سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام9%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211389 / تحميل: 6679
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

ناده علي السجاد عمه يا حزينه

مكتوب هذا اللي جره كله علينه

وانتي رأيتي ضلع أمك كاسرينه

هذا الاسر من يوم گادوا علي ابحبلين

(أبوذية)

أدمَن للگلب يحسين يرحين

او بس الهن دموع العين يرحين

خواتك علهزل لليسر يرحين

او يعوفن جثتك بالطف رميه

الحسينعليه‌السلام يخاصم قتلته يوم القيامة

قال السيد ابن طاووس: روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام عن جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إذا كان يوم القيامة نُصب لفاطمةعليها‌السلام قبة من نور، ويقبل الحسينعليه‌السلام ورأسه في يده، فإذا رأته شهقت شهقة، لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بكى لها، فيمثله الله عز وجل لها في أحسن صورة، وهو يخاصم قتلته بلا رأس، فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في قتله، فأقتلهم حتى آتي على أخرهم ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم ينشرون فيقتلهم الحسنعليه‌السلام ثم ينشرون فيقتلهم الحسينعليه‌السلام ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم قتلة، فعند ذلك يكشف الغيظ وينسى الحزن.

وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمةعليها‌السلام في لمة من نسائها فيقال لها: إدخلي فتقول: لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي، فيقال لها: انظري في قلب القيامة فتنظر إلى الحسينعليه‌السلام قائما ليس

١٢١

عليه رأس فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخه(١) .

(فائزي)

من هلّذي مقطوع راسه يا ضيا العين

بسما نظرته انفطر گلبي او صار نصين

من هلذي شوفة أحواله تشعب الروح

جسمه امبضَّع يا عزيزي او كله اجروح

بس عاينت له صار مني الدمع مسفوح

أخبرني هلمگطَّع ينور العين من وين

وكأني بالجواب:

هذا اللذي ذبحوا على صدره فطيمه

او ذبحوا اولاده واخوته او سلبوا حريمه

او شالوا على الخطّي عگب ذبحه كريمه

هذا اللي خلوه عاري ابغير تكفين

تناديه يبني من گطع راسك والچفوف

من كسَّر اضوعك يعقلي برض الطفوف

او من گطَّع او صالك يبني ابضرب السيوف

يا مهجتي مذبوح لا مطلب ولا دين

____________________

(١) - اللهوف ص٦٠/٦١.

١٢٢

يحسين گلي من گطع بالسيف نحرك

يا نور عيني او من وطه بالخيل صدرك

ومن سلّب ايتامك او ياهو حرگ خدرك

او ياهو الذي شتت إبناتي اشمال وايمين

(أبوذية)

الفرات انگطع منه العذب يوفاه

اشسبب ماروه چبد احسين يوفاه

التهب يا فاطمه امن العطش يوفاه

وابجنبه الفرات ايسيل ميه

(تخميس)

لابنِ طه لبستُ ثوبَ شجونِ

لشجوني بين المـَلا جهلوني

قلتُ للناظرينَ إن تُنكروني

أنا درٌ من السما نثروني

يومَ تزويجِ والدِ السبطينِ

(تخميس)

أنا من رزِئه سُقيتُ حياضا

كلُّ يوم تزيدني إجهاضا

حُلَلُ الوجدِ ألبستني اعياضا

كنتُ أبهى من اللجينِ بياضا

ضبغتني دما نحر الحسين

١٢٣

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين الأعسم ت:١٢٤٧ه

يا وقعةَ الطف كم أوقدتِ في كبدي

وطيسَ حزنٍ ليوم الحشرِ مسجورا

كأنَّ كلَّ مكانٍ كربلاءُ لدى

عيني وكلَّ زمانٍ يومُ عاشورا

لهفي لظامٍ على شاطي الفراتِ قضىٍ

ظمآنَ يرنو لعذبِ الماءِ مقرورا

لا غروَ إن كسفت شمسُ الضحى حزناً

على من اقتبست من نوره نورا

يا ليت عينَ رسولِ اللهِ ناظرةٌ

رأسَ الحسينِ على العسّالِ مشهورا

وجسمُه نسجتْ هُوجُ الرياحِ له

ثوبا بقاني دمِ الأوداجِ مزرورا

إنْ يبقَ ملقىً بلا دفنٍ فإنَّ له

قبرا بأحشاءِ مَن والاه محفورا

لم يشف أعداه مثل القتل فابتدرت

تجري على جسمه الجرد المحاضيرا

ويلَ ابنِ آكلةِ الأكبادِ كم جلبتْ

يداه للدينِ كسرا ليس مجبورا

لم يكفِه قتلهُ أبناءِ فاطمةٍ

حتى سبا الفاطيماتِ المقاصيرا

لهفي على خفراتِ المصطفى هُتكتْ

أستارُها بعد ما عُرّدْنَ تخديرا

ينظرن أرؤسَ قتلاهنَّ سائرةً

إمامُها بينها السجاد مأسورا

مَن مبلغُ المرتضى أن العدى صدعتْ

أهليه نصفين مقتولا ومقهورا(١)

____________________

(١) - الدر النضيد ص١٨٧.

١٢٤

(نصاري)

حده الحادي او مشت نوگ اليساره

او زينب نادته ابعبره تجاره

يحادي الهزل مرنه اعله المعاره

نريد انودْع اهلنه ابدمع من دم

مر حادي الهزل علجثث بيها

وگامن كلمن اتودّع وليها

رمله اعله الوجه تلطم بديها

او ليلى اتصيح يوليدي المشيَّم

مشت نوگ الضعن والحرم تنحب

او عليها اسياط شمر او زجر تلعب

حتّه الضعن للكوفه تگرَّب

لبن ازياد المبشِّر تجدَّم

(أبوذية)

عليش اتغربت يحسين ونفيت

من وحده لوحده اركضت ونفيت

خلص گلبي يبو السجاد وانفيت

وما تدري زماني اشعمل بيه

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبر السيدة فاطمةعليها‌السلام

بتفاني الشيعة في خدمة الحسينعليه‌السلام

ذكر في البحار أنه لما أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمةعليها‌السلام بقتل ولدها الحسينعليه‌السلام وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمةعليه‌السلام بكاء شديدا وقالت: يا أبة متى يكون ذلك؟ قال: ذلك في زمان خال مني ومنك ومن علي ومن حسن فاشتد بكاؤها، وقالت: يا أبة فمن يبكي عليه؟ ومنن يلتزم بإقامة العزاء له؟

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا فاطمة ان نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء، وأنا للرجال وكل من بكى

١٢٥

منهم على مصاب الحسين، أخذنا بيده وأدخلناه الجنة، يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عن بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.

وفيه أيضا: حكي عن السيد علي الحسيني، قال كنت مجاورا في مشهد مولانا علي بن موسى الرضاعليه‌السلام مع جماعة من المؤمنين، فلما كان يوم العاشر من شهر عاشوراء، ابتدأ رجل من أصحابنا يقرأ مقتل الحسينعليه‌السلام فوردت رواية عن الباقرعليه‌السلام أنه قال: من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة، غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الحسينعليه‌السلام فقال: يا عبرة كل مؤمن فقال: أنا يا أبتاه؟ فقال نعم يا بني(١) .

ولله در القائل:

أنا الظامئُ العطشانُ في أرضِ غربةِ

قتيلٌ ومظلومٌ بغيرِ تراتِ

وقد رفعوا رأسَ الحسينِ على القنا

وساقوا نساءً ولّهاً حسرات

نعم لم يحضره أحد من أهله وأحبته سوى نساء أرامل وأطفال أيتام:

(حدي)

من طاح أبو اليمه او هجموا على اخيمه

زينب لفت يمه والحرم واسكينه

صارن عليه داره ايجلبن بكتاره

والدمع يتجاره او ونّن على اونينه

____________________

(١) - البحار ج٤٤، ص٢٨٠. منتخب الطريحي.

١٢٦

طاحت عليه وحده اتجلب جرح چبده

او وحده تشم خده او وحده تحب عينه

وحده تشم نحره او تجري الدمع عَبره

او وحده تِجِسْ صدره شافته امهشمينه

وحده تظلله والمدمع اتهلّه

او تنتحب واتگله العدوان اجو لينه

وحده تون وتنوح اتگله ابدمع مسفوح

لا وين گلّي انروح عگبك يوالينه

يا شمر خلّه الحين لعويله الماشين

يا شمر عگب احسين ياهو اليبارينه

(أبوذية)

الحزن يحسين سل گلبي وليتام

او صار النوح إلي عاده ولي تام

بكيت ارعه ابحرايركم والايتام

تظل نار الغضه ابگلبي سريه

(تخميس)

أشكو إلى الله دهرا من تقلُّبِه

أباد كلَّ مَجيدٍ نابُ مِخلبِه

فصرتُ بين يزيدٍ في تغلُّبِه

لا والدٌ لي ولا عمٌ ألوذ به

ولا أخ لي بقيْ أرجوه ذو رحمِ

١٢٧

المجلس الثامن

القصيدة: للشيخ حمادي بن نوح الكعبي الاهوازي الحي

ت ١٣٢٥ه

يا دهرُ شأنُك والخلافُ فما الحِجى

متوفرٌ والبغيُ فيك موفَّرُ

مُنع ابنُ فاطمة مناسكَ حجِّهِ

ويزيدُ يؤمنه الشرابُ المسكر

لو اُنصفت عرفاتُ دُكدك فرعُها

فقدانُه منها وزال المشعر

يا حجَر إسماعيلَ جاوزك الهدى

مذْبانَ عن غدِكَ الحسينُ الأطهر

يفدي ذبيحَك كبشُه وعلى الظما

حنقا صفيُّ الله جهرا يُنحر

اصفاءَ زمزمَ لا صفوتَ لشاربٍ

وحشا الهى بلظى الظما تتفطر

يروي زلالُك واردا وذوو النهى

بالطف يرويها النجيعُ الأحمر

اثلاثةَ التشريقِ في وادي منى

لا تمَّ في واديكِ حج أكبر

هذي جسومُ مُعاهديكِ بكربلا

بقيت ثلاثا بالعرى لا تُقبر

يتشرف البيت الحرام بنسكِهم

وعميدُهم مثلُ النسيكةِ يُنحر

فجسومُهم تحت السنابكِ موطئٌ

ورؤوسُهم فوقَ الأسنةِ تُشهر

عُقدت لأطرافِ الرماحِ رؤوسُهم

ونساؤُهم بظهور عُجفٍ تُؤسر(١)

____________________

(١) - أدب الطف ج٨، ص٢٠٣.

١٢٨

(فائزي)

ساق الضعينه احسين من مكه او مشه ابليل

او وحشه الكعبة والخلايق دمعها ايسيل

ناده محمد يا عزيزي او گرة العين

لا وين گاصد ما تگلي ابهل سفر وين

او باچر اوگف الحاج يا سيد المسلمين

واليوم يوم الترويه يبن البهاليل

گله يخويه گاصد آنه الغاضريه

وآني أحج فيها وأهل بيتي سويه

وان كان تسئل عن احرامي يا شفيه

ثوبي اليسلبونه بعد ذيج الاراذيل

وان كان تسئل عن منى ويَّه الضحايه

كل اخوتك بعد الذبح تبگه عرايه

ذوله الأضاحي ما مثلهم في البرايه

بعد الذبح يبگون اويلي ابغير تغسيل

وان كان تسئل عن المشعر يا عضيدي

اوگف انا محتار وبحضني اوليدي

بالسهم يسگونه وهو يفحص ابيدي

او دمه على صدري يخويه والله ايسيل

١٢٩

وان كان تسئل عن حلق راسي يسردال

راسي أخبرك يرفعونه فوگ عسّال

او جسمي يظل مرمي بعد ذبحي بلرمال

او صدري الكعبه اعلى الثره وتطوفها الخيل

(أبوذية)

اگول ابيقضتي اولا هَجَرْ بالطف

تكمْل الناس حج البيت بالطف

وانه محرم صبحت اليوم بالطف

احج كعبة ذبيح الغاضريه

آية من آيات الحسينعليه‌السلام

عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخيمة خالتي ومعه أصحاب له فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس فقال - من القيلولة - في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان اليوم قايظا شديدا حره، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتي ثلاث مرات واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ثم مسح برأسه ما أقبل منه وما أدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما، والله ما عاينت أحدا فعل ذلك ثم قال: إن لهذه العوسجة شأنا ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت أنا وفتيات الحي من ذلك، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عالية وأبهى وقد خضد الله شوكها ووشجت عروقها وكثرت أفنانها وأخضر ساقها

١٣٠

وورقها ثم أثمرت بعد ذلك فأينعت بثمر كان أعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد والله ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا سقيم إلا برئ ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودرَّ لبنها فرأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزلعليه‌السلام وأخصبت بلادنا وأمرغت فكنا نسمي تلك الشجرة (المباركة) وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها ويتزودون من ورقها في الأسفار ويحملون معهم لأرض القفار فيقوم لهم مقام الطعام والشراب!

فلم نزل كذلك وعلى ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها واصفر ورقها فأحزننا ذلك: ففزعنا من ذلك فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذ هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة، فأقامت على ذلك نحو ثلاثين سنة.

فلما كان ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد شاكت من أولها إلى آخرها وذهبت نضارة عيدانها وتساقطت جميع ثمراتها فما كان إلا يسير حتى وافى خبر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فما أثمرت بعد ذلك لا كثيرا ولا قليلا وانقطع ثمرها، ولم نزل نحن ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا فأقامت على ذلك برهة طويلة.

ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط، وإذا بأوراقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم!! فقلنا قد حدثت حادثة عظيمة، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الحادثة!!

١٣١

فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحت الأرض وجلبة شديدة ورجة وسمعنا صوت نائح يقول:

أيا ابن النبي ويا ابن الوصي

بقية ساداتنا الأكرمينا

وكثر الرنين والأصوات فلم نفهم كثير مما كانوا يقولون فأتانا بعد ذلك خبر قتل الحسينعليه‌السلام ويبست الشجرة وجفت وكسرتها الأرياح والأمطار فذهبت ودرس أثرها.

قال عبد الله بن محمد الأنصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي في مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره، وقال: حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأنها سمعت ليلة قتل الحسينعليه‌السلام نوح الجن فحفظت هذين البيتين:

يابنَ الشهيدِ ويا شهيداً عمُّه

خيرُ العمومةِ جعفرُ الطيارُ

عجبا لمصقولِ أصابك حدُّه

في الوجه منك وقد علاه غبارُ

قال دعبل: فقلت في قصيدة لي تشتمل على هذين البيتين:

زُرْ خيرَ قبرٍ بالعراقِ يُزارُ

وأعصِ الحِمارَ فمن هاك حمارُ

لِمْ لا أزورك يا حسينُ لك الفدا

قومي ومن عطفتْ عليه نِزار

ولك المودةُ في قلوبِ ذوي النُهى

وعلى عدوِّك مقتةٌ ودمار

يابن الشهيدِ ويا شهيدا عمُّه

خير العمومة جعفر الطيار

عجبا لمصقول أصابك حده

في الوجه منك وقد علاه غبار(١)

____________________

(١) - مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام ج١ للشيخ المحمودي.

١٣٢

أقول: المصقول هو السيف والقاتل يقول مخاطبا الإمام الحسينعليه‌السلام أنت ابن أمير المؤمنين شهيد المحراب وعمك جعفر الطيار فأنت من أطهر أسرة أما كان ذلك حاجزا بينك وبين القوم من ان يقتلوك؟ قتلوك ولكن ألأعجب كيف تجرأ السيف عليك فأصابك بحده في وجهك الأنور وكيف تبقى على الأرض حتى يغطي الغبار وجهك!!

(تخميس)

طبتَ يا مُدلجا جسورَ المِهارِ

عُج على طيبةٍ ربوعِ الفَخار

نادِ فيها بلوعةٍ وانكسارِ

قوّضي يا خياَ عَليا نِزار

فلقد قُوِّض العمادُ الرفيعُ

(تخميس)

ناحَ في قبرهِ عليه النبيُّ

وبكت فاطمٌ له وعليُّ

فلينحْ غالبٌ له وقُصيُّ

ودعي صكةَ الجباهِ لويُّ

ليس يُجديك صكُّها والدموعُ

(مجردات)

بيت المكارم والمعالي

ظل امن ابو السجاد خالي

او من بعد نوره البي يلالي

عادت ايامه كالليالي

او بس بيه حرم فاجده الوالي

او زينب تنادي ابصوت عالي

بعدك يبو اليمه اشبگالي

من غبت عن عيني يوالي

اصبحتْ حال الضيم حالي

١٣٣

(مجردات)

بيت المجد والكرم والجود

الما خابت اضيوفه والوفود

واللي يگصده امولَّه ايعود

منه ويهل دمعه اعله الخدود

يلگا وحش والباب مسدود

ومنشوره فوگ ابيارغ السود

***

أذلك أجر المصطفى وجزاؤه

على الفعل منكم حين يجزي ويؤجرُ

فلله رزء في الورى جلّ وقعُه

به فُجع الهادي النبيُ وحيدر

وفاطمة الزهراءِ ثاكلةٌ به

وحمزةُ والطيارُ في الخلدِ جعفر

(تخميس)

ذُبح السبطُ يا لَك الله يوما

فهلمّي يا كرامَ الناسِ قوما

واطلُبي الثأرِ أو تنالين لوما

واملئي العين يا أميةُ نوما

فحسينٌ على الصعيدِ صريعُ

١٣٤

المجلس التاسع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر ت ١٢٨٥ه

بقيةَ آلِ اللهِ سوّمْ عِرابها

فقد سلبت حربٌ نزارا إهابَها

وثرْ مستفزّا آلَ فهِرٍ بثأرها

وجرّد مواضيها وقوّم كعابها

فقد قوّضت أبناءُ حربٍ قِبابَكم

وفي حيّكم بالرغم أرست قِبابها

وشيعتُكم ضاعت فحيث توجهت

رأت نُوبَ الأرزاءِ سدّتْ رحابها

فُنينا فقم وانقذْ بقيةَ شملِنا

فقد اَنشبت فينا أعاديك نابها

اَثر نفعَها واستنهضِ الغُلبَ غالبا

وثر مستفزا خيلَها وركابها

فتلك بنو حرب على الرغمِ توجتْ

برأس حسينٍ في الطفوف حِرابها

وتلك جسومُ الهاشميينَ غُودرت

طعامَ ظباً كانت دماهم شرابها

وتلك سرايا شيبة الحمدِ هشّمت

عوادي الأعادي شيبَها وشبابها

أتسطيع صبرا أنْ يقال أميةُ

أجالت على جسمِ الحسينِ عرابها

وإنّ برغمِ الغُلبِ أبناءِ غالبٍ

كريمتُه أضحى الدماءُ خضابها

تخاطب شجوا حامليه نساؤُه

وقد شبّ في أحشائِها ما أذابها

أتعلم ماذا قد حملن على القنا

وأي بني وحي تقل كتابها

١٣٥

أتنسى وهل يُنسى وقوفُ نسائِكم

لدى ابنِ زيادٍ إذ أماط حجابها

لها اللهُ من مسلوبةٍ ثوبَ عزِّها

كستها سياطُ المارقين ثيابها(١)

(نصاري)

رمانه الدهر بسهام المصايب

او خله الكلب منه اليوم ذايب

عگب ذاك الخدر نصبح غرايب

يجلبونه سبايا ابين عسكر

والأصعب من قتل عزنه او ولينه

اجتنه الناس تتصدق علينه

او گبل چانت عطاياها امن ايدينه

اشعظمها هلمصيبه الله أكبر

او بعد هذا لعد گصر الإماره

دخلوها او عليها الناس تاره

لابن زيادها المعلن ابثاره

اشتفه ابقتلة احسين او گام يفخر

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبل الحسن في فمه ويقبل الحسين

في نحره إشارة إلى مصيرهما

عن ابن عباس، قال: صلينا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم صلاة الصبح في مسجده الآن فلما فرغنا من التعقيب، التفت إلينا بوجهه الكريم، كأنه البدر في ليلة تمامه، واستند على محرابه، وجعل يعظنا بالحديث الغريب، ويشوقنا إلى الجنة ويحذرنا من النيران، ونحن به مسرورون مغبوطون، وإذا به قد رفع رأسه وتهلل وجهه، فنظرنا وإذا بالحسنين مقبلين عليه وكف يمين الحسنعليه‌السلام بيسار الحسينعليه‌السلام وهما يقولان: من مثلنا؟ وقد جعل الله جدنا أشرف أهل السماوات والأرض وأبونا بعده خير أهل المشرق والمغرب، وأمنا

____________________

(١) - ديوان عبد الحسين شكر.

١٣٦

سيدة على جميع نساء العالمين، وجدتنا أم المؤمنين ونحن سيدا شباب أهل الجنة فنظر نحو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإذا بدموعه تجري على خيده فقلنا سبحان الله هذا وقت فرح وسرور فكيف هذا البكاء من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأردنا أن نسأله وإذا به قد ابتدأنا يقول يحزنني الله على ما تلقيان من بعدي يا وليدي من الإهانات والأذى وزاد بكاؤه وإذا به قد دعاهما وحطهما في حجره وأجلس الحسن في فخذه الأيمن والحسين على فخذه الأيسر وقبل الحسنعليه‌السلام في فمه الشريف وأطال الشم بعدها وقبل الحسينعليه‌السلام في نحره بعد أن شمه طويلا فتساقطت دموعه وبكى وبكيا لبكائه ولا علم لنا في ذلك فلما كان إلا وإذا بالحسينعليه‌السلام مضى إلى أمه باكيا مغموما فلما دخل عليها ورأته باكيا قامت إليه تمسح بكمها وهي تبكي لبكائه وتقول قرة عيني وثمرة فؤادي ما الذي يبكيك؟ لا أبكى الله لك عينا ما بالك يا حشاشة قلبي؟ قال يا أماه جئت أنا وأخي إلى جدنا لنزوره فأتيناه وهو في المسجد وأبي وأصحابه من حوله مجتمعون فدعا الحسن فأجلسه في فخذه الأيمن وأجلسني على فخذه الأيسر ثم قبل الحسن في فمه وأما أنا فأعرض عن فمي وقبلني في نحري هل في فمي شيء يكرهه يا أماه شيمه أنت قالت الزهراء هيهات يا ولدي.

فأخذت بيد الحسينعليه‌السلام وهي تجر أذيالها حتى أتت باب المسجد فلما رآها النبي تنفس الصعداء وبكى كمدا فجرت دموعه على خديه حتى بلت كميه، فقالت: السلام عليك يا أبتاه، فقال: وعليك السلام يا فاطمة ورحمة الله وبركاته، قالت له: يا سيدي أما قلت أنه - الحسين - ريحانتي التي أرتاح إليها؟ أما قلت هو زين السماوات والأرض؟ قال: نعم يا بنتاه هكذا قلت،

١٣٧

قالت أجل كيف ما قبلته كأخيه الحسن؟ وقد أتاني باكيا فلم أزل أسكته فلم يتسكت، وأسليه فلم يتسل، وأعزيه فلم يتعز، قال: يا بنتاه هذا سر أخاف عليك إذا سمعتيه ينكدر عيشك، وينسكر قلبك، قالت: بحقك يا أبتاه ألا تخفيه علي.

فبكى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون: يا بنتاه يا فاطمة هذا أخي جبرئيل أخبرني عن الملك الجليل: أن لابد للحسن أن يموت مسموما فشممته بموضع سمه، ولابد للحسين أن يموت منحورا بسيف فشممته بموضع نحره.

فلما سمعت ذلك بكت بكاء عاليا، ولطمت على وجهها، وحثت التراب على رأسها...

أقول:

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

وقد مات عطشانا بشط فرات

إذن للطمت الخد فاطم عنده

وأجريت دمع العين في الوجنات

ودارت حولها نساء المدينة من المهاجرين والأنصار، فعلى النحيب، وارتج المسجد بمن فيه، حتى خلنا أن الجن تبكي معنا، فقالت: يا أبتاه بأي أرض يصدر عليه في المدينة أم في غيرها؟ قال: في ارض تسمى كربلا، فقالت يا أبتاه صف لي سبب قتله.

فبكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: يا فاطمة مصيبته أعظم من كل مصيبة، اعلمي أنه يدعوه أهل الكوفة في كتبهم أن أقبل إلينا، فأنت الخليفة علينا من عند الله ورسوله فإذا أتاهم كذبوه وقتلوه عطشانا غريبا وحيدا يناديهم أما من نصير ينصرنا، أمامن مجير يجيرنا، فلم يجبه أحد فيذبح كما يذبح الكبش، ويقتل

١٣٨

أنصاره وبنوه وبنوا أخيه وتُعلّى رؤوسهم على العوالي، وتؤخذ بناته سبايا حواسر، يطاف بهن في الأمصار كأنهن من السبايا الكفار.

فعندهما نادت فاطمة: وا حسيناه وا مهجة قلباه وا غريباه فبكى كل من كان حاضرا من الأنصار، قالت فاطمة: ومتى يكون ذلك؟ قالت: من بعدنا كلنا حتى من بعد أخيه الحسن بشهر يسمى المحرم في اليوم العاشر منه وفيه تحرم الكفرة السلاح، وإن أمتي تقتل ولدي، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة.

قالت: يا أبتاه أجل من يغسله؟ ومن يكفنه؟ ومن يصلي عليه ويدفنه؟ قال: يا فاطمة يبقى جسده على التراب تصهره الشمس وهو في العراء ورأسه على القناة فأعولت بعدها حزنا، فصاح الحسينعليه‌السلام يا جداه رزئي عظيم، وخطبي جسيم، فبكى جده وأبوه وأمه وأخوه ومن حضر(١) .

ولله در الشاعر:

يومان لم تُرني الأيامُ مثلَهما

يومٌ أسرّ ويومٌ زادني أرقا

يومُ الحسينِ رقى صدرَ النبي به

ويوُم شمرٍ على صدر الحسين رقا

(نصاري)

يجدي الرمح بفاده تثنّه

يجدي او بالوجه للسيف رنّه

يجدي او شيبه ابدمه تحنّه

يجدي او بالرمل خده تعفر

تناديهم يهلنا اولا لفوها

ولا جدها يجاوبها اولا ابوها

____________________

(١) - تظلم الزهراء.

١٣٩

حنَّت وانگطع ظنها امن أخوها

او شافت علخيم صوّل العسكر

(أبوذية)

أبو اليمه العطش روحه أجرها

او مصابه ادموع كل مؤمن أجرها

الباري الفاطمه عظَّم أجرها

واجر المرتضى او سيد البريه

***

يا رسول الله يا فاطمةُ

يا أميرَ المؤمنينَ المرتضى

عظَّم اللهُ لك الأجرَ بمن

قضّ أحشاه الظما حتى قضى

١٤٠

المجلس العاشر

القصيدة: للشيخ حسين بن الشيخ علي القديحي البلادي

ت ١٣٨٧ه

يا ابنَ الوصيّ المرتضى

لِمْ لا حسامُك يُنتضى

طال انتظارُك سيدي

نهضا فقد ضاق الفضا

حاشاك لستُ أقول عن

ثاراتِ جدِّك مُعرضا

ما الصبر يا ابنَ المرتضى

في القلب نارٌ من غضا

يا حجةَ اللهِ الذي

في طَوعِه أمرُ القضا

ماذا التصبرُ والحسيـ

ـنُ بكربلا ظامِ قضى

قد ظلّ عارٍ بالعرا

والجسمُ منهُ رُضّضا

والرأسُ منه بالقنا

كالبدرِ لّما أنْ أضا

وعليلُه بقيودِه

والغلُّ أضحى مُبهضا

وبناتُ فاطمةِ بها

ظعنُ الأعادي قَوّضا

تستاق ضربا بالسيا

ط متى دعت بالمرتضى(١)

(مجردات) (٢)

دگعد او شوف الجره اعلينه

ترانه يا علي والله انسبينه

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٦٣٢.

(٢) - للمؤلف.

١٤١

واخونه احسين هذا ذابحينه

او عباس علشاطي رهينه

او بحديد راسه امهشمينه

والسهم هلنابت ابعينه

يسراه مگطوعه او يمينه

او علي السجاد اويلي امگيدينه

او للشام بويه ماخذينه

مآتم الإمام الحسينعليه‌السلام في مكة المكرمة

والمدينة المنورة

قال الراوي: وشاع قتلهعليه‌السلام في جميع الأقطار فعظم حزنهم وبكاؤهم وكان أشد الناس عليه حزنا أهل المدينة وأهل مكة وأهل البصرة ولم يبق منهم أحد إلا لطم وجهه.

فأما أهل المدينة فانطقوا بنسائهم إلى المسجد الذي فيه قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعلوا يبكون ويدعون على أهل الكوفة.

وأما أهل مكة فإنهم جعلوا يطوفون بالكعبة وهم يبكون ونساؤهم يندبن الحسين ويقلن - ولنقل معهن -:

نبكي ابنَ بنتِ محمدٍ

من أجلِه ابيضَّ الشعرْ

نبكي ابنَ فاطمةَ الذي

من أجله انخسف القمر

نبكي ابن فاطمةَ الذي

من أجله عظُم الخطر

نبكي ابن فاطمةَ الذي

من أجله ضعُف البصر

ذاك الحسينُ المرتضى

من كلّ بادٍ أو حضر

ونصب لأم المؤمنين أم سلمة رحمة الله عليها خيمة في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١٤٢

فخرجت إليها وعلهيا لباس أسود(١) .

وقال المفيد: فعظمت واعية بني هاشم وأقاموا سنن المصائب والمآتم وخرجت زينب بنت عقيل حين سمعت نعي الحسينعليه‌السلام وهي حاسرة ومعها أخواتها وهن يبكين وتقول زينب:

ماذا تقولون إنْ قال النبيُّ لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخرُ الأممِ

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم اُسارى ومنهم ضُرّجوا بدم

ما كان هذا جزائب إذ نصحت لكم

أنْ تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

فلما جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفا يقول:

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذابِ والتنكيل

كلُّ أهلِ السماءِ يدعو علكيم

من نبيِّ وملاكٍ قبيل

قد لُعنتم على لسانِ ابنِ داودَ

وموسى وصاحبِ الإنجيل

وكان عبد الله بن جعفر يقول: والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه والله انه لما يسخى بنفسي عنهما ويعزى عن المصائب بهما إنهما - والده محمد وعون - أصيبا مع أخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم أقبل على جلسائه فقال الحمد لله عز عليَّ مصرع الحسين إن لم أكن آسيت حسينا بيدي فقد آساه والدي(٢) .

ونقل المحودي عن طبقات ابن سعد قال: بينما ابن عباس جالس في

____________________

(١) - زفرات الثقلين ص ٨١/٨٢ محمد باقر المحمودي.

(٢) - بحار الأنوار ج٤٥، ص١٢٢/١٢٣.

١٤٣

المسجد الحرام وهو يتوقع خبر الحسين بن علي إذ أتاه آت فساره بشيء فأظهر الاسترجاع فقلنا ما حدث يا أبا العباس قال: مصيبة عظيمة نحتسبها، أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول: قتل الحسين بن عليعليه‌السلام فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزونه.

(مجردات) (١)

ابن عباس ظل يسكب دمعته

على احسين الذي حزروا رگبته

او بالخيل داسوها الجثته

او علرمح راسه اتشوفه اخته

نادت عسنّي لا نظرته

اولا جسمه فوگ الأرض شفته

بلايه غسل صارت دفنته

ما تنّسه والله عملته

***

ألا يا رسولَ الله صالت أميةٌ

علينا وأسقونا العذابَ معجلا

فصاح رسول الله إذ ذاك صيحةً

وأبدى بكاءً عاجلاً وتوجُّلا

يعِز علينا يا حسينُ بأن نرى

لرأسِك من فوقِ القناةش محمَّلا

____________________

(١) - للمؤلف.

١٤٤

المجلس الحادي عشر

القصيدة: للسيد هاشم كمال الدين الحلي

ت ١٣٤١ه

المرء يحسب أنه مأمونُ

والموتُ حقٌّ والفناءُ يقينُ

لا تأمنِ الدنيا فإن غرورَها

خدعَ الأوائلَ والزمانُ خئون

ما مرّ آنٌ من زمانِك لحظةً

إلا وعمرُك بالفَنا مرهون

وإذا غُمرتَ بنعمة وبلذةٍ

لا تُنْسينْك حوادثاً ستكون

وإذا بكيتَ على فراقِ أحبةٍ

فلتبكِ نفسَك أيها المسكين

لابدّ من يوم تفارقٌ معشرا

كنتَ الوجيهَ لديهمُ وتهون

والناس منهم شامتٌ لم يكترث

فيما دهاك ومنهمُ محزون

وترى من الهول الذي لأقلِّه

تذري الدموعَ محاجرُ وعيون

فكأنه اليومُ الذي في كربلا

يوم له طه النبيُّ حزين

يوم به السبعُ الطباقُ لعظمِه

قد دكّها بعد الحَراك سكون

يوم به فردُ الزمانِ قد اغتدى

فردا وليس له هناك مُعين

ظمآنَ يُمنع جرعةً من مائِها

والماءُ للوحشِ السَروبِ معين

حفت به أسدُ العرينِ وما سوى

سمرِ العواسلِ والسيوفِ عرين

تركوا الحياة بكربلاءَ وأرخصوا

تلك النفوسَ وسومُهن ثمين

١٤٥

وحموا خدورا بالسيوف وبالقنا

فيها ودائعُ أحمدٍ والدين

لم أنسهنّ إذا العدى هتكت ضحى

منها الخبا وكفيلُهن طعين

حسرى تجاذبها الطغامُ ملابسا

من تحتِها سر العَفافِ مصون(١)

(نصاري)

مشوا من كربله بيهن يساره

او جثْة احسين ظلت بالمعاره

او راسه اعله الرمح تزهر انواره

گمر جدام ضعن الحرم يزهر

ليه ابعينها شبحت اسكينه

او لن الروس بيساره او يمينه

او بين الروس اخوها امگيدينه

وهو من شافها ونّ او تحسر

عليها حنّ يويلي او حنّت اعليه

او شكى من علّته ليها او شكت ليه

او ظلت حايره طول الدرب بيه

وهو مگيد وضل بيها امحير

مشت كلها حريم ابلا رياجيل

او دمع العين فوگ اخدودها أيسيل

وكلها بالخدر چانت مداليل

او خدرها بگومها ارواقه امستر

أهل البيتعليهم‌السلام يكرمون الشعراء

لرثائهم الإمام الحسينعليه‌السلام

قال المسعودي: فخرج الكميت من عنده (أي الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ) فأتى عبد الله بن الحسن بن علي، فأنشده، فقال له يا أبا المستهل إن لي ضيعة قد أعطيت فيها أربعة آلاف دينار وهذا كتابها، وقد أشهدت لك بذلك

____________________

(١) - البابليات ج٣ ص٦٧.

١٤٦

شهودا. وناوله إياه فقال (الكميت): بأبي أنت وأمي: لا والله ما قلت فيكم شيئا إلا لله، وما كنت لآخذ على شيء إلا جعلته لله مالا، ولا ثمنا. فألح عبد الله عليه وأبى من إعفائه، فأخذ الكميت الكتاب ومضى، فمكث أياما ثم جاء إلى عبد الله فقال: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله إن لي حاجة. قال (عبد الله): وما هي؟ وكل حاجة لك مقضية. قال (الكميت): كائنة ما كانت؟ قال: نعم. قال: هذا الكتاب تقبله وترتجع الضيعة، ووضع الكتاب بين يديه، فقبله عبد الله.

ونهض عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فأخذ ثوبا جلدا فدفعه إلى أربعة من غلمانه ثم جعل يدخل دور بني هاشم ويقول: يا بني هاشم هذا الكميت قد قال فيكم الشعر، حين صمت الناس عن فضلكم وعرض دمه لبني أمية، فأثيبوه بما قدرتم، فيطرح الرجل في الثوب ما قدر عليه من دنانير ودراهم، وأعلم النساء بذلك، فكانت المرأة تبعث ما أمكنها، حتى إنها لتخلع الحلي عن جسدها، فاجتمع من الدنانير والدراهم ما قيمته مائة ألف درهم، فجاء بها إلى الكميت، فقال: يا أبا المستهل أتيناك بجهد المقل ونحن في دولة عدونا، وقد جمعنا لك هذا المال، وفيه حلي النساء كما ترى، فاستعن به على دهرك. فقال (الكميت): بأبي أنت وأمي قد أكثرتم وأطيبتم، وما أردت بمدحي إياكم إلا الله ورسوله، ولم أك لأخذ لذلك ثمنا من الدنيا، فاردده إلى أهله. فجهد به عبد الله بكل حيلة أن يقبله، فأبى (الكميت).

روي أنه دخل على الإمام الصادقعليه‌السلام يوما فأنشده فأعطاه ألف دينار وكسوة فقال الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردت الدنيا لأتيت من هي

١٤٧

في يديه ولكنني أحببتكم للآخرة فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فأني أقبلها ببركتها وأما المال فلا أقبله(١) .

وفي الأغاني: قال قدم الكميت بن زيد الأسدي البصرة فأتى الفرزدق فقال يا ابا فراس أنا ابن أخيك قال: من أنت؟ فانتسب له فقال: صدقت ما حاجتك؟ قال نفث الله على لساني فقلت: شعرا وأنت شيخ مضر وشاعرها وأحببت أن أعرض عليك ما قلت فان كان حسنا أمرتني بإذاعته وإن كان غير ذلك أمرتني بستره وسترته علي فقال يا ابن أخي أحسب شعرك على قدر عقلك فهات ما قلت راشدا فأنشده:

طربتُ وما شوقي إلى البيضِ أطربُ

ولا لَعِباً مني وذو الشيب يلعبُ

فقال: بلى فالعب، فقال:

ولم يُلهني دارُ ولا رسمَ منزلٍ

ولم يتطربني بَنان مخضَّب

وما أنا ممن يزجر الطير همه

أصاح غراب او تعرّض ثعلب

قال: فما أنت ويحك؟ وإلى من تسمو؟ فقال:

وما السانحاتُ البارحاتُ عشيةً

أمرَّ سليم القرن أم مرَّ أعضب

قال: أما هذا فقد أحسنت فيه! فقال:

ولكنْ إلى أهل الفضائل والنُهى

وخيرِ بني حواءَ والخيرُ يُطلب

قال: ومن هم ويحك؟ قال:

بني هاشم رهطِ النبيّ، فإنني

بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

____________________

(١) - زفرات الثقلين في مأتم الحسينعليه‌السلام ج١ ص١٨٤ محمد باقر المحمودي.

١٤٨

قال: لله درك يا بني، أصبت فأحسنت، إذ عدلت عن الزعانف والأوباش، إذاً لا يصرد سهمك ولا يكذب قولك، ثم مر فيها فقال له (الفرزدق): أظهر ثم ظهر وكد الأعداء فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقى(١) .

وللكميت في مدح أهل البيت ورثائهم شعر كثير وإليك من مراثيه في الإمام الحسينعليه‌السلام :

ومن أعظم الأحداثِ كانت مصيبةً

علينا قتيلُ الأدعياء الملحَّبُ(٢)

قتيلٌ بجنب الطفِ من آل هاشمٍ

فيالكَ لحمٌ ليس عنه مذبِّب(٣)

ومنعفر الخدينِ من آل هاشم

ألا حبذا ذاك الجبين المترب(٤)

صريع كأن الولَّه العفرَ حوله

يطفْنَ به شُمُّ العرانين ربرب(٥)

يقول الشاعررحمه‌الله أن من أعظم المصائب قتل الحسينعليه‌السلام الهاشمي اُمّا وأبا وليس له من محام يحامي عنه أو يحمي جثته من أن يمثل بها. نعم إن الشاعر يبكي دما لما حل بالإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه فهو لا يستطيع أن يسمع بخبر بقاء الحسين ومن حوله من الشهداء وهم صرعى قد لامس التراب خدودهم وأقول ليتهم بقوا فوق التراب حتى دفنهم ولم يكن قد عمدوا القوم

____________________

(١) - الأغاني ج١٥، ص١٢٤.

(٢) - الملحب: المضروب بالسيف المقطوع به.

(٣) - المذبب: المحامي والمدافع.

(٤) - المترب: ما علاه التراب أو ما لصق بالتراب.

(٥) - ربرب: القطيع من بقر الوحش ويراد منه هنا الطاهرات من نساء أهل البيت.

١٤٩

إليهم فقطعوا الرؤوس عن الأجساد ثم قاموا إلى الأجساد فمزقوها بحوافر الخيل لاسيما جسد المولى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام الذي لعبت علي صدره وظهره عشرة خيالة أخذوا يوطئون صدره بحوافر الخيول حتى طحنوا جناجن صدره الشريف.

ألا في سبيل الله سفكُ دمائِكم

جهارا بأسياف الضغائنِ والنصبِ

ألا في سبيل الله رضُّ خيولهم

جسومَكم الجرحى من الطعنِ والضربِ

ألا في سبيل الله حملُ رؤوسِكم

إلى الشام فوق السمرِ كالأنجمِ الشهبِ

ألا في سبيل الله سلبُ نسائِكم

مقانعَها بعدَ التَخَدُرِ والحُجْبِ

وكأني بزينب تخاطب أباها أمير المؤمنينعليه‌السلام :

(مجردات)

عجل يناعي احسين وارشد

الوادي النجف وانتحب واگصد

يالجندلت مرحب وابن ود

كتلني الهظم يا حيدر اگعد

وبكربله شنهو الجره انشد

(مجردات)

يمندوب عن احسين شلهاك

مني حشيم الطف تعناك

اخذ معصبي او للنجف ماجاك

ولا گال إلك زينب ابرجواك

يبويه المثل هليوم ردناك

تجينه ابسريه او ناشر الواك

(مجردات)

بالله يناعي احسين احاچيك

ريض هداك الله ارد اوصيك

لعد والدي الكرار اعنّيك

حيدر تخبره واجب اعليك

ناعي تگله او معتني ليك

بحسين يابو احسين اعزيك

١٥٠

تگله يبو الحملات يرضيك

زينب تباريها اعاديك

سبيه او ذليله او تعتب اعليك

والعابد السجاد يكفيك

مكتوف بالغل او يناديك

***

أثِرْ نقعَها فحسينٌ قضى

وغلةُ أحشاهُ لمْ تُنقعِ

إذا قعدِ الشمرُ في صدره

فما لقعودك من موضع

إلى مَ وأهلك في مَهلكٍ

وشملُ بناتِك لم يُجمع

١٥١

١٥٢

الليلة الثالثة

١٥٣

١٥٤

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري (حفظه الله)

هذه دارهم تُهيج شجوني

كيف حبسُ الدموع بين الجفونِ

جودي بالدمع فوق خدَّيَّ جودي

هذه دارُ صحبِنا يا عيوني

بعدوا والبعادُ أمر مريب

وبما لا أطيقه حمّلوني

واصلوني دهرا وما كنتُ أدري

بعدَ وصلٍ ورحمةٍ يهجروني

ودعوني وأودعوا السهمَ قلبي

ليتني ما بقيت مذ ودعوني

أيها اللائمون كفّوا ولكن

بمصابِ ابنِ فاطمٍ ذكِّروني

تلك ذكرى بها تهون الرزايا

وهي من أمهات ريبِ المنون

تَركت زينبا تنادي حسينا

يا ابن أمي ووالدي روعوني

غيرتني مصائبُ الطفِّ حتى

أن من يعرفوني لم يعرفون

صرت أدعو بين العدى يا حُماتي

وهمُ راقدون ما سمعوني

ليتهم شاهدوا عَنايَ وذُلّي

وسياطَ القساةِ فوق متوني

كنت ما بينهم جليلةَ قدرٍ

لكنِ اليومَ في السبا تركوني

فإذا ما ندبت جَدّاً وعماً

وأباً في سياطهم ضربوني(١)

____________________

(١) - ديوان ميراث المنبر ص١٤٤ محمد سعيد المنصوري.

١٥٥

(بحر الطويل)

يا تالي هلي يحسين يا سلوة هلي يحسين

سهم الصابك ابگلبك تره صوّب الگلب الدين

لا بعدك يجف دمعي ولا يهده او تنام العين

ليل انهار أنه ابهمك او همك لا بعد يتراح

يا تالي هلي يحسين يا صبري على بلواي

يبن أمي احترمت الماي عگبك لا شربت الماي

ابنوحك لعمي اعيوني شِلِي او شلّي ابحياتي هاي

انچان إنت رحت يحسين حزنك بالگلب ما راح

يا تالي هلي يحسين من بعدك بعد تدري

لا شمس وبدر يا ليت لا عذب الهوه يسري

لا دنيه او فلك دوّار لا ماي الذي يجري

عسه شط الفرات ايغور لا يطفح عسه او لا ماح

الإمام الحجة (عج) ومصائب كربلاء

قال بعض الأكابر أن أحد المؤمنين رأى الإمام المنتظر (عج) في الرؤيا فسأله عن قوله في زيارة الناحية (فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حارجك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما).

قال سيدي لأي مصيبة تبكي دماً؟ لمصيبة الحسين؟ قال: كلا، لو كان

١٥٦

الحسين حاضرا لبكى، سيدي أتبكي لمصيبة أبي الفضل العباس لأنه قطيع اليدين؟ قال: كلا، لو كان العباس حاضرا لبكى، سيدي أتبكي لمصيبة علي الأكبر؟ قال: كلا، لو كان الأكبر حاضرا لبكى، سيدي أتبكي لمصيبة القاسم؟ قال: كلا، لو كان القاسم حاضرا لبكى، إذن سيدي لأي مصيبة تبكي دما؟ قال: أبكي لسبي عمتي زينب.

للشام زينب تنسبي ما خطر علبال

وتتفرج اعليها هند ياهو الذي گال

نعم ان من أعجب العجائب في هذه الدنيا أن مخدرات الرسالة يحملن على جمال عجف بغير غطاء، سبايا من بلد إلى بلد، والمنادي ينادي عليهن بالهوان وإذا بكت امرأة لفقد ولدها أو زوجها أو أخيها أو بكت يتيمة لفقد أبيها جاء إليها القوم فقنعوها بالسياط.

(أبوذية)

راعي الثار ما يظهر علامه

ينشر لليتانونه علامه

نسه بمتون عماته علامه

ابضرب اسياط زجر وجور أميه

(مجردات)

يبن الحسين شيل اللوه او گوم

يمندوب لأخذ الثار كل يوم

تنسه الغريب المات مظلوم

عطشان ومن الماي محروم

تنسه سبي زينب او كلثوم

سارت سبايه او تطوي الحزوم

من هلجره ما جتك اعلوم

***

أدرِك تِراتِك أيها الموتورُ

فلكم بكل يدٍ دمٌ مهدور

١٥٧

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ عبد الحسين الأعسم

ت ١٢٤٧ه

قد أوهنت جلدي الديارُ الخاليهْ

من أهلها ما للديارِ وما ليهْ

ومتى سألتُ الدارَ عن أربابها

يُعِدِ الصدى منها سؤاليَ ثانيه

كانت غياثا للمنوب فأصبحت

لجميع أنواع النوائب حاويه

ومعالمٌ أضحت مآتمَ لا تَرى

فيها سوى ناع يجاوب ناعيه

ورد الحسينُ إلى العراق وظنهم

تركوا الشقاقَ إذا العراقُ كماهيه

ولقد دعوه للعنا فأجابهم

ودعاهمُ لهدىً فردّوا داعيه

قستِ القلوبُ فلم تمل لهدايةٍ

تبا لهاتيكَ القلوبِ القاسيه

ما ذاق طعمَ فراتِهم حتى قضى

عطشا فغُسل بالدماء القانيه

تبكيك عيني لا لأجلِ مثوبةٍ

لكنما عيني لأجلك باكيه

تبتلّ منكم كربلا بدم ولا

تبتل مني بالدموع الجاريه

أنست رزيتُكم رزايانا التي

سلفت وهونت الرزايا الآتيه

وفجائعُ الأيام تبقى مدةً

وتزول وهي إلى القيامةِ باقيه(١)

____________________

(١) - شعراء الغري ج٥، ص٨١ علي الخاقاني.

١٥٨

(مجردات)

يا دار انشدچ عن أهاليچ

يا دار وين احسين راعيچ

چم وافد او گاصد اليلفيچ

وين البطل عباس أحاچيچ

وين العشيره والزلم ذيچ

بدرها او كواكبها أزهرت بيچ

تالي اغراب البين ناعيچ

على احسين نابيني ونابيچ

يا دار عزيني وعزيچ

(مجردات)

جمعه او فرگنه البين تالي

او ظلَّت حريم ابغير والي

راحت هلي او ذيچ الليالي

او منهم بگه الديوان خالي

بكاء الإمام الرضا على جده الحسين (عليهما‌السلام )

قال دعبل بن علي الخزاعي: دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسىعليه‌السلام في مثل هذه الأيام - أي أيام المحرم - فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله كذلك فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل، مرحبا بناصرنا بيده ولسانه، ثم انه وسع في مجلسه وأجلسني إلى جنبه ثم قال لي: يا دعبل أحب أن تنشدني في الحسين شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيام سرور كانت على أعدائنا، خصوصا بني أمية. يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله تعالى في زمرتنا. يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسينعليه‌السلام غفر الله له ذنوبه البتة ثم نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه، وأجلس أهل بيته من وراء

١٥٩

الستر ليسمعوا ما ينشده دعبل وليبكوا على مصاب جدهم الحسينعليه‌السلام ثم التفت إلي وقال: يا دعبل إرث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت ما دمت حيا فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت:

أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدلا

وقد مات عَطشانا بشط فرات

إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عنده

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجنات

أفاطم قومي يا ابنةَ الخيرِ واندبي

نجومَ سماواتٍ بأرضِ فلاة

قبور بكوفان، وأخرى بطَيْبَةٍ

وأخرى بفخٍّ نالها صلواتي

قبور بجنب النهر من أرض كربلا

مُعَّرسُهم فيها بشط فراتي

توفوا عُطاشى بالعراءِ فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي

هذا والرضاعليه‌السلام يبكي، والنساء - من خلف الستر - يبكين معه. قال دعبل: فلما وصلت إلى هذين البيتين:

بناتُ زيادِ في القصور مصونةً

وآلُ رسولِ اللهِ في الفلوات

وآلُ رسولِ اللهِ تُسبى حريمهم

وآلُ زيادٍ ربَةُ الحَجَلات

يقول دعبل: فعلت أصوات النساء بالبكاء والنحيب وصحن: وا محمداه.

أقول: ان أصعب قضية على أهل البيتعليهم‌السلام بل هي أصعب من قتل الحسينعليه‌السلام مسير بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبايا يحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنيُّ والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي:

(نصاري)

بنات المصطفى ابيا حال سارت

أو بالبلدان بيها الگوم دارت

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436