موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 296734 / تحميل: 6700
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ونبله، وقد سمع منه أحمد بن حنبل حديثاً حدثه به عن والده. توفي في وسط سنة ٢٧٢ »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين. دعس»(٢) .

٣ - السيوطي: « وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة وخلق، وثقه النسائي. ومات بحمص سنة ٢٧٢ »(٣) .

٤ - وذكرهاليافعي فيمن توفي في السنة المذكورة.

(٩٢)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي أبو داود الحراني

المتوفى سنة (٢٧٢) أخرج النسائي « عنه، عن عمران بن أبان، عن شريك، عن أبي إسحاق عن زيد، قال: سمعت علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه يقول على منبر الكوفة: إني أنشد الله رجلاً - ولا يشهد إلّا أصحاب محمد - سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام ستة من جانب المنبر الآخر(٤) فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ذلك. قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء ابن عازب يحدّث بهذا عن رسول الله؟ قال: نعم »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨١.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٩٧.

(٣). طبقات الحفاظ ٢٥٨.

(٤). كذا.

(٥). الخصائص: ٩٦.

٣٢١

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - وقالالذهبي: « سليمان بن سيف الحافظ الثقة أبو داود الحرّاني محدّث حرّان روى عنه النسائي كثيراً ووثّقه »(٢) .

٣ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة حافظ »(٤) .

(٩٣)

عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي

المتوفى سنة (٢٧٦). أخرج الحاكم أبو عبدالله النيسابوري حديث الغدير، عن أبي الحسين ابن تميم الحنظلي البغدادي، عن أبي قلابة الرقاشي، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله الحديث(٥) .

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٦) .

٢ - وقالالذهبي: « أبو قلابة: الحافظ العالم المسند حدّث عنه: ابن

____________________

(١). الثقات ٨ / ٢٨١.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩٣.

(٣). تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٩.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٣٢٦.

(٥). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٦). الثقات ٨ / ٣٩١.

٣٢٢

ماجة وابن صاعد قال الدار قطني: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدّث من حفظه وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: أمين مأمون كتبت عنه. وقال محمد بن جرير: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة »(١) .

٣ - وفيالكاشف: « صدوق يخطي »(٢) .

٤ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) .

٥ - وفيتقريب التهذيب: « صدوق يخطئ، تغيّر حفظه لمـّا سكن بغداد »(٤) .

(٩٤)

أحمد بن حازم الغفاري الكوفي الشهير بابن أبي غرزة(٥)

المتوفى سنة (٢٧٦). أخرج الحاكم الحديث عن محمد بن صالح بن هاني قال: ثنا أحمد بن نصر، وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري إلى آخر ما تقدم في رواية « أحمد بن يوسف ».

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن أبي غرزة. هو الحافظ المجود أبو عمرو احمد بن حازم الغفاري الكوفي صاحب المسند حدّث عنه: مطين ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وابراهيم بن عبدالله بن أبي العزائم وابن عقدة الحافظ وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٠.

(٢). الكاشف ٢ / ٢١٤.

(٣). تهذيب التهذيب ٦ / ٤٢٠.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٥٢٢.

(٥). كذا في المصادر الآتية لا « ابن عزيزة ».

٣٢٣

قلت: توفي في ذي الحجة سنة ٢٧٦ »(١) .

٢ - وذكرهالسيوطي في طبقاته حيث قال: « ابن أبي غرزة الحافظ المجود »(٢) .

٣ - وقالاليافعي: « ومحدّث الكوفة أبو عمرو محمد بن حازم الغفاري الحافظ »(٣) .

(٩٥)

ابراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني ابو إسحاق المعروف بابن ديزيل

المتوفى سنة (٢٨٠) أو (٢٨١). روى حديث الركبان في كتابه ( كتاب صفين ) كما تقدم في الكتاب.

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن ديزيل - الحافظ الرحّال ابو اسحاق ابراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني. ويلقب بدابة عفان وبسيفنة. وسيفنة طائر لا يحطّ على شجرة إلّا أكل ورقها. وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخاً إلّا وينزفه قال الحاكم: ثقة مأمون »(٤) .

٢ - السيوطي: « ابن ديزيل الحافظ الرحال قال الحاكم: ثقة مأمون. وقال غيره: محدث همذان كان يضرب بكتابه المثل. قال علي بن عيسى: الإِسناد الذي يأتي به ابن ديزيل لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أنْ لا يؤكل، لصحّة إسناده، مات في شعبان سنة ٢٨١ »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩٤.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٦٦.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٢٧٦، وفيها: « محمد » والظاهر أنه غلط.

(٤). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٨.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٦٩.

٣٢٤

(٩٦)

ابراهيم بن عبدالله بن مسلم الكجي البصري

المتوفى سنة (٢٩٢). أخرج أبو إسحاق الثعلبي قال: « أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبدالله الكجي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد عن علي بن زيد، عن عدي ابن ثابت عن البراء بن عازب قال: لمـّا نزلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم، فنادى إن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبو القاسم البغوي، واسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثاً كثيراً » ثم ترجمه فروى ثقته عن موسى بن هارون والدار قطني، وعن عبد الغني بن سعيد الحافظ « ثقة نبيل »(٢) .

٢ - الذهبي: « أبو مسلم الكجي الحافظ المسند وثّقه الدار قطني

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٢٠.

٣٢٥

وغيره، وكان سرياً نبيلاً عالماً بالحديث »(١) .

٣ - السيوطي: « وثّقه الشيوخ »(٢) .

(٩٧)

صالح بن محمد بن عمرو البغدادي الملقب بـ ( جزرة )

المتوفى سنة (٢٩٣) أو (٢٩٤)، أخرج الحاكم حديث الغدير، عن أبي نصر أحمد بن سهل الفقيه، عن صالح بن محمد الحافظ البغدادي، عن خلف بن سالم المخرمي، عن يحيى ابن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لمـّا رجع رسول الله الحديث(٣) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان حافظاً عارفاً، من أئمّة الحديث، وممن يرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الأخبار، وكان صدوقاً ثبتاً أميناً » ثم روى ثقته والثناء عليه عن الدارقطني وغيره(٤) .

٢ - الذهبي: « جزرة، الحافظ العلّامة الثبت، شيخ ما وراء النهر »(٥) .

٣ - السيوطي: « جزرة الحافظ العلّامة الثبت، شيخ ما وراء النهر قال الادريسي: ما أعلم في عصره بالعراق ولا بخراسان مثله في الحفظ، دخل ما وراء النهر فحدّث مدة من حفظه ولم يأخذ عليه أحد خطأ فيما حدّث »(٦) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٢٠.

(٢). طبقات الحفاظ ٢٧٣.

(٣). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٤). تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤١.

(٦). طبقات الحفاظ: ٢٨١.

٣٢٦

(٩٨)

محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي

المتوفى سنة (٢٩٧). وقع في سند رواية الحافظ أبي الفتح محمد بن علي النطنزي حديث الغدير عن أبي سعيد الخدري

و روى الحافظ أبو نعيم الاصبهاني « عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن علي بن عابس عن أبي الجحاف والأعمش عن عطية قال: نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي يوم غدير خم »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان كثير الحديث، واسع الرواية، ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأبوبكر النجاد، وأحمد بن كامل، واسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبوبكر الشافعي وغيرهم سئل أبو علي صالح بن محمد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة فقال: ثقة سئل عبدان عن ابن عثمان بن أبي شيبة فقال: ما علمنا إلّا خيراً، كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه الكتاب يقرأ علينا »(٢) .

٢ - الذهبي: « الحافظ البارع محدّث الكوفة » ثم ذكر ثقته عن جزرة،

____________________

(١). ما نزل من القرآن في علي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٣ / ٤٢.

٣٢٧

وعن ابن عدي: « لم أر له حديثاً منكراً فأذكره، وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به »(١) .

(٩٩)

أبو هريرة محمد بن أيوب الواسطي.

أخرج الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا: « أنبأ محمد أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه عن أبي الطفيل عن زيد يقول: نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، عند سمرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم راح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشية فصلّى ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول. ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي. ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات. قالوا: نعم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عنه: أبو حاتم، وأبو زرعة، صدوق »(٣) .

٢ - وذكرهابن حبان في الثقات(٤) .

٣ - وصححالحاكم حديثه في المستدرك(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٦١.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٣). الكاشف ٣ / ٢٣.

(٤). الثقات ٩ / ١١٤.

(٥). المستدرك ٣ / ١٠٩.

٣٢٨

٤ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(١) .

٥ - وقال فيتقريبه: « صدوق »(٢) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٩ / ٦٩.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٧.

٣٢٩

٣٣٠

القرن الرابع

(١٠٠)

عبدالله بن الصقر بن نصر أبو العباس السكري البغدادي

المتوفى سنة (٣٠٢). في فضائل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لأحمد بن حنبل - من زيادات القطيعي - عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ربيعة الجرشي الحديث كما تقدم في « ابن أبي نجيح »(١) .

ترجمته

قالالخطيب: « روى: عنه جعفر الخلدي، وأبوبكر الشافعي، وعبد الملك بن الحسن السقطي، وابن مالك القطيعي، وأبو حفص بن الزيات وكان ثقة. وقال الدارقطني: هو صدوق »(٢) .

____________________

(١). فضائل علي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.

٣٣١

(١٠١)

أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي الأحول

المتوفى سنة (٣١١). روى الحافظ الخطيب البغدادي قال: « أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبدالله بن عمر بن حفص بن بيان بن دينار الأخباري، في منزله بدرب الساج، في جوار ابن الشونيزي، في ثلاث وستين وثلاثمائة حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطّار، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا بالرحبة ينشد الناس من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدرياً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

ترجمهالخطيب قال: « روى عنه: محمد بن مخلد، وأبوبكر الشافعي، وعبدالله بن موسى الهاشمي، واسماعيل بن محمد بن زنجي، وكان صدوقاً »(٢) .

(١٠٢)

محمد بن جمعة بن خلف القهستاني أبو قريش

المتوفى سنة (٣١٣). تقدم

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٦.

(٢). المصدر ٥ / ١٠٧.

٣٣٢

عن ( زين الفتى ) وقوعه في سند الحديث، المشتمل على تهنئة عمر بن الخطاب عن البراء بن عازب.

ترجمته

١ - الخطيب: « محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني، كان ضابطاً متقناً حافظاً، كثير السماع والرحلة، جمع المسندين على الرجال والأبواب، وصنف حديث الأئمّة مالك والثوري وشعبة ويحيى بن سعيد وغيرهم، وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم » ثم روى عن أبي علي الحافظ يقول: « نا أبو قريش محمد بن جمعة القهستاني الحافظ الثقة الأمين » وعن الدار قطني: « حافظ حديثه عند أهل خراسان »(١) .

٢ - الذهبي: « أبو قريش الحافظ الحجة كان من العلماء الكبار، صنف المسند الكبير، وكتاباً على الأبواب، وصنف حديث مالك وسفيان وشعبة، وكان يَقِظاً فهماً حافظاً مذاكراً صاحب اتقان »(٢) .

٣ - السيوطي: « أبو قريش الحافظ الحجة »(٣) .

وله ترجمة في العبر ٢ / ١٥٨ وشذرات الذهب ٢ / ٢٦٨.

(١٠٣)

أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي

المتوفى سنة (٣٢٠). رواه في كتابه ( الكنى والأسماء ) حيث قال: « أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أنبأ قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن زيد بن أرقم

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ١٦٩.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٦٦.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٢٢.

٣٣٣

قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، إذ نزلنا منزلاً يقال له غدير خم، فنودي أن الصلاة جامعة، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد عليعليه‌السلام »(١) .

وقال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: أنبأ يحيى بن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني عن أبي قلابة قال: نشد علي في الرحبة، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم رجل عليه جبة عليها أزرار حضرمية فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - السمعاني، فذكر مشايخه ومن روى عنه من كبار الأئمّة كالطبراني وأبي حاتم ابن حبان وابن عدي(٣) .

٢ - ابن خلكان: « كان عالماً بالحديث والأخبار والتواريخ، واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة »(٤) .

٣ - الذهبي: « الدولابي الحافظ العالم قال الدارقطني: تكلّموا فيه وما تبيّن من أمره إلّا خير »(٥) .

____________________

(١). الكنى والأسماء ٢ / ٦١.

(٢). المصدر نفسه ٢ / ٨٨.

(٣). الأنساب - الدولابي.

(٤). وفيات الأعيان ٣ / ٤٧٤.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٩.

٣٣٤

(١٠٤)

أبو جعفر أحمد بن عبدالله بن أحمد البزاز المعروف بابن النيري

المتوفى سنة (٣٢٠). روى الحافظ الخطيب: « وعن أحمد بن عبدالله النيري عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطب: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفتح يوسف القواس، وأحمد بن محمد بن الجراح الحرار، ومحمد بن عبدالله بن أخي ميمي. وحدثني الحسن بن أبي طالب: أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات » وروى عن أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الحرار: « حدثنا أحمد بن عبدالله بن النيري أبو جعفر البزاز ثقة »(٢) .

٢ - ابن الأثير: « حدّث عن: أبي سعيد الأشج، ومحمد بن عبدالله المجزمي وغيرهما. روى عنه: محمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص بن شاهين،

____________________

(١). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٢). تاريخ بغداد ٤ / ٢٦٦.

٣٣٥

وأبو الفتح القوّاس. ومات في شعبان سنة ٣٢٠ »(١) .

٣ - السمعاني: « وحكي أن القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات »(٢) .

(١٠٥)

أبو إسحاق ابراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي

المتوفى سنة (٣٢٥). روى الحمويني قال: وأخبرنا الامام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله ابن أبي القاسم ابن أبي غالب السّامري بقراءتي عليه، بجامع القصر ببغداد، ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ٦٨٢، قال: أنبأنا الشيخ محاسن ابن عمر بن رضوان الحرائتي سماعاً عليه، في الحادي والعشرين من المحرم سنة ٦٢٢ قال: أنبأنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن نصر بن الزعفراني سماعا عليه، في السادس من شهر رجب سنة ٥٥٠ قالا: أنبأنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي ابن ابراهيم الفراء البانياسي سماعاً عليه قال: أنبأنا ابن الزاغوني في شعبان سنة ٤٦٣ قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بقراءة عليه وأنا أسمع، في ثالث عشر من رجب سنة ٤٠٥ قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق قال: أنبأنا أبو سعيد الأشج قال: أنبأنا المطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال:

كنت عند جابر بن عبدالله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنيفة وأبو جعفرعليهما‌السلام ، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله [ يا جابر ] إلّا حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: كنّا بالجحفة بغدير خم وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله

____________________

(١). اللباب ٣ / ٣٤٠.

(٢). الأنساب - النيري.

٣٣٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله من خباء أو فسطاط، فأشار بيد ثلاثاً، فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ورواه الحافظ الكنجي أيضاً، وقد تقدم سابقاً.

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وأبو حفص الكتاني وجماعة آخرهم أحمد بن محمد بن الصلت المجبّر، وكان إبراهيم يسكن سر من رأى وحدّث بها وببغداد »(٢) .

٢ - ابن الجوزي: « حدّث عن جماعة. روى عنه الدارقطني وابن شاهين في آخرين، وكان يسكن سرمن رأى وحدّث بها وببغداد، وتوفي في محرم هذه السنّة »(٣) .

٣ - الذهبي: « وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب »(٤) .

(١٠٦)

عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي

المتوفى سنة (٣٢٧). قال الحافظ جلال الدين السيوطي: « وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لمـّا نزلت:( بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) قال: يا رب إنما أنا واحد، كيف أصنع يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) .

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٦٢.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٣٧.

(٣). المنتظم ٦ / ٢٨٩ حوادث ٣٢٥.

(٤). العبر ٢ / ٢٠٥ حوادث ٣٢٥.

٣٣٧

وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أن علياً مولى المؤمنين( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) »(١) .

وقال الشوكاني: « أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) على رسول الله يوم غدير خم، في علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه »(٢) .

وكذا ذكر كلّ من شهاب الدين الآلوسي(٣) .

والشيخ محمد عبده المصري(٤) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عبد الرحمن العلّامة الحافظ كان بحراً لا تدركه الدلاء، قال الامام أبو الوليد الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم ثقة حافظ »(٥) .

٢ - وقال الذهبي أيضاً: « ابن أبي حاتم الامام الحافظ الناقد شيخ الإسلام »(٦) .

٣ - ابن شاكر الكتبي: « الامام ابن الامام الحافظ ابن الحافظ قال أبو يعلى الخليلي: كان يعد من الأبدال، وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل »(٧) .

____________________

(١). الدر المنثور ٢ / ٢٩٨.

(٢). فتح القدير ٣ / ٥٧.

(٣). روح المعاني ٢ / ٣٤٨.

(٤). المنار ٦ / ٤٦٣.

(٥). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٦.

(٦). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٩.

(٧). فوات الوفيات ٢ / ٢٨٧.

٣٣٨

٤ - السبكي وحكى كلمة الخليلي المذكورة(١) .

(١٠٧)

أبو نصر حبشون بن موسى الخلال

المتوفى سنة (٣٣١). روى الخطيب البغدادي الحافظ عن عبدالله بن علي بن محمد بن بشران عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني عن حبشون الخلال عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً » إلى آخر ما تقدم في « أحمد بن عبدالله النيّري »(٢) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبوبكر ابن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص ابن شاهين، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وأبو القاسم ابن الثلاج وغيرهم. وكان ثقة » ثم روى عن الدارقطني قوله « صدوق »(٣) .

٢ - ابن الجوزي: « ولد سنة ١٣٤، وسمع الحسن بن عرفة وغيره، روى عنه: الدارقطني وابن شاهين، وكان ثقة، يسكن باب البصرة، توفي في شعبان هذه السنة »(٤) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٧.

(٢). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٣). المصدر نفسه.

(٤). المنتظم ٦ / ٣٣١ حوادث ٣٣١.

٣٣٩

٣ - الذهبي: « وفيها حبشون بن موسى أبو نصر الخلال، ببغداد في شعبان وله ست وتسعون سنة »(١) .

(١٠٨)

أبو عبدالله محمد بن علي بن خلف العطار الكوفي.

قال الحافظ أبو نعيم: « حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا العباس بن علي النسائي، حدثنا محمد ابن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

ترجم لهالخطيب: « روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي الثلج، وأبوذر بن الباغندي، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمّل الناقد، ومحمد بن مخلد الدوري وغيرهم سمعت محمد بن منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأموناً حسن العقل »(٣) .

(١٠٩)

الهيثم بن كليب ابو سعيد الشاشي

المتوفى سنة (٣٣٥). أخرج الكنجي الحافظ الشافعي قال: « أخبرنا شيخ الشيوخ عبدالله بن عمر بن حمويه بدمشق،

____________________

(١). العبر - حوادث ٢٣١.

(٢). حلية الأولياء ٤ / ٢٣.

(٣). تاريخ بغداد ٣ / ٥٧.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

( أمريكا ـ ـ )

كيفية التدريس ومنح الألقاب في الحوزة :

س : أنا شاب من اليمن أدرس في الولايات المتحدة ، عندي سؤال أتمنّى من الله أن تجيبوني عليه : كيف تتمّ طريقة التدريس في الحوزات العلمية؟ وكيف يتمّ اعتماد المراتب والألقاب مثل : حجّة الإسلام ، وآية الله العظمى ، وما هي معاني تلك الصفات؟

ج : لاشكّ بأنّ الدراسة الحوزوية تجتمع مع الدراسة الأكاديمية في بعض النقاط ، وتختلف عنها في نقاط أُخرى ، ونذكر هنا بعض النقاط التي تتميّز بها الدراسة الحوزوية :

١ ـ للطالب الحرّية الكاملة في انتخاب الأُستاذ الذي يريده ، والمادّة الدراسية ، حسب مقرّرات خاصّة ومواد معيّنة.

٢ ـ لا يقيّم الطالب بالامتحان فحسب ، وإنّما يقيّم من خلال دراسته ومباحثته ، ومناقشته وتدريسه.

٣ ـ تقوم الدراسة في الحوزة على شكل حلقات غالباً.

٤ ـ مناقشة الأُستاذ في كُلّ جزئية وبكُلّ حرّية.

٥ ـ تعتمد الدراسة في الحوزة على أسلوب طرح الموضوع والفكرة من قبل الأُستاذ ، ثمّ مناقشته من قبل الطلبة ، ثمّ مباحثة الطلبة فيما بينهم لهضم المادّة ، ثمّ مراجعة الأُستاذ بعد ذلك.

٦ ـ تعتمد الدراسة في الحوزة على مطالعة مسبقة على الدرس ، ثمّ الحضور في الدرس ، ثمّ مطالعة ملحقة بعد الدرس وتقييد النقاط الغامضة ، ثمّ السؤال من الطالب الآخر ، أو الرجوع إلى الأُستاذ.

٧ ـ إنّ التدريس في الحوزة مبنيّ على اللياقات الموجودة عند الأُستاذ ، وليس على منح درجات أو رتب ، وأمثال ذلك.

٥٢١

وأمّا بالنسبة إلى مسألة الألقاب والمنح في الحوزة ، فهي مسألة اعتبارية تمنح نتيجة لدراسات معيّنة من أهل الخبرة ، فلا تقبلوها من كُلّ أحد ، لأنّها قد تمنح بلا حقّ.

ولا يخفى عليكم أنّ هذه الألقاب ليس لها مداليل واقعية ، يعني عندما نلقّب هذا بآية الله ، ليس معناه أنّ الآخر أو الآخرين ليسوا بآية من آيات الله ، ولكن لقّب هذا بآية الله باعتبار تبنّى بعض المسائل الفقهية والأُصولية ، ودرس ودرّس وباحث لمدّة مطوّلة.

( حيدر النور ـ كندا ـ ٣١ سنة ـ طالب إعدادية )

مقوّمات شخصية الإنسان :

س : من أين تتكوّن شخصية الإنسان؟ هل من الوالدين أو من الثقافة؟

ج : إنّ تكوّن شخصية الإنسان تتقوّم على أُسس وخطوط عريضة هي : عالم النطفة والخلق ، وأجواء البيت والأُسرة ، والثقافة العامّة المتداولة في الوسط الاجتماعي المحيط به ، التي تشمل حتّى مجالات التعليم والتعلّم ، ومستوى ثقافة المعلّم ، وحقّ الاختيار الدائم والمستمر في جميع هذه المراحل.

وباختصار : هذه كُلّها ممّا تكوّن شخصية كُلّ إنسان في التقدير الإلهي لخلقه.

نعم ، مع فرض وجود النقص في كُلّ من الجوانب المذكورة ، يمكن للإنسان أن يعوّضه في مجال آخر منها ، وحينئذٍ لا تفرض حالة شخصية غير قابلة للتغيير ، وعليه يجب أن يسعى الإنسان لتحسين شخصيّته وتصحيحها دائماً نحو الأفضل والأكمل.

( علي العلي ـ الكويت ـ )

أسباب ثورة الزنج :

س : ما هي أسباب ثورة الزنج؟ ومن قام بها؟ وفي أيّ زمن حصلت؟

٥٢٢

ج : نقلت كتب التاريخ : أنّ ثورة الزنج دامت نحواً من أربع عشرة سنة « ٢٥٥ ـ ٢٧٠ هـ = ٨٦٩ ـ ٨٨٣ م » ، والذي قاد هذه الثورة على الأشهر هو علي بن محمّد ابن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن الإمام علي زين العابدينعليه‌السلام .

والسبب الرئيسي لهذه الثورة هو ما كان يعانيه الزنج من الفقر والحرمان والبؤس ، وللمزيد من الإطلاع راجع :

١ ـ شرح نهج البلاغة ٨ / ١٢٦.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٧ / ٥٤٧.

٣ ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٢٠٥.

٤ ـ ثورة الزنج للدكتور فيصل السامر.

( علي عدنان العلي ـ الكويت ـ )

الفرق بين العلم الحصولي والحضوري :

س : هناك من يقول أنّ العلم الحصولي لا ينفكّ عن العلم الحضوري ، بل هما متلازمان ، مثلاً : الجهاز الذي أمامي هو علم حصولي ، وصورته علم حضوري ، والعلم الحضوري مقتصر على الأحاسيس والشعور وما شابه ، ما مدى صحّة هذه المقولة؟

ج : هناك فرق بين العلمين في المنشأ ، ينبغي التنبّه له : فما كان صورته المنتزعة بأدوات الإحساس هي الحاضرة عند العالم ـ دون وجوده الخارجي ـ فهو علم حصولي والصورة المذكورة هي المعلومة بالذات ، وفي نفس الوقت واسطة لمعرفة ذلك الوجود الخارجي.

وما كان وجوده حاضراً ومعلوماً عند العالم من دون توسيط شيءٍ أو صورة ، فهو علم حضوري ، كعلم الإنسان بنفسه.

فإن قال قائل : إنّ العلم في هذا المثال أيضاً حصولي.

قلنا : بأنّ هذا التوهّم باطل ، إذ العلم الحصولي يحتاج إدراكه إلى توسيط صورة تدلّ على الوجود الخارجي ، فلو قلنا بهذا في المثال المذكور يلزمنا تعيين صورة دالّة

٥٢٣

على الإنسان عند نفسه ، ثمّ نبحث عن نوعية العلم لهذه الصورة ، فلو كان العلم لها حضوري ثبت المطلوب ، وإن قلنا بأنّه حصولي يحتاج هذا الآخر لمعرفته إلى صورة ذهنية أُخرى ، وهلّم جرّاً يتسلسل الأمر ، والتسلسل واضح البطلان.

فالحلّ : أن نقطع السبيل ونجزم بوجود نوع من العلم لا يحتاج في إدراكه إلى صورة توسيطية ، بل إنّه مجرّد حضور المعلوم والمدرَك عند العالم والمدرِك ، وهو الذي يسمّى بالعلم الحضوري ، ويختلف جذريّاً مع العلم الحصولي.

( السيّد الموسوي الساري ـ البحرين ـ )

الدليل العقلي على التمسّك بالإسلام :

س : ما هو الدليل العقلي على لزوم التمسّك بالدين الإسلامي ورفض بقية الديانات؟

ج : إنّ الدليل العقلي على لزوم التمسّك بالدين الإسلامي دون بقية الأديان هو بالكمال ، بمعنى أنّ العقل يقدّم الشيء الكامل والفاضل على الشيء الناقص والمفضول ، باعتبار تقديم الكامل عدل ، والعدل حسن عقلاً ، كما أنّه يقبح عقلاً تقديم الناقص على الكامل مع وجود الكامل ، باعتبار تقديم الناقص حينئذ ظلم ، والظلم قبيح عقلاً ، فتقديم الكامل من الحُسن العقلي.

ومن المعلوم : أنّ الدين الإسلامي هو خاتم الأديان وآخرها ، فلابدّ وأن يكون أكملها وأجمعها لجميع جوانب حياة الإنسان وأبعاده ، وممّا يدلّ على كماله الروايات الشريفة والآيات المباركة ، منها : قوله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) (١) .

إذاً ، العقل يلزمنا أن نختار الدين الإسلامي باعتباره الدين الكامل ، كما يحكم أنّ المتأخّر ينسخ المتقدّم ، وأنّ في الثاني ما في الأوّل ولا عكس ، فإنّ الاثنين يضمّ الواحد ولا عكس ، كما هو واضح.

__________________

١ ـ المائدة : ٣.

٥٢٤

وبمثل هذه الملاكات العقلية يقدّم الدين الإسلامي على غيره عقلاً ، كما يقدّم نقلاً ، فإنّ الشرائع السماوية الأُخرى ، أخبرت بظهور الدين الإسلامي ، وأنّه خاتم الشرائع السماوية ، كما أنّ نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم الأنبياءعليهم‌السلام .

( علي العلي ـ الكويت ـ )

الطريق إلى معرفة الثقافة الإسلامية :

س : ما هي الطريقة لتكوين ثقافة إسلامية؟ وما هي الكتب المهمّة في هذا المجال؟

ج : إنّ سؤالكم مركب من كلمتين : ثقافة وإسلامية ، فالثقافة لوحدها لا تكون كاملة ما لم تضاف إلى الكلمة الثانية « إسلامية » ، فيمكننا أن نعرّف الثقافة بالعلم بالشيء والعمل به ، العلم بالتعاليم الإسلامية ، والعمل بهذه التعاليم ، هو الذي يخلق عند الإنسان ثقافة إسلامية ، فإذا عرفنا الإسلام بمفاهيمه الصحيحة وعملنا بها ـ إذ أنّ للإسلام تعاليم وقوانين في جميع المجالات ـ حصلت لنا ثقافة إسلامية.

وبما أنّ الإسلام لم يصلنا بالصورة المتكاملة إلاّ عن طريق أهل البيتعليهم‌السلام ، وأهل البيت أدرى بما في البيت ، وقد نقلوا الصورة الصحيحة للإسلام ومفاهيمه ـ كما نزل به جبرائيل الأمين على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فالرجوع إلى كلامهم للوصول إلى ثقافة إسلامية يكون ضرورياً لكُلّ طالب حقّ وحقيقة.

ومن الكتب التي ننصحكم بقراءتها كتاب : « التكامل في الإسلام » لأحمد أمين ، وكتب الشيخ محمّد جواد مغنية ، والسيّد شرف الدين ، والشيخ المظفر ، والشيخ كاشف الغطاء.

٥٢٥

( أمير أحمد ـ أمريكا ـ ١٦ سنة ـ طالب )

الكافر يكافأ في الدنيا على أعماله الإيجابية :

س : هل يثاب أديسون ـ مخترع الكهرباء ـ على خدمته الفاضلة للبشرية من قبل الله تعالى؟ بالرغم من أنّه ـ كما تعرفون ـ لم تكن نيّته قربة إلى الله تعالى ، وحفظكم الله تعالى.

ج : تدلّ العمومات التي وردت في بعض الروايات : بأنّ الكافر يكافأ في هذه الدنيا على أعماله الإيجابية ، التي خدمت النوع البشري ، حتّى لا يبقى له حقّ في الآخرة ، ويؤيّده حكم العقل بعدم ضياع عمله ، وإن كان كافراً( وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) (١) .

نعم ، هناك بعض الروايات تفيد : بأنّ الكفّار القاصرين الذين لم تصل إليهم الأدلّة ، ولم يكونوا معاندين ، موكلون في الحكم عليهم في الآخرة إلى الله تعالى ، وعبّرت عنهم ـ هذه الروايات ـ بالمستضعفين والمرجوّين لشمول رحمة الباري لهم.

( محمّد حسام ـ سوريا ـ ٣٢ سنة ـ طبيب أسنان )

تشخيص الحقّ من الباطل بالعقل :

س : ألا تعتقدون بأنّ كُلّ واحد في هذه الأرض يعتبر نفسه أنّه الأقرب إلى الأصحّ؟ فما هي الآليات العملية التي يمكن أن نطبّقها للوصول إلى إقناع الطرف الآخر؟ بأنّه يمكن أن يكون بعيداً عن الحقّ ، طبعاً أتكلّم من وجهة الفهم النبوي لشريعة الله على الأرض ، وشكراً لكم.

ج : إنّ الآلية الوحيدة ـ في نقطة الصفر ـ للبحث عن الحقّ والحقيقة هو العقل ، والاعتماد على الدليل مهما كانت نتائجه ، ويؤيّده ما ورد في أحاديث الشيعة :

__________________

١ ـ فصلت : ٤٦.

٥٢٦

أنّ أوّل ما خلق الله هو العقل(١) ؛ ولا يخفى أنّ في كُلّ موضوع حقّ وباطل ، فالدليل القوي والمتين يكون مع الحقّ ويردّ الباطل ، فلا مجال لتوهّم وجود دليلين أساسيين لصالح الحقّ والباطل على حدّ سواء ، بل كُلّ ما في الأمر أنّ للباطل شبهات يخيّل أنّها دلائل ، ولكن عندما تعرض وتقاس بأدلّة الحقّ ، تنكشف زيفها ، فللباطل جولة ، ولكن للحقّ دولة.

فالمهمّ في هذا المجال : أن يدرس أدلّة كُلّ مدّع للحقّانية في قبال أدلّة الآخرين ـ ولا يكفي مجرّد ادّعائه هذا المقال ـ حتّى يحصحص الحقّ من خلاله ، ثمّ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ) (٢) .

( أحمد ـ فلسطين ـ سنّي )

لابدّ من معرفة من نحبّ :

س : أنا أحبّ الشيعة لأنّهم أكثر المسلمين ثورة على الظلم.

ج : الحبّ له مراحل ، لابدّ من تخطّي هذه المراحل لأجل الوصول إلى الحبّ الحقيقي ، ومن أهمّ مراحل الرقي في الحبّ معرفة من نحبّ.

وبعد هذه المقدّمة ندعوك لمعرفة الشيعة الذين تحبّهم ، والتشيّع الذي يعتقدون به ، لا ندعوك لأن تتشيّع!! بل ندعوك لأن تعرف الشيعة والتشيّع ، وتعرف أدلّتهم من كتبهم ، لا من كتب خصومهم.

( بنت العفاف ـ البحرين ـ )

معنى تجرّد الروح :

س : هناك اختلاف بين المحقّقين وعلماء الكلام في قضية تجرّد الروح ، أرجو من حضرتكم التوضيح مع التفصيل ، وهل المجرّدات تتعرّض للفناء؟

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ١٨٥ ، من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٦٩.

٢ ـ يونس : ٣٢.

٥٢٧

ج : هذه المسألة طرحت من زمن أفلاطون وأرسطو.

فأفلاطون كان يقول : إنّ الروح جاءت من عالم المجرّدات والمثل ، وما وراء الطبيعة ، وحلّت في الإنسان ، وهي كالطائر في القفس تريد الخلاص منه ، وسبب حلولها في البدن معصيتها ، فحبسها الله في البدن

أمّا أرسطو يخالف أفلاطون ويقول : إنّها مع كونها مجرّدة ، ولكنّها تخلق مع البدن.

هذا خلاصة ما قيل حولها ، ولمّا وصلت إلى يد العرفاء قالوا : إنّ الإنسان له جسد ونفس وروح ، أمّا الروح فهي إلهية ، كما في قوله تعالى :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) (١) ، وأمّا النفس فهي صاحبة الأهواء والغرائز ، لكنّها تتكامل شيئاً فشيئاً ، إلى أن تصل إلى مرحلة النفس المطمئنة ، وتتّحد مع الروح.

وأمّا الحكماء والفلاسفة فلا يفرّقون بين الروح والنفس ، وجعلوهما شيئاً واحداً ، وهي مع كونها مجرّدة لكنّها ناقصة ، وتتكامل شيئاً فشيئاً.

والمجرّدات لا تفنى ، لأنّ الفناء خاصّ بالمادّيات ، وما ليس بمادّي لا فناء له.

طبعاً هذه المسألة طرحت في الغرب من زمن ديكارت ، وأختلف الفلاسفة فيها ، فقسم منهم ـ وهم الإلهيون ـ يعتقدون بالفصل التامّ بين الروح والجسد ، ويقولون : إنّ بينهما تنافراً ولا يلتقيان ، وقسم منهم ـ وهم المادّيون ـ لا يعتقدون بهذا ، بل يقولون بمادّية الروح أو النفس ، وانعدامها بعد الموت.

( عبد المنعم ـ البحرين ـ )

محاسبة النفس :

س : كيف يحقّق المسلم رضا نفسي عمّا يفعله من أفعال ركنية أو واجبة أو مستحبّة بحيث تحقّق رضا الله عنه؟

__________________

١ ـ الحجر : ٢٩.

٥٢٨

ج : قال تعالى :( يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) (١) .

هذه الآيات وإن كانت حاكية عن الوضع في يوم القيامة ، إلاّ أنّنا يمكن أن نستفيد منها في عالمنا هذا ـ عالم الحياة الدنيا ـ إذ أنّ الإنسان يوم القيامة ينبأ ، وفي عالم الدنيا يستطيع أن يستخبر من نفسه حقائق الأُمور ، من دون لفّ ودوران ، ليعلم أنّ أعماله هل هي خالصة لله تعالى أم يشوبها الشرك؟ وكذلك هل استتبع أعماله أو يستتبعها منّةً وحسابات أُخرى أم لا؟

ولهذا العمل في الحياة الدنيا ، واستخبار الإنسان لنفسه ، يسمّى بمحاسبة النفس ، التي ورد في الحثّ عليها الروايات الكثيرة.

فيعيّن الإنسان وقتاً بين الحين والآخر ، يخلو فيه مع نفسه ، ويحاسبها على جميع أعماله ، فما شاهد منها الخير والإخلاص حمد الله وسأله أن يزيده منها ، وما رأى غير ذلك استغفر الله وصمّم على أن لا يعود.

( نورة إبراهيم ـ البحرين ـ )

معنى كلمة الحلوليون :

س : ما معنى كلمة الحلوليون؟

ج : تطلق كلمة الحلوليون على القائلين بأنّ الله تعالى حلّ في الأجسام ، أو حلّ في جسم معيّن ، ولهذا سمّوا بهذا الاسم ، وفي تعريف هذا المصطلح من المعاني الفلسفية ما يصعب فهمه على الجميع.

( إبراهيم ـ فلسطين ـ )

حول الوطنية والقومية والديمقراطية :

س : ما هو تعريفكم للوطنية والقومية والديمقراطية؟

__________________

١ ـ القيامة : ١٣ ـ ١٥.

٥٢٩

ج : نحن لا ننفي الوطنية والقومية والديمقراطية بالكُلّية ، ولا نؤيّدها مطلق التأييد ، بل نحن مع القومية والوطنية والديمقراطية ـ بمعناها اللغوي ـ الشرعية ، بمعنى أن نكون معها مادامت لا تخالف النصوص الدينية ، ونكون ضدّها إذا خالفت النصوص الدينية.

( عبد الحليم نواصر ـ الجزائر )

المرجعية أولت اهتماماً لقضية فلسطين :

س : اقتراحي يتمثّل في التكثيف من المسائل التي توحّد المسلمين حول القضية الفلسطينية.

ج : المرجعية الشيعية أولت اهتماماً كبيراً لقضية فلسطين ، وأصدر مراجع الدين بياناتهم وابدوا فيها عن استنكارهم ، وأوصوا الأُمّة الإسلامية بالتماسك والوحدة لأجل الدفاع عن الفلسطينيين ، ولا زالت الشيعة في أنحاء العالم وعلى رأسهم حزب الله الذي دعمته المرجعية الشيعية ، بل أحد المصاديق الخارجية لتلامذة المرجعية الشيعية ، لازالوا هم السبّاقين في التضحية والفداء.

( ـ ـ )

توضيح عن الديمقراطية والوطنية والقومية :

س : أُريد توضيحاً عن الديمقراطية والوطنية والقومية إذا أمكن ، وشكراً.

ج : الديمقراطية تعني الحرّية ، والحرّية تارة تكون للفرد وأُخرى للمجتمع ، والديمقراطية المطلقة والتي لا تتقيّد بأيّ قيد غير مقبولة عند الشارع المقدّس ، بل الديمقراطية المقيّدة ـ التي تحفظ كرامة الإنسان والمجتمع ، ولا تتعدّى الحدود التي رسمها الشارع ـ هي المقبولة عند الشارع.

وأمّا الوطنية والقومية ، فهما اصطلاحان منتزعان من الوطن والقوم ، والمراد منهما : أن يتعصّب كُلّ إنسان لقومه ووطنه ، وهذا أيضاً بإطلاقه غير صحيح

٥٣٠

عند الشارع ، لأنّ التعصّب للقوم والوطن يسبّب ضياع حقوق الآخرين ، ويزيغ الإنسان عن العدل والحقّ ، ولكن القومية والوطنية إذا حدّدتا وقيّدتا بضوابط عقلية وشرعية فإنّهما سيكونان مقبولان شرعاً وعقلاً.

( عبد السلام ـ المغرب ـ )

التشبّه بالكفّار حرام :

س : الإخوة الأفاضل القائمين على هذا الموقع : هل النهي عن التشبّه بالكفّار وارد في الفقه الإمامي؟ هل بالإمكان إيراد بعض الأمثلة المنهي عنها؟ وجزاكم الله خيراً.

ج : نعم ، التشبّه بالكفّار وارد في الفقه الإمامي وهو حرام ، وتشخيصه يرجع إلى العرف الذي يحكم بأنّه تشبّه بالكفّار.

( ريما الجزيري ـ البحرين ـ )

حقوق الناس وإبراء ذمّتهم :

س : أُريد أن أشكركم على جهودكم البنّاءة لخدمة وبناء هذا المجتمع.

طالما رددت في أحد الأدعية : « وقد خفقت أجنحة الموت عند رأسي وقد نزلت منزلة الآيسين من خيري فمن يكون أسوأ حالاً منّي » ، وتفكّرت فيها كثيراً جدّاً.

ولكن السؤال هو : أنّ الله سبحانه رحيم ، ورحمته وسعت كُلّ شيء ، أي أنّ الله ممكن أن يغفر لنا ذنوبنا التي تتّصل به ـ كالأحكام الفقهية من صلاة وصوم و ـ ولكن ماذا عن حقوق الناس؟ فما هي حقوقهم؟ وكيف التكفير عنها عند ظلم أي إنسان؟ وإذا كان هناك تعذّر من الوصول إليه ـ لسبب من الأسباب ـ فما العمل؟ وهل من اللازم عند براءة الذمّة ذكر الظلم الذي وقع على هذا الإنسان؟ أعينوني أعانكم الله.

٥٣١

ج : الإنسان عليه أن يبقى دائماً يعيش حالة الخوف والرجاء ، الخوف من جهنّم ، ورجاء رحمة الله تعالى ، لمّا يقرأ آيات الرحمة والغفران يحصل له الرجاء ، ولمّا يقرأ آيات العذاب وجهنّم يحصل له الخوف.

وأمّا حقوق الناس ، فهي على قسمين : مادّية ، ومعنوية.

أمّا المادّية ، فيجب على كُلّ إنسان غصب حقّاً من مال أو عين أو تصرّف بأموال غيره ، أو تسلّط عليها ، فيجب أن يرجع كُلّ شيء ليس له إلى أهله.

وأمّا المعنوية ، كالغيبة والافتراء على الآخرين و ، فإنّه يجب أن يستميحه في هذه الحياة الدنيا ويبرأ ذمّته ، وإن كان هناك تعذّر من الوصول إليه فيستغفر له ، ويتصدّق عنه عسى أن ينفع يوم لا ينفع مال ولا بنون.

( أبو الزين ـ الأردن ـ )

الحسن والقبح العقليين :

س : في موضوع الحُسن والقبح يعقّب صديقي قائلاً : وأمّا وصف الأفعال بالقبح والحسن ، فإننا لا ننكر أنّ العقل يقبّح ويحسّن بعض الأُمور ، لكن لا مدخلية له في تقبيح أفعال يترتّب عليها حساب ، وتحسينها التي هي محلّ التكليف الشرعي ، بل الشرع هو الذي يحسّن ويقبّح الأفعال ابتداءً دون مدخلية للعقل فيها ، وإلاّ فكيف تفرّون من إباحة شرب الخمر ثمّ تحريمها؟

وأين العقل من هذا؟ أو كذلك إباحة زواج الأخت في الشرائع السابقة؟ هل حقّاً أنّ الأشاعرة لا ينكرون أنّ العقل يقبّح ويحسّن بعض الأُمور؟ وهل يطرد ذلك مع قواعدهم؟

ج : الذي ينبغي أن يقال : هو أنّ العقل بعدما يحكم في كُلّ مورد ، يرى الملازمة أيضاً بين هذا الحكم وحكم الشارع ، نعم لو لم يدرك العقل الملازمة المذكورة تماماً في موضوعٍ ما لم يحكم بوجود الحكم الشرعي في ذلك المجال.

٥٣٢

وبعبارة أُخرى : لو أدرك العقل العلّية التامّة بين الأفعال ومواصفاتها من الحُسن والقبح ، فحينئذٍ يحكم بتحسين أو تقبيح الشرع لها ، وإلاّ فلا.

وممّا ذكرنا يظهر عدم ورود النقوض المذكورة ـ إباحة شرب الخمر وزواج الأُخت ـ فإنّ العقل لم يحكم بالبداهة على حرمة الموردين بدون معونة الشرع ، أي أنّ العقل لا يستقلّ في حصول الضرر الذي يبلغ حدّ الضرر المحرّم ، وأن كان يعلم بالضرورة بوجود الضرر بنحو الموجبة الجزئية ، وهذا المقدار لا يكفي في حكم العقل بالتحسين والتقبيح ، ومن ثمّ الحكم بالملازمة على حكم الشرع في المجالين.

وأمّا الأشاعرة ، فلا يرون للعقل دوراً في الحكم بالحسن والقبح ، وإنّما دوره ينحصر في دركه لهما ، فلا مجال لتوغّل العقل في حوزة معرفة حكمة الأحكام وغيرها ، فمثلاً لا يرى الأشعري قبحاً في ايلام الأطفال ، أو عذاب المؤمنين وإدخالهم النار ، أو إدخال الكافرين الجنّة(١) .

وهي كما ترى أحكام مناقضة للعقل بالبداهة ، فلا تتصوّر في ساحة الباري تعالى.

( أحمد ـ ـ )

تسمية المولود بيد الزوج :

س : هل للزوجة أن تسمّي المولود بخلاف رضا الزوج؟ في حال اختلاف الآراء ، هل للزوجة الحقّ في التصرّف بالتسمية على اعتبار المشقّة والأذى الحاصل من الحمل والولادة؟ وفي حال عدم الاتفاق على التسمية ، فما هو المترتّب على الزوجة والزوج عمله؟

ج : إنّ الأمر في هذه المسألة سهل ، ويمكن الوصول إلى حلّ ، بالأخصّ إذا كانت العلاقة الزوجية مبتنية على المحبّة والتفاهم ، فلا مجال لأمثال

__________________

١ ـ اللمع في أُصول الفقه : ١١٦.

٥٣٣

هكذا اختلافات بسيطة لتكدّر العيش السعيد الذي يسعى إليه كُلّ زوجين صالحين.

ولكن ، إن كان ولابدّ ، فإنّ الشارع المقدّس ، وحسماً للنزاع ، فإنّه يكون قول الزوج هو المقدّم ، وذلك من باب :( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) (١) .

( محمّد علي حسن ـ البحرين ـ )

التوبة وشروطها :

س : هل الإنسان إذا فعل أشياء غير أخلاقية هل يقبل الله توبته؟ وشكراً.

ج : علّمنا أئمّتناعليهم‌السلام أن نكون دوماً بين الخوف والرجاء ، رجاء رحمة الله تعالى ، والخوف من عقاب الله تعالى ، والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تؤكّد على( إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) (٢) ، ولكن بشرط أن تكون توبة حقيقية لا يعود بعدها إلى الذنب وفعل القبيح( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ) (٣) .

وإذا كان للناس عليه حقّ أن يتخلّص منه ، ويرجع إلى كُلّ ذي حقّ حقّه ، حتّى أنّه ورد عن الأئمّةعليهم‌السلام :( إنّ من أكبر الكبائر عند الله اليأس من روح الله ) (٤) .

( هادي ـ البحرين ـ )

الفرق بين الاحتمال والمُحتمل :

س : ما الفرق بين الاحتمال والمُحتمل؟

__________________

١ ـ النساء : ٣٤.

٢ ـ النساء : ٤٨.

٣ ـ التحريم : ٨.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٤٥.

٥٣٤

ج : الاحتمال : هو إبداء الفرض ، والمُحتمل : هو ما يكون متعلّقاً لهذا الفرض والاحتمال ، فالاحتمال هو : المصدر ، والمُحتمل : اسم مفعول ومتعلّق هذا المصدر.

نعم ، قد يذكر البعض هاتين الكلمتين في الاستدلالات الفلسفية والكلامية ، أو حتّى الأُصولية ، بصورة الفرق بين قوّة الاحتمال وقوّة المُحتمل ، والمقصود منها :

أنّه قد يكون في مورد خاصّ نفس الاحتمال والفرض ذا أهمّية عند العقل والعقلاء ، وإن لم يبدوا اهتماماً لما يحتملونه أو يفرضوه ، أي : أنّ عملية الاحتمال هو بنفسه له موضوعية في ذلك البحث مع غضّ النظر عن متعلّق الاحتمال.

وقد يكون ـ على العكس ـ المُحتمل معتبراً عند العقل والعقلاء وملحوظاً عندهم ، وإن كان الاحتمال ليس بذلك الشأن ، أي : أنّ العقلاء يرون المورد خطيراً فيكون مورد اهتمامهم فيحتملونه ، وإن كان عملية الاحتمال ليس فيها تلك الأهمّية.

( علياء ـ البحرين ـ ٢١ سنة )

الذنوب الكبيرة والصغيرة :

س : على أيّ أساس تقسّم الذنوب إلى الكبيرة والصغيرة؟ وما هي الذنوب التي تستلزم الخلود في النار؟ أُريد الجواب في أسرع وقت ممكن ، ولكم جزيل الشكر.

ج : قال المحقّق النراقي : « وقد اختلفوا أوّلاً في تقسيم الذنوب إلى الكبائر والصغائر ، فحكي عن جماعة ـ منهم : المفيد والطبرسي والشيخ في العدّة والقاضي والحلبي ـ إلى عدم التقسيم ، بل الذنوب كُلّها كبائر ، ونسبه الثاني ـ أي الطبرسي ـ في تفسيره إلى أصحابنا ، مؤذناً بدعوى الاتفاق ، وكذلك الحلّي ،

٥٣٥

حيث قال ـ بعد نقل القول بالتقسيم إلى الكبائر والصغائر ، وعدم قدح الثاني نادراً في قبول الشهادة عن المبسوط ـ : ولا ذهب إليه أحد من أصحابنا ، لأنّه لا صغائر عندنا في المعاصي إلاّ بالإضافة إلى غيرها.

والحاصل : أن الوصف بالكبر والصغر إضافي(١) .

وذهب طائفة منهم : الشيخ في النهاية والمبسوط ، وابن حمزة والفاضلان والشهيدان ، بل أكثر المتأخّرين كما في المسالك ، بل عامّتهم كما قيل ، ونسب إلى الإسكافي والديلمي أيضاً إلى انقسام المعاصي إلى الكبائر والصغائر ، بل يستفاد من كلام الصيمري ، وشيخنا البهائي في الحبل المتين ـ على ما حكي عنهما ـ الإجماع عليه.

وهو الحقّ ، لظاهر قوله سبحانه :( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) (٢) ، وقوله :( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (٣) .

ولقول عليعليه‌السلام : «من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه ».

ورواية ابن سنان : «لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار ».

ومرسلة الفقيه : «من اجتنب الكبائر كفّر الله عنه جميع ذنوبه ».

وفي خبر آخر : «إنّ الأعمال الصالحة تكفّر الصغائر ».

وفي آخر : هل تدخل الكبائر في مشيئة الله؟ قال : «نعم ».

وتشهد له الأخبار الواردة في ثواب بعض الأعمال : «أنّه يكفّر الذنوب إلاّ الكبائر »

ثمّ أختلف القائلون بالتقسيم في تفسير الكبائر وتحديدها ، فمنهم من قال : إنّ كُلّ ما وجب فيه حدّ فهو كبيرة ، وما لم يقرّر فيه حدّ فهو الصغيرة.

__________________

١ ـ مستند الشيعة ١٨ / ١٢٢.

٢ ـ النساء : ٣١.

٣ ـ الشورى : ٣٧.

٥٣٦

ومنهم من قال : ما ثبت تحريمه بقاطع فهو كبيرة ، ومنهم من قال : كُلّ ما آذن بقلّة الاكتراث في الدين فهو كبيرة ، ومنهم من قال : ما يلحق صاحبه العقاب الشديد من كتاب أو سنّة.

وقيل : إنّها ما نهى الله عنه في سورة النساء من أوّلها إلى قوله سبحانه :( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ) ، وقيل : إنّها سبع ، وقيل : إنّها تسع ، وقيل : عشرون ، وقيل : أزيد.

وعن ابن عباس : أنّها إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبعة ، وبه صرّح في الروضة ، وفي الدروس : أنّها إلى السبعين أقرب منها إلى السبعة.

والمشهور بين أصحابنا : أنّها ما توعّد عليها إيعاداً خاصّاً ، ولكن اختلفت كلماتهم في بيان الإيعاد الخاصّ »(١) .

وحاصل ما نستفيده من كلام المحقّق النراقي هو : في مسألة الذنوب قولان : قول يرى أنّ الذنوب كُلّها كبيرة ، ولا توجد ذنوباً صغيرة ، وقول يرى أنّ الذنوب كبيرة وصغيرة ، وعلى القول الثاني فأساس التقسيم يختلف باختلاف تعريفهم للكبيرة.

ثمّ إنّ عدد الذنوب الكبيرة مختلف فيه ، وعليه لا يمكن إعطاء عدداً معيّناً للذنوب التي يستلزم منها الخلود في النار ، ولكن ورد في بعض الروايات ذكر بعضها ، منها :

الكفر بالله تعالى ، والشرك به ، والزنا ، فعن علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له : «يا علي في الزنا ستّ خصال ، ثلاث منها في الدنيا ، وثلاث في الآخرة : فأمّا في الدنيا فيذهب بالبهاء ، ويعجّل الفناء ، ويقطع الرزق ، وأمّا التي في الآخرة فسوء الحساب ، وسخط الرحمن ، والخلود في النار »(٢) .

__________________

١ ـ مستند الشيعة ١٨ / ١٢٤.

٢ ـ الخصال : ٣٢١.

٥٣٧

( ياسمين ـ النرويج ـ )

علّة تحريم لحم الخنزير :

س : لماذا حرّم الخنزير في القرآن الكريم؟

ج : لقد حرّم الله تعالى لحم الخنزير بقوله :( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ ) (١) .

ولا يُباح بحال من الأحوال لمسلم أن يتناول منه شيئاً ، إلاّ في حالة الضرورة التي تتوقّف فيها صيانة حياته على تناوله ، كما لو كان في مفازة ، ولا يجد طعاماً سواه ؛ وفقاً لقاعدة : أنّ الضرورات تبيح المحظورات ، المقرّرة في القرآن العظيم بقوله تعالى في الآية السابقة التي جاءت بتحريم الميتة ولحم الخنزير :( مَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ) .

وقال الله تعالى في موطن آخر بعد ذكر تلك المحرّمات :( إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ) (٢) .

وقد نقل الشيخ الصدوققدس‌سره عدّة أحاديث حول علّة تحريم لحم الخنزير ، منها :

١ ـ عن محمّد بن عذافر عن بعض رجاله ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قلت له : لم حرّم الله عزّ وجلّ الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟

فقال : «إنّ الله تبارك وتعالى لم يحرّم ذلك على عباده ، وأحلّ لهم ما سوى ذلك من رغبة فيما أحلّ لهم ، ولا زهد فيما حرّمه عليهم ، ولكنّه تعالى خلق الخلق فعلم ما يقوم به أبدانهم وما يصلحهم ، فأحلّه لهم وأباحه ، وعلم ما يضرّهم ، فنهاهم عنه وحرّمه عليهم ، ثمّ أحلّه للمضطّر في الوقت الذي لا يقوم بدنه إلاّ به ، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك » ، ثمّ قال : «وأمّا

__________________

١ ـ البقرة : ١٧٣.

٢ ـ الأنعام : ١١٩.

٥٣٨

لحم الخنزير ، فإنّ الله تعالى مسخ قوماً في صور شتّى ، مثل الخنزير والقرد والدب ، ثمّ نهى عن أكل المثلة لكيما ينتفع بها ، ولا يستخف بعقوبته ، وأمّا الخمر »(١) .

٢ ـ عن محمّد بن سنان أنّ الرضا كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : « حرّم الخنزير لأنّه مشوّه ، جعله الله تعالى عظة للخلق ، وعبرة وتخويفاً ، ودليلاً على ما مسخ على خلقته ، ولأنّ غذاؤه أقذر الأقذار »(٢) .

وقد أثبتت الاكتشافات الطبّية في عصرنا الحديث ، الذي اكتُشفت فيه عوامل الأمراض ، وخفايا الجراثيم الضارّة : أنّ الخنزير يتولّد من لحمه في جسم الإنسان الذي يأكله دودة خطرة ، توجد بذرتها في لحم الخنزير ، وتنشب في أمعاء الإنسان بصورة غير قابلة للعلاج بالأدوية الطاردة لديدان الأمعاء.

وقد جاء في موسوعة لاروس الفرنسية : « إنّ هذه الدودة الخبيثة « التريشين » تنتقل إلى الإنسان ، وتتّجه إلى القلب ، ثمّ تتوطّن في العضلات ، وخاصّة في الصدر والجنب والحنجرة والعين ، والحجاب الحاجز ، وتبقى أجنّتها محتفظة بحيويتها في الجسم سنين عديدة.

ولا يمكن الوقوف عند هذا الاكتشاف في التعليل ، بل يمكن للعلم الذي اكتشف في الخنزير هذه الآفة ، أن يكتشف فيه في المستقبل آفات أُخرى ، لم تعرف بعد.

إذاً ، لم يحرّم الله تعالى شيئاً على الإنسان ، إلاّ بعد علمه تعالى بأنّه مضرّ ومهلك ، وما أراد سبحانه لعباده سوى الراحة والسعادة ، ولذلك حرّم أكل لحم الخنزير في كافّة الكتب السماوية ، لهذه العلل التي نقلناها ، ولعلل لم نعلمها بعد.

__________________

١ ـ علل الشرائع ٢ / ٤٨٣.

٢ ـ المصدر السابق ٢ / ٤٨٤.

٥٣٩

( منصور ـ البحرين ـ ٣٣ سنة ـ خرّيج جامعة )

تعقيب على الجواب السابق :

تعليق على موضوع أكل لحم الخنزير : فقد وجدنا أنّ كُلّ أكلة يتناولها الإنسان تؤثّر مباشرة على نفسيته بالسلب أو الإيجاب ، وتناول لحم الخنزير ممّا يساعد على ذهاب الغيرة والشرف في الإنسان ، كما ترون في حال الشعوب التي تربّت على أكل النجاسات والمحرّمات ، وتولّد أيضاً في النفس خبثاً لا يقاس بأيّ خبث.

ولعلّي استشهد بمقطع للحوراء زينب عند كلامها مع الطاغية يزيد بن معاوية ، حيث تقول : « وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء »(١) إشارة إلى واقعة أُحد ، ومحاولة هند هضم كبد الشهيد حمزة بن عبد المطلبعليه‌السلام .

( خالد عبد القادر ـ مصر ـ )

الذكاء الوجداني :

س : أُريد معرفة بعض المعلومات عن الذكاء الوجداني.

ج : تؤكّد نظريات الذكاء الحديثة على تعدّد الذكاء ، وأهمّها نظرية الذكاء المتعدّدة ، أي أنّ الذكاء ليس أحاديّاً ، والفرق بين الأفراد ليس في درجة أو مقدار ما يملكون من ذكاء ، وإنّما في نوعية الذكاء.

ومن أنواع الذكاء ، الذكاء الوجداني الذي عرّف بقدرة الفرد على فهم مشاعره الشخصية ، واستخدام هذه المعرفة لاتخاذ القرارات الصائبة ، والتكيّف مع ضغوط الحياة ، والتحكّم في الانفعالات ، والتعاطف مع الآخرين ، والقدرة على إثارة الحماس في النفس.

__________________

١ ـ اللهوف في قتلى الطفوف : ١٠٦.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667