موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: ستارة
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619
المشاهدات: 131693
تحميل: 2187


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 131693 / تحميل: 2187
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: 978-600-5213-63-8
العربية

(٢٦) كتاب : تحف العقول عن آل الرسول

للشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني

( من أعلام النصف الثاني من القرن الرابع )

الحديث :

الأوّل : خطبته ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوادع : « ، أيّها الناس ، إنّما المؤمنون أُخوة ، ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلاّ عن طيب نفس منه ، ألا هل بلّغت؟ اللّهم اشهد! فلا ترجعن كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلّغت؟ اللّهم اشهد »(١) .

الثاني : لمّا حضر علي بن موسى ( عليهما السلام ) مجلس المأمون ، وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (٢)

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : « هم الذين وصفهم الله في كتابه ، فقال :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣) ، وهم

____________

١ ـ تحف العقول : ٣٠ ، مواعظ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وحكمه ، ( خطبته ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوادع ) ، وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٧٩ : ٣٤٨ ح ١٣ ، كتاب الآداب والسنن.

٢ ـ فاطر : ٢٩.

٣ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢٨١

الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أُنظروا كيف تخلفوني فيهما ، يا أيّها الناس ، لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم(١) .

وسيأتي هذا الحديث مسنداً عن الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في الأمالي ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام )(٢) .

الثالث : في رسالة الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، في الردّ على أهل الجبر والتفويض ، وإثبات العدل والمنزلة بين المنزلتين :

من علي بن محمّد ، سلام عليكم ، وعلى من اتّبع الهدى ، ورحمة الله وبركاته ، فإنّه ورد عليّ كتابكم

وقد اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم ، أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق ، وفي حال اجتماعهم مقرون بتصديق الكتاب وتحقيقه ، مصيبون مهتدون ، وذلك بقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تجتمع أُمّتي على ضلالة » ، فأخبر أنّ جميع ما اجتمعت عليه الأمّة كلّها حقّ ، هذا إذا لم يخالف بعضها بعضاً ، والقرآن حقّ لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه ، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه ، وأنكر الخبر طائفة من الأمّة لزمهم الإقرار به ، ضرورة حين اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن هي جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملّة.

فأوّل خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه ، خبر ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه

____________

١ ـ تحف العقول : ٣١٣ ، ما روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ( من كلامه ( عليه السلام ) في الاصطفاء ) ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٥٦٢ ح ٤١٨ ، باختصار.

٢ ـ انظر ما سنذكره عن الصدوق في الأمالي الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) الحديث الثالث.

٢٨٢

بحيث لا تخالفه أقاويلهم ، حيث قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب الله نصّاً ، مثل قوله جلّ وعزّ :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ، وروت العامّة في ذلك أخباراً لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه تصدّق بخاتمه ، وهو راكع فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، فوجدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أتى بقوله : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وبقوله : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » ، ووجدناه يقول : « علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم من بعدي ».

فالخبر الأوّل الذي استنبطت منه هذه الأخبار خبر صحيح ، مجمع عليه ، لا اختلاف فيه عندهم ، وهو أيضاً موافق للكتاب ، فلمّا شهد الكتاب بتصديق الخبر ، وهذه الشواهد الأُخر ، لزم على الأمّة الإقرار بها ضرورة ، إذ كانت هذهِ الأخبار شواهدها من القرآن ناطقة ، ووافقت القرآن والقرآن وافقها(١) .

سيأتي عن الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج باختلاف في الكلمات(٢) .

____________

١ ـ تحف العقول : ٣٣٨ ، ما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن محمّد الهادي ( عليه السلام ) ، رسالته ( عليه السلام ) في الردّ على أهل الجبر والتفويض ، وعنه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٥٦٢ ح ٤١٩ ، بالاقتصار على حديث الثقلين فقط ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٥ : ٦٨ ح ١ ، باب ٢.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٨٧ [ ٣٢٨ ] ، وانظر ما سنذكره عن الاحتجاج ، الحديث التاسع.

٢٨٣

الحسن بن علي بن شعبة الحرّاني :

قال الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : الشيخ أبو محمّد الحسن بن علي بن شعبة ، فاضل محدّث جليل ، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول ، حسن ، كثير الفوائد ، مشهور ، وكتاب التمحيص ، ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين(١) .

كان معاصراً للشيخ الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) ، ومن مشايخ المفيد ، ( ت ٤١٣ هـ ) حيث ينقل عنه ، وقد روى عن الشيخ أبي علي محمّد بن همام ( ت ٣٣٦ هـ ) ، كما في أوّل كتابه التمحيص(٢) .

كتاب تحف العقول عن آل الرسول :

نسبه إليه كلّ من ترجمه ، وقال المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر البحار : وكتاب تحف العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة(٣) ، وقال في توثيقه : وكتاب تحف العقول عثرنا منه على كتاب عتيق ، ونظمه يدلّ على رفعة شأن مؤلّفه ، وأكثره في المواعظ والأُصول المعلومة ، التي لا نحتاج فيها إلى سند(٤) .

وعدّه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) من الكتب التي اعتمدها في

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٧٤ [ ١٩٨ ] ، وأورده المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في تنقيح المقال ١ : ٢٩٦ عن تكملة أمل الآمل ، ولا يوجد فيها ، والظاهر أنّ كلمة تكملة زائدة.

٢ ـ التمحيص ( المطبوع في نهاية تحف العقول ) : ٣٩٧ ح ١ ، الباب الأوّل ، وانظر : الذريعة ٣ : ٤٠٠ [ ١٤٣٥ ] ، مقدّمة تحف العقول ، روضات الجنّات ٢ : ٢٨٩ [ ٢٠٠ ] ، رياض العلماء ١ : ٢٤٤ ، طبقات أعلام الشيعة ١ : ٩٣ ، تأسيس الشيعة : ٤١٣ ، أعيان الشيعة ٥ : ١٨٥.

٣ ـ البحار ١ : ١٠.

٤ ـ البحار ١ : ٢٩.

٢٨٤

الوسائل ، ووصف مؤلّفه بالشيخ الصدوق(١) .

وقال الشيخ علي بن الحسين البحراني ( القرن الثاني عشر ) في رسالته في الأخلاق : وكتابه ممّا لم يسمح الدهر بمثله(٢) .

وقال الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في روضات الجنّات : له كتاب « تحف العقول عن آل الرسول » ، مبسوط ، كثير الفوائد ، معتمد عليه عند الأصحاب ، أورد فيه جملة وافية من النبويّات وأخبار الأئمّة ( عليهم السلام ) ومواعظهم الشافية على الترتيب ، وفي آخره أيضاً القدسيّان المبسوطان المعروفان الموحى بهما إلى موسى ( عليه السلام ) وعيسى بن مريم ( عليه السلام ) في الحكم والنصايح البالغة الإلهيّة ، وباب في بعض مواعظ المسيح الواقعة في الإنجيل ، وآخر وصيّة المفضّل بن عمر للشيعة.

كما قال في خطبة كتابه الموصوف : وأتيت على ترتيب مقامات الحجج ( عليهم السلام ) ، واتبعتها بأربع وصايا شاكلت الكتاب ووافقت معناه ، وأسقطت الأسانيد تخفيفاً وإيجازاً ، وإن كان أكثره لي سماعاً ، ولأنّ أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها ، ولم أجمع ذلك للمنكر المخالف ، بل ألّفته للمسلّم للأئمّة ، العارف بحقّهم ، الراضي بقولهم ، الرادّ إليهم ، وهذهِ المعاني أكثر من أن يحيط بها حصر ، وأوسع من أن يقع عليها حظر ، وفيما ذكرناه مقنع لمن كان له قلب ، وكاف لمن كان له لبّ(٣) .

وفي هذه الجملة ـ أيضاً ـ من الدلالة على غاية اعتبار الكتاب ، ما لا يخفى ، مضافاً إلى أنّ غالب مرسلاته بطريق إسقاط السند ، والإسناد إلى قول الحجّة ، دون إبهام الراوي ، وهو ظاهر في الإخبار الجازم ، ويجعل الخبر مظنون الصدق ، فيلحقه بأقسام الصحيح(٤) .

____________

١ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٣٧ ] ، الفائدة الرابعة.

٢ ـ الذريعة ٣ : ٤٠٠ [ ١٤٣٥ ] ، وتأسيس الشيعة : ٤١٤.

٣ ـ تحف العقول : ١١ ، مقدّمة المؤلّف.

٤ ـ روضات الجنّات ٢ : ٢٨٩ [ ٢٠٠ ].

٢٨٥

وقد قال المصنّف في مقدّمته أيضاً : « ووقفت ممّا انتهى إليّ من علوم السادة ( عليهم السلام ) ، على حكم بالغة ومواعظ شافية » ، وقال : « ووجدت بعضهم ( عليهم السلام ) ، قد ذكروا جملا من ذلك فيما طال من وصاياهم وخطبهم ورسائلهم وعهودهم ، وروي عنهم في مثل هذه المعاني ألفاظ » ، ثمّ قال : « فجمعت ما كانت هذه سبيله ».

وقال : « فتأمّلوا معاشر الشيعة المؤمنين ما قالته أئمّتكم ( عليهم السلام ) » ، وقال : « بل خذوا ما ورد إليكم عمّن فرض الله طاعته عليكم ، وتلّقوا ما نقله الثقات عن السادات بالسمع والطاعة »(١) .

وقد أسقط المؤلّف الأسانيد ، كما ذكر ذلك في أوّل الكتاب ، وأوردناه عنه نحن آنفاً.

وللكتاب عدّة نسخ مخطوطة ، منها. في مكتبة الشيخ محمّد الحسين الأعلمي الخاصّة في كربلاء ، وفي مكتبة العلاّمة السيّد جلال الدين الأرموي في إيران ، وفي المكتبة العامّة في طهران(٢) .

____________

١ ـ تحف العقول : ١٠ ، ١١ ، مقدّمة المؤلّف ، وانظر : أُصول علم الرجال : ٢٧٤ ، كتاب تحف العقول.

٢ ـ انظر تحف العقول : ٧ ، الكتاب : مخطوطاته ومطبوعاته.

٢٨٦

(٢٧) كتاب : البرهان في النصّ الجليّ على علي ( عليه السلام ) (١)

للشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي

( كان حيّاً في ٣٧٧ هـ )

الحديث :

قال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة : وروى الشيخ الصدوق علي بن محمّد العدوي الشمشاطي في كتاب البرهان في النصّ على علي ( عليه السلام ) ، بإسناده إلى أبي ذرّ ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث الشورى ، أنّه قال لهم : « هل تعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »؟ قالوا : نعم(٢) .

وسيأتي هذا الحديث مسنداً عن أمالي الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) فراجع(٣) .

الشيخ علي بن محمّد العدوي الشمشاطي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : علي بن محمّد العدوي الشمشاطي أبو

____________

١ ـ هذا الكتاب مفقود في الوقت الحاضر ، ولكن وصلت منه نسخة إلى الحرّ العاملي ، وأورد بعض الروايات منه في إثبات الهداة ، وما نقلناه منه.

٢ ـ إثبات الهداة ١ : ٦٤٩ ح ٨٠٢ ، فصل ( ٥٦ ).

٣ ـ انظر ما سنذكره عن أمالي الطوسي ، الحديث الخامس.

٢٨٧

الحسن ، من عدِي بني تغلب ، عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب ، كان شيخاً بالجزيرة ، وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، ثمّ قال نقلا عن سلامة بن ذكا أبو الخير الموصلي ـ بعد أن عدّد كتبه ورسائله ـ : وكان يذكره بالفضل والعلم والدين والتحقّق بهذا الأمر ( رحمه الله )(١) .

وذكر العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) وابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في القسم الأوّل من كتابيهما مثله(٢) ، ورمز له ابن داود بـ ( لم ) ، أشار إلى رجال الشيخ في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وهو غير مذكور في رجال الشيخ ( رحمه الله ).

ووثّقه الماحوزي ( ت ١١٢١ هـ ) في البلغة(٣) ، وعدّه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة(٤) ، والكاظمي ( القرن الحادي عشر ) في هداية المحدّثين من الممدوح(٥) .

وعدّه في الحاوي من الضعاف ، ونقل ما قاله العلاّمة فيه ، عن القسم الثاني للخلاصة(٦) ، وهو اشتباه ، فهو في القسم الأوّل ، المخصّص لمن يعتمد عليه العلاّمة فيها ، ولعلّ هذا هو الذي جعله يعدّه في الضعاف.

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) ـ بعد أن ذكر ما في الخلاصة ورجال ابن داود ـ : ولم أجد في رجال الشيخ ( رحمه الله ) ما نسبه إليه ، وكيفما كان ، فعدّهما له في القسم والباب الأوّل يكشف عن اعتمادهما عليه ، ونقل

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٦٣ [ ٦٨٩ ] ، وانظر : جامع الرواة ١ : ٢٦٠٠ ، مجمع الرجال ٤ : ٢١٩.

٢ ـ خلاصة الأقوال : ١٨٧ [ ٥٦٠ ] ، رجال ابن داود : ١٤١ [ ١٠٨١ ] ، وانظر : نقد الرجال ٣ : ٢٩٧ [ ٣٦٨٨ ].

٣ ـ بلغة المحدّثين : ٣٨٥.

٤ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٣٦٥ [ ١٢٨٧ ].

٥ ـ هداية المحدّثين : ٢١٨ ، وانظر : بهجة الآمال ٥ : ٥٢٤ ، منتهى المقال ٥ : ٦٢ [ ٢١٠٠ ].

٦ ـ حاوي الأقوال ٤ : ٥٩ [ ١٧٢٥ ].

٢٨٨

النجاشي عن سلامة ذكره بالفضل والعلم والدين والتحقّق بهذا الأمر ، ورضاه بذلك ، وترحّمه عليه لا يقصر عن التوثيق ، ولذا وثّقه في البلغة ، وجمد المجلسي على عدم ورود لفظ ثقة فيه ، فعدّه ممدوحاً ، وأفرط الجزائري فعدّه في الضعفاء ، والأظهر وثاقته ; لما عرفت(١) .

وقال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) : أقول : وعنونه الحموي في أدبائه ، وقال : شاعر مجيد ، ومصنّف مفيد ، استدرك على ثعلب في الفصيح عدّة مواضع ، كان رافضيّاً دجّالا ، يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم.

وفي توقيعات الإكمال : عن أبيه ، عن سعد ، عن علي بن محمّد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني ، قال : كنت مقيماً ببغداد ، وتهيّأت في قافلة اليمانيّين للخروج ، فكتبت أستأذن ، فخرج : « لا تخرج معها ، فمالك في الخروج خيرة » ، فخرجت القافلة ، وخرجت عليها بنو حنظلة فاجتاحوها ، وكتبت أستأذن في ركوب الماء ، فخرج : « لا تفعل » فما خرجت سفينة في تلك السنة إلاّ خرجت عليها البوارج ، وخرجت زائراً إلى العسكر ، فأنا في المسجد مع المغرب ، إذ دخل عليّ غلام ، فقال لي : قم ، فقلت : من أنا؟

قال : « عليّ بن محمّد ، رسول جعفر بن إبراهيم اليماني » ، وما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي ، فقمت إلى منزله ، واستأذنت في أن أزور من داخل ، فأذن لي(٢) .

والظاهر أنّه الذي عدّه الإكمال في ( من وقف على معجزة الحجّة ( عليه السلام ) ، ورآه ) بلفظ ( الشمشاطي )(٣) ) وشمشاط : من ثغور الجزيرة ، كما

____________

١ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣٠٦.

٢ ـ إكمال الدين : ٥١٨ ح ١٤ باب : ١٣.

٣ ـ إكمال الدين : ٤٧١ ح ١٦ ، الباب : ١١ ، وانظر : مجمع الرجال ٧ : ١٩٢ ، الفائدة الثالثة.

٢٨٩

أنّ الظاهر أنّ مراد الحموي ، بقوله : « يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم » ، ما مرّ في تلك التوقيعات(١) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : وقال ابن النديم : إنّه من سمساط من بلاد أرمينية ، إلى قوله : شاعر ، مصنّف ، مؤلّف ، مليح الحفظ ، كثير الرواية ، ويحيا في عصرنا هذا(٢) ، يعني وقت تأليف ( الفهرست ) في ٣٧٧(٣) ، وعدّه ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في ( فرج المهموم ) من علماء النجوم من أصحابنا(٤) (٥) .

كتاب البرهان

ذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ضمن كتبه ، بعنوان : رسالة البرهان في النصّ الجليّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

ثمّ قال : أخبرنا سلامة بن ذكار أبو الخير الموصلي ( رحمه الله ) ، بجميع كتبه(٦) .

وذكره الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب التي نقل منها في كتاب إثبات الهداة ، بعنوان : كتاب البرهان في النصّ على عليّ ( عليه السلام ) ، لعلي بن محمّد العدوي الشمشاطي(٧) .

____________

١ ـ قاموس الرجال ٧ : ٥٦٤ [ ٥٣٠٩ ].

٢ ـ فهرست ابن النديم : ١٧١ ، المقالة الثالثة ، وانظر أيضاً : ٢٩١ ، الفن السابع : من المقالة السادسة.

٣ ـ فهرست ابن النديم : ٤١ ، المقالة الأُولى.

٤ ـ فرج المهموم : ١٢٣ ، الباب الخامس.

٥ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : ٢٠٣ ، وانظر أيضاً : أعلام الزركلي ٤ : ٣٢٥.

٦ ـ رجال النجاشي : ٢٦٤ [ ٦٨٩ ].

٧ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٨ ، الفائدة العاشرة.

٢٩٠

وعدّه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر بحاره(١) ، وقال في توثيق المصادر : وكتاب البرهان كتاب متين ، فيه أخبار غريبة ، ومؤلّفه من مشاهير الفضلاء ، ثمّ أورد قول النجاشي(٢) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٠.

٢ ـ البحار ١ : ٣٩ ، وانظر : رياض العلماء ٤ : ٢١٢ ، الذريعة ٣ : ٩٠ [ ٢٨٥ ].

٢٩١
٢٩٢

مؤلّفات الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن

الحسين بن بابويه القمّي ( ت ٣٨١ هـ )

(٢٨) كتاب : كمال الدين وتمام النعمة :

الحديث :

الأوّل : قال : وأشهد أنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) عبده ورسوله وأمينه ، وأنّه بلّغ عن ربّه ، ودعا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعمل بالكتاب وأمر باتّباعه ، وأوصى بالتمسّك به وبعترته الأئمّة بعده ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه حوضه ، وأنّ اعتصام المسلمين بهما على المحجّة الواضحة(١) .

تنبيه : من الواضح أنّه يشير إلى حديث الثقلين.

الثاني : وقال غيره(٢) من متكلّمي مشايخ الإماميّة :

ونقول : إنّ جميع طبقات الزيديّة والإماميّة ، قد اتفقوا على أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وهما الخليفتان من بعدي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وتلقّوا هذا الحديث بالقبول(٣) .

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٣٢ ، المقدّمة.

٢ ـ أي غير أبي جعفر بن قبة ( رحمه الله ) ، الذي نقل الصدوق كلامه قبل كلام هذا الشيخ.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٩٣ ، كلام لأحد المشايخ في الردّ على الزيديّة.

٢٩٣

الثالث : وقال أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي ( القرن الرابع ) في نقض كتاب الإشهاد لأبي زيد العلوي : قال صاحب الكتاب ـ بعد أشياء كثيرة ذكرها لا منازعة فيها ـ : وقالت الزيديّة والمؤتمّة(١) : الحجّة من ولد فاطمة ، بقول الرسول المجمع عليه في حجّة الوداع ، ويوم خرج إلى الصلاة في مرضه الذي توفّي فيه : « أيّها الناس ، قد خلّفت فيكم كتاب الله وعترتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّكم لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ».

ثمّ أكّد صاحب الكتاب هذا الخبر ، وقال فيه قولاً لا مخالفة فيه(٢) .

فأقول(٣) ـ وبالله الثقة ـ : إنّ في قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) على ما يقول الإماميّة دلالة واضحة ، وذلك أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(٤) .

الرابع : حدَّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا العبّاس بن الفضل المقري ، قال : حدَّثنا محمّد بن علي بن منصور ، قال : حدَّثنا عمرو ابن عون ، قال : حدَّثنا خالد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

____________

١ ـ يعني الإماميّة.

٢ ـ ذكر هنا قولاً في دلالة الحديث ، سيأتي الكلام عليه في بحث الدلالة.

٣ ـ هذا الكلام من أبي جعفر بن قبة ( رحمه الله ).

٤ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ١٢٤ ، أجوبة ابن قبة على أبي زيد العلوي.

ثمّ ذكر كلاماً في الدلالة ردّاً على ما قاله أبو زيد العلوي ، سيأتي نقله في بحث الدلالة إن شاء الله.

٥ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٥ ح ٤٤ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه الحرّ

٢٩٤

ورواه الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) بطريقه عن الصدوق في فرائد السمطين(١) .

الخامس : حدَّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس ، قال : حدَّثنا العبّاس بن الفضل ، عن أبي زرعة ، عن كثير بن يحيى أبي مالك ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نزل بغدير خمّ ، ثمّ أمر بدوحات فقمّ ما تحتهن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، ثمّ قال : « إنّ الله مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن » ، ثمّ أخذ بيد عليّ ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهم وال من والاه ،

____________

العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٩٦ ح ١٩٥ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١١ ح ١٢ ، باب [ ٣ ] : في الثقلين ، ولكنّه سمّى كمال الدين بكتاب الغيبة ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٠ ح ٥٩ ، باب : ٢٩ ، ونسبه هنا إلى كتاب من لا يحضره الفقيه ، ولا يوجد فيه ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٣٣ ح ٦٩.

١ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٢ ح ٤٣٦ ، الباب الثالث والثلاثون من السمط الثاني. وطريقه إلى الصدوق ، هكذا : أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي الغنائم ، والإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحليان ، في ما كتبا إليّ رحمة الله عليهما ، قالا : أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي ( رحمه الله ) ، بروايته عن محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جدّه محمّد ، عن أبيه ، عن جماعة ، منهم : السيّد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن علي المعمّري ، والفقيه أبو جعفر محمّد بن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : . ( الحديث ) ، وفيه : ( وعترتي ) فقط ، و ( لن يتفرّقا ) بدل ( لن يفترقا ) ، وسيأتي في ما سنذكره عن فرائد السمطين للجويني في مصادر أهل السنّة لحديث الثقلين.

٢٩٥

وعاد من عاداه » ، قال : فقلت لزيد بن أرقم : أنت سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟

فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأُذنيه(١) .

السادس : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن الحسين البغدادي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز إملاءً ، قال : حدَّثنا بشر بن الوليد ، قال : حدَّثنا محمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة بن سعيد(٢) ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما »(٣) .

السابع : حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد ، قال : حدّثنا صالح بن موسى ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد خلّفت فيكم شيئين ، لن تضلّوا بعدي أبداً ما أخذتم بهما ، وعملتم بما فيهما : كتاب الله وسنّتي »(٤) ، وإنّهما

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٦ ح ٤٥ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في نوادر الأخبار : ١٤١ ح ١٤ ، وقال : وزاد في رواية أُخرى : . ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٩٦ ح ٩٦ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١١ ح ١٣ باب ٣ ، وسمّى كمال الدين بكتاب الغيبة ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٠ ح ٦٠ ، الباب : ٢٩ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٧ : ١٣٧ ح ٢٥.

٢ ـ الظاهر أنّه عطيّة بن سعد ، كما سيأتي في أسانيد أُخر.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٦ ح ٤٦ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ١٩٧ ، والبرهان ١ : ١١ ح ١٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦١ ، الباب : ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١٠٩.

٤ ـ تصحيف من ( ونسبي ) ، كما سيأتي توضيحه في المتن.

٢٩٦

لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض »(١) .

تنبيه : لقد توقّفت كثيراً في هذا الحديث ، وإدراجه في ضمن حديث الثقلين ، إلى أن نبّهني يوماً العلاّمة المحقّق السيّد محمّد رضا الجلالي إلى ما كتبه توضيحاً عن هذا الحديث في كتابه ( تدوين السنّة الشريفة ) ، أثناء تعليقه على حديث ( كتاب الله وسنّتي ) ، قال :

ورواه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٩٣ ) عن أبي هريرة(٢) ، شاهداً على الحديث الأوّل ، وكذا الذهبي ولم يصرّحا بصحّته ، ولفظه : « إنّي قد تركتُ فيكم شيئين لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب الله وسنّتي » ، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير رقم ( ٨٢٤٦ ) ج ١ ص (٢٤) إلى البيهقي في السنن الكبرى(٣) ، بلفظ « إنّي قد خلّفتُ » ، ونقله في ( حجّيّة السنّة ) ( ص ٣١٤ ) عن البيهقي في المدخل ، باللفظ الأوّل.

أقول : لكنّ الذي رواه البزّار عن أبي هريرة ، وبنفس السند الذي أورده الحاكم ، كما جاء في ( كشف الأستار عن زوائد البزّار ) ، كتاب علامات النبوّة ، باب مناقب أهل البيت ، ما نصّه : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي قد خلّفتُ فيكم اثنين لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب الله ونَسبي ، ولن

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٤٧ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١٢ ح ١٥ ، وفيه : وعترتي بدل وسنّتي ، وغاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦٢ ، الباب (٢٩) ، وفيه : وسنّتي ، والبحار ٢٣ : ١٣٢ ، وفيه : وسنّتي.

٢ ـ رواه الحاكم في مستدركه ( ١ ح ١ : ١٩٤ ح ٣٢٢ ) ، بهذا السند : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمّد بن عيسى بن مسكن الواسطي ، ثنا داوود بن عمرو الضبّي ، ثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : . ، ( الحديث ).

٣ ـ السنن الكبرى ١٠ : ١٩٥ ح ٢٠٣٣٧ ، بهذا السند : أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أنبأ أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، أنبأ ابن العبّاس بن الهيثم ، ثنا صالح بن موسى الطلحي . ، الخ.

٢٩٧

يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال البزّار : لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلاّ بهذا الإسناد ، وصالح ليّن الحديث ، كشف الأستار ( ج ٣ ص ٢٢٣ ) رقم ( ٢٦١٧ )(١) .

وبما أنّ البزّار أورد الحديث في باب مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلا بدّ أنْ يكون لفظ الحديث مناسباً لذلك الباب ، فلا بدّ أن يكون الصحيح لفظ « ونسبي » ، وبما أنّ الحديث الذي أورده الحاكم عن أبي هريرة متّحد مع ما أورده البزّار سنداً ، فلابدّ أن يكون مثله لفظاً أيضاً ، وهذا يقتضي أن يكون « وسنّتي » مصحّفاً عن « ونسبي ».

وقد وقع مثل هذا التصحيف ، في ما أورده السيوطي في كتاب ( إحياء الميت بفضائل أهل البيت ) ، الحديث رقم (٢٢) ، نقلا عن البزّار ، فجاء بلفظ : « كتاب الله ونسبتي » ، في الطبعة المصريّة بهامش إتحاف الأشراف ( ص ٢٤٧ ) ، وطبعة مؤسّسة الوفاء ( ص ٢٤ ) ، وطبعة محمّد سعيد الطريحي ( ص ٤٤ ) ، لكن في طبعة دار الجيل التي حقّقها مصطفى عبد الرحمان عطا ( ص ٢٩ ) ، بلفظ : « وسُنّتي » ، من دون تعليق ، ولا إشارة إلى اختلافه مع سائر الطبعات ومع المصدر ، ولا إلى أنّ الحديث بهذا اللفظ « وسُنّتي » لا يرتبط بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، فكيف يورده السيوطي ، ومصدره البزّار ، في باب فضائل أهل البيت ( عليهم السلام )!؟(٢)

أقول : وكذلك ، كيف يورده الصدوق تحت باب ( اتّصال الوصيّة من لدن آدم ( عليه السلام ) ، وأنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزّ وجلّ على خلقه إلى يوم القيامة ) ، وفي ضمن إيراده لأحاديث الثقلين(٣) .

____________

١ ـ وانظر أيضاً : مختصر زوائد البزار ٢ : ٣٣٢ ح ١٩٦٣.

٢ ـ تدوين السنّة الشريفة : ١٢٢ ، القسم الأوّل ، الفصل الثالث ، الهامش (١).

٣ ـ قال محقّق كتاب كمال الدين وتمام النعمة ، الشيخ علي أكبر الغفاري في هامش

٢٩٨

الثامن : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ ، قال : حدَّثنا القاسم بن عبّاد ، قال : حدَّثنا سويد ، قال : حدَّثنا عمرو بن صالح ، عن زكريا ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله جلّ وعزّ حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

التاسع : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا الحسين بن حميد ، قال : حدَّثني أخي الحسن بن حميد ، قال : حدَّثني علي بن ثابت الدهّان ، قال : حدَّثني سعاد وهو ابن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي امرؤ مقبوض ، وأُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أفضل من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

العاشر : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا القشيري ، عن المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، عن عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

____________

هذا الحديث : ذكر هذه الرواية عن أبي هريرة بهذا اللفظ هنا لا يناسب المقام ، اللّهم إلاّ أن يكون المراد ذكره لبيان تحريف أبي هريرة لفظ الحديث ، أو إيراد جميع ما سمعه.

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٤٨ ، باب (٢٢) : اتصال الوصيّة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ١٩٨ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ١٦ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦٣ ، باب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٢ ح ٦٧.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٤٩ ، وفي بعض الطبعات كرّره بعد صفحة ، وعنه في نوادر الأخبار : ١٤٠ ح ١٣ ، وإثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ١٩٩ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ١٧ ، غاية المرام ٢ : ٣٦١ ح ٦٤ ، باب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣٢ ح ٦٨.

٢٩٩

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء(١) طرف بيد الله ، وعترتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت : لأبي سعيد : من عترته؟

قال : أهل بيته ( عليهم السلام )(٢) .

ورواه الجويني ( ٧٣٠ هـ ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين(٣) .

الحادي عشر : حدّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس ثعلب ، يقول : سمعت أبا العبّاس ثعلب سئل عن معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، لم سمّيا الثقلين؟

قال : لأنّ التمسّك بهما ثقيل(٤) .

ورواه الجويني بطريقه عن الصدوق في فرائد السمطين(٥) .

الثاني عشر : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمّد الجوهري ،

____________

١ ـ لعلّه يوجد هنا سقط : ( إلى الأرض ) ، كما في معاني الأخبار ، وفرائد السمطين ، والبحار ، والبرهان ، وغاية المرام.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٧ ح ٥٠ ، وأورده في معاني الأخبار ، وسيأتي ، وفي بعض الطبعات كرّره بعد صفحة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ٢٠٠ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ١٨ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٢ ح ٦٥ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٤.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ح ٤٣٨ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : أنبأنا القشيري ، قال : حدَّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد الله بن داود ، وقد ذكرنا طريقه إلى الصدوق في الحديث الرابع ، المارّ الذكر ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف بيد الله ».

٤ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٨ ح ٥١ ، وعنه في البرهان ١ : ١٢ ح ١٩ ، وفيه ( أبا عمرو ) و ( تغلب ) ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٢ ح ٦٦ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٥ ، وفيه ( تغلب ).

٥ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٥ ح ٤٢٩ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : سمعت أبا عمرو صاحب أبي العبّاس غلام ثعلب ـ والظاهر أنّ غلام زائدة ـ ، وفيه : ( يُسْئل ) بدل ( سئل ) ، وفيه : لم سمّيا بثقلين؟

٣٠٠