موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 173471
تحميل: 2241


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 173471 / تحميل: 2241
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

( ٤٤ ) شمس شريعة الإسلام في فقه أهل البيت ( عليهم السلام )

سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن

كثير السحامي ( ت بعد ٦٠٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال : وإنّما كان إجماعهم حجّة ; لأنّ النبي ( عليه السلام ) آمننا من الضلال إذا تمسّكنا بهم فقال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » وهذا الخبر ممّا تلقّته علماء الأمّة بالقبول(١) .

الثاني : قال : مسألة : إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) حجّة لم يذكر الأدلة إلى أن قال : وكذلك قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة وتلقّته بالقبول(٢) .

سليمان بن ناصر الدين السحامي :

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وكان فيها(٣) من أهل العلم ممّن ولي الفقيه العالم ركن الدين سليمان بن ناصر وغيره من أهل العلم.

____________

١ ـ شمس شريعة الإسلام : ٥ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ شمس شريعة الإسلام : ٤٠ ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ أي : بلاد مذحج فإنّه ولي فيها من قبل المنصور بالله عبد الله بن حمزة.

٢٤١

ثمّ قال : الفقيه العالم سليمان بن ناصر ( رحمه الله ) ، وكان غزير العلم بالغاً درجة الاجتهاد(١) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : شيخ العصابة ، وإمام أهل الإصابة ، مطلع شمس الشريعة ، ومظهر عجايب الإسلام البديعة ، سليمان ابن ناصر الدين بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ، عالم العلماء ، وواحد الفضلاء ، أحد أساطين الفقه ، حفظ القواعد ، وقيّد الشوارد ، وهيمن على كتب العراقين واليمن.

ثم قال : وفيه يقول إمام زمانه المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( عليه السلام ) :

أهلا بصدر شريعة الإسلام

وبأوحد في ديننا علاّم

ثم قال : وكان يحمل إلى الإمام المنصور بالله ( عليه السلام ) الأموال الواسعة.

ثمّ قال : قال بعض شيوخنا : إنّ مؤلّف البيان ، المعروف ببيان السحامي أخوه ، وهو علي بن ناصر ، وتعقّبه بعض المطّلعين من شيوخنا بأنّه ابن أخيه.

ثمّ قال : قال شمس الدين : وكانا مطرفيين ، فرجعا إلى الحق.

إلى أن قال : وكان من تلامذة الإمام الأعظم المتوكّل على الله أحمد بن سليمان ( عليه السلام ) ، وتوفّي في(٢) ، ودفن بقرية جبن(٣) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ، بمهملتين أولاهما مضمومة ، الشيخ العالم ، أحد تلامذة القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام.

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٣٥١ ، من ولي للمنصور بالله عبد الله بن حمزة.

٢ ـ بياض في الأصل.

٣ ـ مطلع البدور ٢ : ٢١٥.

٢٤٢

ثمّ قال : وممّن روى عنه الفقيه جمال الدين علي بن أحمد الأكوع.

إلى أن قال : وتوفّي بعد الستمائة تقريباً ، ودفن بقرية جبن ( رحمه الله )(١) .

قال القاسمي ( ت ١٣٧٥ هـ ) في الجواهر المضيّة : سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي ، عن القاضي جعفر بن أحمد والإمام أحمد بن سليمان ، وعنه علي بن أحمد الأكوع ، كان شيخ العصابة ، وإمام أهل الإصابة ، أحد الفضلاء قرّضه المنصور بالله ، وولاّه بلاد مذحج ، إلى أن قال : توفّي تقريباً بعد الستمائة(٢) .

كتاب شمس شريعة الإسلام :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : وهيمن على كتب العراقين واليمن ، واستخلص من ذلك كتاب شمس الشريعة ، الفايق في أسلوبه الغريب في جمعه وجودة تركيبه. إلى أن قال في نهاية الترجمة : وصنّف سليمان شمس الشريعة في فروع الفقه(٣) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : وهو صاحب شمس الشريعة ، جمع فيها مسائل التحرير ، وكثير من مسائل الزيادات والإفادة ، وفيه فوايد من المهذّب.

ثمّ قال : ما لفظه : وقد أجزت للأخوين رواية ذلك ، يعني شمس الشريعة

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ٧١.

٢ ـ الجواهر المضيّة : ٤٧.

وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٢١٣ ، لوامع الأنوار ٢ : ٤٧ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٧٠ ، هجر العلم ومعاقله ٣ : ١١٦٢.

٣ ـ مطلع البدور ٢ : ٢١٥.

٢٤٣

على الوجه الذي سمعته(١) .

قال القاسمي ( ت ١٣٧٥ هـ ) في الجواهر : له كتاب شمس الشريعة

في الفقه مشهور معروف(٢) .

قال مجد الدين المؤيّدي في اللوامع : وأروي كتاب شمس الشريعة لشيخ الشيعة العلاّمة سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبد الله السحامي ، بمهملتين أولاهما مضمومة ، ( رضي الله عنه ) بالأسانيد الثلاثة السابقة إلى الإمام الحجّة المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( عليه السلام ) ، وبالإسناد السابق في آخر سند في الشفاء وفي سلسلة الأبريز ، وفي الأربعين للصفّار وفي غيرها(٣) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : شمس شريعة الإسلام في فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) ، تأليف : الفقيه سليمان بن ناصر الدين السحامي ، متن فقهي معروف مبدوء بمختصر في أصول الدين ، ثمّ أصول الفقه ، ونقل من مذاهب الفقهاء ممّن خالف الزيديّة لتعرف مسائل الإجماع والخلاف ، وفيه بعض ما يستدلّ على صحّة مذهب الأئمّة من الأخبار والأقيسة(٤) .

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ٧١.

٢ ـ الجواهر المضيّة : ٤٧.

٣ ـ لوامع الأنوار ، ٢ : ٤٧.

٤ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٢١٣.

وانظر أيضاً في من نسب الكتاب إليه ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢٤٤

مؤلّفات عبد الله بن حمزة بن سليمان ( ت ٦١٤ هـ )

( ٤٥ ) كتاب الشافي

الحديث :

الأولّ : قال : إسناد مجموع الفقه لزيد بن علي ( عليهم السلام ) أخبرنا الشيخ الأجل الأوحد ، حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص ( رحمه الله ) قراءة عليه ، وأخبرنا الشيخ الأجلّ العالم الفاضل محيي الدين ، عمدة المتكلّمين ، محمّد بن أحمد ابن الوليد العبشمي القرشي ، قالا : أخبرنا القاضي الأجلّ شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام شرف الفقهاء قطب الدين أحمد بن أبي الحسن بن أحمد الكنى طوّل الله عمره ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام فخر الدين زيد بن الحسن البيهقي البروقني ( رحمه الله ) ببلد الري ، قدمها حاجّاً في شعبان سنة أربعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الحاكم أبو الفضل وهب الله بن الحاكم أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني ، قال أخبرنا أبي ، قال : أخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسن بن علي النيسابوري بقراءتي عليه من أصله ، وهو يسمع أنّ أبا الفضل محمّد بن عبد الله بن محمّد بن المطّلب الشيباني أخبرهم بالكوفة ، قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد بن الحسن بن كاس النخعي القاضي بالرملة ، قراءة عليه من كتابه سنة ثماني عشرة وثلاثمائة ، قال حدّثني سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي جدّي أبو أمّي سنة خمس وستّين ومائتين ، قال : حدّثني نصر بن مزاحم المنقري العطّار ، قال : حدّثني

٢٤٥

إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، قال : حدّثني أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي ، قال : حدّثني زيد بن علي ـ وهو المصنّف ـ عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : ادعوا لي الحسن والحسين ، فدعوتهما ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال ( عليه السلام ) : وجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ففتح عينيه ، فقال : « دعهما يتمتّعان منّي واتمتّع منهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ، إنّي خلّفت كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى ألقاه على الحوض »(١) .

الثاني : قال : من أمالي المرشد بالله أبي الحسين يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) وبالإسناد المتقدّم منّا إليه(٢) ، قال ( ) وبه قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن

____________

١ ـ الشافي ١ : ٥٧ ـ ٥٨.

٢ ـ سند عبد الله بن حمزة لأمالي المرشد بالله ، الشافي ١ : ٥٩ ، قال : ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين : أحدهما من جهة الأمير الأجلّ بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى ابن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) ، والثاني من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ( رضي الله عنه ) ، فنقول : أخبرنا الشريف الأمير الأجل السيد الفاضل بدر الدين ، فخر العترة ، تاج الشرف ، الداعي إلى الله ، أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن ناصر الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) مناولة في شهر رمضان المعظّم من سنة سبع وتسعين وخمسمائة بمدينة صعدة المحروسة بالمشاهد المقدّسة على ساكنيها أفضل السلام ، قال : وأنا أرويه مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجلّ عماد الدين الحسن بن عبد الله ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا القاضي الإمام العالم الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكني أدام الله تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفّر بن عبد الرحيم بن علي

٢٤٦

الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مردود الحراني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

الثالث : قال : قال في السبل الأربعة : وحديث خروج المهدي وظهوره في كتب المحدّثين من أهل الصحاح وغيرهم ، ثمّ قال عبد الله بن حمزة : قال : فإذا

____________

الحمدوني ( رحمه الله ) ، في رمضان سنة ثلاثة وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الحسين ، فهذه الطريق الأولى ، وأمّا الطريق التي من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ، فأخبرنا الشيخ الأجلّ الفاضل محيي الدين ، عمدة المتكلّمين ، محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي ، قال : أخبرنا القاضي الأجلّ ، الإمام شمس الدين ، جمال المسلمين ، جعفر بن أحمد بن عبد السلام ابن أبي يحيى ( رضوان الله عليه ) ، قال : أخبرنا القاضي الإمام العدل الزاهد الأوحد قطب الدين ، شرف الإسلام ، أحمد بن أبي الحسن الكني ( أدام الله تأييده ) ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم بابا الأذوني رحمه الله تعالى قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، قال : حدّثنا المرشد بالله ، واتفق الإسنادان إلى السيد المرشد بالله أبي الحسين يحيى بن الموفّق بالله أبي عبد الله الحسين ابن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وهو المصنّف.

١ ـ الشافي ١ : ٦٧ ، فصل. ذكر فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ).

٢٤٧

عرفت هذا عرفت أنّ أهل البيت النبوي سلسلة منوط بعضها ببعض ، لا تنفكّ حلقة عن حلقة منها من زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى قيام المهدي إلى وِرْد الحوض على النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما أخبر ( صلى الله عليه وآله ) عن الله تعالى أنّ كتاب الله وعترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يفترقان حتّى يردا عليه الحوض ، قال : وهذا الحديث من المعجزات الغيبيّة التي مخبرها كما أخبر به الصادق الأمين(١) .

الرابع : قال : قال الإمام الناصر ( عليه السلام ) : الدليل الثالث قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم » إلى قوله « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الحديث متواتر(٢) .

الخامس : وفي أخبار الثقلين « فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي » أخرجه أحمد ومسلم وعبد بن حميد وابن خزيمة وابن حبّان والحاكم عن زيد بن أرقم(٣) .

السادس : قال : فصل ، في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « خلّفت فيكم الثقلين » ، وقوله « خلّفت فيكم خليفتين » من مسند ابن حنبل ، وبالإسناد المتقدّم(٤) ، قال : حدّثنا عبد الله

____________

١ ـ الشافي ١ : ٨٠.

٢ ـ الشافي ١ : ٨٢.

٣ ـ الشافي ١ : ٨٤.

٤ ـ ذكر عبد الله بن حمزة سنده إلى أحمد بن حنبل ، الشافي ١ : ٥٣ ـ ٥٤ ، قال : أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسين بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب في غرّة جمادي الأولى من سنة ست وتسعين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرنا السيد الأجل العالم نقيب النقباء الطاهر الأوحد مجد الدين فخر الإسلام عزالدولة تاج الملّة ذو المناقب مرتضى أمير المؤمنين أبو عبد الله أحمد بن الطاهر الأوحد ذي المناقب أبي الحسن بن علي بن الطاهر الأوحد

٢٤٨

ابن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، قال : حدّثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ربيعة ، قال لقيت زيد بن أرقم ، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين »؟ قال : نعم(١) .

السابع : قال : وبالإسناد ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا ابن نمير ، قال : حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال ابن نمير : قال بعض أصحابنا عن الأعمش ، قال : « انظروا كيف تخلفوني فيهما »(٢) .

الثامن : قال : وبالإسناد المتقدّم ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، قال : حدّثنا شريك ، عن الركين ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو « ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا

____________

ذي المناقب أبي الغنائم المعمّر محمّد بن أحمد بن عبد الله الحسيني ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ الصالح أبو الخير المبارك بن عبد الجبّار أحمد بن القاسم الصيرفي ، عن الشيخ أبي طاهر محمّد بن علي بن يوسف المقري المعروف بابن العلاّف ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، عن والده أحمد بن حنبل.

١ ـ الشافي ١ : ٩٨.

٢ ـ الشافي ١ : ٩٨.

٢٤٩

حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

التاسع : قال : ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكرّاس الثانية من أوّله ، وبالإسناد المتقدّم(٢) ، قال : حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعاً ، عن ابن علية ، قال زهير : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثني أبو حسان ، قال : حدّثني يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يا زيد ، بما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : يابن أخي ، والله لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما حدّثتكم فاقبلوه وما لا ، فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد

____________

١ ـ الشافي ١ : ٩٨.

٢ ـ إسناد عبد الله بن حمزة لصحيح مسلم ، الشافي ١ : ٥٤ ، قال : وطريق رواية صحيح مسلم وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال أخبرنا على بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال أخبرنا يحيى ابن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلي بمحروسة حلب ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام ، المقري أبو بَكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني صدر الجامع بواسط ـ المقدم ذكره ـ ، قال : أخبرنا الإمام الشيخ الشريف ، نقيب العباسيّين بمكّة حرسها اللّه تعالى ، أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله ببغداد في باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، قال : أخبرنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكّة حرسها اللّه تعالى ، عن أبي الحسين عبد الغفّار بن محمّد الفارسي ، عن أبي أحمد محمّد بن عيسى الجلودي ، عن الفقيه إبراهيم بن محمّد بن سفيان ، عن الفقيه مسلم بن الحجّاج النيسابوري القشيري المصنّف.

٢٥٠

أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ ، فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده(١) .

العاشر : قال : وبالإسناد ، قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد ابن فضيل ، وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا جرير كلاهما عن ابن حيّان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل ، وزاد في حديث جرير « كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به ، وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ »(٢) .

الحادي عشر : قال : وبالإسناد ، قال : حدّثنا محمّد بن بكار بن الريان ، حدّثنا حسّان يعني ابن إبراهيم ، عن سعيد وهو ابن مسروق ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه ، فقلنا له : لقد صاحبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصلّيت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث ابن حيّان غير أنّه قال : « ألا وإنّي تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر ، ثمّ الدهر ، ثمّ يطلّقها ، فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده(٣) .

____________

١ ـ الشافي ١ : ٩٨.

٢ ـ الشافعي ١ : ٩٩.

٣ ـ الشافي ١ : ٩٩.

٢٥١

الثاني عشر : قال : ومن تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وبالإسناد المتقدّم(١) ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطّه ، قال : حدّثنا أحمد بن الأعجم القاضي المروزي ، حدّثنا الفضل ابن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو قال : « إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

الثالث عشر : قال : ومن مناقب ابن المغازلي بالإسناد المقدّم(٣) ، قال :

____________

١ ـ قال ـ الشافي ١ : ٥٤ : رواية تفسير الثعلبي ، وهو كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب ) قال : أخبرنا الشيخ السيد الأجلّ محمّد بن يحيى بن محمّد بن أبي السبطين العلوي الواعظ البغدادي في صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الفقيه أبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الشافعي المدّرس بمدرسة النظاميّة ببغداد في شعبان من سنة سبعين وخمسمائة بروايته عن محمّد بن أحمد الأرغياني ، عن الفقيه القاضي الحافظ حاكم بلخ أحمد بن أحمد بن محمّد البلخي ، عن يحيى بن محمّد الإصفهاني عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي المصنّف.

٢ ـ الشافي ١ : ٩٩.

٣ ـ قال في الشافي ١ : ٥٥ : وطريق رواية مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه تصنيف الفقيه أبي الحسن علي بن محمّد بن الطيّب الخطيب الحلاني

٢٥٢

أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن علي السقطي ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن شوذب ، قال حدّثنا محمّد بن أبي العوام الرياحي ، قال : حدّثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما »(١) .

الرابع عشر : قال : وأمّا الخبر الأوّل الذي ذكرنا عن زيد بن أرقم من مسند ابن حنبل ، فإنّ ابن المغازلي يرويه عن أبي طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهري يرفعه إلى زيد(٢) .

الخامس عشر : قال : والخبر الذي رويناه من صحيح مسلم يرويه ابن المغازلي أيضاً عن أبي طالب محمّد بن عثمان الأزهري ، يرفعه إلى زيد

____________

الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي ، وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي ابن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب ) ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام صدر الجامع للقراءة بواسط العراق أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاّني في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، قال : حدّثني به العدل العالم المعمّر أبو عبد الله محمّد ابن علي ، عن والده الفقيه أبي الحسن علي الشافعي ، المصنّف.

١ ـ الشافي ١ : ٩٩.

٢ ـ الشافي ١ : ٩٩.

٢٥٣

الراوي أيضاً(١) .

السادس عشر : قال : وأمّا الخبر الذي يرويه عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، فإنّه يرويه عن الحسن بن أحمد بن موسى الفندجاني ، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري(٢) .

السابع عشر : قال : ومن الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داوود السجستاني ، وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم وبالإسناد المقدّم(٣) ، قال : قال

____________

١ ـ الشافي ١ : ٩٩ ـ ١٠٠.

٢ ـ الشافي ١ : ١٠٠.

٣ ـ قال عبد الله بن حمزة في الشافي ١ : ٥٥ ، وطريق رواية الجمع بين الصحاح الستّة وهي موطأ مالك بن أنس الأصبحي ، وصحيح البخاري ، وصحيح مسلم النيسابوري ، وصحيح الترمذي ، وصحيح أبي داوود السجستاني ، وهو كتاب السنن ، وصحيح النسائي الكبير تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمّار العبدري السرقسطي الأندلسي ، وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف بالأكوع قراءة عليه ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في سابع عشر من ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلي بمحروسة حلب ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاّني الواسطي الشافعي صدر الجامع للقراءة بواسط العراق في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمّار العبدري السرقسطي الأندلسي ( المصنّف ) ومن طريق أخرى وبالإسناد المتقدّم ( أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين ، . ) قال : أخبرنا الشيخ الإمام المقري أبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن رزيق الحداد الواسطي صدر الجامع للإمامة بواسط العراق في سلخ صفر سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، عن الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمّار العبدري السرقسطي الأندلسي ( المصنّف ) وطريق رواية العبدري عن كتاب السنن لأبي داوود ، فإنّه سمعه على الشيخ إبراهيم بن عمر البصري عن القشيري ، عن القاضي

٢٥٤

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي »(١) ).

الثامن عشر : قال : فمن كان من المسلمين لزمه الاقتداء بالثقلين الكتاب والعترة ، ثمّ قال : لأنّه عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، قال : « ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » فجعل ترك التمسّك بهما هو الضلال(٢) .

التاسع عشر : قال : وما يؤيّد ما قلنا وأنّه ( صلى الله عليه وآله ) أوصى ، ما تقدّم من الأخبار في أوّل هذا الفصل من أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) جعله وصيّه ، ويدلّ عليه أيضاً قول ابن أبي أوفى ، لمّا سُئل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هل أوصى ، فقال : لا ، فلمّا أعيد عليه السؤال ، قال : نعم ، أوصى بكتاب الله ، وأفرد العترة من الكتاب ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال ـ مجمعاً عليه كافّة أهل الإسلام من الصحاح وغيرها ـ : « خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبلان ممدودان ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

العشرون : قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي وبالإسناد المقدّم ، قال : أخبرنا أبو يعلي بن عبد الله العلاف البزّاز

____________

أبي عمرو الهاشمي ، عن أبي علي اللؤلؤي ، عن أبي داوود السجستاني ( المصنف ) وأمّا رواية الترمذي فإنّه سمعه عن الشيخ الإمام أبي الحجّاج يوسف بن علي القضاعي عن صاعد بن سيار الهروي ، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي ، عن عبد الجبار ابن محمّد المروزي عن أبي عيسى الترمذي.

١ ـ الشافي ١ : ١٠٠.

٢ ـ الشافي ١ : ١٠٠.

٣ ـ الشافي ١ : ١٠٨.

٢٥٥

إذناً ، قال : أخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزّاز ، قال : أخبرني عبد الله بن محمّد بن عثمان ، قال : حدثني محمّد بن بكر بن عبد الرزاق ، حدّثني أبو حاتم مغيرة بن محمّد المهلبي ، قال : حدّثني مسلم بن إبراهيم ، حدّثني نوح بن قيس الحداني ، حدّثني الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير خمّ بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمم ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ ، حتى انتهينا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا ، فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ، أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّه لم يكن لنبي من العمر إلاّ نصف ما عمّر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أشرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ».

قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان ، حتّى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، ما الثقلان ، قال : « الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا فتضلّوا ، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدو »(١) .

____________

١ ـ الشافي ١ : ١١٥.

٢٥٦

الحادي والعشرون : قال : ويزيده بياناً وإيضاحاً أيضاً وإن كان بغير لفظة مولى ما قدّمنا ذكره من صحيح مسلم ، ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي ، ومن كتاب الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري ما ذكره من صحيح أبي داوود السجستاني وصحيح الترمذي ، وهو ما رووه عن زيد بن أرقم أنّه قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد ألا يا أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أولّهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي »(١) .

الثاني والعشرون : قال : إنّا لا ندخل الجنّة بغير عمل ، ولكنّا عند نفوسنا وبشهادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الصادق القيل لنا ، لم نفارق الحق ولا آباؤنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ; لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

الثالث والعشرون : قال : وأمّا قوله(٣) : وأمّا ما ذكره من أنّ الشريف عبد الله ابن حمزة إمام الزمان والوسيلة إلى الرحمن ، فإن أراد أنّه إمامه وإمام فرقته في الصلاة أو العلم فذلك ، وإن أراد أنّه إمام المسلمين مفترض الطاعة على الخلق أجمعين ، فكلام مختلق وقول أورده كيف اتّفق ، وقد ورد في الحديثين

____________

١ ـ الشافي ١ : ١٢١.

٢ ـ الشافي ١ : ١٦٢.

٣ ـ أبي صاحب كتاب الخارقة الذي ردّ عليه عبد الله بن حمزة في كتابه هذا.

٢٥٧

المتّفق عليهما ، ما يبطل دعواه ، وكونه في هذا تابع هواه ، أمّا الحديث الأوّل فقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الرابع والعشرون : قال : وأمّا حكايته(٢) لما أورده صاحب الرسالة الرادعة من طريق جرير بن عبد الله البجلي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( ) وكذلك من طريق عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٣) .

الخامس والعشرون : قال : وإجماعهم حجّة لما في آية الاجتبى ، وما روينا بالإسناد الصحيح عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » على ما يأتي تحرير الدلالة في ذلك(٤) .

السادس والعشرون : ثمّ قال : وأمّا الحديث الذي أورده القدري بعد هذا « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » فقد ذكرنا معنى ذلك(٥) .

السابع والعشرون : قال : حكى الشيخ الإمام العالم الديّن أبو الحسن علي ابن الحسين بن محمّد الزيدي سريجان رحمة الله عليه قرأه عليه الفقيه الإمام

____________

١ ـ الشافي ٢ : ٦٤.

٢ ـ صاحب الخارقة.

٣ ـ الشافي ٢ : ٨٢.

٤ ـ الشافي ٢ : ١٨٠.

٥ ـ الشافي ٢ : ١٩٦.

٢٥٨

أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي أعزّه الله ، قال الشيخ الإمام أخبرني والدي ( رضي الله عنه ) ، قال أخبرنا الشريف أبو يعلي حمزة بن أبي سليمان بقزوين ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقّال ، قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن الحسن بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن محمّد بن ربيعة بن عجلان بن معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي رافع ، قال : لمّا جمع عمر أصحاب الشورى.

ثمّ قال عبد الله بن حمزة : وأنا أروي هذا الحديث الذي هو حديث المناشدة بطريق أخرى ، واقتصر بحكاية المتن عليه ، وهو ما أخبرنا به الفقيه الأجلّ الزاهد بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه ، وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمسجد المدرسة بحوث ، قال : أخبرنا علي بن محمّد بن حامد الصنعاني اليمني بمكّة حرسها الله تعالى في العشر الوسطى من شهر ذي الحجّة آخر شهور سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مناولة ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفوارس بن أبي تراب بن الشرفية ، قال : أخبرنا الشيخ المعمر صدر الدين المقري صدر الجامع بواسط أبو بكر بن الباقلاّني المقري ، والقاضي جمال الدين نعمة الله ابن العطّار ، والقاضي الأجل عز الدين هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن علي بن حياش ( رحمه الله ) ، رواه في شهر الله الأصمّ رجب من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن الطيّب الحلاّني الخطيب المصنّف لكتاب المناقب ، وهذا الخبر من جملته ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد البيع البغدادي ، قال : أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : حدّثنا أبو

٢٥٩

العباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ ، حدّثنا جعفر ابن محمد بن سعيد الأحمسي ، قال : حدّثنا نصر وهو ابن مزاحم ، قال : حدّثنا الحسين بن مسكين ، قال : حدّثنا أبو الجارود بن طارق ، عن عامر بن واثلة ، وأبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليّاً يقول لهم : « لأحتجّن عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك » ثمّ قال : « أنشدكم بالله ، قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » قالوا : اللهمّ نعم(١) .

الثامن والعشرون : قال : وبالإسناد(٢) إلى المرشد بالله ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسين الذكواني بقراءتي بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، وعن حبيب بن ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٣) .

التاسع والعشرون : قال : وأمّا النهي عن تقليد الأسلاف فلغيرنا يقال ذلك ،

____________

١ ـ الشافي ٣ : ١٥٨.

٢ ـ تقدّم ذكر الإسناد.

٣ ـ الشافي ٤ : ٧٤.

٢٦٠