مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مناظرات وحوار ليالي بيشاور0%

مناظرات وحوار ليالي بيشاور مؤلف:
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 1199

مناظرات وحوار ليالي بيشاور

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد الموسوي الشيرازي
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: الصفحات: 1199
المشاهدات: 215833
تحميل: 2413

توضيحات:

مناظرات وحوار ليالي بيشاور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 1199 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 215833 / تحميل: 2413
الحجم الحجم الحجم
مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا. فقال عمر (رض): أنا؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ولكن خاصف النعل. قال: وكان أعطى علياً نعله يخصفها(١) . للموصلي. « انتهى

____________________

١) أقول: هذا الحديث اشتهر وانتشر في الكتب المعتبرة ولقد رواه كبار علماء العامّة ومحدثيهم منهم أحمد بن حنبل في المسند: ج ٣ / ٣٣ عن أبي سعيد وفي ص ٨٢ أيضاً رواه عنه بطريقين والحاكم في مستدرك الصحيحين: ج ٣ / ١٢٢، رواه بطريقين عن أبي سعيد.

وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج ١ / ٦٧ بسنده عن أبي سعيد الخدري أيضاً.

وابن الأثير في أسد الغابة: ج ٤ / ٣٢ رواه بسنده عن أبي سعيد، وفي أسد الغابة: ج ٣ / ٢٨٢ قال: روى السري بن إسماعيل عن عامر الشعبي عن عبدالرحمن ابن بشير قال: كنّا جلوساً عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال: ليضربنّكم رجلٌ على تأويل القرآن كما ضربتُكم على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا قال عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكن خاصف النّعل، وكان عليٌعليه‌السلام يخصف نعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ونقله العلامة القندوزي في الينابيع / الباب الحادي عشر من كتاب الإصابة عن عبدالرحمن بن بشير الأنصاري أيضاً وجاء في آخره: فانطلقنا فإذا عليٌّ يخصف نعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجرة عائشة فبشّرناه.

أقول: وجدته في الإصابة: ج ٤ / القسم الأول صفحة ١٥٢، قال: وأخرج الباوردي وابن مندة من من طريق سيف بن محمد عن السري بن يحيى عن الشعبي عن عبدالرحمن بن بشير الخ.

وروى ابن حجر في الإصابة أيضاً: ج ١ / القسم ١ /٢٢ / بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعليٌّ يقاتل على تأويله، وأخرجه المتقي أيضاً في كنز العمال: ج ٦ / ١٥٥، وقال: أخرجه الدار قطني في الأفراد. وفي كنز العمال أيضاً في نفس الصفحة روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قيل: أبو بكر وعمر؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل - يعني علياً - قال: أخرجه أحمد في =

١١٠١

كلام القندوزي ».

فالظاهر من هذه الروايات ما نعتقده نحن كما قلت، فإنّ حرب

____________________

= مسنده، وأبو يعلي في مسنده، والبيهقي في شُعَب الإيمان، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في حليته، وسعيد بن منصور في سننه، كلهم عن أبي سعيد.

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمعه: ج ٥ / ١٨٦ عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الخ قال الهيثمي: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. أقول: ورواه المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة: ج ٢ / ١٩٢، وقال: أخرجه أبو حاتم.

وروى المتّقي في كنز العمال: ج ٦ / ٣٩٠ عن أبي ذر قال: كنت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ببقيع الفرقد فقال: والذي نفسي بيده إنّ فيكم رَجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلتُ المشركين على تنزيله. وهم يشهدون أنْ لا إله إلّا الله، فيكبرُ قتلهُم على الناس حتى يطعنوا على وليّ الله ويسخطوا عمله كما سَخط موسى أمر السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار. وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضىً وسخط ذلك موسى. قال: أخرجه الديلمي.

وروى ابن عبد البر في الاستيعاب: ج ٢ / ٤٢٣ عن أبي عبد الرحمن السّلمي قال: شهدنا مع عليّ صفين فرأيتُ عمار بن ياسر لايأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلّا رأيت أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يتبعونه كأنّه عَلَمٌ لهم، وسمعتُ عماراً يقول يومئذ لهاشم بن عتبة: يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة، اليوم ألقى الأحبّة محمداً وحزبه، والله لو هزمونا حتّى يبلغوا بنا سعفات هَجَر لعلمنا أنّا على الحق وأنهم على الباطل ثمّ قال:

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله

أو يرجع الحقّ إلى سبيله

أقول: الروايات في هذا الباب كثيرة ونكتفي بهذا المقدار.

«المترجم»

١١٠٢

الإمام عليّعليه‌السلام مع الناكثين والقاسطين والمارقين إنما كانت مثل حرب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الكفار والمشركين. إذ لو كانت هذه الطوائف الثالث من المسلمين لَما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأمر علياً وخيار أصحابه مثل أبي أيوب وعمار بن ياسر بقتالهم ومحاربتهم.

والحاصل من بحثنا أنّ الاضطرابات والحروب التي حدثت في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام لم تكن بسبب سوء سياسة أبي الحسنعليه‌السلام وسوء تدبيره وإدارته كما زعم الشيخ عبدالسلام، وإنما كانت بسبب كفر المخالفين وأحقاد المنافقين وحَسَد الحاسدين. ولو يُراجَع نهج البلاغة وتُطالَع عهود الإمام عليّعليه‌السلام إلى عماله ولا سيما عهده الذي كتبه إلى مالك الأشتر حين ولّاه مصر، وكتبه الى محمد بن أبي بكر وعثمان بن حنيف وابن عباس وغيرهم لأذعنتم أنّ الإمام عليّعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسوس الناس وأكْيَسَهم وأحسنهم إدارة وأصحّهم تدبيراً كما كان أورعهم وأتقاهم وأعلمهم بكتاب الله وتفسيره وتأويله وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومجمله ومفصله وعامّه وخاصّه وظاهره وباطنه، وعنده علم الغيب والشهود.

الشيخ عبدالسلام: نرجو توضيح لنا معنى الجملة الأخيرة، فكيف يكون سيدنا عليّ كرّم الله وجهه عالم الغيب والشهود؟ فهذا كلامٌ مبهم وغريب ومخالف لعقائد عامة المسلمين.

قلت: المقصود من علم الغيب هو العلم ببواطن الأمور وأسرار الكون التي تكون خفيّة إلّا على الأنبياء والأوصياء والأولياء الذين اصطفاهم ربهم و أعطاهم من علمه، كلٌّ على مقدار ظرفه ووعاء قلبه ولا شك أنّ خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيد المرسلين كان أعلمهم ومن بعده

١١٠٣

علي بن أبي طالبعليه‌السلام إذْ كان تلميذه فعلَّمه كلّ ما كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله علمه من الله تعالى.

الشيخ عبدالسلام: ما كنت أتوقع من جانبكم أن تتكلّموا بكلام الغُلات وعوام الشيعة، لأنّك كنت في المجالس السالفة تتبرّء من الغُلاَت ومما يقوله عوام الشيعة وجهّالهم.

قلت: إنّ كلامي لم يكن غلوّاً ولا مخالفاً للقرآن الكريم ولكنك سَقَطْتَ في الشبهة التي سقط فيها أسلافكم وإذا كنت تمعن النظر وتدقّق الفكر في كلامي، ما رميتني بالغلوّ والجهل.

لا يعلم الغيب إلّا الله سبحانه

الشيخ عبدالسلام: إنّ كلامكمْ واعتقادكم يخالف نصّ الكتاب الحكيم وصريح القرآن الكريم إذ قال سبحانه وتعالى:

( وَ عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَ لاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَ لاَ رَطْبٍ وَ لاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي کِتَابٍ مُبِينٍ‌ ) (١) .

هذه الآية تدل على أنّ علم الغيب يختصّ بالله عزّ وجلّ، وكل من يعتقد بأنّ غير الله تعالى يعلم الغيب فقد غلى وأشرك المخلوق في علم الخالق ووصف العبد بصفة الله الواحد الأحد.

وإنّ كلامكم بأنّ علياً كرم الله وجهه كان عنده علم الغيب هو غلوٌّ في حقه إذ فضّلتموه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقدمتموه عليه لأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما قال له الله العزيز:( قُلْ لاَ أَمْلِکُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا

____________________

١) سورة الأنعام، الآية ٥٩

١١٠٤

شَاءَ اللَّهُ وَ لَوْ کُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَکْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ مَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‌ ) (١) .

وقال تعالى في سورة هود / ٣١:( وَ لاَ أَقُولُ لَکُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَ لاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) .

وفي سورة النمل / ٦٥:( قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَ مَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ‌ ) .

فإذا كان رسول الله وخاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله بصريح القرآن الحكيم لا يعلم الغيب، فكيف تقولون بأن علياً كرّم الله وجهه كان عنده علم الغيب؟ والله تعالى يقول:( وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَکُمْ عَلَى الْغَيْبِ ) (٢) .

قلت: نحن لا ننكر هذه الآيات الكريمة بل نعتقد ونتمسك بها، ولكنك حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء.

فلقد ذكرت الآيات ولم تتدبّر فيها ولم تنظر إلى الآيات الاُخرى التي تصرِّح بأنّ الله تعالى يتفضل على بعض عباده من علم الغيب الذي عنده.

الله سبحانه يفيض من علمه على من يشاء

إنّ العلم على قسمين: - علمٌ ذاتي وهو علم الله تعالى، وعلم عَرَضيٌّ واكتسابيٌّ وهو علم البشر - وهذا على قسمين أيضاً: علم تعليمي وهو علم التلميذ يأخذه من معلّمه وإن كان بإرادة الله ومشيّته

____________________

١) سورة الأعراف، الآية ١٨٨.

٢) سورة آل عمران، الآية ١٧٩.

١١٠٥

فهو المعلم الحقيقي لقوله تعالى:( خَلَقَ الْإِنْسَانَ‌ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) (١) .

وقوله تعالى:( فَاذْکُرُوا اللَّهَ کَمَا عَلَّمَکُمْ مَا لَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُونَ‌ ) (٢) .

القسم الآخر: هو العلم اللدنيّ، وهو علم يلقيه الله سبحانه في قلب من يشاء وهو قوله تعالى:( فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) (٣) .

وكذلك العلم الذي أفاضه على آدمعليه‌السلام وألقاه في قلبه مرّة واحدة، بقوله تعالى:( وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ کُلَّهَا ) (٤) .

وهذا العلم يحصل من غير الطرق العاديّة أي بغير معلِّم ومدرّس ولا يحتاج إلى كتاب وقلم وقرطاس.

الشيخ عبد السلام: هذه الآيات تشير إلى مطلق العلم ولكنّ علم الغيب مستثنى من هذا العلم، بدليل الآيات التي تلوتها آنفاً، وقد قالوا: إنّ القرآن يفسِّر بعضه بعضاً.

قلت: بدليل أنّ القرآن يفسر بعضه بعضا، فإنّ الآيات التي تلوتَها في انحصار علم الغيب بالله تعالى تكون من القسم العام، وقد استثنى الله تعالى بعض عباده الذين اصطفى، بقوله عزّ وجلّ:

( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُکُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا

____________________

١) سورة الرحمن، الآية ٣ و٤.

٢) سورة البقرة، الآية ٢٣٩.

٣) سورة الكهف، الآية ٦٥.

٤) سورة البقرة، الآية ٣١.

١١٠٦

رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَ أَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَ أَحْصَى کُلَّ شَيْ‌ءٍ عَدَداً ) (١) .

وأمّا الآية الأخيرة التي تلاها الشيخ عبدالسلام فإنّه بتَرها ولم يتمِّمها ليحصل غرضه، وإنّ مَثَلَه كمن يبتر كلمة التوحيد - لا إله إلّا الله، فيتلفّظ بأوّلها ويَترك آخرها، وكذلك هذه الآية الكريمة فإنّ أوّلها يَدلّ على معتقد الشيخ، وإذا تلوناها إلى آخرها فنجدها تفنّد معتقد الشيخ وتؤيّد معتقدنا وهي كما في سورة آل عمران / ١٧٩:

( وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَکُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَ لٰکِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَکُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ‌ ) ولا يخفى على أهل العلم معنى الاستدراك في الآية الكريمة، والقاعدة العربيّة: الإستدراك بعد النفي إثبات كما أنّ الاستثناء بعد النفي في كلمة لا إله إلّا الله إثباتٌ للتوحيد. وكذلك الاستثناء في الآية التي تلوتها آنفاً من سورة الجن:( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) جاء الاستثناء بعد الجملة النافية، فهو إثبات أي: يظهر على غيبه من ارتضى من رسول.

وفي آية اُخرى يصرّح تعالى بأنّه يوحي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ويعطيه من أنباء الغيب، قوله تعالى:( تِلْکَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْکَ مَا کُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَ لاَ قَوْمُکَ مِنْ قَبْلِ هٰذَا ) (٢) وقوله تعالى:( وَ کَذٰلِکَ أَوْحَيْنَا إِلَيْکَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا کُنْتَ تَدْرِي مَا الْکِتَابُ وَ لاَ الْإِيمَانُ وَ لٰکِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ) (٣) .

ثم إذا لم تعتقد بمعتقد الشيعة بأنّ الله تعالى يفيض من علم الغيب

____________________

١) سورة الجن، الآية ٢٦ - ٢٨.

٢) سورة هود، الآية ٤٩.

٣) سورة الشورى، الآية ٥٢.

١١٠٧

الذي عنده على بعض عباده الصالحين من الأنبياء والأولياء، فكيف تُفسِّر قول عيسى بن مريمعليه‌السلام في سورة آل عمران/ الآية ٤٩:( وَ أُنَبِّئُکُمْ بِمَا تَأْکُلُونَ وَ مَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِکُمْ إِنَّ فِي ذٰلِکَ لَآيَةً لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) فإخبار الأنبياء والأولياء بالمغيبات فهو من آيات الله تعالى ولا يخفى أن الله سبحانه لا يعطيهم العلم المطلق بجميع المغيبات وإنما يطلعهم على الغيب حسب المصلحة والحكمة وعند اقتضاء الضرورة، ولهذا المعنى تشير الآية الكريمة:( وَ لَوْ کُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَکْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَ مَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) (١) .

الخلفاء الإثنا عشر عندهم علم الغيب

الشيخ عبدالسلام: لو فرضنا صحة هذا الكلام، فإنّه يختصّ بالأنبياء، فما هو الدليل على تعدّي علم الغيب من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى سيدنا علي كرم الله وجهه؟ وإذا كان عليٌّ مثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يَطَّلعِ على الغيب، فيلزم أن نعتقد ذلك في الخلفاء الراشدين أيضاً لأنّهم قاموا مقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتسلَّموا مسؤليته في أمته من بعده.

قلت: نعم يلزم أن يَطَّلع خلفاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الغيب أيضاً، لأنّهم قاموا مقامه وأُلقيت مسؤولية توجيه الأمة وإرشادهم بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على عواتقهم.

ولكن مَن هم خلفاؤه؟ أهم الذين لُقِّبوا بالراشدين، أم الذين عرَّفهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للأمّة بقوله: خلفائي بعدي إثنا عشر؟ وفي بعض الروايات نصَّ عليهم بأسمائهم وألقابهم وهم الذين نعتقد نحن

____________________

١) سورة الأعراف، الآية ١٨٨.

١١٠٨

الشيعة بإمامتهم ونتمسك بقولهم ونلتزم بطريقتهم ومذهبهم(١) .

____________________

١) حديث كون الخلفاء إثني عشر، من الأحاديث المشهورة حتى عدوّه من المتواترات، ولقد ذكره أصحاب الصحاح والمسانيد منهم: الترمذي في صحيحه: ج ٩ / ٦٦، ط الصاوي بمصر، أخرج بسنده عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكون من بعدي إثنا عشر أميراً كلهم من قريش، ورواه عنه أيضاً البخاري بسنده في الصحيح: ج ٩ ص ٨١، ط الأميرية بمصر، وأحمد في المسند: ج ٥ / ٩٢، ط الميمنة بمصر كما في البخاري سنداً ومتناً، والعلّامة أبو غوانة في المسند: ج ٤ ص ٣٩٦، ط حيدر آباد، ذكره من طرق شتى في صفحة ٣٩٧ و ٣٩٨ و ٣٩٩، والحافظ أبو حجاج المزي في تحفة الأشراف لمعرفة الأطراف: ج ٢ / ١٥٩ ط دار القيامة بمباي، والعلّامة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول: ج ٤ / ٤٤٠ ط مصر، والعلامة النابلسي في شرح ثلاثيات مسند أحمد: ج ٢ / ٥٤٤ ط الإسلامي ببيروت، والعلامة ابن كثير الدمشقي في كتابه قصص الأنبياء: ج ١ / ٣٠١ ط دار الكتب الحديثة، والحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج ١٤ / ٣٥٣، طبع السعادة بمصر، والعلامة الصنعاني في مشارق الأنوار، والعلامة ابن الملك في مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار: ج ٢ / ١٩٣ طبع الآستانة، وابن حجر في الصواعق المحرقة / ١٨٧، ط عبداللطيف بمصر، والعلامة المناوي في كنوز الحقائق / حرف الباء، والعلامة الشيخ محمود أبو رية في أضواء على السنة المحمدية: ص ٢١٠ ط القاهرة.

وروى جمع من الاعلام عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش».

منهم البخاري في التاريخ الكبير: ج ١ / قسم ١/ ص ٤٤٦، ط حيدر آباد وأحمد في المسند: ج ٥/٩٢ ط الميمنيّة بمصر، وأبو عوانة في مسنده: ج ٤ / ٣٩٦، ط حيدرآباد، والعلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: ج ٦ / ٢٤٨ ط السعادة بمصر، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج ٤ / ٣٣٣ ط السعادة بمصر، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير/ ص ٩٤ نسخة جامعة طهران. =

١١٠٩

. . . . .

____________________

= والقاضي وكيع الأندلسي في أخبار القضاة / ١٧، ط الاستقامة بالقاهرة.

وروى جماعة من الأعلام وعلماء العامّة عن عبدالله بن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: «الخلفاء بعدي إثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل» منهم: العلامة الهمداني في مودة القربى / ٩٤، ط لاهور، وابن كثير الدمشقي في تفسير القرآن / المطبوع بهامش فتح البيان ج ٣ / ٣٠٩ طبع بولاق مصر، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٥ / ١٩٠، ط مكتبة القدسي بالقاهرة، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ص ٧ ط السعادة بمصر، والعلّامة ابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي في البيان والتعريف: ج ١ / ٢٣٩ ط حلب، رواه من طريق ابن عدي في الكامل، وابن عساكر في التاريخ عن ابن مسعود، والعلامة عبيدالله الحنفي في أرجح المطالب/ ٤٤٨ ط لاهور، والحاكم في مستدرك الصحيحين: ج ٤ / ٥٠١، عن مسروق عن ابن مسعود، والعلامة العسقلاني في فتح الباري: ج ١٣ / ١٧٩، ط البهيّة بمصر، روى الحديث من طريق أحمد وأبي يعلي والبزار عن ابن مسعود، وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء / ٦١ ط السعادة بمصر: وأخرج أبو القاسم البغوي بسند حسن عن عبدالله بن عمر (رض) قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: يكون خلفي إثنا عشر خليفة.

أقول: وتوجد روايات أخرى كثيرة في هذا الباب بألفاظ قريبة مما ذكرنا، ولقد فتح العلّامة القندوزي باباً في كتابه ينابيع المودّة أسماه الباب السابع والسبعون في تحقيق حديث بعدي إثني عشر خليفة وأنقل بعض الروايات التي أخرجها والتحقيق الذي ذكره في آخر الباب، قال: وفي جمع الفوائد، جابر بن سمرة رفعه: لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة، وسمعت كلاماً من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم أفهمه، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش، للشيخين - أي مسلم والبخاري - والترمذي وأبي داود بلفظه. =

١١١٠

. . . . .

____________________

= ذكر يحي بن الحسن في كتابه العمدة من عشرين طريقاً في أنّ الخلفاءَ بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

في البخاري من ثلاثة طرق، وفي مسلم من تسعة طرق، وفي أبي داود من ثلاثة طرق، وفي الترمذي من طريق واحد وفي الحميدي من ثلاثة طرق.

قال القندوزي: وفي المودة العاشرة من كتاب مودّة الفربى للسيد علي الهمداني، عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعته يقول: بعدي اثنا عشر خليفة، ثمّ أخفى صوته.فقلت لأبي ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلهم من بني هاشم، وعن سماك بن حرب مثل ذلك.

وعن الشعبي عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى: هل عهد إليكم نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنك لحديث السن و إنّ هذا شي ء ما سألني عنه أحدٌ قبلك، نعم عهد إلينا نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.

وقال القندوزي بعد نقله للروايات في هذا الباب: قال بعض المحققين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله إثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان عُلم أن مراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن أنْ يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن إثني عشر، ولا يمكن أنْ يحمل على الملوك الأمويّة لزيادتهم على إثني عشر ولظلمهم الفاحش ...، ولكونهم غير بني هاشم لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كلهم من بني هاشم، في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا القول يرجّح هذه الرواية، لأنهم لا يُحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يُحمل على الملوك العباسيّة لزيادتهم على العدد المذكور ولقلّة رعايتهم الآية:( قُلْ لاَ أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) وحديث الكساء، فلا بدّ =

١١١١

أما الذين سمّيتموهم أنتم وأباؤكم بخلفاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّهم كانوا يجهلون كثيراً من الظواهر فكيف بعلم الغيب؟! ولقد رويتم في كتبكم أنّ الخلفاء الثلاث كثيراً ما كانوا يراجعون الإمام عليّعليه‌السلام أو غيره من الصحابة في الأحكام والمسائل الدينيّة التي كانت ترِد عليهم، ولا سيما عمر بن الخطّاب الذي قال في أكثر من مورد: لولا عليٌّ لهلك عمر، ولا أبقاني لمعضلة ليس لها أبو الحسن، كما نقلنا بعضها من كتب أعلامكم ومحدثيكم.

وأما سؤالكم عن دليلنا على أنّ علياًعليه‌السلام كان يحظى بعلم الغيب، فالأحاديث المرويّة في كتبكم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في علم عليّعليه‌السلام ، أدلّ دليل على كلامنا، منها:

حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم و عليٌّ بابها ومن أراد العلم فليأت الباب.

____________________

= من أنْ يُحمل هذا الحديث على الأئمة الإثني عشر من أهل بيته وعترتهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نَسَباً وأفضلهم حَسَباً وأكرمهم عند الله، وكان علومهم عن آبائهم متصلاً بجدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله وبالوراثة واللَّدُنيّة كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق، ويؤيّد هذا المعنى، أي أنّ مراد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأئمة الاثني عشر من أهل بيته، ويشهد له ويرجِّحه حديث الثقلين والأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب - الينابيع - وغيرها، وأما قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله كلهم تجتمع عليه الأمة، في رواية عن جابر بن سمرة فمرادهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الأمة تجتمع على الإقرار بإمامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي (رضي الله عنهم) «انتهى كلام القندوزي».

«المترجم»

١١١٢

الشيخ عبد السلام: لم تثبت صحة هذا الحديث في مصادرنا وعند أعلامنا، فهو موضوع، ولقد عَدَّهُ أكثر علمائنا من الآحاد الضعاف.

الإمام عليعليه‌السلام باب مدينة علم رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بنصّ أحاديثكم

قلت: إنّي لأتعجّب من كلام الشيخ إذ يضعِّف هذا الحديث الذي عدَّه كثير من علماء العامّة من المتواترات، ونقله كثير من أعلام أهل السُنّة في كتبهم وأقرّوا بصحّته منهم:

السيوطي في جمع الجوامع، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار والسيد محمد البخاري في تذكرة الأبرار، والحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين، والفيروز آبادي في نقد الصحيح، والمتقي في كنز العمّال، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب، وجمال الدين الهندي في تذكرة الموضوعات، وقد قال: فمن حكم بكذبه فقد أخطأ.

والأمير محمد اليماني في الروضة النديّة، والحافظ أبو محمد السمرقندي في بحر الأسانيد وابن طلحة العدوي في مطالب السئول، وغيرهم من أعلامكم الذين حكموا بصحة حديث: أنا مدينة العلم الخ.

ولقد وصل هذا الحديث إلى علماء الدين من طرق شتى وأسناد كثيرة متصلة بالصحابة والتابعين منهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأبي محمد الحسن السبطعليه‌السلام ، وحبر الأمة عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن

١١١٣

اليمان، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعمرو بن العاص من الصحابة.

والإمام السجاد علي بن الحسينعليه‌السلام ومحمد بن علي الباقرعليه‌السلام وأصبغ بن نباتة، وجرير الضبيِّ، وحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي، وسعد بن طريف الحنظلي، وسعيد بن جبير الأسدي، وسلمة بن كهيل الحضرمي، وسليمان بن مهران الأعمش، وعاصم بن حمزة السلولي، وعبد الله بن عثمان القاري المكي، وعبدالرحمن بن عثمان، وعبدالله بن عسيلة المرادي، ومجاهد بن جبير أبي الحجاج المخزومي، من التابعين.

وأمّا العلماء الأعلام والمحدثين العظام الذين أخرجوا هذا الحديث في كتبهم ومسانيدهم، فكثير جداً ولا يسعني أنْ أذكرهم كلّهم، ولذا أكتفي بمن يحضرني أسماؤهم، حتى يعرف جناب الشيخ زيف كلامه، وأرجو أن لا يتّبع قول أسلافه بعد سماع مصادر الحديث، ومعرفة صحّته وتواتره عند أهل الحديث. وأطلب منه بعد هذا أنْ لا يتكلّم من غير تحقيق.

جملة من مصادر العامّة للحديث

١- محمد بن جرير الطبري، المفسِّر والمؤرخ في القرن الثالث المتوفّى عام ٣١٠ هـ في تهذيب الآثار.

٢- الحاكم النيسابوري المتوفى عام ٤٠٥ هـ في المستدرك: ج ٣ /١٢٦ و١٢٨ و٢٢٦.

١١١٤

٣- أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفى عام ٢٨٩ هـ في صحيحه.

٤- جلال الدين السيوطي المتوفى عام ٩١١ هـ في جمع الجوامع، والجامع الصغير ج ١/٣٧.

٥- سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى عام ٣٦٠ هـ في الكبير والأوسط.

٦- الحافظ أبو محمد السمرقندي المتوفّى عام ٤٩١ هـ في بحر الأسانيد.

٧- أبو نعيم الحافظ المتوفّى عام ٤٣٠ هـ في معرفة الصحابة.

٨- الحافظ ابن عبد البر القرطبي المتوفّى عام ٤٦٣ هـ في الاستيعاب: ج ٢/٤٦١.

٩- الحافظ الفقيه ابن المغازلي المتوفى عام ٤٨٣ هـ في كتابه المناقب.

١٠- الحافظ الديلمي المتوفى عام ٥٠٩ هـ في فردوس الأخبار.

١١- الموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي المتوفى عام ٥٦٨ هـ في المناقب ص ٤٩ وفي مقتل الحسينعليه‌السلام : ج ١/٤٣.

١٢- العلّامة ابن عساكر الدمشقي المتوفى عام ٥٧١ هـ في تاريخه الكبير.

١٣- العلامة أبو الحجاج الأندلسي المتوفى عام ٦٠٥ في «ألف باء » ج ١/٢٢٢.

١٤- العلامة ابن الأثير الجزري المتوفى عام ٦٣٠ هـ في أُسد الغابة: ج ٤/٢٢.

١١١٥

١٥- العلّامة محب الدين الطبري المتوفى عام ٦٩٤ هـ في الرياض النضرة ج ١/١٢٩، وفي ذخائر العقبى /٧٧.

١٦- العلامة شمس الدين الذهبي المتوفى عام ٧٤٨ هـ في تذكرة الحفاظ: ج ٤/ ٢٨.

١٧- بدر الدين الزركشي المتوفى عام ٧٤٩ هـ في فيض القدير: ج ٣/٤٧.

١٨- الحافظ الهيثمي المتوفى ٨٠٧ هـ في مجمع الزوائد: ج ٩/١١٤.

١٩- العلامة الدميري المتوفى عام ٨٠٨ هـ في حياة الحيوان: ج ١/٥٥.

٢٠- شمس الدين محمد بن محمد الجزري المتوفى ٨٣٣ هـ في أسنى المطالب / ص ١٤.

٢١- ابن حجر العسقلاني المتوفى عام ٨٥٢ هـ في تهذيب التهذيب: ج ٧/٣٣٧.

٢٢- بدر الدين العيني الحنفي المتوفى عام ٨٥٥ هـ في عمدة القاري: ج ٧/٦٣١.

٢٣- المتقي الهندي المتوفى عام ٩٧٥ هـ في كنز العمال: ج ٦/١٥٦.

٢٤- عبد الرؤوف المناوي المتوفى عام ١٠٣١ هـ في فيض القدير: ج ٣/٤٦.

٢٥- الحافظ العزيزي المتوفى عام ١٠٧٠ هـ في السراج المنير: ج ٢/٦٣.

١١١٦

٢٦- محمد بن يوسف الشامي المتوفى ٩٤٢ هـ في سبل الهدى والرشاد في أسماء خير العباد.

٢٧- العلامة الفيروزآبادي المتوفى عام ٨١٧ هـ في نقد الصحيح.

٢٨- أحمد بن حنبل المتوفى عام ٢٤١ هـ في المسند وفي المناقب.

٢٩- محمد بن طلحة الشافعي المتوفى عام ٦٥٢ هـ في مطالب السئول.

٣٠- شيخ الإسلام ابراهين بن محمد الحمويني المتوفى عام ٧٢٢ هـ في فرائد السمطين.

٣١- شهاب الدين الولت آبادي المتوفى عام ٨٤٩ هـفي هداية السعداء.

٣٢- العلّامة السمهودي المتوفى عام ٩١١ هـ في جواهر العقدين.

٣٣- القاضي فضل بن روزبهان في إبطال الباطل.

٣٤- نور الدين بن الصبّاغ المالكي المتوفى عام ٨٥٥ هـ في الفصول المهمة.

٣٥- ابن حجر المكي المتوفى عام ٩٧٤ هـ في الصواعق المحرقة.

٣٦- جمال الدين الشيرازي المتوفى عام ١٠٠٠ هـ في الأربعين.

٣٧- علي القاري الهروي المتوفى في ١٠١٤ هـ في المرقاة في شرح المشكاة.

٣٨- محمد بن علي الصَّبّان المتوفى عام ١٢٠٥ هـ في إسعاف الراغبين / ١٦٥.

١١١٧

٣٩- القاضي الشوكاني المتوفى عام ١٢٥٠ هـ في الفوائد المجموعة.

٤٠- شهاب الدين الآلوسي المتوفى عام ١٢٧٠ هـ في تفسير روح المعاني.

٤١- محمد الغزالي في إحياء العلوم.

٤٢- العلّامة الهمداني الشافعي في مودّة القربى.

٤٣- أحمد بن محمد العاصمي في زين الفتى في شرح سورة هل أتى.

٤٤- شمس الدين محمد السَّخاوي المتوفى عام ٩٠٢ هـ في المقاصد الحسنة.

٤٥- العلّامة القندوزي المتوفى عام ١٢٩٣ هـ في الينابيع / باب ١٤.

٤٦ - سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص الأمّة.

٤٧- صدر الدين الفوزي الهروي في نزهة الأرواح.

٤٨- كمال الدين المبيدي في شرح الديوان.

٤٩- الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى عام ٤٦٣ هـ في تاريخ بغداد: ج ٢/٣٧٧ و ج ٤/٤٣٨ و ج ٧/١٧٣.

٥٠- محمد بن يوسف الكنجي المتوفى عام ٦٥٨ هـ في كفاية الطالب / الباب الثامن والخمسون، بعد نقله للروايات قال: فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل عليّعليه‌السلام وزيادة علمه وغزارته وحِدّة فهمه وفور حِكمته وحُسن قضاياه وصحّة فتواه، وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه

١١١٨

في الأحكام ويأخذون بقوله في النقض والإبرام اعترافاً منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحّة حكمه، وليس هذا الحديث: « أنا مدينة العلم و عليٌ بابها » في حقه بكثير، لأنّ رتبتَه عند الله وعند رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعند المؤمنين من عباده أجلّ وأعلى من ذلك.

ولا يخفى أنّ العلّامة أحمد بن محمد بن صدّيق المغربي القاطن في مصر، ألّف كتاباً في تصحيح وتأييد هذا الحديث الشريف وأسماه بفتح الملك العليّ بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ وقد طبع سنة ١٣٥٤ هـ في مطبعة الإعلاميّة بمصر.

وهناك المزيد، ونكتفي بذلك، حتّى نسمع منكم بقية الشبهات والأسئلة.

السيد عديل أختر (١) : ما أحسن الأحاديث النبويّة وخاصّة إذا كانت في فضل سيدنا علي كرم الله وجهه، فإني رأيت كثيراً في كتبنا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ذِكْرُ عليّ عبادة، ولقد رأيت في كتاب مودّة القربى للعالم الفاضل والزاهد الكامل العلّامة مير سيد علي الهمداني الشافعي قال في المودّة الثانية / روى بسنده إلى أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون فضائل محمّد وآل محمّد إلّا هبطت ملائكة من السماء حتى لحقت بهم تحدِّثهم فإذا تفرَّقوا عرجت الملائكة وقالت الملائكة الآخرون لهم إنّا نشمّ رائحة منكم ما شممنا رائحةً أطيب منها: فتقول لهم: كنا مع قوم كانوا يذكرون فضائل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . فيقولون أهبطوا بنا إليهم! فيقولون إنهم قد تفرقوا، فيقولون: إهبطوا بنا إلى المكان

____________________

١) هو من علماء البلد وإمام مسجدٍ لأهل السُنّة والجماعة.

١١١٩

الذي كانوا فيه!

فالرجاء أن تزيدونا من الأحاديث الشريفة التي نطق بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في فضائل ومناقب سيدنا عليّ، ولا سيما في علمه.

حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

قلت: من الأحاديث التي نطق بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيان علم الإمام علي وحكمته هو الحديث المشهور في كتب الفريقين أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أنا دار الحكمة و عليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب. رواه جمع كثير من علمائكم وأعلام محدثيكم منهم: أحمد في المناقب والمسند، والحاكم في المستدرك، والمتقي في كنز العمال: ج ٦ / ٤٠١، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج ١ / ٦٤، ومحمد بن صبّان في إسعاف الراغبين، وابن المغازلي في المناقب، والعلّامة السيوطي في الجامع الصغير وجمع الجوامع واللئالي المصنوعة، والترمذي في صحيحه: ج ٢ / ٢١٤، ومحمد بن طلحة العدوي في مطالب السئول، والشيخ العلّامة القندوزي في ينابيع المودّة، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة، ضمن الفصل الثاني من الباب التاسع، والمحب الطبري في الرياض النضرة وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة، وابن أبي الحديد في شرح النهج، وآخرون من علمائكم الكبار، بالإضافة إلى جمهور علماء الشيعة.

ولقد رواه محمد بن يوسف العلّامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب وخصَّص له الباب الواحد والعشرون وبعد نقله الحديث قال:

١١٢٠