موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 296862 / تحميل: 6702
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الأحاديث

الصفحة

كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا رجع من غزاة ١٨

كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا سافر آخر عهده ١٩

كنّا مع النبي صلى الله عليه واله ٥٦

كنت أرى رسول الله صلى الله عليه واله يقبّل فاطمة ١٤

لأنّ الله تعالى خلقها من نور عظمته ١٨

لأنّ الله عزّوجلّ فطمها وفطم من أحبّها ١٥

لكلّ نبيّ عصبة ينتمون إليه ٤٦

ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ ١٥

ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً ٦

ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً ١٦

ما في الميزان شيىء أثقل من الصلاة ٣١

من ذكرت عنده فلم يصل عليّ ٢٨

من ذكرت عنده فنسي الصلاة ٢٨

من صلّى على محمّد صلى الله عليه واله وآل محمّد عشراً ٣٠

من صلّى عليّ صلّى الله عليه وملائكته ٣٠

من مات على حبّ آل محمّد ٥٣

النبي الذي يرى في منامه ٤٩

٨١

الأحاديث

الصفحة

نحن معاشر الأنبياء لانوّرث ٦١

وكيف لا اُحبّهما وهما ريحانتاي ٥٥

وما لي لا احبّهما ٥٥

هذا ملك من الملائكة إستأذن ربّه ٥٧

هذان إبناك فأنحلهما ٥٥

هذان إبناي من أحبّهما فقد أحبني ٦١

هذان إبناي وإبنا إبنتي ٦١

هذه عرفات فأعرف بها مناسكك ٤٩

يا رسول الله صلى الله عليه واله أي أهلك أحبّ إليك ١٦

يا رسول الله صلى الله عليه واله هذان إبناك فأنحلهما ٥٥

يا رسول الله صلى الله عليه واله هذان إبناك فورّثهما شيئاً ٦٠

يا رسول الله صلى الله عليه واله مالك إذا جاءت فاطمة ١٤

يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ٧

يا فاطمة إنّ الله عزّوجلّ يغضب لغضبك ٦

* * *

٨٢

فهرس الموضوعات

الفصل الأوّل السيدة الزهراء عليها السلام حياتها وعلاقتها بأبيها ١١

الفصل الثاني في بيان أخلاق الرسول صلى الله عليه واله ٢١

الفصل الثالث الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ٤٣

يورّث فاطمة عليها السلام وذريّتها أخلاقه ٤٣

الفهارس ٦٩

فهرست الآيات ٧١

فهرس الأحاديث الشريفة ٧٧

فهرس الموضوعات ٨٣

مصادر الكتاب ٨٥

آثار المؤلف ٩٣

٨٣
٨٤

مصادر الكتاب

١ ـ الإستيعاب : لإبن عبدالبّر : منشورات دار الجيل ، بيروت.

٢ ـ اسد الغابة : لإبن الأثير الجزري ، منشورات دارالفكر ، بيروت.

٣ ـ أسمى المطالب : للحافظ محمّد الجزري الدمشقي الشافعي ، منشورات.

٤ ـ أسنى المطالب : للحافظ محمّد الجزري الشافعي ، منشورات مكتبة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام العامة ، اصفهان.

٥ ـ أقرب الموارد : لسعيد الخوري الشرتوني اللبناني ، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم.

٦ ـ الأمالي : للشيخ الصدوق ، منشورات الأعلمي ، بيروت.

٧ ـ بحارالأنوار : للعلّامة المجلسي ، منشورات دارالكتب ، الإسلاميّة ، طهران.

٨٥

٨ ـ بداية المجتهد ونهاية المقتصد ، للإمام محمّد بن أحمد بن محمّد القرطبي ، منشورات الرضى ، قم.

٩ ـ تاج العروس : للسيد محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي ، منشورات دارالهداية ، للطباعة والنشر ، بيروت.

١٠ ـ تاريخ بغداد : للخطيب البغدادى ، منشورات دارالفكر ، بيروت.

١١ ـ تفسير أبي السعود : للإمام أبي السعود العمادي ، منشورات دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

١٢ ـ تفسير البغوي : للإمام البغوي الشافعي ، منشورات دارالمعرفة ، بيروت.

١٣ ـ تفسير الطبري «جامع البيان في تفسير القرآن» : منشورات دارالجيل ، بيروت.

١٤ ـ تفسير الكبير : للفخر الرازي ، الطبعة الثالثة ، ايران قم.

١٥ ـ تفسير القمي : لعلي بن إبراهيم القمي ، منشورات دارالكتاب ، قم.

١٦ ـ التوحيد : للشيخ الصدوق ، منشورات مؤسسة النشر الإسلامى.

١٧ ـ ثواب الأعمال : للشيخ الصدوق ، منشورات الشريف

٨٦

الرضي ، قم.

١٨ ـ الجامع لأحكام القرآن : لأبي عبدالله محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، منشورات دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

١٩ ـ حلية الأولياء : لأبي نعيم الأصفهاني ، منشورات دارالفكر ، بيروت.

٢٠ ـ خصائص أميرالمؤمنين : للنساني ، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم.

٢١ ـ الخصال : للشيخ الصدوق ، منشورات جماعة المدرسين ، قم.

٢٢ ـ دلائل الإمامة :

٢٣ ـ ذخائر العقبىٰ : للحافظ محب الدين الطبري ، منشورات مؤسسة الوفاء ، بيروت.

٢٤ ـ الذريعة إلى مكارم الشريعة : للراغب الإصفهاني ، منشورات مكتبة الكليّات الأزهريّة ، قاهرة.

٢٥ ـ سنن إبن ماجة : محمّد بن يزيد القزويني ، منشورات دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٢٦ ـ سنن الترمذي : لإبن السورة ، منشورات دارالفكر ، بيروت.

٨٧

٢٧ ـ سنن النسائي : للإمام النسائي ، منشورات دارالكتب العربي ، بيروت.

٢٨ ـ السنن الكبرى : للحافظ أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ، منشورات دارالمعرفة ، بيروت.

٢٩ ـ شرح الكافية في النحو : للمحقق الرضي الاسترآبادي ، منشورات المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفرية ، قم.

٣٠ ـ شرح المواقف.

٣١ ـ شرح نهج البلاغة : لإبن أبى الحديد ، منشورات دارالكتب العلميّة لاسماعيل النجفى ، قم.

٣٢ ـ شواهد التنزيل : للحاكم الحسكاني ، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة ، طهران.

٣٣ ـ الصحاح في اللغة : لإسماعيل بن حماد الجوهري ، منشورات دارالعلم للملائين ، بيروت.

٣٤ ـ صحيح مسلم : للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيشابوري ، منشورات دار إحياء العربي ، بيروت.

٣٥ ـ الصواعق المحرقة : للمحدث أحمد بن حجر المكي ، منشورات مكتبة القاهرة ، القاهرة.

٣٦ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام : للشيخ الصدوق ، منشورات دار

٨٨

إحياء التراث العربي ، بيروت.

٣٧ ـ الفقه على المذاهب الأربعة : لعبد الرحمان الجزري ، منشورات دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٣٨ ـ القاموس المحيط : لمجد الدين الفيروز آبادي ، منشورات دار المعرفة ، بيروت.

٣٩ ـ الكافي : للشيخ الكليني ، منشورات دار الكتب الإسلاميّة ، طهران.

٤٠ ـ كتاب سيبويه.

٤١ ـ كتاب العين : لأبي عبد الرحمان الخليل الفراهيدي ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت.

٤٢ ـ الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل : للزمخشري ، منشورات أدب الحوزة ، قم.

٤٣ ـ كشف الغمّة في معرفة الأئمّة : للعلّامة أبي الحسن علي بن عيسى ابن أبي فتح الإربلي ، منشورات دار الكتب الإسلاميّة ، بيروت.

٤٤ ـ لسان العرب : لإبن المنظور الإفريقي الطرابلسي ، منشورات دارالذخائر ، قم.

٤٥ ـ مجمع البحرين : للشيخ فخر الدين الطريحي ، منشورات

٨٩

المكتبة المرتضويّة لإحياء ، آثار الجعفريّة ، قم.

٤٦ ـ مجمع البيان : للشيخ الطبرسي ، منشورات دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٤٧ ـ مجمع الزوائد : للحافظ علي ابن أبي بكر الهيثمي ، منشورات دار الكفر ، بيروت.

٤٨ ـ مجمل اللغة : لأبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي ، منشورات مؤسسة الرسالة ، بغداد.

٤٩ ـ المستدرك على الصحيحين : للحاكم النيسابوري ، منشورات دار المعرفة ، بيروت.

٥٠ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل : منشورات دار الفكر ، بيروت.

٥١ ـ المصباح المنير : للفيومي ، منشورات دار الهجرة ، قم.

٥٢ ـ مصابيح السنّة : للفراء البغوي ، منشورات دار المعرفة ، بيروت.

٥٣ ـ معاني الأخبار : للشيخ الصدوق ، منشورات جماعة المدرسين ، قم.

٥٤ ـ المعجم الكبير : للحافظ سليمان أحمد الطبراني ، منشورات دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٩٠

٥٥ ـ معجم مقاييس اللغة : لأبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي ، منشورات مكتب الإعلام الإسلامي ، قم.

٥٦ ـ المفردات في غريب القرآن : للراغب الإصفهاني ، منشورات مكتب الإعلام الإسلامي ، قم.

٥٧ ـ مناقب إبن المغازلي.

٥٨ ـ مناقب الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه واله : من الرياض النضرة : لمحب الدين الطبري ، منشورات بوستان كتاب ، قم.

٥٩ ـ مناقب آل أبي طالب : لأبي جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي ، منشورات علاّمة قم.

٦٠ ـ الموطأ : للإمام مالك بن أنس ، منشورات دار الكتب العلميّة ، بيروت.

٦١ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر : لإبن الأثير ، منشورات المكتبة الإسلاميّة ، بيروت.

* * *

٩١
٩٢

آثار المؤلف

١ ـ تقريرات بحث سيدنا سماحة آية الله العظمى الخوئي قدس سره غير مطبوع كما يلى :

* ـ كتاب الصلاة في أربعة أجزاء.

* ـ كتاب الصوم في جزئين.

* ـ كتاب الخمس في جزء واحد.

* ـ كتاب الزكاة في جزء واحد.

* ـ كتاب الحج في ثلاثة أجزاء.

* ـ كتاب التجارة الجزء الأوّل.

٢ ـ تأليف كتاب الرّسول الأعظم على لسان حفيده الإمام زين العابدين عليه السلام في جزء واحد.

٣ ـ تأليف كتاب الرّسول الأعظم على لسان وصيّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في جزء واحد.

٩٣

٤ ـ تأليف كتاب الرّسول الأعظم على لسان اُم أبيها فاطمة الزهراء عليها السلام في جزء واحد.

٥ ـ تأليف شرح زيارة أمين الله في جزء واحد.

٦ ـ تأليف الأحاديث القدسيّة المشتركه بين السنّة والشّيعة في جزء واحد.

٧ ـ فهارس الآيات والأحاديث والموضوعات لمرآة العقول في جزئين.

٨ ـ تأليف منتخب أحاديث القدسيّة في جزء واحد.

٩ ـ تحقيق خمسة أجزاء من مرآة العقول.

١٠ ـ تحقيق كتاب الصافي في تفسير القرآن في سبعة أجزاء.

١١ ـ تحقيق كتاب رياض السالكين في سبعة أجزاء.

١٢ ـ تحقيق كتاب المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة في جزء واحد.

١٣ ـ تحقيق كتاب من هو المهدي في جزء واحد.

١٤ ـ تحقيق بحث ولاية الفقيه من كتاب عوائد الأيّام في جزء واحد.

١٥ ـ تحقيق كتاب مختلف الشيعة في الأجزاء.

١٦ ـ تحقيق كتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين في جزء واحد.

٩٤

١٧ ـ تحقيق كتاب في رحاب التقوىٰ في جزء واحد.

١٨ ـ تحقيق وتهذيب كتاب المهذب البارع في خمسة أجزاء.

١٩ ـ تحقيق وتهذيب كتاب كنز الدقايق.

٢٠ ـ تحقيق كتاب المحاسن البرقي في جزئين.

* * *

٩٥

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

هذا ويمكن أن يقال : أنّ ما جاء في الآية الكريمة( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) ليس عتاباً وتوبيخاً ، بل هو عطف وإشفاق ، نظير أن يقال للشخص : لماذا تتعب نفسك إلى هذا الحدِّ من دون نتيجة تعادل أتعابك ، فالآية الكريمة كأنّها تريد أن تقول : لماذا تتعب نفسك بإلزامها بترك ذلك الطعام الخاصّ ـ وهو العسل الذي كانت تقدّمه إليه زوجته زينب بنت جحش ـ لترضي بذلك بعض أزواجك ، يعني حفصة وعائشة.

وأمّا قوله تعالى :( وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) فيمكن رجوعه إلى حفصة وعائشة ، أي أنّه سبحانه يغفر لهما ما صدر منهما من إيذاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث طلب من حفصة أن لا تخبر أحداً بأنّه أكل عسلاً في بيت زينب ، ولكنّها أفشت سرَّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا قوله تعالى :( قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) فهو في صدد بيان طريق لتخليص النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه من القسم ، الذي الزم به نفسه ـ حيث حلفصلى‌الله‌عليه‌وآله على ترك تناول العسل ، الذي كانت تقدّمه إليه زينب بنت جحش ـ وذكرت أنّه سبحانه قد شرَّع ما يمكن به تخليص النفس من القسم ، وهو دفع الكفّارة ، فالمقصود من تحلّة إيمانكم هو الكفّارة التي يحلُّ بها الحالف حلفه ، وهذا لا يدلّ على صدور ذنب من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل على صدور القسم منه لا أكثر.

( السيّد يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة وحوزة )

قصّة الإفك :

س : هل لكم أن تذكروا تفاصيل قصّة الإفك ، وكيف حدثت ، برأي علمائنا الأبرار؟ ولكم الأجر والثواب.

ج : خلاصة القصّة حسب ما ورد في رواياتنا عن أهل البيتعليهم‌السلام : أنّ ملك القبط أهدى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غلاماً يدعى جريج ، وجارية تدعى مارية القبطية ، فأسلما وحسن إسلامهما.

٣٦١

فضمّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الجارية إليه ، فولدت له إبراهيم ، فكان يحبّهما حبّاً شديداً ، وأصبح حبّه سبباً لحسد عائشة وحفصة ، حتّى قالتا مع أبويهما للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ إبراهيم ليس بابنك؟! بل هو ولد الغلام جريج ، ونحن نشهد على ذلك.

وعلى الرغم من علم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بكذب الشهادة والتهمة ، لما كان يلهمه من أثر في النفوس ، أراد أن يظهر الأمر ويبيّن الحقيقة لأصحابه ، فأمر الإمام عليعليه‌السلام أن يذهب ويقتل الغلام جريجاً ، وقال له : إذا بان لك أنّ الأمر على غير ما قيل فلا تتعرّض له بسوء.

فذهب الإمام عليعليه‌السلام إلى جريج شاهراً سيفه ، ففرّ جريج من خوفه ، وتسلّق شجرة ، فتبعهعليه‌السلام فأهوى جريج بنفسه على الأرض ، فانحسر ثوبه عن رجليه ، فبان لعليعليه‌السلام أنّه ممسوح ، فأتى به الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرض عليه ما رأى منه.

فأحضر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه ، فشاهدوا الغلام ، وانكشف أمرهم وبطلت تهمتهم ، فجاءوا إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطلبون المغفرة فنزلت الآيات بتبرئة الجارية مارية وجريج عن التهمة ، التي اتهما بها(١) .

( السيّد يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة وحوزة )

له قرين :

س : ما هو القرين؟ وهل صحيح أنّ النبيّ كان عنده قرين؟ ولكم الأجر والثواب.

ج : إنّ معنى القرين هو الصاحب ، أو الشيء الملازم للإنسان ، كعمله وفعله ، قال الله تعالى :( قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ) (٢) ، أي كان له

__________________

١ ـ أُنظر : تفسير القمّي ٢ / ٩٩.

٢ ـ الصافّات : ٥١.

٣٦٢

مصاحب لا يفارقه ، وقال تعالى :( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) (١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لقيس بن عاصم وهو يعظه : «وإنّه لابدّ لك يا قيس من قرين ، يدفن معك وهو حيّ ، وتدفن معه وأنت ميّت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ، ثمّ لا يحشر إلاّ معك ، ولا تبعث إلاّ معه ، ولا تسأل إلاّ عنه ، فلا تجعله إلاّ صالحاً ، فإنّه إن صلح آنست به ، وإن فسد لا تستوحش إلاّ منه ، وهو فعلك »(٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما منكم من أحد إلاّ وقد وكّل به قرين من الشياطين » ، قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : «نعم ، ولكنّ الله أعانني عليه فأسلم » ، رواه أحمد والطبراني والبزّار ، ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان ، وقد وثّق على ضعفه(٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما من أحد إلاّ جعل معه قرين من الجنّ » ، قالوا : ولا أنت؟ قال : «ولا أنا إلاّ أنّ الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلاّ بخير » رواه الطبراني ، وفيه أبو حماد المفضّل بن صدقة ، وهو ضعيف(٤) .

فكُلّ إنسان إذاً له قرين من الشياطين أو من الجنّ ، أي مصاحب له.

( أشتر مذحِج ـ مصر ـ ٢٠ سنة ـ طالب كُلّية الطبّ )

الحقيقة النبوية :

س : أمّا بعد ، فقد كان لي عدّة تساؤلات تعربد في عرصات فكري القاصر ، وعقلي الضئيل العاجز ، ترجو هدوءً لها وسكوناً ، والحديث

__________________

١ ـ الزخرف : ٣٦.

٢ ـ الخصال : ١١٤.

٣ ـ مجمع الزوائد ٨ / ٢٢٥.

٤ ـ نفس المصدر السابق.

٣٦٣

بخصوص أسرار محمّد وآله الطاهرين ، وبالأخص زعيم أهل البيت الأمير الأقدسعليه‌السلام ، وعن حقيقته المعمّى أمرها في مراتب الوجود!

وترددت كثيراً في أن أكتب إليكم كلامي هذا ، لولا أنّني وجدت العديد من الأسئلة لأخوة الولاية ، تعرّضت لهذا الموضوع كثيراً ، ولئن كانت أقل تعمّقاً من تعرّضي هذا ، بل ربما كان السائل يسأل بقصد التكذيب والطعن ، مرتدياً في سؤاله زيّ الموالي المتشيّع ، ووجدت أنّكم قد جاوبتم عليهم بما هو خير جواب ، يحمل في طيّاته هدي أهل البيت وجوهرية كلامه ، الذي ينهل منه كُلّ على حسب علمه ، ويردّه كُلّ امرؤ فيشب منه على قدر ظمئه ، ولا تحجب عن دارها سائل مهما كان علمه!

فوجدت أنّ السكوت عن طلب حقّ لي على نفسي من طلب العلم من مقرّكم يكون طاعةً للشيطان ، وتكاسل عن تلبية نداء الرحمن ، وعلى كُلّ حال فإنّنا قد تشرّفنا بمجرّد طرح سؤالنا ، وقراءتكم لاستفسارنا ، سواء أتانا جوابكم أو حجبتموه عنّا.

عن سيّد الكونين ونبراس نشأة العالمينصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أوّل ما خلق الله القلم العقل روحي نور نبيّك يا جابر »! قال بعض المفسّرين : هي الحقيقة المحمّدية! في حين أنّ أساطين الحكمة والإشراق وجهابذة العرفان والتحقيق ، قد أشاروا إلى غير ذلك ، وخصوصاً الشيخ الأكبر ، ملاّ هادي السبزواري ، وعليه حكم ابن العربي ، فالعقل الأوّل ـ روح المصطفى ـ هو أوّل المبدعات ، وأكثرهم قبولاً لنور الحقيقة المحمّدية.

وعلى قول ملاّ هاديقدس‌سره : « أنّ العقل الأوّل هو أوّل المبدعات أيضاً ، والحقيقة المحمّدية هي برزخ البرازخ ، والنفس الرحماني ، والرحمة التي وسعت كُلّ شيء ، ووجه الله الباقي بعد فناء كُلّ شيء ، والوجود المطلق القائم بقيومية الوجود الحقّ »(١) .

وكلاهما يتّفق مع الآخر مع الاختلاف في أنّ ابن العربي يقرّر أنّ الحقيقة المحمّدية ، أو الوجود المطلق هو الموصوف بالاستواء على العرش الرحماني.

__________________

١ ـ شرح الأسماء الحسنى ١ / ٧.

٣٦٤

وهذا يتّضح أنّه يعني أنّ العرش هو القلم الأعلى ، وهذا يروق لي في النظر كثيراً جدّاً ، وأيضاً أنّ برزخ البرازخ عند ابن العربي ، أو أوّل البرازخ هي النفس الكُلّية ، ويبقى تناقض ظاهري واضح نرجو تفسيره الباطني الثاقب ، ونرجو جوابه عندكم إن شاء الله.

« أنا النقطة تحت الباء » اتفق أهل الحقيقة جميعاً على سرّ النقطة ، وإن اختلفت أقوالهم مع ثبات معناها ، فعند الشيخ الأكبر هي الموجودات كُلّها ، وعند ملاّ هادي هي الإمكان ، وكلاهما شيء واحد ، وكلاهما حقيقة الأمير ، وأنّ الباء بشكلها ونقطتها تمثّل خلافة العقل الكُلّي ، أو الإنسان الكامل عن الألف المحتجبة المنطوي نورها في نور الباء المظلمة بذاتها ، والمنوّرة بنور ربّها ، نعني خلافة الإنسان الكامل عن الذات الإلهية في مرتبتها الواحدية ، ونأتي للإشكال هنا :

ملاّ هاديقدس‌سره يقول : لأنّ الوجود المطلق الذي أشرنا إليه من قبل هو صنع الله وكلامه ، وكلمة كن المشار إليها في الآية الشهيرة ، والمشار إليها في كلام أصل طوبى ، وحقيقة سدرة المنتهى ، الأمير الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّما كلامه سبحانه فعله ، ولو كان قديماً لكان إلها ثانياً.

قالقدس‌سره : « فإنّ العقل الصريح والبرهان الصحيح يدلّنا على التثليث الآمر والأمر والمؤتمر ، والصانع والصنع والمصنوع »(١) .

وهو يعني الوجود الحقّ هو الصانع ، والوجود المطلق هو الصنع ، والوجود المقيّد هو الصنعة ، وتتبادر إلى الأذهان عند ذكر هذه الكلمات ، فتحضر بوجودٍ لا ينكر وشهودٍ لا يستر ، قولة الأمير الشهيرة جدّاً لابن الآكلة : « فإنّا صنائعُ ربّنا والناسُ بعد صنائعٌ لنا »(٢) !!

وأيضاً تلحق بها أقواله : « أنا والله وجهُ الله وأنا العرش ، وأنا الكرسي »! وهذا كُلّه إشارة إلى الوجود المطلق ، الذي هو صنع الله

__________________

١ ـ نفس المصدر السابق.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١١ / ١١٣.

٣٦٥

وكلامه ، وأيضاً روي عنهعليه‌السلام : « أنا الأسماءُ الحسنى »(٢) ، وهي كذلك أيضاً!

والسؤال الذي يطرح نفسه لدينا بقوّة : بأيّ وجه يتّفق السابق مع اللاحق؟ إنّ مرتبة عليعليه‌السلام في مراتب الوجود ، وإن كانت عمى أمرها بعض الشيء أو كثيره.

فإنّ الكثير من العلماء كادوا أن يصرّحون بها ، أمثال ابن العربي في فتوحاته ، وكثير من شعراء أهل البيت المؤيّدين بروح القدس ، بشهادة سيّد الكونين في حديثه لحسّان بن ثابت أمثال كاظم الأزري ، وعبد الباقي الغمري ، بل ومن ليسوا أصلاً من أهل الولاية ، كالحكيم الفاضل ابن أبي الحديد!

ومن علمائنا الكرام ، فالإمام الخميني كاد أن يصرّح بها في مصباح هدايته ، إن لم يكن قد صرّح بها بالفعل ، مستنداً إلى أحد أقوال أبيه المرتضى!

والسؤال مرّة أُخرى ، وننتظر جوابكم على أحرّ من الجمر ، كيف يصحّ الإطلاق على العقل الكُلّي أنّه الحقيقة المحمّدية ، وأنّه كلام الله وأسمائه ، ووجهه الباقي ، وأنّه الرحمة التي وسعت كُلّ شيء ، وكُلّ ما أسلفناه من قبل رغم اختلاف المرتبة تقريباً!

هل هو من جهة الخلافة لهذا؟! أو كما قال السيّد الخمينيقدس‌سره : أنّ الإنسان الكامل هو خليفة الاسم الأعظم ثمّ أعقب : بل هو عين الاسم الأعظم!!

وهذا ما أدين به ، وما دفعني للسؤال سوى بغية الطمأنينة على محصول فكري وبحثي ، وعندنا في مصر تعرفون الحال ، لا حوزات ولا يحزنون ، بل لا كتب أصلاً ، والرجوع إليكم أمثل ، وأكثر طمأنينة لبالي بدلاً من الخوض هكذا بلا دليل أو مرشد ، ومن ليس له شيخ فشيخه الشيطان! ودمتم سالمين.

ج : ينبغي أن يعلم أنّ الوجود المطلق في حقيقته كمفهومه ، له مراتب وتجلّيات ، وهذه التجلّيات إذ لوحظت باعتبار اتصالها ، بل اتحادها بالوجود

__________________

١ ـ شرح الأسماء الحسنى ١ / ٢١٥.

٣٦٦

المطلق فهي عينه ، وتلك التجلّيات مع كونها عينه يغايره بلحاظات ، وهذه اللحاظات لا تشكّل قيوداً ، إنّما هي عبارة عن اتصال النفوس بعد تحرّرها من علائق الجهل بالرياضة ، أو بالجذب إلى الأعلى لاستفادته بنور هدى هاديه ، فعليه هذه اللحاظات أشبه شيء بالمعاني الحرفية لا تقيد تلك التجلّيات ، ولا يمكن أن تصبح عناوينها بل هي نحو استنارة من تلك التجلّيات التي أمكن الاتصال بها كُلّ بحسبه.

هذا التجلّيات على وحدتها من حيث المبدأ تبدو في عين الممكن متكثّرة ، وكُلّ واحد منها يحمل في طيّاته ما هو أوسع من هذا الكون المرئي المحسوس ، فكثرة تلك التجلّيات وسعتها تؤكّد الوحدة التي نشأت منها ، فالعلم واللوح والعرش والكرسي ـ مع قطع النظر عن التفصيليات الواردة في العلم المنقول ـ هي متّحدة بفيض الفيّاض المطلق ، ومن هذا المنطلق كانت الحقيقة المحمّدية والولاية العلوية السامية فكان التجلّي ، وكان الفعل الكُلّي لسعته وإحاطته ، والتعبير عن هذه الذوات بالخلافة ، كما وجد في تعبيرات بعضهم ، إنّما هو نظراً إلى الوظائف التي أُنيطت بها باعتبارها تجلّيات.

واعلم أنّه إن حاول أحد الوصول إلى حقائق هذه المعاني ، فالطريق إليها مخيف ، محاط بمزال الأقدام ، فهو بين الرقي المطلق وبين الانحطاط المطلق ، لأنّ الوصول إلى كنه تلك التجلّيات لا يمكن باستعانة الألفاظ ، وإنّما كما قال سيّد الشهداءعليه‌السلام في مناجاته : «إلهي ما أقربك منّي ، وأبعدني عنك ، وما أرأفك بي ، فما الذي يحجبني عنك »(١) ، وقال : «ها أنا أتوسّل إليك بفقري إليك ، وكيف أتوسّل إليك بما هو محال أن يصل إليك »(٢) .

والمحال أنّ الوصول التي تلك المعاني إنّما يتمّ بطريق الجذب ، والتعبيرات لا توصله بل تبعد وتضطرب وتختلف ، لأنّها تقصر عن أداء الواقع ، وعن الإرشاد

__________________

١ ـ تفسير الصافي ١ / ٢٢٣.

٢ ـ بحار الأنوار ٩٥ / ٢٢٥.

٣٦٧

إلى الحقيقة ، ولذلك لن تجد اثنين اتفقا على التعبير إلاّ نادراً ، بل لعلّك تجد شخصاً واحداً تعبّر تارة بشيء ، وبنحو وأُخرى بشيء آخر ونحو آخر.

ولذلك تجد شمس العارفين وقدوة الموحّدين بعد المعصومين يقول في بعض أرجوزته في مدح النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله :

هو التجلّي التام والمجلى الأتم

ومالك الحدث سلطان القدم

أبو العقول والنفوس والبشر

وقوّة القوى وصورة الصور

ولوح ألواح مجامع الحكم

أو قلم الأقدام أو أعلى القلم

أصل الأُصول فهو علّة العلل

عقل العقول فهو أوّل الأوّل

حقيقة الحقائق الكُلّية

وجوهر الجواهر العلوية(١)

ويقول في ضمن ما وصف به الإمام عليعليه‌السلام :

اسم سما في عالم الأسماء

كالشمس في كواكب السماء

اسم به سيدفع البلاء

وإن يكن أبرمه القضاء

اسم به أورقت الأشجار

اسم به أينعت الثمار

وقامت السبع العلى بلا عمد

باسم علي فهو خير معتمد(٢)

وكما ترى أنّ التعبير أن أراد به الإنسان الكشف والتعبير عن الحقيقة انزلق القلم وتطفّل اللسان ، ولذلك الخير في حقّ المحدد ، أمّا الاكتفاء بما يحصل عليه بالمنقول ، وأمّا إتباع من يجذبه ويعرج به إلى العلا وهو أن نجا وحصل على بغيته ، وأن حفظ من السقطة والزلّة ، فليصمت ولا ينطق ببنت شفه ، فإن فعل فلا يعدم في معظم الأحوال.

__________________

١ ـ الأنوار القدسية : ١٤.

٢ ـ المصدر السابق : ٣٢.

٣٦٨

( سمير ـ روسيا ـ ٢٥ سنة )

( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) :

س : حول آية ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) (١) ، ما تفسير ما جاء في القرآن عن أب إبراهيم ، وكذلك آدم وداود وسليمان ، وذي النون وموسى؟

ج : قال الشيخ الطوسي في تفسير قوله تعالى :( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) : « أي تصرّفك في المصلّين بالركوع والسجود والقيام والقعود ـ في قول ابن عباس وقتادة ـ وفي رواية أُخرى عن ابن عباس : إنّ معناه إنّه أخرجك من نبي إلى نبي حين أخرجك نبيّاً.

وقيل : معناه يراك حين تصلّي وحدك ، وحين تصلّي في جماعة ، وقال قوم من أصحابنا : إنّه أراد تقلّبه من آدم إلى أبيه عبد الله في ظهور الموحّدين ، لم يكن فيهم من يسجد لغير الله »(٢) .

وأمّا عن قول البعض : بأنّنا نسلّم بإيمان آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى إبراهيمعليه‌السلام ، ولكن كيف بالنسبة إلى أب إبراهيمعليه‌السلام ، وقد نصّ القرآن الكريم على كفره؟ حيث قال تعالى :( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (٣) .

فنقول : إنّ ابن حجر العسقلاني يدّعي إجماع المؤرّخين على أنّ آزر لم يكن أبا لإبراهيمعليه‌السلام ، وإنّما كان عمّه أو جدّه لأُمّه على اختلاف النقل ، واسم أبيه الحقيقي : تارخ(٤) .

__________________

١ ـ الشعراء : ٢١٨.

٢ ـ التبيان ٨ / ٦٨.

٣ ـ التوبة : ١١٤.

٤ ـ فتح الباري ٦ / ٢٩٧.

٣٦٩

وإنّما أُطلق عليه لفظ الأب توسّعاً وتجوّزاً ، وهذا كقوله تعالى :( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ ) (١) ، ثمّ عدّ فيهم إسماعيل ، وليس من آبائه ، ولكنّه عمّه.

وعلى هذا يثبت أنّ أباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من بعد إبراهيم إلى آدمعليهم‌السلام موحّدون أيضاً ، وأمّا آدمعليه‌السلام فلا أب له حتّى نبحث عن إيمانه.

وإمّا داود وسليمان وذي النون وموسىعليهم‌السلام ، فالمفروض أنّ آباءهم إلى آدمعليه‌السلام موحّدون كذلك ، لأنّه من البعيد جدّاً أن يختار الله تعالى الأنبياء من نطف غير طاهرة قد دنّستها الأرجاس ، مع أنّ المفروض أنّ النبيّعليه‌السلام لابدّ أن يكون أكمل وأفضل الناس في زمانه من جميع الجهات حتّى من جهة النطفة.

( حسين حبيب عبد الله ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

كان يعلم قبل نبوّته أنّه سيكون نبيّاً :

س : هل الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعلم من قبل أنّه نبي؟ أم من بعد نزول الرسالة؟ وهل كان معصوماً قبل البعثة؟ وإذا كان معصوماً ، فهل كان معصوم على دين عيسى عليه‌السلام ؟ أو إبراهيم الحنيف عليه‌السلام ؟

ج : هناك بعض فرق المسلمين ممّن يعتقد أنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن يعرف قبل البعثة أنّه نبي ، أو سوف يكون نبيّاً ، ولذلك حسب روايات هؤلاء خاف من الملك حين رآه أوّل مرّة ، وأخذته زوجته إلى ورقة بن نوفل ، ولكن الحقّ عند الإمامية أنّه كان نبيّاً ، ولم يخلق عارياً عن العلم والنبوّة.

غاية ما هنالك كان اللازم عليه بأمر من الله الصمت ، وعدم الإعلان إلى حين ما يأمره الله سبحانه به ، وهكذا حصل.

وأمّا أنّه كان يعمل على طبق أيّة شريعة؟ فمسألة طرحت في الكتب الأُصولية القديمة ـ كالعدّة للشيخ الطوسي وغيره ـ وليس لنا فعلاً طريق إلى

__________________

١ ـ البقرة : ١٣٣.

٣٧٠

إحراز ذلك ، والذي نعتقده أنّه كان يعمل على طبق ما أراد الله سبحانه منه ، وأفضلية شريعته يرجّح احتمال كونه يعمل بهذه الشريعة الغرّاء ، ولا ينافي ذلك تأخّر نزول القرآن ، فإنّ الأحكام الشرعية ليست كُلّها موضّحة في القرآن دائماً ، عرفها النبيّ الأعظم بطريق الوحي والإلهام ، ولم ينقطع الاتصال بينه وبين الله سبحانه طرفة عين في حياته.

( أحمد ـ السعودية ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة )

يجوز له أن يقتل من يشاء في مكّة :

س : يقال أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في فتح مكّة أمر المسلمين بقتل المشركين ، حتّى ولو تعلّقوا بأستار الكعبة ، ومن ثمّ عفا عنهم عندما دخل مكّة ، فلماذا غيّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رأيه؟ ألا يعد رأيه الأوّلي انتهاك لحرمات الكعبة؟

ج : لقد آمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تعلّق بأستار الكعبة ، واستثنى من ذلك نفر قليل هدر دمهم ، وهم : مقيس بن سبابة ، وابن أخطل ، وابن أبي سرح ، وقينتان وغيرهم ، وهؤلاء لم يعف عنهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد أجارت أُمّ هاني ـ أُخت الإمام عليعليه‌السلام ـ اثنين منهم ، فآجرهم النبيّ لإجارتها لهم ، ولمكانتها من عليعليه‌السلام .

وكذلك استأمن لامرأتين فأمنهما الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واستأمن عثمان لأبي سرح فأمنه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والنبيّ لم يغيّر رأيه فيهم ، لأنّهم كانوا ممّن يستحقّون القتل ، ولا يستحقّون العفو ، ولا يمكن التغاضي عن الأفعال الشنيعة التي كانوا يعملونها ، حتّى أنّه عاتب المسلمين من عدم قتلهم لأبي سرح ، لما جاء به عثمان ، وتأخّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قبول الأمان له ، وعندما لم يبادر إلى قتله أحد آمنه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّ من خُلقه أن لا يردّ طلب طالب ، ويقبل إجارة المستجير.

٣٧١

ثمّ إنّ ما فعله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من مختصّاته ، ولا يجوز لأحد غيره ، وعلى هذا الأساس فسّر قوله تعالى :( وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) (١) ، أي وأنت محلّ بهذا البلد ، وهو ضدّ المحرم ، والمراد : وأنت حلال لك قتل من رأيت به من الكفّار ، وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكّة ، فأحلّها الله له ، حتّى قاتل وقتل ، وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يحلّ لأحد قبلي ، ولا يحلّ لأحد من بعدي ، ولم يحلّ لي إلاّ ساعة من نهار ».

وعن ابن عباس ومجاهد وقتادة وعطاء : وهذا وعد من الله لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحلّ له مكّة حتّى يقاتل فيها ، ويفتحها على يده ، ويكون بها حلاً ، يصنع بها ما يريد من القتل والأسر ، وقد فعل سبحانه ذلك ، فدخلها غلبة وكُرهاً ، وقتل ابن أخطل وهو متعلّق بأستار الكعبة ، ومقيس بن سبابة وغيرهما(٢) .

( مطير ـ البحرين ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة )

زينب ورقية ربيبتاه :

س : ورد في أحد الأدعية النهارية الخاصّة بشهر رمضان المبارك هذا القول : اللهم صلّ على رقية بنت نبيّك ، والعن من آذى نبيّك فيها ، اللهم صلّ على أُمّ كلثوم بنت نبيّك ، والعن من آذى نبيّك فيها.

مع العلم أن عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور أحمد الوائلي يقول في إحدى محاضراته في تفسير سورة الكوثر : أنّه لا بنت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ فاطمةعليها‌السلام , وأمّا زينب ورقية فهما ربائب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا ما يتعلّق بأُمّ كلثوم فقد عبّر عنها الدكتور بقوله : إنّ بعض المحقّقين يشكّك في وجودها ، وقد اخترعت اختراع لتصبح كلمة ذو النورين ، والسؤال هو التالي :

__________________

١ ـ البلد : ٢.

٢ ـ مجمع البيان ١٠ / ٣٦١.

٣٧٢

١ ـ كيف لنا أن نوفّق بين ما ورد في الدعاء وبين قول الدكتور الوائلي , مع العلم أنّ الدكتور ـ وكما عرف عنه ـ لا يتكلّم جزافاً؟

٢ ـ هل هذا الدعاء من قول المعصومعليه‌السلام ؟

٣ ـ إذا كان كلام الدكتور صحيح ألا يعد ذلك جرحاً في صيام الفرد؟

ملاحظة : أعتذر لعدم تمكّني من تقديم تأريخ المحاضرة ، حيث كانت مأخوذة من القسم العربي براديو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

والأمر الآخر أنّ ذلك الدعاء وارد في كتيب لبعض أدعية الشهر الكريم دون توضيح اسم الدعاء الواردة به تلك العبارات.

وفي الختام : أدعو من العلي القدير أن يسدّد خطاكم في إظهار المذهب الحقّ ، وردّ الشبهات عنه , وشكراً.

ج : يتّضح الجواب بعد بيان عدّة نقاط :

١ ـ ما قاله الشيخ الوائلي راجع إلى الروايات التي تقول أنّه كانت لخديجة بنت خويلد من أُمّها أُخت يقال لها هالة ، لديها ابنتين هما زينب ورقية ، وقد ضمّت خديجة أُختها هالة مع تلك الاثنتين لها ، لأنّها كانت فقيرة ، وقد نسبت تلك الابنتان إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه هو الذي ربّاهما ، وقد كانت عادة أهل الجاهلية أن يسمّون الربيب ابناً.

فالأدعية الواردة ـ والتي تنسب الابنتان إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لابدّ أن تأوّل ، وتحمل على أنّ المراد منها ليس الابن بالمعنى الحقيقي ، بل الابن بمعنى الربيب.

٢ ـ قد ذكر هذا الدعاء كُلّ عن الشيخ المفيد في المقنعة ، والشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد ، وتهذيب الأحكام ، ولم ينسباه إلى المعصوم.

٣ ـ نفهم من كلامك أنّ كلام الدكتور إذا كان صحيحاً يعني أنّ الدعاء كاذب ، والكذب على الله ورسوله في نهار شهر رمضان من المفطّرات.

فنقول : وإنّ كان كلام الشيخ الوائلي صحيحاً بناءً على صحّة تلك الأخبار ، إلاّ أنّه يبقى الدعاء صحيحاً ، لأنّه قابل للتأويل ، وكما عرفت من أنّ المقصود بالابن في الدعاء هو الربيب.

٣٧٣

هذا بالإضافة إلى أنّ الذي يقدح في صحّة الصيام هو الكذب على الله ورسوله والأئمّة ، والقول عنهم بشيء لم يقولوه ، أمّا الدعاء بدعاء منسوب إليهم في بعض الكتب ، فالعهدة فيه على من أورده في كتابه هو لا يدّعي صحّته مطلقاً ، فضلاً عن أنّ الدعاء قابل للتأويل كما عرفت.

وعلى كُلّ حال فزينب ورقية هما ربيبتا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والذي يرجّح هذا القول الكثير من الحقائق منها :

١ ـ هناك من يقول : أنّ خديجة إنّما تزوّجت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل البعثة بعشر أو ثلاث أو خمس سنوات ، فكيف تكون رقية وزينب قد ولدتا من خديجة ، وتزوّجتا قبل البعثة؟

٢ ـ إنّ بعضهم ينصّ على أنّه قد صحّ عنده : أنّ رقية كانت أصغر من الكُلّ حتّى من فاطمةعليها‌السلام ، لكن هذا يناقض ما هو معروف من أنّها تزوّجت في الجاهلية من ابن أبي لهب ، ثمّ جاء الإسلام ففارقهما ، وهذا يدلّل على عدم صحّة الأخبار التي تنسب ولادتها من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد فاطمةعليها‌السلام .

٣ ـ تذكر بعض المصادر : أنّ زينب ولدت وعمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثين سنة ، وتزوّجها أبو العاص بن الربيع قبل البعثة ، وولدت له علياً ـ مات صغيراً ـ وأمامة ، وأمامة أسلمت حيث أسلمت أُمّها أوّل البعثة النبوية.

وهذا غير معقول ، فإنّه لا يمكن لبنت في العاشرة أن تتزوّج ، ويولد لها بنت وتكبر تلك البنت حتّى تسلم مع أُمّها في أوّل البعثة ، وأُمّها لا تزال في العاشرة من عمرها.

( علي سالم الشمّاع ـ الكويت ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

حقيقته :

س : ما هي الحقيقة المحمّدية؟ وفّقتم لكُلّ خير.

٣٧٤

ج : اعلم إنّ الإنسان العادي عاجز عن معرفة حقيقته ، فكيف به أن يعرف حقيقة غيره ، ولاسيّما حقيقة سيّد الرسلصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد روي : « يا علي ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك ، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري »(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا علي ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ، ولا عرفني إلاّ الله وأنت ، ولا عرفك إلاّ الله وأنا »(٢) ، فكيف يمكن أن نعرف الحقيقة المحمّدية؟

( خالد ـ الجزائر ـ ٢٨ سنة ـ التاسعة أساسي )

سمّى المنافقين :

س : أردت أن أسألكم عن ليلة العقبة ، حين قام مجموعة من المنافقين بمحاولة اغتيال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من هؤلاء القوم اللذين أرادوا اغتيال النبيّ؟ ولماذا أغلب الروايات المروية عن حذيفة أو غيره تقول فلان وفلان ، ولا تذكر الأسماء صراحة؟

ج : إنّ المجموعة التي تآمرت على تنفير ناقة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عند العقبة كانوا أربعة عشر شخصاًً ، وصفوا بالنفاق ، وقد عرفهم حذيفة من رواحلهم لأنّهم كانوا ملثّمين ، وعرّفه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأسمائهم ، فكان ـ كما يقول ابن الأثير ـ صاحب سر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنافقين لم يعلمهم أحد إلاّ حذيفة ، أعلمه بهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسأله عمر أفي عمّالي أحد من المنافقين؟ قال : نعم واحد ، قال : من هو؟ قال : لا أذكره ، قال حذيفة : فعزله ، فكأنّما دلّ عليه ، وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلّى عليه عمر(٣) .

وعن أبي الطفيل قال : « كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال : فقال

__________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٦٠.

٢ ـ مختصر بصائر الدرجات : ١٢٥.

٣ ـ أُسد الغابة ١ / ٣٩١.

٣٧٥

له القوم أخبره إذ سألك ، قال : كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر ، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أنّ اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد »(١) .

وروي : أنّ عمّاراً سئل عن أبي موسى ، فقال : لقد سمعت فيه قولاً عظيماً سمعته يقول : صاحب البرنس الأسود ، ثمّ كلح كلوحاً علمت أنّه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط(٢) .

وعن أبي نجا حكيم قال : « كنت جالساً مع عمّار فجاء أبو موسى فقال : ما لي ولك؟ ألست أخاك؟ قال : ما أدري إلاّ أنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يلعنك ليلة الجبل ، قال : إنّه قد استغفر لي ، قال عمّار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار »(٣) .

وعن أبي مسعود قال : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خطبة ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : « إنّ فيكم منافقين فمن سمّيت فليقم » ، ثمّ قال : « قم يا فلان ، قم يا فلان » ، حتّى سمّى ستة وثلاثين رجلاً ثمّ قال : « إنّ فيكم أو منكم فاتقوا الله »(٤) .

أقول : فيظهر ممّا سبق أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاهم وغيرهم من المنافقين ، إلاّ أنّ التعتيم الإعلامي الرسمي كنّى عن الأسماء بفلان وفلان ، وكذلك فيما روي عن حذيفة قال : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة ، ولا يجدون ريحها حتّى يلج الجمل في سم الخياط ، ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة » ، وأربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم(٥) .

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٨ / ١٢٣.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٣ / ٣١٥.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٣٢ / ٩٣.

٤ ـ مسند أحمد ٥ / ٢٧٣ ، المعجم الكبير ١٧ / ٢٤٦.

٥ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٢٠ ، صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٩٨ ، مسند أبي يعلى ٣ / ١٩٠.

٣٧٦

وعلى ذلك شواهد كثيرة طمست فيها حقائق تاريخية حفاظاً على شخوص الحاكمين.

( )

حاشاه أن يتبوّل قائماً :

س : عن رجل عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يطلي فيبول وهو قائم؟ قال : « لابأس به »(٣) ، فما مدى صحّة هذه الرواية؟ كما أنّ أهل السنّة يزعمون بأنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قد بال قائماً ، أليس في ذلك انتقاص له صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : لقد ثبتت عصمة الأنبياءعليهم‌السلام بدليلي العقل والنقل ، ومن مراتب العصمة أن لا تحصل من الأنبياء أُمور توجب النفرة منهم ، لأنّ ذلك ينافي الغرض من بعثتهم ، وهو إبلاغ الرسالات السماوية بواسطتهم إلى الناس ، ومن ذلك مسألة البول قائماً التي توجب النفر من فاعلها ، وقلّة مروءته بين الناس ، والتي لا نتصوّر نحن البشر العادّيون أنّ أحداً من الناس المحترمين ـ فضلاً عن ذوي الشأن والسمو ـ يفعل ذلك.

ومن هنا يذكر ابن قدامة عن أبي مسعود قوله : « من الجفاء أن تبول وأنت قائم ، وكان سعد بن إبراهيم لا يجيز شهادة من بال قائماً ، قالت عائشة : من حدّثكم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يبول قائماً فلا تصدّقوه ، ما كان يبول إلاّ قاعداً ، قال الترمذي : هذا أصحّ شيء في الباب »(٢) .

وأمّا الرواية المنقولة فهي تدلّ على الجواز لا على رجحان الفعل ، وموردها مورد المعذور عن القعود للتبوّل لوجود علّة ، وهي الطلاء من النورة ، مع أنّ الكلام في نسبة ذلك إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه ينافي المروءة لا في جواز الفعل منّا ، فالرواية أجنبية عن محلّ الكلام.

__________________

١ ـ الكافي ٦ / ٥٠٠.

٢ ـ المغني لابن قدامة ١ / ١٥٦.

٣٧٧

أعاذنا الله من زلل الأقدام وزيغ الأفهام ، وأعاننا على ديننا ، وفهم عقيدتنا بجاه محمّد وآله الطيّبين الكرام.

( محمّد ـ الكويت ـ ٤٠ سنة ـ خرّيج جامعة )

عوتب عتاب تشريف لا ذنب :

س : روى علي بن إبراهيم بسند صحيح في تفسير قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) (١) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « نزلت هذه الآية في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وبلال ، وعثمان بن مظعون ، فأمّا أمير المؤمنينعليه‌السلام فحلف أن لا ينام بالليل أبداً ، وأمّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً ، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً.

فدخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة ، فقالت عائشة : ما لي أراك معطّلة؟ فقالت : ولمن أتزيّن؟ فو الله ما قاربني زوجي منذ كذا وكذا ، فإنّه قد ترهّب ، ولبس المسوح ، وزهد في الدنيا ، فلمّا دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرته عائشة بذلك ، فخرج فنادى : الصلاة جامعة.

فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيّبات؟ ألا إنّي أنام بالليل ، وأنكح ، وأفطر بالنهار ، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي.

فقام هؤلاء فقالوا : يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك ، فانزل الله :( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ) (٢) ، ثمّ بيّن كفّارته.

والسؤال الآن : هل علي بن أبي طالبعليه‌السلام أخطأ لأنّه أقسم يمين بعدم النوم ليلاً ، أو أنّ الرسول الذي أخطأ لأنّه خطب على المنبر ، بأنّ ما قام به هؤلاء ـ بمن فيهم علي عليه‌السلام ـ ليس من سنّته؟

__________________

١ ـ المائدة : ٨٧.

٢ ـ المائدة : ٨٩ ، تفسير القمّي ١ / ١٧٩.

٣٧٨

فكان ج : ليس في هذا الخطاب والعتاب منقصة على المخاطب والمعاتب إن لم يكن محمّدة نظير قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (١) ، فهل أخطأ النبيّ حين حرّم ما أحلّ لله له؟

فقالوا : نعم أخطأ النبيّ في ذلك ، وإلاّ ما احتاج الأمر إلى المعاتبة ، فما هو جوابكم؟ ولكم جزيل الشكر.

الجواب : في هذا الحديث دلالة على الكمال ، وفيه محمّدة للمخاطب ، ومن قال لك أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أخطأ فعوتب ، فالمخطئ هو لا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتقريب ذلك :

١ ـ إنّ التحريم ليس تحريماً شرعياً ، بل هو تحريم لغوي ، بمعنى المنع ، أي : لِمَ تمنع نفسك عن مشتهياتك بسبب مرضاة زوجاتك ، فإنّ رضاك مقدّم على رضاهُنّ ، فافعل ما تريد ، وإن هُنّ فعلن ما أردنَ ، فالإثم لهُنَّ لا لك ، فيكون التحريم بالمعنى اللغوي ، كما في قوله تعالى في موسىعليه‌السلام :( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ ) (٢) ، أي منعنا موسى عن ارتضاع امرأة مطلقاً إلاّ أُمّه حتّى رجع إليها.

٢ ـ إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلياًعليه‌السلام ، كُلّ منهما حرَّم على نفسه ، ولم يحرّم تحريماً عامّاً شرعياً ، ليكون خلاف ما أمر الله ، فلو أنّ شخصاً مَنَع نفسه من أكل التفاح مثلاً ، فهل يُعَدُّ هذا مشرِّعاً مُحرِّماً؟! اللهم لا.

٣ ـ إنّ هذا وارد مورد التحنّن والتوجّع ، مثل قوله تعالى :( طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) (٣) .

قال الطبرسي :( تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) ، أي تطلب به رضاء نسائك ، وهُنَّ أحقّ بطلب مرضاتك منك ، وليس في هذا دلالة على وقوع ذنب منه ، صغير أو كبير ، لأنّ تحريم الرجل بعض نسائه ، أو بعض الملاذ ، لسببٍ أو لغير سبب

__________________

١ ـ التحريم : ١.

٢ ـ القصص : ١٢.

٣ ـ طه : ١ ـ ٢.

٣٧٩

ليس بقبيح ، ولا داخلاً في جملة الذنوب ، ولا يمتنع أن يكون خرج هذا القول مخرج التوجّع له ، إذ بالغ في إرضاء أزواجه وتحمَّل في ذلك المشقّة(١) .

٤ ـ قال الفخر الرازي : « أنّ تحريم ما أحلّ الله ليس بذنب بدليل الطلاق والعتاق ، وأمّا العتاب ، فإنّ النهي عن فعل ذلك لابتغاء مرضاة النساء ، أو ليكون زجراً لهُنَّ عن مطالبته بمثل ذلك ، كما يقول القائل لغيره : لم قبلت أمر فلان واقتديت به وهو دونك ، وآثرتَ رضاهُ وهو عبدك ، فليس هذا عتاب ذنب ، وإنّما هو عتاب تشريف »(٢) .

ولذلك ذكر الإمام الحسنعليه‌السلام قضية أمير المؤمنينعليه‌السلام في معرض المدح والفخر ، فقال في حديث له عند معاوية وأصحابه : أنشدكم بالله أتعلمون أنّ عليّاً أوّل من حرّم الشهوات كُلّها على نفسه من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنزل الله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (٣) .

ولتقريب الموضوع خُذ هذا المثال : أنّك لو قلت لولدك : يا بني اعمل ، فصار ولدك يعمل من أجل رضاك ثمانية عشر ساعة كُلّ يوم ، فإنّك سترتاح لامتثاله لأمرك وحرصه على طاعتك ، لكنّك ستقول له : يا بُني أرح نفسك ولا تتعبها كُلّ هذا التعب!! فنهيك له عن أتعاب نفسه مدح وتشريف له.

٥ ـ يبقى إشكال لم تطرحوه ، ولكن ربّما يخطر ببالكم ، وذلك في مثل قوله تعالى :( وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) (٤) ، فإنّ النهي في مثل هذه الموارد نهي تنزيهي إرشادي ، يرشد به إلى ما فيه خير المكلّف وصلاحه في مقام النصح ، لا نهي مولوي.

__________________

١ ـ مجمع البيان ١٠ / ٥٧.

٢ ـ عصمة الأنبياء : ١١١.

٣ ـ المائدة ٨٧ ، الاحتجاج ١ / ٤٠٧.

٤ ـ البقرة : ٣٥.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667