تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٧

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب3%

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب مؤلف:
المحقق: حسين درگاهى
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 532

  • البداية
  • السابق
  • 532 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16963 / تحميل: 4775
الحجم الحجم الحجم
تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

ملاحظة

هذا الكتاب

نشر الكترونياً وأخرج فنِيّاً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلميّة في الشبكة

٢

٣
٤

٥
٦

الفهرس

الفهرس ٧

تَـفْـــســــــِيـر سُورَةِ إبراهيم ١١

سورة إبراهيم ١٣

تفسير سورة الحجر ٨٥

سورة الحجر ٨٧

تفسير سُورَةِ النّحل ١٦١

سورة النّحل ١٦٣

تفسير سورة الإسراء ٢٨٣

سورة بني إسرائيل ٢٨٥

٧
٨

كلمة المحقّق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله ربّ العالمين والصّلواة والسّلام على نبيّنا وآله الطيّبين الطاهرين ولاسيّما بقيّة الله في الأرضين واللّعنة الدائمة على أعدائه وأعدائهم أجمعين.

النسخ الّتي استفندنا عنها في تحقيق الربع الثاني من تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب (من أوّل سورة الأنعام إلى آخر سورة الكهف):

١ ـ نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف سنة ١١٠٥ هـ. ق في مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي العامّة، قم، رقم ١٢٨٣ مذكورة في فهرسها ١/٣٥٠، (رمز ب).

٣ ـ نسخة في مكتبة، مدرسة الشهيد المطهّري، رقم ٢٠٥٤، مذكورة في فهرسها ١/١٦٢، مكتوبة في سنة ١٢٤٠ هـ. ق. (رمز س).

٤ ـ نسخة في مكتبة مجلس الشورى الاسلامي (١)، رقم ١٢٠٧٣، مكتوبة في حياة المؤلّف وعلى ظهرها تفريض العلّامة المجلسي ـ رحمة الله تعالى عليه ـ. (رمز ر).

والحمدلله أوّلاً وآخراً

٩
١٠

تَـفْـــســــــِيـر

سُورَةِ إبراهيم

١١
١٢

سورة إبراهيم

مكّيّة، إلّا آيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ـ إلى قوله ـفَبِئْسَ الْقَرارُ ) .

قاله ابن عبّاس وقتادة والحسن(١) .

وهي إحدى وخمسون آية.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

في كتاب ثواب الأعمال(٢) ، بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: من قرأ سورة إبراهيم والحـُجر في ركعتين جميعا، في كلّ جمعة، لم يصبه فقرٌ أبدا ولا جنون ولا بلوى.

وفي مجمع البيان(٣) : أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ: من قرأ سورة إبراهيم، أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من يعبد(٤) الأصنام وبعدد من لم يعبدها.

( الر كِتابٌ ) ، أي: هو كتاب.

( أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ ) : بدعائك إيّاهم إلى ما تضمّنه(٥) .

( مِنَ الظُّلُماتِ ) : من أنواع الضّلال.

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٤.

(٢) ثواب الأعمال / ١٣٣، ح ١.

(٣) المجمع ٣ / ٣٠١.

(٤) المصدر: عبد.

(٥) أي: إلى ما تضمّنه الكتاب.

١٣

( إِلَى النُّورِ ) : إلى الهدى والإيمان.

( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) : بتوفيقه وتسهيله. مستعار من الإذن، الّذي هو تسهيل الحُجّاب(١) .

وهو صلة «لتخرج». أو حال من فاعله، أو مفعوله(٢) .

( إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) (١): بدل من قوله: «إلى النّور» بتكرير العامل. أو استئناف(٣) ، على أنّه جواب لمن يسأل عنه.

وإضافة الصّراط إلى الله، إمّا لأنّه مقصده، أو المظهر له.

وتخصيص الوصفين(٤) ، للتّنبيه على أنّه لا يذلّ سالكه ولا يخيب سائله.

( اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) على قراءة نافع وابن عامر مبتدأ وخبر، أو «الله» خبر مبتدأ محذوف(٥) و «الّذي» صفته.

وعلى قراءة الباقين عطف بيان «للعزيز»، لأنّه كالعلَم لاختصاصه بالمعبود بالحقّ(٦) .

( وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ ) (٢): وعيد لمن كفر بالكتاب، ولم يخرج به من الظّلمات إلى النّور.

و «الويل» الهلاك، نقيض «الوأل» وهو النّجاة. وأصله النّصب، لأنّه مصدر إلّا أنّه لم يشتقّ منه لكنّه رفع لإفادة الثّبات.

__________________

(١) أي: تسهيل ما تعذّر. وفيه: أنّ اللّازم ممّا ذكر استعمال المقيد الّذي هو الإذن بمعنى تسهيل الحجاب في المطلق، فيكون مجازا مرسلا لا استعارة.

(٢) فعلى الأوّل يكون التقدير: ليخرج النّاس ملتبسا بإذن ربّهم وعلى الثاني: ملتبسين به.

(٣) كأنّ سائلا قال: إلى أيّ نور الإخراج؟ فقيل: إلى صراط العزيز الحميد.

(٤) إمّا عدم إذلال السّالك فلأنّ العزّة والغلبة تناسب إعزاز من قصد السّلوك في سبيله، وإمّا عدم التّخييب فلأنّ الحميد بمعنى: المحمود، والمحمود من أوصل النّعمة إلى الغير حتّى يستحقّ أن يحمد، إذ الحميد من كان كاملا في حدّ ذاته مستحقا للحمد وهو يناسب عدم تخييب السّائل.

(٥) فيكون التّقدير: هو الله الذي. ومرجع الضّمير( الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) .

(٦) هذا يدلّ على أنّ عطف البيان يجب أن يكون علما أو في حكمه في الإختصاص.

١٤

( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ ) : يختارونها عليها، فإنّ المختار للشّيء يطلب من نفسه أن يكون أحبّ إليها من غيره(١) .

( وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) : بتعويق النّاس عن الإيمان.

وقرئ(٢) : «ويصدّون»، من أصدّه، وهو منقول صدّ صدودا، إذا تنكّب(٣) .

وليس فصيحا(٤) ، لأنّ في صدّه مندوحة عن تكلّف التّعدية [بالهمزة](٥) .

( وَيَبْغُونَها عِوَجاً ) : ويبغون لها زيغا ونكوبا عن الحقّ، ليقدحوا فيه. فحذف الجارّ، وأوصل الفعل إلى الضّمير.

والموصول بصلته يحتمل الجرّ صفة «للكافرين»، والنّصب على الذّم، والرّفع عليه(٦) . أو على أنّه مبتدأ خبره( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ) (٣)، أي: ضلّوا عن الحقّ ووقعوا عنه بمراحل.

و «البعد» في الحقيقة للضّالّ، فوصف به فعله للمبالغة. أو للأمر الّذي به الضّلال، فوصف به لملابسته.

( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ) : الّذي هو منهم وبعث فيهم.

( لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) : ما أمروا به، فيفقهوه عنه بيسر وسرعة.

وقرئ(٧) : «بلسن» وهو لغة فيه، كريش ورياش. و «لسن» بضمّتين، وضمة وسكون، على الجمع، كعمد وعمد.

وفي كتاب الخصال(٨) : عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حديث: ومنّ عليّ ربّي، وقال: يا محمّد، قد أرسلت كلّ رسول إلى أمّته(٩) بلسانها، وأرسلتك إلى كلّ أحمر

__________________

(١) فيكون «يستحبّون» مجازا مرسلا من باب إطلاق اسم اللازم على ملزومه.

(٢) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٤.

(٣) تنكّب، أي: مال عن الحقّ.

(٤) لأنّ الفعل المتعدّي إذا وجد لا حاجة إلى تعدية اللّازم، لأنّه تكلّف. وتبع في هذا صاحب الكشّاف، وفيه: أنّ القراءات تؤخذ من الرّواية لا من الدّراية، فلا وجه للقول بأنّ في صدّه مندوحة عن تكلّف التّعدية.

(٥) من المصدر.

(٦) فعلى الأوّل: أذمّ الذين يستحبّون الحياة الدنيا. وعلى الثاني: بئس الّذين يستحبّون.

(٧) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٤.

(٨) الخصال ١ / ٤٢٥، ح ١.

(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ: امّة.

١٥

وأسود من خلقي.

وقيل(١) : الضّمير في «قومه» لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ و [أنّ الله تعالى](٢) أنزل(٣) الكتب كلّها بالعربيّة ثمّ [تر](٤) جمعها جبرئيل ـ عليه السّلام ـ. أو كل نبيّ بلغة المنزل عليهم.

ويؤيّده ما رواه في كتاب علل الشّرائع(٥) ، بإسناده إلى مسلم بن خالد المكّيّ: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ـ عليهما السّلام ـ قال: ما أنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ كتابا ولا وحيا إلّا بالعربيّة، [فكان يقع في مسامع الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبيّنا ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالعربيّة، فإذا كلّم به قومه(٦) كلّمهم](٧) بالعربيّة فيقع في مسامعهم بلسانهم. وكان أحدٌ(٨) لا يخاطب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بأيّ لسان خاطبه إلّا وقع في مسامعه بالعربيّة، وكلّ ذلك يترجم جبرئيل ـ عليه السّلام ـ عنه تشريفا من الله ـ عزّ وجلّ ـ له ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

( فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ ) : فيخذله عن الإيمان.

( وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) : بالتّوفيق له.

( وَهُوَ الْعَزِيزُ ) : فلا يغلب على مشيئته.

( الْحَكِيمُ ) (٤): الّذي لا يفعل ما يفعل إلّا بحكمة.

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا ) ، يعني: اليد والعصا وسائر معجزاته.

( أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) ، بمعنى: أي: أخرج، لأنّ في الإرسال معنى القول. أو بأن أخرج، فإنّ صيغ الأفعال سواء في الدّلالة على المصدر، فيصحّ أن يوصل بها «أن» النّاصبة.

( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ) .

قيل(٩) : بوقائعه الّتي وقعت على الأمم الدّارجة. وأيّام العرب: حروبها.

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٥.

(٢) من المصدر.

(٣) أ، ب: وإنزال.

(٤) من المصدر.

(٥) العلل ١ / ١٢٦، ح ٨.

(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ: قومهم.

(٧) ليس في ب.

(٨) المصدر: أحدنا.

(٩) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٥.

١٦

وقيل(١) : بنعمائه وبلائه.

وفي تفسير العيّاشي(٢) : عن إبراهيم عن عمر(٣) ، عمّن ذكره عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله:( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ) قال: بآلاء الله، يعني: بنعمه.

وفي كتاب الخصال(٤) : عن مثنّى الخيّاط(٥) قال: سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول: أيام الله يوم يقوم القائم، ويوم الكرّة، ويوم القيامة.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(٦) : أيام الله ثلاثة: أيام(٧) يوم يقوم(٨) القائم، ويوم الموت، ويوم القيامة.

( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) (٥): يصبر على بلائه ويشكر لنعمائه، فإنّه إذا سمع بما نزل على من قبله من البلاء وأفيض عليهم من النّعماء، اعتبر وتنبّه لما يجب عليه من الصّبر والشّكر.

( وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ) ، أي: اذكروا نعمته وقت إنجائه إيّاكم.

ويجوز أن ينتصب «بعليكم» إن جعلت مستقرّة، غير صلة «للنّعمة»(٩) وذلك إذا أريدت بها العطيّة دون الإنعام. ويجوز أن يكون بدلا من «نعمة الله» بدل الاشتمال.

( يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ ) : أحوال من «آل فرعون»، أو من ضمير المخاطبين.

والمراد بالعذاب ـ هاهنا ـ غير المراد في سورة البقرة والأعراف، لأنّه مفسّر بالتّذبيح

__________________

(١) نفس المصدر والموضع.

(٢) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٢٢، ح ٢.

(٣) كذا في المصدر، وجامع الرواة ١ / ٢٩. وفي النسخ: عمرو.

(٤) الخصال ١ / ١٠٨، ح ٧٥.

(٥) كذا في المصدر، ورجال النجاشي / ١١٠٦. وفي النسخ: الخيّاط.

(٦) تفسير القمّي ١ / ٣٦٧.

(٧) ليس في المصدر.

(٨) يوجد في ب.

(٩) أي: يجوز نصب «إذ أنجاكم» بـــ «عليكم» إذا جعلت «عليكم» ظرفا مستقرّا، لأنّه حينئذ مقدّر بالفعل فيصلح أن يكون عاملا، أمّا إذا كان صلة «للنّعمة» فلا يصلح أن يكون عاملا إذ ليس مقدّرا بالفعل وحينئذ تكون «النّعمة» بمعنى: العطيّة، لا بمعنى الإنعام، إذ لو كان بمعنى الإنعام لكان «عليكم» صلة له.

١٧

والقتل ثمّة(١) ، ومعطوف عليه التّذبيح ـ هاهنا ـ. وهو إمّا جنس العذاب(٢) ، أو استعبادهم واستعمالهم بالأعمال الشّاقّة.

( وَفِي ذلِكُمْ ) : من حيث أنّه بإقدار الله إيّاهم وإمهالهم فيه.

( بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ) (٦): ابتلاء منه.

ويجوز أن تكون الإشارة إلى الإنجاء، والمراد بالبلاء: النّعمة.

( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ) : أيضا من كلام موسى ـ عليه السّلام ـ.

و «تأذّن» بمعنى: آذن، كتوعّد وأوعد، غير أنّه أبلغ لما في التّفعّل من معنى التّكلّف والمبالغة، أي: أعلم ربّكم.

( لَئِنْ شَكَرْتُمْ ) : يا بني إسرائيل، ما أنعمت عليكم من الإنجاء وغيره بالإيمان والعمل الصّالح.

( لَأَزِيدَنَّكُمْ ) : نعمة إلى نعمة.

( وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ) (٧): فلعلّي أعذبكم على الكفران عذابا شديدا. ومن عادة أكرم الأكرمين أن يصرّح بالوعد، ويعرّض بالوعيد(٣) .

والجملة مفعول قول مقدّر(٤) . أو مفعول «تأذن» على أنّه يجري مجرى «قال»، لأنّه ضرب منه.

في كتاب الخصال(٥) : عن معاوية بن وهب(٦) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال: يا معاوية، من أعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من أعطي الدّعاء أعطي الإجابة ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التّوكل أعطي الكفاية. فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول في كتابه:( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) . ويقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ويقول:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

__________________

(١) ثمّة: هناك.

(٢) وعلى هذا فعطف «يذبّحون» عليه عطف الخاصّ على العام.

(٣) فإنّه ـ تعالى ـ صرح بالوعد فقال:( لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ، وعرض بالوعيد فقال:( إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ) من جهة أنّه لم يقل: وإن كفرتم عذّبتكم.

(٤) فيكون التقدير: وإذ تأذّن ربّكم قائلا:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ ) الخ.

(٥) الخصال ١ / ١٠١، ح ٥٦.

(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ: مسعود بن عمّار.

١٨

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(١) : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ: أيّما عبد أنعم الله عليه بنعمة، فعرفها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه، لم ينفد(٢) كلامه حتّى يأمر الله له بالزّيادة، وهو قوله:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

وفي روضة الكافي(٣) : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، [وعليّ بن محمد، عن القاسم بن محمّد](٤) ، عن سليمان بن داود المنقريّ، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال: إنّ من عرف نعمة الله بقلبه، استوجب المزيد من الله ـ عزّ وجلّ ـ قبل أن يظهر شكرها على لسانه.

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

سهل(٥) عن عبيد الله، عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ أنا وحسين بن(٦) ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرّزق وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التّغييّر، فادع لنا(٧) الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يردّ ذلك إلينا.

فقال: أي شيء تريدون، تكونون ملوكا، أيسرّك أن تكون مثل(٨) طاهر(٩) وهرثمة وأنّك على خلاف ما أنت عليه؟

__________________

(١) تفسير القمّي ١ / ٣٦٨.

(٢) المصدر: لم تنفد.

(٣) الكافي: ٨ / ١٢٨، ح ٩٨.

(٤) من المصدر.

(٥) الكافي ٨ / ٣٤٦، ح ٥٤٦.

(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ: بن.

(٧) ليس في المصدر.

(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ: مثله.

(٩) الطاهر هو أبو الطيّب، أو أبو طلحة، طاهر بن الحسين المعروف بـــ «ذو اليمينين» والي خراسان، كان من أكبر قوّاد المأمون والمجاهدين في تثبيت دولته، وهو الّذي سيّره المأمون من خراسان إلى محاربة أخيه الأمين، محمد بن زبيدة.

وكان طاهر من أصحاب الرضا ـ عليه السّلام ـ وكان متشيّعا، وينسب التشيع إلى آل طاهر ـ أيضا ـ وكان طاهر هو الّذي أسّس دولة آل طاهر في خراسان وما والاها سنة ٢٠٥ ـ ٢٥٩، وله عهد إلى ابنه وهو من أحسن الرسائل.

وأمّا هرثمة، فهو هرثمة بن أعين الذي يروي عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ كثيرا وهو ـ أيضا ـ من قوّاد المأمون وفي خدمته، وكان مشهورا بالتشيّع ومحبّا لأهل البيت ـ عليهم السلام ـ وهو من أصحاب الرّضا ـ عليه السّلام ـ بل من خواصّه وأصحاب سرّه، كما يظهر من كتاب العيون.

١٩

قلت: لا، والله، ما يسرّني أنّ لي الدّنيا بما فيها ذهبا وفضّة وأنّي على خلاف ما أنا عليه.

قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر الله، إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي تفسير العيّاشي(١) : عن أبي عمرو(٢) المدائنيّ قال: سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول: أيّما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه ـ وفي رواية أخرى ـ فأقرّ بها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه، لم ينفد كلامه حتّى يأمر الله له بالزّيادة.

وفي رواية أبي إسحاق المدائنيّ(٣) : حتّى يأذن الله له بالزّيادة، وهو قوله:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

وعن أبي ولّاد(٤) ، قال: قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ: أرأيت هذه النّعمة الظّاهرة علينا(٥) من الله، أليس إن شكرناه عليها وحمدناه(٦) زادنا، كما قال الله في كتابه:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ؟

فقال: نعم، من حمد الله على نعمته وشكره وعلم أنّ ذلك منه لا من غيره [زاد الله نعمه](٧) .

وفي أمالي شيخ الطّائفة(٨) ـ قدّس سرّه ـ بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: تلقّوا النّعم، يا سدير، بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم وأنعموا على من شكركم، فإنّكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزّيادة ومن إخوانكم المناصحة. ثمّ تلا:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

وفي أصول الكافي(٩) : أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار، عن رجلين [من أصحابنا](١٠) سمعاه، عن أبي عبد الله ـ عليه

__________________

(١) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٢٢، ح ٣.

(٢) كذا في جامع الرواة ٢ / ٤٠٧ وفي المصدر: أبي عمر.

(٣) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٢٢، ح ٤.

(٤) نفس المصدر والموضع، ح ٥.

(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ: إلينا.

(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ: عليه وحمدته.

(٧) من المصدر مع المعقوفتين.

(٨) أمالي الطوسي ١ / ٣٠٩.

(٩) الكافي ٢ / ٩٥، ح ٩.

(١٠) من المصدر.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532