تفسير نور الثقلين الجزء ٢

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 560

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 560
المشاهدات: 13902
تحميل: 2774


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 560 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13902 / تحميل: 2774
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

طويل يقول فيهعليه‌السلام وقال:( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) يعنى بذلك ما يهلك من القرون فسماه اتيانا.

٢٠٢ ـ في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال إلى قوله: «ثانيها» ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٢٠٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً ) قال: المكر من الله هو العذاب.

٢٠٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) محمد بن أبي عمير الكوفي عن عبد الله ابن الوليد السمان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى قال لموسى:( وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً ) ولم يقل: كل شيء موعظة، وقال لعيسىعليه‌السلام : «وليبين لكم بعض الذي يختلفون فيه» ولم يقل كل، وقال لصاحبكم أمير المؤمنينعليه‌السلام :( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) وقالعزوجل :( وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) وعلم هذا ـ الكتاب عنده.

٢٠٥ ـ عن سليم بن قيس قال: سأل رجل علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال له ـ وانا اسمع ـ: أخبرني بأفضل منقبة لك، قال: ما انزل الله في كتابه، قال: وما انزل الله فيك؟ قال: قوله:( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) إياي عنى بمن( عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) .

٢٠٦ ـ في مجمع البيان وفي الشواذ قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلىعليه‌السلام بكسر الميم والدال(١) وقراءة عليٍّعليه‌السلام و( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٢) .

٢٠٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد ابن الحسين عمن ذكره جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال: قلت

__________________

(١) أي كسر ميم «من» ودال «عند».

(٢) أي قراءة «علم» بصيغة المجهول.

٥٢١

لأبي جعفرعليه‌السلام ( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال: إيانا عنى وعلى أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . في الخرائج والجرائح عن سعد عن محمد بن يحيى عن عبيد بن معروف(١) عن عبيد الله بن الوليد السمان عن الباقرعليه‌السلام مثله.

٢٠٨ ـ في أصول الكافي أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال: كنت أنا وابو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ خرج علينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلّا اللهعزوجل ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت منى فما علمت في أي بيوت الدار هي؟ قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر فقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في امر جاريتك ونحن نعلم انك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب؟ قال: فقال: يا سدير ألم تقرء القرآن؟ قلت: بلى، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللهعزوجل ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ؟ قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرنى به قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال قلت: جعلت فداك ما أقل هذا قال: فقال: يا سدير ما أكثر هذا(٢) ان ينسبه اللهعزوجل إلى العلم الذي أخبرك به، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللهعزوجل أيضا:( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال

__________________

(١) وفي نسخة «معمر» بدل «معروف».

(٢) قال في مرآة العقول: لعل هذا رد لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي أوتى آصفعليه‌السلام بأنه وان كان قليلا بالنسبة إلى علم كل الكتاب، فهو في نفسه عظيم كثير لانتسابه إلى علم الكتاب، وفي بصائر الدرجات هكذا: «ما أكثر هذا المن ينسبه اللهعزوجل اه».

٥٢٢

قلت: قد قرأته جعلت فداك، قال: فمن( عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) كله أفهم، أم( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) بعضه؟ قلت: لا بل( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) كله، قال: فأومى بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا.

٢٠٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الذي عنده علم الكتاب وهو أمير المؤمنينعليه‌السلام وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب اعلم أم الذي عنده علم الكتاب، فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.

٢١٠ ـ وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ألآ إنّ العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيّون إلى خاتم النبيين، في عترة خاتم النبيين.

٢١١ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله جلّ ثناؤه:( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.

٢١٣ ـ عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قوله:( قُلْ كَفى بِاللهِ ) فقال: نزلت في عليٍّ بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الائمة بعده، وعليٌّ عنده علم الكتاب.

٢١٤ ـ عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال: نزلت في عليٍّعليه‌السلام انه عالم هذه الأمّة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢١٥ ـ عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) فلما راني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب

٥٢٣

قال: حسبك كل شيء في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به.

٢١٦ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقرعليه‌السلام :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الاول والاخر.

٢١٧ ـ قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول اللهعزوجل :( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال: ذاك أخي علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢١٨ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يقول في قول الله تبارك وتعالى:( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) هو علىعليه‌السلام .

٢١٩ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام في هذه الآية:( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) هو علي بن أبي طالب.

٢٢٠ ـ حدّثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطى من العلم، وما اوتى من الملك، فقال لي: وما أعطى سليمان بن داود انما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله:( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) وكان والله عند عليٍّعليه‌السلام علم الكتاب، فقلت: صدقت والله جعلت فداك.

٥٢٤

سورة إبراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ سورة إبراهيم أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من عبد الأصنام، وبعدد من لم يعبدها.

٣ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه: ومن على ربي فقال: يا محمد قد أرسلت كل رسول إلى أمته بلسانها وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي.

٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا إلّا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياءعليهم‌السلام بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعربية فاذا كلم به قومه كلمهم بالعربية، فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأى لسان خاطبه إلّا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم جبرئيلعليه‌السلام عنه تشريفا من اللهعزوجل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا علي بن جعفر قال: حدّثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدّثنا محمد بن أبي عمير قال: حدّثنا حفص الكناسي قال: سمعت عبد الله بن بكير الرجائى قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أخبرنى عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كان عاما للناس، أليس قد قال الله في محكم كتابه:( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ) لأهل الشرق والغرب، وأهل السماء والأرض، من الجن والانس، هل بلغ رسالته إليهم كلهم قلت: لا أدرى؟ قال: يا ابن بكير ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخرج

٥٢٥

من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدرى، قال: إنّ الله تبارك وتعالى امر جبرئيل فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل المشرق والمغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة إلّا دعاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه.

٦ ـ في تفسير العيّاشي عن إبراهيم بن عمرو عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ) قال: بآلاء الله يعنى بنعمه.

٧ ـ في كتاب الخصال عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: أيام الله يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيمة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ) قال: أيام الله ثلثة: يوم القائم صلوات الله عليه، ويوم الموت، ويوم القيمة.

٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: حدّثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: في قولهعزوجل :( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) أيام الله نعماؤه، وبلائه ببلائه سبحانه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في مجمع البيان ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ) فيه أقوال إلى قوله «الثاني» ان المعنى وذكرهم بنعم الله سبحانه في ساير أيامه، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١١ ـ في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا معاوية من أعطى ثلثة لم يحرم ثلثة: من أعطى الدعاء أعطى الاجابة، ومن أعطى الشكر أعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل أعطى الكفاية، فان اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ويقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ويقول:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه، لم تنفد حتى يأمر الله له بالزيادة، وهو

٥٢٦

قوله( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

١٣ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إنّ من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من اللهعزوجل قبل ان يظهر شكرها على لسانه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ سهل بن عبيد الله عن أحمد بن عمر قال: دخلت على ابى الحسن الرضاعليه‌السلام انا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش(١) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع اللهعزوجل ان يرد ذلك إلينا، فقال: أي شيء تريدون تكونون ملوكا؟ أيسرك ان تكون مثل طاهر وهرثمة(٢) وانك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت: لا والله ما يسرني ان لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وانى على خلاف ما انا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فلتشكر الله، ان اللهعزوجل يقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

(١) الغضارة: طيب العيش.

(٢) الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذر اليمينين وإلى خراسان، كان من أكبر قواد المأمون والمجاهدين في تثبيت دولته، وهو الذي سيره المأمون من خراسان إلى محاربة أخيه الأمين محمد بن زبيدة، وقصة محاربته علي بن عيسى بالري وكسر جيشه وقتله وقتل الأمين بعد دخوله بغداد وغيره معروفة مذكورة في كتب التواريخ. وكان طاهر من أصحاب الرضاعليه‌السلام وكان متشيعا، وينسب التشيع إلى آل طاهر أيضا، وكان طاهر هو الذي أسس دولة آل طاهر في خراسان وما والاها من سنة ٢٠٥ إلى ٢٥٩ وله عهد إلى ابنه وهو من أحسن الرسائل. واما هرثمة فهو هرثمة بن أعين الذي يروى عن الرضاعليه‌السلام كثيرا وهو أيضا من قواد مأمون وفي خدمته، وكان مشهورا بالتشيع ومحبا لأهل البيتعليهم‌السلام ، وهو من أصحاب الرضاعليه‌السلام بل من خواصه وأصحاب سره كما يظهر من كتاب العيون وغيره.

٥٢٧

١٥ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي عمرو المداينى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه ـ وفي رواية اخرى فأقربها بقلبه ـ وحمد الله عليها بلسانه، لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة.

١٦ ـ وفي رواية أبى إسحق المداينى حتى يأذن الله له بالزيادة، وهو قوله:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

١٧ ـ وعن ابى ولاد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أرأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ؟ فقال: نعم، ومن حمد الله على نعمه وشكره وعلم ان ذلك منه لا من غيره(١) .

١٨ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: تلقوا النعم يا سدير بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم، وأنعموا على [من] شكركم، فانكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة، ومن إخوانكم المناصحة، ثم تلا:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) .

١٩ ـ في أصول الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحق بن عمار عن رجلين سمعاه من أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد.

٢٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال وان كان فيما أنعم عليه في ماله حق اداه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: من حمد الله على النعمة فقد شكره، وكان الحمد

__________________

(١) كذا في النسخ وزاد في بعض نسخ المصدر بعد ذلك قوله: «زاده الله نعمه».

٥٢٨

أفضل من تلك النعمة.

٢٢ ـ محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله إلّا ادى شكرها.

٢٣ ـ أبو على الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن اسمعيل بن أبي الحسن عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد ادى شكرها.

٢٤ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن محمد بن هشام عن ميسر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: شكر النعمة اجتناب المحارم، وتمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين.

٢٥ ـ في كتاب الخصال عن سعد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: شكر النعم يزيد في الرزق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى مالك بن أعين الجهني قال: اوصى علي بن الحسين بعض ولده فقال: يا بنى اشكر الله فمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك فانه لا زوال للنعمة إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر لها، وتلا يعنى علي بن الحسينعليهما‌السلام قول الله تعالى:( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) إلى آخر الآية.

٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: السجدة بعد الفريضة شكر الله تعالى ذكره على ما وفق العبد من أداء فرائضه، وادنى ما يجزى فيها من القول ان يقال: شكر الله شكر الله شكرا لله ثلاث مرات قلت: فما معنى قوله، شكر الله؟ قال: يقول هذه السجدة منى شكرا لله على ما وفقني له من خدمته وأداء فرضه، والشكر موجب للزيادة فان كان في الصلوة تقصير تم بهذه السجدة.

٢٨ ـ في مجمع البيان قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا أقبلت عليكم أطراف النعم

٥٢٩

فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر.

٢٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الوجه الثالث من الكفر كفر النعم، قال:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ في تفسير العيّاشي عن الحسن بن طريف عن محمد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) قال: الزارعون.

٣١ ـ في مجمع البيان وروى الواقدي باسناده عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا آذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء فاقرأ عليه سبع مرات: وما لنا ان لا نتوكل على الله «الآية» فان كنتم آمنتم بالله فكفوا شركم واذاكم عنا، ثم ترش الماء حول فراشك، فانك تبيت تلك الليلة آمنا من شرها.

٣٢ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئلعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) قال: الزارعون.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي رفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من آذى جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره، وهو قوله: و( قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) إلى قوله:( فَأَوْحى إليهمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ) .

٣٤ ـ في مجمع البيان جاء في الحديث: من آذى جاره ورثه الله داره.

٣٥ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) تلاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه، فقال: يا فتى قل لا إله إلّا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة، فقال القوم: يا رسول الله من بيننا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما سمعتم الله تعالى يقول:( ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ ) .

٣٦ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن

٥٣٠

سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم جالسا إذ اقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم لولا ان يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الأعرابيان، فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ ) يعنى من بنى هاشم «ملائكة في الأرض يخلسون» قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال:( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا ) ان بنى هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل(١) ( فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) فانزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ثم قال له: يا عمرو اما تبت واما رحلت؟ فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس ذلك إلى، ذلك إلى الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته(٢) ثم أتى الوحي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ* مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) قال: قلت: جعلت فداك انا لا نقرأها هكذا، فقال، هذا انزل الله بها جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمةعليها‌السلام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به قال اللهعزوجل :( وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) .

__________________

(١) هرقل: اسم ملك الروم، أراد أن بنى هاشم يتوارثون ملك بعد ملك.

(٢) الجندلة: واحدة الجندل: الصخر العظيم. ورض الشيء: دقه وجرشه. والهامة بمعنى الرأس.

٥٣١

٣٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسين بن الصباح قال: حدّثني انس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال:( كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) من أبى ان يقول: لا إله إلّا الله.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: العنيد المعرض عن الحق.

٣٩ ـ في مجمع البيان: ( وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) أي ويسقى مما يسيل من الدم والقيح من فروج الزواني في النار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤٠ ـ وروى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله:( وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) قال يقرب إليه فيتكره، فاذا أدنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه(١) فاذا شرب قطع أمعاؤه حتى يخرج من دبره، يقول اللهعزوجل :( وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) ويقول:( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) .

٤١ ـ وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرب الخمر لم تقبل له صلوة أربعين يوما فان مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه أهل النار «فيصهر( بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ) رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن يزيد عن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ ) قال: يقرب إليه فيكرهه، وإذا ادنى منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فاذا شرب تقطعت امعائه ومزقت تحت قدميه، وانه يخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا وقيحا، ثم قال: وانهم ليبكون حتى تسيل دموعهم ووجوههم جداول، ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتى لو أن السفن أجريت فيها لجرت، وهو قوله:( وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) .

٤٣ ـ في تفسير العيّاشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ أهل النار لما غلى الزقوم والضريع

__________________

(١) الغروة: جلدة الرأس.

٥٣٢

في بطونهم كغلى الحميم سألوا الشراب فاتوا بشراب غساق وصديد(١) ( يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ ) وحميم يغلي به جهنم منذ خلقت( كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) .

٤٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن علا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : اعلم يا محمد ان أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها( كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ ) قال: من لم يقر بولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه بطل عمله مثله مثل الرماد الذي تجيء الريح فتحمله.

٤٦ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقولعليه‌السلام : وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) ولا يخلج بكم الغى فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه:( إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا ) إلى قولهعليه‌السلام وقال الله تعالى: و/ إذ يتحاجون في النار فيقول( الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ ) أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته، والقرآن ينطق من هذا عن كثير ان تدبره متدبر زجره ووعظه.

__________________

(١) روى عن النبي (ص) انه قال: الضريع شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار «انتهى» والغساق ـ بالتشديد والتخفيف ـ ما يغسق من صديد أهل النار أي يسيل، يقال: غسقت العين: إذا سالت دموعها. والصديد: قيح ودم، وقيل: هو القيح كأنه الماء في رقته والدم في شكله وقيل: هو ما يسيل من جلو أهل النار.

٥٣٣

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: و( قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ ) أي لما فرغ من أمر الدنيا قال علي بن إبراهيم عن أبي جعفرعليه‌السلام كلما في القرآن «وقال ـ الشيطان» يريد به الثاني من أوليائه.

٤٨ ـ في تفسير العيّاشي عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ ) قال: هو الثاني وليس في القرآن شيء «وقال ـ الشيطان» إلّا وهو الثاني.

٤٩ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا(١) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر إبليس فيقول: من هو الذي أضعف الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر، فيقول: بما جدد له هذا العذاب؟ فيقول: ببغيه على عليٍّعليه‌السلام فيقول له إبليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لادمعليه‌السلام فعصيته، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ) وما عرفتهم من استثنائهم إذ قلت:( وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) فمنتك به نفسك غرورا فيوقف بين يدي الخلايق فقال له: ما الذي كان منك إلى على وإلى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف؟ فيقول الشيطان وهو زفر لإبليس: أنت أمرتني بذلك فيقول له إبليس: فلم عصيت ربك وأطعتني؟ فيرد زفر عليه ما قال الله:( إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ ) الآية.

٥٠ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : دعاهم ربهم فتفرقوا ولو دعاهم الشيطان فاستجابوا وأقبلوا.

٥١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة، قال: يذكر إبليس وتبريه من أوليائه من الانس يوم القيمة

__________________

(١) الكبل: القيد.

٥٣٤

( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر قوله تعالى:( يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) : والكفر في هذه الآية البراءة يقول: فيبرأ بعضهم من بعض ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) وقول إبراهيم خليل الرحمن: «كفرنا بكم» يعنى تبرأنا منكم.

٥٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن يوسف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال: فقال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصلها وأمير المؤمنينعليه‌السلام فرعها، والائمة منذريتهما أغصانها، وعلم الائمة ثمرها، وشيعتهم المؤمنون ورقها، هل فيها فضل؟ قال: قلت: لا والله، قال: والله ان المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها، وان المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها.

٥٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق الناس من شجرة شتى، وخلقت انا وابن ابى طالب من شجرة واحدة أصلي على وفرعى جعفر.

٥٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن صالح السابري قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه الآية:( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال: أصلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفرعها أمير المؤمنين، والحسن والحسين ثمرها وتسعة من ولد الحسينعليه‌السلام أغصانها، والشيعة من ورقها، والله ان الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، قلت: قوله:( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) قال: ما يخرج من علم الامام إليكم في كل سنة( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) .

٥٦ ـ في الخرائج والجرائح وروى عن الحلبي عن الصادقعليه‌السلام عن أبيه وذكر حديثا طويلا وفي آخره يقول الباقرعليه‌السلام : وأخبركم عما أردتم ان تسئلوا عنه في قوله تعالى: «شجرة( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) نحن نعطى شيعتنا ما نشاء من العلم.

٥٣٥

٥٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام ان علياعليه‌السلام قال في رجل نذر ان يصوم زمانا، قال: الزمان خمسة أشهر، والحسين ستة أشهر، لان اللهعزوجل يقول:( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) في الكافي مثله سواء.

٥٨ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق قال: حدّثنا محمد بن عبد العزيز بن يحيى قال: حدّثني عبد الله بن محمد الضبي قال: حدّثنا محمد ابن هلال(١) قال حدّثنا نائل بن نجيح قال: حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) قال: اما الشجرة فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفرعها علىعليه‌السلام ، وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وثمرها أولادهاعليهم‌السلام وورقها شيعتنا، ثم قال: إنّ المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وان المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة.

٥٩ ـ في مجمع البيان «كشجرة طيبة» الآية روى انس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان هذه الشجرة الطيبة النخل.

٦٠ ـ وروى عن ابن عباس قال: قال جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت الشجرة وعلى غصنها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها.

٦١ ـ «كل حين» أي في كل ستة أشهر عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٦٢ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن خالد بن حريز عن أبي الربيع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن رجل قال: لله عليَّ ان أصوم حينا وذلك في شكر؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قد أتي عليّاعليه‌السلام في مثل هذا فقال: صم ستة أشهر، فان اللهعزوجل يقول:( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) يعنى ستة أشهر.

__________________

(١) وفي نسخة «عبد الله بن هلال» ولكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه.

٥٣٦

٦٣ ـ محمد بن يحيى رفعه عن أحدهماعليهما‌السلام قال: تقول: إذا غرست أو زرعت: «ومثل( كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) .

٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وجعل أهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) ، أي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما اسقطوا.

٦٥ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام في قول الله:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ) قال: يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأصل الثابت، والفرع الولاية لمن دخل فيها.

٦٦ ـ عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ) الآيتين قال: هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه ولمن عاداهم هو( مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ ) .

٦٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تعالى( مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً ) الآية قال: الشجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونسبه ثابت في بنى هاشم وفرع الشجرة علي بن أبي طالب وغصن الشجرة فاطمةعليها‌السلام ، وثمرتها الائمة من ولد على وفاطمةعليهما‌السلام والائمة من أولادها أغصانها، وشيعتها(١) ورقها، وان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وان المؤمن ليولد فتورق الشجرة، قلت: أرأيت قوله:( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) ؟ قال: يعنى بذلك ما يفتون به الائمة

__________________

(١) وفي المصدر «وشيعتهم» على لفظ الجمع.

٥٣٧

شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام(١) ثم ضرب الله لأعداء آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ ) .

٦٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء وبنو امية لا يذكرون الله في مسجد ولا في مجلس، ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلّا قليل منهم.

٦٩ ـ في جوامع الجامع واما الشجرة الخبيثة فكل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوف(٢) وعن الباقرعليه‌السلام بنو امية.

٧٠ ـ في مصباح الكفعمي عن عليّعليه‌السلام من به الثؤلول(٣) فليقرأ عليها هذه الآيات سبعا في نقصان الشهر( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ ) ( وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) .

٧١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل ابن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الأعلى، وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى، وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الاخرة، مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله انى كنت عليك حريصا شحيحا(٤)

__________________

(١) «في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله، غير ان في آخره قال: قلت له: جعلت فداك قوله تعالى:( تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) قال: هو ما يخرج من الامام من الحلال والحرام في كل سنة إلى شيعته. ومنه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

(٢) الكشوث: نبات يلتف على الشوك والشجر لا أصل له ولا ورق.

(٣) الثؤلول: خراج بكون بجسد الإنسان ناتئ: صلب: مستدير. ويقال له بالفارسية «زگيل».

(٤) الشحيح: البخيل.

٥٣٨

فما لي عندك؟ فيقول: خذ منى كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله انى كنت لكم محبا، وانى كنت عليكم محاميا فما ذا عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهدا وان كنت على لثقيلا فما ذا عندك؟ فيقول: انا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى اعرض انا وأنت على ربك قال: فان كان الله وليا أتاه أطيب الناس ريحا، وأحسنهم منظرا، وأحسنهم رياشا(١) فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول: انا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة، وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله ان يعجله، فاذا ادخل قبره أتاه ملكا القبر يجران اشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما أصواتهما كالرعد القاصد، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، وديني الإسلام، ونبيي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول اللهعزوجل :( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) فالحيوة الدنيا وفي الآخرة ثم يفسحان له(٢) في قبره مد بصره، ثم يفتحان بابا إلى الجنة ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم قال اللهعزوجل :( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ المؤمن إذا خرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره، يزدحمون عليه، حتى إذا انتهى به إلى قبره، قالت له الأرض: مرحبا بك وأهلا، اما والله لقد كنت أحب ان يمشى على مثلك لترين ما اصنع به، فيوسع له مد بصره، ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا(٣) القبر منكر ونكير، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه(٤)

__________________

(١) الرياش: اللباس الفاخر.

(٢) فسح له في المجلس: وسع وفرج له عن مكان يسعه.

(٣) القعيد بمعنى المقاعد كالجليس.

(٤) الحقو: الخصر.

٥٣٩

فيقعدانه ويسئلانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: الله، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: الإسلام فيقولان ومن نبيك؟ فيقول: محمد فيقولان: ومن إمامك؟ فيقول: فلان قال: فينادى مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنة وافتحوا بابا إلى الجنة وألبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا وما عندنا خير له ثم يقال له: نم نومة عروس نم نومة لا حلم فيها(١) قال: وان كان كافرا خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى قبره، قالت له الأرض: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت أبغض ان يمشى على مثلك لا جرم لترين ما اصنع بك اليوم فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه(٢) قال: ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال أبو بصير: قلت: جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة؟ قال: لا، قال: فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان: من ربك؟ فيتلجلج(٣) فيقول: قد سمعت الناس يقولون، فيقولان له: لا دريت، ويقولان له: ما دينك؟ فيتلجلج فيقولان له: لا دريت، ويقولان له: من نبيك؟ فيقول قد سمعت الناس يقولون فيقولان له: لا دريت، ويسئل عن امام زمانه، قال: وينادى مناد من السماء: كذب عبدي افرشوا له في قبره من النار، وألبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وما عندنا شر له، ويضربانه بمرزبة(٤) ثلاث ضربات، ليس منها ضربة إلّا يتطاير قبره نارا، لو ضرب بتلك المزربة جبال تهامة(٥) لكانت رميما.

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ويسلط عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا(٦) والشيطان

__________________

(١) الحلم ـ بالضم ـ: ما يراه النائم في نومه، لكنه قد غلب على ما يراه من الشر والقبيح، كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن.

(٢) جوانح: الأضلاع التي تحت الترائب وهي مما يلى الصدر كالضلوع مما يلى الظهر.

(٣) التلجلج: التردد في الكلام.

(٤) المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر.

(٥) تهامة: من أسماء مكة المكرمة.

(٦) نهشه الحية أو العقرب: لسعته، عضته. وأخذته باضراسها.

٥٤٠