القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ١

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 574

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 574
المشاهدات: 44745
تحميل: 3731

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 574 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44745 / تحميل: 3731
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


تحميل الكتاب القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام ، آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه ، شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام

القطرة

من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

تأليف

آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه

الجزء الأوّل

١

تمثال المؤلف

العلّامة آية الله الحاج السيّد أحمد المستنبط (قدس سره)

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

٣

٤

معرفة أهل البيت عليهم السلام وآثارها الحياتيّه

الحمد للَّه الّذى جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمته؛ والصلاة والسلام على أشرف خلائقه وأكمل سفرائه أبى القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، سيّما على بقيّة اللَّه فى الأرضين الحجّة بن الحسن المهدي روحي وأرواح العالمين له الفداء.

اعلم أنّ من عرف مقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام ونظر إلى بحار علومهم ومعارفهم، وقدرتهم وولايتهم، فقد فاز فوزاً عظيماً ونال الخير كلّه، وبه صرّح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال:

«مَن منَّ اللَّه عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع اللَّه له الخير كلّه».(١)

وقد جعل اللَّه تعالى معرفتهم عليهم السلام فاتحة الأعمال وخاتمتها، بمعنى أنّ الأعمال كلّها، كثيرها وقليلها، ثقليها وخفيفها فى أيّ مرتبة كانت، ومن أيّ فرد

____________________

١- بشارة المصطفى: ١٧٦.

٥

صدرت لابدّ وأن تبدأ مع معرفة أهل البيت عليهم السلام وتختم معها، أي أنّ الأعمال كلّها تكون لها الآثار بشرط أن تكون مع معرفة أهل البيت عليهم السلام وقبول ولايتهم عليهم السلام، وتدلّ على ما قلنا روايات كثيرة منها ما رواه شيخ الطائفة في أماليه:

«قال زرعة لمولانا الصادق عليه السلام: أيّ الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال عليه السلام: ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاه، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة ولابعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحجّ، وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا، وخاتمته معرفتنا».(١)

بيان ذلك: أنّ المعرفة مسئلة اعتقاديّة، ومسائل الاعتقاديّة بالنسبة إلى المسائل العمليّة كالروح في الجسد؛ فالصلاة والزكاة وسائر مسائل العمليّة هي فرع للمسائل الاعتقاديّة، فإن صحّت اعتقادات المصلّي صحّت صلاته وزكاته و... وإلّا فلا.

لأنّه كما أنّ التوحيد شرط في صحّة الأعمال فكذلك الإقرار بالرسالة والاعتقاد بولاية الأئمّه عليهم السلام أيضاً من شروط صحّتها؛ أما رأيت ما قاله الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: «أنّ لـ«لا إله إلّا اللَّه» شروطاً، وإنّي وذرّيّتي من شروطها».(٢)

ولذلك عدّ مولانا ثامن الأئمّة عليه السلام نفسه من شروط حصن التوحيد. روى ذلك إسحاق بن راهوية: لما وافى أبوالحسن الرضا عليه السلام بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يابن رسول اللَّه، ترحل عنّا ولاتحدّثنا بحديثٍ فنستفيده منك، وكان قد قعد في العمارية، فأطلع رأسه وقال:

«سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّد بن عليّ يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت أبي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي

____________________

١- أمالي الطوسي: ٦٩٤.

٢- شرح غررالحكم: ٤١٥/٢ ح ٣٤٧٩.

٦

طالب يقول: سمعت رسول اللَّه يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت اللَّه جلّ جلاله يقول: لا إله إلّا اللَّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.

قال: فلمّا مرّت الراحلة نادانا: بشروطها وأنا من شروطها.»(١)

ولعلّه لأنّ الاُمور تهبط إليهم وتصدر من بيوتهم، كما ورد في زيارة مولانا أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام: «إرادة الربّ في مقادير اُموره تهبط إليكم، وتصدر من بيوتكم...».(٢)

وعلّة ذلك أنّ قلوبهم وعاء مشيّة اللَّه، فإذا شاء اللَّه شاؤوا، فبهم يمحو السيّئات ويدفع البلاء وينزل الرحمة.

كما قال محمّد بن مسلم سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول:

«إنّ للَّه عزّوجلّ خلقاً من رحمته، خلقهم من نوره ورحمته، من رحمته لرحمته، فهم عين اللَّه الناظرة، واُذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه، واُمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجّة، فبهم يمحو السيّئات، وبهم يدفع الضيم، وبهم ينزل الرحمة، وبهم يحيي ميّتاً وبهم يميت حيّاً، وبهم يبتلي خلقه، وبهم يقضي في خلقه قضيّته.

قلت: جعلت فداك من هؤلاء؟ قال عليه السلام: الأوصياء».(٣)

وهل الأوصياء غير أئمّتنا عليهم السلام الّذين أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أن نعرفهم؛ فمن مات ولم يعرف إمامه مات ميتة كفر وإلحاد. فإنّه قد ورد في أحاديث كثيرة: «من مات وهو لايعرف إمامه مات ميتة الجاهليّة».(٤)

قال العلّامة الأميني رضوان اللَّه عليه: هذه حقيقة راهنة أثبتها الصحاح والمسانيد

____________________

١- التوحيد: ٢٥ ح ٢٣، بشارة المصطفى: ٢٦٩.

٢- البحار: ١٥٣/١٠١.

٣- التوحيد: ١٦٧ ح١.

٤- البحار: ٧٦/٢٣، الإحقاق: ٨٦/١٣.

٧

فلاندحة عن البخوع لمفادها، ولايتمّ إسلام مسلم إلّا بالنزول لمؤدّاها، ولم يختلف في ذلك إثنان، ولا أنّ أحداً خالجه في ذلك شكّ، وهذا التعبير ينُمّ عن سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنّه في منتئ عن أيّ نجاح وفلاح، فإنّ ميتة الجاهليّة إنّما هي شرّ ميتة، ميتة كفر وإلحاد.(١)

ودليل ذلك ما رواه الفضيل عن مولانا باقر العلوم عليه السلام: نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة، إنّما اُمروا أن يطوفوا بها،ثمّ ينفروا إلينا فيُعلمونا ولايتهم ومودّتهم ويعرضوا علينا نصرتهم، ثمّ قرأ هذه الآية:( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (٢) .(٣)

فإن كنت تحبّ أن تكون حياتك كحياة الأنبياء وميتتك كميتة الشهداء فوال أهل البيت عليهم السلام واقتد بهم في أعمالك حتّى ترى ما تحبّه، وهذا ما صرّح به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: من أحبّ أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ويسكن الجنان الّتي غرسها الرحمان فليتولّ عليّاً وليوال وليّه وليقتد بالأئمّة من بعده، فإنّهم عترتي خُلقوا من طينتي، اللهمّ ارزقهم فهمي وعلمي، وويلٌ للمخالفين لهم من اُمّتي، اللهمّ لاتنلهم شفاعتي.(٤)

وإن كنت تحبّ أن تعرف مناقب أهل البيت عليهم السلام فانظر إلى أعاجيب أعمالهم بل انظر إلى أعمال شيعتهم إبراهيم وإسماعيل، وداود وسليمان، بل إلى وصيّ سليمان آصف بن برخيا، وإلى علمه وقدرته حتّى تعرف تصرّفه في الطبيعه مع أنّ له علم من الكتاب - ولا الكتاب كلّه - فإنّه لمّا قال سليمان لأتباعه:( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿ ۳۸ ﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿ ۳۹ ﴾ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ

____________________

١- الغدير: ٣٦٠/١.

٢- إبراهيم: ٣٧.

٣- الكافي: ٣٩٢/١ ح١.

٤- الكافي: ٢٠٨/١ ح٣.

٨

رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) .(١)

ولايخفى أنَّ في قوله:( أَنَا آتِيكَ بِهِ ) نكتة مهمّة، ردّاً على الفرقة الوهّابيّة، ومن مال إليهم للجهالة، نذكرها لمن أراد الإطّلاع على مسائل الولاية:

إنّ اللَّه أنعم على آصف بن برخيا فعلّمه إسماً من أسمائه، فبعلمه على ذلك الإسم الأعظم قدَر على التصرّف في الزمان والمكان وأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى فارس، وبينهما خمس مائه فراسخ، وهذه القدرة العظيمة من فضل اللَّه تعالى عليه، فبتفضّله على آصف أقدره على هذا العمل، وهو عندما أراد أن يستفيد من قدرته على ذلك، قال لسليمان:( أَنَا آتِيكَ بِهِ ) ولم يقل له: «أنا آتيك به بإذن اللَّه».

فنفهم من هذه الآية الشريفة:أنّ الأنبياء والأولياء لمّا أعطاهم اللَّه القدرة والولاية، لايجب عليهم عند إظهار قدرتهم أن يقولوا: إنّا نفعل هذا بإذن اللَّه - كما لايجب علينا إذا نتوسّل إليهم أن نقول لهم: اعطونا حاجاتنا بإذن اللَّه - كما رأيت قول آصف بن برخيا لسليمان بن داود عليهما السلام، مع أنّ علم آصف بن برخيا وقدرته بالنسبة إلى علم الأئمّة عليهم السلام كالقطرة في البحر، بل أقلّ من ذلك، لأنّ عندهم علم الكتاب كلّه.

اُنظر إلى ما رواه عبدالرحمان بن كثير عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى:( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) (٢) قال: ففرّج أبو عبداللَّه عليه السلام بين أصابعه فوضعها في صدره، ثمّ قال: وعندنا واللَّه علم الكتاب كلّه. (٣)

والأخبار بأنّ عندهم علم الكتاب كلّه كثيرة نذكر ما رواه أصبغ بن نباته، إنّه

____________________

١- النمل: ٤٠ - ٣٨.

٢- النمل: ٤٠.

٣- الكافي: ٢٢٩/١ ح٥.

٩

قال: «سألت الحسين عليه السلام فقلت: سيّدى أسألك عن شيء أنا به موقن وأنّه من سرّ اللَّه وأنت المسرور إليه ذلك السرّ، فقال عليه السلام: يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأبي دون يوم مسجد قُبا؟ قال: هذا الّذي أردت، قال: قم، فإذا أنا وهو بالكوفة، فنظرت فإذا المسجد، من قبل أن يرتدَّ إليّ بصري، فتبسّم في وجهي،ثمّ قال: يا أصبغ، إنّ سليمان بن داود عليهما السلام أعطى الريح( غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) (١) وأنا قد اُعطيت أكثر ممّا أعطي سليمان، فقلت: صدقت واللَّه يابن رسول اللَّه.

فقال: نحن الّذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ماعندنا، لأنّه أهل سرّ اللَّه، فتبسّم في وجهي، ثمّ قال: نحن آل اللَّه وورثة رسوله فقلت: الحمدللَّه على ذلك. قال لي: اُدخل فدخلت فإذا أنا برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم محتبئ في المحراب بردائه فنظرت فإذا أنا بأميرالمؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب الاعسر فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يعضّ على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة اللَّه ولعنتي. الخبر».(٢)

ولا تتعجّب من ذلك، لأنّ لهم صلوات اللَّه عليهم بمقتضى ولايتهم التصرّف في ملكوت السماوات والأرض.

قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام: «والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّي لأملك من ملكوت السماوات والأرض ما لو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم، إنّ اسم اللَّه الأعظم على إثنين وسبعين حرفاً، وكان عند آصف بن برخيا حرف واحد، فتكلّم به فخسف اللَّه عزّوجلّ الأرض ما بينه وبين عرش بلقيس، حتّى تناول السرير، ثمّ

____________________

١- سبأ: ١٢.

٢- البحار: ١٨٤/٤٤، عن مناقب آل أبي طالب ٥٢/٤.

قال العلاّمة المجلسي رحمة الله: لأبي دون اي لأبي بكر عبّر به عنه تقيّة والدون الخسيس والأعسر الشديد أو الشؤم.

١٠

عادت الأرض كما كانت أسرع من طرف النظر، وعندنا نحن واللَّه إثنان وسبعون حرفاً، وحرف واحد عند اللَّه عزّوجلّ استأثر به في علم الغيب، ولاحول ولاقوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم، عرفنا من عرفنا وأنكرنا من أنكرنا».(١)

وقال الإمام الصادق عليه السلام في رواية: «إنّ اللَّه جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوهّت الكتب ويستبين الإيمان...».(٢)

هذا ما قالوه وأظهروه، وأمّا ما كتموه لعدم احتمالنا فعلمه عند اللَّه تعالى.

وما ذكروه صلوات اللَّه عليهم في فضائلهم ومناقبهم، فهو على حدّ عقول الناس وقبولهم، وعلّة ذكرهم إرشاد الناس إلى الحقيقة القويمة وورودهم إلى الطريقة المستقيمة وإيصالهم إلى الدرجات الرفيعة، مضافاً إلى أنّه قد أمرهم اللَّه تعالى بذكر نعمائه لقوله تعالى:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (٣) وفضائلهم أفضل نعماء اللَّه.

ويدلّ على ما ذكرناه ما قاله الإمام الباقر عليه السلام: خطب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيباً فحمداللَّه وأثنى عليه وصلّى على رسول اللَّه وذكر ما أنعم اللَّه على نبيّه وعليه.

ثمّ قال: لولا آية في كتاب اللَّه ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا، يقول اللَّه عزّوجلّ:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ، اللهمّ لك الحمد على نعمك الّتي لاتحصى، وفضلك الّذي لاينسى، يا أيّها الناس، إنّه بلغني ما بلغيى وإنّي أراني قد اقترب أجلي وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري، وإنّي تارك فيكم ما تركه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: كتاب اللَّه وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة، خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ المصطفى.(٤)

____________________

١- البحار: ٣٧/٢٧ ح ٥.

٢- تفسير العيّاشي: ٥/١.

٣- الضحى: ١١.

٤- بشارة المصطفى: ١٢.

١١

فلهذا قالوا ما قالوه، وما قالوا للنّاس إلّا القليل، لأنّ القلوب مريضة، والأفكار ضعيفة، والأحلام غير كاملة فلا قدرة على قبول الحقّ كلّه، لأنّ الحقّ ثقيل.

وإذا قام قائم آل محمّد صلوات اللَّه عليهم يجمع العقول ويكمل الأحلام، كما قال مولانا باقر العلوم عليه السلام: «إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم(١) » فإذا جمعت العقول وكملت الأحلام يتحمّل العباد الحقايق والأسرار.

قال الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: يا كميل، ما من علم إلّا وأنا أفتحه وما من سرّ إلّا والقائم يختمه(٢) ، فإذا ظهر بقيّة اللَّه تعالى( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) (٣) يبثّ العلوم والحقايق في الناس لأنّ عقولهم في دولته عليه السلام جامعة وأحلامهم كاملة لوضع يده الشريفة على رؤوس العباد.

فليس ما بلغ إلينا وما بلغنا إليه - ومنه هذا الكتاب - إلّا «قطرة» من بحار فضائلهم ومناقبهم جدّاً فلاتنكر ولاتستوحش ولاتتعجّب من «القطرة» وأسئل اللَّه زيادة الفهم في المعارف، وتحسّس ولاتيأس من رَوْح اللَّه( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (٤) وقل لوليّك ووليّ العوالم: ( يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ) (٥) فإذا تصدّق عليك مولاك في فهم المعارف تصير متحمّلاً لما «لايحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن اللَّه قلبه للايمان» (٦) وتصير « مستنبطاً » للأسرار من الاخبار. رزقنا اللَّه وإيّاك « قطرة » من « بحار الأنوار ».

____________________

١- البحار: ٣٢٨/٥٢ ح ٤٧.

٢- البحار: ٢٦٩/٧٧.

٣- الزمر: ٦٩.

٤- يوسف: ٨٧.

٥- يوسف: ٨٨.

٦- بصائر الدرجات: ٢١.

١٢

المؤلّف:

كان المؤلّف المرحوم من مشاهير علماء النجف الأشرف و إمام الجماعة في حرم الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.

قال العلّامة المتتبّع الحاج آغا بزرگ الطهراني في ترجمته:

هو السيّد أحمد بن السيّد رضي بن السيّد أحمد بن السيّد نصراللَّه بن السيّد حسين الموسوى الساوجي التبريزي عالم مدرّس، كان جدّه الأعلى السيّد حسين من أهل ساوج انتقل منها إلى تبريز، وتعاقب فيها أولاده وأحفاده إلى اليوم، ومنهم علماء وفضلاء، ولد المترجم بتبريز في ١٢/ع٢/١٣٢٥ فنشأ بها وأخذ المقدّمات عن بعض الأعلام وحضر على العلّامة الميرزا صادق التبريزي وغيره.

وهاجر إلى النجف في ١٣٤٧ وحضر بحث الأعلام المشاهير الميرزا محمّد حسين النائيني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والميرزا علي الايرواني، والسيّد أبوالحسن الإصفهاني، وكتب تقريرات بعضهم في الفقه والاُصول، وأجازه بعضهم، وله الرواية عن العلّامة الشيخ عبّاس القمي وعن المؤلّف عفي عنه، وله تصانيف منها:

١ - «القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة » فرغ منه في ١٣٦٠ ه ق.

٢ - «دلائل الحقّ في اُصول الدين » ثلاث مجلّدات، فرغ من ثالثها ١٣٧١ه ق.

٣ - «ضياء الصالحين والمتهجّدين ». (١)

____________________

١- كما ترى قد عدّه العلّامة المحقّق الحاج آغا بزرگ الطهراني من مؤلّفات صاحب الكتاب، وقال لي ابن المؤلّف دام عزّة: قد طبع الكتاب خمس مرّات باسم المؤلّف أعلى اللَّه مقامه في حياته بنفقة بعض المؤمنين، ثمّ أضاف ذلك البعض إليه بعض الطلسمات وما كان المؤلّف رحمة اللَّه عليه غير مرضيّ بإضافته إلى الكتاب، لأنّه كان غير مناسب للشخصيّة العلميّة العالية للمؤلّف، فأمره المؤلّف إمّا بإسقاط ما أضافه إلى الكتاب و إمّا بحذف اسم المؤلّف، فلم يسقط الرجل ما أضافه إلى =

١٣

٤ - «ترجمة كتاب سبيل الصالحين ونهج السالكين للعلّامة السيّد حسن الصدر »مع إضافات عليه.

٥ - «أوجز البيان » في شرح اُرجوزة، تتضمّن اُصول الدين والإيمان للعلّامة الحاج السيّد محمّد الرضوي الكشميري.

٦ -وله تعليقات على المكاسب وأبحاث العلّامة النائيني والعلّامة المدقّق الحاج ميرزا علي الايرواني والعلّامة السيّد أبوالحسن الإصفهاني قدّس اللَّه أرواحهم.(١)

و قال العالم الجليل الشيخ هادي الأميني في كتابه «معجم رجال الفكر والأدب في النجف »:

أحمد بن السيّد رضي ابن السيّد أحمد ١٣٢٥ - ١٣٩٩ : من العلماء الأفاضل والمجتهدين الأجلّاء، عالم ورع صالح عابد من أساتذة الفقه والاُصول. مؤلّف مكثر متتبع ومن أئمّة الجماعة، ولد في تبريز وأخذ المقدّمات والأوّليّات عن بعض الأعلام وهاجر إلى النجف الأشرف سنة ١٣٤٧ هـ وحضر بحث الأعلام والشيوخ، وتتلمّذ على الميرزا محمّد حسين النائيني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والميرزا علي الإيرواني، والسيّد أبوالحسن الإصفهاني، واشتغل مدّة إقامته في النجف بالتأليف والتتبع والعبادة و إقامة الجماعة، وكان ورعاً زاهداً كثير العبادة، مات عام ١٣٩٩ هـ. وخلفه: الأديب الوجيه السيّد علي، الدكتور السيّد محمّد رضي، السيّد محمّد حسين، السيّد محمّد علي.

ثمّ عدّ من آثاره المطبوعة - غير ما ذكرناه -:

٧ - «الأسى والحسن ١ - ٢ ».

٨ - «الرثاء والأسى » (في مقتل الإمام الحسين عليه السلام).

٩ - «الزيارة والبشارة ١ - ٢ ».

____________________

= الكتاب وطبعه مرّتين مع حذف إسم المؤلّف وكتب ظهر الكتاب طبع بنفقة فلان ثمّ طبع الكتاب ونسبه إلى نفسه.

١- نقباء البشر في القرن الرابع عشر: ١٠٠/١.

١٤

١٠ - «المناسك والمدارك » (هو رسالته العمليّة).

١١ - «منتخب خاتم الرسائل بأحسن الوسائل ١ – ٢ ». (١)

المؤلّف ورؤياه المهمّة بعد تأليف الكتاب:

قال لي ولده المكرّم صاحب الفضيلة الحاج السيّد علي المستنبط دام عزّه العالى:إنّ والدي المعظّم أعلى اللَّه مقامه - بعد تأليفه الجزء الأوّل من كتاب «القطرة » - رأى في عالم الرؤيا أنّه مات ورأسه على ركبه اُمّه فاطمه الزهراء سلام اللَّه عليها؛ فتعجّب من هذه الحاله الدالّة على علوّ مقامه وعظمة شأنه، وسأل عن نفسه في عالم الرؤيا لأيّ شيء وصلت إلى هذا المقام؟

فلمّا خطر ذلك على باله في عالم الرؤيا ألهمتها سيّدة نساء العالمين فاطمه الزهراء سلام اللَّه عليها:هذا جزاء من ألّف كتاب «القطرة» .

قال لي بعض الثقاة: كان هو أوّل من يتشرّف بزيارة مولانا أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام في الأسحار أكثر من أربعين سنة، لأنّ من هو وظيفته فتح باب الحرم الحيدريّ الشريف يقدّمه على نفسه في فتح الباب ويدفع إليه المفتاح فيفتح المؤلّف أعلى اللَّه مقامه باب الحرم أكثر من أربعين سنة، وبعد فتحه باب الحرم الشريف يغلقه على الزائرين وبعد دقائق يفتحه عليهم والناس لايدري ماذا فعل في الدقائق الماضية الّتي في حرم مولانا أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام.

قال لي بعض أقربائه: إنّي رأيته في بعض الأسحار يجلس عند الضريح المقدّس ويضع وجهه عليه ويزول الغبار عنه بمحاسنه الشريفة. وبعد فتحه الباب كان في عبادته إلى صلاته الصبح. وكان هو الإمام الوحيد في الحرم الحيدريّ الشريف إلى أن توفّى.

وكان مقيّداً بزيارة مولانا أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام ماشياً في ليالى الجمع

____________________

١- معجم رجال الفكر والأدب في النجف (خلال ألف عام): ١١٩٨/٣.

١٥

وأدامها طول حياته إلى أن صارت الزيارة راجلاً غير ممكنة له فأدام الزيارة بالوسائل النقليّة إلى آخر ليلة من عمره الشريف، وأخبر بوفاته قبل موته حيث قال لبعض أصدقائه في سفره الآخر لزيارة سيّد الشهداء عليه آلاف التحيّة والثناء: إنّ زيارتي هذه زيارة وداعٍ واُريد أن أتنفّس آخر أنفاسي في النجف، فرجع إلى النجف الأشرف ومات في يومه، عاش سعيداً ومات سعيداً وله( الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (١) .

الكتاب:

«القطرة » كتاب معروف في فضائل النبيّ وأهل بيته عليهم السلام وقد تتبّع المؤلّف رضوان اللَّه عليه لجمعه وتأليفه الكتب الكثيرة المخطوطة والمطبوعة، لأنّه كانت في مكتبة المؤلّف أعلى اللَّه مقامه كتب مخطوطة قيّمة - مثل كتاب سليم بن قيس - وقد استفاد المؤلّف في تأليف الكتاب منها ومن المطبوعات نخصّ بالذكر كتاب بحارالأنوار للعلّامة المجلسي أعلى اللَّه مقامه الشريف.

وكان قد طُبع الكتاب من نسخة غير محقّقة، فقام بتحقيق جزئه الأوّل حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد الظريف، وأدام تحقيقه في الجزء الثاني بمشاركة المحقّق الفاضل محمّد حسين رحيميان.

ولمّا كانت النسخة المطبوعة ذات أغلاط كثيرة، بذلا جهدهما في إخراج الكتاب محقَّقاً، بالرجوع إلى المصادر الأصليّة والاُصول الحديثيّة و إخراج آياته وأحاديثه و إيضاح لغاته الصعبة الغريبة؛ فصار الكتاب بهذه الصوره الشريفة، مفيداً - إن شاء اللَّه - لمن أراد الإستفادة ومضيئاً لمن طلب الإضائة والحمد للَّه ربّ العالمين.

مرتضى المجتهدي السيستاني

____________________

١- يونس: ٦٤.

١٦

القطرة

من بحار مناقب النبيّ والعترة (عليهم السلام)

تأليف

آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه

الجزء الأوّل

١٧

١٨

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الّذي عرّفنا نفسه، وعرّفنا حججه، وألهمنا محبّة أوليائه وجعلها أفضل عمل بريّته، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم وعلى الأصفياء من عترته.

أمّا بعد، فيقول مؤلّف الكتاب أقلّ خدمة العلم «أحمد رضي الدين الموسوي التبريزي المستنبط»: إنّي كنت أمعن النظر فيما روى الصدوق قىس سره في كتاب الأمالي: عن الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله جعل لأخي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فضائل لا يحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ولو وافي (١) القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر

____________________

(١) وافى فلان: أتى.

١٩

إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر، ثمّ قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم:

النظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام عبادة، ولا يقبل ايمان عبد إلّا بولايته(١) والبرائة من أعدائه.(٢)

أقول : معنى غفرانه سبحانه وتعالى الذنوب المتأخّرة توفيقه إلى التوبة وحسن العاقبة، كي لايلزم الترخيص في المعصية القبيح عقلاً.

وما ورد في اصول الكافي : - بالإسناد المفصّلة – عن أبي العزا قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ليس شيء أنكى(٣) لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض، وقال: وإنّ المؤمنَين يلتقيان فيذكران الله، ثمّ يذكران فضلنا أهل البيت عليهم السلام فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلّا تخدّد(٤) حتّى أنّ روحه لتستغيث من شدّة ما تجد من الألم، فتحسّ ملائكة السماء وخزّان الجنان فيلعنونه حتّى لايبقى ملك مقرّب إلّا لعنه، فيقع خاسئاً(٥) حسيراً(٦) مدحوراً(٧) .(٨)

وما ورد في تغسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

ألا فاذكروا يا اُمّة محمّد، محمّداً وآله عند نوائبكم وشدائدكم، لينصر الله بهم ملائكتكم على الشياطين الّذين يقصدونكم، فإنّ كلّ واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته، وملك عن يساره يكتب سيّئاته، ومعه شيطانان من عند إبليس يغويانه، فاذا وسوسا في قلبه ذكر الله وقال: «لاحول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم وصلّى الله على محمّد وآله [الطيّبين]» خنس الشيطانان.

____________________

(١) قال في النهاية: الولاية بالفتح: المحبّة، وبالكسر: التولية، والسلطان.

(٢) أمالي الصدوق: ٢٠١ ح ١٠ المجلس الثامن والعشرون، عنه البحار: ٣٨/١٩٦ ح ٤، والدمعة الساكبة: ٢/٥٢، وأخرجه في روضة الواعظين: ١١٤.

(٣) أنكى: أقتل وأجرح.

(٤) خدّد لحمه: هزل ونقص.

(٥) خسأ الكلب: طرد.

(٦) الحسير: الكالّ والمتلهّف.

(٧) الدحر: الطرد والابعاد والدفع.

(٨) الكافي: ٢/١٨٨ ح ٧، عنه الوافي: ٥/٦٥١ ح ٨، والبحار: ٦٣/ ٢٥٨ ح ١٣١، و٧٤/٢٦٣ ح ٦١.

٢٠