بِثَلَاثِمِائَةِ شَاةٍ : أَوْلَادُهَا مِائَةٌ ، وَأَنْفُسُهَا مِائَةٌ ، وَمَا فِي بُطُونِهَا مِائَةٌ(٥) ؟!

قَالَ : فَنَدِمَ(٦) أَبِي ، فَانْطَلَقَ(٧) لِيَسْتَقِيلَهُ ، فَأَبى عَلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : خُذْ مِنِّي عَشْرَ(٨) شِيَاهٍ ، خُذْ مِنِّي عِشْرِينَ شَاةً ، فَأَعْيَاهُ(٩) ، فَأَخَذَ أَبِي الرِّكَازَ(١٠) ، وَأَخْرَجَ(١١) مِنْهُ قِيمَةَ أَلْفِ شَاةٍ ، فَأَتَاهُ الْآخَرُ(١٢) ، فَقَالَ(١٣) : خُذْ(١٤) غَنَمَكَ وَائْتِنِي(١٥) مَا شِئْتَ ، فَأَبى(١٦) ، فَعَالَجَهُ ، فَأَعْيَاهُ(١٧) ، فَقَالَ : لَأُضِرَّنَّ بِكَ ، فَاسْتَعْدى(١٨) إِلى(١٩) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام عَلى أَبِي.

فَلَمَّا قَصَّ أَبِي عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - أَمْرَهُ ، قَالَ لِصَاحِبِ الرِّكَازِ :

____________________

= المعادن. والقولان تحتملهما اللغة ؛ لأنّ كلاًّ منهما مركوز في الأرض ، أي ثابت.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ( ركز).

(١). في « ط ، بخ ، بف » : « بتسعمائة ».

(٢). في التهذيب : - « بثلاثمائة درهم و ».

(٣). في « ط » : « بثلاثمائة شاة » بدل « بثلاثمائة درهم ومائة شاة ». وفي التهذيب : « بمائة شاة » بدلها. والوافي : « فيالتهذيب : بمائة شاة ، بدون ثلاثمائة درهم ، وكأنّه الأصحّ ، كما دلّ عليه كلام الإمام ».

(٤). في « بف » : « تبيع ». « بمائة شاة متبع » أي يتبعها أولادها ، يقال : شاة وبقرة وجارية متبع ، كمحسن ، أي يتبعها ولدها. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٥٠ ( تبع ).

(٥). في « بح » : - « مائة ». وفيالمرآة : « قوله : وما في بطونها مائة ، أي إن حملت ؛ إذ ليس مأخوذاً في الشرط ».

(٦). في التهذيب : « فبدر ».

(٧). في « بخ ، بف » والوافي : « وانطلق ».

(٨). في « بح ، جد » : « عشرة ».

(٩). في « ط » : - « شاة فأعياه ». و « فأعياه » أي أعجزه ؛ من العيّ بمعنى العجز. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ( عيي ). (١٠). في « جن » : + « منه ».

(١١). في « ط » : « وأخذ ».

(١٢). فيالوافي : « فأتاه الآخر ؛ يعني البائع ».

(١٣). في « ط » : « وقال ».

(١٤). في « بخ ، بف » والوافي : + « منّي ».

(١٥). في « ى ، بخ ، بف » والوافي والوسائلوالتهذيب : « وآتني ».

(١٦). في « ى ، بس ، جد ، جن » : - « فأبى ».

(١٧). فيالوافي : « فعالجه فأعياه : غلبه فأعجزه وأسكته ». وفي اللغة : تقول : عالجت الشي‌ء معالجة وعلاجاً ، إذا زاولته وما رسته وعملت به ، وعالجت فلاناً فعلجته ، إذا غلبته. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ( علج ).

(١٨). في « بس » : « فاستعد ». و « فاستعدى » ، أي استعان واستنصر. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٧ ( عدا ).

(١٩). في « ط ، جت ، جد » والوسائل : - « إلى ».

٥٤٧

« أَدِّ خُمُسَ مَا أَخَذْتَ ؛ فَإِنَّ الْخُمُسَ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّكَ(١) أَنْتَ الَّذِي وَجَدْتَ الرِّكَازَ ، وَلَيْسَ عَلَى الْآخَرِ شَيْ‌ءٌ ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخَذَ ثَمَنَ غَنَمِهِ(٢) ».(٣)

٩٤٠٨/ ٥٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٤) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

____________________

(١). في « ط » : « وإنّك ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٤٣٤ : « الخبر يدلّ على أنّ من وجد كنزاً وباعه يلزمه الخمس في ذمّته ويصحّ البيع ، وهذا إمّا مبنيّ على أنّ الخمس لا يتعلّق بالعين ، وهو خلاف مدلولات الآيات والأخبار وظواهر كلام الأصحاب ، أو على أنّ بالبيع ينتقل إلى الذمّة ، وفيه أيضاً إشكال. ويمكن أن يقال : إنّه مؤيّد لما ذهب إليه بعض الأصحاب من إباحة المتاجر في زمان حضور الإمام وغيبته ؛ فإنّ من قال بذلك يقول : من اشترى مالاً لم يخمّس لم يجب عليه الخمس في الحالين ، كما أشار إليه المحقّق الشيخ عليّ في شرحالقواعد عند شرح قول المصنّف : لو باع أربعين شاة وفيها الزكاة مع عدم الضمان لم يصحّ من حصّته ، حيث قال : فرع : هل الخمس كالزكاة؟ ظاهر كلام الأصحاب أنّه لواشترى مال من لا يخمّس لم يجب عليه الخمس. انتهى. وفيه أنّه كان ينبغي أن يكون على البائع قيمة خمس جميع الركاز ، مع أنّ ظاهر الخبر أنّ عليه خمس الثمن الذي عليه ، إلّا أن يقال : أراد بـ « ما أخذت » ، أي من الركاز ، لاثمنه ، ويمكن أن يقال : لـمّا كان الخمس حقّه أجاز البيع في حقّه وطلب الثمن بنسبة حقّه من البائع ، وعلى التقادير تطبيقه على اصول الأصحاب لا يخلو من إشكال ، ولو لا ضعف الخبر لتعيّن العمل به ، والله تعالى يعلم ». وراجع :جامع المقاصد ، ج ٤ ، ص ٨٤.

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « أورد هذا الحديث فيالجواهر في كتاب الخمس مرويّاً عنالمنتهى ، عن العامّة ظاهراً ، عن أبي الحارث المزني أنّه اشترى تراب معدن بمائة شاة متبعٍ فاستخرج منه ثمن ألف شاة ، فقال له البائع : ردّ عليّ البيع ، فقال : لا أفعل ، فقال : لآتينّ عليّاًعليه‌السلام فلأسعينّ بك ، فأتى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال : إنّ أبا الحارث أصاب معدناً ، فأتاهعليه‌السلام فقال : أين الركاز الذي أصبت؟ قال : ما أصبت ركازاً ، إنّما أصابه هذا فاشتريت منه بمائة شاة متبع ، فقال له عليّعليه‌السلام : ما أرى الخمس إلّا عليك. انتهى.

ويدلّ هذا الحديث على أنّ صاحب المعدن وكلّ من عليه الخمس إذا باع ما في يده يقع بيعه صحيحاً وإن كان الخمس يتعلّق بالعين ، ولكنّه نوع تعلّق لا ينافي صحّة البيع فيتعلّق الخمس بذمّة صاحب المال ، وعلى ذلك قرائن كثيرة في سائر الأخبار ». وراجع :منتهي المطلب ، ج ٨ ، ص ٥٢٤ ؛جواهر الكلام ، ج ١٦ ، ص ٢١.

(٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٩٨٦ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عمّن حدّثه ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عمّن حدّثه ، عن الحارث بن الحارث الأزديالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٦٣ ، ح ١٨٦٦٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٩٧ ، ح ١٢٥٧٥.

(٤). هكذا في « بخ » والوسائل وحاشية الطبعة الحجريّة. وفي « ط ، ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والطبعة الحجريّة والوافي : + « عن أبيه » ، وهو سهو كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨.

٥٤٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ(١) : رَجُلٌ لَهُ مَالٌ عَلى رَجُلٍ(٢) مِنْ قِبَلِ عِينَةٍ(٣) عَيَّنَهَا(٤) إِيَّاهُ ، فَلَمَّا حَلَّ عَلَيْهِ الْمَالُ ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُعْطِيهِ ، فَأَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ(٥) عَلَيْهِ وَيَرْبَحَ(٦) : أَيَبِيعُهُ لُؤْلُؤاً وَغَيْرَ(٧) ذلِكَ مَا(٨) يَسْوى مِائَةَ دِرْهَمٍ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَيُؤَخِّرَهُ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِذلِكَ ، قَدْ فَعَلَ ذلِكَ(٩) أَبِي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ(١٠) - وَأَمَرَنِي أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ فِي شَيْ‌ءٍ كَانَ عَلَيْهِ ».(١١)

٩٤٠٩/ ٥١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْحَذَّاءِ(١٢) ، قَالَ :

____________________

(١). في « ط ، جت » : + « عن ».

(٢). في « بخ » : - « على رجل ».

(٣). قال ابن الأثير : « في حديث ابن عبّاس أنّه كره العينة. هو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمّى ، ثمّ يشتريها منه بأقلّ من الثمن الذي باعها به ، فإن اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ، ثمّ باعها من طالب العينة بثمن أكثر ممّا اشتراها إلى أجل مسمّى ، ثمّ باعها من طالب العينة بثمن أكثر ممّا اشتراها إلى أجل مسمّى ، ثمّ باعها المشتري من البائع الأوّل بالنقد بأقلّ من الثمن ، فهذه أيضاً عينة ، وهي أهون من الاُولى. وسمّيت عينة لحصول النقد لصاحب العينة ؛ لأنّ العين هو المال الحاضر من النقد ، والمشتري إنّما يشتريها بعين حاضرة تصل إليه معجّلة ». وقد مرّ مزيد بيان في ذلك ذيل باب العينة ، إن شئت فراجع هناك.

(٤). « عيّنها » ، أي أعطاها ، يقال : عيّن التاجر ، أي أخذ بالعينة ، أو أعطى بها. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٠٦ ( عين ). (٥). في « ى ، بح ، جت » : « أن يغلب ».

(٦). في « ط » : « فيربح ».

(٧). في « ط ، بس » والوسائل : « أو غير ».

(٨). في « ى » وحاشية « جت » : « وما ». وفي « ط » : « ممّا ».

(٩). في « ط » : - « ذلك ».

(١٠). في«بس»: «رحمه ‌الله».وفي الوافي:«عليه ‌السلام».

(١١).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب العينة ، ح ٨٩٣٠ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٥٢ ، ح ٢٢٦ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .الكافي ، نفس الباب ، ح ٨٩٢٩ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وفي كلّها إلى قوله : « لا بأس بذلك ».وفيه ، نفس الباب ، ح ١٠ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٠٣٣ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٥٣ ، ح ٢٢٨ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٧ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. راجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٠٣٥ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٩ ، ح ٢١٠ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٨٠ ، ح ٢٦٨الوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٢٣ ، ح ١٨١٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٥٤ ، ح ٢٣١٢٧.

(١٢). في « ط ، ى ، جت ، جن » والوافي : « أحمد بن الفضل أبي عمرو الحذّا ». وفي « بخ ، بس ، جد » : « أحمد بن =

٥٤٩

سَاءَتْ(١) حَالِي ، فَكَتَبْتُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ(٢) عليه‌السلام ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « أَدِمْ قِرَاءَةَ( إِنّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) (٣) » قَالَ : فَقَرَأْتُهَا حَوْلاً ، فَلَمْ أَرَ شَيْئاً ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أُخْبِرُهُ(٤) بِسُوءِ(٥) حَالِي ، وَأَنِّي قَدْ قَرَأْتُ( إِنّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) حَوْلاً كَمَا أَمَرْتَنِي(٦) وَلَمْ أَرَ(٧) شَيْئاً.

قَالَ(٨) : فَكَتَبَ إِلَيَّ : « قَدْ وَفى لَكَ الْحَوْلُ ، فَانْتَقِلْ مِنْهَا(٩) إِلى قِرَاءَةِ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ(١٠) ، فَمَا كَانَ إِلَّا يَسِيراً حَتّى بَعَثَ إِلَيَّ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ(١١) ، فَقَضى عَنِّي دَيْنِي ، وَأَجْرى عَلَيَّ وَعَلى(١٢) عِيَالِي(١٣) ، وَ وَجَّهَنِي إِلَى الْبَصْرَةِ فِي وَكَالَتِهِ بِبَابِ كَلَّاءَ(١٤) ،

____________________

= الفضل أبي عمرو الحذّاء ». وفي « بف » : « أحمد بن الفضل أبو عمرو الحذّاء ». وفي موضع منالبحار - ج ٨٩ ، ص ٣٢٨ ، ح ٨ - : « أحمد بن الفضل أبي عمر الحذّاء ». وفي « بح » : « أحمد بن الفضل عن أبي عمر الحذاء».

هذا ، والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٥٩ ،ورجال الطوسي ، ص ٣٩٣ ، الرقم ٥٨٠٥ هو أبو عمر الحذّاء ، إلّا أنّه ورد في بعض نسخرجال الطوسي أبو عمرو الحذاء.

ثمّ إنه ذكر الشيخ الطوسي أحمد بن الفضل في أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد الهاديعليه‌السلام ، وطبقة هذا تلائم الرواية عن أبي عمر [ و ] الحذاء. وأمّا أحمد بن الفضل أبو عمر [ و ] الحذاء ، فلم نجد له ذكراً في موضع. راجع :رجال الطوسي ، ص ٣٨٤ ، الرقم ٥٦٥٥.

(١). في الوسائل : « ساء ».

(٢). فيالوافي : « أراد بأبي جعفر الجوادعليه‌السلام ».

(٣). هي سورة نوح (٧١) : ١. وأرادعليه‌السلام به تمام السعدة.

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « أسأله واُخبره ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « عن سوء ».

(٦). في « بح » : - « كما أمرتني ».

(٧). في « بح ، بخ ، بف » والوافي : « فلم أرَ ».

(٨). في « بخ ، بف » والوافي : - « قال ».

(٩). في « جن » : « منه ». وفي « بخ » : - « منها ». وفي البحار ، ج ٩٢ : « عنها ».

(١٠). في « بخ ، بف ، جن » والوافي : + « ذلك ».

(١١). في«بخ»:«أبي ابن داود». وفي «ى»:- « أبي ».

(١٢). في « جد » : - « على ».

(١٣). في « ط » : + « رزقاً ».

(١٤). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « جت » والمرآة والوسائل والبحار ، ج ٩٥ : « بباب كلتا ». وفي « ط » وحاشية « بف » : « بباركا » بدل « بباب كلاّء ». وفي حاشية « ى ، جد » : « بباركابا» بدلها. وفي حاشية اُخرى لـ « جت » : « بباركايا ». و الكلّاء ، بالتشديد والمدّ ، والمكلّأ : شاطئ النهر ، والموضع الذي تربط فيه السفن ، ومنه سوق الكلّاء بالبصرة.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ( كلأ ).

وفيالمرآة : « قوله : بباب كلتا ، في بعض النسخ : بباب كلاّء ، قال الفيروز آبادي : الكلّاء،ككتّان:مرفأ السفن ،=

٥٥٠

وَأَجْرى عَلَيَّ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ ، وَكَتَبْتُ(١) مِنَ الْبَصْرَةِ عَلى يَدَيْ(٢) عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : إِنِّي كُنْتُ سَأَلْتُ أَبَاكَ عَنْ كَذَا وَكَذَا(٣) ، وَشَكَوْتُ إِلَيْهِ(٤) كَذَا وَكَذَا(٥) ، وَإِنِّي قَدْ نِلْتُ(٦) الَّذِي أَحْبَبْتُ ، فَأَحْبَبْتُ(٧) أَنْ تُخْبِرَنِي يَا مَوْلَايَ(٨) كَيْفَ أَصْنَعُ فِي قِرَاءَةِ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) ؟ أَقْتَصِرُ عَلَيْهَا وَحْدَهَا فِي فَرَائِضِي وَغَيْرِهَا ، أَمْ أَقْرَأُ مَعَهَا(٩) غَيْرَهَا ، أَمْ لَهَا حَدٌّ أَعْمَلُ بِهِ(١٠) ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام (١١) - وَقَرَأْتُ التَّوْقِيعَ - : « لَا تَدَعْ مِنَ الْقُرْآنِ قَصِيرَهُ وَطَوِيلَهُ(١٢) ، وَيُجْزِئُكَ مِنْ قِرَاءَةِ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) (١٣) يَوْمَكَ وَلَيْلَتَكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ».(١٤)

٩٤١٠/ ٥٢. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١٥) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي(١٦) جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : إِنِّي(١٧) قَدْ لَزِمَنِي دَيْنٌ‌

____________________

= و موضع بالبصرة ، وساحل كلّ نهر. وفي بعضها : كلتا ، وقيل : هو اسم رجل من غلمان المعتصم من الترك ، كان والياً على البصرة من قبله ، وهو بلغة الترك بمعنى الكبير ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٨ ( كلأ ).

(١). في « ط ، بخ ، بف » : « فكتب ». وفي الوافي : « فكتبت ».

(٢). في « بخ ، بف » : « يد ».

(٣). في « ط ، بس ، جد » والوسائل : - « وكذا ».

(٤). في « بح ، بس ، جد » والبحار ج ٩٥ : - « إليه ».

(٥). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل : - « وكذا ».

(٦). في الوسائل والبحار ، ج ٩٥ : « قد قلت ».

(٧). في « ط » : « وأحببت ». وفي « بخ ، بف » والوافي : « فاُريد ».

(٨). في « ط » والوسائل : « مولاي » بدون « يا ».

(٩). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « أقرأها مع ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » : « عليه ».

(١١). في « ط » : + « إليه ».

(١٢). في « جت ، جن » : « قصيرة وطويلة ». وفي « ط ، بف » والبحار ، ج ٩٥ : « قصيرة ولا طويلة ». وفي « بخ » : « قصيره ولا طويله ». (١٣). في « بح ، جت » : + « في ».

(١٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٦ ، ح ١٦٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٠٠٤ ؛البحار ، ج ٩٢ ، ص ٣٢٨ ، ح ٧ ؛ وج ٩٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٩.

(١٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(١٦). في « ط » والبحار ، ج ٩٥ : - « أبي ». وهو سهو ؛ فإن إسماعيل بن سهل هذا ، من أصحاب أبي جعفر محمّد بن‌على الجوادعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ٣٧٣ ، الرقم ٥٥٢٤.

(١٧). في « ط » : - « إنّي ».

٥٥١

فَادِحٌ(١) .

فَكَتَبَ(٢) : « أَكْثِرْ(٣) مِنَ الاسْتِغْفَارِ ، وَرَطِّبْ لِسَانَكَ بِقِرَاءَةِ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ ) ».(٤)

٩٤١١/ ٥٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ الْفَضْلِ(٦) بْنِ كَثِيرٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ(٧) دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَرَأى عَلَيْهِ قَمِيصاً فِيهِ قَبٌّ قَدْ(٨) رَقَعَهُ(٩) ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا لَكَ تَنْظُرُ(١٠) ؟ ».

فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١١) ، قَبٌّ يُلْقى(١٢) فِي قَمِيصِكَ(١٣)

فَقَالَ لَهُ(١٤) : « اضْرِبْ يَدَكَ(١٥) إِلى هذَا الْكِتَابِ ، فَاقْرَأْ مَا فِيهِ » وَكَانَ(١٦) بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَابٌ ، أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ ، فَنَظَرَ الرَّجُلُ(١٧) فِيهِ(١٨) ، فَإِذَا(١٩) فِيهِ : « لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاحَيَاءَ لَهُ ، وَلَا مَالَ‌

____________________

(١). الفادح : المثقل الصعب. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٥١ ( فدح ).

(٢). في « ط » : + « إليّ ». وفي« بخ » : + « لي ».

(٣). في « ط » : « استكثر ».

(٤).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٩ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٧ ، ح ١٦٩٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٠٠٣ ؛البحار ، ج ٩٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ٨ ؛ وج ٩٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٦.

(٥). السند معلّق كسابقه.

(٦). في « بح » والوسائل ، ح ١٥٩٧١ والبحار ، ج ٧١ : « الفضيل ».

(٧). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والبحار والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : « قال ».

(٨). ف « بح : « قدر ». وفي « ط » : - « قد ».

(٩). القَبُّ : ما يُدْخَل في جيب القميص من الرِقاع ، والرقاع : جمع الرقعة ، وهو ما رُقِعَ به ، من قولهم : رقع الثوب والأديم بالرقاع ورقّعه ، أي ألحم خَرْقه وأصلحه بها. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٧ ( قبب ) ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٣١ ( رقع ). (١٠). في « بخ ، بف » والوافي : + « إليه ».

(١١). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والبحار والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : - « له جعلت فداك ».

(١٢). في « بح » : « تلقى ». وفي « بخ ، بف » : « ملقا ». وفي الكافي ، ح ١٢٥٣٦ : « ملقى ».

(١٣). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والبحار والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : + « قال ».

(١٤). في الوسائل ، ح ٥٨٨٢ والكافي ، ح ١٢٥٣٦ : « لي ». وفي البحار : - « له ».

(١٥). في « بخ ، بف » والوافي : « بيدك ».

(١٦).في«ط»:«فكان».وفي حاشية«جت»: + « ما ».

(١٧). في « جن » : - « الرجل ».

(١٨). في « بف » : « إليه ».

(١٩). في « بخ ، بف » : « وإذا ».

٥٥٢

لِمَنْ لَاتَقْدِيرَ لَهُ ، وَلَا جَدِيدَ لِمَنْ لَاخَلَقَ لَهُ ».(١)

٩٤١٢/ ٥٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ(٢) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَنْزِيِّ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ ، عَنْ مِسْمَعٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام (٤) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِذَا غَضِبَ اللهُ عَلى أُمَّةٍ(٥) ، وَلَمْ يُنْزِلْ بِهَا(٦) الْعَذَابَ ، غَلَتْ أَسْعَارُهَا ، وَقَصُرَتْ أَعْمَارُهَا ، وَلَمْ تَرْبَحْ(٧) تُجَّارُهَا ، وَلَمْ تَزْكُ(٨) ثِمَارُهَا ، وَلَمْ تَغْزُرْ(٩) أَنْهَارُهَا ، وَحُبِسَ عَنْهَا(١٠) أَمْطَارُهَا ، وَسُلِّطَ(١١) عَلَيْهَا شِرَارُهَا ».(١٢)

____________________

(١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحياء ، ح ١٧٨٥ ، وتمام الرواية فيه : « لا إيمان لمن لا حياء له » ؛ وكتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس الخلقان ، ح ١٢٥٣٦الوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٩٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٣ ، ح ٥٨٨٢ ؛ وج ١٢ ، ص ١٦٦ ، ح ١٥٩٧١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٣١ ، ح ٥ ، وتمام الرواية في الأخيرين : « لا إيمان لمن لا حياء له » ؛ وج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦٣.

(٢). في « ط » : - « الكوفي ».

(٣). فيالمرآة : « القري » ، وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٢ ، الرقم ١١٣١ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٤٥٦٦.

(٤). في « بح » : + « قال ».

(٥). في ثواب الأعمال : « بلدة ».

(٦). في « ط » : « عليها ».

(٧). في « ى ، بس » والوافيوالفقيه والأمالي للصدوق : « ولم يربح ».

(٨). الزكاء : النموّ والازدياد. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ( زكا ).

(٩). في التهذيب : « ولم تعذب ». وقوله : « لم تغزر » ، أي لم تكثر ؛ من الغزارة بمعنى الكثرة. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٤٦ ( غزر ). (١٠). في « بخ ، بف » : « عنهم ».

(١١). في حاشية « بح » : + « الله ».

(١٢).الخصال ، ص ٣٦٠ ، باب السبعة ، ح ٤٨ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الكوفي.الأمالي للصدوق ، ص ٥٨٢ ، المجلس ٨٥ ، ح ٢٣ ، بسنده عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن الحكم ، عن مندل بن عليّ العنزي ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن العبّاس بن معروف.الأمالي للطوسي ، ص ٢٠١ ، المجلس ٧ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ١ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٤٨٩ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٤٨ ، ح ٣١٩ ؛وتحف العقول ، ص ٥١ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤١ ، ح ٣٥٥٤.

٥٥٣

٩٤١٣/ ٥٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّوْفَلِيِّ ، عَمَّنْ(١) رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَدِمَ أَعْرَابِيٌّ بِإِبِلٍ لَهُ(٢) عَلى عَهْدِ(٣) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ لَهُ(٤) : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِعْ لِي إِبِلِي هذِهِ.

فَقَالَ لَهُ(٥) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لَسْتُ بِبَيَّاعٍ فِي الْأَسْوَاقِ ».

قَالَ : فَأَشِرْ عَلَيَّ(٦) .

فَقَالَ لَهُ(٧) : « بِعْ هذَا الْجَمَلَ بِكَذَا(٨) ، وَبِعْ هذِهِ النَّاقَةَ بِكَذَا » حَتّى وَصَفَ لَهُ كُلَّ بَعِيرٍ مِنْهَا(٩) .

فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ(١٠) إِلَى السُّوقِ ، فَبَاعَهَا ، ثُمَّ جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا زَادَتْ(١١) دِرْهَماً وَلَا نَقَصَتْ دِرْهَماً مِمَّا قُلْتَ لِي ، فَاسْتَهْدِنِي(١٢) يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « لَا » قَالَ(١٣) : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حَتّى قَالَ لَهُ(١٤) : « أَهْدِ لَنَا نَاقَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا وَلْهَاءَ(١٥) ».(١٦)

____________________

(١). في « ط » : - « عمّن ».

(٢). في « ط » : - « له ».

(٣). في « ط ، بخ » والوافي : - « عهد ».

(٤). في « ط » : - « له ».

(٥). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي : - « له ».

(٦). فيالوافي : « فأشر عليّ ، أي مرني كيف أبيعه؟ يقال : أشار عليه بكذا ، أي أمره به ، وهي الشورى ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٩١ ( شور ). (٧). في « بخ » : - « له ».

(٨). في « ط » : + « وكذا ».

(٩). في « جت » : « بكذا ».

(١٠). في « جن » : - « الأعرابي ».

(١١). في « بح » : « زدت ».

(١٢). فيالمرآة : « قوله : فاستهدني ، أي اقبل هديّتي ».

(١٣). في « بح ، بف » : « فقال ».

(١٤). في « ط » والوسائل : - « له ».

(١٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : والمرآة والوسائل : « ولها ». وفيالوافي : « الولهاء : التي فارقت ولدها ». وقال فيالمرآة : « قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تجعلها ، أي لا تجعلها ناقة قطعت عنها ولدها ». وراجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ ؛المغرب ، ص ٤٩٤ ( وله ).

(١٦).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧٥٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٨٧ ، ح ٢٢٥٤٢.

٥٥٤

٩٤١٤/ ٥٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَكَرِيَّا الْخَزَّازِ(١) ، عَنْ يَحْيَى الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : رُبَّمَا اشْتَرَيْتُ الشَّيْ‌ءَ بِحَضْرَةِ أَبِي ، فَأَرى مِنْهُ مَا أَغْتَمُّ بِهِ.

فَقَالَ : « تَنَكَّبْهُ(٢) ، وَلَا تَشْتَرِ بِحَضْرَتِهِ ، فَإِذَا كَانَ لَكَ عَلى رَجُلٍ حَقٌّ ، فَقُلْ لَهُ فَلْيَكْتُبْ(٣) : وَكَتَبَ(٤) فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِخَطِّهِ ، وَأَشْهَدَ اللهَ عَلى نَفْسِهِ ، وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ؛ فَإِنَّهُ يُقْضى فِي حَيَاتِهِ ، أَوْ بَعْدَ(٥) وَفَاتِهِ(٦) ».(٧)

٩٤١٥/ ٥٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَسَّامٍ الْجَمَّالِ(٩) ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ ، فَجَاءَ(١٠) رَجُلٌ يَطْلُبُ(١١) غِلَّةً(١٢) ‌بِدِينَارٍ ، وَكَانَ قَدْ(١٣) أَغْلَقَ(١٤) بَابَ الْحَانُوتِ(١٥) ، وَخَتَمَ الْكِيسَ ، فَأَعْطَاهُ غَلَّةً بِدِينَارٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَيْحَكَ يَا إِسْحَاقُ ، رُبَّمَا حَمَلْتُ(١٦) لَكَ مِنَ السَّفِينَةِ‌

____________________

(١). في « بح ، بس » والوسائل : « الخرّاز ».

(٢). التنكّب عن الشي‌ء : هو الميل والعدول عنه ، يقال : تنكّبه ، أي تجنّبه وتبعّد عنه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ( نكب ). (٣). في « ط ، بخ » : « ليكتب ».

(٤). في « جن » : - « وكتب ».

(٥). في « بخ ، بف » : « وبعد ».

(٦). في « بس » : « مماته ».

(٧).الوافي ، ج ١٨ ، ص ٧٨٠ ، ح ١٨٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤١ ، ح ٢٢٩٤٤.

(٨). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩). في « بخ ، بف » وحاشية « جن » : « الحسن بن عليّ بن بسّام الجمّال ». وتقدّم مضمون الخبر في ح ٩٣٨٩ ، عن الحسين الجمّال ، والظاهر وقوع التحريف في أحد العنوانين.

(١٠). في « جن » : « فجاءه ».

(١١). في«ط»:«فطلب ». وفي « بف » : « وطلب ».

(١٢). فيالوافي : « الغِلّة - بالكسر - : الغشّ ، أراد بها الدرهم المغشوش » ، أي غير الخالص. وراجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٣ ( غلل ). (١٣). في « ط » : - « قد ».

(١٤). في « ط ، بخ ، بف » : « غلق ».

(١٥). « الحانوت » : دكّان البائع. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٨ ( حون ).

(١٦). فيالمرآة : « قوله : ربّما حملت ، أي إنّك واسع الحال غير محتاج ، وربّما أنا لك من السفن التي يأتي بها =

٥٥٥

أَلْفَ(١) أَلْفِ دِرْهَمٍ.

قَالَ : فَقَالَ لِي : تَرى كَانَ لِي(٢) هذَا(٣) ؟! لكِنِّي سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنِ اسْتَقَلَّ قَلِيلَ الرِّزْقِ ، حُرِمَ كَثِيرَهُ » ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ(٤) : « يَا إِسْحَاقُ ، لَاتَسْتَقِلَّ قَلِيلَ الرِّزْقِ ، فَتُحْرَمَ كَثِيرَهُ ».(٥)

٩٤١٦/ ٥٨. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ(٦) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ(٧) بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ الرِّزْقِ مَا يُيَبِّسُ الْجِلْدَ عَلَى الْعَظْمِ(٨) ».(٩)

٩٤١٧/ ٥٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

____________________

= التجّار لك ألف ألف درهم ، ومع هذا لك هذا الحرص تفتح الكيس لفضل دينار ».

(١). في « بح ، بخ ، بف » : « بألف ». وفي « ط » : - « ألف ».

(٢). في « ط ، بح ، بخ ، جد » والوافي والوسائل : « بي ».

(٣). فيالوافي : « ترى : تظنّ. كان بي هذا ، أي الاهتمام بالشي‌ء القليل لدناءة نفسي ، لا ، ليس هذا هكذا ». وفيالمرآة : « فقال : ترى كان لي هذا ، أي تظنّ أنّه كان بي الحرص ، لا ، ليس كذلك ، ولكنّي أتبع مولاي ».

(٤). في « بف » : + « لا ».

(٥).الكافي ، نفس هذا الباب ، ح ٩٣٨٩ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٧ ، ح ٩٩٣ ، بسندهما عن الحسين الجمّال ، عن إسحاق بن عمّار ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١٠ ، ح ١٦٩٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٢٩٩٥.

(٦). في التهذيب : « جميل بن زياد » ، وهو سهو واضح. وقد ورد في بعض نسخه : « حميد بن زياد » على الصواب.

(٧). في « ط ، بخ ، بس ، بف »والتهذيب : « عبد الله » ، وهو سهو. وعبيد الله بن أحمد ، هو عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، روى حميد بن زياد عنه عن ابن أبي عمير بعض كتبه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٦ ، الرقم ٨٨٧. ولاحظ أيضاً ، ص ٢٣٠ ، الرقم ٦١٢.

(٨). فيالمرآة : « أي قد يكون الرزق يحصل لبعض الناس بمشقّة شديدة تذيب لحمهم ، أو قد يكون قليلاً بحيث لا يفي إلّابقوتهم الاضطراري ».

(٩).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٩٨٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١١ ، ح ١٦٩٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ٢٢٠٠٥.

٥٥٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : ذَكَرْتُ لَهُ مِصْرَ ، فَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : اطْلُبُوا بِهَا الرِّزْقَ(١) ، وَلَا تَطْلُبُوا(٢) بِهَا الْمَكْثَ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مِصْرُ الْحُتُوفِ(٣) تُقَيَّضُ(٤) لَهَا قَصِيرَةُ الْأَعْمَارِ ».(٥)

٩٤١٨/ ٦٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتَتِ الْمَوَالِي(٦) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالُوا : نَشْكُو إِلَيْكَ هؤُلَاءِ الْعَرَبَ(٧) ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ يُعْطِينَا مَعَهُمُ الْعَطَايَا بِالسَّوِيَّةِ ، وَزَوَّجَ سَلْمَانَ وَبِلَالاً وَصُهَيْباً(٨) ، وَأَبَوْا عَلَيْنَا هؤُلَاءِ ، وَقَالُوا : لَانَفْعَلُ ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَكَلَّمَهُمْ(٩) فِيهِمْ ، فَصَاحَ الْأَعَارِيبُ : أَبَيْنَا ذلِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، أَبَيْنَا ذلِكَ(١٠) ، فَخَرَجَ وَهُوَ‌

____________________

(١). في « بف » : « للرزق ».

(٢). في « بف ، جد » وحاشية « بح ، جت » : « ولا تطيلوا ».

(٣). في « ط » : - « الحتوف ». و « الحُتُوف » : جمع الحتف ، وهو الهلاك والموت. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٨ ( حتف ).

(٤). في « بح ، جت » والوافي والوسائل : « يقيّض ». وفي تفسير القمّي : « تفيض ». و « تقيّض لها » ، أي قُدّرت وتُسبّبت لها وجي‌ء بها إليها. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ( قيض ).

(٥).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب ركوب البحر للتجارة ، ضمن ح ٩١٦٧ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « مصر الحتوف » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٧٥٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٠٠٥.

(٦). « الموالي » : العتقاء ، جمع المولى ، وهو العتيق ، والمراد هنا العجم ، قال المطرزي : « الذي هو الأهمّ في ما نحن‌فيه أنّ الموالي بمعنى العتقاء لـمّا كانت غير عرب في الأكثر غلبت على العجم حتّى قالوا : الموالي أكفاء بعضها لبعض ، والعرب أكفاء بعضها لبعض ، وقال عبد الملك في الحسن البصري : أمولى هو ، أم عربي؟ فاستعملوها استعمال الاسمين المتقابلين ». راجع :المغرب ، ص ٤٩٥ ؛المصباح المنير ، ص ٦٧٣ ( ولي ).

(٧). فيالوافي : « المراد بهؤلاء العرب والأعاريب : المتأمّرون بغير حقّ ».

(٨). في « ط » : « بلالاً وسلمان وصهيباً » بدل « سلمان وبلالاً وصهيباً ». وفي « بف » : « سلمان وصهيباً وبلالاً » بدلها.

(٩). في الوافي : « وكلّمهم ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » : + « قال ».

٥٥٧

مُغْضَبٌ(١) يُجَرُّ رِدَاؤُهُ وَهُوَ(٢) يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ(٣) الْمَوَالِي ، إِنَّ هؤُلَاءِ قَدْ صَيَّرُوكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارى(٤) ، يَتَزَوَّجُونَ(٥) إِلَيْكُمْ ، وَلَا يُزَوِّجُونَكُمْ ، وَلَا يُعْطُونَكُمْ مِثْلَ مَا يَأْخُذُونَ ، فَاتَّجِرُوا بَارَكَ اللهُ لَكُمْ ، فَإِنِّي قَدْ(٦) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ(٧) : الرِّزْقُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ ، تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ(٨) فِي التِّجَارَةِ ، وَ وَاحِدَةٌ(٩) فِي غَيْرِهَا ».(١٠)

تَمَّ كِتَابُ الْمَعِيشَةِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي ، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ النِّكَاحِ ،

وَالْحَمْدُ لِلّهِ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ.(١١)

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : + « وهو ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : - « هو ».

(٣). في « بح » وحاشية « جت » : « يا معاشر ».

(٤). في « ط » : « النصارى واليهود ».

(٥). في « بف » : « يبرجون ».

(٦). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، جت ، جد » والوافي والوسائل والبحاروالفقيه : - « قد ».

(٧). في « ط » وحاشية « جت »والفقيه : + « إنّ ».

(٨). في « بح »والفقيه : - « أجزاء ».

(٩). في « بخ ، بس ، بف » والوسائل ، ح ٢١٨٥٤ والبحاروالفقيه : « وواحد ».

(١٠).الخصال ، ص ٤٤٥ ، باب العشرة ، ح ٤٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « البركة عشرة أجزاء تسعة أعشارها في التجارة والعشر الباقي في الجلود ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ، ح ٣٧٢٢ ، مرسلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « فاتّجروا بارك الله لكم »الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٣ ، ح ١٦٩٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٧١ ، ح ٢٥٠٦٠ ؛وفيه ، ج ١٧ ، ص ١٢ ، ح ٢١٨٥٤ ، من قوله : « فاتّجروا بارك الله لكم » ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ١٦٠ ، ح ٣١.

(١١). في أكثر النسخ بدل « تمّ كتاب المعيشة من كتاب الكافي » إلى هنا عبارات مختلفة.

٥٥٨

(١٨)

كِتَابُ النِّكَاحِ‌

٥٥٩

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667