موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 173434
تحميل: 2237


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 173434 / تحميل: 2237
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

١
٢

٣
٤

دليل الكتاب

توطئة ٧

المطلب الأوّل : نقل الحديث ٩

القرن الثاني الهجري : المؤلّفات المنسوبة لزيد بن علي ١١

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الثالث الهجري ٣٣

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الرابع الهجري ٧٧

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الخامس الهجري ١٤٥

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن السادس الهجري ٢٢٧

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن السابع الهجري ٢٣٩

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن الثامن الهجري ٣٩٥

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن التاسع الهجري ٤٨١

حديث الثقلين عند الزيديّة : القرن العاشر الهجري ٥٥٣

المطلب الثاني : من قال بتواتر حديث الثقلين وشهرته ٦١٥

المطلب الثالث : إثبات التواتر المحصّل ( عند الزيديّة ) ومشجّر الأسانيد ٦٢٣

٥
٦

توطئة :

إنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة والمقطوع بصحتها عند جميع طوائف المسلمين وقد تلقّوه بالقبول على اختلاف آرائهم ومعتقداتهم.

ومن تلك الفرق التي نقلته واعتمدت عليه ، بل وأسّست عليه كثيراً من عقائدها الفرقة الزيديّة ، فقد تلقّوه بالقبول وعدّوه من الأخبار المتواترة والمجمع على صحتها.

قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ت ٢٩٨ هـ ) في أصول الدين : وأجمعوا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين »(١) .

وقال أحمد بن الحسين الهاروني ( ت ٤١١ هـ ) في التبصرة بعد أن نقل حديث الثقلين : الذي يدل على هذا الخبر هو تلقّي الأمّة له بالقبول ، وكل خبر تتلقّاه الأمّة بالقبول فيجب له أن يكون صحيحاً مقطوعاً به(٢) .

بل قد عدّوا هذا الحديث من ضروريات الشريعة كالصلاة والصيام ، قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في شرح الرسالة الناصحة بعد أن ذكر الحديث ـ : وهذا الخبر ممّا أطبقت الأمّة على نقله ، واعترفت بصحّته ، فجرى مجرى الأخبار في أصول الشريعة كالصلاة والصوم وما شاكل ذلك(٣) .

ولحديث الثقلين المركزيّة والمحوريّة لكثير من عقائد الزيديّة الأساسية التي تبتني عليها أُصولهم ، فقد استخدموه في مختلف استدلالاتهم حيث

____________

١ ـ أصول الدين : ٧٩ ، ضمن المجموعة الفاخرة.

٢ ـ التبصرة : ٦٧.

٣ ـ شرح الرسالة الناصحة ١ : ١١٧.

٧

استدلّوا به في العقائد على استمرار الإمامة مثلاً ، واستدلّوا به في أُصول الفقه لإثبات حجّيّة إجماع العترة مثلاً ، وكذا استدلّوا به في الفقه والتفسير وغيرها من العلوم.

ولكن عندما نلاحظ كلماتهم المثبتة لتواتر هذا الحديث أو الإجماع عليه مثلاً ، نجدهم يستدلّون على ذلك بنقل الأمّة له ، أو إجماعهم عليه وما شاكل ، وهو الأمر الذي يبعث على السؤال بأن يقال : هل بإمكان الزيديّة إثبات تواتر الحديث من خلال طرقهم الخاصّة بهم ، أو لا يمكنهم ذلك؟

ومن خلال بحثنا هذا وتتبعنا لكتب الزيديّة التي أُلّفت من البدء إلى أواخر القرن العاشر حسب منهج هذه الموسوعة سنبيّن الجواب عن السؤال المتقدّم ، ونعطي نظرة حول قيمة ومحوريّة حديث الثقلين في الفكر الزيدي.

ومن خلال بحثنا قد تمّ العثور على ( ١٢٣ ) كتاباً ورسالة ذكرت حديث الثقلين من ضمن مئات الكتب التي اطلعنا عليها ، وقد ذكر الحديث في هذه المصادر ( ٤٤٠ ) مرّة ، بعضها مسندة بأسانيد الزيديّة ، وبعضها مسندة بأسانيد غيرهم ، وأكثرها مرسلة.

ثمّ سنُفرد الكلام لأقوال من صرّح بتواتر الحديث أو شهرته أو إجماع الأمّة على قبوله وما شاكل هذه الكلمات والتصريحات ، وإليك البحث :

٨

مطلب الأوّل

نقــل الحـديـث

حديث الثقلين عند الزيديّة

القرن الثاني الهجري

٩
١٠

المؤلفات لمنسوبة لزيد بن علي ( عليهما السلام ) ( ت ١٢١ هـ )

(١) المسند

الحديث :

قال : حدّثني زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي ( رضي الله عنهم ) قال : « لمّا ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه » ، قال : فجعل علي ( رضي الله عنه ) يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ففتح عينيه ، فقال : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي(١) ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتى ألقاه على الحوض »(٢) .

____________

١ ـ من الواضح أنّ كلمة سنّتي أضيفت إلى متن الحديث وذلك لقرائن :

١ ـ إنّ هذا المتن مما تفرد به المسند عن جميع فرق طوائف المسلمين سنّة وشيعة ، زيديّة وإمامية وغيرهم.

٢ ـ إنّه مخالف لذيل الحديث في فقرة ( لن يفترقا ) كما هو واضح.

٣ ـ اتفقت مصادر الزيديّة على متون لحديث الثقلين من دون كلمة سنّتي إلاّ في هذا المصدر أو من نقل عنه.

على أنّه لا إشكال يعتّد به على أصل الاستدلال بالحديث على مراد الإمامية أو الزيديّة كما هو واضح ، وسيأتي النقاش مفصّلاً في البحث الدلالي لحديث الثقلين.

٢ ـ مسند زيد بن علي : ٣٦٠.

١١

المسند المنسوب لزيد بن علي ( عليه السلام ) :

عُدّ هذا المسند من أمّهات كتب الزيديّة الحديثيّة ، بل أقدم كتاب عندهم ، وقد تلقّوه بالقبول واعتمدوا على ما فيه ، وحاولوا جاهدين إثبات هذا المسند إلى زيد بن علي ( عليه السلام ) حتى يصحّحوا اعتمادهم عليه.

ولكن بملاحظة الطرق العلمية والفنية التي دوّنها العلماء لإثبات مثل هذه الأمور فإنّه لا يمكن إثبات هذا الكتاب لزيد بن علي ( عليه السلام ) ، والسبب في ذلك هو أنّ هناك إشكاليّة كانت وما تزال تلاحق الزيديّة ، وتعتبر من أصعب الإشكالات والنقوضات عليهم وهي : أنّه ليس عندهم علم رجال أو قواعد للجرح والتعديل يمكنهم من خلالها توثيق أو

تضعيف الرواة ، أو اعتبار أو عدم اعتبار الأسانيد ، فإنّه لا يمكنهم إثبات كتبهم ـ لا سيّما المتقدّمة ـ إلى مؤلّفيها ; لأنّهم يفتقدون القواعد التي تمكّنهم من ذلك.

وهذا المسند أحد الكتب التي تواجه هذه المشكلة ، فأصل إمكان إثبات نسبة هذا المسند لزيد غير متحقّقة.

أمّا كتبهم الرجالية المتأخّرة كمطلع البدور لابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) والطبقات لإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) فهي لا تصل إلى الاعتبار وصحّة الاستدلال في مثل هذه الموارد ; لأنّها كتب تبعد بقرون عن الرواة في تلك الأزمان المتّصلة بزمن الرسالة ، هذا أوّلاً ، وثانياً : أنّ كثيراً ممّا في هذين الكتابين مأخوذ من كتب غير الزيديّة ، كما لا يخفى على من له أدنى اطّلاع على هذين الكتابين.

فمثل هذين الكتابين وما شابههما لا يصحّ الاحتجاج بهما ، وهو أمر واضح وبيّن ومتّفق عليه بين علماء هذا الفن.

١٢

ربّما يقال : إنّ هذا المسند مشهور النسبة إلى زيد بن علي ( عليه السلام ) ، والشهرة تكفي في صحّة نسبة الكتاب إلى صاحبه.

الجواب : لو سلّمنا أنّ الشهرة تكفي في صحّة نسبة الكتاب إلى صاحبه فإنّ الشهرة في هذا المسند تحقّقت في زمن متأخّر جدّاً عن زمن صاحب الكتاب ، فالشهرة حصلت بعد أن تناقلت الكتاب عدّة وسائط ففي زمن هذه الوسائط لا توجد شهرة ، فلابدّ أن تخضع هذه الوسائط لعمليّة الجرح والتعديل وفق قواعد هذا العلم ، وقد قلنا إنّ الزيديّة يفتقدون هذه الأُمور ، فالإشكال باق على قوّته.

نعم ، لو أغمضنا النظر عن الإشكال المتقدّم ، وسلّمنا جدلاً بصحّة الاستدلال بمثل كتاب مطلع البدور أو الطبقات ـ وهو أمر مرفوض كما تقدّم ـ فإنّه يمكن إثبات نسبة الكتاب لزيد بن علي ( عليه السلام ) ، فإنّ مثل صاحب الطبقات قد جاء بتوثيقات من هنا وهناك لرجال السند ، وإليك رجال السند واحداً واحداً :

جاء في بداية المسند هكذا : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد النخعي الكوفي ، قال : حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي ، قال : حدثني نصر بن مزاحم المنقري العطار ، قال : حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، قال : حدثني أبو خالد الواسطي ، رحمهم اللّه تعالى ، قال : حدثني زيد بن علي بن الحسين ( عليه السلام )(١) .

الأوّل : أبو خالد الواسطي وهو عمرو بن خالد

____________

١ ـ المسند المنسوب لزيد بن علي ( عليه السلام ) : ٤٧.

١٣

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي رحمه اللّه تعالى ، أحد أعلام الحديث وحملته ، صاحب زيد ابن علي ( عليه السلام ) ، وسأله عن منطوقات ومفهومات ، واستأثر بكثير من الرواية لسلامته من سيوف أعداء الله ، ولذلك كان متفرّداً بالرواية عن زيد بن علي ( عليه السلام ). إلى أن قال : وقد كثر من المؤالف والمخالف الخوض في شأن أبي خالد ، فأمّا أهل البيت ( عليهم السلام ) فلم يكن أحد منهم مصرّحاً بقدح ، ولهذا حكي عنهم الإجماع على تعديله ، وقد تكلّم السيد الصارم بكلام حسن ، وأحسن منه ما كتبه الإمام المنصور بالله القاسم بن محمّد ( عليهما السلام ). إلى آخر كلامه(١) .

وقد ذكر إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات من روى عنهم ومن رووا عنه ، وذكر تضعيفات العامّة له ، ثمّ ذكر كلام الزيديّة فيه ، وأنّه ثقة(٢) .

الثاني : إبراهيم بن الزبرقان التيمي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : إبراهيم بن الزبرقان ـ بكسر المعجمة الأولى والمهملة الثانية بينهما موحّدة ساكنة ، ثمّ قاف ، ثمّ ألف ونون ـ التيمي الكوفي ، روى عن أبي خالد الواسطي مجموعي الإمام زيد ابن علي الحديثي والفقهي ، وله رواية عن مجاهد ، وعنه نصر بن مزاحم روى عنه في المجموعين أيضاً ، قال : حدّثني بالمجموع الكبير المرتب جميعه ، وروى عنه أبو نعيم الحافظ ، قال نصر بن مزاحم : كان من خيار المسلمين ، وكان خاصّاً بأبي خالد الواسطي ، ووثّقه بن معين ، وقال أبو حاتم : لا يحتجّ به ، قلت : احتجّ بروايته أيمّتنا ، ووثّقه المؤيّد بالله وابن معين ، وذكره السيد

____________

١ ـ مطلع البدور ٣ : ٢١٨ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : ١٦١ ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار ١ : ٣٢٥ ـ ٣٢٦.

١٤

صارم الدين في حاشية المجموع ، قال في تاريخ الإسلام : توفّي سنة ثلاث وثمانين وماية ، أخرج له السيدان الأخوان(١) .

الثالث : نصر بن مزاحم المنقري

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : نصر بن مزاحم ـ بضمّ الميم ، ثمّ زاي ومهملة بعد ألف ، ثمّ ميم ـ المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف ، ابن حسين العطار الكوفي ، جامع أخبار صفّين ، روى مجموعي الإمام زيد بن علي الحديثي والفقهي ، عن إبراهيم بن الزبرقان ، عن أبي خالد ، وروى عن أبي خالد أيضاً بغير واسطة ، وروى عن قيس بن الربيع وإسرائيل وأبي غالب وشَريك وأبي الجارود زياد بن المنذر وغيرهم ، وعنه سليمان بن عبيد المحاربي ، روى عنه المجموعين ، وروى عنه أيضاً نوح بن حبيب وأبو سعيد ، وقال الذهبي : رافضي جلد تركوه ، وقال العقيلي : شيعي في حديثه اضطراب كثير ، وقال أبو حاتم : واهي الحديث متروك ، وقال الدارقطني : ضعيف ، قال السيد صارم الدين في حاشيته على المجموع : قال ابن أبي الحديد : نصر من رجال الحديث ، وعدّه غيره من رجال الشيعة ، إلى أن قال : قال أبو الفرج : وكان نصر ثبتاً في الحديث والنقل ، جمع أخبار محمّد بن محمّد بن زيد ، وكان من أكابر العلماء وأثباتهم(٢) .

الرابع : سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : سليمان بن إبراهيم ابن عبيد المحاربي ، عن نصر بن مزاحم المنقري ، سمع منه مجموعي

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : ٦٥ ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار ١ : ٣٣٤.

٢ ـ طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : ٣٨٦ ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار ١ : ٣٢٣.

١٥

الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الحديثي والفقهي ، وسمعهما علي بن محمّد بن كاس النخعي ، فكان سماعه في سنة خمس وستين ومايتين ، وثّقه المؤيّد بالله والقاضي جعفر ، وخرّج له محمّد بن منصور والسيّدان الأخوان المؤيّد بالله وأبو طالب(١) .

الخامس : علي بن محمّد النخعي الكوفي

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات : علي بن محمّد ، يقال : ابن أحمد ابن الحسن بن كاس النخعي أبو القاسم ، القاضي بالرملة ، يروي مجموعي الإمام زيد بن علي الحديثي والفقهي على جدّه أبي أمّه سليمان بن إبراهيم المحاربي ، وكان سماعه عليه سنة خمس وستين ومائتين ، وعن إبراهيم بن سليمان ـ وأظنّه سليمان بن إبراهيم ـ وروى أيضاً عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، وثّقه المؤيّد بالله(٢) .

السادس : عبد العزيز بن إسحاق البقال

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ( رحمه الله ) ، والد الشيخ القاسم الآتي ذكره إن شاء الله ، هو شيخ العلامة أحمد بن محمّد البغدادي الآبنوسي الذي قرأ عليه الإمام أبو طالب الحسيني ، والبغدادي الآبنوسي المذكور شيخ أبي العباس الحسيني ( رحمه الله )(٣) .

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : ٣٦٠ ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار ١ : ٣٢٣.

٢ ـ طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : ١٣٢ ، مخطوط مصوّر ، وانظر : لوامع الأنوار ١ : ٣٢٣.

٣ ـ مطلع البدور ٣ : ٣٤ ، مخطوط مصوّر.

١٦

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر أبو القاسم البغدادي الزيدي ببغداد ، روى مجموع الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الفقهي الكبير ، ثمّ ذكر أقوال العلماء فيه ، ويستنتج أنّه معتبر ، وأنّه عالماً حافظاً محدّثاً(١) .

المسند على وفق موازين الإماميّة :

تقدّم الكلام عن سند هذا الكتاب وفق الموازين الزيديّة وآرائهم ، وقد تبيّن عدم ثبوت الكتاب إلى زيد وفق الموازين العلمية ، نعم يمكن ذلك لو تنزّلنا عن الإشكال المتقدّم وهو عدم وجود علم رجال عندهم ، وبما أنّ الشيعة الإمامية يعتقدون أنّ زيداً لم يخالف إمام زمانه الإمام الصادق ( عليه السلام ) فهو معدود من رجالات الإمامية وعلمائهم ، لذلك سنحاكم هذا المسند وفق مباني وقواعد الرجال عند الإمامية :

أبو خالد الواسطي :

قال عنه الكشّي ( القرن الرابع ) : كان من رؤساء الزيديّة ، وقال : وذكر ابن فضّال أنّه ثقة(٢) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله : إنّه بتريّ(٣) .

وذكره إبن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في القسم الثاني من رجاله ، وهو خاصّ بالمجروحين والمجهولين ، وقال : بتري عامّي(٤) .

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ، الطبقة الثانية : ٣٥ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ اختيار معرفة الرجال : ٢٣١ ـ ٢٣٢.

٣ ـ رجال الطوسي : ١٥٢ [ ١٥٣٤ ].

٤ ـ رجال ابن داود : ٢٦٤ [ ٣٦٦ ] ، القسم الثاني.

١٧

وكذا فعل العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة ، وقال : بتري(١) .

وقد وثّقه المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في تنقيح المقال ، قال : ففي الوجيزة : أنّه موثّق ، وقيل ضعيف(٢) ، انتهى ، واستظهر الوحيد من الفاضل المجلسي : أنّ المشهور هوالأوّل ، ثمّ تأمّل فيه معلّلاً بأنّهم لا يعتبرون توثيق ابن فضّال ، ثمّ قال : نعم من يعتبر الخبر الموثّق ويجعل التوثيق من باب الخبر ، ويجعله من باب الظنون فيعتبر مطلقاً ، انتهى ، أقول : قد أوضحنا في محلّه حجّيّة الخبر الموثّق.

ثمّ نقل المامقاني رواية عن أبي خالد الواسطي ، ثمّ قال : فالحقّ أنّ الرجل إمامّي اثني عشريّ بحكم الرواية ، ثقة بشهادة ابن فضّال(٣) .

وقد وثّقه السيد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) في المعجم ; لتوثيق ابن فضّال له ، ولكنّه قال : إنّه شيعي زيدي(٤) .

قال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في قاموس الرجال : قال المجلسي : الفتاوى المنقولة عنه ( زيد ) الموافقة للعامّة إمّا كانت تقيّة منه ، أو من كذب الحسين بن علوان وعمرو بن خالد عليه(٥) .

إبراهيم بن الزبرقان التيمي :

عدّه الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، وقال : إبراهيم بن الزبرقان التيمي الكوفي أسند عنه(٦) .

____________

١ ـ خلاصة الأقوال : ٣٧٧ [ ١٥١٤] ، القسم الثاني.

٢ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٧١ [ ١٣٤٤ ].

٣ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣٣٠.

٤ ـ معجم رجال الحديث ١٤ : ١٠٣.

٥ ـ قاموس الرجال ٤ : ٥٧٥.

٦ ـ رجال الطوسي : ١٥٧ [ ١٧٣٦ ].

١٨

قال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في تنقيح المقال ـ بعد أن نقل كلام الشيخ المتقدّم ـ : ولم أقف في حاله على غير ذلك ، فهو مجهول ، نعم ظاهر الشيخ ( رحمه الله ) أنّه إمامي(١) .

قال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس : اختلف في معنى قول الشيخ في رجاله في كثير ممّن عدّهُ في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) وفي أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ( أسند عنه ) على أقوال :

فبعضهم قال : إنّه مدح ، أي : بلغ من الرتبة بحيث أسند عنه ، وبعضهم قال : إنّه ذمّ ، وبعضهم قال : معناه أنّه روى عن أصحاب الأئمّة ( عليهم السلام ) دونهم ، وبعضهم قال : معناه أنّه روى عنهم ( عليهم السلام ) زائداً على معاصرته لهم ، وزيّفناها في رسالتنا البصيريّة في المكنّين بأبي بصير ، وحقّقنا أنّ المراد به الراوي الذي ينتهي السند إليه بلا شريك له(٢) .

نصر بن مزاحم المنقري :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله : نصر بن مزاحم المنقري العطّار أبو المفضّل ، كوفي ، مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، غير أنّه يروي عن الضعفاء ، كتبه حسان(٣) .

وذكره ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في القسم الأوّل(٤) ، والثاني(٥) من رجاله.

وقال المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة : إنّه ممدوح(٦) .

____________

١ ـ تنقيح المقال : ١٧ : ١.

٢ ـ قاموس الرجال : ٨١ : ١ ، فصل ٢٨.

٣ ـ رجال النجاشي [ ١١٤٨ ] ٤٢٧.

٤ ـ رجال ابن داود ) ١٦٣٥ ) ١٩٦.

٥ ـ رجال ابن داود ) ٥٣٣ ٢٨٢.

٦ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٣٣ [ ١٩٨١ ]

١٩

وعدّه الجزائري ( ت ١٠٢١ هـ ) في الحاوي من الحسان(١) .

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في تنقيح المقال : إنّه إمامّي بلا شبهة(٢) .

ولكن قال التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس : أقول : اختلف في عامّيّته وإماميّته ، ثمّ قال : وكيف كان فروايته معتبرة ، إلى أن قال : ثمّ الصواب زيديّته(٣) .

سليمان بن إبراهيم المحاربي :

لم نجد له ذكراً في كتب الإماميّة ، ولا في كتب العامّة.

علي بن محمّد النخعي الكوفي أبو القاسم :

لم نجد له ذكراً في كتب الإماميّة ، نعم ذكر في بعض كتب العامّة(٤) .

عبد العزيز بن إسحاق البقّال :

قال الشيخ الطوسي في رجاله : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي البقّال الكوفي ، وكان زيديّاً يكنّى أبا القاسم ، سمع منه التلعكبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة(٥) .

وذكره ابن داود في القسم الثاني من رجاله(٦) ، وكذا العلاّمة في الخلاصة(٧) .

____________

١ ـ حاوي الأقوال ٣ : ١٤٩ [ ١١١٨ ].

٢ ـ تنقيح المقال ٣ : ٢٧٠.

٣ ـ قاموس الرجال ١٠ : ٣٥٨ [ ٧٩٦٦ ].

٤ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٣ : ١٦٠ ، أحداث سنة ( ٣٢٤ هـ ) ، وانظر طبقات الزيديّة ٢ : ١٣٢ ، مخطوط.

٥ ـ رجال الطوسي : ٤٣٢ [ ٦١٩٤ ].

٦ ـ رجال ابن داود : ٢٥٧ [ ٣٠٨ ].

٧ ـ خلاصة الأقوال : ٣٧٥ [ ١٤٩٨ ].

٢٠