سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام9%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211399 / تحميل: 6679
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

حبيب رسول الله لم يك فاحشاً

أبانت مصيبته الأنوفَ وجلّتِ

وكانعليه‌السلام يقول لأولئك النسوة: قد شاء الله أن يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا وقد شاء أن يري حرمي ونسائي مشردين وأطفالي مذبوحين مأسورين مظلومين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا ولا معينا(١) .

وكأني بزينبعليه‌السلام :

وا ذبيحا من قفاه بالحسامِ الباترِ

وا طريحا بعراه ماله من ساتر

وا كسيرا أظلُعاه بصليبِ الحافر

وا رضيضا قدماه والطوى والمنكبين

يا أخي قد كنتَ تاجا للمعالي والرؤوسْ

مُقريا للضيفِ والسيف نفيسا ونفوس

كيف أضحى جسمُك السامي له الخيلُ تدوس

بعد ما داست على هام السهى بالقدمين

حطم الحزنُ فؤادي لحطيم في الصفا

ولهيفُ القلب صادٍ وذبيحُ من قفا

ولعارِ في وِهادِ فوقَه السافي سفا

صدرُه والظهرُ منه اصبحا منخسفين

____________________

(١) - مثير الأحزان ٨ شريف الجواهري. تظلم الزهراء ص١٥٨ القزويني.

٢٢١

(مجردات)

والله امحيره ظليت يحسين

ابها الأطفال خويه او هلنساوين

دليني انطي الوجه لا وين

عگبك يبن علة التكوين

يا هي الكسرها كسرتي البين

اجتني رزية كربه امنين

او مني خذت سبعين واثنين

المثلهم ابد ما شافت العين

(مجردات)

خان الدهر واتبدل وضعي

ومصايب الطف حنت ضلعي

اخفي على الشمّات دمعي

وضم ونتي اعله سمعي

(مجردات)

يحسين خويه ما نسيتك

لو بيدي چا ما فارگيتك

لكن مشيت آنه ابوصيتك

تنظر الحالي تمنيتك

سبيه وباري اعيال بيتك

(أبوذية)

غدت نار المصايب والترايب

تشب ما بين صلبي والترايب

عل البلدم تغسَّل والترايب

كفن صارتله يوم الغاضريه

(تخميس)

آه لذاتِ الصونِ حاسرةً يُرى

وقعُ السياطِ على المتون موفَّرا

وتقول تندبُ عزَّها كهفَ الورى

أنعِمْ جواباً يا حسين أما ترى

شمرَ الخنا بالسوطِ كسّر أضلعي

(تخميس)

أأخيَّ ذابَ القلبُ من فرط العَنا

وعليَّ حَرَّمتُ المسرةَ والهنا

٢٢٢

يا ليت عمري كان عاجَلَه الفَنا

فأجابه من فوق شاهقةِ القنا

قُضيَ القضاءُ بما جرى فاسترجعي

٢٢٣

المجلس الخامس

القصيدة: للسيد رضا الهندي

ت ١٣٦٢ه

أوَ بعدَ ما أبيضَّ القذالُ وشابا

أصبو لوصل الغيد أو أتصابى

هبني صبوت فمن يُعيد غوانيا

يحسبْنَ بازيَّ المشيب غرابا

قد كان يهديهنّ ليلُ شبيبتي

فضللن حين رأين فيه شهابا

والغيدُ مثلُ النجمِ يطلع في الدجى

فإذا تبلّج ضوءُ صبحٍ غابا

لا يبعدنَّ وإنْ تغيّر مألفٌ

بالجمع كان يؤلِّفُ الأحبابا

ولقد وقفتُ فما وقفنَ مدامعي

في دار زينبَ بل وقفن ربابا

وذكرتُ حين رأيتُها مهجورةً

فيها الغراب يُرددُ التنعابا

أبياتُ آلِ محمد لما سرى

عنها ابنُ فاطمةٍ فعدن يَبابا

ونحا العراقَ بفتية من غالب

كلٌّ تراه المدرك الغلّابا

صيدٌ إذا شبَّ الهياجُ وشابتِ الأ

رضُ الدما والطفلُ رعبا شابا

ركزوا قناهم في صدور عداهُمُ

ولبيضهم جعلوا الرقابَ قرابا

وجدوا الردى من دون آلِ محمدٍ

عذبا وبعدهمُ الحياةَ عذابا

ودعاهمُ داعي القضاءِ وكلُّهم

ندبٌ إذ الداعي دعاه أجابا

٢٢٤

فهوى على عَفر الترابِ وإنما

ضمّوا هناك الخُرَّد الأترابا

ونأوا عن الأعداء وارتحلوا إلى

دار النعيم وجاوروا الأحبابا(١)

(فائزي)

طوحَّ الحادي والظعن هاج ابحنينه

او زينب تنادي سفرة الگشره علينه

صاحت ابكافلها شديد العزم والباس

شمّر اردانك وانتشر البيرغ يعباس

چني اعاينها مصيبه اتشيب الراس

ما ظنتي نرجع ابجمعتنه المدينه

گلها يزينب هاج عمي لا تنخّين

ما دام انه موجود يختي ما تذلّين

لو تنجلب شاماتهم وهي العراقَين

لطحن جماجمهم وانه حامي الضعينه

گالت اعرفك بالحرب يا خوي وافي

او گطع الزند هذا الذي منه مخافي

اليوم ابمعزه او بعدكم مدري شوافي

ياهو اليرد الخيل لو هجمت علينه

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص١٣٤١ الشيخ حسين البلادي.

٢٢٥

(أبوذية)

اكتبوله اثعنعش ألف كتاب بالسر

إمام او شيعتك تنخاك بالسر

آمر للفواطم تشد بالسر

اركبن والوالي عباس الشفيه

الإمام الحسين ومحمد بن علي بن أبي طالب

الشهير بابن الحنفية

روي أن محمد بن الحنفية لما بلغه الخبر أن أخاه الحسين خارج من مكة يريد العراق، كان بين يديه طشت فيه ماء وهو يتوضأ فجعل يبكي بكاء شديدا حتى سمع وقع دموعه في الطشت. ثم أنه صلى المغرب وصار إلى أخيه الحسين فقال: أخي إن أهل العراق قد عرفت غدرهم ومكرهم بأبيك وأخيك من قبل وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فإن أطعت رأيي فأقم بمكة، وكن في الحرم المشرَّف. فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي تستباح به حرمة هذا البيت. فقال ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فسر إلى اليمن أو بعض نواحي البر، فإنك أمنع الناس به, ولا يقدر عليك، فقال الحسينعليه‌السلام : والله يا أخي لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منه حتى يقتلوني. ثم قال: يا أخي سننظر فيما قلت. فلما كان السحر ارتحل الحسينعليه‌السلام فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه وأخذ بزمام ناقته وقد ركبها وقال له: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى! قال: فما الذي حملك على الخروج عاجلا، قال: قد أتاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعدما فارقتك وقال: يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله قد شاء أن

٢٢٦

يراك قتيلا مخضبا بدمائك. فقال محمد: إنا لله وإنا إليه راجعون، فإذا علمت أنك مقتول فما معنى حملك هؤلاء النساء معك؟ فقالعليه‌السلام : لقد قال لي جدي: إن الله (عز وجل) قد شاء أن يراهن سبايا مهتكات، فجعل يبكي بكاء شديدا، وجعل - محمد - يقول: أودعتك الله يا حسين، في دعة الله يا حسين(١) :

(فائزي)

لا وين عازم بالسفر يبن الصناديد

اكضيه الحجك يا عزيزي او عيِّد العيد

گله او دمع العين فوگ الخد تبديد

حجي وسعيي في طفوف الغاضريه

حجي مهو في الحج حجي ابيوم عاشور

صدري الكعبه والحجر نحري المنحور

وحجر النبي اسماعيل ذبح ابني المبرور

اما طوافي حول اخيامٍ خليَّه

اتلهَّف على عضيده وجذب ونه وتحسر

او شمه ابنحره او للثره خر وتعفر

وگله يخويه اشهلحچي گلبي تفطَّر

سليت روحي من جسدها ابهالمواعيد

____________________

(١) - نفس المفهوم ص١٦٤.

٢٢٧

ثم التفت إلى زينب وناداها بصوت حزين ودموعه جارية:

(فائزي)

گلها يزينب سفرتچ تصعب عليه

مرتاب گلبي من طفوف الغاضريه

وعگب الخدر خوفي يودونج سبيه

وتمشين حسره ميسره للفاجر ايزيد

(أبوذية)

مثل زينب يضربوها وتنسب

اولديار الغرب تنجر وتنسب

او من أطيب نسل ترجع وتنسب

او تروح اميسّره لابن الدعيّه

***

أأخيَّ إن الله شاءَ بأن يَرى

جسمي بفيض دمِ الوريدِ خضيبا

ويرى النساءَ على الجمالِ حواسرا

أسرى وزينَ العابدينَ سليبا

٢٢٨

المجلس السادس

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

ت ١٣٥٩ه

رحلوا وما رحلوا اُهَيلُ ودادي

إلا بحسن تصبُّري وفؤادي

ساروا ولكنْ خلفوني بعدهم

حَزِنا أصوب الدمع صوبَ عِهاد

وسرت بقلبي المستهامِ ركابُهم

تعلوا به جبلا وتهبط وادي

وخلت منازلُهم فها هيَ بعدَهم

قَفرا وما فيها سوى الأوتاد

ولقد وقفتُ بها وقوفَ مولّه

وبمهجتي للوجد قدحُ زناد

أبكي بها طورا لفَرطِ صبابتي

وأصيح فيها تارةً وأنادي

يا دار أين مضى ذووكِ أمالَهم

بعد الترحُّلِ عنك يومُ مَعاد

يا دار قد ذكرتني بِعراصِك الـ

ـقفرا عراصَ بني النبيّ الهادي

لما سرى عنها ابنُ بنتِ محمدٍ

بالأهلِ والأصحابِ والأولاد

مذ كاتبوه بنو الشقا أقدمْ فليـ

ـس سواك نعلم من إمامٍ هادي

لكنه مذجائهم غدروا به

واستقبلوه في ظباً وصعاد(١)

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام ص١٨٨ للحاج محمد باقر الايرواني.

٢٢٩

(مجردات) (١)

مصيبتكم يهل بيت الحميه

مصيبه اتصدع اصخور القويه

زلمكم ضحايا اعله الوطيه

او زينب او باجي الهاشميه

للطاغي مشوهن سبيه

ودموعهن عبره جريه

او فوگ الرمح راس الشفيه

(أبوذية)

ينار الماطفت بالگلب ورثي

حزين انعى اعلى ابو السجاد ورثي

السبي والسلب والآهات ورثي

او عگب ذيچ اخوتي ينگطع بيه

(تخميس)

قاموا لنصر الهدى والدينِ قاطبةً

ليُنقذوا أنفسا بالغيّ طامسةً

فمذ رأوها على الأوثانِ عاكفةً

باعوا على الله أرواحا مقدسةً

وما رضوا غيرَ دارِ الخلدِ أثمانا

عبد الله ابن عباس يحاول صرف

الحسين عن السفر إلى العراق

قال الراوي: وجاء ابن عباس - عبد الله - إلى الحسينعليه‌السلام بعد خروج ابن الزبير منه وقال له فيما قال:

يا ابن العم، إني أتصبّر ولا أصبر اني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٣٠

والاستئصال ان أهل العراق قوم غُدُر فلا تقربنَّهم أقم في هذا البلد فأنك سيد أهل الحجاز فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عاملهم وعدوهم ثم اقدم عليهم فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فإن بها حصونا وشعابا وهي أرض عريضة طويلة ولأبيك بها شيعة فتكتب إلى الناس وتبث دعاتك فإني لأرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية.

فقال له الحسينعليه‌السلام يا ابن العم اني أعلم انك ناصح مشفق ولكن قد أزمعت وأجمعت على المسير وهذا كتب أهل الكوفة ورسلهم وقد وجبت علي إجابتهم وقام لهم العذر عند الله سبحانه.

ثم قال له الحسين: يا ابن العم ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله عن وطنه وداره وقراره وتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار ولا يأوي إلى جوار يريدون بذلك قتله وسفك دمه وهو لم يشرك بالله شيئا ولا اتخذ دونه وليا ولم يرتكب منكرا ولا إثما.

فقال ابن عباس: ما أقول فيهم إلا انهم قوم كفروا بالله ورسوله ثم قال جعلت فداك يا حسين: إن كان لابد من المسير إلى الكوفة فلا تسر بأهلك ونسائك وصبيتك فو الله إني لخائف أن تقتل وهم ينظرون إليك.

فقال الحسين يا ابن العم اني رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامي وقد أمرني بأمر لا أقدر على خلافه وانه أمرني بأخذهن معي.

يا ابن العم وانهن ودائع رسول الله ولا آمن عليهن أحدا وهن لا يفارقني فسمع ابن عباس بكاء من ورائه وقائلة تقول:

يا ابن عباس، تشير على شيخنا وسيدنا أن يخلفنا هاهنا ويمضي وحده؟

٢٣١

لا والله بل نحيا معه وتمْوت معه وهل أبقى الزمان لنا غيره؟

فبكى ابن عباس بكاء شديدا وقال يعز عليّ والله فراقك يا ابن العم.

(نصاري) (١)

ايگله ابن عباس يحسين

والدمع يجري امن العين

إن كان رايح كربله الحين

ردها الحرم خوفي تيسر

او لن الصوت من ذيچ النساوين

نمشي اوياه ابن علة التكوين

حريم او غيره ما إله ولا امعين

يبارينه او يحامي على الخدَّر

ثم قال الحسينعليه‌السلام : يا ابن عباس إن القوم لن يتركوني وانهم يطلبوني إينما كنت حتى أبايعهم كرها او يقتلوني والله لو كنت في ثقب هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منها وقتلوني والله انهم ليعتدُنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت وإني ماض في أمر رسول الله حيث أمرني وإنا لله وإنا إليه راجعون فخرج ابن عباس وهو يقول وا حسيناه(٢) .

أقول كيف لا يقول ابن عباس وا حسيناه وقد سمع من الحسين أنه مقتول؟ ولكن كما قال الإمام السجاد في حق أهل البيتعليهم‌السلام : القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة ولكن لم يكن السبي لنسائهم عادة فكيف تسبى زينب وبقية المخدرات من آل رسول الله؟

____________________

(١) - للمؤلف.

(٢) - اللهوف ١٤ ابن طاووس.

٢٣٢

(مجردات) (١)

من گال زينب على الناگه

سبوها او شمر للضعن ساگه

او ينزف علي السجاد ساگه

عليل او بعد ما بيه طاگه

او شنهي لبو الحسنين عاگه

(أبوذية)

زينب من هظم هليوم شابت

تشوف النار بالصيوان شابت

تشوف أطفال من الخوف شابت

تشوف اعليل مرمي ابلا تچيه

***

وإنْ نسيتُ فلا أنسى عقائلَه

ترنوه منفعرا في الترب عريانا

تدعوه يا خيرَ مَن يحمي حرائرَه

أنظر فديتك أطفالا ونسوانا

هاتيكَ تَسلب أطمارا وأخمرةً

وتلك تَضرب بالأسياط أبدانا

وتلك تأتي إلى القتلى تودعها

وتلك تَلثم أثغارا وأسنانا

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٣٣

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ هاشم بن مروان الكعبي

ت ١٢٣١ه

إن تكن كربلا فحيوا رباها

واطمئنوا بها نَشَمُّ ثراها

والثموا جوَّها الأنيقَ على ما

كان في القلب من حريق جواها

واغمروها بأحمر الدمع سقيا

فكرام الورى سقتها دماها

وبنفسي مودِّعون وفي العين

بكاها وفي القلوب دماها

ركبُهم والقضا بأضعانِهم يسري

وهادي الردى أمامَ سُراها

والمسامي من خلفهم نادباتٍ

والمعالي مشغولةً بشجاها

وكأني بها عشيةَ ألقى

سبطُ خيرِ الورى الركابَ لداها

يسأل القومَ وهو أعلم حبتي

بعد لأْيٍ أن صرّحوا بسماها

إنها كربلا فقال استقلوا

فعلينا قد كرَّ حتمُ بَلاها

وبها تُهتك الكرائمُ منا

ورؤوسُ الكرامِ تعلوا قناها

فأجاب الجميعُ عن صدقِ نفسٍ

أجمعت أمرَها وحازت هداها

لا نخليك أو نخلي الأعادي

تتخلى رؤوسها عن طُلاها

أو تنالَ السيوفُ منا غداها

أو تُروّي السيوفُ منا ظَماها(١)

____________________

(١) - ديوان الكعبي ص١٢.

٢٣٤

(مقاصير بحر الطويل) (١)

شال احسين من طيبه

او گلبه زايد الهيبه

او زينب طلعت ابهيبه

وابو فاضل اليحميها

گصد كربله ابيا حاله

دمعه اعله الوجن ساله

يدري اهناك چتاله

او بعد لعياله يسبيها

يسبي اعياله الخدّر

او تمشي بالشمس والحر

او عليها الناس تتفكر

او زجر تالي اليباريها

او يركبوهن على الهزل

إبْعَدوها الحرم تتوسل

بين الناس لا تدخل

تِسَتْرِ الوجه بيديها

الوصول إلى كربلاء

قال الراوي: كان الطرماح بن عدي يحدو بقافلة الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء وكان يرتجز ويقول:

يا ناقتي لا تذعَري من زجري

وامضِ بنا قبل طلوع الفجرِ

بخير فتيانٍ وخير سِفر

آلِ رسولِ الله آلِ الفخر

السادةِ البيضِ الوجوهِ الزهري

الطاعنين بالرماح السمر

الضاربين بالسيوف البِتر

حتى تجلَّلى بكريم الفخر

الماجد الجَدِّ رحيبِ الصدر

أصابه الله لخيرِ أمر

أيِّدْ حسينا سيدي بالنصر

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٣٥

قال أبو مخنف: وساروا جميعا إلى ان أتوا أرض كربلاء فوقف فرس الحسين من تحته فنزل عنها وركب أخرى فلم تنبعث من تحته خطوة واحدة يمينا وشمالا ولم يزل يركب فرسا بعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهو على هذا الحال فلما رأى الإمامعليه‌السلام ذلك الأمر الغريب قال: يا قوم ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: أرض الغارضية. قال: فهل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى نينوا. قال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى كربلاء فقال: قفوا ولا ترحلوا فهاهنا والله مناخ ركابنا وهاهنا والله سفك دمائنا وهاهنا والله هتك حريمنا وهاهنا والله قتل رجالنا وهاهنا والله ذبح أطفالنا وهاهنا والله تزار قبورنا وبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله(١) :

قالوا تسمى كربلا فتنفس الصعدا

وقال هاهنا حول فناءِ

حطّوا الرحالَ فذا محط خيامنا

وهنا يكون مصارعُ الشهداءِ

حطّوا الرحال فذا مناخُ ركابِنا

وبهذه واللهِ سبيُ نسائي

وبهذه الأطفالُ تُذبح والنسا

تعلو على قَتَبٍ بغير وِطاء

وبهذه تتفتت الأكبادُ من

حرِّ الظما وحرارةِ الرمضاء

وبهذه واللهِ تسلبني العدى

وتجول خيلهمُ على أعضائي

وبهذه نهبُ الخيامِ وحرقُها

وبهذه حرمي تُقيم عزائي

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٢٥١/٢٥٦.

٢٣٦

(فائزي)

سبط الرسول ابكربله اتحير نجيه

او نادى شسم هلگاع يليوث الحريبه

گالوا يبو السجاد اسمها الغاضريات

ولها اسم عند الخلايق شط الفرات

معْ نينوى والعگر يا سيّد السادات

گلهم وگلبه امن الوجد يسعر لهيبه

بالله شسمها غير هاذي يا صناديد

گالوا اطفوف او كربله يا ابن الاماجيد

گلهم دنزلوا غير هذي الأرض ما ريد

او گولوا لزينب تستعد الهلمصيبه

حُطّوا ظعنه ابهل فضا او نصبوا خيمنه

وبهاي يسباع الحرب نَزلوا حرمنه

معلوم عندي ابهل أرض ينسفك دمنه

موعود بيها وعدي امن الله او حبيبه

انچان هاذي كربله بشروا ابّلايه

ونزلوا تره لاحت علامات المنايه

لازم ابجانب هلنهر نگضي ظمايه

او اجسادنه تبگه على الغبره سليبه

كم شاب ما يهنه ابشباب ايضل معفور

كلنه ابثراها انظل عرايه مالنا اگبور

٢٣٧

هاذي مصارعنه ووعدنه ابيوم عاشور

او تبگه حرمنه نادبه ابدمعه سچيبه

أقول إن كل ما أخبر به الإمام الحسينعليه‌السلام قد تحقق حيث قتلت الرجال وذبحت الأطفال وأحرقت الخيام وسبيت النساء ولهذا لما التقى الإمام زين العابدينعليه‌السلام مع جابر بن عبد الله الأنصاري كان يبكي ويقول له: يا جابر: هاهنا قتلت رجالنا يا جابر هاهنا ذبحت أطفالنا يا جابر هاهنا أحرقت خيامنا.

(نصاري)

يگله اهنا يجابر طاح الحسين

وانصاره او هله ابهاي الميادين

يحابر واحرگوا حتى الصواوين

ومن الحرم سلبوا حتى الهدوم

(أبوذية)

كسير او محّد الگلبي يجابر

او تدري بالگ در حكمه يجابر

عن احسين لا تنشد يجابر

هذي عيلته الچانت سبيه

***

فلو أنَّ موتا يشتري لاشتريته

وعيشيَ بعد الظامنين منكدُ

٢٣٨

الليلة الخامسة

٢٣٩

٢٤٠

الشهيد مسلم بن عقيلعليه‌السلام

المجلس الأول: القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي ت: ١٣٥٩ه

المجلس الثاني: القصيدة: للسيد صالح الحسيني الحلي ت: ١٣٥٩ه

المجلس الثالث: القصيدة: للشيخ محمد بن الشيخ صادق الخليلي ت: ١٣٨٨ه

المجلس الرابع: القصيدة: للمرحوم قاسم الحلي ت: ١٣٧٤ه

وللسيد باقر الهندي ت:١٣٢٩ه

المجلس الخامس: القصيدة: للشيخ عبد الحسين الحويزي النجفي الكربلائي

المجلس السادس: القصيدة: للسيد محمد مهدي بحر العلوم ت:١٢١٢ه

المجلس السابع: القصيدة: لمؤلف الكتاب المولود ١٣٨٢ه (عفا الله تعالى عنه)

٢٤١

٢٤٢

الشهيد مسلم بن عقيلعليه‌السلام

مسلم بن عقيل بن ابي طالب، ولد في المدينة المنورة، ولم يضبط المؤرخون سنة ولادته، إلا انهم ذكروا ان سِنَّة يوم شهادته كان اما ٣٤ او ٣٨ سنة على اختلاف بين الروايات. ولعل الثاني اظهر، لأنه كان مع عمه في صفين سنة ٣٧ه أميراً على فيلق حرب. تربى مسلم في بيت عمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومنه اخذ علومه واخلاقه، ومن ثم لازم الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) فتلعم منهما دروس الحياة، تزوج بابنة عمه علي بن أبي طالبعليه‌السلام رقية الكبرى شقيقة عمر الاطرف، وبعد وفاتها تزوج باختها رقية الصغرى، وامها ام ولد وهي ام عبد الله بن مسلم الشهيد بكربلاء. لمسلم بن عقيلعليه‌السلام خمسة او ستة من الاولاد: عبد الله، ومحمد الاكبر، ووهما من شهداء الطف، وابراهيم ومحمد الاصغر، اللذان قتلهما طاغية بعد واقعة الطف طلباً لجائزة الفاسق عبيد الله بن زياد، للمزيد راجع امالي الصدوق. وله بنت اسمها حميدة، حضرت مع خالها الحسينعليه‌السلام كربلاء، وهي طفلة، وقيل غير ذلك.

والخلاصة: ان مسلما كان مثلاً للاخلاق والصلاح، وهو من ابرز شهداء الثورة الحسينية، كما قدم اربعة من الشهداء في سبيل الحق، لذلك يحق لي ان اسمي اسرة مسلم بأسرة الشهيد والشهادة.

***

٢٤٣

المجلس الأول

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

ت ١٣٥٩ه

خان الزمان بنا فشتتنا كما

خانت بنو صخر ببيعةِ (مسلمِ)

لم أنسه بين العدى وجبينُه

كالبدرِ في ليل العجاجِ المظلم

أفديهِ من بطل مهيب إنْ سطا

لفّ الجموعَ مؤخرا بمقدَّم

شهم نمته إلى البسالة هاشمُ

والشبلُ للأسدِ المجربِ ينتمي

حتى إذا ما أثخنوه بالضبا

ضربا وفي وسط الحفيرةِ قد رُمي

جاؤوا إلى ابنِ زيادَ فيه فمذ رأى

للقصر قد وافاه غيرَ مسلِّم

قال اصعدوا للقصر وارموا جسمَه

ومن الوريدينِ اخضبوه بالدم

صعدوا به للقصر وهو مكبَّل

تجري دماه من الجوارح والفم

قتلوه ظامٍ لم يُبلَّ فؤادهُ

أفيده من ظامِ الحشا متضرِّم

دفعوه من أعلا الطِمارِ إلى الثرى

فتكسّرت منه حنايا الأعظم(١)

(نصاري)

يمسلم وين ذاك اليوم عمَّك

يجيك ايعاينك غارج ابدمَّك

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين ص١٨٠.

٢٤٤

وحيد او محَّد من الناس يمَّك

غريب ابهل بلد مالك تچيه

يمسلم وين ذاك اليوم عباس

يجيك بشيمته ومفرّع الراس

او يشوفك يوم صابك نذل

وهويت من الگصر فوك الوطيه

(بحر طويل)

من دارت عليه الگوم او من صارت عليه لَّمه

كون احسين يو عباس يسمع نخوته او يمَّه

ومن ضربوه على راسه او جسمه اتخضب ابدمَّه

مثل ما خضبوه بالدم يردها امخضبه ابدمها

مقتول او غريب الدار ما من صايحه الصاحت

عليه اشلون أبو طاهر ولا من نايحه الناحت

غيرتها وحميتها من عدها العدى راحت

لا ناعي لخوته الراح يندبها او يحشمها

(أبوذية)

عدوك كيف يا مسلم تجاره

ابحبل جسمك يشدونه تجاره

لمصابك دمع عيني تجاره

او عليك الروح يا مسلم شجيه

مسلم بن عقيلعليه‌السلام على باب دار طوعة

ذكر أرباب السير أن مسلم بن عقيل بايعه ثمانية عشر ألفاً من أصل الكوفة ولكنه ما إن دخلها عبيد الله بن زياد وهدد الناس وتوعدهم وصار يبحث عن مسلم تفرقوا عنه. قال المفيد في الإرشاد: كانت المرأة تأتي ابنها

٢٤٥

وأخاها فتقول انصرف الناس يكفونك ويجيء الرجل إلى أخيه وابنه فيقول غدا يأتيك أهل الشام فما نصنع بالحرب والشر انصرف فيذهب به فينصرف فلم يبق معه سوى عشرة أنفس فدخل مسلم المسجد ليصلي المغرب فتفرق العشرة عنه فلما رأى ذلك خرج وحيدا في دروب الكوفة حتى وقف على باب امرأة يقال له طوعة فرأها مسلم فسلم عليها، وردتعليه‌السلام ، فقال: اسقني فسقته ودخلت إلى بيتها وخرجت فرأت مسلماً جالسا على باب دارها قالت: يا عبد الله ألم تشرب الماء؟ قال: بلى، فقالت له: فاذهب إلى أهلك فسكت ثم أعادت القول ثانية فسكت مسلم فقالت له أصلحك الله لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا أحله، قال: يا أمة الله مالي في هذا المصر أهل ولا عشيرة فهل لك أجر ومعروف أن تضييني سواد هذه الليلة، ولعلي مكافئك بعد هذا اليوم؟ قال: من أنت؟ قال: أنا مسلم بن عقيل(١) (وا مسلماه، وا سيداه، وا غريباه) وهكذا بقي وحيدا فريدا غريبا؟!

(مجردات)

يگلها او عينه مستدبره

لا أهل عندي ولا عشيره

غريب او عماتي ابغير ديره

او مثل حيرتي ما جرت حيره

انه مسلم الفاجد نصيره

(نصاري)

اجت ليه العفيفه واسجته ماي

وگالت گوم شنهو گعدنك هاي

لا تگعد يروحي وماي عيناي

گوم او روح لهلك چاهلك وين؟

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٢١٦. إرشاد المفيد. اللهوف لابن طاووس.

٢٤٦

ونّ ونّه ايتگطع منها الفواد

يهل حره هلي ما هم بالبلاد

غريب الدار واهلي عني ابعاد

وين اهي هلي ما هم جريبين

اظن مسلم وغيرك موش مسلم

هله وكل الهله ولعَلَليْ لخدم

انه طوعه يبعد الخال والعم

كثير اهلا يعزّ الهاشميين

(أبوذية)

انه مسلم وعندچ ضيف هاليل

افرحت طوعه ومنها الدمع هليل

على رحب اوسعه والوجه هاليل

بسرور اتفضل ومنه عليه

فأدخلته إلى بيتها وفرشت له وعرضت عليه العشاء ولم يتعش ولم يقض في بيتها تلك الليلة حتى أخذ أسيراً إلى عبيد الله بن زياد مثخنا بالجراح تترف الدماء من جسده الشريف.

(أبوذية)

يحيدر لحِّگ المسلم وشلها

عليه هجمت الماتنزد وشلها

تدري ادموعنه صفّت وشلها

او ناره ابكل گلب ظلت سريه

وأكثر من ذلك أنهم رموه من أعلى القصر وسحبوا جثته في أزقة الكوفة والمنادي ينادي عليها بالهوان:

عاده اليستجير ايكون ينجار

وعن قتله حليف الشرف ينجار

مثل مسلم صدگ بالحبل ينجار

وتتنومس ابقتله اعلوج اميه

***

فإنْ كنتِ لا تدرينَ ما الموتُ فانظري

إلى هانيَ في السوق وابنِ عقيلِ

٢٤٧

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد صالح الحسيني الحلي

ت ١٣٥٩ه

لو كان ينفع للعليل غليلُ

فاض الفراتُ بمدمعي والنيلُ

كيف السلوُّ وليس بعد مصيبةِ ابـ

ـنِ عقيلِ لي جلدُ ولا معقول

خطب أصاب محمدا ووصيَّه

لله خطبٌ قد أطلّ جليل

أفديه من فاد شريعةَ أحمدٍ

بالنفس حيث الناصرون قليل

حَكَمَ الإلهُ بما جرى في مسلم

والله ليس لحكمه تبديل

خذلوه وانقلبوا إلى ابن سميةٍ

وعن ابن فاطمةٍ يزيدُ بديل

آوته طوعةُ مذ أتاها والعدى

من حوله عَدْواً عليه تجول

فأحسَّ منها ابنُها بدخولِها

في البيت إن البيتَ فيه دخيل

فمضى إلى ابن زيادِ يُسرع قائلا

بشرى الأميرِ فتىً بماه عقيل

فدعى الدعيُّ جيوشَه فتحزبت

يقفوا على أثر القبيل قبيل

وأتت إليه فغاص في أوساطها

حتى تفلّت عَرضُها والطول

يسطو بصارمه الصقيلِ كأنه

بطُلى الأعادي حدَّه مصقول

حتى هوى بحفيرة صُنعت له

أهوتْ عليه أسنةٌ ونصول

فاستخروجوه مثخنا بجراحه

والجسمُ من نزف الدماء نحيل

٢٤٨

سل ما جرى جملا ودع تفصيلَه

فقليلُه لم يُحصِه التفصيل

قتلوه ثم رموه من أعلا البِنا

وعلى الثرى سحبوه وهو قتيل

ربطوا برجليه الحبال ومثّلوا

فيه فليت أصابني التمثيل(١)

(مجردات)

اويلي اعلى ابو طاهر اويلاه

يوم الذي خانت رعاياه

واصبح غريب ابولية اعداه

او من اخوته ما واحد اوياه

يجر صارمه او يمنع اليدناه

من ضعف والطاغي تلگاه

وبمرهفه وگّع ثناياه

او كتْفَوا ايساره فوگ يمناه

او ظل يلتفت ويدير عيناه

او لحسين ذيچ الساتمنّاه

يويلي او لبن زياد من جاه

فرحان متشمت الگاه

او من فوگ عالي الگصر ذبّاه

وانوخذ ما واحد ترجّاه

آن الرجس لمن تولاه

گص راسه والجسمه رماه

او للأرض صار النفل مهواه

او بحبال سحبوا عالي الجاه

مسلم يؤخذ أسيرا

كان مسلمعليه‌السلام في بيت طوعة، وقبيل الفجر جاءت إليه بماء ليتوضأ به قائلة يا مولاي ما رأيتك رقدت البارحة (لأنه قضى تلك الليلة قائما وقاعدا، راكعا وساجدا يصلي) فقال لها: اعلمي أني رقدت رقدة فرأيت في منامي

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين ص١١٣.

٢٤٩

عمي أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يقول: الوحى الوحى، العجل العجل، وما أظن إلا أنه آخر أيامي من الدنيا. فتوضأ وصلى صلاة الفجر، وكان مشغولا بدعائه إذ سمع وقع حوافر الخيول، وأصوات الرجال فعرف أنه قد أتي إليه فعجل في دعائه ثم لبس لامة حربه وقال: يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس له محيص، فقالت المرأة: سيدي أراك تتأهب للموت! قال: نعم لابد لي من الموت، وأنت قد أديت ما عليك من البر والإحسان وأخذت نصيبك من شفاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فاقتمحوا عليه الدار وهم ثلاثمائة، وقيل سبعون فارسا وراجلا، فخاف أن يحرقوا عليه الدار، فخرج وشد عليهم حتى أخرجهم من الدار، ثم عادوا عليه، فحمل عليهم وهو يقاتلهم ويقول:

هو الموت فاصنعْ ويكَ ما أنت صانعُ

فأنت بكأس الموتِ لا شكَّ جارع

فصبراً لأمر اللهِ جل جلالُه

فحكم قضاء الله في الخلق ذائع

حتى قتل منهم واحدا وأربعين رجلا، وكان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيري به فوق البيوت، فلما أكثر القتل فيهم طلب قائد الجيش محمد بن الأشعث النجدة من عبيد الله بن زياد قائلا: أدركني بالخيل والرجال، فأنفذ ابن زياد يقول: ثكلتك أمك، وعدموك قومك. رجل واحد يقتل هذه المقتلة العظيمة! فكيف لو أرسلتك إلى من هو أشد بأسا؟ (يعني الحسينعليه‌السلام ) فأرسل إليه ابن الأشعث يقول: تظن أنك أرسلتني إلى بقال من بقالة الكوفة؟ أو إلى جرمقان من جرامقة الحيرة؟ وإنما وجهتني إلى بطل همام وشجاع ضرغام من آل خير الأنام، فأرسل إليه بالعسكر وقال: أعطه الأمان فإنك لا تقدر عليه إلا به. وقد أثخن مسلم بالجراح لأنهم احتوشوه من كل جانب ومكان: ففرقة

٢٥٠

ترميه من أعالي السطوح بالنار والحجارة، وأخرى بالسيوف، وأخرى بالرماح، وأخرى بالسهام. وكانعليه‌السلام اشتبك مع بكر بن حمران فقد ضربه بكر على فمه الطاهر فقطع شفته العليا، وأسرع السيف في السفلى وضرب مسلم رأس بكر ضربة منكرة وثناه بأخرى على حبل العاتق وكادت تطلع روحه فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق البيوت وأخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في أطناب القصب ثم يرمونها عليه من فوق البيت فلما رأى ذلك خرج عليهم مصلتا سيفه في السكة فقال له ابن الأشعث: لك الأمان يا مسلم لا تقتل نفسك. فقال: أي أمان للغدرة الفجرة؟ وأقبل يقاتلهم وهو يقول:

أقسمت لا اُقتل إلا حُرّا

وإن رأيتُ الموت شيئا نُكرا

كل امرئ يوما ملاقٍ شرّا

أخاف أن أخدع أو أغرا

وكان أثخن بالجراح حتى عجز عن القتال، فأسند ظهره إلى جنب جدار فضربوه بالسهام والأحجار فقال: مالكم ترمونني بالأحجار كما تُرمى الكفار؟ وأنا من أهل بيت النبي الأبرار! ألا ترعون رسول الله في عترته؟ قال ابن طاووس في اللهوف: عند ذلك ضربه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فتكاثروا عليه وأعطوه الأمان، فأمكنهم من نفسه وقيل حفروا له حفيرة. عميقة وأخفوا رأسها بالدخل والتراب ثم انطردوا بين يديه فوقع فيها وأحاطوا به فضربه محمد بن الأشعث على محاسن وجهه فأوثقوه أسيرا(١) .

____________________

(١) - تظلم الزهراء ص١٧٦. المنتخب للطريحي الدمعة الساكبة ج٤ ص٢١٩/٢٢٠.

٢٥١

(فائزي)

ظلّت تناديهم يهل كوفان ارحموه

هذا ابن أخو الكرار حيدر لا تسحبوه

خلوه يمشي ابراحته گلبه شعبتوه

خافوا من الله ما لكم مذهب ولا دين

صاحت يمسلم يا عظمها خجلتي بيك

اشبيدي وانه حرمه ضعيفه او مگدر احميك

لو يتركونك چان افت گلبي وداويك

انچان اسلمت من كيدهم سلم على احسين

گلها يطوعه اليوم ما تحصل سلامه

اوصيچ چان ابهل بلد نزلوا يتامه

گولي تره مسلم يبلغكم سلامه

واجرچ على الله والنبي سيد الكونين

قال المفيد فاُتي ببغلة فحمل عليها واجتمعوا حوله ونزعوا سيفه فكان عند ذلك يئس من نفسه فدمعت عيناه ثم قال: هذا أول الغدر، فقال له عبيد الله بن العباس: إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبك. قال: والله ما لنفسي بكيت وإن كنت لا أحب لها طرفة عين تلفا ولكن أبكي لأهلي المقبلين، أبكي للحسين وآل الحسين.

(مجردات)

وين الذي يوصل ابهل حين

لرض المدينة او يخبر احسين

مسلم وحيد او ماله امعين

ودارت عليه الگوم صوبين

كتفوه او ظل ايدير بالعين

٢٥٢

(نصاري)

يمسلم ريت لن هاشم زلمها

تجي او يخفج على راسك علمها

لاچن حيف ما واحد علمها

وحيد انت او غريب ادير العيون

***

قليلٌ بكائي على ابن عقيلِ

وإن سال دمعيَ كلَّ مسيلِ

سأبكيك ما عشتُ في أدمع

بطرفٍ على الدمع غيرِ بخيلِ

٢٥٣

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ محمد بن الشيخ صادق الخليلي

ت ١٣٨٨ه

إنْ كنتَ تحزنُ لادِّكار قتيلِ

فاحزن لذكرى مسلمِ بن عقيلِ

هو ليثُ غالبَ مسلمٌ مَن أسلمت

مهجُ العدى لفرندِه المصقول

أمّ العراقَ مبلغا برسالة

أكرمْ بمرسله وبالمرسول

وأتى إلى كوفانَ يُنقذ أمةً

طلبت إغاثتَهم على تعجيل

فاكتظَّ مسجدها بهم وعلت به

أصواتُهم بالحمد والتهليل

لكنهم ما أصبحوا حتى غدا

في مِصرِهم لا يهتدي لسبيل

وأتوه منفردا بمنزل طوعةٍ

وقلوبُهم تغلي بنار ذحول

فغدى يُفرِّق جمعهم ويجندل الـ

ـأبطالَ في عزمٍ له مسلول

حتى إذا كضّ الظما أحشاءَه

وغدت دماه تسيل أيَّ مسيل

وافوه غدرا بالأمان وخدعةً

منهم فلم يخضع خضوعَ ذليل

وأتوا به قصرَ الإمارةِ مثخَنا

بجراحه ومقيدا بكبول

فغدا يُقارعه الزنيمُ عداوةً

ويُغيضه سبّاً بأقبح قيل

ودعا ابنَ حمرانٍ به ولسانُه

لَهِجٌ بذكر الله والتهليل

٢٥٤

ما بان رأسا كان يرفعه الإبا

عن جسم خير مزمَّل مقتول

فقضى شهيدا في مواطنِ غربة

متضرجا بنجيعه المطلول(١)

(نصاري)

وحيد اولا سكن بالگلب روعه

غريب او حيف بات ابدار طوعه

عليه من صكَّت العسكر اجموعه

اهي تهلهل او سيفه ايهلهل الها

تهلهله او جذب بيده المذهَّب

او نيران الگصب بالدار تلهب

كل حيد اليشوفه الروح تذهب

منه او مهجته ابسيفه ايسلها

مثل طحن الرحه ابسيفه طحنها

او سبه الكوفه او نواحيها رجنها

او ظلت كل فرس تسحت رسنها

او ترضّ خيالها ابحافر رجلها

يبن عم الحسين الكل ينادون

يمسلم بالبخت لتخاف مأمون

بچه او ما تهل لجله ادموع العيون

لچن يبچي اعله ابن سيد رسلها

والمگدر گضه او شاعت اخباره

رموه الگوم من گصر الإماره

او هاني انچتل عگبه او بگت داره

مظلمه او لا بعد واحد يصلها

مصيبتهم مصيبه اتصدع الاجبال

او من گبل المشيب تشيب الأطفال

شفت ميت يجرونه بالاحبال

يصاحب لا تظن صاير مثلها

(أبوذية)

مسلم من وگع والسيف طرفاه

على احسين ابو اليمه ايدير طرفاه

____________________

(١) - الشهيد مسلم بن عقيلعليه‌السلام ص٢١٨ عبد الرزاق المقرم.

٢٥٥

ينظر يمنته او يسراه طرفاه

او ينادي لا تجي يبن الزكيه

مسلم يرمى من أعلى القصر

قال المفيدرحمه‌الله : فأتى ببغله فحمل عليها - مسلم بن عقيل - ثم أقبل - مسلم - على محمد بن الأشعث فقال يا عبد الله إني أراك والله ستعجز عن أماني فهل عنك حيز تستطيع أن تبعث رجلا من عندك على لساني أن يبلغ حسينا ما جرى فإني لا أراه إلا وقد خرج إليكم اليوم أو خارج غدا وأهل بيته ويقول له: إن ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل وهو يقول لك ارجع فداك أبي وأمي بأهل بيتك.

فقال ابن الأشعث والله لافعلن ولاعلمن إني قد أمنتك وأقبل ابن الأشعث بابن عقيل إلى باب القصر فاستأذن فأذن له فدخل على عبيد الله بن زياد فاخبره خبر ابن عقيل وضرب بكر إياه وما كان من أمانه له فقال له عبيد الله وما أنت والأمان كأنا أرسلناك لتؤمنه إنما أرسلناك لتأتينا به فسكت ابن الأشعث وانتهى بابن عقيل إلى باب القصر وقد اشتد به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فإذا بقلة باردة موضوعة على الباب فقال مسلم: اسقوني من هذا الماء. فقال مسلم الباهلي أتراها ما أبردها، لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال لهعليه‌السلام لأمك الثكل ما أجافك وأفضَّك وأقسى قلبك، أنت يا ابن الباهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني. ثم جلس متساندا إلى الحائظ فبعث عمرو بن حريث غلاما له فجاء بقلة عليها منديل وقدح، فصب فيه ماء باردا

٢٥٦

ليشرب مسلم، فأخذ يشرب فامتلأ القدح دما فلم يقدر أن يشرب ففعل ذلك ثلاثا فلما أراد في الثالثة أن يشرب سقطت ثناياه في القدح فقال: الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربت:

كأنما نفسُك اختارت لها عطشا

لما درت أن سيقضي السبطُ عطشانا

فلم تُطقْ أن تسيغَ الماء عن ظمأ

من ضربة ساقها بكرُ بنُ حمرانا

(نصاري)

صعد للگصر والگوم ويّاه

طلب ماي اليطفي جمرة احشاه

سگوه وبالگدح سگطن ثناياه

وما سلّم على ابن زياد بالحين

بعد ذلك أمر ابن زياد بإدخاله، عليه فأدخل فلم يسلم عليه بالإمرة! فقال غلام لابن زياد لم لا تسلم على الأمير؟ قال: اسكت ويحك والله ما هو لي بأمير. فقال ابن زياد: لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول. فقال له مسلم: إن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك وهو خير مني. فقال له ابن زياد قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام، فقال له مسلم: أما إنك أحق أن تحدث في الإسلام ما لم يكن، وإنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة، وأنا أرجو الله أن يرزقني الشهادة على يدي شر بريته، فقال ابن زياد لعمري لتقتلن.

هذا والناس قد اجمعوا حول القصر فمنهم من يقول إن مسلم مقتول لا محالة، ومنهم من يقول بأنه يساق إلى الشام، ومنهم من يقول بأنه يحبس حتى يأتي الخبر من يزيد فبينما هم كذلك وإذا بمسلم قد صعدوا به إلى أعلى

٢٥٧

القصر وهو مثخن بالجراح قد نزف دمه والعطش قد أمض به وبكر بن حمران شاهر سيفه لكي يحتز رأسه فلما رأى ذلك مسلم طلب من بكر أن يصلي ركعتين فقال له: صل ما شئت. فصلى ركعتين، وقيل انه اتجه نحو المدينة صاح: السلام عليك با أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، فقدمه اللعين إلى القتل فضربه بالسيف على عنقه حتى قطعها ثم ألقى بجثته من أعلى القصر بلا رأس ثم أتبعها بالرأس الشريف(١) . وا مسلماه، وا مظلوماه، وا سيداه.

(فائزي)

صعدوا ابمسلم والدمع يجري من العين

توجه بوجهه للحجاز يخاطب احسين

يحسين أنا مقتول ردّوا لا تجوني

خانت بيَ الكوفة عگب ما بايعوني

وللفاجر ابن زياد كلهم سلموني

مفرود وانتوا يا هلي عني بعيدين

يا ليت هالدم الذي يجري على الگاع

مسفوح بين ايديك يا مكسور الأضلاع

يا حيف منّك محتضيت ابساعة اوداع

بيني او بينك يا حبيي فرّگ البين

____________________

(١) - تظلم الزهراءعليها‌السلام ص١٧٨. إرشاد المفيد.

٢٥٨

صاح الدعي ابن الزياد فيهم لا تمهلوه

بالعجل من فوگ الگصر للأرض ذبوه

گطعوا كريمه والجسد بالسوگ سحبوه

بالحبل ما بين الملا وافجعة الدين

***

فواهٍ عليك وأنت قتيلٌ

ومجدُك في الدهر غيرُ قتيلِ

٢٥٩

المجلس الرابع

القصيدة: للمرحوم قاسم الحلي ت: ١٣٧٤ه

وللسيد باقر الهندي ت ١٣٢٩ه

رسولُ حسينٍ ونعم الرسولُ

إليهم من العترةِ الصالحهْ

لقد بايعوا رغبةً منهمُ

فيا بؤسَ للبيعةِ الكاشحه

وقد خذلوه وقد أسلموه

وغدرتُهم لم تزل واضحه

فيا ابن عقيل فدتك النفوس

لعظم رزيتك الفادحه

لنبكِ لها بمذاب القلوب

فما قَدْرُ أدمعنا المالحه

بكتك دما يا ابن عم الحسين

مدامعُ شيعتك السافحه

ولا بَرِحت هاطلات العيون

تحيّيك غاديةً رائحه

لأنك لم تُروَ من شربةٍ

ثناياكَ فيها غدتْ طائحه

رموك من القصر إذ أوثقوك

فهل سَلِمت فيكَ من جارحه

وسحبا تُجَرُ بأسواقِهم

ألستَ أميرَهم البارحه

أتقضي ولم تبكِكَ الباكياتُ

أما لك في المِصر من نائحه

لئن تقضي نحبا فكم في زرودَ

عليك العشيةَ من صائحه

وكم طفلةٍ لك قد أعولت

وجمرتُها في الحشا قادحه

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436