سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 436
المشاهدات: 177154
تحميل: 4024


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 177154 / تحميل: 4024
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

او واحد بعد واحد تشمهم

هالطفلين ما بِلغَوا حلمهم

***

تلك الوجوهُ المشرقاتُ كأنها الـ

أقمارُ تسبح في غديرِ دماءِ

٢٨١

٢٨٢

الليلة السادسة

٢٨٣

٢٨٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد رضا الهندي الموسوي النجفي

ت ١٣٦٢ه

كيف يصحو بما تقول اللواحي

من سقتْه الهمومُ انكدَراحِ

كيف تُهنيني الحياةُ وقلبي

بعد قتلى الطفوف دامي الجراح

بأبي من شَرَوا لقاءَ حسينٍ

بفراقِ النفوسِ والأرواح

وقفوا يدرؤون سمرَ العوالي

عنه والنبلَ وقفةَ الأشباح

فوقوه بيضَ الظبا بالنحورِ الـ

ـبيضِ والنبلَ بالوجوهِ الصباح

فئةٌ إنْ تعاورَ النقعُ ليلا

أطلعوا في سماهُ شهبَ الرماح

وإذا غنّتِ السيوفُ وطافت

أكْؤُسُ الموتِ وانتشى كلُّ صاح

باعدوا بين قُربِهم والمواضي

وجسومِ الأعداءِ والأرواح

أدركوا بالحسين أكبرَ عيدٍ

فغدوا في منى الطفوفِ أضاحي

بأبي الواردونَ حوضَ المنايا

يوم ذِيدوا عن الفرات المباح

بأبي اللابسونَ حمرَ الثيابِ

طرزتهنَّ سافياتُ الرياح(١)

(موشح)

هتف عباس اوحده او صار الجدال

وآل هاشم گالت اعلينه الترال

والأصحاب اتناخت او گالت محال

بالنفوس احنه الذي نفديلها

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١٣٦.

٢٨٥

اشبول حيدر گالت العز بالصگال

والأبطال ايهولها املاگه الأبطال

هاشم التنهض بالحمول الثگال

والكلافه اهل الكلافه اتشيلها

گالت الأنصار ذلَّة اعله الأنصار

لو بدت هاشم نگص وانصير عار

ليش طلَّگنه النسه او عفنه الديار

كون حگ أهل المجد نجريلها

نجري حگ المرتضى او حگ البتول

اتجمعت شبّانها شيب او كهول

او گالت الأنصار يحسين اشتگول

صحبتك يو هاشم التبديلها

گال تبدي اصحابنا او سالت العين

او هز حبيب العلم عد وجه الحسين

اليوم دون الدار وانشيِّد الدين

اليوم الهموم العليك انزليها

انزيل كل همَّك او نسكن دورها

او نورد الكوثر او نحضه ابحورها

اتْهَبَه الكوفة اشما كثر مكثورها

بالسيوف الماضيات انشيلها

(أبوذية)

الفزع يهل الوفه اعليَّ تراكم

حين اعله الثره نمتوا تراكم

اصبر كيف واعيوني تراكم

چتل كلكم يفرسان الحميه

الإمام الحسينعليه‌السلام يستصرخ أصحابهرضي‌الله‌عنه

بعد ما ودع الحسين عياله توجه نحو القوم فقال: يا ويلكم علام تقاتلونني؟ على حق تركته؟ أم على سنة غيرتهما؟ أم على شريعة بدلتها؟... فقالوا: بل نقاتلك بغضا منا لأبيك.

فلما سمع كلامهم بكى، وجعل ينظر يمينا وشمالا، فلم ير أحدا من أنصاره إلا من صافح التراب جبينه، ومن قطع الحمام أنينه، فنادى: يا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجاء، مالي أناديكم فلا تجيبون وأدعوكم فلا تسمعون؟

٢٨٦

أأنتم نيام أرجوكم تنتبهون؟ أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصروه؟ هذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا عن نومتكم أيها الكرام، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام، ولكن صرعكم والله ريب المنون وغدر بكم الدهر الخؤون، وإلا لما كنتم عن نصرتي تقصرون. ثم أخذ يصيح بصوت حزين:

يا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن القين، ويا مسلم بن عوسجة، ويا فلان ويا فلان(١) .

(نصاري)

غدوا هذا اعله حر الأرض مطروح

او ذاك ايعالج او دم منحره ايفوح

او هذا امن الطعن ما بگت بيه روح

او ذاك امن الطبر جسمه تخذم

تعنَّه حسين واوچب بالمعاره

لگاها امطرحه او دمها ايتجاره

صفگ بيده او تلهَّف على انصاره

او عليهم دمع عينه انحدر واسچم

غده يعتب عليها ابگلب مالوم

يطيب الكم يفرسان الوغى النوم

او تخلوني وحيد ابين هالگوم

وكل منهم لعد چتلي ايتولم

اشلون اعيونكم يهل الوفه اتنام

او تسمعون الحرم لاجت بالخيام

گامت تضطرب عالگاع الأجسام

او رادت تنتهض لوله المحتم

بعد هيهات دهري بيكم ايعود

ورد اشيل راسي بيكم اردود

او ترد اچفوف ابو فاضل للزنود

وتتلايم النوب اجروح الأكبر

____________________

(١) - مقتل أبي محنف ص١٣٣ تحقيق الغفاري.

٢٨٧

(تخميس)

لما رأى السبطُ أصحابَ الوفا قُتلوا

نادى أبا الفضل أين الفارسُ البطلُ

وأين من دونيَ الأرواحَ قد بذلوا

بالأمس كانوا معي واليومَ قد رحلوا

وخلّفوا في سويدا القلب نيرانا

٢٨٨

المجلس الثاني

القصيدة: للمرحوم السيد صالح القزويني النجفي

ت ١٣٠٤ه

للهِ آلُ اللهِ تُسرع بالسرى

وإلى الجنان بها المنايا تُسرعُ

مُنعوا الفرات وقد طما متدفعا

يا ليت غاض عبابُه المتدفع

أترى يسوغ به الورودُ ودونه

آلُ الهدى كأسَ المنونِ تجرعوا

أم كيف تنقع غلّةٌ بنميرِه

والسبطُ غُلّتُه به لا تُنقع

تَرَحَا لنهر العلقميِّ فإنه

نهر بأمواج النوائب مترَع

ورودا على الظمأ الفراتَ ودونه الـ

ـبيضُ القواطعُ والرماحُ الشُرَّع

اُسد تُدافع عن حقائقِ أحمدٍ

والحربُ من لُججِ الدما تتدفع

واستقبلوا بيض الصفاح وعانقوا

سمرَ الرماحِ وبالقلوب تدرّعوا

فكأنما لهمُ الرماحُ عرائسٌ

تجلى وهم فيها هيامٌ ولَّع

يمشون في ظُلَلِ القنا لم يَثنهم

وقعُ القنا والبيض ِحتى صُرِّعوا

فدماؤُهم للسمهريةِ منهلٌ

ونحورُهم للمشرفيةِ مرتع

وجسومُهم بالغاضرية خُشَّع

ورؤوسُهم فوقَ الأسنةِ تُرفَع(١)

(نصاري)

مشوا لنصار يا حيهم للاطراد

او كلمن راح منهم بعد ما عاد

____________________

(١) - الدر النضيد ص٢١٨.

٢٨٩

گظوا حگ الحسين او حگ الجهاد

او حگ الله او ناموا ابحر الصخور

هوه هذا يون وابروحه ايجود

او هذا للخناجر صار فرهود

او هذا گطعوا چفوفه والزنوند

او هذا او ذاك منه الصدر مكسور

او هذا بالسيوف اموزعينه

او هذا بالتراب امعفرينه

او هذا ابچم عمود امهشمينه

او هذا بس جسم والراس مبتور

ركب سلطانهم يفگد ابگومه

لگاها امصرّعه اعله الترب نومه

الكل منهم امعفرينه بدمومه

او فاضت روحه او بس دمه ايفور

(أبوذية)

اچفوف الگدر يصحابي لونكم

احشمكم او روحي اتون لونكم

تنهضون او تشوفوني لونكم

وحيد او حاطت العدوان بيه

مصرع مسلم(١) بن عوسجة الأسدي (رضوان الله عليه)

قال في الدمعة: ثم برز مسلم بن عوسجة (رحمه‌الله ) وهو يرتجز:

إن تسألوا عني فإني ذو لَبَد

من قوم قرعٍ من ذُرى بني أسد

فمن بغانا حائد عن الرشد

وكافر بدين جبار صمد

____________________

(١) - ورد في ترجمته (رضوان الله عليه) أنه من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وله مواقف بطولية في الفتوح الإسلامية لاسيما على عهد عمر بن الخطاب ووصف بأنه من عيون أصحاب الأئمة علي والحسن والحسينعليهم‌السلام وله مواقف بطولية معهم وكان له موقف عظيم إبان حركة مسلم بن عقيل في الكوفة أما موقعه في أصحاب الحسين فإنه كان بارزا وله أقوال وأفعال رائعة مازالت محفوظة في كتب السير أما سيرته الذاتية فهو أسدي عراقي كوفي ذو صلاح ونسك وكان رجلا شريفا في قومه.

٢٩٠

ثم قاتل قتالا شديدا فسقط إلى الأرض وبه رمض فمشى إليه الحسينعليه‌السلام ومعه حبيب بن مظاهر، وكان به رمق من الحياة فقال له الحسينعليه‌السلام : رحمك الله يا مسلم، ثم تلا( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ثم دنا منه حبيب، وقال له: عزَّ عليَّ مصرعك يا أخي يا مسلم أبشر بالجنة. فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير، فقال له حبيب: لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصيني بجميع ما أهمَّك. فقال له مسلم: أوصيك بهذا الغريب وأشار إلى الحسين، فقاتل حتى الموت.

(مجردات)

گربت بين ظاهر منيتي

انچان نيتك مثل نيتي

ما وصّيك بعيالي وبيتي

بالحسين وعياله وصيتي

(نصاري)

حبيب اتريدني عندي وصيَّه

اشبيدي حالت اعليه المنيه

اوصيك ابغريب الغاضريه

هذا حسين عنه لا تگصرون

***

أوصى ابنُ عوسجةٍ حبيبا قال قا

تل دونه حتى الحِمامَ تذوقا

نصروه أحياءً وعند وفاتِهم

يوصي بنصرِته الشفيقُ شفيقا

فقال حبيب لأنعمنك عينا.

(مجردات)

حين السمع صاحب الغيره

ايگله او عليه شوفه يديره

هذا الحسين اشعدنه غَيَره

سبط النبي المامش نظيره

لفديه ابعمري هالظهيره

٢٩١

بينما هما عند رأسه، وإذا بمسلم قد غمض عينيه، وفاضت روحه الطاهرة. فقال الحسينعليه‌السلام : رحمك الله يا مسلم نصرتنا حيا وأوصيت بنصرتنا ميتا.

وخرجت جارية لمسلم بن عوسجة وهي تصيح: وا مسلماه، وا ابن عوسجتاه، فأمر الحسين بإرجاعها إلى الخيمة(١) .

أقول: عز عليك سيدي أبا عبد الله أن تخرج جارية ويراها الأعداء ليتك حاضر عند زينب وباقي العيال، والناس يتفرجون عليهن، حتى قال قائلهن: والله لقد خزينا من كثرة النظر إلينا.

(نصاري)

اشمال الناس تتفرج علينه

عمت عينه اليصد بالعين لينه

او يخسه الگال لن غايب ولينه

وراسه اعلى الرمح لينه ايتفكر

(أبوذية)

وحگ اللي سعه بالبيت والطاف

عندنه الموت مثل الشهد والطاف

انه الحره الگبل عاشور والطاف

طولي بالشمس ما شفت فيه

(تخميس)

نادت ولا سترٌ لها إلا الحيا

وأشعةٌ قد حجبتْها بالضيا

والشمر يُركبها النياقَ تعديا

إنسانَ عيني يا حسين أخّيَ يا

أملي وعِقدَ جُمانيَ المنضودا

____________________

(١) - معالي السبطين ج١ ص٣٧٧/٣٧٩.

٢٩٢

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد محسن الأمين

ت ١٣٥٩ه

قطعت به عَرضَ الفلاةِ نجائبٌ

تطوي بهن فدافدٌ وسهوبُ

صحبته من خير الرجال عِصابةٌ

غرٌّ فطاب الصحبُ والمصحوب

آسادُ ملحمةٍ ضراغمُ غابةٍ

لهمُ بنازلة الوغى ترحيب

أبطالُ حربٍ كم بهم قامت على

أهل النفاق وقائعٌ وحروب

ولهم شجاعةُ ضيغمٍ ذي لُبدةٍ

ضارٍ وعودٌ في الحروب صليب

منهم زهيرً زاهرُ الأفعالِ يتـ

لموه بريرُ ومسلمٌ وحيبيب

وأتى المساء وقد تَجهَّمَ وجهُه

واليومُ محتسدُ البلاء عصيب

قال اذهبوا وانجوا ونجّوا أهل بيـ

ـتي إنني وحدي أنا المطلوب

فأبت نفوسُهم الأبيةُ عند ذا

أن يتركوه مع العدى ويئيبوا

ماذا يقول لنا الورى ونقولُه

لهمُ وما عنا يجيب مجيب

إنا تركنا شيخَنا وإمامَنا

بين العدى وحسامُنا مقروب

فالعيش بعدك قُبّحت أيامُه

والموتُ فيك محبَّبٌ مرغوب

يأبى لنا شرفُ الأرومةِ أنْ يُرى

فينا مشينٌ أو يكون معيب

باتوا وبات إمامُهم ما بينهم

ولهم دوي حولَه ونحيب

٢٩٣

وبدا الصباحُ فأقبلت زمرُ العدى

نحو الحسين لها الظَلال جنيب

وتقدم الأنصارُ للأقرانِ مسـ

ـرعةً وللحربِ العوان شَبوب

يأبون أن يبقَوا وآلُ نبيِّهم

كلٌ على وجهِ الصعيدِ تريب

فاستقبلوا ضربَ السيوفِ بأوجهٍ

غراءَ عن زُهرِ النجومِ تنوب

حتى هووا فوق الصعيد كأنهم

أقمارُ تمٍ في الدماء رسوب(١)

(موشح)

ابكربله الأنصار يا حي فالها

بيها نالوا رتب محد نالها

حي ابن ظاهر وأوحي كل الأنصار

من تدنوا للحرب شبوا النار

گصدهم لحسين يفدون الأعمار

او عن خدر زينب تحود انذالها

يوم طبوا للحرب تسمع الويد

بيها صارت صكصكه او صفگ الحديد

شبچت او لسيوفهم تسمع رعيد

او غدت ظلمه او لاح بيها اهلالها

لاح بيها اهلال وانطاها اللهيب

او گام يلعب لعب بالرايه حبيب

والگمر عباس عنهم ما يغيب

باليمين او بالگلب واشمالها

علي او عمه او جاسم وباجي الأصحاب

جاسوا الجيمان گلبوها گلاب

ما اتم الدهر ساعة الگمر غاب

او گام يهوي النجم فوگ ارمالها

ظل الحسين اوحده او عينه تشوف

ما بگاله امعين ومجابل ألوف

داروا اعله احسين كلهم بالسيوف

او بالرماح او شِي ابرمي انبالها

____________________

(١) - الدر النضيد ص٢١.

٢٩٤

الحر(١) بن يزيد الرياحي (رضوان الله عليه)

كان من أصحاب ابن سعد فلما رأى الحر أن القوم صمموا على قتال الحسينعليه‌السلام قال لعمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي، فأخذ الحر يقول: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئا، ولو قطّعت وحرّقت. ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وجاز على عسكر ابن سعد واضعا يده على رأسه، وه ويقول: اللهم إليك أنبت فتب علي فقد أرعبت قلوب أوليائك، وأولاد نبيك ثم قال للحسينعليه‌السلام :

جعلت فداك أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم، وأنا تائب إلى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة؟ وفي خبر

____________________

(١) - الحر بن يزيد التميمي الرياحي أحد أصحاب الحسينعليه‌السلام قال عنه مترجموه إنه كان من أشراف العرب ووجوهها أرسله ابن زياد لصد الحسينعليه‌السلام عن الكوفة فالتقاه في طريقه وأخذ يسايره حتى أنزله في كربلاء ولما علم بعزم القوم على قتل الحسينعليه‌السلام تركهم وجاء إلى الحسين معلنا ندمه فاستقبله بالترحيب فانضم إلى جيشه وبدأ فصلا جديدا في حياته حيث صار يخطب ويقاتل دفاعا عن الحسينعليه‌السلام فأبلى بلاء حسنا حتى مضى شهيدا وأبّنه الحسينعليه‌السلام بأرق الكلمات وأصبح الحر فيما بعد عنوان التائبين وفي تنفيح المقال قال المامقاني من سبر سيرته وآدابه مع الحسينعليه‌السلام يعلم صدق نيته ولوص إيمانه حشرنا الله معه ومع أشباهه بحق الحسينعليه‌السلام وأقرانه صلوات الله عليم وفي معالي السبطين قال الحائري: وكان الحر شريفا في قومه ورئيسا في الكوفة وقال السماوي في إبصار العين: كان الحر شريفا في قومه جاهليةً وإسلاماً فقد كان جده عتاب رديف النعمان. أقول: وكانت مهمته التي أنيطت به من قبل ابن زياد أسر الحسين وتسليمه إليه.

٢٩٥

انه جاء إلى الحسن وقد طأطأ رأسه إلى الأرض فقال له الحسين ارفع رأسك من أنت؟ فرفعه وسأله هل له من توبة؟ فقال له الحسينعليه‌السلام : نعم يتوب الله عليك. وفي رواية قال له: أهلا وسهلا أنت والله الحر في الدنيا والآخرة.

وعندما رمى ابن سعد سهما نحو مخيم الحسينعليه‌السلام وصاح: اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى، فرمى أصحابه كلهم، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصابه سهم من سهامهم، قال الحسينعليه‌السلام لأصحابه:

قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم. فقال له الحر: يا ابن رسول الله، كنت أول خارج عليك فأذن لي لأكون أول قتيل بين يديك، وأول من يصافح جدك غدا. فأذن له الحسين فتقدم وهو يقول:

إني أنا الحرُّ ومأوى الضيفِ

أضرب في أعناقكم بالسيفِ

عن خير من حل بأرضِ الخِيفِ

فقاتل قتالا شديدا حتى قتل أكثر من أربعين فارسا وراجلا، ثم عقر فرسه وبقي يقاتل راجلا فحملت عليه الرجالة وتكاثروا عليه حتى قتلوه، فاحتمله أصحاب الحسين حتى وضعوه بين يديه وقيل بل أتاه الحسين ودمه يشخب فجعل الحسين يمسح وجهه، ويقول: بخ بخ لك يا حر أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والسعيد في الآخرة.

وأنشأ يقول:

لنعم الحرُّ حرُّ بني الرياح

صبورٌ عند مشتبكِ الرماحِ

لنعم الحرُّ إذ واسى حسينا

وجاد بنفسه عند الكفاح

٢٩٦

(نصاري)

هوه او جاه او وگف يمه المشكر

او شافه اعلى الثره مرمي المعفر

مسح وجهه او گله انت صدگ حر

او رد المركزه والدمع منثور

اجاه احسين شبه الليث يهدر

يگله او دمع عينه اعليه ينثر

امك ما خطت من سمتك حر

مسح عنه التراب او صاح ماجور

ولكن لو سألتني أيها المحزون عن هذه المسافة الفاصلة بين قبر الحر وقبر الحسينعليه‌السلام ، لأجبتك: إن السبب في ذلك هو أن الحر لم يقطع رأسه مع أصحاب الحسين، لأن عشيرته حملته عندما أمر ابن سعد بفصل الرؤوس ورضّ الأجساد، قامت بنو رياح وقالت: والله لا يقطع رأس زعيمنا وأيدينا على قوائم سيوفنا. فقال ابن سعد: احملوا جسد شيخكم. فحملته عشيرته ودفنوه في هذا المكان.

هذا، وزينب واقفة وتنظر إلى الحر وقد حملته عشيرته، والحسين ملقى على وجه الأرض جثة بلا رأس، وكأني بها تنادي وا حسيناه، وا غريباه.

(نصاري)

العشيره شالته ابحر الظهيره

الكل منهم عليه شالته الغيره

بس ظلوا الماعدهم عشيره

ضحايه بالشمس من غير تغسيل

(مجردات)

والله العشيره اشلون تنفع

منها اليطيح اعليه تفزع

او حالاً على الروس ايتشيع

وانه اخوتي وين المشعشع

كل منهم على الثرى موزَّع

خلصوا چتل حتى الرضع

وبلا دفن خلوهم أجمع

٢٩٧

(أبوذية)

يحادي لا تسچ بالضعن بيداي

دليلي الفگد أبو السجاد بيداي

ريض خل اغسل احسين بيداي

وادفنه لا يظل جسمه رميه

***

ليس الغريبُ غريبَ الأهلِ والوطن

بل الغريبُ غريبُ الغسلِ والكفنِ

٢٩٨

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد صالح الحلي ت ١٣٥٩ه

كلما تعذلانِ زدتُ نحيبا

يا خليليَّ إنْ ذكرتُ حبيبا

يا حبيبَ القلوبِ رزئُك مهما

ذكرتْه الراثون شق القلوب

يا وحيدا حاميتَ دونَ وحيدٍ

حيث لا ناصراً يُرى أو مجيبا

بعتَ نفسا نفيسةً فاشتراها

بارئُ النفسِ منك والربحُ طوبا

إنْ نصرتَ الحسينَ غيرَ عجيبٍ

إن تخلفتَ عنه كان عجيبا

يا وزيرَ الحسينَ حُزتَ مقاما

كلُّ آنٍ يزداد عُرفا وطيبا

كم عن السبط قد كشفتَ كروبا

بعد ما قد لقيت يا حبيب كروبا

إن يوما اُصبتَ فيه ليومٌ

فيه طه والمرتضى قد اًصيبا

يا مصابا أصاب قلبَ حسينٍ

أيُّ قلبٍ لذكره لن يذوبا(١)

ويقول الشيخ عبد الحسين الحويزي:

فيا ناصر الدين الحنيف وحاميا

حمى حوزةٍ فيها الهدى حطَّ أثقالا

رأيتَ حسينا مفردا فوقيتَه

بنفسك مذ أقدمتَ للموت إرسالا

وودعتَ في تلك المضارب نسوةً

كساها إلهُ العرشِ عزّا وإجلالا

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام ص١١٨.

٢٩٩

وددت بماءِ العينِ مذ عزَّ ماؤُها

بيُمنى الوفا تسقي نساءً وأطفالا

بفقدك أبْدتْ أيها الندبُ حسّرا

بناتُ رسولِ الله ندبا وأعوالا(١)

(نصاري)

أويلي من گرب حتفه او تدانه

او صابوه العده ابگلبه ابزانه

هوه وابن النبي انهدت أركانه

وطاح البيرغ المنصور كل دور

شبح عينه او عج الخيل ثاير

او دمه يسفح اعله الأرض فاير

او گلبه امن العطش والطعن طاير

لما فرفرت روحه او ظل معفور

يوسفه ظنوة امظاهر يميمر

تخلي احسين ظل عگبك امحير

تنام او بيرغك يمك امكسَّر

وابو اليمه عليه العسكر ايدور

حبيب(٢) بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)

____________________

(١) - ديوان الحويزي.

(٢) - حبيب بن مظاهر (أو مظهر) الأسدي الكوفي حامل راية الحسينعليه‌السلام في كربلاء وأحد قادة جيشه وأبرز أصحابه الذين قل نظيرهم في المسلمين لقد أجمع مترجموه على أنه صحب رسول الله وكان من خواص أمير المؤمنينعليه‌السلام وشهد حوربه الثلاث وله رتبة علمية سامية ومواقف عظيمة في سوح الجهاد والعمل في سبيل الدعوة لأهل البيتعليهم‌السلام فقد قام بدور فعال في هذا الصدد وكان من السباقين لمكاتبة الحسينعليه‌السلام في الثورة وكانت الاجتماعات الشيعية تعقد في بيته وعندما قدم مسلم إلى الكوفة لازمه حبيب وكان يأخذ البيعة من الناس للحسين وفي كربلاء شهد له الحسينعليه‌السلام بالفقاهة والمعرفة وملازمة القرآن وإذا عدنا إلى كلمات العلماء فيه نجلت لنا حقيقة عظمته ففيه يقول المفيدرحمه‌الله : من أصفياء أصحابه أي أصحاب أمير المؤمنين وقال القمي: كان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وأنه من خاصة وحملة علمه، إلى بقية أقوال العلماء فيه، يذكر انه استشهد في يوم الطف وقد تجاوز عمره الثمانين عاما.

٣٠٠