تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 643
المشاهدات: 209581
تحميل: 6447


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 209581 / تحميل: 6447
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: نزلت في على وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف.

١٥٢ ـ حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال: إنّ العامة يقولون: نزلت في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أخرجته قريش من مكة، وانما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه، وهو يقول: نحن أولياء الدم وطلاب الترة.

١٥٣ ـ في مجمع البيان وروى عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال: لم يؤمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال ولا اذن له فيه، حتّى نزل جبرئيل بهذه الاية:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) وقلده سيفا.

١٥٤ ـ وفيه أيضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجيء مشجوج ومضروب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويشكون ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقول لهم: اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتّى هاجر، فأنزل الله عليه هذه الآية بالمدينة وهي أول آية نزلت في القتال.

١٥٥ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) قال نزلت في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وحمزة وجعفر، وجرت في الحسينعليهم‌السلام أجمعين.

١٥٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ) قال: الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه وأخيه وذريته وبنيه، حين طلبه يزيد ليحمله إلى الشام فهرب إلى الكوفة وقتل بالطف.

١٥٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ) قال: نحن، نزلت فينا.

١٥٨ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفرعليه‌السلام نزلت في المهاجرين وجرت

٥٠١

في آل محمد:( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ) وأخيفوا.

١٥٩ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل إلّا لهم ولا يقوم به إلّا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد اللهعزوجل وآمن برسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى اللهعزوجل والى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك قوم لا يحل إلّا لهم ولا يقوم بذلك إلّا من كان منهم، قلت: من أولئك؟ قال، من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله حتّى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي رحمك الله.

قال: إنّ الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة اليه، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا، ويستدل ببعضها على بعض إلى ان قالعليه‌السلام : ثم أخبر تبارك وتعالى أنّه لم يؤمر بالقتال إلّا أصحاب هذه الشروط، فقال سبحانه وتعالى:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) وذلك ان جميع ما بين السماء والأرض للهعزوجل ولرسوله ولاتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات، وغلبوهم عليه ما أفاء الله(١) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وانما معنى الفيء كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء، مثل قول اللهعزوجل ( فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) أي رجعوا ثم قال:( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وقال:( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللهِ )

__________________

(١) وفي المصدر( مِمَّا أَفاءَ اللهُ ) وفي الوافي «فما أفاء الله».

٥٠٢

اى ترجع «فان فاءت» أي رجعت( فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) يعنى بقوله: تفيء ترجع، فذلك الدليل على ان الفيء كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفيء الفيء عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار، فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم فذلك قوله:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) ما كان المؤمنون أحق به منهم.

وانما اذن للمؤمنين الذين قاموا بشرايط الايمان التي وصفناها، وذلك أنّه لا يكون مأذونا له في القتال حتّى يكون مظلوما، ولا يكون مظلوما حتّى يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتّى يكون قائما بشرائط الايمان التي اشترط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين، فاذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى كان مؤمنا، وإذا كان مؤمنا كان مظلوما، وإذا كان مظلوما كان مأذونا له في الجهاد، لقولهعزوجل :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وان لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغى ويجب جهاده حتّى يتوب، وليس مأذونا له في الجهاد والدعاء إلى اللهعزوجل ، لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن لهم في القرآن في القتال، فلما نزلت هذه الآية( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) في المهاجرين الذين أخرجهم أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم إياهم واذن لهم في القتال.

فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم فما بالهم في قتال كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب؟ فقال: لو كان إنّما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم إلى قتال جموع كسرى وقيصر وغير أهل مكة من قبائل العرب سبيل، لان الذين ظلموهم غيرهم وانما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة لإخراجهم إياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، ولو كانت الآية إنّما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الآية مرتفعة الفرض عمن بعدهم، إذ لم يبق من

٥٠٣

الظالمين والمظلومين أحد، وكان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد، وليس كما ظننت ولا كما ذكرت، ولكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة بإخراجهم من ديارهم وأموالهم، فقاتلوهم بإذن الله لهم في ذلك، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كان دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم، فقد قاتلوهم بإذن الله تعالى لهم في ذلك(١) .

وبحجة هذه الآية يقاتل مؤمنوا كل زمان وانما اذن الله للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله تعالى من الشرائط التي شرطها الله على المؤمنين في الايمان والجهاد، ومن كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، لأنه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لأنه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه إلى الله ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون(٢) بجهاده وحضر الجهاد عليه ومنعه منه ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة، والحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه. فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله تعالى التي وصف بها أهلها من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مظلوم، فهو مأذون له في الجهاد، كما اذن لهم(٣) في الجهاد، لان حكم الله تعالى في الأولين والآخرين وفرائضه عليهم سواء إلّا من علة أو حادث

__________________

(١) قال المجلسي (ره): حاصل الجواب انا قد ذكرنا ان جميع ما في أيدي المشركين كان من أموال المسلمين، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة والمهاجرون ظلموا من هذه الجهة، ومن جهة إخراجهم من خصوص مكة.

(٢) وفي بعض النسخ «أمر المؤمنين» ولعله الأوفق بالسياق لقوله «ومنعه منه».

(٣) أي لأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٠٤

يكون، والأولون والآخرون أيضا في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الآخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون، ويحاسبون عما به يحاسبون.

ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتّى يفيء بما شرط الله تعالى عليه، فاذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذون لهم في الجهاد، فليتق الله تعالى عبد ولا يغتر بالأماني التي نهى الله تعالى عنها من هذه الأحاديث الكاذبة على الله، التي يكذبها القرآن ويتبرأ منها، ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله بشبهة لا يعذر بها فانه ليس وراء المعترض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهي غاية الأعمال في عظم قدرها، فليحكم امرء لنفسه وليرها كتاب الله تعالى ويعرضها عليه، فانه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه، فان وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وان علم تقصيرا فليصلحها وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد، ثم ليقدم بها وهي طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط اللهعزوجل على المؤمنين والمجاهدين لا تجاهدوا، ولكن نقول: قد علمنا كم ما شرط الله تعالى على أهل الجهاد الذين بايعهم واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنان، فليصلح امرء ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك وليعرضها على شرائط الله، فان راى أنّه قد وفى بها وتكاملت فيه فانه ممن أذن الله تعالى له في الجهاد، وان أبى أنْ لا يكون مجاهدا على ما فيه من الإصرار على المعاصي والمحارم والاقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على اللهعزوجل بالجهل والروايات الكاذبة، فلقد لعمري جاء الأثر فيمن فعل هذا الفعل ان الله تعالى ينصر هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم فليتق الله امرء وليحذر ان يكون منهم فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل، ولا قوة إلّا بالله وحسبنا الله عليه توكلنا واليه المصير.

١٦٠ ـ في مجمع البيان وقرء جعفر بن محمدعليهما‌السلام : «وصلوات» بضم الصاد واللام.

٥٠٥

١٦١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثمّ ذكر عبادة الائمة صلوات الله عليهم وسيرتهم فقال: الذين إنْ مكناهم في الأرض أقاموا الصلوة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والى الله عاقبة الأمور وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ ) فهذه لال محمد إلى آخر الاية، والمهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات الشقاة الحق حتّى لا يرى اين الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

١٦٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب موسى بن جعفر والحسين بن عليّ (ع) في قوله تعالى:( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ) قال: هذه فينا أهل البيت.

١٦٣ ـ في مجمع البيان ( وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ) وقال أبو جعفرعليه‌السلام : نحن هم.

١٦٤ ـ وفي تفسير أهل البيتعليهم‌السلام في قوله: وبئر معطلة أي وكم من عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه.

١٦٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.

١٦٦ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن زياد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.

١٦٧ ـ حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال: البئر المعطّلة الامام الصامت، والقصر المشيّد الامام الناطق.

٥٠٦

١٦٨ ـ وباسناده إلى عبد الله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل أنّه قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام هو القصر المشيد، والبئر المعطّلة فاطمة وولدها معطلين من الملك.

١٦٩ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسىعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق ورواه محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن مثله.

١٧٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال: هو مثل لال محمد صلوات الله عليهم قوله:( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) هو الذي لا يستقى منها وهو الامام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره «والقصر المشيد» هو المرتفع، وهو مثل لأمير المؤمنين والائمة منه صلوات الله عليهم، وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله:( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) وقال الشاعر في ذلك: بئر معطلة وقصر مشرف مثل لال محمد متطرف فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى والبئر علمهم الذي لا ينزف.

١٧١ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) قال: معناه: أو لم ينظروا في القرآن.

١٧٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنّه قال: تاه(١) من جهل، واهتدى من أبصر وعقل، ان اللهعزوجل يقول:( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) وكيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر، اتبعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته، وأقروا بما نزل من عند الله، واتبعوا آثار الهدى، فإنهم علامات الامانة والتقى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٣ ـ في كتاب الخصال عن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل يقول

__________________

(١) تاه: هلك وذهب.

٥٠٧

فيه: إنّ للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه وعينان يبصر بهما امر آخرته، فاذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما العيب، وأمر آخرته، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه.

١٧٤ ـ في كتاب التوحيد عن الزهري عن علي بن الحسينعليهما‌السلام مثل ما في الخصال سواء وزاد في آخره ثم التفت إلى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه.

١٧٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم خطبة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها: وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب.

١٧٦ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّما شيعتنا أصحاب الاربعة الأعين: عينان في الرأس، وعينان في القلب، ألآ وانّ الخلايق كلهم كذلك، إلّا ان اللهعزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.

١٧٧ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن عديس عن أبان ابن عثمان عن أبي الصباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: وأعمى العمى عمى القلب، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

١٧٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّما الأعمى عمى القلب( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) .

١٧٩ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ولا يصح الاعتبار إلّا لأهل الصفا والبصيرة، قال الله تعالى:( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) وقال عز من قائل:( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) فمن فتح الله عين قلبه وبصر عينه بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة وملكا عظيما.

١٨٠ ـ في عوالي اللئالى وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عيني قلبه

٥٠٨

فيشاهد بها ما كان غائبا عنه.

١٨١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل : ويستعجلونك بالعذاب وذلك ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرهم ان العذاب قد أتاهم فقالوا: فأين العذاب؟ فاستعجلوه فقال اللهعزوجل :( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .

١٨٢ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب ثمانية أحقاب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم( كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .

١٨٣ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه قالعليه‌السلام : إذا قام القائمعليه‌السلام سار إلى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلّا هدمها، وجعلها جماء(١) ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف(٢) والميازيب إلى الطرقات، ولا ترك بدعة إلّا أزالها، ولا سنة إلّا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم(٣) فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء، قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون: إنّ تغير فسد؟ قال: ذاك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله القمر لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون.

١٨٤ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم

__________________

(١) جماء أي ملساء.

(٢) الكنف: بناء فوق باب الدار.

(٣) وهي جبال في نواحي طالقان.

٥٠٩

السلام قال: فيما وعظ الله عيسى صلى الله عليه: واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون فيه أجزى بالحسنة أضعافها.

١٨٥ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الآية( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) .

١٨٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد وعليه امام مثل ما كان إبراهيم على لوطعليهما‌السلام ، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس:( وَأَرْسَلْناهُ إلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) قال: يزيدون ثلثين ألفا وعليه امام، والذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولى العزم، وقد كان إبراهيمعليه‌السلام نبيا وليس بإمام حتّى قال الله:( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؟ فقال الله:( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.

١٨٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) ما الرسول وما النبي؟ فقال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الاية:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) ولا محدث.

١٨٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن إسمعيل بن مرار قال: كتب الحسن بن العباس المعروفي إلى الرضاعليه‌السلام : جعلت فداك أخبرنى ما الفرق بين الرسول والنبي

٥١٠

والامام؟ قال: فكتب ـ أو قال ـ: الفرق بين الرسول والنبي والامام، ان الرسول الذي ينزل عليه جبرئيلعليه‌السلام فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي، وربما راى في منامه نحو رؤيا إبراهيمعليه‌السلام ، والنبي ربما سمع الكلام وربما راى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص.

١٨٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث؟ قال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا(١) فيراه ويكلمه فهذا الرسول، واما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم، ونحو ما كان رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أسباب النبوة قبل الوحي حتّى أتاه جبرئيلعليه‌السلام من عند الله بالرسالة، وكان محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يخبر بها جبرئيلعليه‌السلام ويكلمه بها قبلا، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة، واما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه.

١٩٠ ـ أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن ابن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام في قولهعزوجل :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) ولا محدث» قلت: جعلت فداك ليست هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث؟ قال: الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه، والنبي هو الذي يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدث الذي سمع الصوت ولا يرى الصورة. قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم ان الذي رأى في النوم حق وانه من الملك؟ قال: يوفق لذلك حتّى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الأنبياء.

١٩١ ـ محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيمعليه‌السلام عبدا قبل أن يتخذه

__________________

(١) أي عيانا ومقابلة.

٥١١

نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما.

١٩٢ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحق بن عبد ـ العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ الله اتخذ إبراهيمعليه‌السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

١٩٣ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد ابن سوقة عن الحكم بن عيينة قال: دخلت على علي بن الحسينعليهما‌السلام يوما فقال: يا حكم هل تدري الآية التي كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس؟ قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين، أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال: فقلت: لا والله لا اعلم، قال: ثم قلت: الآية تخبرني بها يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: هو والله قول الله عز ذكره:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) ولا محدث» وكان عليّ بن أبي طالب محدثا، فقال له رجل يقال له: عبد الله بن زيد كان أخا على لامه: سبحان الله محدثا! ـ كأنه ينكر ذلك ـ فأقبل عليه أبو جعفر فقال: اما والله ان ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلما قال له ذلك سكت الرجل، فقال: هي التي هلك فيها أبو الخطاب(١) فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي.

١٩٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمان ابن كثير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أول وصيّ كان على وجه الأرض

__________________

(١) وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي من الغلاة الملعونين، كان يقول: إنّ الائمّة الأنبياء لما سمع انهم محدّثون ولم يفرق بين المحدث والنبي، ثم عدل عنه وكان يقول: انهم آلهة.

٥١٢

هبة الله ابن آدم، وما من نبي مضى إلّا وله وصيٌّ، وكان جميع الأنبياء مأة ألف نبي، وعشرين الف نبي منهم خمسة أولوا العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وان عليّ بن أبي طالب كان هبة الله لمحمدعليهما‌السلام ، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله، أما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين، على قائمة العرش مكتوب: حمزة أسد الله وأسد رسوله، وسيد الشهداء، وفي رواية العرش: على أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام وإمامنا اليقين، فأى حجة يكون أبلغ من هذا؟.

١٩٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى:( نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ) ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

١٩٦ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أحب أن يصافحه مأتا ألف نبي وعشرون ألف نبي فليزر قبر حسين بن عليّعليهما‌السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

١٩٧ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذررحمه‌الله قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته إلى أن قال قلت: يا رسول الله كم النبيون؟ قال: مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا(١) قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال: آدم، قلت: من الأنبياء مرسلا؟ قال: نعم خلقه الله بيده و( نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم وشيث وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم، ونوحعليه‌السلام ، وأربعة من الأنبياء من العرب: هود وصالح وشعيب وانا وأول نبي من بنى إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمائة نبي.

__________________

(١) أي مجتمعين كثيرين.

٥١٣

١٩٨ ـ وباسناده إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: خلق اللهعزوجل مأة ألف نبي واربعة وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله مأة ألف وصيّ وأربعة وعشرين ألف وصى، فعلى أكرمهم وأفضلهم. وبإسناد آخر إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نحوه.

١٩٩ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل(١) ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حليفا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم. وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية؟ فقال: هو دو شعيب وصالح واسمعيل ومحمد صلوات الله عليهم، وسأله من خلق الله تعالى من الأنبياء مختونا؟ فقال: خلق الله آدم مختونا، وولد شيث مختونا، وإدريس ونوح وسام بن نوح وإبراهيم وداود وسليمان ولوط واسمعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

٢٠٠ ـ في بصائر الدرجات علي بن إسمعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ما من نبي ولا رسول إلّا أرسل بولايتنا وبفضلنا على من سوانا.

٢٠١ ـ علي بن إسمعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال: حدّثنا الحكم بن عتيبة عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام أنّه قال: إنّ علم عليٍّ في آية من القرآن، قال: وكتمنا الاية، قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن ولا نعرف الاية، قال: فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له: إنّ الحكم بن عتيبة حدّثنا عن عليِّ بن الحسينعليهما‌السلام ان علم عليٍّ في آية من القرآن وكتمنا الاية، قال: اقرأ

__________________

(١) كون ذي الكفل هو يوشععليه‌السلام أحد الأقوال فيه، وقيل انه: زكريا، وقيل الياس، وقيل: حزقيل، وقيل: إنّه وصيّ اليسع بن اخطوب.

٥١٤

يا حمران، «وما أرسلنا من رسول ولا نبي» قال فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث» قال: كان على محدثا، قالوا: ما صنعت شيئا إلّا كنت تسأله من يحدثه؟ قال: قلت: من يحدثه؟ قال: ملك يحدثه، قلت: أقول: إنّه نبي أو رسول؟ قال: لا ولكن قل: مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذي القرنين.

٢٠٢ ـ العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرسول والنبي والمحدث؟ قال: الرسول الذي يأتيه الملائكة فتبلغه عن الله تبارك وتعالى، والنبي الذي يرى في منامه فما راى فهو كما رأى، والمحدث الذي يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه، وينكت في اذنه(١) .

٢٠٣ ـ محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن النبي والرسول والمحدث؟ قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلمه، فهذا الرسول، والنبي الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم، ونحو ما كان يأتى رسول الله من السبات(٢) إذا أتاه جبرئيل هكذا النبي، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه فيأتيه في النوم، والنبي الذي يسمع كلام الملك غير معاينة فيحدثه، واما المحدث فهو الذي يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام.

٢٠٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل فيه: فيذكر جل ذكره لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ) يعنى أنّه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنهم إلى دار الاقامة إلّا القى الشيطان المعرض بعداوته

__________________

(١) نكت الشيء بقضب أو بإصبع: ضربه به فأثر فيه.

(٢) السبات ـ بالضم ـ: النوم، وقيل خفنه، وقيل: ابتداؤه في الرأس حتّى يبلغ القلب.

٥١٥

عند فقده في الكتاب الذي عليه ذمه والقدح فيه، والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين، فلا تقبله ولا يصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بان يحمى أوليائه من الضلال والعدوان، ومشايعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام حيث قال:( بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) .

٢٠٥ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن عباس وغيره ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما تلا سورة والنجم وبلغ إلى قوله:( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) القى الشيطان في تلاوته: وتلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى. فسر بذلك المشركون فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون وسجد المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم ما أعجبهم، وهذا الخبر ان صح محمول على أنّه كان يتكرر فلما بلغ إلى هذا الموضع ذكر أسماء آلهتهم، وقد علموا من عادتهعليه‌السلام أنّه يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى والقى ذلك في تلاوته، فوهم ان ذلك من القرآن، فأضافه سبحانه إلى الشيطان، لأنه إنّما حصل بإغوائه ووسوسته، وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتابه التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية وهو وجه حسن في تأويله، وقيل: إنّ المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء ذلك في بعض الحديث، وقيل إنّه كانعليه‌السلام إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات وأتى بكلام على سبيل الحجاج لهم، فلما تلى الآيات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الإنكار عليهم، وعلى ان الأمر بخلاف ما قالوه وظنوه، وليس يمتنع ان يكون هذا في الصلوة، ولان الكلام في الصلوة حينئذ كان مباحا وانما نسخ من بعد.

٢٠٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) إلى قوله:( وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فان العامة رووا ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في الصلوة، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يسمعون لقرائته، فلما انتهى إلى هذه الآية:( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) اجرى إبليس على لسانه فانها الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ،

٥١٦

ففرحن قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومي وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد، فقالت قريش: قد أقر محمد بشفاعة اللات والعزى، قال: فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال له: قرأت ما لم أنزل عليك وانزل عليه:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ) واما الخاصة فانه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصابه خصاصة، فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له: هل عندك من طعام؟ قال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا وشواه، فلما أدناه منه تمنى رسول الله أن يكون معه على وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء على بعدهما، فأنزل اللهعزوجل في ذلك:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) ولا محدث( إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) يعنى أبا بكر وعمر( فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ) يعنى لما جاء على صلوات الله عليه بعد هما( ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ) للناس» يعنى ينصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال:( لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً ) يعنى فلانا وفلانا( لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ) يعنى إلى الامام المستقيم ثم قال:( وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ) أي في شك من أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتّى يأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم قال: العقيم: الذي له في الأيام ثم قال:( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا ) قال: ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم فأولئك لهم عذاب مهين ثم ذكر المؤمنين والمهاجرين من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال جل ذكره:( وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً ) إلى قوله تعالى:( لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ) .

٢٠٧ ـ في جوامع الجامع ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) إلى قوله:( وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ) وروى انهم قالوا: يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا، فما لنا ان متنا معك؟ فأنزل الله هاتين الآيتين.

٥١٧

٢٠٨ ـ في مجمع البيان و( مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ) الآية روى ان الآية نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم، فقالوا: إنّ أصحاب محمد لا يقاتلون في هذا الشهر فحملوا عليهم، فناشدهم المسلمون ان لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله المسلمين بهم.

٢٠٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) فهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله تعالى يوم بدر وقتل عتبة وشيبة والوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم، فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلب يزيد بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا وظلما، وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر :

ليت أشياخى ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحا

ثم قالوا: يا يزيد لا تشل

لست من خندف ان لم أنتقم

من بنى أحمد ما كان فعل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

وكذاك الشيخ أوصانى به

فاتبعت الشيخ فيما قد سأل

وقال يزيد لعنه الله (وقال الشاعر في مثل ذلك خ ل) :

يقول والرأس مطروح يقلبه

يا ليت أشياخنا الماضون بالحضر

حتى يقيسوا قتالا لو يقاس به

أيام بدر لكان الوزن بالقدر

فقال الله تبارك وتعالى: «ومن عاقب» يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ) يعنى الحسين صلوات الله عليه أرادوا أن يقتلوه( ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) يعنى بالقائم صلوات الله عليه من ولده.

٢١٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل

٥١٨

يذكر فيه الاثنى عشر صلوات الله عليهم بأسمائهم وفي آخره يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرنى، بهم يمسك اللهعزوجل السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها(١) .

٢١١ ـ وباسناده إلى سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه علي بن الحسينعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه: بنا( يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها.

٢١٢ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدي عن بعض أصحابنا باسناده رفعه قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ:( إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً ) يقولها عند الزلزلة ويقول:( وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) .

٢١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قولهعزوجل :( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً ) هم ناسكوه أي مذهبا يذهبون به.

٢١٤ ـ في جوامع الجامع ( فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ) روى ان بديل بن ورقاء وغيره من كفار خزاعة قالوا للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟ يعنون الميتة.

٢١٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت قريش يلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر، ثم يلبون فيقولون: لبيك أللهمّ لبيك لبيك لا شريك لك إلّا شريك

__________________

(١) ماد الشيء: تحرك واضطرب.

٥١٩

هو لك تملكه وما ملك، قال: فبعث الله ذبابا أخضر له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلك المسك والعنبر شيئا إلّا أكله، وأنزل اللهعزوجل :( يا أيها النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) .

٢١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل وفيه: فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: إنّ( اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ) .

٢١٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً ) أي يختار، وهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيلعليه‌السلام «ومن الناس» الأنبياء والأوصياء، ومن الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم، ومن هؤلاء الخمسة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن الأوصياء أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم وفيه تأويل غير هذا.

٢١٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضى الله عنه: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض إلى قوله: ثم استعبدها بطاعته فقالعزوجل :( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح.

٢١٩ ـ في جوامع الجامع وعن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله في سورة الحج سجدتان؟ قال: نعم ان لم تسجدهما فلا تقرأهما.

٢٢٠ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أن قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلوة، فقال :

٥٢٠