تفسير نور الثقلين الجزء ٢

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 560

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 560
المشاهدات: 13847
تحميل: 2713


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 560 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13847 / تحميل: 2713
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) قال: يعلم من بقي ان اللهعزوجل نصره. قال عز من قايل( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ ) الآية.

١٢٣ ـ في روضة الكافي باسناده إلى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان إبليس يوم بدر يقلل المسلمين في أعين الكفار، ويكثر الكفار في أعين الناس فشد عليه جبرئيلعليه‌السلام بالسيف فهرب منه وهو يقول: يا جبرئيل انى مؤجل حتى وقع في البحر، قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : لأي شيء يخاف وهو مؤجل؟ قال: يقطع بعض أطرافه.

١٢٤ ـ في مجمع البيان ـ و( إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ) الآية واختلف في ظهور الشيطان يوم بدر كيف كان؟ فقيل: إنّ قريشا لما اجتمعت المسير ذكرت الذي بينها وبين بنى بكر بن عبد مناف بن كنانة من الحرب(١) وكاد ذلك أن يثنيهم(٢) فجاء إبليس في جند من الشياطين فتبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جشعم الكناني ثم المدلجي وكان من أشراف كنانة( وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ ) أي مجيركم من كنانة، فلما رأى إبليس الملائكة نزلوا من السماء وعلم انه لا طاقة له بهم( نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ ) عن ابن عباس والسدي والكلبي وغيرهم، وقيل: انهم لما التقوا كان إبليس في صف المشركين آخذا بيد الحارث ابن هشام فنكص على عقبيه فقال له الحارث: يا سراقة أتخذ لنا على هذه الحال؟ فقال له:( إِنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ ) فقال: والله ما نرى إلّا جعاسيس يثرب(٣) فدفع في صدر الحارث وانطلق وانهزم الناس، فلما قدموا مكة قالوا: هزم الناس

__________________

(١) وفي بعض النسخ «بن الحارث» مكان «من الحرب» ولا تخلو احدى النسختين من التصحيف.

(٢) ثناه تثنية: جعله اثنين، وهذا كناية وأراد التفريق والتشتت إلى فرقتين أو أكثر.

(٣) جماسيس جمع الجعسوس: القصير الدميم.

١٦١

سراقة فبلغ ذلك سراقة فقال: والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم فقالوا: انك أتيتنا يوم كذا فحلف لهم، فلما أسلموا وعلموا ان ذلك كان الشيطان عن الكلبي وروى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام . قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه» قد سبق لهذه الآية بيان عن علي بن إبراهيم في القصة أوائل هذه السورة.

١٢٥ ـ في تفسير العيّاشي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: لما عطش القوم يوم بدر انطلق عليٌّعليه‌السلام بالقربة يستقى وهو على القليب(١) إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت، فلبث ما بدا له ثم جاءت ريح، اخرى ثم مضت، ثم جائته اخرى كاد أن يشغله وهو على القليب، ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبره بذلك فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الريح الاول جبرئيل مع ألف من الملائكة والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة والثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة وقد سلموا عليك وهو مدد لنا، وهم الذين رآهم إبليس فنكص على عقبيه يمشى القهقرى حين يقول:( إِنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ ) . قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه» قولهعزوجل ( إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ) قد سبق له بيان عن علي بن إبراهيم في القصة أوائل هذه السورة.

١٢٦ ـ في تفسير العيّاشي أبو على المحمودي عن أبيه رفعه في قول الله:( يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ ) قال: انما أرادوا أستاههم(٢) ان الله كريم يكنى.

١٢٧ ـ في مجمع البيان روى مجاهد ان رجلا قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انى حملت على رجل من المشركين فذهبت لأضربه فندر(٣) رأسه فقال: سبقك إليه الملائكة قال عز من قائل( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا

__________________

(١) القليب: البئر قبل أن تطوى.

(٢) استاه جمع الاست.

(٣) ندر الشيء: سقط.

١٦٢

ما بأنفسهم ) .

١٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه ان قل لقومك انه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما اكره الا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما اكره إلى ما أحب الا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢٩ ـ محمد بن يحيى وابو على الأشعري عن الحسين بن إسحق عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبي عمر والمداينى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: كان ابىعليه‌السلام يقول: إنّ الله قضى قضاء حتما ألّا ينعم على العبد فيسلبها إياه حتى يَحْدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة.

١٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سماعة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ما أنعم الله على عبد بنعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب.

١٣١ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وليس شيء ادعى إلى تغيير نعم الله وتعجيل نقمته من اقامة على ظلم فان الله سميع دعوة المظلومين(١) وهو للظالمين بالمرصاد وقالعليه‌السلام أيضا(٢) : إياك والدماء وسفكها بغير حلها، فانه ليس شيء أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها.

١٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام

__________________

(١) وفي المصدر «فان الله يسمع دعوة المضطهدين».

(٢) هذا وما قبله من جملة ما كتبهعليه‌السلام إلى الأشتر النخعيرحمه‌الله لما ولّاه على مصر وهو أطول عهد لكتبه وأجمعه للمحاسن.

١٦٣

في قوله:( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام : نزلت في بنى أميّة فهم اشر خلق الله، هم الذين كفروا في باطن القرآن.

١٣٣ ـ في تفسير العيّاشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن هذه ـ الآية:( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) قال: نزلت في بنى أميّة هم شر خلق الله هم الذين كفروا في بطن القرآن، وهم الذين لا يؤمنون هم شر خلق الله.

١٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إليهمْ عَلى سَواءٍ ) قال: نزلت في معاوية لما خان أمير المؤمنينعليه‌السلام .

١٣٥ ـ في كشف المحجة لابن طاوس (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: فقدمت البصرة وقد اتسقت إلى الوجوه كلها الا الشام، فأحببت ان اتخذ الحجة واقضى العذر، وأخذت بقول الله:( وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إليهمْ عَلى سَواءٍ ) فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه متخذا للحجة عليه، فرد كتابي وجحد حقي في دفع بيعتي.

١٣٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلث من كن فيه كان منافقا وان صام وصلى وزعم انه مسلم، من إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد اخلف، ان اللهعزوجل قال في كتابه:( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ) وقال:( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) وفي قوله تعالى:( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) .

١٣٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن الحسن بن طريف عن عبد الله بن المغيرة رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قول اللهعزوجل :( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ ) قال: الرمي.

١٣٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وقالعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) قال: منه الخضاب بالسواد.

١٣٩ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبي عبد الله

١٦٤

عليه‌السلام في قول الله:( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) قال: سيف ونرس.

١٤٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) قال: السلاح.

١٤١ ـ في مجمع البيان وروى عن عقبة بن عامر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان القوة رمى.

١٤٢ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وارتبطوا الخيل فان ظهورها لكم عز وأجوافها كنز.

١٤٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ) قلت: ما السلم؟ قال: الدخول في أمرنا. قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه»: قد سبق لهذه الآية بيان عن علي بن إبراهيم في القصة في اوايل هذه السورة.

١٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ) قال: هي منسوخة بقوله:( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ ) وقوله:( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ) قال: نزلت في الأوس والخزرج.

١٤٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ هؤلاء قوم كانوا معه من قريش، فقال الله:( فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فهم الأنصار كان بين الأوس والخزرج حرب شديد وعداوة في الجاهلية، فألف الله بين قلوبهم ونصر بهم نبيه فالذين( أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ) فهم الأنصار خاصة.

١٤٦ ـ في مجمع البيان ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) وأراد بالمؤمنين الأنصار وهم الأوس والخزرج عن أبي جعفرعليه‌السلام .

١٦٥

١٤٧ ـ في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: المؤمن غر كريم، والفاجر خبث لئيم، وخير المؤمنين من كان تألفه للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.

١٤٨ ـ قال: وسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الأحبة، الباغون للناس العيب أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيمة، ثم تلاصلى‌الله‌عليه‌وآله :( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ) .

١٤٩ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وبلغ رسالات ربه فلم به الصدع، ورتق به الفتق، والف [به الشمل] بين ذوي الأرحام بعد العداوة الواغرة في الصدور، والضغائن القادحة في القلوب(١) .

١٥٠ ـ في تفسير العيّاشي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول في آخره: وقد أكره على بيعة أبى بكر مغضبا: أللهمّ انك تعلم ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال لي: إنّ تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) قال: وسمعته يقول: أللهمّ فإنهم لم يتموا عشرين حتى قالها ثلثا ثم انصرف.

١٥١ ـ عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام انه قال: ما نزل بالناس أزمة(٢) قط الا كان شيعتي فيها أحسن حالا، وهو قول الله:( الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ) .

١٥٢ ـ عن الحسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كان على صلوات الله عليه يقول: من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر من الزحف، ومن فر من ثلثة رجال في القتال من الزحف فلم يفر.

__________________

(١) لم به: جمع. والصدق: الشق والعداوة الواغرة: ذات الوغرة وهي شدة الحر: والضغائن: الأحقاد. والقادحة في القلوب كأنها تقدح النار فيها.

(٢) الازمة: الشدة. القحط.

١٦٦

١٥٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: أما علمتم ان اللهعزوجل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر ان يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين، ليس له ان يولى وجهه عنهم، ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوء مقعده من النار، ثم حولهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه ان يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من اللهعزوجل للمؤمنين ففسح الرجلان العشرة.

١٥٤ ـ في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: لما امسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر والناس محبوسون بالوثاق بات ساهرا أول الليل، فقال له أصحابه: ما لك لا تنام؟ قال: سمعت أنين عمى عباس في وثاقه فأطلقوه فسكت فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٥٥ ـ وروى عبيدة السلماني(١) عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لأصحابه يوم بدر في الأسارى: إنّ شئتم قتلتموهم وان شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم، وكانت الأسارى سبعين، فقالوا: بل نأخذ الفداء ونتمتع به ونتقوى به على عدونا ويستشهد منا بعدتهم، قال عبيدة: طلبوا الخيرتين كلتيهما، فقتل منهم يوم أحد سبعون.

١٥٦ ـ وقال أبو جعفرعليه‌السلام : كان الفداء يوم بدر عن كل رجل من المشركين بأربعين أوقية والاوقية أربعون مثقالا الا العباس، فان فدائه مائة أوقية، وكان أخذ منه حين أسر عشرون أوقية ذهبا، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ذلك غنيمة ففاد نفسك وإبني أخيك نوفلا وعقيلا فقال: ليس معى شيء، فقال أين الذهب الذي سلمته إلى أم الفضل وقلت لها: إنّ حدث بى حدث فهو لك وللفضل وعبد الله وقثم؟ فقال: من أخبرك بهذا؟ قال: الله تعالى، فقال: اشهد انك رسول الله، ما اطلع على هذا أحدا الا الله تعالى قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه» قولهعزوجل :( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ

__________________

(١) وفي جملة من النسخ «أبو عبيدة» ولكن الصحيح ما اخترناه قال ابن حجر في تهذيب التهذيب عبيدة بن عمرو السلماني المرادي وذكر وفاته سنت ٧٣ وقيل ٧٤. «انتهى» وعن لب اللباب ان السلماني نسبة إلى سلمان مدينة بآذربيجان.

١٦٧

أَسْرى ) ـ الآية نقلنا عن علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى:( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ ) له زيادة بيان فليطلب هناك.

١٥٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول في هذه الآية:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل، وقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى يوم بدر ان يقتل أحد من بنى هاشم وابو البختري، فأُسّروا فأرسل عليّاعليه‌السلام فقال أنظر من هاهنا من بنى هاشم، قال: فمرّ عليٌّعليه‌السلام على عقيل بن أبي طالب كرم الله وجهه فحاد عنه(١) فقال له: يا ابن أم علي أما والله لقد رأيت مكاني، قال: فرجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان وهذا نوفل بن حارث في يد فلان، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا أبا يزيد قتل أبو جهل؟ قال: اذن لا تنازعون في تهامة فقال: إن كنتم أثخنتم القوم والّا فاركبوا أكتافهم، قال: فجيء بالعباس فقيل له: أفد نفسك وأفد ابن أخيك، فقال: يا محمّد تتركني أسأل قريشا في كفّي؟ فقال: أعط ما خلّفت عند أم الفضل وقلت لها: إن أصابني في وجهي هذا شيء فأنفقيه على ولدك ونفسك، فقال له: يا ابن أخى من أخبرك بهذا؟ فقال: أتاني جبرئيل من عند الله عن ذكره، فقال ومحلوفه(٣) ما علم بهذا أحد الّا انا وهي، أشهد أنّك رسول الله، قال: فرجع الأسارى كلهم [مشركين] الّا العباس وعقيل ونوفل كرم الله وجوههم، وفيهم نزلت هذه الآية( قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً ) إلى آخر الآية.

١٥٨ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده عن أبي جعفر عن أبيهعليهما‌السلام قال: أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمال، فقال للعباس: يا عباس إبسط رداءك وخذ من هذا المال

__________________

(١) حاد عنه: مال.

(٢) من أسماء مكة المعظمة.

(٣) ومحلوفه أي اقسم بالذي يقسم به في شرع محمد (ص) وحاصله «والله».

١٦٨

ـ طرفا(١) فبسط ردائه فأخذ منه طائفة ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا من الذي قال الله تبارك وتعالى:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٢) قال مؤلف هذا الكتاب «عفي عنه» قولهعزوجل ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ) الآية قد سبق فيما نقلنا عن علي بن إبراهيم من تفسير قولهعزوجل :( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ ) .

١٥٩ ـ في عيون الأخبار في باب جمل من اخبار موسى بن جعفرعليه‌السلام مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدي حديث طويل بينه وبين هارون وفيه قال: فلم ادعيتم انكم ورثتم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والعم يحجب ابن العم وقبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد توفي أبو طالبعليه‌السلام قبله، والعباس عمه حي؟ فقلت له: إنّ راى أمير المؤمنين ان يعفيني من هذه المسئلة ويسألني عن كل باب سواه يريد، فقال: لا أو تجيب، فقلت: فآمنى قال: قد آمنتك قبل الكلام فقلت: إنّ في قول علي بن أبي طالبعليه‌السلام انه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى لأحد سهم الا للأبوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب الا ان تيما وعديا(٣) وبنى امية قالوا: العم والد، رأيا منهم بلا حقيقة ولا اثر عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ان قالعليه‌السلام قال: زدني يا موسى، قلت: المجالس بالأمانات وخاصة مجلسك؟ فقال: لا بأس عليك، فقلت: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يورث من لم يهاجر، ولا اثبت له ولاية حتى يهاجر، فقال: ما حجتك فيه؟ فقلت قول الله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا ) وان عمى العباس لم يهاجر، فقال: أسئلك يا موسى هل أفتيت

__________________

(١) الطرف ـ محركة ـ: طائفة من الشيء.

(٢) «في تفسير العيّاشي عن علي بن أسباط انه سمع أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أتى النبي (ص) بمال وذكر إلى آخر ما في قرب الاسناد سواء. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

(٣) المراد من التيم والعدى أبو بكر وعمر.

١٦٩

ـ بذلك أحدا من أعدائنا أم أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسئلة شيء؟ فقلت: أللهمّ لا، وما سألنى عنها الا أمير المؤمنين.

١٦٠ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قال: سئلتهما عن قوله:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا ) ؟ قال: إنّ أهل مكة لا يولون(١) أهل المدينة.

١٦١ ـ في مجمع البيان ( ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا ) وروى عن أبي جعفرعليه‌السلام : انهم كانوا يتوارثون بالمواخاة الاولى.

١٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ) فانها نزلت في الاعراب، وذلك أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صالحهم على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا إلى المدينة وعلى انه إذا أرادهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غزا بهم، وليس لهم في الغنيمة شيء وأوجبوا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان أرادهم الاعراب من غيرهم أو دهاهم دهم(٢) من عدوهم ان ينصرهم الا على قوم بينهم وبين الرسول عهد وميثاق إلى مدة.

١٦٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن الوليد عن الحسين بن بشار قال كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام في رجل خطب إلى ؟ فكتب: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته كائنا من كان فزوجوه و( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ ) .

١٦٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تعود الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين [أبدا]، انما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فلا تكون بعد علي بن الحسين

__________________

(١) وفي المصدر «لا يرثون» بدل «لا يولون» ومرجع المعنى واحد.

(٢) دهاه: أصابه. والدهم: الغائلة من امر عظيم. والجماعة الكثيرة. ولعل الصحيح «أو دهمهم دهم».

١٧٠

ـ الا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.

١٦٥ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد عن سهل بن زياد ابى سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فلما مضى عليٌّعليه‌السلام كان الحسن أولى بها لكبره، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك، واللهعزوجل يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسينعليه‌السلام أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك، وبلغ في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما بلغ فيك وفي أبيك، وأذهب الله عنى الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعى عليه كما كان هو يدعى على أخيه وعلى أبيه، ولو أراد أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا، ثم صارت حتى أفضت إلى(١) الحسينعليه‌السلام فجرى تأويل هذه الآية( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) ثم صارت من بعد الحسين لعليِّ بن الحسين، ثم صارت من بعد عليّ بن الحسين إلى محمد بن عليّ، وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك بربنا أبدا.

١٦٦ ـ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن صباح الأزرق عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ رجلا من المختارية لقيني فزعم ان محمد بن الحنفية امام، فغضب أبو جعفرعليه‌السلام ثم قال أفلا قلت له؟ قال: قلت لا والله ما دريت ما أقول، قال: أفلا قلت له: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى إلى على والحسن والحسينعليهما‌السلام ، فلما مضى على أوصى إلى الحسن والحسينعليهم‌السلام ، ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك، وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال له: انا وصيّ مثلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن أبى ولم يكن ليفعل ذلك قال اللهعزوجل :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) هي فينا وفي أبنائنا.

١٦٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن قيس

__________________

(١) وفي المصدر «حين أفضت» مكان «حتى أفضت».

١٧١

ـ عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام انه قال: فينا نزلت هذه الآية:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) .

١٦٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما عنى اللهعزوجل بقوله تعالى( يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال: نزلت هذه الآية في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمةعليهم‌السلام ، فلما قبض اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم الحسن ثم الحسينعليهم‌السلام ، ثم وقع تأويل هذه الآية:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) وكان علي بن الحسينعليه‌السلام ، ثم جرت في الائمة من ولده الأوصياءعليهم‌السلام ، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية اللهعزوجل .

١٦٩ ـ وباسناده إلى عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل خص علياعليه‌السلام بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما يصيبه له، فأقر الحسن والحسين بذلك، ثم وصيته للحسن وتسليم الحسين ذلك حتى أفضى الأمر إلى الحسين لا ينازعه فيه أحد، لأنه ليس لأحد من السابقة مثل ما له، واستحقها علي بن الحسينعليه‌السلام لقول اللهعزوجل :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فلا يكون بعد علي بن الحسينعليهما‌السلام الا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.

١٧٠ ـ في نهج البلاغة من كتاب لهعليه‌السلام إلى معاوية: وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) وقوله تعالى:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) فنحن مرة اولى بالقرابة، وتارة اولى بالطاعة.

١٧١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي «رحمه‌الله » وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائهعليه‌السلام انه لما اجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، وبلغها ذلك جاءت إليه وقالت: يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ان ترث أباك ولا أرث ابى( لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ) ؟ أفعلى عمد تركتم كتاب الله وراء ظهوركم إذ يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٢ ـ وفيه خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها قال اللهعزوجل :( إِنَّ أَوْلَى

١٧٢

ـ النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ ) وقالعزوجل :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فنحن أولى الناس بإبراهيم، ونحن ورثناه ونحن أولوا الأرحام الذين ورثنا الكعبة ونحن آل إبراهيم.

١٧٣ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: دخل عليٌّعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه وقد أغمي عليه ورأسه في حجر جبرئيلعليه‌السلام ، وجبرئيل على صورة دحية الكلبي، فلما دخل عليٌّعليه‌السلام قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فجلس عليٌّعليه‌السلام وأخذ رأس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجره حتى غابت الشمس وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفاق فرفع رأسه، فنظر إلى عليٍّعليه‌السلام فقال: يا عليُّ اين جبرئيل؟ فقال: يا رسول الله ما رأيت الا دحية الكلبي دفع إلى رأسك وقال: يا عليُّ دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى، لان الله تعالى يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فجلست وأخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفصليت العصر؟ قال: لا، قال: فما منعك ان تصلى؟ فقال: قد أغمي عليك وكان رأسك في حجري فكرهت ان أشق عليك يا رسول الله، وكرهت ان أقوم وأصلي وأضع رأسك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أللهمّ ان عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلوة العصر، أللهمّ فرد عليه الشمس حتى يصلى العصر في وقتها قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، ونظر إليها أهل المدينة وان عليا قام وصلى، فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب.

١٧٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) قال: نسخت قوله:( وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ) .

١٧٥ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن

١٧٣

ـ حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام في خالة جاءت تخاصم في مولى رجل، فقرأ هذه الآية:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) فدفع الميراث إلى الخالة ولم يعط المولى.

١٧٦ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كان عليٌّعليه‌السلام إذا مات مولى له وترك قرابة له يأخذ من ميراثه شيئا ويقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) .

١٧٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سهل عن الحسن بن الحكم عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال في رجل ترك خالتيه ومواليه قال:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) المال بين الخالتين.

١٧٨ ـ وروى أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسن بن موسى الخياط عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: لا والله ما ورث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العباس ولا على ولا ورثته الا فاطمةعليها‌السلام ، وما كان أخذ عليٌّعليه‌السلام السلاح وغيره إلّا لأنّه قضى عنه دينه، ثم قال:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) .

١٧٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهما أحد، ان الله يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) .

١٨٠ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب عن ابن بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهما أحد يرث غيرهما، ان الله يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) .

١٨١ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: الخال والخالة يرثون إذا لم يكن معهم أحد غيرهم، ان الله يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) إذا التقت القرابات فالسابق أحق بالميراث من قرابته.

١٨٢ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قول اللهعزوجل :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ

١٧٤

ـ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) ان بعضهم اولى بالميراث من بعض، لان أقربهم إليه اولى به.

١٨٣ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما اختلف علي بن أبي طالبعليه‌السلام وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه وله ذو قرابة لا يرثونه ليس له سهم مفروض؟ فقال علىعليه‌السلام : ميراثه لذوي قرابته لان الله تعالى يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) وقال عثمان: اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين، ولا يرثه أحد من قرابته.

١٨٤ ـ عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان عليٌّعليه‌السلام لا يعطى الموالي شيئا مع ذي رحم سميت له فريضة أم لم تسم له فريضة وكان يقول:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قد علم مكانهم فلم يجعل لهم مع اولى الأرحام حيث قال:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) .

١٧٥

سورة التوبة شأن نزولها

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الأنفال وسورة البرائة في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول من قرأ برائة والأنفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام حقا، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب.

٣ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: من قرأ سورة الأنفال والبرائة فأنا شفيع له وشاهد يوم القيمة، انه برىء من النفاق، واعطى من الأجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته في الدنيا.

٤ ـ وقد روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: الأنفال والبرائة واحد.

٥ ـ ٦ ـ ترك البسملة في أولها قراءة وكتابة وفيه أقوال: إلى قوله «وثانيها» انه لم ينزلبسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة برائة لانبسم الله الرحمن الرحيم للأمان والرحمة ونزلت برائة لدفع الامان والسيف عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

«وإذا قيل»: كيف يجوز ان ينقض النبي ذلك العهد؟ «فالقول فيه» انه يجوز ان ينقضصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك على ثلثة أوجه «أحدها» ان يكون العهد مشروطا بان يبقى إلى ان يرفعه الله تعالى بوحي، واما يكون قد ظهر من المشركين خيانة، واما ان يكون مؤجلا إلى مدة، وقد وردت الرواية بان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شرط عليهم ما ذكرناه، وروى أيضا ان المشركين كانوا قد نقضوا العهد وهموا بذلك، فأمر الله سبحانه ان ينقض عهدهم.

١٧٦

٧ ـ في تفسير العيّاشي عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان وبرائة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر.

٨ ـ عن ابن العباس عن أحدهماعليهما‌السلام قال: الأنفال وسورة برائة واحدة.

٩ ـ في كتاب الخصال عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علىعليه‌السلام ؟ قال: نعم شهدت له أربع مناقب، والخامسة شهدتها لان يكون لي منهن واحدة أحب إلى من حمر النعم(١) بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر ببرائة ثم أرسل علياعليه‌السلام فأخذها منه، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا الا انه لا يبلغ عنى الا رجل منى.

١٠ ـ وفي احتجاج عليٍّعليه‌السلام يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر اللهعزوجل رسوله أن يبعث ببرائة فبعث بها مع أبى بكر فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد انه لا يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك، فبعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذتها من ابى بكر فمضيت فأديتها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأثبت الله على لسان رسول الله انى منه، غيري؟ قالوا: لا.

١١ ـ وفي مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وتعدادها قالعليه‌السلام : واما الخمسون فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث ببرائة مع ابى بكر فلما مضى أتى جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمد لا يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك فوجهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة(٢) فأخذتها منه فخصني الله بذلك.

١٢ ـ عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وقد سأله رأس ـ اليهود كم: تمتحن الأوصياء في حيوة الأنبياء وبعد وفاتهم؟ قال: يا أخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حيوة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله في سبعة مواطن، فوجدني

__________________

(١) حمر النعم ـ بضم الحاء وسكون الميم ـ: الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب وأقواها وأجلاها فجعلت كناية عن خير الدنيا كله.

(٢) ذو الحليفة: موضع بينها وبين المدينة ستة أميال ومنها ميقات أهل المدينة وهي المعروفة عندنا بمسجد الشجرة وفي وجه تسميتها خلاف ذكره الطريحي (ره) في المجمع.

١٧٧

ـ فيها من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال: فيم وفيم يا أمير المؤمنين قال: اما أوليهن إلى ان قال: واما السابعة يا أخا إليهود: فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما توجه لفتح مكة أحب ان يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله آخرا كما دعاهم أولا، فكتب إليهم كتابا يحذرهم فيه وينذرهم عذاب ربهم، ويعدهم الصفح(١) وينذرهم ونسخ لهم في آخره سورة برائة لتقرأ عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضي به إليهم. فكل منهم يرى التثاقل فيه، فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا فوجهه فيه. فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمد انه لا يؤدى عنك ذلك الا أنت أو رجل منك، فأنبأنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة، فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد الا ولو قدر أن يضع على كل جبل منى اربا(٢) لفعل، ولو ان يبذل في ذلك نفسه وماله وأهله وولده فبلغتهم رسالة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقرأت عليهم كتابه، فكل تلقاني بالتهديد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر لي الشحناء(٣) من رجالهم ونسائهم، فكان منى في ذلك ما قد رأيتم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين.

١٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جميع بن عمر(٤) قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه فقلت: حدّثني عن عليّعليه‌السلام ، قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر ببرائة، فلما أتى بها ذا الحليفة اتبعه عليٌّعليه‌السلام فأخذها منه قال أبو بكر: يا عليُّ ما لي أنزل في شيء؟ قال: لا ولكن رسول الله قال: لا يؤدى عنى الا انا أو رجل من أهل بيتي، قال: فرجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا ولكن لا يؤدى عنى الا انا أو

__________________

(١) الصفح: الاعراض عن الذنب وفي المصدر «ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم وينسخ لهم في آخره سورة برائة. اه».

(٢) الارب ـ بالكسر ـ: العضو.

(٣) الشحناء: عداوة امتلأت منها النفس.

(٤) والظاهر «عمير» كما في رجال العامة.

١٧٨

ـ رجل من أهل بيتي. قال كثير: قلت لجميع: استشهد(١) على ابن عمر بهذا؟ قال: نعم ثلثا.

١٤ ـ وباسناده إلى ابن عباس أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر ببرائة ثم أتبعه عليٌّعليه‌السلام فأخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله خيف في شيء؟ قال: لا، إلّا أنّه لا يؤدّي عنى إلّا أنا أو عليٌّ وكان الذي بعث به عليّعليه‌السلام لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة(٢) ولا يحجّ بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد فهو إلى مدّته.

١٥ ـ وباسناده إلى الحارث بن مالك قال: خرجت إلى مكّة فلقيت سعد بن مالك فقلت له: هل سمعت لعليٍّعليه‌السلام منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعة لئن تكون لي إحديهنّ أحبّ إليَّ من الدنيا أعمر فيها عمر نوح، إحديها انَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر ببرائة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعليٍّعليه‌السلام : اتبع أبا بكر فبلغها ورد أبا بكر، فقال: يا رسول الله انزل في شيء؟ قال: لا الا انه لا يبلغ عنى الا انا أو رجل منى.

١٦ ـ وباسناده إلى أنس بن مالك ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث ببرائة إلى أهل مكّة مع أبى بكر فبعث علياعليه‌السلام وقال: لا يبلغها الا رجل من أهل بيتي.

١٧ ـ في تفسير العيّاشي عن حريز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر مع برائة إلى الموسم ليقرأها على الناس فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال: لا يبلغ عنك الا علىعليه‌السلام ، فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا فأمره أن يركب ناقته العضباء وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه برائة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطة؟ فقال لا إلّا انه انزل عليه ان لا يبلغ إلّا رجل منك، فلما قدم عليٌّعليه‌السلام مكّة

__________________

(١) والظاهر «اتشهد» كما في بعض نسخ المصدر.

(٢) وفي المصدر «الا نفس مسلمة».

١٧٩

ـ وكان يوم النحر بعد الظهر وهو اليوم الحج الأكبر، قام ثم قال: إنّي [رسول](١) رسول الله إليكم فقرأها عليهم برائة( مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع ـ الاول، وعشرين من شهر ربيع الاخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة. ولا مشرك إلّا من كان له عهد عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمدته إلى هذه الاربعة الأشهر(٢)

١٨ ـ وفي خبر محمد بن مسلم فقال: يا عليُّ هل نزل في شيء منذ فارقت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمّد إلّا رجل منه فوافى الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار وفي أيام التشريق(٣) كلها ينادى:( بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) ولا يطوفن بالبيت عريان.

١٩ ـ عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: لا والله ما بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر ببرائة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه؟ ولكنه استعمله على الموسم، وبعث بها عليا بعد ما فصل أبو بكر عن الموسم، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام حين بعثه: انه لا يؤدى عنى إلّا أنا وأنت(٤) .

__________________

(١) ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ وسيأتى عن كتاب مجمع البيان نظير الحديث مثل ما في نسخ الكتاب.

(٢) «في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) حديث طويل وفيه: ومن كانت له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر وهو الصواب: منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

(٣) أيام التشريق أيام منى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر واختلف في وجه التسمية على أقوال ذكره الطريحي (ره) في المجمع وفي بعض النسخ «ويوم النحر عند الجمار بأيام التشريق» والظاهر هو المختار.

(٤) «في مجمع البيان: أجمع المفسرون ونقلة الأخبار انه لما نزلت براءة دفعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى على (ع). انتهى. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

١٨٠