موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 296811 / تحميل: 6701
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

(٢٥)

رواية قتيبة بن سعيد

قال النسائي: « أنبأنا قتيبة بن سعيد، قال ثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، قال: قال زيد بن أرقم: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن ومؤمنة من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد لأنت أولى بكلّ مؤمن من نفسه. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد علي »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « المحدّث في الشرق والغرب ورحل إليه أئمة الدنيا من الأمصار روى عنه الأئمّة الخمسة: البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عيسى وأبو عبد الرحمن، ومن لا يحصى كثرة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « قال الأثرم عن أحمد أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه وقال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة. وقال ابن معين والنسائي: ثقة، زاد النسائي: صدوق قال البرساني: قتيبة صدوق، ليس أحد من الكبار إلّا وقد حمل عنه بالعراق وقال ابن حبان في الثقات: مات قتيبة يوم الأربعاء مستهل شعبان سنة أربعين، وقال مسلمة بن قاسم: خراساني ثقة، مات سنة احدى وأربعين. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له تدليس. وفي الزهرة: روى عنه البخاري

____________________

(١). الخصائص: ٩٥.

(٢). الأنساب - البغلاني.

٦١

ثلاثمائة وثمانية أحاديث، ومسلم ستمائة وثمانية وستين »(١) .

٣ - الذهبي: « قتيبة بن سعيد. أبو رجاء البلخي، عن مالك والليث، وعنه الجماعة، لكن ق بواسطة، والفريابي والسرّاج. مات عن اثنتين وتسعين سنة في شعبان ٢٤٠ »(٢) .

٤ - ابن حجر: « ثقة ثبت، من العاشرة »(٣) .

(٢٦)

رواية أحمد بن حنبل

رواه في ( المسند ) و ( مناقب علي بن أبي طالب ) بطرق متعددة، وقد تقدّم بعضها، وإليك نصوص بعضها:

في المسند: « حدثنا عبدالله، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، عن المغيرة عن أبي عبيدة، عن ميمون أبي عبدالله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلّاها بهجير، قال: فخطبنا - وظلّل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس - فقال: ألستم تعلمون أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

وفيه: « حدثنا عبدالله، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن ميمون أبي عبدالله، قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥٩.

(٢). الكاشف ٢ / ٣٩٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٢٣.

٦٢

الفسطاط فسأل عن ذا فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال ميمون فحدثني بعض القوم عن زيد: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

وفي مناقب علي: « حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا زيد بن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، ونودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين شجرتين، فصلّى الظهر، وأخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي فقال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ».

« حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة عن المغيرة قال: حدثنا أبو عبيدة عن ميمون أبي عبدالله، قال: قال زيد بن أرقم - وأنا أسمع -: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوادٍ يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلّى قال: فخطبنا وظلل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة من الشمس فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أولستم تعلمون، أولستم تشهدون، أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم قالا: حدثنا فطر عن أبي الطفيل، قال: جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم ما سمع لمـّا قام، فقام ثلاثون من الناس قال أبو نعيم: فقام أناس كثير، فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فهذا

٦٣

مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي السريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال سعيد بن جبير: وأنا سمعت مثل هذا عن بن عباس، قال: أظنه قال: وكتمته ».

« حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي، عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: وكيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا مولاه. قال رباح: فلما مضوا. اتّبعتهم وسألت من هم؟ قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيّوب الأنصاري ».

« حدثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليّا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو يقول ما قال: فقام ثلاثة عشر رجلاً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك عن عطيّة العوفي قال: أتيت زيد ابن أرقم، فقلت له: إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم، فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك مني بأس قال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ظهراً، وهو آخذ بيد علي فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فقلت له: هل قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك ما سمعت ».

٦٤

« حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

« حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت عمر، وزاد فيه: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه ».

« حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس عن بريدة، قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلمـّا قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكرت عليّاً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

ترجمته

هذا وأحمد بن حنبل غني عن التعريف والترجمة، لأن شأنه وثقته وجلالته عند أهل السنة أشهر من أن يذكر، وقد اكتفينا في قسم ( حديث النور ) بذكر بعض مصادر ترجمته، فليراجع.

(٢٧)

رواية هارون بن عبد الله

قال النسائي: « أخبرني هارون بن عبدالله البغدادي الحمال، قال: حدثنا

٦٥

مصعب بن المقدام قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل. وأخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا فطر عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: جمع علي الناس في الرحبة فقال: أنشد بالله كلّ امرئ سمع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم غدير: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وهو قائم، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء، فلقيت زيد بن أرقم وأخبرته فقال: ما تشك!! أنا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . واللفظ لأبي داود »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « هارون بن عبدالله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز، الحافظ المعروف بالحمال عنه م ٤ قال إبراهيم الحربي صدوق، لو كان الكذب حلالاً تركه تنزّها. وقال النسائي ثقة »(٢) .

٢ - الذهبي: « م ٤ ثقة مات ٢٤٣ »(٣) .

٣ - السمعاني: « روى عنه: ابنه موسى ومسلم بن الحجاج وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان »(٤) .

____________________

(١). خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب / ١٠٠.

(٢). تهذيب التهذيب ١١ / ٨.

(٣). الكاشف ٣ / ٢١٤.

(٤). الأنساب - الحمال.

٦٦

(٢٨)

رواية محمد بن بشار

قال الترمذي: « حدثنا محمد بن بشار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [ و ] هذا حديث حسن غريب. وروى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبدالله عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه. وابو سريحة هو: حذيفة بن أسيد صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

ترجمته

ابن حجر: « ع - محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبوبكر، بندار، ثقة، من العاشرة، مات سنة ٥٢ وله بضع وثمانون سنة »(٢) .

(٢٩)

رواية محمد بن المثنى

قال النسائي: « أنبأنا محمد بن المثنى قال [ ثنا محمد قال ] ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت [ حدثني ] سعيد بن وهب قال: قام خمسة أو ستة من أصحاب

____________________

(١). صحيح الترمذي ٥ / ٢٩٧.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٧. وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١١ وخلاصة تذهيب الكمال ٢٨٠ / ٢ والعبر ٢ / ٣ وطبقات الحفاظ: ٢٢٢.

٦٧

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي، من أهل البصرة يروي عن غندر. روى عنه البخاري والناس »(٢) .

٢ - الذهبي: « ع - محمد بن المثنى أبو موسى العنزي الحافظ ثقة ورع، مات ٢٥٢ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ع - ثقة ثبت، من العاشرة »(٤) .

(٣٠)

رواية الحسن بن عرفة

قال ابن كثير: « وقال الحسن بن عرفة العبدي، ثنا محمد بن حازم أبو معاوية الضرير، عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد بن أبي وقّاص قال: قدم معاوية في بعض حجّاته، فدخل عليه سعد فذكروا عليّاً، فقال سعد: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ثلاث خصال، لئن يكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، وسمعته يقول: لأعطين الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله، وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي.

____________________

(١). الخصائص: ٩٦.

(٢). الأنساب - العنزي.

(٣). الكاشف ٣ / ٩٣.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٤.

٦٨

إسناده حسن ولم يخرجوه »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « ت س ق - الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، أبو علي البغدادي، صدوق، من العاشرة، مات سنة ٢٥٧ وقد جاوز المائة »(٢) .

٢ - ابن حجر أيضاً: « قال عبدالله بن أحمد عن يحيى بن معين: ثقة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق، وقال أبي: هو صدوق، وقال النسائي: لا بأس به، وقال الدار قطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن علي الحياني في شيوخ أبي داود، قال: روى عنه في كتاب الزهد. وقال مسلمة بن قاسم: أنا عنه غير واحد، وكان ثقة »(٣) .

(٣١)

رواية محمد بن يحيى النيسابوري الذهلي

قال النسائي: « أنبأنا محمد بن يحيى بن عبدالله النيسابوري وأحمد بن عثمان بن حكيم قالا: ثنا عبيدالله بن موسى قال: أخبرنا هاني بن أيوّب عن طلحة [ الايامي ] قال: ثنا عميرة بن سعد أنه سمع علياً - وهو ينشد في الرحبة - من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ فقام بضعة عشر [ ستة نفر ] فشهدوا »(٤) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٠.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٦٨.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٣ باختصار.

(٤). الخصائص ٩٥ - ٩٦.

٦٩

ترجمته

١ - الذهبي: « خ ٤ - محمد بن يحيى بن عبدالله بن خالد بن فارس الذهلي، أبو عبدالله النيسابوري الحافظ. عن: ابن مهدي وعبد الرزاق وأحمد واسحاق. وعنه: خ والأربعة، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وأبو علي الميداني، ولا يكاد البخاري يفصح باسمه لما وقع بينهما، قال ابن أبي داود: ثنا محمد بن يحيى وكان أمير المؤمنين في الحديث. وقال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه توفي ٢٥٨ وله ٨٦ »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ جليل »(٢) .

(٣٢)

رواية حجاج بن يوسف ابن الشاعر

في المسند: « حدثني حجاج بن الشاعر قال: حدثنا شبابة قال. حدثني نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم ورجل من جلسائه عن علي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فزاد الناس بعد: وال من والاه وعاد من عاداه »(٣) .

ترجمته

١ - السمعاني: « وكان ثقة حافظاً. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه. وهو ثقة

____________________

(١). الكاشف ٣ / ١٠٧.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٢١٧.

(٣). مسند أحمد ١ / ١٥٢.

٧٠

من الحفاظ، ممن يحسن الحديث، وسئل أبي عنه فقال: صدوق وسئل أبو داود السجستاني: أيّما أحبّ إليك الرّمادي أو حجاج بن الشاعر؟ قال: حجّاج خير من مائة مثل الرمادي. وقال النسائي: حجاج بن يوسف يقال له ابن الشاعر بغدادي ثقة »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ٢٥٩ »(٢) .

(٣٣)

رواية إسماعيل بن عبدالله سمويه

قال البدخشاني: « ولأحمد في رواية أخرى، ولا بن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبدالله العبدي الاصبهاني المشهور بسمويه عن ابن عباس عن بريدة رضي الله عنهما بلفظ: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه »(٣) .

وقال المتقي: « يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين؟ من كنت مولاه فعلي مولاه.

حم طب وسمويه ك ص عن ابن عباس عن بريدة »(٤) .

ترجمته

١ - السمعاني: « قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وهو ثقة صدوق »(٥) .

٢ - الذهبي: « وفيها توفي إسماعيل بن عبدالله الحافظ قال أبو

____________________

(١). الأنساب - الشاعر.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٥٤.

(٣). مفتاح النجا - مخطوط.

(٤). كنز العمال ١١ / ٦٠٩.

(٥). الأنساب - السموي.

٧١

الشيخ: كان حافظاً متقناً يذاكر بالحديث »(١) .

٣ - السيوطي: « سمويه الحافظ المتقن الطوّاف كان من الحفّاظ والفقهاء، حافظاً متقناً، يذاكر بالحديث. من تأمّل فوائده المرويّة علم اعتنائه بهذا الشأن، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق. مات سنة ٢٦٧ »(٢) .

(٣٤)

رواية الحسن بن علي بن عفان العامري

قال ابن كثير: « وقال الطبراني: ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان المديني، سنة تسعين ومائتين، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر عن طلحة ابن مصرف، عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليّاً على المنبر يناشد أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم [ يقول ما قال ] إلّا قام فشهد. فقام اثنا عشر رجلاً منهم: أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

ورواه أبو العباس ابن عقدة، الحافظ الشيعي، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيدالله بن موسى، عن فطر عن [ أبي إسحاق عن ] عمرو ابن مر وسعيد بن وهب. وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا عليّاً يقول في الرحبة، فذكر نحوه، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله.

____________________

(١). العبر - حوادث ٢٦٧.

(٢). طبقات الحفاظ ٢٤٣.

٧٢

قال أبو اسحاق حين فرغ من هذا الحديث: يا أبا بكر أيّ أشياخ هم »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ق - حسن بن [ علي بن ] عفان قال أبو حاتم: صدوق »(٢) .

٢ - ابن حجر: « قال ابن أبي حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال الدّارقطني: الحسن وأخوه ثقتان. وقال مسلمة بن قاسم: كوفي ثقة، حدثنا عنه ابن الأعرابي »(٣) .

(٣٥)

رواية ابن ماجة القزويني

قال ابن ماجة: « حدثنا علي بن محمد، ثنا أبو الحسين، أخبرني حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البرّاء بن عازب [رضي‌الله‌عنه ] قال: أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّته التي حج، فنزل في بعض الطريق، فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي [رضي‌الله‌عنه ] فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا ولي من أنا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٤) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٨.

(٢). الكاشف ١ / ٢٢٤.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠١ باختصار.

(٤). السنن ١ / ٤٣.

٧٣

ترجمته

١ - اليافعي: « الحافظ الكبير، محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، صاحب السّنن والتاريخ، كان إماماً في الحديث، عارفاً بعلومه وجميع ما يتعلّق به، وكتابه في الحديث أحد الكتب الستة التي هي أصول الحديث واُمّهاته، قلت: هكذا قال الذهبي، وهو مذهب بعض المحدّثين »(١) .

٢ - ابن حجر: « صاحب السنن، أحد الأئمّة، حافظ، صنّف السنن والتفسير والتاريخ، مات سنة ثلاث وسبعين [ ومائتين ] وله أربع وستون »(٢) .

٣ - السيوطي: « قال الخليلي: ثقة كبير، متّفق عليه، محتجّ به، له معرفة بالحديث وحفظ، ومصنّفات في السنن والتفسير والتاريخ، وكان عارفاً بهذا الشأن »(٣) .

(٣٦)

رواية البلاذري

وأمّا رواية أحمد بن يحيى البلاذري، فسيأتي نصّها، مع ترجمته، في قسم دلالة حديث الغدير، إنْ شاء الله تعالى.

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث سنه ٢٧٣.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٠.

(٣). طبقات الحفاظ ٢٧٨.

٧٤

(٣٧)

رواية ابن قتيبة

قال: « وقوع عمرو في عليرضي‌الله‌عنه : - وذكروا أنّ رجلاً من همدان يقال له: برد، قدم على معاوية، فسمع عمراً يقع في علي، فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حق، وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له مناقب مثل مناقب علي. ففزع الفتى، فقال عمرو: [ يا ابن أخي ] إنه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل؟ قال: لا ولكنه آوى ومنع، قال: فهل بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: اتّهامي إيّاه في عثمان. قال له: وأنت أيضا قد اتّهمت، قال: صدقت، فيها خرجت إلى فلسطين، فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنّا أتينا قوماً أخذنا الحجّة عليهم من أفواههم، عليّ على الحق فاتّبعوه »(١) .

ترجمته

أما ترجمته فستأتي إنْ شاء الله تعالى.

وامّا اعتبار كتابه ( الإِمامة والسياسة ) فلا ريب فيه، فإنّه من مصنّفاته المعروفة المعتمد عليها لدى القوم، وقد نقلوا عنه في كتبهم، كالبلوي في ( كتاب ألف باء ) وعمر بن فهد المكي في ( إتحاف الورى بأخبار أم القرى )

____________________

(١). الامامة والسياسة ١ / ١٠٩.

٧٥

(٣٨)

رواية أبي عيسى الترمذي

علم روايته للحديث مما تقدم في رواية محمد بن بشار.

وقال السيوطي: « من كنت مولاه فعلي مولاه. حم عن البراء. عن بريدة. ت ن والضياء عن زيد بن أرقم »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي، الحافظ الضرير أحد الأئمّة الأعلام، وصاحب الجامع وغيره من التّصانيف وقد سمع منه أبو عبدالله البخاري شيخه. قال ابن حبان في الثّقات: كان ممّن جمع وصنّف، وحفظ وذاكر، وقال جعفر بن محمد المستغفري الحافظ: مات أبو عيسى بالترمذ، ليلة الاثنين لثلاث عشر مضت من رجب، سنة تسع وسبعين ومأتين »(٢) .

٢ - اليافعي: « وفيها الإمام الحافظ أحد الأئمّة المقتدى بهم في علم الحديث »(٣) .

____________________

(١). الجامع الصغير ٢ / ١٨١.

(٢). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٣). مرآة الجنان حوادث ٢٧٩. ومن مصادر ترجمته: تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٣ وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٨٧ خلاصة تذهيب الكمال: ٢٠٣ والنجوم الزاهرة ٣ / ٨٨ وشذرات الذهب ٢ / ١٧٤ والعبر حوادث سنة ٢٧٩.

٧٦

(٣٩)

رواية ابن أبي عاصم

أخرج الحديث في ( كتاب السنّة ) حيث قال:

« باب من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا أبوبكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة عن أبن بريدة عن أبيه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك عن حنش بن الحارث عن رياح ابن الحارث عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا محمد بن عوف، ثنا عبيدالله بن موسى، ثنا إسماعيل بن نشيط، عن جميل بن عمارة الوالبي عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول - وهو آخذ بيد علي - فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أحمد بن عبده، حدثنا حسين بن حسن، ثنا رفاعة بن إياس الضبّي، عن أبيه عن جدّه: إن علياًرضي‌الله‌عنه قال لطلحة: أنشدك بالله أسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: نعم.

ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبدالله بن داود، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جدّه قال: ذكر بريدة أن معاوية لمـّا قدم نزل بذي طوى، فجاء سعد فأقعده على سريره فقال سعد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه

٧٧

فعلي مولاه.

ثنا محمد بن أبي غالب، ثنا علي بن بحر، ثنا سلمة بن الفضل، عن سليمان، عن أبي إسحاق قال: سمعت حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا سليمان بن عبيدالله الغيلاني، ثنا أبو عامر، ثنا كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام بحفرة الشجرة بخم - وهو آخذ بيد علي - فقال: أيها الناس، ألستم تشهدون أنّ الله ربكم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإنّ هذا مولاه.

ثنا نصر بن علي، ثنا عبد العلي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن أبيه زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون عن عدي بن ثابت، عن البراء قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: هذا مولى من أنا مولاه أو ولي من أنا مولاه.

ثنا أبوبكر، ثنا الفضل بن دكين، عن كامل أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو موسى، حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان - يعني الأعمش - عن عطية، عن أبي سعيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل ذلك.

٧٨

حدثنا أبو مسعود الرازي، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا فطر عن أبي الطفيل عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم. قال: فمن كنت وليّه فهذا وليّه.

حدثنا أبو مسعود، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو مسعود، ثنا عاصم بن مهجع، ثنا يونس بن أرقم، عن الأعمش، عن أبي ليلى الحضرمي عن زيد بن أرقم قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو مسعود، ثنا عبيدالله بن موسى، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن عليرضي‌الله‌عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا أبو مسعود، ثنا عمرو بن عون، عن خالد، عن الحسن بن عبيدالله، عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا عمّار بن خالد، ثنا إسحاق الأزرق، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، حدثني أبو عبد الرحيم الكندي، ثنا زاذان، قال: شهدت علّياً بالرحبة فقال: أنشد الله أمرءاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا محمد بن خالد بن عبدالله، ثنا أبي عن الأجلح، عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول: سمعت عليارضي‌الله‌عنه ناشد الناس على المنبر من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: سمعنا رسول الله

٧٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوله.

ثنا محمّد بن خالد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: قام علي على المنبر فقال: أنشد الله رجلاً ولا أنشد إلّا أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم. فقام ستة من هذا الجانب وستة من هذا الجانب فقالوا: نشهد أنا سمعنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا محمد بن خالد، ثنا شريك قال: قلت لأبي إسحاق: أسمعت من زيد بن أرقم هذا؟ قال: نعم. يريد: من كنت مولاه.

ثنا أبو مسعود، ثنا علي بن قادم، ثنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن مالك، عن سعد بن أبي وقاص قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه » ٥٩٠ - ٥٩٣.

قال علي المتقي: « عن زاذان أبي عمر قال: سمعت علياً في الرحبة، وهو ينشد الناس: من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال. فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. حم. وابن أبي عاصم في السنّة »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « الإِمام أبوبكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحّاك ابن مخلّد، الشيباني البصري، الحافظ قاضي إصبهان، وصاحب المصنّفات وكان إماماً فقيهاً ظاهريّاً، صالحاً ورعاً، كبير القدر صاحب مناقب »(٢) .

٢ - السيوطي: « ابن أبي عاصم الحافظ الكبير الإِمام وقال ابن

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٧٠.

(٢). العبر حوادث سنة ٢٨٧.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : يا رسول الله إن لقيت كافراً فاقتتلنا ، فضرب يدي بالسيف فقطعها ، ثمّ لاذ بشجرة وقال : أسلمت لله ، أأقتله بعد أن قالها؟

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تقتله » ، قال : يا رسول الله ، فإنّه طرح إحدى يدي ، ثمّ قال ذلك بعدما قطعها أأقتله؟ قال : «لا تقتله ، فإن قتلته فإنّه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال »(١) .

لمّا خاطب ذو الخويصرة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : اتق الله قال خالد بن الوليد : يا رسول الله! ألا أضرب عنقه؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا ، لعلّه أن يكون يصلّي » ، فقال خالد : كم مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ، ولا أشقّ بطونهم »(٢) .

وفي هذه الأحاديث نجد الدلالة واضحة في النهي عن تكفير أهل القبلة ، وأهل الشهادتين كذلك ، والنهي عن رمي الناس بالكفر أو الشرك لأدنى ذنب أو خلاف.

ومن أقوال العلماء في النهي عن تكفير أهل القبلة والناطقين بالشهادتين ، قال ابن حزم عندما تكلّم فيمن يكفّر ولا يكفّر : « وذهبت طائفة إلى أنّه لا يكفّر ولا يفسّق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا ، وإنّ كُلّ من اجتهد في شيء من ذلك فدان بما رأى أنّه الحقّ ، فإنّه مأجور على كُلّ حال ، إن أصاب فأجران ، وإن أخطأ فأجر واحد.

وهذا قول ابن أبي ليلى وأبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود بن علي ، وهو قول كُلّ من عرفنا له قولاً في هذه المسألة من الصحابة ، لا نعلم منهم في ذلك خلافاً أصلاً »(٣) .

وعن أحمد بن زاهر السرخسي ـ أجلّ أصحاب الشيخ أبي الحسن الأشعري ـ قال : « لمّا حضرت الشيخ أبا الحسن الأشعري الوفاة في داري ببغداد قال لي :

__________________

١ ـ المصدر السابق ٨ / ٣٥.

٢ ـ المصدر السابق ٥ / ١١١.

٣ ـ الفصل بين الملل والأهواء والنحل ٣ / ٢٤٧.

٥٠١

أجمع أصحابي ، فجمعتهم ، فقال لنا : أشهدوا على أنّي لا أقول بتكفير أحد من عوام أهل القبلة ، لأنّي رأيتهم كُلّهم يشيرون إلى معبود واحد ، والإسلام يشملهم ويعمّهم »(١) .

وقال القاضي الإيجي : « جمهور المتكلّمين والفقهاء على أنّه لا يكفّر أحد من أهل القبلة »(٢) .

وقال المنّاوي : « فمخالف الحقّ من أهل القبلة ليس بكافر ، ما لم يخالف ما هو من ضروريات الدين ، كحدوث العالم وحشر الأجساد »(٣) .

بل إنّنا نجد أنّه قد جاء عن ابن تيمية ما هذا لفظه : « جميع أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله موحّدون ، ولا يخلّد في النار من أهل التوحيد أحد »(٤) .

ولا تظنّ أنّ ابن تيمية يريد بأهل التوحيد أمراً غامضاً معقّداً أكثر ممّا هو وارد في الروايات الواردة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله السالفة الذكر ، من النطق بالشهادتين والإتيان بالفرائض وعدم جحدها.

وقال الإمام الشافعي : « فأعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن فرض الله أن يقاتلهم حتّى يظهروا أن لا إله إلاّ الله ، فإذا فعلوا منعوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها »(٥) .

وقال القاضي عياض : « اختصاص عصم النفس والمال بمن قال : لا إله إلاّ الله ، تعبير عن الإجابة إلى الإيمان ، أو أنّ المراد بهذا مشركو العرب وأهل الأوثان ومن لا يوحّد ، وهم كانوا أوّل من دعي إلى الإسلام وقوتل عليه ، فأمّا غيرهم ممّن يقرّ بالتوحيد ، فلا يكتفي في عصمته بقوله لا إله إلاّ الله ، إذا كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده ، ولذلك جاء في الحديث الآخر : وأنّي رسول الله ، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة »(٦) .

__________________

١ ـ اليواقيت والجواهر : ٥٠.

٢ ـ المواقف في علم الكلام ٣ / ٥٦٠.

٣ ـ فيض القدير ٥ / ١٢.

٤ ـ مجموع الفتاوى ١١ / ٤٨٧.

٥ ـ الأُم ٧ / ٣١١.

٦ ـ بحار الأنوار ٦٥ / ٢٤٣.

٥٠٢

وبعد هذا لم نجد عند الوهّابيين ما ينهضون به لتكفير المسلمين ، ومنهم أتباع أهل البيتعليهم‌السلام من دليل راجح ، سوى شبهات احتطبوها هنا وهناك من قشور فهم سقيم للشريعة المقدّسة ، فانكبّوا على المسلمين يكفّرونهم لمجرّد التوسّل بالأولياء ، أو لمجرّد زيارة قبورهم ، أو الدعاء عند أضرحتهم الشريفة ، وأمثال هذه الأُمور التي بيّن موارد جوازها علماء المسلمين من جميع المذاهب الإسلامية ـ عدا المخالفين في ذلك لأدلّة الجواز الواردة في القرآن والسنّة كالوهّابيين مثلاً ـ بما لا مزيد عليه.

٥٠٣
٥٠٤

يزيد بن معاوية :

( أُم زهراء ـ السعودية ـ )

مخلّد في النار لقتله أهل البيت :

س : ما حكم من يعتقد بأنّ يزيد قد يستحقّ العفو والرحمة يوم القيامة؟

ج : نعتقد أنّ صاحب هذا القول مبتدع ، لأنّه خلاف النصوص الواردة ، فقد ورد بالتخليد في جهنّم لمن يرتكب قتل إنسان مؤمن عادي ، فكيف بمن يرتكب قتل سيّد الشهداءعليه‌السلام .

بالإضافة إلى النصوص الخاصّة لمن يقتل أهل البيتعليهم‌السلام ، وأن قتلتهم مخلّدون في النار ، ولا تشملهم الشفاعة ، ولا تدركهم الرحمة ، وأنّ من مات مبغضاً لآل محمّد جاء يوم القيامة آيس من رحمة الله ، إلى آخره من النصوص العديدة ، والقول باحتمال شمول العفو والرحمة لمثل هؤلاء ابتداع في الدين.

( ـ ـ )

مصادر سنّية تكفّره وتجوّز لعنه :

س : أرجو التكرّم بتزويدي بمصادر من أهل السنّة عن سيرة يزيد ، والمصادر التي تجيز لعنه لديهم.

ج : قد أفتى كُلّ من سبط بن الجوزي ، والقاضي أبو يعلى ، والتفتازاني ، والسيوطي ، وغيرهم من أعلام السنّة القدامى ، بكفر يزيد وجواز لعنه.

٥٠٥

قال اليافعي : « وأمّا حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممّن استحلّ ذلك ، فهو كافر »(١) .

وقال التفتازاني في شرح العقائد النسفية : « والحقّ إنّ رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا تواتر معناه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه »(٢) .

وقال الذهبي : « كان ناصبياً فظّاً غليظاً ، يتناول المسكر ويفعل المنكر ، افتتح دولته بقتل الحسين ، وختمها بوقعة الحرّة ، فمقته الناس »(٣) .

وقالوا : « إنّه كان مع ذلك إماماً فاسقاً »(٤) .

وقال المسعودي : « ولمّا شمل الناس جور يزيد وعمّاله ، وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه : من قتله ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنصاره ، وما أظهر من شرب الخمور ، وسيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته ، وأنصف منه لخاصّته وعامّته : أخرج أهل المدينة عامله عليهم ، وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان »(٥) .

وقال عبد الله بن حنظلة الغسيل : « فو الله ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إنّ رجلاً ينكح الأُمّهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ويدع الصلاة »(٦) .

وقال الذهبي : « ولما فعل يزيد بأهل ما فعل ، وقتل الحسين واخوته وآله ، وشرب يزيد الخمر ، وارتكب أشياء منكرة ، بغضه الناس ، وخرج عليه غير واحد ، ولم يبارك الله في عمره »(٧) .

__________________

١ ـ شذرات الذهب ١ / ١٢٤.

٢ ـ المصدر السابق ١ / ١٢٣.

٣ ـ نفس المصدر السابق.

٤ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٤٥.

٥ ـ مروج الذهب ٣ / ٦٨.

٦ ـ الطبقات الكبرى ٥ / ٦٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ٤٢٩ ، تاريخ الإسلام ٥ / ٢٧ ، تاريخ الخلفاء : ٢٠٩.

٧ ـ تاريخ الإسلام ٥ / ٣٠.

٥٠٦

هذا ، وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي ـ الفقيه الحنبلي الشهير ـ كتاباً في الردّ على من منع لعن يزيد واسماه : « الردّ على المتعصّب العنيد ».

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

ما ذكر من مناقبه غير صحيح :

س : أمّا بعد ، هناك بعض الروايات التي يدّعي بعض العامّة بأنّها مناقب ليزيد بن معاوية ، منها :

١ ـ أخرج البخاري عن خالد بن معدان : أنّ عمير بن الأسود العنسي حدّثه : أنّه أتى عبادة بن الصامت ـ وهو نازل في ساحل حمص وهو في بناء له ـ ومعه أُمّ حرام ، قال عمير : فحدّثتنا أُمّ حرام أنّها سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « أوّل جيش من أُمّتي يغزون البحر قد أوجبوا ».

قالت أُمّ حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم؟ قال : « أنت فيهم » ، ثمّ قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أوّل جيش من أُمّتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم » ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله؟ قال : « لا »(١) .

٢ ـ وأخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصّة عتبان بن مالك ، قال محمود : فحدّثتها قوماً فيهم أبو أيوب صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوته التي توفّي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم ـ أي أميرهم ـ بأرض الروم(٢) .

٣ ـ قدم ابن عباس وافداً على معاوية ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه ـ أي أن يأتي ابن عباس ـ فأتاه في منزله ، فرحّب به ابن عباس وحدّثه ، فلمّا نهض يزيد من عنده قال ابن عبا السؤال : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس(٣) .

فما رأي سماحتكم في هذه الأحاديث؟

ج : في مقام الجواب ننبّهك إلى عدّة نقاط :

__________________

١ ـ صحيح البخاري ٣ / ٢٣٢.

٢ ـ المصدر السابق ٢ / ٥٦.

٣ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٥١.

٥٠٧

١ ـ إنّ استشهاد الشيعة بمصادر أهل السنّة ليس من باب القول بحجّيتها ، وإنّما من باب الإلزام : «الزموهم بما الزموا به أنفسهم » ، والشيعة وعلى مرّ العصور لم تعتبر صحاح ومسانيد أهل السنّة حجّة عليهم ، لأنّها قد ورد القدح في طرقها وفي مؤلّفيها ، فهي غير سليمة من ناحية الأسانيد ، لذلك لا تكون حجّة ، وإنّما يبحث فيها الشيعة من باب الإلزام.

فإذا استدلّ أهل السنّة بحديث أو أحاديث من صحاحهم أو مسانيدهم ، حاول علماء الشيعة في نقضه الاعتماد على نفس مصادرهم في الجرح والتعديل ، ليكون الزم في الحجّة ، فلو فرضنا أنّ حديثاً ما عندهم لم نتمكّن من إبطاله على مصادرهم ، فهو لا يكون حجّة علينا.

٢ ـ إنّ الأيادي الأثيمة التي حرّفت التاريخ وكانت مستأجرة من قبل السلطان ، أدّت إلى أن لا يصل التاريخ والحوادث المهمّة فيه بصورة نقية ، فأكثر التاريخ الذي رواه أهل السنّة متّهم ، لا يمكن الاعتماد عليه ، يحتاج إلى بحث عميق ، وملاحظة سائر القرائن للتثبّت من الأحداث.

٣ ـ بالنسبة إلى الحديث الأوّل والثاني ، نشاهد بوضوح بأنّه ليس من المتسالم عليه في كتب القوم أنّ يزيد قاد أوّل جيش غزا مدينة قيصر ، حيث ذكر ابن خلدون في تاريخه : « بعث معاوية سنة خمسين جيشاً كثيفاً إلى بلاد الروم مع سفيان بن عوف ، وندب يزيد ابنه ، فتثاقل فتركه ، ثمّ بلغ الناس أنّ الغزاة أصابهم جوع ومرض ، وبلغ معاوية أن يزيد أنشد في ذلك »(١) .

وكذلك نُقل عن ابن التين وابن المنير نفيهما حضور يزيد في تلك الغزوة ، وذهب إلى النفي غيرهم من المؤرّخين.

٤ ـ ذهب ابن التين وابن المنير ـ كما عنهما في فتح الباري ـ أنّ يزيد على فرض وجوده في الجيش ، فإنّ المراد بالمغفرة لمن وجد شرط المغفرة ، قالا : أنّه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاصّ ، إذ لا يختلف أهل العلم أنّ

__________________

١ ـ تاريخ ابن خلدون ٣ / ٩.

٥٠٨

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مغفور لهم » ، مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتّى لو ارتدّ واحد ، ممّن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقاً ، فدلّ على أنّ المراد : مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم(١) .

٥ ـ الرواية الثالثة ضعيفة غير متصلة السند ، فهي مرفوعة ، وأغلب الظنّ كونها أيضاً من وضع أُولئك الذين تلاعبوا في التاريخ ليغيّروا الحقائق.

٦ ـ وأخيراً : فإنّ كُلّ هذا معارض بما روي في ذمّ يزيد ، وكونه خارج عن الجادّة المستقيمة ، ومجموع ما روي في ذمّ يزيد يعطينا اطمئناناً بصدور هذا الذمّ في حقّه ، وهنا نشير إلى بعض ما روي من ذلك ، موكلين التفصيل فيه إلى مراجعة الكتب المؤلّفة في ذلك الموضوع :

عن عبد الله بن جعفر : وكان فيه أيضاً إقبال على الشهوات ، وترك بعض الصلوات في بعض الأوقات ، وإماتتها في غالب الأوقات.

وقد قال الإمام أحمد : حدّثنا أبو عبد الرحمن ، ثنا حيوة ، حدّثني بشير بن أبي عمرو الخولاني : أنّ الوليد بن قيس حدّثه أنّه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة ، واتبعوا الشهوات ، فسوف يلقون غياً ، ثمّ يكون خلف يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر »

وقال الحافظ أبو يعلى : حدّثنا زهير بن حرب ، ثنا الفضل بن دكين ، ثنا كامل أبو العلاء : سمعت أبا صالح ، سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «تعوّذوا بالله من سنة سبعين ، ومن إمارة الصبيان ».

وروى الزبير بن بكار ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنّه قال في يزيد بن معاوية :

لست منّا وليس خالك منّا

يا مضيع الصلوات للشهوات

__________________

١ ـ فتح الباري ٦ / ٧٤.

٥٠٩

وقال الحافظ أبو يعلى : حدّثنا الحكم بن موسى ، ثنا يحيى بن حمزة ، عن هشام بن الغاز ، عن مكحول ، عن أبي عبيدة : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا يزال أمر أُمّتي قائماً بالقسط ، حتّى يثلمه رجل من بني أُمية يقال له يزيد »

وقد رواه ابن عساكر من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي ، عن هشام بن الغاز ، عن مكحول ، عن أبي ثعلبة الخشني ، عن أبي عبيدة ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا يزال أمر هذه الأُمّة قائماً بالقسط ، حتّى يكون أوّل من يثلمه رجل من بني أُمية يقال له يزيد »

وقال أبو يعلى : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن عوف ، عن خالد بن أبي المهاجر ، عن أبي العالية قال : كنّا مع أبي ذر بالشام ، فقال أبو ذر : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أوّل من يغيّر سنّتي رجل من بني أُمية ».

ورواه ابن خزيمة عن بندار ، عن عبد الوهّاب بن عبد المجيد ، عن عوف : حدّثنا مهاجر بن أبي مخلّد ، حدّثني أبو العالية ، حدّثني أبو مسلم ، عن أبي ذر فذكر نحوه

وكذا رواه البخاري في التاريخ ، وأبو يعلى عن محمّد بن المثنّى ، عن عبد الوهّاب ، وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذمّ يزيد بن معاوية(١) .

وكذا أورد غيره ، وهي بمجموعها تبعث الاطمئنان على صدور الذمّ من الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ يزيد ، وأنّه على غير الصراط المستقيم.

وذكر ابن كثير عن عرقدة بن المستظل قال : « سمعت عمر بن الخطّاب يقول : قد علمت وربّ الكعبة متى تهلك العرب ، إذا ساسهم من لم يدرك الجاهلية ، ولم يكن له قدم في الإسلام.

قلت : يزيد بن معاوية أكثر ما نقم عليه في عمله شرب الخمر ، وإتيان بعض الفواحش ، فأمّا قتل الحسين فإنّه كما قال جدّه أبو سفيان يوم أُحد لم يأمر بذلك ولم يسؤه

__________________

١ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٥٢.

٥١٠

وقيل : إنّ يزيد فرح بقتل الحسين أوّل ما بلغه ، ثمّ ندم على ذلك ، فقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى : إنّ يونس بن حبيب الجرمي حدّثه قال : لمّا قتل ابن زياد الحسين ومن معه بعث برؤوسهم إلى يزيد ، فسرّ بقتله أوّلاً ، وحسنت بذلك منزلة ابن زياد عنده ، ثمّ لم يلبث إلاّ قليلاً حتّى ندم »(١) !

وهذا من ابن كثير ليس ببعيد ، فإنّه معروف عنه من دفاعه عن النواصب ومحاولاته لخلق التبريرات لقبائحهم ، وليس العجيب من ابن كثير محاولاته لإيجاد التبريرات ليزيد ، وإنّما العجيب قبوله شرب الخمر ليزيد ، وأنّه فرح بقتل الحسين في البداية.

هذا ، وإنّ من أشدّ قبائح يزيد بعد قتله للحسينعليه‌السلام ما فعله من إباحة المدينة ثلاثة أيّام ، وما جرى في تلك الواقعة ، حتّى اضطر ابن كثير إلى الاعتراف ببعض هذه القبائح فقال : ولكن تجاوز الحدّ بإباحة المدينة ثلاثة أيّام ، فوقع بسبب ذلك شر عظيم كما قدّمنا(٢) .

__________________

١ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٥٤.

٢ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٥٥.

٥١١
٥١٢

الأسئلة المتفرّقة :

( هاني ـ الكويت ـ )

عيد النيروز والغسل فيه :

س : لماذا تعظّمون عيد النيروز؟ وما هي الأدلّة على أنّ الغُسل في ذلك اليوم سنّة مؤكّدة؟

ج : إنّ عيد النيروز هو بإجماع المسلمين ليس من الأعياد التأسيسية التي جاء بها الإسلام ، وكُلّ من قال به فقد قال أنّه عيد تقريري ، أي أنّه قد كان شرّع في الأُمم والشرائع الأُخرى ، والإسلام لم يخالف ذلك بل قرّره ، لما فيه من ميّزات تعبّدية ، فشرّع فيه الغسل والدعاء والصلاة ، وبعض الأذكار الربّانية ، على أنّه لا يخفى عليك أنّ خلفاء أهل السنّة العباسيين كانوا يحتفلون فيه ويعدّونه عيداً ، يوزّعون فيه الهدايا والأموال.

وعليه ، فهذا العيد لم يختصّ بطائفة أو مذهب ، وبما أنّ الشريعة الإسلامية لم تخالف ذلك فنحن نقبله ، لا على أنّه شريعة ودين أتى به الإسلام ، بل على أنّه عيد فيه العبادة والخضوع ، والتوجّه إلى الله تعالى ، والتواصل بين المؤمنين ، وزيارة الأحبّة والأقرباء ، وخصوصاً كبار العائلة ـ من جدّ وأب وأُمّ و ـ وفيه صارت بعض البشارات للأنبياء والرسل والصالحين.

٥١٣

( العرادي ـ البحرين ـ )

الفتوحات الإسلامية :

س : أمّا بعد ، يذهب المسلمون عموماً إلى أنّ الإسلام لم ينتشر بالسيف ، وأنّه( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين ) (١) ، فمن شاء أن يسلم فله إسلامه ، ومن أبى فعليه ذنبه.

ولكن ما هو تفسير الفتوحات الإسلامية في عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ومن بعده الخلفاء؟ فمنها ما كان بالسيف ، وأنّه من يؤمن ويدخل بالإسلام فقد نجى ، ومن يأبى فقد كفر ، أُريد جواب واضح عن ذلك ، وجزاكم الله خيراً.

ج : فلم يثبت أنّ الجيش الإسلامي بأمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قد هاجم مدينةً آمنةً ، أو مجتمعاً آمناً مسالماً بدون مبرّر ، بل التحديد يثبت أنّ كُلّ حرب من الحروب ، أو فتح من تلك الفتوحات كان لسبب مبرّر للقتال ، من قبيل قتل دعاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث كانوا يذهبون لنشر الدعوة الإسلامية في بعض البلدان فيتعرّضون للقتل ، أو من قبيل اضطهاد طغاة تلك البلدان المسلمين في تلك البلدان ، هذا بالنسبة إلى المجتمعات الكافرة.

وأمّا المجتمعات غير الكافرة المسالمة ، التي لم تعلن الحرب على المسلمين ، ولا على الدولة الإسلامية ، ولا على دعاة الإسلام ، ولم تشكّل خطراً على الإسلام والمسلمين( لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ ) (٢) فمثل هذا الصنف الكافر المسالم لم يثبت أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله شنّ عليهم الحرب.

كلامنا في تلك الفتوحات التي جرت على زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي في الواقع بعنوان فتوحات قليلة ، مثلاً من بينها فتح مكّة ، والبقية كانت على شكل حروب دفاعية يتصدّى فيها الجيش الإسلامي للكفّار المعتدين ، كما اعتدى

__________________

١ ـ البقرة : ٢٥٦.

٢ ـ الممتحنة : ٨.

٥١٤

الكافرون في أُحد ، وجمّعوا قواهم وأحزابهم في واقعة الخندق ، وهكذا بقية الحروب ، فالفتح لم يكن في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ قليلاً كفتح مكّة.

أمّا الفتوحات في زمن الخلفاء ، إن ثبت خروج بعض تلك الحروب عن الضوابط ، فذلك ممّا يتحمّل حاكم الوقت آنذاك مسؤوليته ، إذا كان غير المعصوم.

أمّا الإمام المعصومعليه‌السلام فنقطع أنّه كان يسير بحسب الضوابط العسكرية الفقهية في هذا المجال ، كما في عهد الإمام عليعليه‌السلام ، وأشهر قليلة في عهد الإمام الحسنعليه‌السلام .

وأمّا ما عدا ذلك من الحكومات التي لم يكن الحاكم بها المعصومعليه‌السلام ، فإن كانت منطبقة على الضوابط فهي تمثّل الإسلام وإلاّ فلا.

ثمّ بالنسبة إلى الفتوحات فيها كلام ، في أنّ بعض الفتوحات لم تكن على الضوابط ، وإنّما كانت حركة توسّعية لا مبرّر لها ، وبهذا لا يمكننا أن نحمل كُلّ تصرّفات الأمويين أو العباسيين ـ بل وحتّى الخلفاء الثلاثة ـ على الإسلام ، وندّعي أنّها تمثّل خطّ الإسلام الأصيل.

وبالنسبة إلى ما حدث للإمام عليعليه‌السلام ، وأن كان قليلاً لكنّا نجزم أنّه كان مطابقاً للضوابط الإسلامية ، كما وأن أكثر الفتوحات كذلك.

( أُمّ يحيى ـ السعودية ـ )

من البرامج الروحية التزكية والتحلية :

س : ما هي أهمّ البرامج الروحية التي يجب على السالك إلى الله انتهاجها؟

ج : من أهمّ الأُمور التي ينبغي على المؤمن أن يأتي بها هي التزكية والتحلية.

فالتزكية تحصل بالامتناع عن مجموعة من الأُمور التي تجرّ الإنسان إلى الأُمور المادّية الدنيوية ، وتبعده عن التقرّب إلى الله تعالى.

٥١٥

والتحلية تحصل بإتيان مجموعة من الأُمور العبادية التي تقرّب الإنسان إلى الله تعالى ، من قبيل الصلاة ، فإنّها قربان كُلّ تقي ، وقربان كُلّ مؤمن ـ كما ورد في الروايات ـ وخصوصاً إتيانها في أوّل وقتها ، بالإضافة إلى صلاة الليل ، فإنّ لها آثار كبيرة وعظيمة على الإنسان.

ومن قبيل الصوم ، فإنّه زكاة لكم ـ كما ورد في الحديث ـ ففيه أيضاً آثار جليلة للإنسان ، وغير هذه الأُمور التي نصّ الشارع المقدّس عليها ، ويجب إتباع الشارع فيها ، وعدم تجاوزها إلى أعمال من قبيل الصوفية وأمثالها.

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

جاء الإسلام بالعدالة لا بالمساواة :

س : الإسلام جاء بالمساواة بين الناس ، ولكن نرى في حكم القصاص إذا قتل الحرُّ عبداً ، فإنّ الحرّ لا يُقتل ، بينما إذا قتل العبدُ الحرَّ فإنّه يُقتل ، نرجو التوضيح.

ج : إنّ الإسلام لم يأت بالمساواة بين الناس ، وإنّما جاء الإسلام بالعدالة بين الناس ، وفرق بين العدالة والمساواة ، فتارة تتحقّق العدالة ولا مساواة ، وبعبارة أُخرى : يكون تحقّق العدالة بعدم المساواة ، ومورد سؤالكم من هذا القبيل.

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

أعمال الكفّار لا تُقبل :

س : هل أعمال الكفّار تُقبل؟

ج : قد قرّر علماؤنا : أنّ أعمال الكفّار لا تُقبل ، لأنّ قبولها مشروط بالإيمان ، إذاً ما لم يؤمن الإنسان فلا قيمة لأعماله عند الله تعالى.

٥١٦

( حفيظ بلخيرية ـ تونس ـ ٤٠ سنة )

تشكّل الجنّ بشكل الإنسان :

س : جاء في حديثكم : وأنّ الجنّ يتشكّل بشكل الإنسان ، فكيف يمكن أن نأمن على أموالنا وأنفسنا ونسائنا و مع العلم أنّ الآية الكريمة تقول :( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ) (١) .

لي سؤال آخر في موضوع الجنّ وهو : جاء في قوله تعالى :( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض ) (٢) مع العلم أنّ الجنّ يسبح كما يريد في الفضاء ، إلاّ أماكن استراق السمع ، فلماذا جمعتهم الآية مع الإنس؟

ج : إنّ ما ذكر : من أنّ الجنّ يتشكّل بشكل الإنسان ليس على عمومه ، بل في موارد خاصّة ، فلا يكون خارجاً عن الإرادة والتخطيط الإلهي ، وعليه فلا يشكّل خطراً على حياة الإنسان بدون نزول أوامر السماء ، حيث يقول جل وعلا :( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ) (٣) .

وأمّا آية( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُه ) فلا تنفي إمكانية تشكّل الجنّ بأنواع الصور ، بل تبيّن سعة نظره التي هي من مقوّمات وجوده ، إذ هو يرى الإنسان ، ولا يراه الإنسان في الحالات العادية.

وأمّا آية( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ) فتبيّن لنا أهمّية تحصيل العلم في سبيل الإشراف ، وسعة الإطلاع على الآيات التكوينية المخلوقة في عالم الوجود ، هذا من جانب.

ومن جانب آخر ، تنفي عدم انخرام السماوات في وجه الإنس والجنّ ـ كما كان يعتقده أصحاب الفلسفة اليونانية ـ بل تصرّح بإمكانية التوغّل والنفوذ إلى أبعد حدٍ في عالم المادّة ، بشرط الاستعانة بالعقل والعلم.

__________________

١ ـ الأعراف : ٢٧.

٢ ـ الرحمن : ٣٣.

٣ ـ الانفطار : ١٠.

٥١٧

ثمّ من المعلوم ، أنّ الجنّ ـ وبحسب كيفية خلقهم ـ يمكن لهم التردّد في الفضاء في حدودٍ معيّنة ، وهذا لا يزيد في شأنهم ، إذ لا دور لهم في تحديد هذه الإمكانية ، ولا في أصل وجودها ، بل أنّهم خلقوا هكذا.

وممّا ذكرنا يظهر أنّهم أيضاً ـ كالإنس ـ مخاطبون بهذه الآية إلى توسيع دائرة علومهم في معرفة الكون ، بمعونة تحصيل الأسباب والمقدّمات العلمية.

( حسن البحراني ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب )

معنى آية الله :

س : هناك أُناس جهّال ، عندما يسمعون كلمة « آية الله » يسخرون منها ، ويقولون : بأن لا يصحّ هذا القول إلاّ للقرآن فقط ، وإنّما أناس مثلنا لا نقول لهم هذه الكلمة.

ج : إنّ معنى الآية في اللغة : العلامة ، وآية الرجل بمعنى شخصه ، لذا تسمّى آيات القرآن آية ، لأنّها علامة لانقطاع الكلام ، وتأتي أيضاً بمعنى العبرة ، قال تعالى :( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ ) (١) ، أي أُمور وعبر مختلفة.

وإذا استقصيت آيات القرآن الكريم لوجدت أنّ معنى الآية هي العلامة والعبرة ، والحجّة والدليل والبرهان إلى غير ذلك من المترادفات.

قال تعالى :( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ) (٢) ، وقال تعالى :( أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) (٣) ، وقال تعالى :( وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ) (٤) ، وقال تعالى :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ) (٥) ، إلى آخر الآيات الكريمة التي تعطي مجتمعة بمعنى الحجّية ، أي لو ضممنا

__________________

١ ـ يوسف : ٧.

٢ ـ البقرة : ٢١١.

٣ ـ آل عمران : ٤٩.

٤ ـ الأنعام : ٢٥.

٥ ـ هود : ١٠٣.

٥١٨

جميع المعاني إلى بعضها ، لكان المعنى المستحصل من الآية بمعنى الحجّة والحجّية التي يحتجّ بها الله تعالى على عباده ، سواء كان مصداق الحجّية نبيّاً من الأنبياء ، أو كان كافراً من الكافرين.

فعلى الأوّل كما في قوله تعالى :( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) (١) ، وعلى الثاني كما في قوله تعالى واصفاً مآل فرعون ومصيره :( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) (٢) ، فكلا المصداقين يكونان في مقام الحجّية التي يحتجّ الله بها على عباده ، إلاّ أنّ مقام المصداقين متغايران ، فأحدهما مصداق الطاعة ـ كما في مريم وابنها ـ والآخر مصداق المعصية ـ كما في فرعون وقومه ـ وكذلك إذاً تتعدد أغراض الآية ، فكُلّ بحسبه.

وهكذا دأبت الإمامية في أدبياتها المرجعية أن تطلق على كُلّ من يكون حجّة بينها وبين الله تعالى في أخذ الأحكام بكونه آية ـ أي دليلاً ومرجعاً للناس في أخذ الأحكام الإلهية ـ ونسبة الآية إلى الله تعالى ، بمعنى حجّة الله على عباده ، كي يحتجّ بها عليهم في التبليغ والإرشاد.

فهل من مانع لغوي أو اصطلاحي يدفع بهؤلاء أن يستغربوا من المصطلح؟ أو يؤدّي بهم إلى الاستهزاء كما عبّرتم؟ وهذا لعلّه جهلاً منهم بمنشأ الاصطلاح وسببه ، والناس أعداء ما جهلوا.

( خليفة ـ ـ )

مفهوم نحوسة الأيّام :

س : ما هو تعريف النحوسة؟ وما هي مسبّباتها؟ وهل توجد روايات صحيحة السند مروية عن الرسول وأهل بيته عليهم‌السلام ؟ شاكرين لكم جهودكم رعاكم الله.

__________________

١ ـ المؤمنون : ٥٠.

٢ ـ يونس : ٩٢.

٥١٩

ج : إنّ النحوسة قد وردت في النصوص الدينية ، ففي الكتاب قوله تعالى :( فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ) (١) ، وقوله تعالى :( فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ ) (٢) ، وأما في الروايات فكثير ، يمكنك لمشاهدتها مراجعة كتاب بحار الأنوار ، الجزء التاسع والخمسين ، أبواب التعويذات من الأدعية ، وعليه ، فلا مجال لإنكارها ، إلاّ ما دلّ عليه دليل عقلي أو نقلي صحيح.

وأمّا مفهوم نحوسة الأيّام ، فهو ليس بمعنى شؤم اليوم نفسه ، بل هو إشارة إلى الظرف الزماني الذي لا يناسب العمل الكذائي ، وهذا لا بُعد فيه ، بل قد يؤيّده العقل والنقل.

وتوضيحه : أنّ ظروف الحياة البشرية وجميع مستلزماتها وملابساتها لم تكن معلومةً في جميع أبعادها ، فكُلّ جزءٍ منها يرتبط بملايين العوامل المؤثّرة والمنفعلة في الكون ، والتشريعات والأديان السماوية بما أنّها تمتدّ جذورها إلى مبدأ الخلق والتكوين ، فإنّها تنظر بعين الحقيقة إلى كافّة الظروف والشرائط الزمانية والمكانية في حياة الإنسان ، لتحسين وضعه ، وتجنّبه المساوئ والسلبيّات ، فترى مثلاً : أنّ العمل الفلاني في مقطع خاصّ من الزمان ، قد يؤدّي إلى إرهاقه وعرقلة سيره في حياته نحو الأفضل ، وهذه هي عبارة أُخرى عن نحوسة ذلك المقطع الخاصّ من الزمان ، وهكذا.

وبالجملة : فالنحوسة ـ وما يقابلها أي السعادة ـ ليست صفة للأيّام في الواقع ، بل إنّها إشعار وإشارة إلى عدم ملائمة الوقت لفعلٍ ما ، ويؤيّد ما ذكرناه أنّه قد ورد في بعض النصوص أنّ اليوم الفلاني نحس بالنسبة لفعلٍ ما ، أو شخصٍ معيّنٍ ما ، وفي نفس الوقت لم يكن نحساً لأعمال أُخرى ، أو أشخاص آخرين.

__________________

١ ـ القمر : ١٩.

٢ ـ فصّلت : ١٦.

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667