موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: ستارة
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619
المشاهدات: 129466
تحميل: 2030


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 129466 / تحميل: 2030
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: 978-600-5213-63-8
العربية

سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته.

الخامس : وفي أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) : أنّه(١) آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتّى يؤلّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه ، ثمّ خرج إليهم به في إزار يحمله ، وهم مجتمعون في المسجد ، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع أُلبته ، فقالوا : الأمر ما جاء به أبو الحسن ، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم ، ثمّ قال : إنّ رسول الله قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، وهذا الكتاب وأنا العترة ، فقام إليه الثاني ، فقال له : إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله ، فلا حاجة لنا فيكما ، فحمل ( عليه السلام ) الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجّة(٢) .

وقد مضى مثله عن إثبات الوصيّة للمسعودي ، فراجع(٣) .

السادس : وفي القرآن( سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) ، وله ـ أي لعلي ( عليه السلام ) ـ « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، الخبر(٤) .

السابع : سلّم يعقوب إليهم يوسف بالأمانة( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ ) ، والمصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين »(٥) .

الثامن : ما رواه موسى بن عقبة ، أنّه أمر معاوية الحسين أن يخطب ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ ، فسمع رجل

____________

١ ـ أي علي ( عليه السلام ).

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤١ ، فصل : في المسابقة بالعلم ، وعنه في البحار ٤٠ : ١٥٥ ، و ٩٢ : ٥٢ ح ١٨.

٣ ـ انظر ما ذكرناه عن إثبات الوصيّة.

٤ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٤٠ ، فصل في إضافة الله تعالى علياً إلى نفسه ، وعنه في البحار ٣٩ : ٤٤ ح ١٥.

٥ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٤٦ ، فصل مساواته ( عليه السلام ) يعقوب ويوسف ( عليهما السلام ) ، وعنه في البحار ٣٩ : ٥٦.

٥٨١

يقول : من هذا الذي يخطب؟

فقال ( عليه السلام ) : « نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثاني كتاب الله تعالى فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله ، بل نتّبع حقايقه ، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله مقرونة ، قال الله تعالى( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، وقال ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) »(١) .

وقد مرّ ذكره عن الطبرسي في احتجاجه(٢) ، ولكن نبّهنا هناك على أنّ المفيد ( رحمه الله ) وتبعه الطوسي وعماد الدين الطبري ، قد رووه مسنداً عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) وهو الأقرب ، فراجع(٣) .

وقد ذكر ابن شهر آشوب في مقدّمته عند ذكر أسانيده إلى الكتب أنّه وجد كتاب الاحتجاج بخطّ أبي طالب الطبرسي(٤) .

رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني :

ترجم نفسه في معالمه ، قائلا : محمّد بن علي بن شهر آشوب ، مصنّف هذا الكتاب ، ثمّ ذكر عدّة من مصنّفاته(٥) .

وقال السيّد مصطفى التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : محمّد بن علي

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٤ : ٦٧ ، وعنه في البحار ٤٤ : ٢٠٥ ح ١.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٩٤ [ ١٩٥ ] ، وانظر ما أوردناه عن الاحتجاج ، الحديث السابع.

٣ ـ راجع ما ذكرناه في أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وأمالي الطوسي ، الحديث الأوّل ، وبشارة المصطفى ، الحديث الرابع.

٤ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢ ، المقدّمة.

٥ ـ معالم العلماء : ١١٩ [ ٧٩١ ].

٥٨٢

ابن شهر آشوب المازندراني رشيد الدين ، شيخ في هذه الطائفة وفقيهها ، وكان شاعراً بليغاً منشئاً(١) .

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : كان عالماً فاضلا ثقة محدّثاً محقّقاً عارفاً بالرجال والأخبار أديباً شاعراً جامعاً للمحاسن(٢) .

وفي الوجيزة للمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : عظيم الشأن معروف(٣) ، وفي الرياض : أقول : كان معاصراً للشيخ منتجب الدين صاحب الفهرس ، والسيّد ابن زهرة أبي المكارم صاحب الغنية ، وأحمد الغزالي والزمخشري(٤) .

ونقل العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة أنّه كُتب في آخر الجزء السادس من كتاب ( المناقب ) لابن شهر آشوب من نسخة بخطّ أبي القاسم بن إسماعيل بن عنان الكتبي الورّاق الحلّي التي فرغ من كتابتها أواخر رجب ٦٥٨ هـ ، أنّ المصنّف توفّي ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة ٥٨٨ هـ ، ودفن بمدينة حلب بسفح جبل جوشن بالقرب من مشهد الحسين ( عليه السلام )(٥) .

ونقل الشيخ النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة المستدرك عن عبقات

____________

١ ـ نقد الرجال ٤ : ٢٧٦ [ ٤٩٣١ ] ، وانظر : جامع الرواة ٢ : ١٥٥ ، منتهى المقال ٦ : ١٢٤ [ ٢٧٦٨ ].

٢ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٥ [ ٨٥١ ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : ٣٤٠ [ ١١٣ ].

٣ ـ الوجيزة : ٣٠٩ [ ١٧٣٠ ].

٤ ـ رياض العلماء ٥ : ١٢٤.

٥ ـ الذريعة ٢٢ : ٣١٨ [ ٧٢٦٤ ] ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٢٧٣ ، و ( القرن السابع ) : ١٣٤ ، روضات الجنّات ٦ : ٢٩٠ [ ٥٨٥ ] ، خاتمة المستدرك ٣ : ٥٦.

٥٨٣

الأنوار للمير حامد حسين ، عن الفيروزآبادي في محكي بلغته أنّه عاش مائة سنة إلاّ عشرة أشهر(١) .

كتاب مناقب آل أبي طالب :

قال المصنّف في أوّل الكتاب : قال محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني : لمّا رأيت كفر العداة والشراة بأمير المؤمنين ، ووجدت الشيعة والسنّة فيه مختلفين ، إلى أن قال : وأُظهر ما كتموا ، وأجمع ما فرّقوا ، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدّته الرواية ، وأُشير إلى ما رواه الخاصّة( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) ، فاستصوبت من عيون كتب العامّة والخاصّة معاً ، ثمّ قال : فوفّقت في جمع هذا الكتاب ، ثمّ ذكر طرقه ـ كما سيأتي ـ وقال بعدها : وسمّيته بـ ( مناقب آل أبي طالب )(٢) .

وعدّه في ضمن كتبه عندما ترجم لنفسه في المعالم(٣) ، وأجاز روايته مع كتبه الأُخرى للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن شعرة الحلّي الجامعاني ، جاء في آخرها : كتب ذلك محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، بخطّه في منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة(٤) .

ونسبه إليه أغلب من ترجمه ، فهذا الكتاب وكتابه الآخر معالم العلماء من أشهر كتبه.

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٩ ، وانظر : الكنى والألقاب ١ : ٣٣٣.

٢ ـ مناقب آل أبي طالب : مقدّمة المؤلّف.

٣ ـ معالم العلماء : ١١٩ [ ٧٩١ ].

٤ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٩٢.

٥٨٤

ثمّ إنّ الحرّ العاملي جعله من مصادر كتابه إثبات الهداة(١) ، وأورد اسم المصنّف في ضمن طرق إجازاته إلى مصنّفات الأصحاب في خاتمة الوسائل(٢) ، وأدخله المجلسي في مصادر البحار(٣) ، وقال في توثيقه : وكتابا المناقب والمعالم من الكتب المعتبرة ، قد ذكرهما أصحاب الإجازات ومؤلّفهما أشهر في الفضل والثقة والجلالة من أن يخفى حاله على أحد(٤) ، وهو أيضاً من مصادر تفسير البرهان للبحراني(٥) .

وذكر العلاّمة النوري ( رحمه الله ) أنّ المناقب الموجود ناقص ، قال : وليعلم أنّ الموجود من المناقب في أحوال الأئمّة ( عليهم السلام ) إلى العسكري ( عليه السلام ) ، ولم نعثر على أحوال الحجّة ( عج ) منه ، ولا نقله من تقدّمنا من سدنة الأخبار كالمجلسي والشيخ الحرّ وأمثالهما ، وربّما يتوهّم أنّه لم يوفّق لذكر أحواله ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد ( رحمه الله ) : إنّه لقّبه به صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، قال : وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب(٦) ، والظاهر أنّه كتبه في جملة أحواله ( عليه السلام ) ، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب ، والله العالم(٧) .

مع أنّ النسخة التي رآها صاحب الذريعة مكتوبة سنة ٧٧٧ هـ كتبت على نسخة تاريخها ٦٥٨ هـ بخطّ أبي القاسم بن إسماعيل بن عنان الكتبي الورّاق الحلّي(٨) .

____________

١ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٩.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٧ ، الطريق المتمّم للعشرين.

٣ ـ البحار ١ : ٩.

٤ ـ البحار ١ : ٢٩.

٥ ـ البرهان ١ : ٣١.

٦ ـ معالم العلماء : ١١٣.

٧ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٨.

٨ ـ الذريعة ٢٢ : ٣١٩ [ ٧٢٦٤ ].

٥٨٥

وقد يحتمل أنّ المناقب الموجود هو مختصر من مناقب ابن شهر آشوب ، اختصره أبو عبد الله الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي ابن فرج الذي كان تلميذ ابن شهر آشوب ، احتمله العلاّمة النوري في خاتمة المستدرك(١) .

وقد ذكر هذا المختصر زين الدين علي بن يوسف بن جبير ( القرن السابع ) في كتابه ( نهج الإيمان ) ، ونسبه إلى جدّه أبي عبد الله الحسين بن جبير باسم ( نخب المناقب لآل أبي طالب ) ونقل منه في عدّة مواضع من كتابه ( نهج الإيمان ) ، وبعض الفقرات من خطبته.

قال ـ بعد أن نقل عدّة روايات من نخب جدّه ـ : إلى هنا روى جدّي ( رحمه الله ) في نخبه على طريق الاختصار ، وأومأ إلى ما ذكره الرجال إيماء ، والموجب لذلك أنّه اختصر كتاب الشيخ السعيد الفقيه عزّ الدين أبي جعفر محمّد بن شهر آشوب المازندراني السروي ( رحمه الله ) ، وهو كتاب كبير بسيط سمعت بعض الأصحاب ، يقول : وزنت منه جزءاً واحداً كان وزنه تسعة أرطال ، وقال جدّي ( رحمه الله ) في خطبة ( نخب المناقب ) : وفكّرت(٢) .

وذكره العلاّمة البيّاضي ( ت ٨٧٧ هـ ) في أوّل الصراط المستقيم ، وذكر بعض فقرات خطبة كتاب ( النخب ) ، وكأنّه أخذه من ( نهج الإيمان ) ، حيث نسب الفقرة التي ذكرناها آنفاً الظاهرة في أنّها من كلام صاحب ( النهج ) إلى جدّه صاحب ( النخب )(٣) ، ونقلها عنه العلاّمة النوري في خاتمة مستدركه(٤) متوهّماً ذلك أيضاً ، مع أنّ خطبة كتاب ( نخب المناقب )

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٧.

٢ ـ نهج الإيمان : ٤٦٧ ، الفصل : ٢٦.

٣ ـ الصراط المستقيم ١ : ١١.

٤ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٧.

٥٨٦

موجودة في الذريعة وليس فيها هذا النقل لمقدار وزن جزء من كتاب المناقب ، ومن البعيد أن ينقل ما سمعه عن غيره ، ولا ينقل ما علمه من حجم الكتاب ، مع أنّه قرأه على شيخه نجيب الدين أبي الحسين علي بن فرج ، عن ابن شهر آشوب(١) ، فهو لا يحتاج إلى نقل ما سمع بعد أن رأى.

واحتمال الاتحاد غير صحيح ; فإنّ خطبة الكتابين مختلفة ، وقد صرّح مؤلّف النخب باسم الكتاب في أوّله ، ويوجد ـ أيضاً ـ في آخر النسخة منه تصريح باسمه وتاريخ نسخها ، ولا يوجد منها أثر في نسخة المناقب التي رآها صاحب الذريعة والمشار إليها آنفاً ، ولذا قطع العلاّمة الطهراني بإثنينيّتهما ، قال في الذريعة ـ بعد أن أشار إلى كلام البياضي ـ : لكن يأتي أنّ ( النخب ) غير هذا الموجود المطبوع ، وهو أيضاً موجود ، ولا بُعد في أن يكتب بقلم جلي على ورق غليظ جدّاً في جلد ثقيل يكون بالوزن المذكور(٢) .

وقال أيضاً بعد أن عنون ( للنخب ) : ومرّ في ( المناقب ) توهّم أنّ الموجود منه هو ( النخب ) دون أصله ، وقد ظهر أنّهما موجودان(٣) .

كتاب المناقب وأسانيد رواياته :

اكتفى المؤلّف أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب في كتابه هذا بذكر صاحب الكتاب الذي روى عنه الرواية في أوّلها ، مقتصراً في ذلك عن إيراد سندها بالكامل ، حيث قال في مقدّمته :

____________

١ ـ الذريعة ٢٤ : ٨٨ [ ٤٦٢ ].

٢ ـ الذريعة ٢٢ : ٣١٨ [ ٧٢٦٤ ].

٣ ـ الذريعة ٢٤ : ٨٨ [ ٤٦٢ ].

٥٨٧

وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الأخبار ، وعدلت عن الإطالة والإكثار والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها ، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها ، لتخرج بذلك عن حدّ المراسيل ، وتلحق بباب المسندات ، وربّما تتداخل الأخبار بعضها في بعض ، أو نختصر منها موضع الحاجة ، أو نختار ما هو أقلّ لفظاً ، أو جاءت غريبة من مظانّ بعيدة ، أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل :

فمنها : ما وافقه القرآن ، ومنها : ما رواه خلق كثير حتّى صار علماً ضروريّاً يلزمهم العمل به ، ومنها : ما بقيت آثارها رواية أو سمعاً ، ومنها : ما نطقت به الشعراء والشعرورة لتبذلها ، فظهرت مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) بإجماع موافقيهم ، وإجماعهم حجّة على ما ذكر في غير موضع ، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ، ولا يقدرون على الإنكار على ما أنطق الله به رواتهم ، وأجراها على أفواه ثقاتهم ، مع تواتر الشيعة بها ، وذلك خرق العادة وعظة لمن تذكّر ، فصارت الشيعة موفّقة لما نقلته ميسّرة ، والناصبة مخيّبة فيما حملته مسخرة ، لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها ، وحمل تلك ما هو حجّة لخصمها دونها ، وهذا كاف لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وإنّ هذا لهو البلاء المبين ، وتذكرة للمتذكّر ، ولطف من الله تعالى للعالمين(١) ).

وقد قال قبل ذلك في سبب نقله من كتب أهل السنّة : وأنصر الحقّ وأتّبعه ، وأُقهر الباطل وأَقمعه ، وأُظهر ما كتموا ، وأَجمع ما فرّقوا ، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدّته الرواية ، وأُشير إلى ما روته الخاصّة

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢ ، المقدّمة.

٥٨٨

( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) ، فاستصوبت من عيون كتب العامّة والخاصّة معاً ; لأنّه إذا اتّفق المتضادّان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما ، وشاهد للمحقّ في اعتقاده منهما ، وإذا اعتقدت فرقة خلاف ما روت ودانت بضدّ ما نقلت وأخبرت ، فقد أخطأت وإلاّ فَلِمَ يروي الإنسان ما هو كذب عنده ويشهد بما يعتقد فيه ضده؟ ، وكيف يعترف بما يحتجّ به خصمه ، ويسطر ما يخالفه علمه؟ ، ولا عجب في رواياتهم ما هو حجّة عليهم ، فقد أنطقهم الله الذي أنطق كلّ شيء ، وإن كان الشيطان يثبت غروره حيث يأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره.

ثمّ قال : وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة ، بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحّ لي الرواية عنهم ، بأن أقول : حدّثني وأخبرني وأنبأني وسمعت واعترف لي بأنّه سمعه ورواه كما قرأته ، وناولني من طرق الخاصّة.

فأمّا طرق العامّة : ، ثمّ ذكر أسانيده إلى كتاب البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والدار قطني ، وإلى إسناد معرفة الحديث ، والموطّأ ، ومسند أبي حنيفة ، ومسند الشافعي ، ومسند أحمد وفضائله ، ومسند أبي يعلى ، وتاريخ الخطيب ، والنسوي ، والطبري ، وعلي بن مجاهد ، وتاريخيّ أبي علي البيهقي وأبي علي مسكويه ، وكتابي المبتدأ لهما وكتاب الأغاني ، وسنن السجستاني ، واللالكائي ، وابن ماجة ، وحلية الأولياء ، وإحياء علوم الدين ، والعقد ، وفضائل السمعاني ، وابن شاهين ، والزعفراني ، والعكبري ، ومناقب ابن شاهين ، وابن مردويه ، وأمالي الحكم ، ومجموع ابن عقدة ، والوسيط ، وأسباب النزول للواحدي ، ومعرفة الصحابة ، ودلائل

٥٨٩

النبوّة ، والجامع ، وأحاديث الجوهري ، وشعبة بن الحجّاج ، ومغازي الواقدي ، والبيان ، والتبيين ، والعزّة ، والفتيا ، وغريب القرآن ، وشوق العروس ، وعيون المجالس ، والمعارف ، وعيون الأخبار ، وغريب الحديث ، وغريب القرآن لابن قتيبة ، وغريب القرآن ، ونزهة القلوب ، وأعلام النبوّة ، والإبانة ، وكتاب اللوامع ، ودلائل النبوّة ، وجوامع الكلم ، ونزهة الأبصار ، والمحاضرات ، والإبانة ، وقوت القلوب ، والترغيب والترهيب ، وكتاب أبي الحسن المدايني ، وسنن الدارمي ، واعتقاد أهل السنّة ، وكتاب الكشف والفايق ، وربيع الأبرار ، والفردوس ، وزاد المسافر ، والأربعين ، للخوارزمي ، وفضائل القاضي أبي السعادات ، والخصائص العلويّة ، ومانزل من القرآن في علي ، وغيرها.

ثمّ ذكر أنّه أورد أسانيده إلى التفاسير والمعاني في كتابه أسباب النزول ، ثمّ عدّ منها أكثر من خمسين كتاباً.

وأمّا أسانيده إلى كتب الشيعة ، فقال : إنّ أكثرها عن الشيخ الطوسي ، وأورد سنده إليه ، وكذا أسانيده إلى المرتضى والرضيّ والشيخ المفيد والصدوق وابن شاذان وابن فضّال وابن الوليد وابن الحاشر وعلي بن إبراهيم والحسن بن حمزة والكليني والعبدكي والفلكي وغيرهم ، وكذا كتب الفتّال التنوير ، وروضة الواعظين ، ومجمع البيان ، وإعلام الورى للطبرسي ، وروض الجنان لأبي الفتوح ، وحلية الأشراف للبيهقي ، وغرر الحكم للآمدي ، وذكر أنّه وجد كتاب الاحتجاج بخطّ أبي طالب الطبرسي(١) .

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ٦ ـ ١٢ ، المقدّمة.

٥٩٠

(٧٤) كتاب : السرائر

لابن إدريس الحلّي ( ت ٥٩٨ هـ )

الحديث :

في ما يذكره في باب الطلاق في القول : إنّ الطلاق ثلاث ، قال : ، ودليل الشيعة على ما ذهبت إليه بعد إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) فإنّ فيه الحجّة من وجوه يطول شرحها ، ولقول الرسول ( عليه السلام ) المتّفق عليه : « خلّفتُ فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا »(١) .

أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي العجلي :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : الشيخ محمّد بن إدريس العجلي بحلّة ، له تصانيف ، منها : كتاب ( السرائر ) شاهدته بحلّة ، وقال شيخنا سديد الدين محمود الحمّصي ـ رفع الله درجته ـ : وهو مخلّط لا يعتمد على تصنيفه(٢) .

وذكره ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله في قسم الضعفاء ، قال : محمّد بن إدريس العجلي الحلّي ، كان شيخ الفقهاء بالحلّة متقناً في العلوم ، كثير التصانيف ، لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت [ بالكلّيّة ](٣) .

____________

١ ـ السرائر ٢ : ٦٧٩.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ١٧٣ [ ٤٢١ ].

٣ ـ رجال ابن داود : ٢٦٩ [ ٤٢٦ ].

٥٩١

ولكن التفرشي ( القرن الحادي عشر ) علّق عليه ، قائلا : ولعلّ ذكره في باب الموثّقين أولى ; لأنّ المشهور منه أنّه لم يعمل بخبر الواحد ، وهذا لا يستلزم الإعراض بالكلّيّة ، وإلاّ انتقض بغيره مثل السيّد ( قدس سره )(١) وغيره(٢) .

وأجاب عليه ـ أيضاً ـ الشيخ أبو علي ( ت ١٢١٦ هـ ) في منتهى المقال ، قال : ولا يخفى ما فيه من الجزاف وعدم سلوك سبيل الإنصاف ، فإنّ الطعن في هذا الفاضل الجليل سيّما والاعتذار بهذا التعليل العليل فيه ما فيه ، أمّا أوّلا : فلأنّ عمله بأكثر كثير من الأخبار ممّا لا يقبل الاستتار سيّما ما استطرفه في أواخر السرائر من أُصول القدماء ( رضي الله عنهم ) ، وأمّا ثانياً : فلأنّ عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرّداته ، بل ذهب إليه جملة من جلّة الأصحاب كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك موجباً للتضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ، وفيه ما فيه(٣) .

ثمّ إنّ الشهيد الأوّل ( ت ٧٨٦ هـ ) في إجازته للشيخ شمس الدين ، وصفه بـ : الإمام العلاّمة ، شيخ العلماء ، حبر المذهب ، فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس ( رضي الله عنه )(٤) ، والشهيد الثاني في إجازته لوالد البهائي بـ : الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق(٥) ، والمحقّق الكركي في إجازته للقاضي صفيّ الدين ، بـ : الشيخ الإمام السعيد المحقّق حبر العلماء والفقهاء ، فخر الملّة والحقّ والدين(٦) .

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخّرون ، واعتمدوا على كتابه وعلى ما رواه في آخره من

____________

١ ـ الشريف المرتضى ( ( قدس سره ) ).

٢ ـ نقد الرجال ٤ : ١٣٢ [ ٤٤٦٢ ].

٣ ـ منتهى المقال ٥ : ٣٤٦ [ ٢٤٧٩ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٩٣ [ ٦٤٢٤ ].

٤ ـ البحار ١٠٧ : ١٩٧.

٥ ـ البحار ١٨ : ١٥٨.

٦ ـ البحار ١٠٨ : ٧٣ ، وانظر : خاتمة المستدرك ٣ : ٤٠.

٥٩٢

كتب المتقدّمين وأُصولهم ، ثمّ قال ـ بعد أن ذكر أنّه لم يجد قول ابن داود في نسخته ـ : وقد ذكر أقواله العلاّمة وغيره من علمائنا في كتب الاستدلال وقبلوا أكثرها(١) .

بقي الكلام على نسبة التخليط إليه :

قال العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في قاموسه : وكان مخلّطاً في الفقه وفي الحديث في أسانيدها ومتونها ، وفي الأدب وفي التاريخ وفي اللغة ، ثمّ قال : ومن غريب خبطاته في مسألة استخارة الرقاع كما عرفت في عنوان ( رفاعة ) ، ومن مستطرفات خلطه نسبته في مستطرفاته إلى أبان بن تغلب عدّة أخبار لا ربط لها به كما مرّ في ( أبان ) ، ومع أنّه كثيراً ما ينتقد على اتّباع الشيخ بكونهم مقلّديه ، هو أيضاً أحد مقلّديه ، وذلك : أنّ ديدنه إذا رأى الشيخ اختلفت فتواه في كتبه يعترض على فتواه الخبريّة بكونه تمسّكاً بالآحاد ولو كان مستنداً إلى أخبار ملحقة بالتواتر ، وإذا رآه اتّفقت فتواه يتبعه ولو كان مستنداً إلى آحاد(٢) .

وقال السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) في معجمه ـ بعد أن ذكر كلام الشيخ منتجب الدين المتقدّم ـ : أقول : أمّا ما ذكره الشيخ محمود الحمّصي من أنّ ابن إدريس مخلّط لا يعتمد على تصنيفه ، فهو صحيح من جهة وباطل من جهة ، أمّا إنّه مخلّط في الجملة فممّا لا شكّ فيه ، ويظهر ذلك بوضوح من الروايات التي ذكرها فيما استظرفه من كتاب أبان بن تغلب ، ثمّ ذكر أمثلة أُخرى لتخليطه ، وقال بعدها : وأمّا قوله لا يعتمد على تصنيفه ،

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤٣ [ ٧١٧ ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : ٢٧٦ [ ٩٧ ] ، الوجيزة : ٢٩٢ [ ١٥٦٦ ] ، رياض العلماء ٥ : ٣١ ، روضات الجنّات ٦ : ٢٧٤ [ ٥٨٤ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٢٩٠ ، بهجة الآمال ٦ : ٢٧٠ ، جامع الرواة ٢ : ٦٥ ، تنقيح المقال ٢ : ٧٧ ، من أبواب الميم ، حاوي الأقوال ٣ : ٦٨ [ ٩٦٧ ].

٢ ـ قاموس الرجال ٩ : ٩٣ [ ٦٤٢٤ ].

٥٩٣

فهو غير صحيح ; وذلك فإنّ الرجل من أكابر العلماء ومحقّقيهم ، فلا مانع من الاعتماد على تصنيفه في غير ما ثبت فيه خلافه(١) .

وبقي هناك شيء لا بأس بالإشارة إليه وهو ما ينسب إلى ابن إدريس من التجاسر على شيخ الطائفة ، فقد أجاب عليه بعض المحقّقين بما ينفيه بالكلّيّة وأنّ بعض العبائر المنسوبة إليه بحقّ شيخ الطائفة لا أثر لها بالكلّيّة(٢) .

وأمّا وفاته ، فقد نقل المجلسي من خطّ الشهيد الأوّل ( رحمه الله ) : وقال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمّد بن إدريس الإمامي العجلي ( رحمه الله ) : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وتوفّي إلى رحمة الله ورضوانه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة(٣) .

وكأنّ ( سبعين ) تصحيف من تسعين ; لأنّ ابن إدريس انتهى من كتابه السرائر في صفر سنة ٥٨٩ هـ(٤) .

بل نقل الشيخ أبو علي عن رسالة الكفعمي في وفيات العلماء ، أنّه قال : وجد بخطّ ولده صالح : توفّي والدي محمّد بن إدريس ( رحمه الله ) يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوّال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة(٥) .

كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي :

قال المصنّف في أوّل الكتاب ـ بعد الحمد والصلاة على محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ـ : قال محمّد بن إدريس ( رحمه الله ) : إنّي لمّا رأيت زهد أهل هذا

____________

١ ـ معجم رجال الحديث ١٦ : ٦٦ [ ١٠٢١٤ ].

٢ ـ قاموس الرجال ٥ : ٣٤٦ ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٦٨.

٣ ـ البحار ١٠٧ : ١٩.

٤ ـ السرائر ٣ : ٦٥٣ ، انظر : خاتمة المستدرك ٣ : ٤٢.

٥ ـ منتهى المقال ٥ : ٣٤٨ ، [ ٢٤٧٩ ].

٥٩٤

العصر في علم الشريعة المحمّدية ، ثمّ كرّر اسمه عدّة مرّات إلى أن قال في آخر الخطبة : وقد رسمته بكتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، والله المستعان وعليه التكلان(١) .

ونسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست(٢) ، والشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل ، وأضاف : وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخّرون ، واعتمدوا على كتابه(٣) ، وجعله من مصادر الوسائل(٤) ، وذكر طريقه إليه(٥) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : وكتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلاّمة محمّد بن إدريس الحلّي ، وقد أورد في آخر ذلك الكتاب باباً مشتملا على الأخبار وذكر : أنّي استطرفته من كتب المشيخة المصنّفين والرواة المخلصين ، ويذكر اسم صاحب الكتاب ويورد بعده الأخبار المنتزعة من كتابه ، وفيه أخبار غريبة وفوائد جليلة(٦) .

وقال أيضاً : وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلّفه على أصحاب البصائر(٧) .

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) : وقد رأيت من كتاب السرائر نسخاً كثيرة ، من أحسن ما رأيته ما وجدته في كتب المرحوم آميرزا فخر المشهدي ، وهو نسخة عتيقة صحيحة جدّاً قريبة العهد بزمان المصنّف ، بل كتبت في زمانه ، ورأيت في خزانة الشيخ صفيّ في أردبيل

____________

١ ـ السرائر ١ : ٤١ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ١٧٣ [ ٤٢١ ].

٣ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤٣ [ ٧١٧ ].

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٩ [ ٧٦ ].

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٤ ، الطريق الخامس والثلاثون.

٦ ـ البحار ١ : ١٦ ، مصادر الكتاب.

٧ ـ البحار ١ : ٣٣ ، توثيق المصادر.

٥٩٥

قطعة أُخرى من هذا الكتاب كتب أيضاً في زمن المصنّف وقريء على السيّد فخار بن معد الموسوي تلميذ المصنّف ، وعليه أيضاً بلغات وإجازة بخطّ يوسف بن علوان في جمادي الآخرة سنة ثمان وعشرين وستمائة للشيخ محمّد بن الزنجي يرويه عن علي بن يحيى الخيّاط ، عن مصنّفه.

وتاريخ تأليف السرائر على ما يظهر من كتاب الصلح منه سنة سبع وثمانين وخمسمائة ، وقد رأيت أيضاً نسخة عتيقة منه في بلدة أشرف من بلاد مازندران(١) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، للشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي الحلّي ، وجد تاريخ ولادته مع هذه الترجمة والنسبة بخطّه المؤرّخ سنة ٥٥٨ ، وتوفّي ٥٩٨ ، فرغ منه كما يظهر من كتابيه الصلح والميراث ٥٨٨(٢) .

وفي آخر المطبوع على عدّة نسخ اثنين منها كتبت في أوائل القرن السابع ومقابلة على نسخة المصنّف : أنّه فرغ منه في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة(٣) .

وحقّق ونشر عن طريق مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين بقم المقدّسة.

____________

١ ـ رياض العلماء ٥ : ٣٣.

٢ ـ الذريعة ١٢ : ١٥٥ [ ١٠٤١ ].

٣ ـ السرائر ٣ : ٦٥٣.

٥٩٦

(٧٥) كتاب : نور الهدى والمنجي من الردى

للحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين

الجاوابي ( القرن السادس )

( نقلاً عن التحصين لابن طاووس )

الحديث :

الأوّل : قال ابن طاووس في التحصين : في ما نذكره من خطبة ( يوم الغدير ) وفيها من رجال المخالفين ، نذكرها من كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) الذي قدّمنا ذكره(١) ، فقال ما هذا لفظه : أبو الفضل محمّد بن عبد الله الشيباني ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي ، قالا : حدَّثنا حميد بن الربيع الخزّاز ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا نوح بن مبشّر ، قال : حدَّثنا الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، وعن زيد بن أرقم ، قال :

لمّا أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع جاء حتّى نزل بغدير خمّ

____________

١ ـ ذكر كتاب ( نور الهدى ) في أوّل باب من أبواب كتاب التحصين ، قال : رأينا ذلك في كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكمال [ الكآل [ بن هارون ، وأنّهما قد اتّفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه.

٥٩٧

بالجحفة بين مكّة والمدينة ، ثمّ أمر بالدوحات بضمّ(١) ما تحتهن من شوك ، ثمّ نودي بالصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، وإن منّا [ من [ يضع رداءه تحت قدميه من شدّة الحرّ والرمضاء ، ومنّا من يضعه فوق رأسه ، فصلّى بنا ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ التفت إلينا ، فقال :

« الحمد لله الذي علا في توحيده ودنا في تفرّده

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومحكماته ولا تبغوا متشابهه ، فوالله لن يبيّن لكم زواجره ، ولن يوضّح لكم تفسيره إلاّ الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ ، وشائل عضده ورافعها بيدي ومعلمكم من كنت مولاه فهو مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي ، أمر من الله نزّله عليّ.

معاشر الناس ، إنّ علياً والطيّبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر ، وكلّ واحد منهما مبني(٢) على صاحبه لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أمر من الله في خلقه وحكمه في أرضه »(٣) .

ومضى هذا الحديث عن روضة الواعظين للفتّال النيسابوري ( ت ٥٠٨ هـ ) مرسلا عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، وعن الاحتجاج للطبرسي مسنداً عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أيضاً ، فراجع.

وسيأتي في كتاب اليقين لابن طاووس ، عن بعض علماء أهل السنّة ، عن الباقر ( عليه السلام ) مسنداً أيضاً. وعن كتاب نهج الإيمان لعلي بن يوسف بن

____________

١ ـ الظاهر أنّه خطأ مطبعي ، والصحيح ( بقَمِّ ).

٢ ـ الظاهر أنّه تصحيف ( منبي ) ، كما يظهر من الروايات الأُخَر في ( روضة الواعظين ) و ( الاحتجاج ) التي مرّت سابقاً.

٣ ـ التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : ٥٧٨ ( القسم الأوّل ) ، الباب (٢٩) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٩٨

جبر ، عن زيد بن أرقم(١) .

الثاني : قال في التحصين : ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) أيضاً ، فقال ما هذا لفظه : محمّد بن عمر الحافظ البغدادي(٢) ، قال : حدَّثني أبو عبد الله محمّد بن ثابت من كتابه(٣) ، قال : حدَّثنا محمّد بن العبّاس وأبو جعفر الخزاعي(٤) ، قالا : حدَّثنا الحسن بن الحسين العرني(٥) ، قال : حدَّثنا عمر بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن أبي يحيى ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر ، واجتمع الناس إليه فخطب ، فقال : « يا معاشر المؤمنين » إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) ، فراجع(٦) .

الثالث : قال في التحصين : فيما نذكره من اجتماع قريش والمهاجرين والأنصار بعد ولاية عثمان وذكرهم فضائلهم ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) ، فقال ما هذا لفظه : بحذف الإسناد عن ابن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت عليّاً ( الحديث ) ، وقد نبّهنا على هذه الرواية في ما نقلنا من كتاب سُليم ، فراجع(٧) .

____________

١ ـ انظر ما أوردناه في كتاب روضة الواعظين ، الحديث الأوّل ، والاحتجاج الحديث الأوّل ، وما سنذكره في اليقين ، الحديث الأوّل ، ونهج الإيمان ، الحديث الأوّل.

٢ ـ هذه الرواية مقطوعة ; لأنّ محمّد بن عمر الحافظ من شيوخ الصدوق الذي هو من أعلام القرن الرابع ، والحسن بن أبي طاهر الجاوابي من أعلام القرن السادس ، فكيف يروي عن محمّد بن عمر الحافظ؟ ، وهذه الرواية رواها الصدوق في أماليه ( الحديث الأوّل ) فلعلّ الجاوابي رواها عن الأمالي ، وهو الظاهر.

٣ ـ في أمالي الصدوق ( بن كنانة ).

٤ ـ في أمالي الصدوق ، حدَّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي.

٥ ـ في أمالي الصدوق ، قال : حدَّثنا حسن بن الحسين العرني.

٦ ـ التحصين : ٥٩٨ ، القسم الثاني ، الباب (٤) ، وفيه : « وإن تابعتموه نجوتم » ، وفيه : « ومن اتّبع علمه من عند غير علي هلك » ، وفيه : « فإنّهم خاصّتي وقرابتي » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، إنّهم أهل يقين ، فمن آذاهم . » وفيه : « ومن طلب غيرهم فقد كذّبني » ، وفيه : « ما أنتم قائلون [ إذا [ لقيتموني ».

٧ ـ التحصين : ٦٣٠ ، القسم الثاني ، الباب (٢٥) ، راجع ما ذكرناه في كتاب سُليم ،

٥٩٩

كتاب التحصين لابن طاووس :

ذكر المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) عدّة كتب لابن طاووس جعلها من مصادره في البحار ، ومنها هذا الكتاب ، قال : وكتاب التحصين في أسرار مازاد على كتاب اليقين ، كلّها للسيّد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين ، أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني(١) .

وقال في توثيق المصادر : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلّها معروفة(٢) .

وقال المصنّف في مقدّمة كتاب التحصين : وكان من أواخر ما صنّفته ـ وقد تجاوز عمري عن السبعين ومفارقتي للدنيا الداثرة ومجاوزتي لسعادتي في الآخرة ـ كتاب ( الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة ) ، وكتاب ( اليقين في اختصاص مولانا علي ( عليه السلام ) بأُمرة المؤمنين ) ، وكان قد ضمّنته ـ أي اليقين ـ ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه ( أمير المؤمنين ) ، وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثاً في معاني أبواب كتاب اليقين مصنّفها غير من ذكرناه(٣) ; إذ طرقها غير ما تضمّنه ما رويناه فيه عن المخالفين أو الموافقين ، وأشفقت أن تضيع بإهمالها ، وأنّه لا يظفر غيرنا بحالها ، وأن أكون يوم القيامة مطالباً بجمع شتاتها ونفع مهمّاتها.

فصل : واقتضت الاستخارة : أنّني أفردها ، وما عساه فات في كتاب

____________

الحديث الثاني.

١ ـ البحار ١ : ١٢ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ البحار ١ : ٣١ ، توثيق المصادر.

٣ ـ يقصد كتاب نور الهدى للجاوابي.

٦٠٠