سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام13%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211275 / تحميل: 6676
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

عن نظَّارها بالستر حارت

مَظلّ إلهه ستر بيه التستَّر

طلعوا كل أهالي الشام ليهن

ابحالة فرح تتفرج عليهن

وعلي السجاد وياهن وليهن

ابگيد او جامعه وبالحبل ينجر

الراس احسين صادت ليه اخته

تگله والجفن تهمل عبرته

وگلبها امن الحزن تلهب جمرته

ابعظم امصيبته يخفج امذعَّر

يخويه حسين ما تلتفت لينه

تشوف اللي جره عگبك علينه

ترانه اخلافكم كلنا انسبينه

واحنه بشيمتك چيف انتيسر

اويلي والحرم گامن ينحبن

كلهن والعيون ابدم يصبن

وعليه بمجلسه آمر يطبَّن

يزيد الزاد كفرانه وتجبر

***

حُملتْ على الأكوارِ بعد خدورِها

اللهُ ماذا تحمل الأكوارُ

١٦١

المجلس الثالث

القصيدة: للشاعر دعبل بن علي الخزاعي

ت ٢٤٦ه

مدارسُ آيات خلت من تلاوةٍ

ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرصاتِ

لآلِ رسولِ اللهِ بالخيفِ من مِنى

وبالبيت والتعريف والجمرات

ديارُ عليٍّ والحسينِ وجعفرٍ

وحمزةَ والسجادِ ذي الثفنات

منازلُ كانت للرشادِ وللتقى

وللصومِ والتطهيرِ والصلوات

ديارٌ عفاها جَورُ كلِ منابذٍ

ولم تعفُ للأيامِ والسنوات

أفاطمُ لو خلت الحسينَ مجدَّلا

وقد مات عَطشاناً بشطِ فرات

إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عنده

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجنات

أفاطمُ قومي يا ابنةَ الخيرِ واندبي

نجومَ سماواتٍ بأرض فلاة

قبور بكوفانٍ وأخرى بطيبة

وأخرى بفخٍ نالها صلواتي

قبورٌ بجنبِ النهر من أرضِ كربلا

مُعرَّسُهم فيها بشط فرات

توفوا عطاشى بالعراء فليتني

توفيتُ فيهم قبل حين وفاتي

إلى الله أشكو لوعةً عند ذكرِهم

سقتني بكأس الذُلِّ والفضعات

سأبكيهمُ ما حج لله راكبٌ

وما ناح قُمريٌ على الشجرات

١٦٢

سأبكيهمُ ما ذرَّ في الأفق شارقٌ

ونادى منادي الخير للصلوات

ديارُ رسولِ الله أصبحن بلقعا

وآلُ زيادٍ تسكن الحجرات

وآلُ زيادٍ في القصورِ مصونةٌ

وآلُ رسولِ اللهِ في الفلوات(١)

(فائزي)

هلنوح يا زهره على منهو تنوحين

نوحچ على المسموم لو نوحچ على احسين

حنّت او نادت والدمع بالخدِّ بادي

إنْ تسألوني يا خلگ كلهم أولادي

لاكن اصواب احسين ساطي في فؤادي

واعظم مصايبنه علينه امصيبة احسين

دهري رماني بالرزايا ابكلِّ غالي

او شتت أولادي عن يميني او عن شمالي

ما شوف ساعه فارغ امن النوح بالي

وأعظم عليَّه لو نعه الناعي على احسين

أبكي على أولادي ذبايح يوم عاشور

وآني انصبت إلهم عزيه ابوسط الگبور

وانسيت ظلعي اللي ابستر الباب مكسور

واعظم عليه امصاب محزوز الوريدين

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٥٧٧ للشيخ حسين آل سليمان البلاديرحمه‌الله .

١٦٣

الزهراءعليها‌السلام تبكي ولدها الحسينعليه‌السلام

عن أمالي المفيد، أن درة النائحة رأت فاطمة الزهراءعليها‌السلام في ما يرى النائم أنها وقفت على قبر الحسينعليه‌السلام تبكي وأمرتها أن تنشد:

أيها العينانِ فيضا

واستهلا لا تغيضا

واندبا بالطف مَيتا

تَرك الصدرَ رضيضا

لم اُمرضه قتيلا

لا ولا كان مريضا

ويروى أن سكينة بنت الحسينعليه‌السلام قالت: لما كان يوم الرابع من مقامنا بدمشق (في الخربة) رأيت في المنام امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة على رأسها فسألت عنها، فقيل لي هذه فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم أبيك. فقلت: والله لأنطلقن إليها ولأخبرنها ما صنع بنا، فسعيت مبادرة نحوها حتى لحقت بها، فوقفت بين يديها أبكي وأقول: يا أماه جحدوا حقنا، يا أماه بددوا والله شملنا، يا أماه استباحوا والله حريمنا، يا أماه قتلوا والله الحسين أبانا. فقالت: كفي صوتك يا سكينة فقد قطعت نياط قلبي، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتى ألقى الله به(١) :

لابدَّ أنْ تردَ القيامةَ فاطمٌ

وقميصُها بدم الحسينِ ملطَّخُ

ويلٌ لمن شفعاؤُه خصماؤُه

والصورُ في يومِ القيامةِ يُنفخ

(مجردات)

باچر ابكتله اتطالب امه

واتصيح والمدمع تسجمه

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٥ ص١٣٧ محمد باقر البهبهاني.

١٦٤

يا ربي يا صاحب الحكمه

ابني اللي ما يخفاك علمه

ظامي انذبح والماي يمه

يقول الإمام الباقرعليه‌السلام في حديث طويل: ثم إن فاطمة تأخذ قميص الحسين ملطخا بالدم وتقول: إلهي احكم بيني وبين من قتل ولدي، ثم يقال لها انظري في قلب القيامة فترى الحسين قائما مقطوع الرأس فإذا رأته صرخت وولولت: وا ثمرة فوأداه، فتصعق الملائكة لصيحتها وينادي أهل الموقف قتل الله قاتل ولدك، فيقول الله أفعل به وبأحبائه وشيعته.

أقول هذا القميص هو الذي تأتي به الزهراء يوم القيامة وهو نفسه الذي كان على جسد الحسينعليه‌السلام يوم قطعه القوم بسيوفهم ورماحهم ونبالهم وهو الذي يقول عنه الإمام الباقرعليه‌السلام : صار قميص جدي الحسين كالقنفذ من شدة السهام.

(نصاري)

ثگل ما يندره ابنشابها امنين

يجيه اوزانها يخطف على احسين

سهم بيده او سهم ابحاجب العين

يويلي وروَّحت روحه امن الحر

صار اشبيح بيه امن المنيه

ألف نبله يويلي وتسع ميه

وگف تبَّة نبل بالغاضريه

زور ارماح شابچ عيب ينطر

جذب ونَّه بَثَر ونه او تحسر

وبيه من الجروح ألفين وأكثر

صد الجسم أبو فاضل والأكبر

وخر دمعه يويلي اعلى الوطيه

وهو يفكر بحالة ذيچ العيال

شلون اتظل سبايه ابيد الأنذال

ولن الحجر جاله والدمه سال

الوجهه أو للثره طاح البجيه

١٦٥

(أبوذية)

دليلي امصوّب او محتار بلهام

برزية كربله ما ركن بلهام

أخوي احسين صاب الحجر بلهام

او طاح امن المهر فوگ الوطيه

***

أحمى الضائعاتِ بعدك ضعنا

في يد النائباتِ حسرى بوادِ

١٦٦

المجلس الرابع

القصيدة: لبعضهم

إن كنتَ محزونا فمالكَ ترقُدُ

هلّا بكيتَ لمن بكاه محمدُ

ولقد بكته في السماء ملائكٌ

زُهرٌ كرامٌ راكعونَ وسجد

والشمس والقمر المنير كلاهما

حول النجومِ تباكيا والفرقد

أنسيت آل المصطفى في كربلا

حول الحسين ذبائحٌ لم يُلحدوا

كيفَ السُّلُلوْ وفي السبايا زينب

تدعو بحرقة قلبها يا أحمد

يا جدُّ حولي من يتامى اخوتي

في الذلّ قد سُلبوا القناعَ وجُردوا

يا جد قد مُنعوا الفراتَ وقتّلوا

عطشاً فليس لهم هنالك مورد

يا جد من ثكلي وطول مصيبتي

ولما أعانيه أقوم وأقعد

يا جد ذا نحرُ الحسينِ مضرجٌ

بالدم والجسم الشريف مجرَّد

يا جد ذا صدرُ الحسين مرضَّضٌ

والخيل تنزل من علاء وتصعد

يا جد ذا ابنُ الحسين معلَّلٌ

ومغلَّلٌ في قيده ومصفّد

يا أميَ الزهراءُ قومي جددي

وجميع أملاكِ السما لكِ ينجد

هذا حبيبك بالحديد مقطَّع

ومخضب بدمائه مستَشهَدُ(١)

____________________

(١) - منتخب الطريحي ص٤٣٣.

١٦٧

(نصاري)

يجدي اعزيزكم منحور نحره

او لعبت خيل عدوانه اعله صدره

يجدي او هَشْمَتِ العدوان ظهره

ولا مفصل ابجسمه موش مكسور

يجدي اعزيزكم حرگوا اخيامه

او ظلت بالشمس تعلى اليتامه

او ركبوا خيلهم رضّوا اعضامه

او ظل مرمي اموذر لحمه اوذور

يجدي لو شفت من هجمت الخيل

على اخيمنه او صار انهارنه ليل

او هتكوا خدرنه او حاطوا العليل

يرفسونه وهو بالمرض مضرور

أما شكواها وعتابهاعليه‌السلام لأبيها أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(أبوذية)

دمعتي احمرّت ابعيني ولا جيت

على الهامات ابوادي الطف ولا جيت

تصيح اعتب يبو الحمله ولا جيت

تحاميني او ترد اخيول اميه

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبحث عن الحسنينعليهم‌السلام

روي عن عبد الله بن العباس، قال: كنا مع رسول الله وإذا بفاطمة قد أقبلت تبكي، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما يبكيك يا فاطمة؟ فقالت: يا أبتاه ان الحسن والحسين قد غابا عني هذا اليوم، وقد طلبتهما في بيوتك فلم أجدهما، ولا أدري أين هما، وان عليا راح إلى الدالية منذ خمسة أيام يسقي بستانا له.

وإذا أبو بكر قائم بين يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له: يا أبا بكر أطلب لي قرتي عيني.

ثم قال: يا عمر ويا سلمان ويا أبا ذر ويا فلان ويا فلان قوموا فاطلبوا

١٦٨

قرتي عينيي.

ثم قال: فأحصينا على رسول الله أنه وجه سبعين رجلا في طلبهما، فغابوا ساعة ورجعوا ولم يصيبوهما، فاغتم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غما شديدا فوقف عند باب المسجد وقال: اللهم بحق إبراهيم خليلك، وبحق آدم صفيك ان كان قرتا عيني وثمرتا فؤادي اُخذا برا وبحرا، فاحظهما وسلمهما من كل سوء يا أرحم الراحمين.

قال: فإذا بجبرئيلعليه‌السلام قد هبط من السماء. وقال: يا رسول الله لا تحزن ولا تغتم، فان الحسنين فاضلان في الدنيا والآخرة، وقد وكلَّ الله بهما ملكا يحفظهما إن ناما وإن قعدا أو قاما وهما في حظيرة بني النجار، ففرح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك وسار، وجبرئيل عن يمينه، وميكائل عن شماله، والمسلمون من حوله حتى دخلوا حظيرة بني النجار، وإذا الحسن معانق الحسين وهما نائمان.

فجثى النبي على ركبتيه، ولم يزل يقبلهما حتى استيقظا، فحمل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسين وحمل جبرئيل الحسن وخرج النبي من الخظيرة وهو يقول: معاشر الناس اعلموا أن من أبغضهما فهو في النار ومن أحبهما فهو في الجنة ومن كرمهما على الله تعالى سماهما في التوراة شبرا وشبيرا(١) .

وروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج مع أصحابه إلى طعام دعوا له، فتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمام القوم، وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يأخذه فطفق يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة، فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يضاحكه

____________________

(١) - تظلم الزهراء ص٤٧/٤٨ القزويني.

١٦٩

حتى أخذه، قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه، والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه فقبله، وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط(١) .

وكان الحسن والحسينعليه‌السلام يأتيان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في الصلاة فيثبان عليه، فإذا نهيا عن ذلك، أشار بيده دعوهما، فإذا قضى الصلاة ضمهما إليه، وقال: من أحبني فليحب هذين(٢) .

أقول: يأبى رسول الله أن يزاح حبيباه الحسن والحسين ولو برفق عن ظهره أثناء سجوده لئلا يكون في ذلك إزعاج لهما فكيف به لو رأى حسنا يقذف أحشاءه في الطشت من أثر السم الذي سقيه وكيف به لو حضر عنده وهو يعالج سكرات الموت يقبض يمينا ويمد شمالا من شدة الألم وكيف به لو رأى القوم وهم يمنعون دفنه عند قبر جده:

لمنعه آلُ حربٍ أقبلتْ زمرا

لكي تؤجّجَ نارَ الحربِ والفتنِ

فكيف عن حرم المختار تمنعُهُ

وهو الذي كان من عينيه كالوسن

أما يوم الحسين وما أدراك يا يوم الحسين فلا يوم كيومك يا أبا عبد الله فيكف بك يا رسول الله لو رأيته وأصحابه وأهل بيته يقتلون الواحد بعد الآخر لقد فقد ولده شبيهك خلقا وخلقا ومنطقا وفقد عضيده وحامل لواءه أخاه أبا الفضل العباس الذي قال فيه لما صرع: الآن إنكسر ظهري الآن قلت

____________________

(١) - المصدر السابق ص٤٣.

(٢) - المصدر السابق ص٤٣.

١٧٠

حيلتي وفقد حبيبه القاسم بن الحسن وكان العلامة للحسين من أخيه الحسن وليتك رأيته وحيدا فريدا لا ناصر له ولا معين ينادي هل من ناصر ينصرنا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله وأشدها عليه يا رسول الله عندما توسد التراب وقد هجم القوم على مخيم النساء وزينب تنادي أخي إن كنت حيا فأدركنا فهذه الخيل قد هجمت علينا وان كنت ميتا فأمري وأمرك إلى الله فلم يتمكن من أغاثتها لأنه كلما قام سقط على وجهه هكذا إلى ثلاث مرات من كثرة نزف الدماء.

أتعلمُ يابنِ فاطمةٍ ذبيحا

سقتْه من نجيع النحر شُربا

وهل تدري كرائمَه سبايا

تجوب بهنَّ صعبُ العيسِ سهبا

وإنَّ ستورَها عنها اُميطتْ

وقد هَتَكَ العداةُ لهنَّ حُجبا

(فايزي)

روسٍ على روس الأسنه كالمصابيح

او هلراس فيهم كالبدر تلعب بهِ الريح

او راس الذي من دونهم ساطع لَهِ النور

يشبه لَنورِ الشمس يخجِل نور البدور

ينظر حريمه او دوم عينه فيهم اتدور

او يجذب الونه لو سمع بالطفله اتصيح

ابدن فلا نامت اعيونه عن حريمه

دومه يباريهم ابعينٍ مستديمه

١٧١

يجذب الونه لو سمع صاحت يتيمه

حاشاه ما غضِّ الطرف عن طفله اتصيح

وكأني بزينبعليه‌السلام :

(مجردات)

بيمن ألوذ او أرفع الراس

تهدم ركن صبري من الاساس

او علينه غدت تتفرج الناس

(تخميس)

لهفي لهم وبحدِّ السيف قد صُرعوا

من بعدهم للأسى والحزنِ أرتَضِعُ

بالله هل لهمُ في رجعةٍ طمعُ

نذرٌ عليَّ لئن عادوا وإن رجعوا

لأزرعنَّ طريقَ الطفِّ ريحان

١٧٢

المجلس الخامس

القصيدة: للمرحوم السيد محسن الأمين

وأرادت إنزاله خطة الضيـ

م وحاشا اعراقه حاشاها

سامه ابن الدعي أن يرد الحتـ

ف او الضيم ظلةً وسفاها

فابى الله والحفاظ وحد السيـ

ف للخسف خطةً أن يطاها

وتسامى عن الهوان بنفس

لسوى العز ربُّها ما براها

فارسُ الحربِ معلنُ الطعنِ والضر

ب هِزَبْرُ الهيجاءِ قطبُ رحاها

رابطَ الجأشِ لا يرى الموتَ موتا

بل حياةً وجَنّةً يعطاها

سار في عصبة قد اختارها

الله تعالى لنصره واصطفاها

فقضت دونه تقيهِ طِعانا

وضربا بنحرها وطُلاها

وسطا الليثُ حين أفردَ لا ير

هبُ جمعَ العدى ولا يخشاها

كم رقابٍ بريَ اليَراع براها

وجسومٍ ذروَ الهشيمِ ذراها

ومضى يحصد الكتائب حتى

أنفذت قدرةُ الإله قَضاها

فهوى في الصعيد دامي المحيا

قد بنت فوقه السهامُ بِناها

يا قتيلا بكت له الجنُّ والإنـ

س ووحشُ الفلاةِ وسطَ فَلاها

١٧٣

يا قتيلا أبكى النبيين من قبـ

لُ وأبكى مصابُه أوصياها

يابنَ بنتِ النبيّ رزؤُك أشجا

ني وأهدى إلى العيون قذاها

فسأبكيكَ ما تطاول عُمُري

بدموعٍ ممزوجةٍ بدماها(١)

ورحم الله الشاعر الحسيني السيد عبد الحسين الشرع النجفي الذي يصور هذا الحوار بين عقيلة بني هاشم وأختها السيدة أم كلثوم.

(مجردات)

يزينب اخونه احسين چا وين

راح أو بعد ما رد لهلْ حين

او لسْمعْله صوت ابها الميادين

خاف الزلم حالت الصوبين

ما بينه او بين الصواوين

نادتها لا يختي اشتگولين

حاشا بن فارس بدر واحنين

تحجبه الزلم عن النساوين

لكنَّه يم كثوم تدرين

اخونه وحيد او ماله امعين

وخوته على الغبره مطاعين

ما بين ما تحچي الخواتين

والدرب اخوهن شابحه العين

فوگ الرمح لن راس الحسين

(أبوذية)

وگع والخيل للصيوان هامات

أطفال اتسحّگت وأطفال هامات

او زينب وين اخوي اتصيح هامات

حي انچان خل يحمي الثنيه

فاطمة الزهراءعليها‌السلام في كربلاء

نقل في المنتخب أن بعض الصالحين رأى في منامه فاطمة الزهراءعليها‌السلام في أرض

____________________

(١) - الدر النضيد ص٣٤.

١٧٤

كربلاء بعد قتل الحسينعليه‌السلام مع جملة من نساء أهل الجنة وهن يندبن الحسينعليه‌السلام وفاطمة تقول يا أبي يا رسول الله أما تنظر إلى أمتك ما فعلوا بولدي الحسين قتلوه ظلما وعدوانا قتلوه ومن شرب الماء منعوه وللمنايا والغصص جرَّعوه وبالسيوف قطَّعوه وعلى وجهه قلبوه ومن القنا ذبحوه فيا بئس ما فعلوه يا أبتاه أترى فُعل بولد أحد من الأنياء كما فُعل بولدي؟ فواحر قلباه. فعند ذلك رفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رداءه وقال وا كربلا لكربك يا فاطمة الزهراء وا ابنتاه وا ثمرة فؤاداه وا حمزتاه وا علياه وا حسنا وا حسينا قتل ولدي الحسين بالغاضريات ولم تحضره ليوث الغزوات ولا علي كاشف الكربات فكم من دم لك اليوم مسفوك وستر على حرمة الإسلام مهتوك وكم من شيبة بالدماء مخضوبة وكريمة من النساء مسلوبة وعترتي بالأشجان ملوعة وقد قتلوا صغيرهم وكبيرهم وذبحوا رضيعهم وذبحوا فطيمهم واستباحوا نساءهم وحريمهم(١) .

(تخميس)

أيها السائلُ المسائلُ دوني

كلُ ذي جوهرٍ عزيزٍ ثمينِ

ما أنا من الثرى أخرَجوني

أنا دُرٌّ من السما نثروني

يومَ تزويجِ والدِ السبطينِ

(تخميس)

كنتُ من جوهرٍ ولا أعراضا

موضعي في السما وليس انخفاضا

____________________

(١) - المنتخب ص١٨٠/١٨١.

١٧٥

إنما حمرتي أتتني اعتراضا

كنتُ أصفى في اللجين بياضا

صبغتني دما نحرِ الحسين

(مجردات)

اتحيرت يحسين بأمرك

يومٍ فجعني بيك دهرك

جيتك امن الجنه انظرك

شفتك گلت لله صبرك

فوگ الثرى محزوز نحرك

مگطوع للخاتم خنصْرك

واخيول اميه اتدوس صدرك

او لا صح اشيْعنَّك الگبرك

(أبوذية)

لحگتك للمعاره او جيت واراك

اشلون انظر واصد بالعين واراك

الگبر محّد يبو السجاد واراك

او ثلثتيام علغبره رميه

***

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

وقد مات عطشانا بشط فرات

١٧٦

المجلس السادس

القصيدة: للشيخ حسون العبد الله الحلي

علمتمْ بمسراكم أرعتمْ فؤاديا

وأجريتم دمعي فضاهى الغواديا

ألا يا أحبّائي أخذتمْ حُشاشتي

وخلفتمُ جسمي من الشوق باليا

فياليتني قد متُّ قبل فراقِكم

وذاك لأني خفت أن لا تلاقيا

تناسيتمُ عصرَ الشبابِ بذي الفضا

وكم قد سُررنا بالوصال لياليا

فدع عنك يا سعدُ الديارَ وخلِّني

اُكابد وجدا في الأضالع طاويا

لخطبٍ عرا يومَ الطفوفِ وفادحٍ

أماد السما شجوا ودكّ الرواسيا

غداة قضى سبطُ النبيِّ بكربلا

خميصَ الحَشا دامي الوريدين صاديا

أأنسى حسينا بالطفوف مجدَّلا

على ظمأٍ والماءُ يلمعِ طاميا

وواللهِ لا أنسى بناتِ محمدٍ

بَقينَ حيارى قد فَقدنَ المحاميا

ولم انس حولَ السبطِ زينبَ إذ غدتْ

تنادي بصوتٍ صدّع الكونَ عاليا

أخي لم تَذُقْ من بارد الماء شربةً

وأشرب ماءَ المزنِ بعدك صافيا

عليَّ عزيزٌ أن أراك معفرا

عليك عزيزٌ أن ترى اليوم ما بيا

اٌحاشيك أن ترضى نروحُ حواسرا

سبايا بنا الأعداء تطوي الفيافيا

بلا كافلٍ بين الأنامِ نوادبا

خواضعَ ما بين الطغامِ بواكيا

عليَّ عزيزٌ أن أروح وتغتدي

لقىً فوق رمضاءِ البسيطةِ عاريا

١٧٧

أيَسْترُّ قلبي أم تجفُّ مدامعي

وأنظر ربع المجد بعدك خاليا

فهيهات عيني بعدكم تُطعم الكرى

وأن يألفَ الأفراح يوما فؤاديا(١)

(مجردات) (٢)

يحسين خويه اصوابك امچيد

وسافه يراعي الشرف يا حيد

تالي حرمكم تمشي ليزيد

وايسوم بيها سوم العبيد

وانته تنام او تغضي وتهيد

معذور يا مگطوع الوريد

(أبوذية)

زجر بالسوط علحره يراها

او جفنها من دمه المدمع يراها

امس بالخِدر ما واحد يراها

اليوم أصبحت بين آل أميه

فأنا أحبه لحبه ولدي الحسينعليه‌السلام

روي عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب على المنبر إذ أقبل الحسينعليه‌السلام من عنده أمه وهو طفل صغير، فوطأ الحسين على ذيل ثوبه فكبى وسقط على وجهه، فبكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنزل إليه وضمه إلى صدره وسكته من البكاء، وقال: قاتل الله الشيطان إن الولد لفتنة، والذي نفسي بيده لما بكى ابني رأيت فؤادي قد وهي مني لأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان رحيم القلب سريع الدمعة كما قال تعالى:( وَ کَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) .

وفي كامل الزيارة: عن محمد بن سنان، عن سعيد بن يسار قال: سمعت أبا

____________________

(١) - أدب الطف ج٨ ص٤٤.

(٢) - للمؤلف.

١٧٨

عبد اللهعليه‌السلام يقول لما أن هبط جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقتل الحسينعليه‌السلام أخذ بيد عليعليه‌السلام فخلا به مليا من النهار، فغلبتهما العبرة، فلم يتفرقا حتى هبط عليهما جبرئيلعليه‌السلام أو قال: رسول رب العالمين، فقال لهما: ربكما يقرؤكما السلام، ويقول: عزمت عليكما لما صبرتما، قال: فصبرا.

وفيه: عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أن جبرئيل نزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي.

قال: فعرج جبرئيل إلى السماء ثم هبط، فقال له: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام، ويبشرك أنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصاية.

وروي: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يوما مع جماعة من أصحابه مارا في بعض الطريق، وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطريق فجلس النبي عند صبي منهم، وجعل يقبل ما بين عينيه ويلاطفه، ثم أقعده على حجره، وكان يكثر من تقبيله، فسأل عن علة ذلك؟ فقال: اني رأيت هذا الصبي يوما مع الحسينعليه‌السلام ، ورأيته يرفع الترب من تحت قدميه ويمسح به وجهه وعينيه، فأنا أحبه لحبه ولدي الحسين ولقد أخبرني جبرئيلعليه‌السلام أنه يكون من أنصاره في وقعة كربلاء(١) .

أقول ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما رأى ولده الحسين يعثر ويكبو على وجهه وكان

____________________

(١) - بحار الأنوار ج٤٤ ص١٢٤ أقول: أقول ولم نعلم من هو ذلك الصبي.

١٧٩

يبكي قام إليه وضمه إلى صدره وسكته عن البكاء أقول أين كان رسول الله عندما هوى عزيزه الحسينعليه‌السلام من على ظهر جواده إلى الأرض لما أصابه السهم المثلث في صدره.

يا رسولَ اللهِ لو شاهدتَه

جثةً ملقىً على وجه الثرى

داميَ الجسمِ رضيضا صدرُه

طحنتْه الخيلُ لما أنْ قضى

وعلى رأس العوالي رأسُه

نورهُ يزهو على بدر الدجى

(نصاري)

يجدي گوم شوف ابنك رميه

خذوا راسه او جسمه اعله الوطيه

عليه اتجول گامت خيل اميه

او لا ضل بيه مفصل ما تهشَّم

يجدي ما بگت لبنك جبيله

تصوّل ليه او للحومه تجيله

هذا ابن سعد صاح اعله خيله

وابگومه اعلى رض احسين حشَّم

(مجردات)

يراكب على المنعوت صيته

لا وين وجهك هاي نيته

انچان الوطن جدي او ثنيته

أوصلت واجهد لي ابوصيته

تگله احسين ذبحَوْا أهل بيته

او زينب تگول الهادي ريته

يحضر لخوي امن اعتنيته

وابنحره الشمر يفري لگيته

***

أحسينُ هل وافاك جدُّك زائرا

ورآك مقطوعَ الوتينِ معفَّرا

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

الحسين فضمه إليه وقال يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين.

وقيل: كانت أم وعمته زينب واقفتين بباب الخيمة تنظران إليه وقد قطعت يده فبينما أمه وعمته تنظران إليه وبينما هو على صدر عمه الحسين إذ رماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه على صدر عمه الحسين.

ولسان حال أمه رملة:

(مجردات)

يمّه اگعد او خليني احاچيك

يسراج بيتي شِلِي امطفيك

نايم على حرّ الثره اشبيك

لون تنفده بالروح لفديك

يكفيك مجد او فخر يكفيك

عمّك احسين اليوم يبچيك

أما زينب فإنها نادت: وا ابن أخاه ليت الموت أعدمني الحياة ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل.

(نصاري)

يا شبان ينجوم المخيّم

يبدور ازهرت ويلي ابّحَر دم

بالله يا هَوَهْ الغربي دِنسّم

بلكي اتهيد عنهم جمرة الحر

ثم رفع الحسينعليه‌السلام يده وقال: ألهم فإن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدو علينا يقاتلوننا(١) .

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣٥٤. مقتل الحسين للمقرم (راجع أحداث يوم العاشر).

٣٨١

أقول لعل هذا أصعب موقف على الحسين - مر به لأنه كان إذا استغاث به أحد من أصحابه واهل بيته جاء إليه مسرعا وقتل قاتله وفي هذه المرة لم يتمكنعليه‌السلام من صنع شيء لهذا الغلام الذي قطعوا يده إلى جنبه وذبحوه وهو على صدره.

(تخميس)

رزءٌ تكاد السما تهوي لمصرعِهِ

وجبرئيلٌ شجاً يذري لأدمعهِ

والبدر كُوِّر لم يظهر بمطلعهِ

إن يبكِهِ عمُهُ حزناً لمصرعهِ

فما بكى قمرٌ إلا على قمرِ

٣٨٢

الليلة التاسعة

٣٨٣

٣٨٤

علي الأكبر ابن الإمام الحسينعليه‌السلام

المجلس الأول: القصيدة: للشيخ عبد الحسين صادق العاملي ت: ١٣٦١ه

المجلس الثاني: القصيدة: للطبيب الفاضل الميرزا محمد الخليلي النجفي ت: ١٣٨٨ه

المجلس الثالث: القصيدة: للشيخ عبد المنعم الفرطوسي ت: ١٤٠١ه

المجلس الرابع: القصيدة: للشاعر الشيخ جعفر الهر الكربلائي ت: ١٣٤٧ه

المجلس الخامس: القصيدة: للشيخ جعفر النقدي

المجلس السادس: القصيدة: للخطيب الشيخ محمد سعيد المنصوري

المجلس السابع: القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

المجلس الثامن: القصيدة: للشيخ سلمان البحراني

٣٨٥

٣٨٦

علي الأكبر ابن الإمام الحسينعليه‌السلام

هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام الملقب بالأكبر أول شهيد من أهل البيت في كربلاء. أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان.

وليلى سيدة من بيت شرف فجدها أحد العظيمين( لَوْ لاَ نُزِّلَ هٰذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ‌ ) أي كثير المال والجاه والولد وكان جدها عروة عظيم الطائف كما أن الوليد بن المغيرة عظيم مكة وشتان بين الاثنين فالأول مات مسلما بن قتلوه بسهم وهو يؤذن للصلاة لأن قومه ما زالوا آنذاك على الكفر والثاني أعني الوليد مات كافرا معارضا للنبي ولدعوته.

ولد علي بن الحسينعليه‌السلام في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سن ٣٣ه قبل مقتل عثمان بن عفان بسنتين وعليه يكون عمره - يوم شهادته سنة ٦١ه - ثمان وعشرين سنة وقيل غير ذلك.

ويبدو من لقبه (الأكبر) أنه أكبر أولاد الحسينعليه‌السلام وهذا ما ذهب إليه السيد المقرم في كتابه علي الأكبر وأيده السيد المرعشي النجفي (قدس‌سره ) وهو من المتضلعين بالأنساب فقد قال في مقدمته على كتاب علي الأكبر ما نصه: ومن فوائد هذا السفر الجليل أنه أثبت كون علي الأكبر شهيد الطف أكبر سنَّاً من الإمام زين العابدينعليه‌السلام وهو الحق الحقيق بالقبول كيف لا فقد

٣٨٧

صرح فحل الفهاء والنسابين شيخنا الشيخ محمد بن إدريس العجلي الحلي في تعاليقة على مزار كتاب السرائر قال ما ملخصه:

إن الأصح والأشهر بين علماء التاريخ والنسب كون علي الأكبر أكبر سنا من الإمام سيد الساجدينعليه‌السلام وإن كلامهم حجة إذ هم خبراء هذا الفن انتهى كلامهقدس‌سره . ومما يؤيد ذلك إن ولادة الإمام زين العابدين كانت سنة ٣٨ه وعليه فان علي الأكبر أكبر من الإمام زين العابدين بخمس سنين. أما عن زواجه وذريته فقد ذكر المؤرخين إنه كان متزوجا إلا أنه لا عقب له. وعلي الأكبر شخصية مرموقة في أوساط الناس فقد كان من كرماء العرب المشهورين لدى القاصي والداني كما أنه كان من أعظم الناس تقى وصلاحا.

يقول فيه الشاعر:

لم ترَ عينٌ نظرت مثلَه

من محتف يمشي ومن ناعلِ

يغلي نأيَ اللحمِ حتى إذا

انضج لم يُغلِ على الآكل

كان إذا شبت له نارُه

يوقدها بالشرف القابل

كيما يراه بائسٌ مرملٌ

أفردُ حيٍّ ليس بالآهل

لا يُؤثر الدنيا على دينه

ولا يبيع الحقَ بالباطل

أعني ابنَ ليلى ذا السدى والندى

أعني ابنَ بنتِ الشرف الفاضل

كيف لا يكون كذلك فهو شبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلقا وخلقا ومنطقا نعم لقد ذهب كثير من علمائنا إلى القول بعصمته. وكان لهذا الشاب المحمدي دور حساس في أحداث كربلاء إلى جانب أبيه الحسينعليه‌السلام وعمه أبي الفضل

٣٨٨

العباس وبقية الصفوة من آل محمد وأصحاب الحسينعليه‌السلام حيث أتى بالماء أكثر من مرة وكان بين الحين والآخر يفك الحصار عن أصحاب أبيه إذا حوصروا وكان لا يفارق والده لاسيما في حواراته مع جيش العدو انه كان نسخه من جديه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام (١) .

***

____________________

(١) - إبصار العين، كتاب الشهيد علي الأكبر للمقرم وثمرات الأعواد للهاشمي وغيرها.

٣٨٩

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ عبد الحسين صادق العاملي

ت ١٣٦١ه

حجر على عيني يمرُّ بها الكرى

من بعد نازلةٍ بعترة أحمدِ

أقمارُ تمٍّ غالها خسفُ الردى

فاغتالها بصورفه الزمنُ الردي

شتّى مصائبُهم فبين مكابدٍ

سماً ومنحورٍ وبين مصفد

سل كربلا كم من حشاً لمحمد

نُهبت بها وكم استُجذت من يد

ولَكَمْ دمٍ زاكٍ اُريقَ بها

وكم جثمانِ قدسٍ بالسيوف مبدَّد

وبها على صدر الحسين ترقرقت

عبراتُه حُزناً لأكرمِ سيِّد

وعليُّ قدرٍ من ذُؤابَةِ هاشمٍ

عَبِقَتْ شمائلُه بطِيبِ المـَحتِد

أفديه من ريحانة ريّانةٍ

جفت بحرِّ ظماً وحرِّ مهند

لله بدرٌ من مُراقِ نجيعِه

مزجَ الحسامُ لجينَه بالعسجد

ماءُ الصِبا ودمُ الوريدِ تجاريا

فيه ولاهبُ قلبِه لم يخمد

جمع الصفاتِ الغرَّ وهي تراثه

من كل غِطريفٍ وشهمٍ أصيد

في بأس حمزةَ في شجاعة حيدرٍ

بإبا الحسينِ وفي مهابة أحمد

وتراه في خُلقٍ وطيبِ خلائقٍ

وبليغِ نطقٍ كالنبيِّ مُحمد

ويؤوب للتوديع وهو مكابد

لظما الفؤادِ وللحديدِ المجهد

         
٣٩٠

يشكو لخيرِ أبٍ ظماه وما اشتكى

ظمأَ الحشى إلا إلى الظامي الصَدِي

فانصاع يُؤثره عليه بريقه

لو كان ثمةَ ريقُه لم يجمد

كلٌ حُشاشتُه كصالية الغضا

ولسانه ظمأً كشِقةِ مبرَد(١)

(نصاري)

يبويه واج گلبي امن العطش نار

شمس واحديد تدري والوكت حار

بچه او گله يريت افراتهم غار

اوحط حلگه اعله حلگه اولنَّه ايفور

بچه او گله يبويه اوداعة الله

اشو الساني على السانك تگلَّه

لروح الجدي الهادي وگلَّه

شبع ريحانتك من أمتك جور

(بحر طويل)

شباب اثمنطعش بالغ اسم الله اعله علي الأكبر

الف وسفه او ألف يا حيف صار ابولية العسكر

هذا يطعنه ابرمحه او هذا ايضربه ابخنجر

لمن روحه افغرت ناده او عالج بالحرب وحده

سگاني جدي ابكاسه يبويه او هل حضر يمي

والزهره او علي الكرار وياه الحسن عمي

يبويه او بچوا عدْ راسي او تحنوا كلهم ابدمي

او كاسك من تجي مذخور يحسين او بذل جهده

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١٢٩.

٣٩١

علي الأكبر يستأذن أباه في القتال

ذكر أرباب المقاتل انه لما قتل أصحاب الحسينعليه‌السلام ولم يبق معه إلا أهل بيته، تقدم ولده علي الأكبر، فاستأذنه للبراز. وكان علي الأكبر من أصْبَحِ الناس وجها وأحسنهم خلقا فنظر إليه الحسينعليه‌السلام نظر آيس وأرخى عينيه بالدموع، وأطرق برأسه إلى الأرض لئلا يراه العدو فيشمت به. وقيل إن الإمام قال له: ولدي عليّ إليَّ إليَّ أودعك وتودعني أشمك وتشمني، فاعتنق الحسين ولده وجعلا يبكيان.

(نصاري)

اويلي من تلاگو عند الاوداع

امشابگ طول لمن هووا للگاع

لاع ابنه لبيَّه والأبو لاع

على اوليده يويلي اوداع الأكشر

يشم احسين خد ابنه او يحبه

او دمعه مثل دمع ابنه يصبه

النار اللي ابگلب ابنه ابگلبه

يخفِّيها على ابنه او نوب تظهر

يگله والدمع بالعين دفَّاگ

ابعبره امكسَّره وابگلب خفّاگ

يبويه اوداعة الله هذا الفراگ

يبويه اشبيدنه هذا المگدَّر

ثم ان الحسين رفع رأسه مشيرا بسبابتيه إلى السماء وقال: ألهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى هذا الغلام، ألهم امنعم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا. وصاح بعمر بن

٣٩٢

سعد: قطع الله رحمك كما قطعت رحمي، ولا بارك لك في أمرك، وسلط الله عليك من يذبحك على فراشك.

ثم تلا قوله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ‌ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‌ ) (١) فكأنما علم علي الأكبر الرخصة من أبيه فحمل على القوم وهو يرتجز ويقول:

أنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عليّ

نحن وبيتِ اللهِ أولى بالنبيّ

اضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضربَ غلامٍ هاشميٍّ علويّ

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

وجعل يقاتل القوم مقاتلة الأبطال حتى قتل على عطشه مائة وعشرين فارسا. هذا والحسين واقف بباب الخيمة وليلى تنظر في وجهه فتراه يتلألأ نورا وسرورا بشجاعة ولده علي. ولما برز إليه بكر بن غانم تغير لون وجه الحسينعليه‌السلام .

فقالت له ليلى: سيدي أرى لون وجهك قد تغير! هل أصيب ولدي بشيء؟ فقال لها: لا يا ليلى، ولكن برز إليه من أخاف منه عليه. يا ليلى ادعي لولدك، فان دعاء الأم مستجاب بحق ولدها.

دخلت ليلى إلى الفسطاط رفعت يديها إلى السماء قائلة: إلهي بغربة أبي عبد الله، إلهي بعطش أبي عبد الله، يا راد يوسف إلى يعقوب، أردد إلي ولدي عليا.

____________________

(١) - سورة آل عمران، الآية: ٣٣.

٣٩٣

(مجردات)

طبَّت الخيمتها الغريبه

تبچي او على ابنيها امريبه

والگلب ناره ايشب لهيبه

او فرَّعت والدمعه سچيبه

وتوسلت لله ابحبيبه

او بالحسين وشما بيه مصيبه

يا راد يوسف من مغيبه

اليعگوب ومسچن نحيبه

أريدن عَلِيْ سالم تجيبه

قال الراوي: فاستجاب الله دعاء ليلى، ونصر عليا على بكر بن غانم فقتله، وحز رأسه وجاء به يحمله إلى أبيه، وهو ينادي: العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة ماء من سبيل أتقوى بها على الأعداء؟

(نصاري)

يبويه شربة امَّيه الچبدي

اتگوَّه ورد للميدان وحدي

يبويه الفطر چبدي وحگ جدي

العطش والشمس والميدان والحر

قال الراوي: فبكى الحسين وقال: وا غوثاه من أين آتي لك بالماء قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا(١) .

(مجردات)

(يگله) سهله يبويه طِلبتك هاي

لاكن يعگلي او ماي عيناي

امنين اجيبن شربة الماي

والعطش مثلك يبَّس احشاي

____________________

(١) - مقتل الحسين، محمد تقي بحر العلوم.

٣٩٤

رجع علي الأكبر وجعل يقاتل حتى قتل تمام المائتين قال حميد بن مسلم: كنت واقفا وبجنبي مرة بن منقذ التميمي، وعلي بن الحسين يشد على القوم يمنة ويسرة فيهزمهم، فقال مرة: علي آثام العرب إن مر بي هذا الغلام ولم أثكل به أباه. فقلت لا تقل هذا يكفيك هؤلاء، فقال: والله لأفعلن.

ومر بنا علي الأكبر، وهو يطرد كتيبة أمامه فطعنه برمحه فانقلب على قربوس سرج فرسه واعتنق الفرس فحمله إلى معسكر الأعداء فاحتوشوه وقطعوه بسيوفهم إربا إربا.

ولما بلغت روحه التراقي نادى: أبه عليك مني السلام، هذا جدي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى، شربة لا أظمأ بعدها أبدا وهو يقول لك: العجل العجل فإن لك كأسا مذخورة حتى تشربها الساعة وشهق شهقة كانت فيها نفسه وفارقت روحه الدنيا. قالت سكينة: لما سمع أبي صوت علي، أخذ تارة يقوم وأخرى يجلس وهو يقول: وا ولداه.

ثم انحدر إليه الحسينعليه‌السلام ومعه أهل بيته حتى وقف عليه، رآه مقطعا بالسيوف إربا إربا فقال:

بني قتل الله قوما قتلوك، ما أجرأهم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول. ثم استهلت عيناه بالدموع، وقال: ولدي علي على الدنيا بعدك العفا أما أنت فقد استرحت من هم الدنيا وغمها وبقي أبوك لهمها وكربها(١) .

____________________

(١) - مقتل الحسين للمقرم. الدمعة الساكبة ج٤.

٣٩٥

(تخميس)

ومضى شبيهُ محمدٍ يفري العدى

بحسامه ويذودُ عن شرعِ الهدى

وإذا به يلقى المنيةَ ساجدا

وَيْحَ الردى يا بئس ما غال الردى

منه هِلالَ دجىً وغرةَ فرقدِ

(نصاري)

يبويه من عدل راسك او رجليك

او من غمَّض اعيونك واسبل ايديك

ينور العين كل سيف الوصل ليك

گطع گلبي او لعند احشاي سدَّر

يبويه من سمع يمَّك ونينك

من شبحت لعند الموت عينك

للعشرين ما وصلن اسنينك

او حاتقني عليك الدهر الاگشر

***

بنيَّ اقتطعتك من مهجتي

علامَ قطعتَ جميل الوصالِ

بنيَّ عراك خسوفُ الردى

وشأنُ الخسوفِ قبيلَ الكمالِ

بنيَّ حرامٌ عليَّ الرقادُ

وأنت مكبٌ بوجه الرمالِ

(مجردات)

يبويه گول واسرع رد الجواب

يبويه ابياكتر مضْ بيك الصواب

يبوهي العيش بعدك لا هنه او طاب

ردتك ترد وحشة الغيّاب

او ذخرتك عليه اتهيل التراب

دمعي عل فرگاك سچاب

اشيفيد الدمع لو صار خنياب

ماي او تبدّه طولك او غاب

شحم الگلب من شوفتك ذاب

٣٩٦

(نصاري)

الله يساعد احسين ابو اليمه

يشوفه امطبرَّ او سابح ابدمه

مكان امن الطعن سالم ابجسمه

يشمه مالگه چبد الزچيه

(أبوذية)

حزني يشبه ام عشره ويرهه

على اللي بالگلب ناره ويرهه

احسين اوچب على الأكبر ويرهه

حسره او صاح ريت البيك بيه

***

يناديه وليس به حِراكٌ

بنيَّ اليومَ فارقنا الرسولُ

على الدنيا العفا يا نورَ عيني

فبعدك غيرَ هذا لا أقول

٣٩٧

المجلس الثاني

القصيدة: للطبيب الفاضل الميرزا محمد الخليلي النجفي

ت ١٣٨٨ه

كلَّما زدتُ في الحبيب ملاما

زدتُ فيه محبةً وغراما

أيها العاذل المبغضُ مهلا

لو عرفت الهوى تركتَ الملاما

فغدت مهجتي أسيرةَ وجدٍ

وغدا القلبُ في هواه غلاما

عزّ نِدّاً في الحُسينِ بين الحِسا

نِ الغيدِ حتى اغتدى لديهم إماما

جلّ عن أن يقاس بالبدر وجها

وبميّاسةِ الغصونِ القواما

وبعين المـَها إحورارا وبالور

د خدودا وبالعيون حساما

وجميلٌ اُعيذه حين يبدو

بشبيه النبيّ عن أن يضاما

حين وافى وقلبُه يتلظّى

عطشا والكماة منه تَحامى

جرَّد الزمَ وهو يزأر ليثا

بين جمع يراهمُ أنعاما

قَلَبَ القلبَ فوق جنحيه لما

ألهبَ الحرَّ بالحسام ضراما

غرس الطفَّ بالجماجم والريُّ

دماها واللقح كان الحماما

وانبرى حاصدا بعَضبٍ ولولا

سيف (عبديّها) لأمست رِماما

فهوى فوق مُهرِه ظنَّ أنَّ

المهرَ ينجيه إذ يؤم الخياما

قتلقته بالسيوف انتهاشا

قومُ سوءٍ لم ترع منه ذماما

٣٩٨

وعلا صوتُه عليك سلامُ

اللهِ يا والدي بلغتُ المراما

أسرع السبطُ نحوهَ ونجيعُ

القلبِ يجري فوقَ الخدودِ انسجاما

صارخا أيْ بنَّي غالك خسفٌ

للمنايا وما بلغتَ التماما

كنت أرجوك عُدةً ليْ وذخرا

لمشيبي إن حادثُ الدهرِ ضاما

كنتَ روحي وهل عن الروح أسلو

فعجيب أن لا اُلاقي الحِماما(١)

(مجردات)

شافه ابمواضيها اموزع

مصرعك بويه اشلون مصرع

بيه الگلب ذاب او تگطّع

(أبوذية)

يا هيبة علي يا حسن يوسِف

يشبه المصطفى فرگاك يوسف

كل خنجر الجسمك وصل يوسف

گع لبَّه احشاي او فتك بيه

(تخميس)

يا ضيا ناظري بقلبيَ رفقا

أو لستَ الذي أحفُّك شوقا

واقيك الخطوبَ غربا وشرقا

يا شبيه النبي خَلقا وخُلقا

بعدك المكرماتُ طال بكاها

قتيان بني هاشم يحملون علي الأكبرعليه‌السلام إلى المخيم

دخل رجل نصراني مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له الناس: أنت رجل نصراني اخرج من المسجد، فقال لهم: إني رأيت البارحة في منامي رسول الله،

____________________

(١) - الشهيد علي الأكبر ص١٣٩ عبد الرزاق المقرم.

٣٩٩

ومعه عيسى بن مريمعليه‌السلام ، فقال عيسى أسلم على يدي خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله، فانه نبي هذه الأمة حقا، وأنا أسلمت على يده، وأتيت الآن لأجدد إسلامي على يد رجل من أهل بيته فجاءوا به إلى الحسينعليه‌السلام ، فوقع على قدميه يقبلهما، فلما استقر به المجلس قصَّ لو الرؤيا التي رآها في المنام، فقال له الحسينعليه‌السلام : أتحب أن آتيك بشبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال : بلى سيدي. فدعا الحسينعليه‌السلام بولده علي الأكبر، وكان إذ ذاك طفلا صغيرا قد وضع على وجهه برقع فجيء به إلى أبيه، فلما رفع الحسين البرقع عن وجهه، ورآه ذلك الرجل وقع مغمى عليه.

فقال الحسينعليه‌السلام صبوا الماء على وجهه ففعوا فلما أفاق التفت إليه الحسينعليه‌السلام وقال يا هذا: إن ولدي هذا شبيه بجدي رسول الله؟ فقال الرجل: إي والله فقال له الحسين: يا هذا، إذا كان عندك ولد مثل هذا وتصيبه شوكة ما كنت تصعنع؟ قال: سيدي أموت، فقال الحسينعليه‌السلام : أخبرك أني أرى ولدي هذا بعيني مقطعا بالسيوف إربا إربا.

أقول: سيدي أبا عبد الله فأنت كذلك قد تمنيت الموت عندما نظرت إلى ثمرة قلبك مقطعا بالسيوف إربا إربا فناديت بني علي على الدنيا بعدك العفا، وهدت قواك مصيبته.

يقول المؤرخون: لما وصل الحسينعليه‌السلام إليه نزل عنده، تمدد إلى جنبه، ألصق صدره على صدره ووضع خده على خده.

(نصاري)

هوه فوگه او حط خدّه اعله خدّه

او صدره فوگ صدره او زاد وجده

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436