سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام9%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211421 / تحميل: 6679
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

او واحد بعد واحد تشمهم

هالطفلين ما بِلغَوا حلمهم

***

تلك الوجوهُ المشرقاتُ كأنها الـ

أقمارُ تسبح في غديرِ دماءِ

٢٨١

٢٨٢

الليلة السادسة

٢٨٣

٢٨٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد رضا الهندي الموسوي النجفي

ت ١٣٦٢ه

كيف يصحو بما تقول اللواحي

من سقتْه الهمومُ انكدَراحِ

كيف تُهنيني الحياةُ وقلبي

بعد قتلى الطفوف دامي الجراح

بأبي من شَرَوا لقاءَ حسينٍ

بفراقِ النفوسِ والأرواح

وقفوا يدرؤون سمرَ العوالي

عنه والنبلَ وقفةَ الأشباح

فوقوه بيضَ الظبا بالنحورِ الـ

ـبيضِ والنبلَ بالوجوهِ الصباح

فئةٌ إنْ تعاورَ النقعُ ليلا

أطلعوا في سماهُ شهبَ الرماح

وإذا غنّتِ السيوفُ وطافت

أكْؤُسُ الموتِ وانتشى كلُّ صاح

باعدوا بين قُربِهم والمواضي

وجسومِ الأعداءِ والأرواح

أدركوا بالحسين أكبرَ عيدٍ

فغدوا في منى الطفوفِ أضاحي

بأبي الواردونَ حوضَ المنايا

يوم ذِيدوا عن الفرات المباح

بأبي اللابسونَ حمرَ الثيابِ

طرزتهنَّ سافياتُ الرياح(١)

(موشح)

هتف عباس اوحده او صار الجدال

وآل هاشم گالت اعلينه الترال

والأصحاب اتناخت او گالت محال

بالنفوس احنه الذي نفديلها

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١٣٦.

٢٨٥

اشبول حيدر گالت العز بالصگال

والأبطال ايهولها املاگه الأبطال

هاشم التنهض بالحمول الثگال

والكلافه اهل الكلافه اتشيلها

گالت الأنصار ذلَّة اعله الأنصار

لو بدت هاشم نگص وانصير عار

ليش طلَّگنه النسه او عفنه الديار

كون حگ أهل المجد نجريلها

نجري حگ المرتضى او حگ البتول

اتجمعت شبّانها شيب او كهول

او گالت الأنصار يحسين اشتگول

صحبتك يو هاشم التبديلها

گال تبدي اصحابنا او سالت العين

او هز حبيب العلم عد وجه الحسين

اليوم دون الدار وانشيِّد الدين

اليوم الهموم العليك انزليها

انزيل كل همَّك او نسكن دورها

او نورد الكوثر او نحضه ابحورها

اتْهَبَه الكوفة اشما كثر مكثورها

بالسيوف الماضيات انشيلها

(أبوذية)

الفزع يهل الوفه اعليَّ تراكم

حين اعله الثره نمتوا تراكم

اصبر كيف واعيوني تراكم

چتل كلكم يفرسان الحميه

الإمام الحسينعليه‌السلام يستصرخ أصحابهرضي‌الله‌عنه

بعد ما ودع الحسين عياله توجه نحو القوم فقال: يا ويلكم علام تقاتلونني؟ على حق تركته؟ أم على سنة غيرتهما؟ أم على شريعة بدلتها؟... فقالوا: بل نقاتلك بغضا منا لأبيك.

فلما سمع كلامهم بكى، وجعل ينظر يمينا وشمالا، فلم ير أحدا من أنصاره إلا من صافح التراب جبينه، ومن قطع الحمام أنينه، فنادى: يا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجاء، مالي أناديكم فلا تجيبون وأدعوكم فلا تسمعون؟

٢٨٦

أأنتم نيام أرجوكم تنتبهون؟ أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصروه؟ هذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا عن نومتكم أيها الكرام، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام، ولكن صرعكم والله ريب المنون وغدر بكم الدهر الخؤون، وإلا لما كنتم عن نصرتي تقصرون. ثم أخذ يصيح بصوت حزين:

يا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن القين، ويا مسلم بن عوسجة، ويا فلان ويا فلان(١) .

(نصاري)

غدوا هذا اعله حر الأرض مطروح

او ذاك ايعالج او دم منحره ايفوح

او هذا امن الطعن ما بگت بيه روح

او ذاك امن الطبر جسمه تخذم

تعنَّه حسين واوچب بالمعاره

لگاها امطرحه او دمها ايتجاره

صفگ بيده او تلهَّف على انصاره

او عليهم دمع عينه انحدر واسچم

غده يعتب عليها ابگلب مالوم

يطيب الكم يفرسان الوغى النوم

او تخلوني وحيد ابين هالگوم

وكل منهم لعد چتلي ايتولم

اشلون اعيونكم يهل الوفه اتنام

او تسمعون الحرم لاجت بالخيام

گامت تضطرب عالگاع الأجسام

او رادت تنتهض لوله المحتم

بعد هيهات دهري بيكم ايعود

ورد اشيل راسي بيكم اردود

او ترد اچفوف ابو فاضل للزنود

وتتلايم النوب اجروح الأكبر

____________________

(١) - مقتل أبي محنف ص١٣٣ تحقيق الغفاري.

٢٨٧

(تخميس)

لما رأى السبطُ أصحابَ الوفا قُتلوا

نادى أبا الفضل أين الفارسُ البطلُ

وأين من دونيَ الأرواحَ قد بذلوا

بالأمس كانوا معي واليومَ قد رحلوا

وخلّفوا في سويدا القلب نيرانا

٢٨٨

المجلس الثاني

القصيدة: للمرحوم السيد صالح القزويني النجفي

ت ١٣٠٤ه

للهِ آلُ اللهِ تُسرع بالسرى

وإلى الجنان بها المنايا تُسرعُ

مُنعوا الفرات وقد طما متدفعا

يا ليت غاض عبابُه المتدفع

أترى يسوغ به الورودُ ودونه

آلُ الهدى كأسَ المنونِ تجرعوا

أم كيف تنقع غلّةٌ بنميرِه

والسبطُ غُلّتُه به لا تُنقع

تَرَحَا لنهر العلقميِّ فإنه

نهر بأمواج النوائب مترَع

ورودا على الظمأ الفراتَ ودونه الـ

ـبيضُ القواطعُ والرماحُ الشُرَّع

اُسد تُدافع عن حقائقِ أحمدٍ

والحربُ من لُججِ الدما تتدفع

واستقبلوا بيض الصفاح وعانقوا

سمرَ الرماحِ وبالقلوب تدرّعوا

فكأنما لهمُ الرماحُ عرائسٌ

تجلى وهم فيها هيامٌ ولَّع

يمشون في ظُلَلِ القنا لم يَثنهم

وقعُ القنا والبيض ِحتى صُرِّعوا

فدماؤُهم للسمهريةِ منهلٌ

ونحورُهم للمشرفيةِ مرتع

وجسومُهم بالغاضرية خُشَّع

ورؤوسُهم فوقَ الأسنةِ تُرفَع(١)

(نصاري)

مشوا لنصار يا حيهم للاطراد

او كلمن راح منهم بعد ما عاد

____________________

(١) - الدر النضيد ص٢١٨.

٢٨٩

گظوا حگ الحسين او حگ الجهاد

او حگ الله او ناموا ابحر الصخور

هوه هذا يون وابروحه ايجود

او هذا للخناجر صار فرهود

او هذا گطعوا چفوفه والزنوند

او هذا او ذاك منه الصدر مكسور

او هذا بالسيوف اموزعينه

او هذا بالتراب امعفرينه

او هذا ابچم عمود امهشمينه

او هذا بس جسم والراس مبتور

ركب سلطانهم يفگد ابگومه

لگاها امصرّعه اعله الترب نومه

الكل منهم امعفرينه بدمومه

او فاضت روحه او بس دمه ايفور

(أبوذية)

اچفوف الگدر يصحابي لونكم

احشمكم او روحي اتون لونكم

تنهضون او تشوفوني لونكم

وحيد او حاطت العدوان بيه

مصرع مسلم(١) بن عوسجة الأسدي (رضوان الله عليه)

قال في الدمعة: ثم برز مسلم بن عوسجة (رحمه‌الله ) وهو يرتجز:

إن تسألوا عني فإني ذو لَبَد

من قوم قرعٍ من ذُرى بني أسد

فمن بغانا حائد عن الرشد

وكافر بدين جبار صمد

____________________

(١) - ورد في ترجمته (رضوان الله عليه) أنه من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وله مواقف بطولية في الفتوح الإسلامية لاسيما على عهد عمر بن الخطاب ووصف بأنه من عيون أصحاب الأئمة علي والحسن والحسينعليهم‌السلام وله مواقف بطولية معهم وكان له موقف عظيم إبان حركة مسلم بن عقيل في الكوفة أما موقعه في أصحاب الحسين فإنه كان بارزا وله أقوال وأفعال رائعة مازالت محفوظة في كتب السير أما سيرته الذاتية فهو أسدي عراقي كوفي ذو صلاح ونسك وكان رجلا شريفا في قومه.

٢٩٠

ثم قاتل قتالا شديدا فسقط إلى الأرض وبه رمض فمشى إليه الحسينعليه‌السلام ومعه حبيب بن مظاهر، وكان به رمق من الحياة فقال له الحسينعليه‌السلام : رحمك الله يا مسلم، ثم تلا( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ثم دنا منه حبيب، وقال له: عزَّ عليَّ مصرعك يا أخي يا مسلم أبشر بالجنة. فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير، فقال له حبيب: لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصيني بجميع ما أهمَّك. فقال له مسلم: أوصيك بهذا الغريب وأشار إلى الحسين، فقاتل حتى الموت.

(مجردات)

گربت بين ظاهر منيتي

انچان نيتك مثل نيتي

ما وصّيك بعيالي وبيتي

بالحسين وعياله وصيتي

(نصاري)

حبيب اتريدني عندي وصيَّه

اشبيدي حالت اعليه المنيه

اوصيك ابغريب الغاضريه

هذا حسين عنه لا تگصرون

***

أوصى ابنُ عوسجةٍ حبيبا قال قا

تل دونه حتى الحِمامَ تذوقا

نصروه أحياءً وعند وفاتِهم

يوصي بنصرِته الشفيقُ شفيقا

فقال حبيب لأنعمنك عينا.

(مجردات)

حين السمع صاحب الغيره

ايگله او عليه شوفه يديره

هذا الحسين اشعدنه غَيَره

سبط النبي المامش نظيره

لفديه ابعمري هالظهيره

٢٩١

بينما هما عند رأسه، وإذا بمسلم قد غمض عينيه، وفاضت روحه الطاهرة. فقال الحسينعليه‌السلام : رحمك الله يا مسلم نصرتنا حيا وأوصيت بنصرتنا ميتا.

وخرجت جارية لمسلم بن عوسجة وهي تصيح: وا مسلماه، وا ابن عوسجتاه، فأمر الحسين بإرجاعها إلى الخيمة(١) .

أقول: عز عليك سيدي أبا عبد الله أن تخرج جارية ويراها الأعداء ليتك حاضر عند زينب وباقي العيال، والناس يتفرجون عليهن، حتى قال قائلهن: والله لقد خزينا من كثرة النظر إلينا.

(نصاري)

اشمال الناس تتفرج علينه

عمت عينه اليصد بالعين لينه

او يخسه الگال لن غايب ولينه

وراسه اعلى الرمح لينه ايتفكر

(أبوذية)

وحگ اللي سعه بالبيت والطاف

عندنه الموت مثل الشهد والطاف

انه الحره الگبل عاشور والطاف

طولي بالشمس ما شفت فيه

(تخميس)

نادت ولا سترٌ لها إلا الحيا

وأشعةٌ قد حجبتْها بالضيا

والشمر يُركبها النياقَ تعديا

إنسانَ عيني يا حسين أخّيَ يا

أملي وعِقدَ جُمانيَ المنضودا

____________________

(١) - معالي السبطين ج١ ص٣٧٧/٣٧٩.

٢٩٢

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد محسن الأمين

ت ١٣٥٩ه

قطعت به عَرضَ الفلاةِ نجائبٌ

تطوي بهن فدافدٌ وسهوبُ

صحبته من خير الرجال عِصابةٌ

غرٌّ فطاب الصحبُ والمصحوب

آسادُ ملحمةٍ ضراغمُ غابةٍ

لهمُ بنازلة الوغى ترحيب

أبطالُ حربٍ كم بهم قامت على

أهل النفاق وقائعٌ وحروب

ولهم شجاعةُ ضيغمٍ ذي لُبدةٍ

ضارٍ وعودٌ في الحروب صليب

منهم زهيرً زاهرُ الأفعالِ يتـ

لموه بريرُ ومسلمٌ وحيبيب

وأتى المساء وقد تَجهَّمَ وجهُه

واليومُ محتسدُ البلاء عصيب

قال اذهبوا وانجوا ونجّوا أهل بيـ

ـتي إنني وحدي أنا المطلوب

فأبت نفوسُهم الأبيةُ عند ذا

أن يتركوه مع العدى ويئيبوا

ماذا يقول لنا الورى ونقولُه

لهمُ وما عنا يجيب مجيب

إنا تركنا شيخَنا وإمامَنا

بين العدى وحسامُنا مقروب

فالعيش بعدك قُبّحت أيامُه

والموتُ فيك محبَّبٌ مرغوب

يأبى لنا شرفُ الأرومةِ أنْ يُرى

فينا مشينٌ أو يكون معيب

باتوا وبات إمامُهم ما بينهم

ولهم دوي حولَه ونحيب

٢٩٣

وبدا الصباحُ فأقبلت زمرُ العدى

نحو الحسين لها الظَلال جنيب

وتقدم الأنصارُ للأقرانِ مسـ

ـرعةً وللحربِ العوان شَبوب

يأبون أن يبقَوا وآلُ نبيِّهم

كلٌ على وجهِ الصعيدِ تريب

فاستقبلوا ضربَ السيوفِ بأوجهٍ

غراءَ عن زُهرِ النجومِ تنوب

حتى هووا فوق الصعيد كأنهم

أقمارُ تمٍ في الدماء رسوب(١)

(موشح)

ابكربله الأنصار يا حي فالها

بيها نالوا رتب محد نالها

حي ابن ظاهر وأوحي كل الأنصار

من تدنوا للحرب شبوا النار

گصدهم لحسين يفدون الأعمار

او عن خدر زينب تحود انذالها

يوم طبوا للحرب تسمع الويد

بيها صارت صكصكه او صفگ الحديد

شبچت او لسيوفهم تسمع رعيد

او غدت ظلمه او لاح بيها اهلالها

لاح بيها اهلال وانطاها اللهيب

او گام يلعب لعب بالرايه حبيب

والگمر عباس عنهم ما يغيب

باليمين او بالگلب واشمالها

علي او عمه او جاسم وباجي الأصحاب

جاسوا الجيمان گلبوها گلاب

ما اتم الدهر ساعة الگمر غاب

او گام يهوي النجم فوگ ارمالها

ظل الحسين اوحده او عينه تشوف

ما بگاله امعين ومجابل ألوف

داروا اعله احسين كلهم بالسيوف

او بالرماح او شِي ابرمي انبالها

____________________

(١) - الدر النضيد ص٢١.

٢٩٤

الحر(١) بن يزيد الرياحي (رضوان الله عليه)

كان من أصحاب ابن سعد فلما رأى الحر أن القوم صمموا على قتال الحسينعليه‌السلام قال لعمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي، فأخذ الحر يقول: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئا، ولو قطّعت وحرّقت. ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وجاز على عسكر ابن سعد واضعا يده على رأسه، وه ويقول: اللهم إليك أنبت فتب علي فقد أرعبت قلوب أوليائك، وأولاد نبيك ثم قال للحسينعليه‌السلام :

جعلت فداك أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم، وأنا تائب إلى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة؟ وفي خبر

____________________

(١) - الحر بن يزيد التميمي الرياحي أحد أصحاب الحسينعليه‌السلام قال عنه مترجموه إنه كان من أشراف العرب ووجوهها أرسله ابن زياد لصد الحسينعليه‌السلام عن الكوفة فالتقاه في طريقه وأخذ يسايره حتى أنزله في كربلاء ولما علم بعزم القوم على قتل الحسينعليه‌السلام تركهم وجاء إلى الحسين معلنا ندمه فاستقبله بالترحيب فانضم إلى جيشه وبدأ فصلا جديدا في حياته حيث صار يخطب ويقاتل دفاعا عن الحسينعليه‌السلام فأبلى بلاء حسنا حتى مضى شهيدا وأبّنه الحسينعليه‌السلام بأرق الكلمات وأصبح الحر فيما بعد عنوان التائبين وفي تنفيح المقال قال المامقاني من سبر سيرته وآدابه مع الحسينعليه‌السلام يعلم صدق نيته ولوص إيمانه حشرنا الله معه ومع أشباهه بحق الحسينعليه‌السلام وأقرانه صلوات الله عليم وفي معالي السبطين قال الحائري: وكان الحر شريفا في قومه ورئيسا في الكوفة وقال السماوي في إبصار العين: كان الحر شريفا في قومه جاهليةً وإسلاماً فقد كان جده عتاب رديف النعمان. أقول: وكانت مهمته التي أنيطت به من قبل ابن زياد أسر الحسين وتسليمه إليه.

٢٩٥

انه جاء إلى الحسن وقد طأطأ رأسه إلى الأرض فقال له الحسين ارفع رأسك من أنت؟ فرفعه وسأله هل له من توبة؟ فقال له الحسينعليه‌السلام : نعم يتوب الله عليك. وفي رواية قال له: أهلا وسهلا أنت والله الحر في الدنيا والآخرة.

وعندما رمى ابن سعد سهما نحو مخيم الحسينعليه‌السلام وصاح: اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى، فرمى أصحابه كلهم، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصابه سهم من سهامهم، قال الحسينعليه‌السلام لأصحابه:

قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم. فقال له الحر: يا ابن رسول الله، كنت أول خارج عليك فأذن لي لأكون أول قتيل بين يديك، وأول من يصافح جدك غدا. فأذن له الحسين فتقدم وهو يقول:

إني أنا الحرُّ ومأوى الضيفِ

أضرب في أعناقكم بالسيفِ

عن خير من حل بأرضِ الخِيفِ

فقاتل قتالا شديدا حتى قتل أكثر من أربعين فارسا وراجلا، ثم عقر فرسه وبقي يقاتل راجلا فحملت عليه الرجالة وتكاثروا عليه حتى قتلوه، فاحتمله أصحاب الحسين حتى وضعوه بين يديه وقيل بل أتاه الحسين ودمه يشخب فجعل الحسين يمسح وجهه، ويقول: بخ بخ لك يا حر أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والسعيد في الآخرة.

وأنشأ يقول:

لنعم الحرُّ حرُّ بني الرياح

صبورٌ عند مشتبكِ الرماحِ

لنعم الحرُّ إذ واسى حسينا

وجاد بنفسه عند الكفاح

٢٩٦

(نصاري)

هوه او جاه او وگف يمه المشكر

او شافه اعلى الثره مرمي المعفر

مسح وجهه او گله انت صدگ حر

او رد المركزه والدمع منثور

اجاه احسين شبه الليث يهدر

يگله او دمع عينه اعليه ينثر

امك ما خطت من سمتك حر

مسح عنه التراب او صاح ماجور

ولكن لو سألتني أيها المحزون عن هذه المسافة الفاصلة بين قبر الحر وقبر الحسينعليه‌السلام ، لأجبتك: إن السبب في ذلك هو أن الحر لم يقطع رأسه مع أصحاب الحسين، لأن عشيرته حملته عندما أمر ابن سعد بفصل الرؤوس ورضّ الأجساد، قامت بنو رياح وقالت: والله لا يقطع رأس زعيمنا وأيدينا على قوائم سيوفنا. فقال ابن سعد: احملوا جسد شيخكم. فحملته عشيرته ودفنوه في هذا المكان.

هذا، وزينب واقفة وتنظر إلى الحر وقد حملته عشيرته، والحسين ملقى على وجه الأرض جثة بلا رأس، وكأني بها تنادي وا حسيناه، وا غريباه.

(نصاري)

العشيره شالته ابحر الظهيره

الكل منهم عليه شالته الغيره

بس ظلوا الماعدهم عشيره

ضحايه بالشمس من غير تغسيل

(مجردات)

والله العشيره اشلون تنفع

منها اليطيح اعليه تفزع

او حالاً على الروس ايتشيع

وانه اخوتي وين المشعشع

كل منهم على الثرى موزَّع

خلصوا چتل حتى الرضع

وبلا دفن خلوهم أجمع

٢٩٧

(أبوذية)

يحادي لا تسچ بالضعن بيداي

دليلي الفگد أبو السجاد بيداي

ريض خل اغسل احسين بيداي

وادفنه لا يظل جسمه رميه

***

ليس الغريبُ غريبَ الأهلِ والوطن

بل الغريبُ غريبُ الغسلِ والكفنِ

٢٩٨

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد صالح الحلي ت ١٣٥٩ه

كلما تعذلانِ زدتُ نحيبا

يا خليليَّ إنْ ذكرتُ حبيبا

يا حبيبَ القلوبِ رزئُك مهما

ذكرتْه الراثون شق القلوب

يا وحيدا حاميتَ دونَ وحيدٍ

حيث لا ناصراً يُرى أو مجيبا

بعتَ نفسا نفيسةً فاشتراها

بارئُ النفسِ منك والربحُ طوبا

إنْ نصرتَ الحسينَ غيرَ عجيبٍ

إن تخلفتَ عنه كان عجيبا

يا وزيرَ الحسينَ حُزتَ مقاما

كلُّ آنٍ يزداد عُرفا وطيبا

كم عن السبط قد كشفتَ كروبا

بعد ما قد لقيت يا حبيب كروبا

إن يوما اُصبتَ فيه ليومٌ

فيه طه والمرتضى قد اًصيبا

يا مصابا أصاب قلبَ حسينٍ

أيُّ قلبٍ لذكره لن يذوبا(١)

ويقول الشيخ عبد الحسين الحويزي:

فيا ناصر الدين الحنيف وحاميا

حمى حوزةٍ فيها الهدى حطَّ أثقالا

رأيتَ حسينا مفردا فوقيتَه

بنفسك مذ أقدمتَ للموت إرسالا

وودعتَ في تلك المضارب نسوةً

كساها إلهُ العرشِ عزّا وإجلالا

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام ص١١٨.

٢٩٩

وددت بماءِ العينِ مذ عزَّ ماؤُها

بيُمنى الوفا تسقي نساءً وأطفالا

بفقدك أبْدتْ أيها الندبُ حسّرا

بناتُ رسولِ الله ندبا وأعوالا(١)

(نصاري)

أويلي من گرب حتفه او تدانه

او صابوه العده ابگلبه ابزانه

هوه وابن النبي انهدت أركانه

وطاح البيرغ المنصور كل دور

شبح عينه او عج الخيل ثاير

او دمه يسفح اعله الأرض فاير

او گلبه امن العطش والطعن طاير

لما فرفرت روحه او ظل معفور

يوسفه ظنوة امظاهر يميمر

تخلي احسين ظل عگبك امحير

تنام او بيرغك يمك امكسَّر

وابو اليمه عليه العسكر ايدور

حبيب(٢) بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)

____________________

(١) - ديوان الحويزي.

(٢) - حبيب بن مظاهر (أو مظهر) الأسدي الكوفي حامل راية الحسينعليه‌السلام في كربلاء وأحد قادة جيشه وأبرز أصحابه الذين قل نظيرهم في المسلمين لقد أجمع مترجموه على أنه صحب رسول الله وكان من خواص أمير المؤمنينعليه‌السلام وشهد حوربه الثلاث وله رتبة علمية سامية ومواقف عظيمة في سوح الجهاد والعمل في سبيل الدعوة لأهل البيتعليهم‌السلام فقد قام بدور فعال في هذا الصدد وكان من السباقين لمكاتبة الحسينعليه‌السلام في الثورة وكانت الاجتماعات الشيعية تعقد في بيته وعندما قدم مسلم إلى الكوفة لازمه حبيب وكان يأخذ البيعة من الناس للحسين وفي كربلاء شهد له الحسينعليه‌السلام بالفقاهة والمعرفة وملازمة القرآن وإذا عدنا إلى كلمات العلماء فيه نجلت لنا حقيقة عظمته ففيه يقول المفيدرحمه‌الله : من أصفياء أصحابه أي أصحاب أمير المؤمنين وقال القمي: كان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وأنه من خاصة وحملة علمه، إلى بقية أقوال العلماء فيه، يذكر انه استشهد في يوم الطف وقد تجاوز عمره الثمانين عاما.

٣٠٠

عندما نزل الحسينعليه‌السلام في كربلاء أخذ يقسّم الرايات على أصحابه وكانت اثنتي عشرة راية، فوزعها عليهم وأبقى راية، فقال له بعض أصحابه مُنَّ عليَّ بحملها. فقال له: يأتي إليها صاحبها وبينا الحسينعليه‌السلام وأصحابه في الكلام وإذا بغبرة ثائرة، فالتفت الإمامعليه‌السلام إلى أصحابه وقال: إن صاحب هذه الراية قد أقبل، فلما صار حبيب قريبا من الإمام المظلوم ترجل عن جواده، وجعل يقبل الأرض بين يديه وهو يبكي، فسلم على الإمام وأصحابه، فرد الحسين وأصحابه السلام عليه، فسمعت زينب بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام . فقالت: من هذا الذي أقبل؟ فقيل لها: حبيب بن مظاهر. فقالت: أقرئوه عني السلام.

فلما بلغوه سلامها، لطم حبيب على وجهه، وحثا التراب على رأسه، وهو يقول: ومن أكون حتى تسلم علي بنت أمير المؤمنين؟

(نصاري)

انه امنين وتسلم عليه

بنت المرتضى حامي الحميه

هاي امدللة عباس هيه

وبحگهم نزل وينص الكتاب

عليَّ انت يبت حيدر تسلمين

ولكم خادم آنه او عبد لحسين

گام او لطم وجهه وهلَّت العين

حبيب او فوگ راسه ذب التراب

وفي خبر: ثم استأذن حبيب من الحسينعليه‌السلام قائلا: سيدي ائذن لي ان أسلم على عقيلة آل أبي طالب، فأذن له فأقبل حبيب حتى وقف أمام خيمة زينب ونادى: السلام عليكن يا بنات رسول الله، ثم جلس عند باب الخيمة مطأطأ برأسه إلى الأرض يتأوه ويتحسر ثم قال: أهٍ لوجدك يا زينب يوم تحملين على بعير ضالع، ورأس أخيك الحسين على رمح طويل تحف به رؤوس

٣٠١

أهل بيته وأصحابه، وكأني برأسي هذا معلق في عنق الفرس يضربه بركبتيه، قالوا: لما سمعت زينب، قالت: يا حبيب لقد أخبرني بهذا أخي الحسين ولوددت اني كنت عمياء حتى لا أرى هذه المصائب وكأني بها:

(مجردات)

وصّوا بنا گبلٍ ترحلون

وگبلٍ على الغبره تنامون

آنه چفيلة حرم تدرون

كان حبيب صلبا في الولاء لسيده أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ، فلم يزل يدافع عن بنات رسول الله يوم عاشوراء حتى قضى نحبه، وتقديرا لهذا الموقف: مشي إليه الحسينعليه‌السلام ، وحين وصوله إليه استعبر باكيا وقال: لله درك يا حبيب، لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة. وينقل بعضهم انه لما قتل حبيب بان الانكسار في وجه الحسينعليه‌السلام وقال: عند الله احتسب نفسي وحماة أصحابي:

إنْ يهدَّ الحسينَ قتلُ حبيبٍ

فلقد هدَّ قتلُه كلَّ ركنِ

قتلوا منه للحسين حبيبا

جامعا في فِعاله كلَّ حُسنِ

(نصاري)

اجاه احسين شافه او دمه مسفوح

وعاين بيرغه اعلى الأرض مطروح

جذب ونَّه او منَّه غابت الروح

سدر عنَّه او دمع العين منثور

وتعريفا بمقام حبيب عند الله وأهل بيت رسول أفرد له الإمام زين العابدين عند مواراته أجساد الشهداء قبرا منفردا من بينهم.

(موشح)

والأصحاب اهناه من عنده جريب

خلّوا دفنتهم سوه شاب او شيب

٣٠٢

خلوا مفرد بس ابن ظاهر حبيب

الطلَّگ الدنيه او حضه بجنانها

***

أحبيبُ أنتَ إلى الحسينِ حبيبُ

إن لم يَنطْ نسبٌ فأنت له نسيبُ

٣٠٣

المجلس الخامس

القصيدة: للشيخ صالح الكواز الحلي ت ١٢٩١ه

أغاباتُ اُسدٍ أم بروجُ كواكبِ

أم الطفُّ فيه استُشهدت آلُ غالبِ

ونشُر الخرامى سار تحمله الصَبا

أم الطيبُ من مثوى الكرامِ الأطائب

وقفتُ بها رهنَ الحوادثِ أنحني

من الوجد حتى خِلتني قوسَ حاجب

تمثّلتُ في أكنافِها ركبَ هاشم

تهاوتْ إليه فيه خوضُ الركائب

أتوها وكلُّ الأرضِ ثغرٌ فلم يكن

لهم ملجأٌ إلا حدودَ القواضب

بنفسيَ هم من مستميتين كسّروا

جفونَ المواضي في وجوهِ الكتائب

فما بالُهم صرعى ومن فتياتهم

بهم قد أحاط العتبُ من كل جانب

تعاتبهم وهي العليمة أنهم

بريئون مما يقتضي قولُ عاتب

وباكيةٍ حرّى الفؤادِ دموعُها

تَصعَّدُ عن قلب من الوجد ذائب

ومدت إلى نحو الغريين طرفَها

ونادت أباها خيرَ ماشٍ وراكب

أبا حسن إن الذين نماهمُ

أبو طالب بالطف ثأرٌ لطالب

فها هم على الغبراءِ مالت رقابُهم

ولّما تَمِلّ من ذِلةٍ في الشواغب

سجودٌ على وجهِ الصعيدِ كأنما

لها في محاني الطفِّ بعضُ المحارب(١)

____________________

(١) - ديوان الكواز ص٢٠

٣٠٤

(مجردات)

وينه الصميده يحضر الحين

ويشوف ويلاده المطاعين

عباس واخوانه والحسين

وباجي بني هاشم الطيبين

الظلت عرايه ابغير تكفين

او زينب تصيح او تهمل العين

هاذي حرمكم مالها امعين

او بيها العده للشام ماشين

لحّگ يحيدر يبو الحسنين

(أبوذية)

علي يا ضيغم الجبار وسده

بالطف مادريت اشصار وسده

عزيزك وسط لحده گوم وسده

ترضه اتدوس صدره اخيول اميه

الإمام الحسينعليه‌السلام يصلي وأصحابه يحامون عنه

قال الراوي: والتفت أبو ثمامة الصائدي إلى الشمس وقد زالت فقال للحسينعليه‌السلام نفسي لك الفداء إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك لا والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب أن ألقى الله وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها فرفع الحسينعليه‌السلام رأسه إلى السماء وقال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا أول وقتها سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي فقال الحصين إنها لا تقبل فقال حبيب زعمت أنها لا تقبل من آل الرسول وتقبل منك يا حمار؟!

فلما رأى الحسينعليه‌السلام أن القوم لا يكفون عن قتاله وهو يريد الصلاة

____________________

(١) - للمؤلف.

٣٠٥

قال: يا زهير بن القين ويا سعيد بن عبد الله الحنفي: تقدما أمامي حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف(١) .

وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي كان يتلقى السهام التي تأتي نحو الحسينعليه‌السلام بنحره وصدره حتى أثخن بالجراح وسقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقيت من الجراح فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم التفت إلى الحسينعليه‌السلام قائلا أوفيت يا ابن رسول الله؟

قال الحسينعليه‌السلام : نعم أنت أمامي في الجنة.

ثم قضى نحبه رضوا الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.

وردوا على الهيجا ورودَ الهيمِ

ورأوا عظيمَ الخطبِ غيرَ عظيمِ

وتقدموا للموتِ قبلَ إمامِهم

وهنا يجوزُ تقدمُ المأمومِ

ولما فرغ الحسينعليه‌السلام من الصلاة قال لبقية أصحابه: يا كرام هذه الجنة فتحت أبوابها واتصلت أنهارها وأينعت ثمارها وهذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يتوقعون قدومكم ويتباشرون بكم فحاموا عن دين الله ودين نبيه وذبوا عن حرم الرسول.

وخرجن حرائر الرسالة وبنات الزهراء من الخمية وصحن يا معشر المسلمين ويا عصبة المؤمنين ادفعوا عن حرم الرسول وعن إمامكم المنافقين لتكونوا معنا في جوار جدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

____________________

(١) - مقتل الحسين ج٢ ص١٧ للخوارزمي.

٣٠٦

فعند ذلك بكى أصحاب الحسينعليه‌السلام وقالوا نفوسنا دون أنفسكم ودماؤنا دون دمائكم وأرواحنا لكم الفداء فوالله لا يصل إليكم أحد بمكروه وفينا عرق يضرب وجعل أصحاب الحسينعليه‌السلام يصارعون إلى القتل بين يديه(١) .

(نصاري) (٢)

چان ايحشّم اصحابه الطيبين

الحماية زينب او باجي النساوين

يگلوله او تهمل دمعة العين

بهاي ارواحنا نفدي الخدر

او لن صوت الحريم اهنا يلصحاب

تحشمهم او دمع العين سچاب

لا نبگه غرايب بين الاجناب

امنه فاطمه چيف انتيسر

بچوا كلهم او نادوا بسم زينب

اشحدَّه اليوصل احدودچ او يگرب

گول او فعل واحدهم امجرَّب

واحدهم غده طاعون واكثر

وكان كل من أراد القتال يأتي إلى الحسينعليه‌السلام ليودعه ويقول السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسينعليه‌السلام : وعليك السلام ونحن خلفك ويقولعليه‌السلام :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) .

بنفسي كراما سخت بالنفوسِ

بيوم سمت فيه أمثالها

وخفَّوا سراعا لنصرِ الحسينِ

وقد أبدت الحربُ أثقالها

إلى أن أبيدوا بسيف العدى

ونال السعادةَ من نالها

ومن بين الذين نالوا السعادة ذلك الغلام الذي لم يبلغ الحلم وهو عمرو

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٤٠٢ بحر العلوم.

(٢) - للمؤلف.

٣٠٧

بن جنادة الأنصاري الذي وقف أمام الحسينعليه‌السلام مستأذنا له بالقتال فأبىعليه‌السلام أن يأذن له قائلا هذا غلام قتل أبوه في المعركة ولعل أمه تكره خروجه فقال الغلام: إن أمي هي التي أمرتني بذلك فأذن له الحسين فبرز الغلام إلى الحرب وهو يقول:

أميري حسين ونعم الأميرْ

سرور فؤاد البشرِ النذيرْ

عليٌّ وفاطمةُ والداه

فهل تعلمون له من نظير

له طلعةٌ مثل شمس الضحى

له غرةٌ مثلُ بدرٍ منير

فقاتل قتالا الأبطال حتى صرع فاحتز القوم رأسه ورموا به إلى جهة مخيم الحسينعليه‌السلام فأخذت أمه الرأسه ومسحت الدم عنه وهي تقول: أحسنت يا بني يا سرور قلبي ويا قرة عيني.

(نصاري) (١)

ابْنَيْها انذبح وامه تشوفه

ما زفته او لا حنّت اچفوفه

او بالمعركه صارت الحوفه

او اعليه بالگلب نيران تسعر

ما گصرت يوليدي وفّيت

او حگها الفاطمه هليوم أديت

او عندي ولد غيرك تمنيت

فدوه ايروح لحسين المشكَّر

ودخلت إلى الخيمة فأخذت عمودا وقيل سيفا وحملت على القوم وهي تقول:

أنا عجوزٌ في النسا ضعيفهْ

خاوية بالية نحيفهْ

أضربكم بضربةٍ عنيفهْ

دون بني فاطمةَ الشريفهْ

____________________

(١) - للمؤلف.

٣٠٨

وضربت رجلين بالعمود فقتلتهما وقيل غير ذلك فأمر الحسين بردها إلى الخيمة فرجعت ودعا لها(١) .

ومن أصحاب الحسين الذين بذلوا أرواحهم دون الحسين ذلك الغلام التركي واضح بن أسلم الذي كان في ريعان شبابه. قال الراوي: فلما خر إلى الأرض صريعا، مشى إليه الحسين حتى إذا وصل إليه نزل عنده انحنى عليه، ثم وضع خده على خده فلما علم الغلام بما صنعه الحسين معه وإذا بشفتيه تتمتان وهو يقول من مثلي وابن رسول الله واضع خده على خدي ثم فاضت روحه الطاهرة(٢) .

(مجردات) (٣)

آهٍ على جملة الشبان

كلها امذبحه ابحومة الميدان

واحسين يبچي ابدمع غدران

او للكل تعنه ابگلب لهفان

وايصيح بيها بصوت حزنان

ترضون أبگه ابين عدوان

ويّه العليل او جمع نسوان

***

لستُ أنسى من بعدهم طودَ عزٍّ

وأعاديه مثلُ سيلِ البطاحِ

وهو يحمي دينَ النبيِّ بعَضْبٍ

بسناه لظلمةِ الشركِ ماحي

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٤١٢ بحر العلوم.

(٢) - مقتل الحسين ص٢٤٩ عبد الرزاق المقرم.

(٣) - للمؤلف.

٣٠٩

٣١٠

الليلة السابعة

٣١١

٣١٢

العباس بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام

هو العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام أمه أم البنين فاطمة بنت خزام الكلابية التي ولدتها الفحول من العرب.

ولدعليه‌السلام في الرابع من شعبان سنة ٢٦ه ومنذ ولادته ظهرت عليه ملامح البطولة والعظمة وبعد شهادته بقي مثلا للوفاء والتضحية في سبيل المبدأ الحق يقول الإمام السجادعليه‌السلام : رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله (عز وجل) عنهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن ابي طالبعليه‌السلام وان للعباس عند الله (تبارك وتعالى) منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان جاهد مع أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا. وذكر الكثير من المؤرخين أن العباس كان في علمه وإيمانه قريبا من منزلة الأئمة المعصومين وقال الكثير من علمائنا بعصمته.

أما مواقفه في فترة إمامه أبيه وأخويه الحسن والحسينعليهم‌السلام فهي عظيمة كيفاً وكماً وفي تلك الفترة التي امتدت قرابة ٣٥ سنة منذ الولادة وحتى الشهادة فقد عاش مع أبيه ١٤ سنة ومع الحسن ٢٤ سنة ومع الحسين ٣٤ سنة عرف في تلك الفترة: بالقوة والفروسية والشجاعة وعدم المبالات بالموت مادام في سبيل الله وأعظم أيام حياته تلك التي كانت ضمن ثورة

٣١٣

الحسينعليه‌السلام فقد كان حاملا للواء الجيش الحسيني وهو رئيس الجيش وكبش الكتيبة وساقي العطاشى وكان جنديا متفانيا في طاعة أخيه حتى النفس الأخير حيث قطعت يمينه وشماله وأصاب السهم عينه اليمنى.

استشهد العباسعليه‌السلام عن زوجة واحدة هي لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب التي ولدت له عبيد الله والفضل ويظهر من بعض الكتب أن للعباس زوجات غير لبابة فقد ذكروا أن له من الأولاد خمسة عبيد الله والفضل والحسن والقاسم وبنتا وعد ابن شهر آشوب من الشهداء في الطف ولد العباس محمد واتفق أرباب النسب على انحصار عقب عقب العباس في ولده عبيد الله الذي كان من كبار العلماء موصوفا بالجمال والكمال والمروة مات سنة ١٥٥ه. راجع كتاب العباس للمقرم وأبصار العين للسماوي والنص الجلي للناصري.

***

٣١٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد جعفر الحلي

ت ١٣١٥ه

عبست وجوهُ القومِ خوفَ الموتِ والـ

ـعباس فيهم ضاحكٌ يتبسمُ

قلب اليمينَ عن الشمال وغاص في

الأوساطِ يختطفُ النفوسَ ويحطم

وثنى أبو الفضل الفوارس نُكَّصا

فرأوا أشدَّ ثباتِهم أنْ يُهزموا

ما كرَّ ذو بأس له متقدما

إلّا وفرَّ ورأسُه المتقدم

بطلٌ ثورَّث من أبيه شجاعةً

فهيا أنوفُ بني الضلالةِ تُرغم

أوَ تشتكي العطشَ الفواطمُ عنده

وبصدرِ صعدِته الفراتُ المفعم

في كفِّه اليسرى السقاءُ يقلُّه

وبكفِّه اليمنى الحسامُ المخذم

قسما بصارمِه الصقيلِ وإنني

في غير صاعقةِ السما لا اُقسم

لولا القضا لمحا الوجودَ بسيفه

والله يقضي ما يشاءُ ويحكم

حسمت يديه المرهفاتُ وإنه

وحسامُه من حدِّهنَّ لأُحسم

وهوى بجنب العلقميِّ فليته

للشاربين به يُدافُ العلقم

فمشى لمصرعه الحسينُ وطرفُه

بين الخيام وبينه متقسِّم

الفاه محجوبَ الجمالِ كأنه

بدرٌ بمنحطمِ الوشيجِ ملثَّم

فأكبَّ منحنيا عليه ودمعُه

صبغ البسيطَ كأنما هو عَندَم

٣١٥

قد رام يلثمه فلم ير موضعا

لمْ يُدمه عضُّ السلا فيُلثم(١)

(نصاري)

اويلي امن انضرب ليث العرينه

ما چنه انگطع منه يمينه

لا والله ولا چنهم ابعينه

جر السيف باليسره وخذْ دين

تگول امهنده ابچف ذاك اليسار

يگطر موت بيه اشراحت اعمار

كل سربه اليجيها اتروح طشّار

استافه الواحد من الگوم بلْفين

يجارب يوم تجري ادموم يمناه

أثاري الخاين الله غافله او جاه

تخفّاله وضرب بالسيف يسراه

گطع زنده او وگف من غير زندين

وگف وگفة سبع بالزور ينهم

على گطعت ازنوده موش مهتم

بس ايگول ماي الجود يسلم

لجل احسين خلي اتروح الايدين

نظر للجود سالم وابتشر بيه

سدر فرحان ما چن گطعوا ايديه

سهم الشوم اويلي اتلولح اعليه

شگ الجود وتفايض الكترين

لگف سيفه ابحلگه اوصال موّات

او گال اسدر لعند الخيم هيهات

يروحي او شَعْتِذر للهاشميات

لوجني او گالن لي الوعد وين

سدّر للحرب راعي الحميه

أثاري الگوم خلوله خفيه

يويلي وانضرب راس الشفيه

ابعمود احديد شگ الراس نصين

خرّ امن السرج عباس واخلاه

بس ما مال مال العلم ويّاه

طاح او طيحته صارت على اگفاه

وصاح ابصوت الله اوياك يحسين

____________________

(١) - مثير الأحزان ص٩٩. الدر النضيد ص٣٠٩.

٣١٦

مصرع أبي الفضل العباسعليه‌السلام

قال الراوي: لما لم يبق مع الحسين إلا أخوه العباس، جاء إلى الحسين يطلب منه الإذن بالقتال قائلا: هل من رخصة؟ فبكى الحسينعليه‌السلام بكاء شديدا ثم قال: يا أخي أنت صاحب لوائي، فإذا مضيت تفرق عسكري فقال العباس: قد ضاق صدري وسئمت الحياة وأريد أن أطلب بثأري من هؤلاء المنافقين. فقال الحسينعليه‌السلام : إذن أطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء.

قال الراوي: فذهب العباس إلى القوم وعظهم وحذرهم غضب الجبار، فلم ينفع، فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد هذا الحسين بن فاطمة بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء قد أحرق الظمأ قلوبهم. فأثر كلامه في العسكر حتى بكى بعضهم. ولكنَّ شمراً صاح بأعلى صوته: يا ابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماءاً وهو تحت أيدينا لما أسقيناكم منه قطرة!

فرجع العباس إلى أخيه يخبره بجواب القوم، فسمع الأطفال يتصارخون وينادون: العطش العطش.

أو تشتكي العطش الفواطمُ عنده

وبصدر صعدته الفراتُ المفعمُ

فركب جواده ومعه اللواء، وأخذ القربة وقصد الفرات، فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات لمنع الحسين وأصحابه منه ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم جماعة.

وثنى أبو الفضل الفوارس نكصا

فرأوا أشد ثباتهم أن يهزموا

٣١٧

ماكر ذو بأس له متقدما

إلا وفرَّ ورأسُه المتقدم

حتى إذا وصل إلى المشرعة، ركز لواءه ونزل إلى الماء فلما أحس ببرد الماء وقد كظه العطش، اغترف غرفة ليشرب، لكنه تذكر عطش الحسينعليه‌السلام فرمى الماء من يده وقال: لا والله لا أشرب الماء وأخي الحسينعليه‌السلام عطشان ثم جعل يقول:

يا نفسُ من بعدِ الحسينِ هوني

وبعده لا كنتِ أو تكوني

هذا حسينٌ وارد المنون

وتشربين باردَ المعين

(نصاري)

غرف غرفة ابيمينه او راد يشرب

وگلبه امن العطش نيران يلهب

ذكر چبدة عضيده والدمع صب

ذبه او عليّ گال الماي يحرم

اشلون اشرب ورد ريان عنّك

وخوي احسين ورده انمنع منّك

ينهر العلگمي عگبه عسنّك

وردك لا هنه ويصير علگم

اشلون اشرب وخوي احسين عطشان

او سكنه والحرم واطفال رضعان

وظن گلب العليل التهب نيران

يريت الماي بعده لا حله او مر

ثم ملأ القربة وحملها على كتفه وخرج من المشرعة فاستقبلته جموع الأعداء، وصاح ابن سعد: اقطعوا عليه طريقه، ولما رأى ذلك منهم حمل عليهم بسيفه وهو يقول:

إني أنا العباسُ أغدور بالسقا

ولا أخاف الموت يوم الملتقى

نفسي لابن المصطفى الطهر وقا

حتى أوارى في المصاليت لقى

فرموه بالنبال من كل جانب حتى صار درعه كالقنفذ من كثرة السهام،

٣١٨

فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، وعاونه حكيم بن الطفيل، فضربه على يمينه، فقطعها فأخذ السيف بشماله وهو يقول:

واللهِ إن قطعتموا يميني

إني أحامي أبداً عن ديني

وعن إمام صادقِ اليقينِ

نجلِ النبيِّ الطاهرِ الأمين

فقاتل القوم حتى ضعف عن القتال، وقد أعياه نزف الدم فكمن له حكيم بن الطفين فضربه بالسيف على شماله فقطعها من الزند. فأخذ يقول:

يا نفس لا تخشي من الكفارِ

وأبشري برحمة الجبارِ

مع النبي المصطفى المختارِ

قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر النارِ

وعند ذلك وقع السيف من يده، وأخذ القربة بأسنانه. ولم يكن للعباس همّ إلا إيصالها إلى المخيم، فقطعوا عليه طريقه وازدحموا عليه وأتته السهام كالمطر من كل جانب، فأصاب القربة سهم فأريق ماؤها، فوقف العباس متحيرا إذ أتاه سهم فأصاب صدره، وسهم آخر أصاب عينه اليمنى فأطفأها، وجمدت الدماء على عينه الأخرى، وجاء إليه رجل من بني تميم فضربه بعمود من حديد على رأسه فخر إلى الأرض صريعا، ونادى بأعلى صوته: عليك مني السلام أبا عبد الله أدركني يا أخي.

فجاء إليه الحسين فرآه مقطوع اليدين، مرضوض الجبين، والسهم نابت في العين، والعلم ممزق إلى جنبه، والقربة مخرَّقة. نادى: الآن انكسر ظهري، الآن قلت حيلتي، الآن شمت بي عدوي.

٣١٩

(نصاري)

تعنه امن الخيم للعلگمي احسين

يصيح ابصوت يعضيدي او گعت وين

بعد ما شوف دربي يا ضوه العين

يخويه الكون كله ابعيني أظلم

يخويه ابياكتر طاحن ازنودك

يخويه العلم وينه اوين جودك

يبو فاضل زماني هم يعودك

او شملي اللي تشتت بيك يلتم

تخوصر يمْ عضيده او صاح اويلي

يشمس انهاري ويا بدر ليلي

يبو فاضل يخويه اگطعت حيلي

او طود الصبر من بعدك تهدّم

يخويه العلم گلي وين اوديه

ينور العين دربي بيش اجدّيه

حِنَه فوگه يشمه واشبچ ايديه

عليه او صاح خويه الله أكبر

يخويه امنين اجتني هل رميه

يخويه اسا وگع بيتي عليه

يخويه اسا عدوي شمت بيه

وشوفنّك يبو فاضل امطبر

قال الراوي: فانحنى عليه الحسين ليحتمله ففتح العباس عينيه فرأى أخاه الحسينعليه‌السلام يريد أن يحمله فقال له إلى أين تريد بي يا أخي فقال إلى الخيمة، فقال: أخي بحق جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليك، أن لا تحملني دعني في مكاني هذا، فقالعليه‌السلام لماذا؟ قال لحالتين أما الأولى فإني وعدت ابنتك سكينة بالماء ولم آتها به فإني مستح منها. وأما الثانية فإنه قد نزل بي الموت الذي لابد منه فقال الحسينعليه‌السلام جزيت عن أخيك خيرا(١) .

(نصاري)

يخويه احسين خليني ابمكاني

يگله ليش يا زهرة زماني

____________________

(١) - معالي السبطين ج١ ص٤٤٩.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436