القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ١

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 574

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 574
المشاهدات: 45095
تحميل: 3809

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 574 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45095 / تحميل: 3809
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


تحميل الكتاب القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام ، آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه ، شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام

قال نوف: فأقبلا عليه جندب والربيع فقالا: ما سمة شيعتكم وصفتهم يا أميرالمؤمنين؟ فتثاقل عن جوابهما(١) فقال: اتّقيا اللَّه أيّها الرجلان وأحسنا، فإنّ اللَّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون.

فقال همّام بن عبادة - وكان عابداً مجتهداً -: أسألك بالّذي أكرمكم أهل البيت وخصّكم وحباكم وفضّلكم تفضيلاً إلّا أنبأتنا بصفة شيعتكم. فقال عليه السلام: لاتقسم فساُنبّئكم جميعاً وأخذ بيد همّام فدخل المسجد، فسبّح ركعتين(٢) وأوجزهما وأكملهما (٣) ثمّ جلس وأقبل علينا وحفّ القوم به، فحمداللَّه واثنى عليه وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ قال:

أمّا بعد فإنّ اللَّه جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه خلق خلقه فألزمهم عبادته وكلّفهم طاعته، وقسّم بينهم معايشهم، ووضعهم في الدنيا بحيث وضعهم، وهو في ذلك غنيّ عنهم لاتنفعه طاعة من أطاعه، ولاتضرّه معصية من عصاه منهم.

وساق الراوي كلامه إلى أن قال: ثمّ وضع أميرالمؤمنين عليه السلام يده على منكب همّام بن عبادة وقال: ألا من سأل عن شيعة أهل البيت الّذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم في كتابه مع نبيّه تطهيراً، فهم العارفون باللَّه، العاملون بأمر اللَّه أهل الفضائل والفواضل(٤) منطقهم الصواب، وملبسهم(٥) الإقتصاد، ومشيهم

____________________

(١) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ٥٤٧/٢، تثاقله عليه السلام عن جوابه، لأنّه عليه السلام علم أنّ المصلحة في تأخير الجواب وكأنّه حضر المجلس من لايحبّ أن يجيب - وهو حاضر -. ولعلّه بتثاقله عليه السلام يشتدّ شوق همّام إلى سماع الموعظة، ولعلّه من باب تأخير البيان إلى وقت الحاجة، لا عن وقت الحاجة. وقال ابن ميثم في شرح النهج: ٣٦٤ تثاقله عليه السلام لخوفه على همّام كما يدلّ عليه قوله عليه السلام: أما واللَّه لقد كنت أخافها عليه.

(٢) في النهاية: قد يطلق التسبيح على صلاة التطوّع والنافلة.

(٣) أي أوجزهما كمّاً وأكملهما كيفاً.

(٤) الفواضل: الأيادي الجسيمة أو الجميلة.

(٥) الملبس - بفتح الباء -: ما يلبس.

٥٤١

التواضع بخعوا(١) للَّه تعالى بطاعته، وخضعوا له بعبادته، فمضوا غاضّين(٢) أبصارهم عمّا حرّم اللَّه عليهم، واقفين أسماعهم على العلم بدينهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالّذي(٣) نزلت منهم في الرخاء(٤) رضىً عن اللَّه بالقضاء، فلولا الآجال الّتي كتب اللَّه لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى لقاء اللَّه والثواب، وخوفاً من العقاب.

عظم الخالق في أنفسهم، وصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة(٥) كمن رآها فهم على أرائكها متّكؤن، وهم والنار كمن أدخلها فهم فيها يعذّبون، قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأجسادهم نحيفة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة(٦) ومعرفتهم(٧) في الاسلام عظيمة، صبروا أيّاماً قليلة فأعقبتهم راحة طويلة وتجارة(٨) مربحة يسّرها لهم ربٌّ كريم، اُناس أكياس، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها.

أمّا الليل فصافّون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلاً(٩) يعظون أنفسهم بأمثاله ويستشفون لدائهم بدوائه تارة، وتارة يفترشون جباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، ويمجّدون جبّاراً

____________________

(١) بخع له: تذلّل له وأطاع وأقرّ.

(٢) غضّ بصره: كفّه وخفضه.

(٣) في الأصل: كالّذين. وقال ابن ميثم: يحتمل أن يكون المراد بالّذي: الّذين، فحذف النون كما في قوله تعالى:( وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ) التوبة: ٦٩، أي نزلت في البلاء كالنزول الّذي نزلت في الرخاء.

(٤) الرخاء - بالفتح -: سعة العيش.

(٥) فهم والجنّة: روي «والجنّة» بالنصب فيكون الواو بمعنى مع، وروي بالرفع على أنّه معطوف على «هم».

(٦) العفّة: كفّ النفس عن المحرّمات، بل عن الشبهات والمكروهات أيضاً.

(٧) في البحار: ومعونتهم.

(٨) تجارة: عطف بيان للرّاحة.

(٩) يرتّلونه: في بعض المصادر يرتّلونها، فالضمير يرجع لأجزاء القرآن، وفي معنى الترتيل قال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّه حفظ الوقوف وأداء الحروف.

٥٤٢

عظيماً ويجأرون إليه جلّ جلاله في فكاك رقابهم، هذا ليلهم.

فأمّا النهار، فحلماء علماء بررة أتقياء، براهم(١) خوف باريهم فهم أمثال القداح(٢) يحسبهم الناظر إليهم مرضى وما بالقوم من مرض، أو قد خولطوا وقد خالط القوم من عظمة ربّهم وشدّة سلطانه أمر عظيم، طاشت(٣) له قلوبهم، وذهلت منه عقولهم، فإذا استقاموا من ذلك بادروا إلى اللَّه تعالى بالأعمال الزاكية، لايرضون له بالقليل ولايستكثرون له الجزيل.

فهم لأنفسهم متّهمون، ومن أعمالهم مشفقون(٤) إن زكّي(٥) أحدهم خاف ممّا يقولون وقال: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربّى أعلم بي، اللّهمّ لاتؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً ممّا يظنّون، واغفر لي ما لايعلمون فإنّك علّام الغيوب وساتر العيوب.

هذا(٦) ومن علامة أحدهم أن ترى له قوّة في دين، وحزماً في لين (٧) وإيماناً في يقين، وحرصاً على علم، وفهماً في فقه، وعلماً في حلم، وكيساً (٨) في رفق وقصداً في غنى، وتجمّلاً (٩) في فاقة، وصبراً في شدّة، وخشوعاً في عبادة، ورحمة

____________________

(١) برى العود أو الحجر: نَحَته أي قشره. وبرى الجوع الانسان: هزله.

(٢) القداح: جمع قِدح وهو السهم قبل أن يراش وينصّل.

(٣) طاش: اضطرب.

(٤) الإشفاق: الخوف. اشفاقهم من السيّئات وإن تابوا منها، لإحتمال عدم قبول توبتهم، ومن الحسنات لإحتمال عدم القبول.

(٥) التزكية: المدح.

(٦) هذا: أي خذ هذا، وهو فصل في الكلام شايع.

(٧) الحزم - بالفتح -: ضبط الأمر، والأخذ فيه بالثقة، والحذر من فواته وكأنّ المعنى أنّه لايصير حزمه سبباً لخشونته، بل مع الحزم يداري الخلق ويلاينهم.

(٨) الكيْس: الفطانة.

(٩) التجمّل: التزيّن، والتجمّل في الفاقة: سلوك مسلك الأغنياء والمتجمّلين في حال الفقر وذلك بترك الشكوى إلى الخلق وعدم إظهار الفاقة للناس.

٥٤٣

للمجهود(١) وإعطاء في حقّ، ورفقاً في كسب، وطلباً في حلال، وتعفّفا في طمع(٢) وطمعاً في غير طبع - أي دنس(٣) - ونشاطاً في هدى، واعتصاماً في شهوة، وبرّاً في استقامة، لايغيرّه ما جهله(٤) ولايدع احصاء ما عمله، يستبطئ نفسه في العمل وهو من صالح عمله على وجل، يصبح وشغله الذكر، ويمسي وهمّه الشكر، يبيت حذراً من سنة الغفلة، ويصبح فرحاً لما أصاب من الفضل والرحمة.

إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما إليه تشره(٥) رغبته فيما يبقى، وزهادته فيما يفنى، قد قرن العمل بالعلم، والعلم بالحلم، يظلّ دائماً نشاطه، بعيداً كسله، قريباً أمله، قليلاً زلله، متوقّعاً أجله، خاشعاً قلبه، ذاكراً ربّه قانعةً نفسه، عازباً(٦) جهله، محرزاً دينه، ميّتاً داؤه(٧) كاظماً غيظه، صافياً خلقه، آمناً منه جاره، سهلاً أمره، معدوماً كبره، بيّناً صبره، كثيراً ذكره، لايعمل شيئاً من الخير رياء ولايتركه حياءً، الخير منه مأمول والشرّ منه مأمون.

إن كان بين الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، قريب معروفه، صادق قوله، حسن فعله، مقبل خيرة، مدبر شرّه، غائب مكره، في الزلازل وقور(٨)

____________________

(١) المجهود: الوسع والطاقة.

(٢) كأنّ في بمعنى «عن» أو بمعنى «مع»، فالمراد الطمع من اللَّه.

(٣) كأنّه من كلام الراوي، وفي النهاية: الطبع - بالتحريك -: الدنس وأصله من الدنس والوسخ يغشيان السيف ثمّ استعمل فيما يشبه ذلك من الأوزار والآثام.

(٤) لايغيّره ما جهله: أي من عيوبه، والأظهر: لايغرّه ثناء من جهله.

(٥) شره - كفَرحَ -: غلب حرصه.

(٦) عازباً: غائباً.

(٧) وفي الكافي بدل هذه الجملة: «ميتة شهوته».

(٨) الزلازل: الشدائد، والوقور: من الوَقار، وهو الحلم والرزانة.

٥٤٤

فى المكاره صبور، في الرخاء شكور، لايحيف(١) على من يبغض، ولا يأثم(٢) فيمن يحبّ، ولا يدّعي ما ليس له، ولايجحد ما عليه.

يعترف بالحقّ قبل أن يشهد به عليه، لايضيع ما استحفظه(٣) ولاينابز(٤) بالألقاب، ولايبغى على أحد، ولايغلبه الحسد، ولايضارُّ بالجار، ولايشمت بالمصاب، مؤدّ للأمانات، عامل بالطاعات، سريع إلى الخيرات، بطيء عن المنكرات، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه.

لايدخل في الاُمور بجهل، ولايخرج من الحقّ بعجز، إن صمت لم يعيه الصمت وإن نطق لم يعيه اللفظ، وإن ضحك لم يعل به صوته، قانع بالّذي قُدّر له لايجمح(٥) به الغيظ، ولايغلبه الهوى، ولايقهره الشحّ، يخالط الناس بعلم، ويفارقهم بسلم، يتكلّم ليغنم، ويسأل ليفهم، نفسه منه في عناء.

والناس منه في راحة، أراح الناس من نفسه وأتعبها لآخرته(٦) إن بغي عليه صبر ليكون اللَّه تعالى هو المنتصر له، يقتدي بمن سلف من أهل الخير قبله، فهو قدوة لمن خلف من طالب البرِّ بعده، أولئك عمّال اللَّه ومطايا (٧) أمره وطاعته، وسرج أرضه وبريّته، أولئك شيعتنا وأحبّتنا ومنّا ومعنا ألا ها (٨) شوقاً إليهم.

فصاح همّام بن عبادة صيحة وقع مغشياً عليه، فحرّكوه فإذا هو قد فارق

____________________

(١) الحيف: الجور والظلم.

(٢) ولايأثم: المراد بالإثم الميل عن الحقّ، والغرض أنّه لايترك الحقّ للعداوة والمحبّة إذا كان حاكماً.

(٣) ما استحفظه: أي ما أودع عنده من الأموال و الأسرار.

(٤) المنابزة والتنابز: التعاير والتداعي بالألقاب.

(٥) جمح الرجل: ركب هواه فلايمكن ردّه.

(٦) في الأصل: لاخوته.

(٧) المطايا: جمع المطيّة وهي الدابّة تمطو أي تسرع في مسيرها.

(٨) ألا ها: ألا حرف تنبيه، وها إمّا اسم فعل بمعنى خذ، أو حكاية عن تنفّس طويل تحسّراً على عدم لقائهم.

٥٤٥

الدنيا رحمة اللَّه عليه فاستعبر الربيع باكياً وقال: لأسرع ما أودت(١) موعظتك يا أميرالمؤمنين بابن أخي، ولوددت لو أنّي بمكانه.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: هكذا(٢) تصنع المواعظ البالغة بأهلها، أما واللَّه لقد كنت أخافها عليه فقال له قائل: فما بالك أنت (٣) يا أميرالمؤمنين! فقال: ويحك إنّ لكلّ واحد أجلاً لايعدوه (٤) وسبباً لن يجاوزه، فمهلاً لاتعدُ لها، فإنّما نفثها على لسانك الشيطان.

قال: فصلّى عليه أميرالمؤمنين عليه السلام عشيّة ذلك اليوم، وشهد جنازته ونحن معه.

قال الراوي عن نوف: فصرت إلى الربيع بن خيثم فذكرت له ما حدّثني نوف فبكى الربيع حتّى كادت نفسه أن تفيض(٥) ، وقال: صدق أخي، لاجرم أنّ موعظة أميرالمؤمنين عليه السلام وكلامه ذلك منّي بمرأى ومسمع، وما ذكرت ما كان من همّام بن عبادة يومئذ وأنا في بلهنية(٦) إلّا كدّرها ولا لشدّة إلّا فرَّجها.(٧)

____________________

(١) أود: أعوج. وآد الشيء حاملَه: أثقله وأجهده، أو حناه من ثقله.

(٢) هكذا: في محلّ النصب نائب للمفعول المطلق لقوله «تصنع» والتقديم للحصر، والمشار إليه نوع من التأثير صارفي همّام سبب موته.

(٣) فما بالك: أي ما حالك حيث لم يفعل العلم بتلك الصفات أو ذكرها أو سماعك من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل بهمّام.

(٤) هذا جواب أميرالمؤمنين عليه السلام، وذكر بعض المحقّقين أنّه أجابه عليه السلام بالإشارة إلى السبب البعيد وهو الأجل المحتوم به القضاء الإلهي، وهو جواب مقنع للسامع مع أنّه حقّ وصدق، وأمّا السبب القريب الفرق بينه وبين همّام ونحوه لقوّة نفسه القدسيّة على قبول الواردات الإلهيّة وتعوّده بها وبلوغ رياضته حدّ السكينة عند ورود أكثرها وضعف نفس همّام عمّا ورد عليه من خوف اللَّه ورجائه وأيضاً فإنّه عليه السلام كان متّصفاً بهذه الصفات لم يفقدها حتّى يتحسّر على فقدها.

(٥) في الأصل: أن تقبض.

(٦) البلهنية - بضمّ الباء -: الرخاء وسعة العيش، وفي بعض المصادر: هنيئة.

(٧) كنز الفوائد: ٨٩/١، أمالي المفيد: ٧٨، عنه البحار: ١٩٢/٦٨ ح ٤٨، ورواه الخطيب في تاريخ =

٥٤٦

٩/٦٦٠- الشيخ أبوجعفر الطوسي قدس سره : بإسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلى سليمان الديلمي، عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام قال: قلت لسيّدي أبي عبداللَّه عليه السلام ما معنى قول اللَّه عزّوجلّ:( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) (١) ؟ قال: كتاب كتبه اللَّه عزّوجلّ قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورقة آس، فوضعها على العرش.

قلت: يا سيّدي وما في ذلك الكتاب؟ قال: مكتوب «يا شيعة آل محمّد أعطيتكم قبل أن تسألوني، وغفرت لكم قبل أن تعصوني، وعفوت عنكم قبل أن تذنبوا، من جاءني بالولاية أسكنته جنّتي برحمتي».(٢)

ورواه محمّد بن العبّاس مثله.(٣)

١٠/٦٦١- في جامع الأخبار وكشف الغمّة : عن الصدوق بأسانيده، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري رحمة الله قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ اللَّه خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام من نور، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا، فسبّحنا وسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا ووحّدنا فوحّدوا.

ثمّ خلق اللَّه السماوات والأرضين وخلق الملائكة، فمكثت الملائكة مائة عام لاتعرف تسبيحاً ولاتقديساً ولاتمجيداً، فسبّحنا وسبّحت شيعتنا فسبّحت

____________________

= بغداد: ١٦٢/٧، والصدوق رحمة الله في الأمالي: ٦٦٥ ح٢ المجلس الرابع والثمانون، وفضائل الشيعة: ٩٦ ح ٣٥ (نحوه)، وأورده السيّد الرضي في نهج البلاغة: الخطبة ١٩٣، وسليم بن قيس في كتابه: ٢٣٨.

أقول: استفدت من بيان العلّامة المجلسي رحمة الله في ذكر الهامش، ونقلته عن مواضع من البحار.

(١) القصص: ٤٦.

(٢) تأويل الآيات: ٤١٧/١ ح ١١، عنه البحار: ٢٩٦/٢٦ ح ٦٢.

(٣) تأويل الآيات: ٤١٧/١ ح ١٠، عنه البحار: ٢٩٦/٢٦ ح ٦١، والبرهان: ٢٢٧/٣ ح١، ورواه فرات في تفسيره: ٣١٦ ح ٤٢٦ (نحوه)، عنه البحار: ٣٦٢/١٣ ح ٨٠، و٢٦٦/٢٤ ح ٣٠، ورواه المفيد في الإختصاص: ١٠٩ بإسناده عن أبي سعيد المدائني (نحوه) عنه البحار: ٦٤/٦٨ ح ١١٦.

٥٤٧

الملائكة لتسبيحنا، وقدّسنا فقدّست شيعتنا فقدّست الملائكة لتقديسنا، ومجّدنا فمجّدت شيعتنا فمجّدت الملائكة لتمجيدنا، ووحّدنا فوحّدت شيعتنا فوحّدت الملائكة لتوحيدنا، وكانت الملائكة لاتعرف تسبيحاً ولاتقديساً من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا، فنحن الموحّدون حين لا موحّد غيرنا، وحقيق على اللَّه تعالى كما اختصّنا واختصّ شيعتنا أن ينزلنا أعلى علّيّين.

إنّ اللَّه سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون(١) أجساماً(٢) فدعانا فأجبناه، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر اللَّه.(٣)

١١/٦٦٢- في الإكمال والعيون : في رواية اُبيّ بن كعب بأسانيده عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في خلقة الأئمّة عليهم السلام إلى أن قال: فركب اللَّه عزّوجلّ في صلبه نطفة مباركة زكيّة، وأخبرني جبرئيل عليه السلام إنّ اللَّه تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفراً، وجعله هادياً مهديّاً وراضياً مرضيّاً، يدعو ربّه فيقول في دعائه:

«يا دان(٤) غير متوان، يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاءً ولهم عندك رضىً، واغفر ذنوبهم، ويسِّر اُمورهم، واقض ديونهم، واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر الّتي بينك وبينهم، يا من لايخاف الضيم(٥) ولاتأخذه سنة ولا نوم، اجعل لي من كلّ [همّ و] غمّ فرجاً»، من دعا بهذا الدعاء حشره اللَّه عزّوجلّ أبيض الوجه مع جعفر بن محمّد عليهما السلام إلى الجنّة.(٦)

____________________

(١) تكون، خ.

(٢) قال العلّامة المجلسي رحمة الله: أي قبل أن نحلّ الأبدان العنصريّة.

(٣) جامع الأخبار: ص٩، عنه البحار: ٣٤٣/٢٦ ح ١٦، كشف الغمّة: ٤٥٨/١، عنه البحار: ٨٠/٣٧ ح ٤٩، وأخرجه في ج ١٣١/٢٧ ح ١٢٢ (مثله) عن كتاب منهج التحقيق.

(٤) في الإكمال: يا ديّان.

(٥) الضيم: الظلم.

(٦) كمال الدين: ٢٦٦ ضمن ح ١١، عنه البحار: ٢٠٦/٣٦ ضمن ح ٨، عيون الأخبار: ٦٢ ٥٩/١ عنه البحار: ١٨٥/٩٤ ح١.

٥٤٨

١٢/٦٦٣- في المحاسن : عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة، عن أبيه قال: دخلنا على الصادق عليه السلام أنا والمعلّى بن خنيس فقال: يا عقبة، لايقبل اللَّه من العباد يوم القيامة إلّا هذا الّذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - قال:

ثمّ اتّكأ وغمز إليّ المعلّى أن سله فقلت: يابن رسول اللَّه إذا بلغت نفسه هذه فأيّ شيء يري؟ فردّد عليه بضعة عشرة مرّة: أيّ شيء يري؟ فقال في كلّها: يرى لايزيد عليها، ثمّ جلس في آخرها فقال:

يا عقبة، قلت: لبّيك وسعديك، فقال: أبيت إلّا أن تعلم؟ فقلت: نعم يابن رسول اللَّه [إنّما ديني مع دمي فإذا ذهب دمي كان ذلك](١) وكيف بك يابن رسول اللَّه كلّ ساعة؟ وبكيت، فرقّ لي. فقال: يراهما واللَّه، قلت: بأبي أنت واُمّي من هما؟ فقال: ذاك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام.

يا عقبة، لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتّى تراهما، قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لا، بل يمضي أمامه، فقلت له: يقولان شيئاً جعلت فداك؟ فقال: نعم يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عند رأسه، وعليّ عليه السلام عند رجليه فيكبّ عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: يا وليّ اللَّه أبشر، أنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إنّي خير لك ممّا تترك من الدنيا.

____________________

(١) بدل ما بين المعقوفتين في الكافي: إنّما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك.

قال العلّامة المجلسي رحمة الله: في قوله: «إنّما ديني مع دمي» المراد بالدم الحياة، أي لا أترك طلب الدين ما دمت حيّاً، فإذا ذهب دمي أي متّ كان ذلك أي ترك الطلب.

أو المعنى: أنّه إنّما يمكنني تحصيل الدين ما دمت حيّاً، فقوله: فإذا ذهب دمي استفهام انكاري أي بعد الموت كيف يمكنني طلب الدين.

وعلى نسخة الكافي: «إنّما ديني مع دينك» أي إنّ ديني إنّما يستقيم إذا كان موافقاً لدينك، فإذا ذهب ديني - لعدم علمي بما تعتقده - كان ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي.

٥٤٩

ثمّ ينهض رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فيقدم عليه عليّ عليه السلام حتّى يكبّ عليه فيقول: يا وليّ اللَّه أبشر، أنا عليّ بن أبي طالب الّذي كنت تحبّني، أما لأنفعنّك.

ثمّ قال أبوعبداللَّه عليه السلام: أما إنّ هذا في كتاب اللَّه عزّوجلّ، قلت: أين هذا جعلت فداك من كتاب اللَّه؟ قال: في سورة يونس قول اللَّه تعالى هاهنا:( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (١) .(٢)

ورواه العيّاشي عن عقبة مثله.(٣)

١٣/٦٦٤- في تفسير فرات : في النبويّ، أنّه قال لعلي عليه السلام: هذا جبرئيل يخبرني عن اللَّه عزّوجلّ: إذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك ركباناً على نوق من نور البرق، يطيرهم في أرجاء(٤) الهواء ينادون في عرصة الهواء: نحن العلويّون فيأتيهم النداء من قبل اللَّه: أنتم المقرّبون الّذين لاخوف عليكم [اليوم] (٥) ولا أنتم تحزنون. (٦)

١٤/٦٦٥- في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة، لايتيقّن الوصول إلى رضوان اللَّه حتّى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له، وذلك أنّ ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدّة علّته، وعظيم ضيق صدره بما يخلّفه من أمواله، ولما هو عليه من اضطراب أحواله من معامليه وعياله، وقد بقيت في نفسه حسراتها، واقتطع دون أمانيه فلم ينلها، فيقول له ملك الموت: ما لك تجرع غصصك؟ فيقول: لاضطراب

____________________

(١) يونس: ٦٤ و ٦٣.

(٢) المحاسن: ١٣٣ ح ١٥٨، عنه البحار: ١٨٥/٦ ح ٢٠.

(٣) العيّاشي: ١٢٥/٢ ح ٣٣، عنه البحار: ١٨٦/٦ ذ ح ٢٠، ورواه في الكافي: ١٢٨/٣ ح١، عنه البحار: ٢٣٧/٣٩ ح ٢٣، والبرهان: ١٨٩/٢ ح١.

(٤) أرجاء: جمع الرجا: الناحية.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) تفسير فرات: ١٢٠ ضمن ح ١٢٧، عنه البحار: ٢٣٧/٧ ضمن ح ٨.

٥٥٠

أحوالي واقتطاعك لي دون [أموالي و] آمالي.

فيقول له ملك الموت: وهل يجزع(١) عاقل من فقد درهم زائف [وقد اعتاض عنه بألف](٢) ألف ضعف الدنيا؟ فيقول: لا، فيقول ملك الموت: فانظر فوقك فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها الّتي تقصر دونها الأمانيّ.

فيقول له ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك هاهنا وذرّيّتك صالحاً فهم(٣) هناك معك أفترضى به بدلاً ممّا هاهنا؟ فيقول: بلى واللَّه.

ثمّ يقول ملك الموت: اُنظر، فينظر فيرى محمّداً وعليّاً والطيّبين من آلهما في أعلى علّيّين فيقول له: أو تراهم؟ هؤلاء سادتك وأئمّتك، هم هناك جلّاسك وأناسك(٤) أفما ترضى بهم بدلاً ممّا تفارق هنا؟ فيقول: بلى وربّي.

فذلك ما قال اللَّه تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ) (٥) فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها ولاتحزنوا على ما تخلفونه من الذراري والعيال والأموال، فهذا الّذي شاهدتموه في الجنان بدلاً منهم ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (٦) هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم واُناسكم وجلّاسكم (٧) ونحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ

____________________

(١) يحزن، خ.

(٢) هكذا في التأويل، وفي المصدر: واعتياض ألف.

(٣) فهو، خ.

(٤) الجلّاس: جمع الجليس، والاناس - جمع الانس -: من تأنّس به.

(٥، ٦) فصّلت: ٣٠.

(٧) إلى هنا يكون في المصدر والبحار، وزاد في تأويل الآيات ما بعده.

٥٥١

رَّحِيمٍ ) (١) .(٢)

١٥/٦٦٦- الحمويني وهو من أعيان علماء العامّة قال : رأيت بخطّ جدّي شيخ الإسلام بأسانيده المفصّلة عن المقداد بن الأسود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: معرفة آل محمّد عليهم السلام براءة من النار، وحبّ آل محمّد عليهم السلام جواز على الصراط، والولاء لآل محمّد عليهم السلام أمان من العذاب.(٣)

١٦/٦٦٧- موفّق بن أحمد : بأسانيده المفصّلة عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال سلمان رضي الله عنه: كنت ذات يوم عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال له: ألا اُبشّرك؟ قال: بلى يا رسول اللَّه قال: هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن اللَّه جلّ جلاله أنّه قد أعطى محبّيك وشيعتك سبع خصال:

الرفق عند الموت، والاُنس عند الوحشة، والنور عند الظلمة، والأمن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنّة قبل سائر الناس (من الاُمم) بثمانين عاماً.(٤)

١٧/٦٦٨- أمالي ابن الشيخ : بأسانيده المفصّلة عن جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: من أحبّنا للَّه وأحبّ محبّنا لا لغرض دنيا يصيبها منه، وعادى عدوّنا لا لإحنة(٥) كانت بينه وبينه، ثمّ جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر

____________________

(١) فصّلت: ٣١ و٣٢.

(٢) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ٢٣٩ ح ١١٧، عنه البحار: ١٧٦/٦ ح٢، و٢٦/٢٤ ح٤، والبرهان: ١١١/٤ ح ١٢، والمحتضر: ٢٢، وأخرجه في تأويل الآيات: ٥٣٧/٢ ح ١١ (مثله).

(٣) فرائد السمطين: ٢٥٦/٢ ح ٥٢٥، ينابيع المودّة: ٢٦٣.

(٤) رواه الصدوق في الأمالي: ٤١٦ ح ١٥ المجلس الرابع والخمسون، عنه البحار: ٩/٦٨ ح٤ وأخرجه في ص ١١ ح٩ بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، عن الخصال: ٤٠٢/٢ ح ١١٢ (نحوه) وذكر في ذيله بيان، ورواه البرسي رحمة الله في المشارق: ١٥٠، وفيه: بأربعين عاماً.

(٥) الإحنة: الحقد.

٥٥٢

غفر اللَّه تعالى له.(١)

١٨/٦٦٩- في الإختصاص : بأسانيده عن ابن نباتة قال: أتيت أميرالمؤمنين عليه السلام لاُسلّم عليه فجلست أنتظره، فخرج إليّ، فقمت إليه فسلّمت عليه، فضرب على كفّي ثمّ شبّك أصابعه في أصابعي ثمّ قال: يا أصبغ بن نباتة قلت: لبّيك وسعديك يا أميرالمؤمنين.

فقال: إنّ وليّنا وليّ اللَّه، فإذا مات وليّ اللَّه كان من اللَّه بالرفيق الأعلى، وسقاه من النهر أبرد من الثلج وأحلى من الشهد وألين من الزبد.

فقلت: بأبي أنت واُمّي وإن كان مذنباً؟ فقال: نعم وإن كان مذنباً، أما تقرأ القرآن( فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٢) يا أصبغ، إنّ وليّنا لو لقى اللَّه وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل لغفرها اللَّه له إن شاء اللَّه تعالى.(٣)

١٩/٦٧٠- فيه أيضاً : بأسانيده عن الرضا عليه السلام عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ اللَّه تعالى ليتحمّل عن محبيّنا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان منهم فيها على إضرار وظلم للمؤمنين. فيقول للسيّئات: كوني حسنات.(٤)

٢٠/٦٧١- في تفسير فرات : عليّ بن أحمد بن خلف الشيباني معنعناً عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: بينما النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة أيّام الموسم إذا

____________________

(١) أمالي الطوسي: ١٥٦ ح ١١ المجلس السادس، عنه البحار: ٥٤/٢٧ ح٧، وأخرجه في بشارة المصطفى: ٩٠، عنه البحار: ١٠٦/٢٧ ح ٧٧، إرشاد القلوب: ٧٧/٢، غاية المرام: ٥٩٢ ح ٣٥.

أقول: روى البرقي رحمة الله في المحاسن: ١٢٤ ح ١٢٠ عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: من أحبّنا لا لدنيا يصيبها منّا وعادى عدوّنا لا لشحناء كانت بينه وبينه أتى اللَّه يوم القيامة مع محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم وعليّ عليهما السلام.

(٢) الفرقان: ٧٠.

(٣) الإختصاص: ٦٠، عنه البحار: ٢٨٠/٣٤ ح ١٠٢٤.

(٤) أمالي الطوسي: ١٦٤ ح ٢٦ المجلس السادس، عنه البحار: ١٠٠/٦٨ ح٥.

٥٥٣

التفت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه السلام وقال: هنيئاً لك وطوبى لك يا أباالحسن، إنّ اللَّه قد أنزل عليّ آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإيّاك فيها سواء فقال:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (١) بيوم عرفة ويوم جمعة.

هذا جبرئيل يخبرني عن اللَّه تعالى: إنّ اللَّه يبعثك وشيعتك يوم القيامة ركباناً غير رجال على نجائب رحائلها(٢) من النور فتناخ(٣) عند قبورهم، فيقال لهم: اركبوا يا أولياء اللَّه، فيركبون صفّاً معتدلاً أنت أمامهم إلى الجنّة، حتّى إذا صاروا إلى الحشر(٤) ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة، فتذرى في وجوههم المسك الأذفر، فينادون بصوت لهم: نحن العلويّون فيقال لهم: إن كنتم العلويّين فأنتم الآمنون، ولا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون.(٥)

٢١/٦٧٢- عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : من صافح محبّاً لعليّ عليه السلام غفر اللَّه له الذنوب وأدخله الجنّة بغير حساب.(٦)

____________________

(١) المائدة: ٣.

(٢) الرحائل: جمع الرحالة: السرج من جلود.

(٣) أناخ الجمل: أبركه.

(٤) في المصدر والبحار: الفحص، والفحص كلّ موضع يسكن.

(٥) تفسير فرات: ١٢٠ ح ١٢٦، عنه البحار: ١٣٣/٣٦ ح ٨٦.

(٦) مائة منقبة: ٦٩ المنقبة التاسعة والثلاثون، عنه البحار: ١١٥/٢٧ ح ٩٠، وأورده الخوارزمي في المناقب: ٣١٦ ح ٣١٧، وللحديث صدر ما ذكره المؤلّف رحمة الله.

٥٥٤

الخاتم ة

أقول : إنّ ما ذكرنا في كتابنا هذا من المناقب المحيّرة للعقول وجعلناها قطرة بالنسبة إلى ما لم نذكره من مناقب إمكانيّة للأئمّة عليهم السلام مترشّحةٌ من إفاضات اللَّه جلّت عظمته، وينبغي لنا الآن أن نستدلّ على عظمة خالقهم.

قال الشاعر الفارسي:

حسن یوسف کس در این عالم ندید

حسن آن دارد که یوسف آفرید

وليس لنا أن نتكلّم ونتجاسر في عظمته - تقدّست أسماؤه - إلّا بما ألهم به الحقّ سبحانه وتعالى، وأوحى إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، فإنّ ربّ البيت أدرى بالّذي فيه، مع أنّهم عليهم السلام يعبّرون عنها بما تاهت به العقول، وقصرت الألسنة عن التعبير عنها. قال الناظم الفارسي:

هزار مرتبه شستن دهان به مشک و گلاب

هنوز نام تو بردن، کمال بی ادبی است

فالحقّ الحقيق أن نقتصر في ذلك على كلماتهم عليهم السلام فقط، وهي كثيرة.

منها : ما روي أنّه تعالى سمّي «العظيم» لأنّه خالق الخلق العظيم، وربّ العرش العظيم وخالقه.(١)

وقد جعل الشيخ الصدوق قدس سره في كتاب التوحيد باباً مستقلّاً في ذكر عظمة اللَّه جلّ جلاله.(٢)

____________________

(١) البحار: ٢٠٨/٤ س٤.

(٢) التوحيد: ٢٧٥ باب ٣٨.

٥٥٥

ومنها : ما قال الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام في دعائه: «يا من لاتنقضي عجائب عظمته».(١)

ومنها : قول أميرالمؤمنين عليه السلام: ولاتقدِّر عظمةَ اللَّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين.(٢)

أقول مستعيناً باللَّه : العظيم المطلق هو اللَّه سبحانه لاستيلائه على جميع الممكنات بالإيجاد والإفناء، وليست عظمته عظمة مقداريّة ولا عدديّة لتنزّهه عن المقدار والمقداريّات، والكمّ والكمّيّات، بل هي عبارة عن كمال الذات والصفات بما لايتناهى عدّة ولا مدّة، وكلّما تأمّلها الإنسان وأجال فيها النظر يجد من كمال قدرته وآثار حكمته جلّ شأنه لاتتناهى قدراً وعرفاناً، بل كلّما غاص العارف المتقرّب إليه في البحر الزاخر من عظمته، وعبر منزلاً من منازلها ازدادت عظمته في نفسه، وعلم منها فوق ما علم أوّلاً، وهكذا حتّى يكمل عقد يقينه بذلك، ويبلغ إلى غاية ما يتصّور له من منازلها، فينادي بالعجز عن معرفته مقرّاً بعلوّ عظمته.

ولذا قال بعض أهل التحقيق: إنّ عظمته تعالى عبارة عن تجاوز قدره حدود العقول حتّى لايتصوّر الإحاطة بكنهه وحقيقته.(٣)

وقال بعض العارفين: إنّ عظمة الحقّ جلّ وعلا صفة إضافية ثانية له تعالى

____________________

(١) الصحيفة السجّاديّة: الدعاء الخامس، دعاؤه عليه السلام لنفسه ولأهل ولايته.

وقال العلّامة المجلسي رحمة الله في بيان قوله عليه السلام: «لاتنقضي عجائبه» أي كلّما تأمّل الإنسان يجد من آثار قدرته و عجائب صنعته ما لم يكن وجده قبل ذلك، ولاينتهي إلى حدّ، وأ نّه كلّ يوم يظهر من آثار صنعه خلق عجيب وطور غريب يحار فيه العقول والأفهام.

(٢) نهج البلاغة: الخطبة ٩١ تعرف بخطبة الأشباح، عنه البحار: ١٠٦/٥٧ ح ٩٠.

(٣) قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في معنى اللَّه اكبر: اللَّه أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته و جلاله.

وفي الدعاء: وحارت أبصار ملائكتك المقرّبين، وذهلت عقولهم في فكر عظمتك.

وفي دعاء آخر: لايبلغ الواصفون كنه عظمتك.

٥٥٦

بالقياس إلى إعتقاد العبد وتصوّره، وإثباته لغيره عزّوجلّ وجوداً، وإلاّ فليس لما سواه في جنب وجوده تعالى وجود حتّى يتّصف بالعظمة بالقياس إليه.

ويؤيّد هذا الكلام قول الصادق عليه السلام: وهل هناك شيء في جواب من قال: اللَّه أكبر من كلّ شيء، إشارة إلى مقام قدسه عزّوجلّ، بل ورد في تفسير التكبير معنيان.

الأوّل : قال عليه السلام: اللَّه، أكبر من أن يوصف.(١)

الثاني : قال عليه السلام: أكبر من أن ينال(٢) لكنّ الإنسان يتصوّر لنفسه بقوّته الوهميّة وجوداً مستقلاً وبواسطة وجوده الموهوم أثبت للعالم وأفراده وجوداً مستقلاً يقيس إليها وجود الحقّ فيصفه بالعظمة، ثمّ يقدر ما يظهر قصور وجوده وضعفه وتصوّر الوجودات وضعفها يزيد في نظره عظمة الحقّ، ولهذا قيل: إنّ ظهور الأنسان سبب خفاء الحقّ في هذا العالم فبقدر إنكساره وافتقاره يظهر وجود الحقّ وعظمته وكبريائه.

ومنها : ما روي عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: إيّاكم والتفكّر في اللَّه، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه.(٣)

ومنها : حكى الزمخشري في ربيع الأبرار قال: قرب إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام طهوره في وقت ورده فوضع يده في الإناء ليتوضّأ، ثمّ رفع رأسه فنظر إلى السماء والقمر والكواكب فجعل يفكّر في خلقها حتّى أصبح وأذّن المؤذّن، ويده في الإناء.

____________________

(١) الكافي: ١١٧/١، عنه البحار: ٣٦٦/٨٤ ح ٢٠، معاني الأخبار: ١٠، عنه البحار: ٢١٩/٩٣ ح٢، المحاسن: ١٨٨ ح ٢٢٦.

(٢) البحار: ٣٤٥/١٨ ضمن ح ٣٤٥.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث: أتدرون ما يقول المؤذّن؟ إلى أن قال: فلقوله «اللَّه اكبر» معان كثيرة، وذكر وجوهاً كثيرة في معناه. راجع البحار: ١٣١/٨٤ ح ٢٤.

(٣) الكافي: ٩٣/١ ح٧.

٥٥٧

وحكى ذوالنون المصري قال : سمعت شخصاً قائماً في وسط البحر وهو يقول: سيّدي سيّدي أنا خلف البحور والجزائر، وأنت الملك الفرد بلا صاحب ولا زائر، من الّذي آنس بك فاستوحش؟ أم من الّذي نظر إلى آيات قدرتك فلم يدهش؟ أما في نصبك السماء ذات الطرائق، ورفعك الفلك فوق رؤوس الخلائق، وإجرائك الماء بلا سائق، وإرسالك الريح بلا عائق دليل على فردانيّتك.

أمّا السماوات فتدلّ على صنعتك، وأمّا الفلك فيدلّ على حسن صنعتك، وأمّا الرياح فنشر من نسيم بركاتك، وأمّا الرعود فتصورت بعظيم آياتك، وأمّا الأرض فتدلّ على عظيم حكمتك، وأمّا الأنهار فتنفجر بعذوبة كلمتك، وأمّا الأشجار فتخبر بجميل صنائعك، وأمّا الشمس فتدلّ على تمام بدائعك.

ومنها : في الصحيفة الإدريسيّة، قال اللَّه عزّوجلّ: وأدنى شيء من عجائب صنعته إنّ للَّه ملائكة لو نشر الواحد جناحه لملأ الآفاق وسدّ الآماق، وإنّ له لملكاً نصفه من ثلج جمد، ونصفه من لهب متّقد؛ لا حاجز بينهما، فلا النار تذيب الجمد ولا الثلج يطفىء اللهب المتّقد.

ولهذا الملك ثلاثون ألف رأس، في كلّ رأس ثلاثون ألف وجه، في كلّ وجه ثلاثون ألف فم، في كلّ فم ثلاثون ألف لسان، يخرج من كلّ لسان ثلاثون ألف لغة تقدّس اللَّه بتقديساته، وتسبّحه بتسبيحاته، وتعظّمه بعظماته، وتذكر لطائف فطراته، وكم في ملكه تعالى جدّه من أمثاله ومن أعظم منه.

يجتهدون في التسبيح فيقصرون، ويدأبون في التقديس فيحسرون، وهذا ما خلا شيء من آياتي وجلالي، إنّ في البعوضة الّتي تستحقرها، والذرّة الّتي تستصغرها من العظمة لمن تدبّرها ما في أعظم العالمين، ومن اللطائف لمن تفكّر فيها ما في الخلائق أجمعين، ما يخلو صغير ولاكبير من برهان عليّ وآية فيّ عظمت عن أن اُوصف وكبرت عن أن اُكيّف، حارت الألباب في عظمتي، وكلّت الألسن عن تقدير صفتي، ذلك أنّي أنا اللَّه الّذي ليس كمثلي شيء، وأنا العليّ

٥٥٨

العظيم.(١)

ومنها: ما في الكافي : بإسناده عن الباقر عليه السلام قال: تكلّموا في خلق اللَّه ولاتكلّموا في اللَّه فإنّ الكلام في اللَّه لايزداد صاحبه إلّا تحيّراً.(٢)

ومنها : فيه: بإسناده عن الصادق عليه السلام: يابن آدم لو أكل قلبك طائر لم يشبعه وبصرك لو وضع عليه خرق إبرة لغطّاه، تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض، إن كنت صادقاً فهذه الشمس خلق من خلق اللَّه، فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول.(٣)

ومنها: ما روى الطريحي قدس سره في مجمعه : عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: خلق اللَّه ملكاً تحت العرش فأوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة ثمّ أوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة أخرى، ثمّ أوحى إليه: أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة ثالثة، فأوحى إليه لو طرت حتّى ينفخ في الصور كذلك لم تبلغ الطرف الثاني من العرش، فقال الملك عند ذلك: سبحان ربّي الأعلى وبحمده.(٤)

ومنها: في معالم الزلفى قال : روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: لمّا انتهيت ليلة اُسري بي إلى السماء السابعة رأيت إسرافيل قد جثا لجبهته وقدّم رجلاً وأخّر اُخرى والعرش على منكبه، والصور في فيه بين شدقيه، وقد تهيّأ للنفخ في الصور فما ظننت أن أبلغ حتّى بلغتني النفخة لما رأيت من تهيئته للنفخ.

وسئل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن إسرافيل فقال: له جناح بالمشرق وله جناح بالمغرب ورجلاه تحت الأرض السابعة السفلى والعرش على منكبه، وأنّه ليفكر في كلّ يوم ثلاث ساعات في عظمة اللَّه تعالى فيبكي من خوف الجبّار حتّى

____________________

(١) البحار: ٤٥٨/٩٥ الصحيفة الخامسة.

(٢) الكافي: ٩٢/١ ح١، روضة الواعظين: ٣٧.

(٣) الكافي: ٩٣/١ ح ٨.

(٤) مجمع البحرين: ١١٩٠/٢. أورد المجلسي رحمة الله في البحار: ٣٤/٥٨ ح ٥٤ (نحوه) عن روضة الواعظين وأخرج في ١٨٤/٥٩ ح ٢٧ حديث آخر (نحوه) عن إكمال الدين.

٥٥٩

تجري دموعه كالبحار، فلو أنّ بحراً من دموعه اُذن له أن يسكب لطبق ما بين السماوات والأرض وأنّه ليتواضع ويصغر حتّى يصير كالوضع.(١)

ومنها: عليّ بن إبراهيم : بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم جالس وعنده جبرئيل عليه السلام إذ حانت(٢) من جبرئيل نظرة نحو السماء فامتقع (٣) لونه حتّى صار كأنّه كُركُمة (٤) ثمّ لاذ برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فنظر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى حيث نظر جبرئيل عليه السلام فإذا شيء قد ملأ ما بين الخافقين مقبلاً حتّى كان كقاب [قوسين أو أدنى] (٥) من الأرض.

ثمّ قال: يا محمّد إنّي رسول اللَّه إليك اُخيّرك أن تكون ملكاً رسولاً أحبَّ إليك أو تكون عبداً رسولاً، فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى جبرئيل وقد رجع إليه لونه، فقال جبرئيل: بل كن عبداً رسولاً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: بل أكون عبداً رسولاً.

فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثمّ رفع الأخرى فوضعها في الثانية، ثمّ رفع اليمنى فوضعها في الثالثة، ثمّ هكذا حتّى انتهى إلى السماء السابعة، بعد(٦) كلّ سماء خطوة، وكلّما ارتفع صغر حتّى صار آخر ذلك مثل الصرّ(٧) فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى جبرئيل وقال: لقد رأيتك ذعراً وما رأيت شيئاً كان أذعر لي من تغيّر لونك!.

فقال: يا نبيّ اللَّه لاتلمّني، أتدري من هذا؟ قال: لا، قال: هذا إسرافيل حاجب الربّ، ولم ينزل من مكانه منذ خلق اللَّه السماوات والأرض، فلمّا رأيته منحطّاً ظننت أنّه جاء بقيام الساعة، فكان الّذي رأيت من تغيّر لوني لذلك، فلمّا رأيت ما

____________________

(١) الوضع: قيل هو طائر أصغر من العصفور.

(٢) حان: آنَ، وحان حينه أي قرب وقته.

(٣) امتُقِعَ لونُه: تغيّر من حزن أو فزع أو مرض.

(٤) الكُركُمة: الزعفران.

(٥) ليس في المصدر والبحار.

(٦) من البحار، وليس في المصدر، وفي البرهان: يعد.

(٧) الصرّ: طائر كالعصفور وأصغر.

٥٦٠