تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 643
المشاهدات: 209312
تحميل: 6443


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 209312 / تحميل: 6443
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه أيضا فقال تبارك وتعالى( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) أي يدعو( وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ) .

٨٨ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : أيها الناس إنّه من استنصح الله(١) وفق، ومن اتخذ قوله دليلا هدى( لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) .

٨٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد بن عليّ عن أبيه علي بن الحسينعليهم‌السلام قال: الامام منا لا يكون إلّا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، وكذلك لا يكون إلّا منصوصا، فقيل، يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول اللهعزوجل :( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) .

٩٠ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي اسحق:( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال: يهدى إلى الولاية.

٩١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم عطف على آل محمد بني أميّة فقال: و( الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) قوله: و( يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) قال: يدعو على أعداءه بالشر كما يدعو لنفسه بالخير ويستعجل الله بالعذاب وهو قوله:( وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) .

٩٢ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : واعرف طريق نجاتك وهلاكك، كى لا تدعو الله بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظن أنّ فيه نجاتك، قال الله تعالى:( وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) .

٩٣ ـ في تفسير العيّاشي عن سلمان الفارسي قال: إنّ الله لما خلق آدم فكان

__________________

(١) أي من أطاع أو امره وعلم أنّه يهديه إلى مصالحه ويرده عن مفاسده ويرشده إلى ما فيه نجاته ويصرفه عما فيه عطبه، قاله ابن ابى الحديد في شرحه.

١٤١

أول ما خلق عيناه فجعل ينظر جسده كيف يخلق، فلما حانت(١) ولم يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله: «خلق الإنسان عجولا» وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يستجمع(٢) أن يتناول عنقودا فأكله.

٩٤ ـ عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما خلق الله آدم( نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال اللهعزوجل : «خلق الإنسان عجولا

٩٥ ـ عن أبي بصير( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) قال: هو السواد الذي في جوف القمر.

٩٦ ـ عن نصر بن قابوس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال السواد الذي في القمر: محمد رسول الله.

٩٧ ـ عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليّاعليه‌السلام وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن هذا السواد في القمر؟ قال: هو قول الله( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) .

٩٨ ـ عن أبي الطفيل قال: قال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : سلوني عن كتاب الله فانه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكوا فما هذا السواد في القمر؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول:( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) فذلك محوها.

٩٩ ـ في كتاب الخصال حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رضى الله عنه قال: حدّثنا علي بن الحسن قال: حدّثنا سعد بن كثير بن عفير، قال: حدثني ابن لهيعة وراشد بن سعد عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن البجلي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي توفى فيه: ادعوا لي أخى، فأرسلوا إلى عليٍّعليه‌السلام فدخل فوليا وجوههما إلى الحائط وردا عليهما ثوبا فاسدى والناس محتوشوه(٣) وراء الباب فخرج عليٌّعليه‌السلام فقال رجل من الناس: أسر إليك نبي الله شيئا؟ فقال: نعم أسر إليَّ ألف

__________________

(١) أي قربت.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر ونسخة البحار «لم يلبث» مكان «لم يستجمع».

(٣) أسدى بيده نحو الشيء: مدها. واحتوش القوم فلانا: اجتمعوا عليه وجعلوه في وسطهم.

١٤٢

باب، في كل باب ألف باب، قال: ووعيته؟ قال: نعم وعقلته، قال: فما السواد الذي في القمر؟ قال: إنّ اللهعزوجل قال:( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) قال له الرجل: عقلت يا عليُّ ووعيت.

١٠٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور؟ قال: لما خلقهما اللهعزوجل أطاعا ولم يعصيا شيئا، فأمر اللهعزوجل جبرئيلعليه‌السلام أن يمحو ضوء القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء ولو أنّ القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولا عرف الناس عدد السنين، وذلك قول اللهعزوجل :( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ) قال: صدقت يا محمّد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى القاسم بن معاوية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لما خلق اللهعزوجل القمر كتب عليه لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ أمير المؤمنين وهو السوداء الذي ترونه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٢ ـ وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكواء لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخبرنى عن المحو الذي يكون في القمر؟ فقال: الله أكبر، الله أكبر، رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء أما سمعت الله يقول:( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) .

١٠٣ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها. وقمرها آية ممحوة من ليلها، وأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر مسيرهما في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم( عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ) بمقادير هما.

١٤٣

١٠٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: فنظرت في كتاب لجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيمة الذي خص الله به محمدا والائمة من بعدهعليهم‌السلام وتأملت مولد غائبنا وإبطاءه وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثر هم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام(١) من أعناقهم، التي قال الله تعالى جل ذكره و( كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) يعنى الولاية، فأخذتني الرقة واستولت على الأحزان.

١٠٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) يقول: خيره وشره معه حيث كان لا يستطيع فراقه، حتّى يعطى كتابه يوم القيمة بما عمل.

١٠٦ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) قال: قدره الذي قدر عليه.

١٠٧ ـ عن خالد بن نجيج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ ) قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه، حتّى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك «قالوا( يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها )

١٠٨ ـ في مجمع البيان: ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا تجن يمينك عن شمالك، وهذا مثل ضربهعليه‌السلام وفي هذا دلالة واضحة على بطلان قول من يقول: إنّ أطفال الكفار يعذبون مع آبائهم في النار، انتهى.

١٠٩ ـ في تفسير العيّاشي عن حمران عن أبي جعفر في قول الله.( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها ) ، قال: تفسيرها أمرنا أكابرها.

__________________

(١) الربقة: العروة.

١٤٤

١١٠ ـ عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها ) مشددة منصوبة(١) تفسيرها كثرنا، وقال: لا قرأتها مخففة.

١١١ ـ في مجمع البيان وقرأ يعقوب «آمرنا» بالمد على وزن عامرنا وهو قراءة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقرأ «أمرنا» بتشديد الميم محمد بن عليّعليهما‌السلام بخلاف.

١١٢ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي بعد كلام طويل قال الرضاعليه‌السلام : ألا تخبرني عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها ) يعنى بذلك أنّه يحدث ارادة؟ قال: نعم، قال: فاذا أحدث ارادة كان قولك ان الارادة هي هو أو شيء منه باطلا، لأنه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حاله تعالى الله عن ذلك؟ قال سليمان: إنّه لم يكن عنى بذلك أنّه يحدث ارادة، قال: فما عنى به؟ قال: عنى فعل الشيء، قال الرضاعليه‌السلام : ويلك كم تردد في هذه المسئلة وقد أخبرتك أنّ الارادة محدثة لان فعل الشيء محدث، قال: فليس لها معنى؟ قال الرضاعليه‌السلام : قد وصف نفسه عندكم حتّى وصفها بالإرادة بما لا معنى له فاذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم ان اللهعزوجل لم يزل مريدا قال سليمان: إنّما عنيت انها فعل من الله تعالى لم يزل، قال: ألا تعلم أنّ ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة فلم يحر جوابا(٢) .

١١٣ ـ في مجمع البيان: ( وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ) قيل: القرن مأة سنة، وروى ذلك مرفوعا، وقيل: أربعون سنة، رواه ابن سيرين مرفوعا.

١١٤ ـ( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ ) يصليها مذموما مدحورا وروى ابن عباس أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: معنى الآية( مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا ) بعمله الذي افترضه الله عليه لا يريد وجه الله والدار الآخرة عجل له فيها ما يشاء الله من عرض الدنيا، وليس له ثواب في الآخرة، وذلك أنّ الله سبحانه يؤتيه

__________________

(١) وفي تفسير الصافي «مشددة ميمه» وهو الظاهر.

(٢) أي لم يرد جوابا.

١٤٥

ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه. قال عز من قائل:( وَمَنْ أَرادَ الآخرة وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ) .

١١٥ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ ) فليترك زينة الحيوة الدنيا.

١١٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: تقول أحرم لك شعري وبشرى ولحمى ودمي وعظامي ومخي وعصبي من النساء والطيب ابتغى بذلك وجهك والدار الآخرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيمة برجل فيقال له: احتج، فيقول: رب خلقتني وهديتني فأوسعت علي فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره، فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنة.

١١٨ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العباد ثلثة(١) قوم عبدوا اللهعزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا اللهعزوجل حبا له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة.

١١٩ ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين في ما له ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويعطيني به الأمنة.

١٢٠ ـ وفيه وليس رجل فاعلم احرص على جماعة امة محمد وألفتها(٢) مني أبتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «العبادة ثلاث».

(٢) الالفة من التأليف، ومرجع الضمير في «ألفتها» الامة.

١٤٦

١٢١ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

١٢٢ ـ وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام في قولهعزوجل : «يوفون بالنذر» الآيات حديث طويل ستقف بتمامه إنشاء الله في «هل أتى» وفيه:( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه. قال عز من قائل:( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) .

١٢٣ ـ في مجمع البيان وروى أنّ ما بين أعلى درجات الجنة وأسفلها ما بين السماء والأرض.

١٢٤ ـ وروى العيّاشي بالإسناد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) ولا تقولن درجة واحدة، ان الله يقول: «درجات بعضها فوق بعض» إنّما تفاضل القوم بالأعمال، قال: وقلت له: إنّ المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه، قال: من كان فوقه فله أن يهبط، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد، لأنه لم يبلغ ذلك المكان ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوا التقوا على الاسرة.

١٢٥ ـ عن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

١٢٦ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى عمرو بن ميمون أنّ ابن مسعود حدّثهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يكون في النار قوم ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم‌الله فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر الحيوة يسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو أضاف أحدهم أهل الدنيا لاطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وروحهم لا ينقص ذلك.

١٤٧

١٢٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحق الأحمر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : فلان من عبادته ودينه وفضله كذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدرى، فقال: إنّ الثواب على قدر العقل، ان رجلا من بنى إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزاير البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر، ظاهرة الماء، وإنّ ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك. فأوحى الله اليه: أنْ اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسيّ فقال له: من أنت؟ فقال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: إنّ مكانك لنزه وما يصلح إلّا للعبادة، فقال له العابد: إنّ لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فانّ هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك: ما لربّك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فأوحى الله إلى الملك إنّما أثيبه على قدر عقله.

١٢٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عباس عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين فما القضاء والقدر اللذان ساقانا وما هبطنا واديا ولا علونا تلعة(١) إلّا بهما فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الأمر من الله والحكم، ثم تلا هذه الآية:( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً )

١٢٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك [مما يحتاجان اليه] وانْ كانا مستغنيين، أليس يقول اللهعزوجل :( لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حتّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قال: ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : واما قول اللهعزوجل :( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما )

__________________

(١) التلعة: القطعة المرتفعة من الأرض.

١٤٨

قال: إنْ أضجراك( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ، وَلا تَنْهَرْهُما ) إنْ ضرباك، قال:( وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) قال: إنْ ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك قول كريم قال:( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) قال: لا تمل عينيك(١) من النظر إليهما برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما ولا تقم قدامهما.

١٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن حديد بن حكيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أدنى العقوق أف، ولو علم الله شيئا أهون منه لنهى عنه.

١٣١ ـ عنه عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو علم الله شيئا أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق ان ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما.

١٣٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: إنّ من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، إلى أن قال: وإذا قال له أف فليس بينهما ولاية.

١٣٣ ـ عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن درست بن أبي منصور عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: سأل رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حق الوالد على الولد؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشى بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له(٢)

__________________

(١) قال المجلسي (ره): الظاهر: «لا تملأ» بالهمزة كما في مجمع البيان وتفسير العيّاشي واما على ما في نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف علة، ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة، ولعل الاستثناء في قوله «الا برحمة» منقطع، والمراد بملاء العينين حدة النظر.

(٢) أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له كأن يسبهم أو آبائهم، وقد يسب الناس والد من يفعل فعلا شنيعا قبيحا.

١٤٩

١٣٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ ) قال: لو علم أنّ شيئا أقل من أف لقاله( وَلا تَنْهَرْهُما ) أي ولا تخاصمهما، وفي حديث آخر: أي بالألف فلا تقل لهما أفا( وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) أي حسنا( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) قال: تذلل لهما ولا تتبختر عليهما(١) .

١٣٥ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الصادقعليه‌السلام : قوله تعالى:( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) قال: الوالدين محمد وعلى.

١٣٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الله تعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله تعالى، والتوقير للوالدين، وتجنب كفر النعمة وابطال الشكر، وما يدعو في ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما، وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما.

١٣٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه إذا قال المؤمن لأخيه: أف، انقطع ما بينهما، فان قال: أنت كافر كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث(٢) الإسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

١٣٨ ـ عن موسى بن بكر الواسطي قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : الرجل يقول لابنه أو لابنته: بأبي أنت وأمّي أو بأبوى أترى بذلك بأسا؟ فقال: إنْ كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وانْ كانا قد ماتا فلا بأس.

١٣٩ ـ عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ثلثة من عاندهم ذل: الوالد، والسلطان، والغريم.

١٤٠ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يلزم الوالدين من العقوق لولدهما إذا كان الولد صالحا، ما يلزم الولد لهما.

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «لا تتجبر عليهما».

(٢) انماث الشيء: ذاب.

١٥٠

١٤١ ـ عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلثة لم يجعل الله تعالى لأحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وأداء الامانة للبر والفاجر.

١٤٢ ـ في من لا يحضره الفقيه في باب الحقوق المروية باسناده عن سيد العابدينعليه‌السلام : واما حق أمك أن تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطى أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرا إلّا بعون الله وتوفيقه واما حق أبيك، فان تعلم أنّه أصلك فانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يحبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلّا بالله.

١٤٣ ـ في مجمع البيان روى عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن جده أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لاتى به.

١٤٤ ـ وفي رواية اخرى عنهعليه‌السلام قال: أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئا أيسر منه أو أهون منه لنهى عنه.

١٤٥ ـ وفي خبر آخر فليعمل العاق ما شاء ان يعمل، فلن يدخل الجنة.

١٤٦ ـ وروى أبو أسيد الأنصاري قال: بينا نحن عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوى شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلوة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهد هما من بعد هما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلّا بهما.

١٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر ابن خلاد قال: قلت لأبى الحسن الرضاعليه‌السلام : أدعو لوالدي ان كانا لا يعرفان الحق؟ قال: أدع لهما وتصدق عنهما، وانْ كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق.

١٥١

١٤٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أباك.

١٤٩ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أنْ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله إلّا أدخله الله الجنة بإقراره، وهو ايمان التصديق، ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك إلّا من أشرك بالرحمن، وتصديق ذلك أنّ اللهعزوجل أنزل عليه في سورة بنى إسرائيل بمكة:( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) إلى قوله تعالى:( إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) أدب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شيء مما نهى عنه.

١٥٠ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن عطاء قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا بن عطاء ترى زاغت الشمس(١) فقلت: جعلت فداك وما علمي بذلك وانا معك؟ فقال: لا لم تفعل وأوشك، قال: فسرنا فقال: قد فعلت، قلت: هذا المكان الأحمر؟ قال: ليس يصلى هاهنا، هذه أودية النمال وليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة(٢) وليس يصلى بالسباخ، قال: فمضينا إلى أرض حصباء(٣) ، فقال: هاهنا فنزل ونزلت فقال: يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟ قال: قلت نعم، فقال: أولئك شيعة أبي على، هذه صلوة الأوابين، إنّ الله يقول إنّه( كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ) .

__________________

(١) زاغت الشمس: أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها.

(٢) السبخة واحدة السباخ: هي أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلّا بعض الأشجار.

(٣) الحصباء. صفار الحصى.

١٥٢

١٥١ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يقول في قوله:( فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ) قال: هم التوابون المتعبدون.

١٥٢ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا أبا محمد عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحبة ممن صحبكم، وطول السجود، وكان ذلك من سنن الأوابين، قال أبو بصير: الأوابون التوابون.

١٥٣ ـ عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من صلى أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قال هو الله أحد كانت صلوة فاطمة صلوات الله عليها، وهي صلوة الأوابين.

١٥٤ ـ عن محمد بن حفص عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت صلوة الأوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله أحد.

١٥٥ ـ في مجمع البيان ( فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ) الأواب التواب. إلى قوله: وقيل انهم الذين يصلون بين المغرب والعشاء روى ذلك مرفوعا.

١٥٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قولهعزوجل إلى ان قالعليه‌السلام : والآية الخامسة قول الله تعالى: و( آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها، واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، فقد جعلتها لك لما أمرنى الله به، فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

١٥٧ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول

١٥٣

فيهعليه‌السلام : ثم قال جل ذكره( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) وكان عليٌّعليه‌السلام وكان حقّه الوصيّة التي جعلت له، والاسم الأكبر وميراث العلم، وآثار علم النبوة.

١٥٨ ـ علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى على المهدي رآه يرد المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب(١) فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) ولم يدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من هم، فراجع في ذلك جبرئيلعليه‌السلام وراجع جبرئيل ربه، فأوحى الله اليه: أنْ ادفع فدك إلى فاطمةعليها‌السلام ، فدعاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرنى أن أدفع إليك فدك، فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته فسألته ان يردها فقال لها: ايتني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنينعليه‌السلام وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن ابى قحافة، قال: أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وحرقة، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الجبال(٢) في رقابنا، فقال له المهدي: يا أبا الحسن حدها

__________________

(١) الإيجاف: السير الشديد، وفي قوله تعالى:( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ) قالوا: المعنى ما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا، وانما مشيتم على أرجلكم، فلم تحصلوا أموالهم بالغلبة والقتال ولكن الله سلط رسله عليه وحواه أموالهم.

(٢) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: في بعض النسخ بالحاء المهملة أي ضعى الحبال لترفعنا إلى حكم، قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه، أي انك إذا أعطيت ذلك ووضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها ملكت فاحكمى على رقابنا أيضا بالملكية. وفي بعض النسخ بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي.

١٥٤

لي، فقال: حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة الجندل(١) فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله، ان هذا [كله] مما لم يوجف على أهله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وأنظر فيه.

١٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) يعنى قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونزلت في فاطمة، فجعل لها فدك والمسكين من ولد فاطمة وابن السبيل من آل محمد، وولد فاطمة.

١٦٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) ؟ قال: نعم، قالعليه‌السلام : فنحن أولئك الذين أمر اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤتيهم حقهم.

١٦١ ـ في مجمع البيان وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل: قوله:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) أعطى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة فدك، قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى(٢) يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبيد الله بهذا الحديث، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة.

١٦٢ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أنزل الله:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل قد عرفت

__________________

(١) قال ياقوت: عريش مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل. ثم ذكر بعد كلا له وجه تسميته بالعريش فراجع. وسيف البحر: ساجله. ودومة الجندل: حصن بين المدنية والشام يقرب من تبوك وهي إلى الشام أقرب، سميت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم (ع)، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبني بالجندل.

(٢) هو عبيد الله بن موسى العبسي من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.

١٥٥

المسكين فمن ذوي القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: إنّ ربي أمرنى أن أعطيكم مما أفاء الله عليّ، قال: أعطيتكم فدك.

١٦٣ ـ عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اعطى فاطمة فدكا؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) فأعطاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حقها، قلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها.

١٦٤ ـ عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت أم أيمن فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد أنّ جبرئيل أتى محمدا فقال: إنّ الله يقول:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) فلم يدر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من هم، فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذوي القربى فأعطاها فدكا، فزعموا أنّ عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر.

١٦٥ ـ عن أبي الطفيل عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم نوره من السماء حين قال:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) قالوا: لا.

١٦٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن عليّ بن حديد عن منصور بن يونس عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: ولا تبذر تبذيرا قال: لا تبذر ولاية عليٍّ.

١٦٧ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام : فقال لهعليه‌السلام : اتق الله ولا تسرف ولا تقتر، ولكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الإسراف، قال اللهعزوجل :( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) .

١٦٨ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله:( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر. ومن أنفق في سبيل الله فهو مقتصد.

١٦٩ ـ عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله: «ولا تبذر تبذيرا» قال بذر الرجل قال: ليس له مال قال: فيكون تبذيرا في حلال؟ قال: نعم.

١٥٦

١٧٠ ـ عن جميل عن إسحق بن عمار في قوله:( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) قال: لا تبذر في ولاية عليّعليه‌السلام

١٧١ ـ عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فدعى برطب فأقبل بعضهم يرمى النوى قال: فأمسك أبو عبد اللهعليه‌السلام يده فقال: لا تفعل أنّ هذا من التبذير وأنّ الله لا يحب الفساد.

١٧٢ ـ في مجمع البيان ( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال لعناية كن زاملة للمؤمنين فان خير المطايا أمثلها وأسلمها ظهرا ولا تكن من المبذرين.

١٧٣ ـ و( إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ) الآية وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لما نزلت هذه الآية إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطى قال: يرزقنا الله وإياكم من فضله.

١٧٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد ذكر فاطمةعليها‌السلام وما تلقى من الطحن.

كتاب الشيرازي: انها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا فاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت يا فاطمة إنّي لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية، وانى أخاف ان يخصمك عليّ بن أبي طالب يوم القيمة بين يدي اللهعزوجل إذا طلب حقه منك، ثم علمها صلوة التسبيح فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة قال أبو هريرة: فلما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله( : وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها ) يعنى عن قرابتك وابنتك فاطمة «ابتغاء» يعنى طلب( رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ ) يعنى طلب رزق من ربك( تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً ) يعنى قولا حسنا فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليها جارية للخدمة وسماها فضة.

١٧٥ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها

١٥٧

كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً ) محسورا قال: الإحسار الفاقة.

١٧٦ ـ علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن عجلان قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فجاء سائل فقام إلى مكتل(١) فيه تمر فملأ يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا وإياك. ثمّ قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلّا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقال: انطلق إليه فاسئله فان قال: ليس عندنا شيء، فقل أعطني قميصك قال، فأخذ قميصه فرمى به اليه، وفي نسخة اخرى فأعطاه، فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) .

١٧٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان في قوله تبارك وتعالى:( وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) فبسط كفه وفرق أصابعه وحناها شيئا(٢) وعن قوله تعالى،( وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) فبسط راحته وقال: هكذا وقال: القوام ما يخرج من بين الأصابع ويبقى في الراحة منه شيء.

١٧٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ثم علم الله جل اسمه نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف ينفق، وذلك أنّه كانت عنده أوقية من الذهب فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله رحيما رقيقا، فأدب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمره فقال:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) يقول: إنّ الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال(٣) .

__________________

(١) المكتل: زنبيل من خوص.

(٢) أي اعوجها يسيرا.

(٣) حسر الرجل: أعيا وكل وانقطع.

١٥٨

١٧٩ ـ في تفسير العيّاشي عن الحلبي عن بعض أصحابه عنه قال: قال أبو جعفر لأبي عبد اللهعليه‌السلام : يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: مثل قوله:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٠ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ) قال: فضم يده وقال: هكذا.

١٨١ ـ عن محمد بن يزيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) قال: الإحسار الإقتار.

١٨٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) فانه كان سبب نزولها أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاء رجل فسأله فلم يحضره شيء، فقال: يكون إنشاء الله، فقال: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعط قميصك وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يرد أحدا عما عنده، فأعطاه قميصه، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) فنهاه اللهعزوجل أن يبخل ويسرف ويقعد محسورا من الثياب، فقال الصادقعليه‌السلام : المحسور العريان.

١٨٣ ـ في تهذيب الأحكام الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ) قال: ضم يده فقال: هكذا( وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) قال: بسط راحته وقال: هكذا. قال عز من قائل:( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ ) الآية.

١٨٤ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وقدر الأرزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة، فعدل فيها ليبتلى من أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك

١٥٩

الشكر والصبر من غنيها وفقيرها.

١٨٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسن بن ميمون عن محمد بن صالح عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم بعث الله محمدا وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا أدخله الجنة بإقراره، وهو ايمان التصديق ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك إلّا من أشرك بالرحمن وتصديق ذلك أنّ اللهعزوجل أنزل في سورة بنى إسرائيل بمكّة( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) إلى قوله:( إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) أدب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شيء(١) مما نهى عنه، وأنزل نهيا عن أشياء حذر عليها ولم يغلظ فيها ولم يتواعد عليها، وقال:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً ) .

١٨٦ ـ في تفسير العيّاشي عن إسحق بن عمار عن أبي إبراهيم قال: لا يملق حاج أبدا، قلت: وما الاملاق؟ قال: قول الله:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ )

١٨٧ ـ عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحاج لا يملق أبدا قال :

__________________

(١) اجترح: اكتسب.

١٦٠