سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام9%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211274 / تحميل: 6676
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

وبكى بكاءَ الفاقداتِ حميَّها

وبلوعةِ الأشجانِ ردَّدَ قيلا

اليومَ بي شَمَتَ العدوُّ وأَدركتْ

مني جموعُ بني الضلال ذحولا

اليومَ شملُ البغي عزَّ مقامُه

وعليك شمل الدين ظلّ ذليلا(١)

(فائزي)

لحّد وُلَوا عباس وين احسين وينه

او طارت ابماضي السيف يسراه او يمينه

وحسين بالخيمه ايتنوع للعلم طاح

لن يسمع العباس بسمه يهتف او صاح

لاح المهر لاچن دگلي ابياصفه لاح

ذاك الصبور او غايره بالهام عينه

دنّگ او شال امن الأرض يمنه عضيده

حطها على افاده او ون ونه شديده

رد شال يسراه او صرخ صرخه مچيده

اعضيده او حال الموت ما بينه اوبينه

ما اظن بالعالم وگف محزون يا ناس

وگفة ابو اليمه على مصرع العباس

يتفكر العامود خاسف هامة الراس

او بحر الدمه غطّه گمر وجهه او جبينه

____________________

(١) - ديوان الحويزي ج٢ ص١٧٥.

٣٤١

يشوفه او لن العلم يم عباس ممدود

يشوفه او لن ايديه مگطوعه امن الزنود

ايشوفه او لن بعده ابكتفه امعلك الجود

شافه او لن الهسم متعادل ابعينه

حط راسه ابحضنه او مسح دمه والتْراب

او ظنه أبو فاضل عدو ايذبحه امن الجناب

امهلني الوداع احسين مهجة داحي الباب

وحسين حن لو للصخر صدّع حنينه

لّمن عرف عباس راسه ابحضن الحسين

للگاع ردّه او مرّغه بالترب بالحين

انصاف تگضي علثره امعفر الخدين

واگضي وانه راسي ابحضنك يبو اسكينه

راد العميد ايشيل ابو فاضل للطناب

ايگله وصل موتي يبن دحاي الابواب

او سكنه العزيزه گلي شطّيها امن اجواب

لوجت تعاتبني او تگلي الوعد وينه

مقتطفات من مصيبة أبي الفضل العباسعليه‌السلام

قال بحر العلوم في مقتله:

وأقبلت إليه سكينة وقالت له أين عمي العباس أراه أبطأ بالماء علينا؟

٣٤٢

فقال لها: ان عمك قد قتل فصرخت ونادت: وا عماه وا عباساه وسمعتها العقيلة زينب فصاحت وا عباساه وا ضيعتاه من بعدك فقال الحسينعليه‌السلام أي والله وا ضيعتنا وا انقطاع ظهراه بعدك أبا الفضل يعز عليَّ والله فراقك.

ومذ رأى ذلك الجسمَ الصريعَ رأى

الخطبَ الفضيعَ وأوهى قلبَه الألُم

رآه منجدلا في الترب منفصلا

ما كان متصلا كفَّاه والعلم

والنبلُ في جسمه كالشوكِ مشتبك

ورأسُه بعمود البغيِ منقسم

فضلَّ يندبه والدمعُ منسجم

والقلبُ منكلم والظهر منقصم

فاجتمعت النساء حوله وجعلن يبكين والحسين يبكي معهن(١) .

وكأني بزينبعليها‌السلام :

(مجردات)

يعباس ماني ابذمتك جيت

يوم الذي اگبالي تنخّيت

وگتلي الضمد عندي او تچنيت

او عِدْ هودجي للعلم هزّيت

وآنه ابمواعيدك استرَّيت

ما گول من اختك تبرَّيت

لكنك اعله العلگمي ابگيت؟

مطروح وآنه ابيسر ضلَّيت؟

نعم من حق زينبعليها‌السلام أن تبكي أخاها العباس بكاء شديدا فقد ذكر أحد الأكابر: أنه بلغ من غيرة العباس على أخته زينب بحيث انها إذا مشت كان يمشي خلفها فيمسح آثار أقدامها لئلا يرى أحد تلك الآثار وكان يتفقد زينب كل ليلة فيأتي إلى خيمتها فيسليها لاسيما ليلة عاشوراء.

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٣٢٤ بحر العلوم.

٣٤٣

أقول سيدي أبا الفضل كيف بك لو نظرت إلى أختك زينب وبقية نساءكم وهن على نياق عجف بلا غطاء ولا وطاء، سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن يتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف حتى نادت والله لقد خزينا من كثرت النظر إلينا.

والأشد من ذلك يا أبا الفضل:

فما زينبٌ ذاتُ الحجالِ ومجلسا

به اسمع الطاغي عداها خطابَها

لها اللهُ من مسلوبةٍ ثوبَ عزِّها

كستها سياطُ المارقين ثيابها

ولسان حالها:

(مجردات)

يعباس تاه العقل والراي

منك يخويه انگطع رجواي

طالت علينه غيبتك هاي

يمگطَّعه اچفوفك على الماي

آنه ابسبي والحرم وياي

عگبك صفيت ابولية اعداي

بلواي خويه اشعظم بلواي

(تخميس)

عباسُ يومَ قُتلتَ لاحَ ضياعُنا

وتهدَّمت يَا ابنَ الوصيِ قلاعُنا

عليكَ ضَجت بالنحيبِ ربوعُنا

اليومَ آلَ إلى التفرقِ جمعُنا

اليومَ حلَّ عنِ البنودِ نظامُها

٣٤٤

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ حسن بن علي السعدي النجفي

الشهير بقفطان، ت ١٢٧٩ه

يوم أبو فاضل استفزت بأسَه

فتياتُ فاطمَ من بني ياسينِ

وأغاث صبيتَه الظما بمزادةٍ

من ماء مرصودِ الوشيجِ مَعين

ما ذاقه وأخوه صادٍ باذلا

نفسا بها لأخيه غيرَ ضنين

حتى إذا قطعوا عليه طريقَه

بِسَدادِ جيشٍ بارزٍ وكمين

ودعتْه أسرارُ القضا لشهادةٍ

رُسمت له في لوحِها المكنون

حسموا يديه وهامُه ضربوه في

عَمَدِ الحديدِ فخرَّ خيرَ طعين

ومشى إليه السبطُ ينعاه كسر

تَ الآن ظهري يا أخي ومُعيني

عباسُ كبشَ كتيبتي وكنانتي

وسريُّ قومي بل أعزُّ حصوني

يا ساعدي في كلِّ معتركٍ به

أسطو وسيفُ حمايتي بيميني

لمن اللوا اُعطي ومن هو جامع

شملي وفي ظنك الزُحامِ يقيني

وتركتني بين العدا لا ناصرٌ

يحمي حمايَ ولا يحامي دوني

عباسُ تسمع زينبا تدعوك من

لي يا حمايَ إذا العدى سلبوني

٣٤٥

او لستَ تسمع ما تقولُ سكينةُ

عماه يومَ الأسر من يحميني(١)

(هجري)

من وصل شيخ العشيره اتلگته زينب تصيح

وين أبو فاضل تركته ابيا أرض گلي طريح

گلها علْمَسناة طايح ياعقيله اعله النهر

السهم نابت ابعينه او راسه بعمود انفطر

شفته امدد يخويه وانكسر مني الظهر

ازنود ما من يلعقيله والجسم كله جريح

شوفته ذوّبت چبدي امگطَّع ابحد السيوف

جوده ابكتره يخويه امگطعه منه الچفوف

ردت اشيله للمخيم ما قِبَل يختي العطوف

گال خليني ابمچاني منها هلدنيه أستريح

(نصاري)

مدري اشگال يوم انضرب بعمود

على راسه او هوه مگطوع الزنود

سهم صابه ابعينه او سهم بالجود

او فزعت بالمواضي اعليه الأرجاس

يخويه انته الذي ما تحمل اعتاب

يخويه ابهلوكت تنراد الأحباب

يخويه شطِّي السكنه امن اجواب

تواعدها او تصد يا صعب المراس

____________________

(١) - أدب الطف ج٧ ص١١٢.

٣٤٦

صفات أبي الفضل العباسعليه‌السلام

ذكر بعض الأكابر: أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان جالسا ذات يوم في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يحدثهم ويشوقهم إلى الجنة ويحذرهم من النار إذ جاء اعرابي وعقل راحلته على باب المسجد ودخل وإذا عنده صندوق فجاء وسلم على أمير المؤمنينعليه‌السلام وقبل يديه وقال مولاي جئتك بهدية قال وما هي فأحضر أمامه الصندوق فأمرعليه‌السلام بفتحه وإذا فيه شيء ملفوف فأمر بفله وإذا هو سيف وله حمائل فأخذه الإمامعليه‌السلام بيده يقبله إذ دخل العباس فجاء وسلم على أبيه ووقف متأدبا وأخذ يطيل النظر إلى السيف فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام بني أتحب أن أقلدك بهذا السيف؟ قال له العباس: نعم يا أبه أحب ذلك فقال له ادن مني فدنى منه فقلده إياه فطالت حمائل السيف على العباس فقصرها عليه ثم جعل أمير المؤمنينعليه‌السلام ينظر إلى ولده العباس ويطيل النظر إليه ثم تحادرت دموعه على خديه وبكى فقيل وما يبكيك يا أمير المؤمنين فقالعليه‌السلام كأني بولدي هذا قد أحاطت به الأعداء وهو يُضرب بهذا السيف يمنه ويسرة حتى تقطع يداه ويضرب رأسه بعمد من الحديد ثم بكى وبكى من كان حاضرا(١) .

أحقُّ الناسِ أن يُبكى عليه

فتى أبكى الحسينَ بكربلاءِ

أخوه وابن والده عليٍّ

أبو الفضل المضرَّجُ بالدماء

ومن واساه لا يَثنيه شيءٌ

وجاد له على عطشٍ بماء

ولهذا ورد في زيارته: (نعم الأخ المواسي لأخيه) لأن العباس كان في

____________________

(١) - النص الجلي في مولد العباس بن عليعليه‌السلام ص٤٩ محمد علي الناصري البحراني.

٣٤٧

وسط الماء ولم يشرب، منه مواساة لأخيه أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وأطفاله الذين كانوا يكابدون العطش. نعم، ان هذه المواساة وهذا الوفاء، قابله الحسينعليه‌السلام بمواساة ووفاء ولهذا كانعليه‌السلام ينادي عند مصرع أبي الفضل وا أخاه وا عباساه وامهجة قلباه يعز والله عليَّ فراقك وقال بعضهم أغمي على الحسينعليه‌السلام من شدة البكاء(١) .

وقال الخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام : فأدركه الحسين وبه رمق الحياة فأخذ رأسه الشريف ووضعه في حجرة وجعل يمسع الدم والتراب عنه، ثم بكى بكاء عاليا وقال: الآن انكسر ظهري، الآن قلت حيلتي وشمت بي عدوي، ثم انحنى عليه وأعتنقه وجعل يقبل موضع السيوف في وجهه ونحره وصدره.

قد رام يلثمه فلم ير موضعا

لم يدمه عضُّ السلاح فيلثمُ

(نصاري)

يبو فاضل يعزي او سيف نصري

يشيّال العلم يا تاج فخري

عمود الصاب راسك كسر ظهري

او هدم ركني او كلما چان إلي سور

اعيون اطفالنا الدربك رجيبه

تگول الماي عمي السا يجيبه

متدري اطفالنا ابعمهم ضريبه

او مخ راسه على الكتفين منثور

ثم حمل على القوم فأخذ يضرب فيهم وهو يقول: إلى أين تفرون وقد قتلتم عضدي، ثم رجع إلى أخيه وانحنى عليه يقبله ويبكي، ففاضت روح العباس ورأسه في حجر أخيه.

____________________

(١) - تظلم الزهراء ص٢٤٣.

٣٤٨

(نصاري)

رد احسين يندب يا عمامي

راح الضيغم اليحمي اخيامي

او ما لي من معين او لا محامي

يحامي دوني او يبره للخدور

أرباب العزاء: هناك من يقول: ان السر في بقاء العباس على المسنّاة ولم ينقله الحسين إلى خيمة الشهداء، أن العباس طلب منه ذلك كما مر عليك، وهناك من يقول، كثرة الجراحات هي التي منعت الحسين من حمله، حيث ان الإمام كلما حمل جانبا سقط الجانب الآخر، لأن الأعداء قطّعوه بالسيوف إربا إربا، ويؤيد هذا القول ما روي عن بني أسد لما أتاهم زين العابدين لدفن الأجساد، قالوا له: بقي بطل مطروحا على المسنّاة، كلما حملنا جانبا سقط الجانب الآخر من كثرة الجراحات، ويقول بعضهم: ان مقتله قد هدّ الحسين وقصم ظهره ولم يكن عنده من يعينه ويساعده على حمله إلى المخيم، ولم يستطع حمله بنفسه فانهم ذكروا انه قام من عنده محنَّي الظهر، منكسرا حزينا.

هوى فوقه رمحا فقام صفيحة

تثلَّم منها حدها وغراها

ويتساءل بعضهم - يا عشاق الحسين - فيقول: أصحيح أن الحسين ينظر إلى هذه الفجائع ومعه حياة ينهض بها؟ لم يبق الحسين بعد أبي الفضل إلا هيكلا شاخصا معرَّىً من لوازم الحياة.

قد عجبت من صبره الأملاكُ

ولا يحيط وصفه الإدراكُ

وبان الانكسار في جبينه

فاندكت الجبال من حنينهِ

وكيف لا هو جمال بهجته

وفي محياه سرور مهجته

كافل أهله وساقي صبيته

وحامل اللوا بعالي همته

٣٤٩

المجلس الثامن

القصيدة: للشيخ سلمان بن الحاج أحمد البحراني

الملقب بالتاجر

سل كربلا كم فيه قد

خُسفتْ لِفهر من أهلّه

وافى الهلالُ كأنه

شيخٌ كساه السقمُ حلّه

ينعى الحسين ورهطَه

ويجرُّ في الأحزان ذيلَه

يبكي الفتى المطعامَ والـ

ـمطعانَ في صلةٍ وصولَه

الضيغمَ البسامَ والـ

ـعباسَ في جودٍ وجوله

قمرَ العشيرةِ قرمَها الـ

ـمعهودَ في حلّ ورحله

اندى الأنام يدا وخيرَ

الناس محمدةً وخصله

وَرِثَ الشجاعةَ من أبيه

وهل يخونُ الفرعُ أصله

مهما نسيتُ الفضلَ لن

أنسى أبا فضلٍ وفضله

حلّ القضاءُ على العراق

غداةَ إذ العباسُ حلّه

وأراهمُ حملاتِ حيدرَ

حملةً في إثْرِ حمله

يفدي الحسينَ بنفسه

نفسي ونفسُ أبي فِدىً له

ملك الفراتَ بطُولِه

وقضى لبانته وشَغله

ونحى الخيامَ بِقربةٍ

بالنبل أهرقها خِوَلَّه

٣٥٠

حتى إذا خارت قواه

وتاقتِ الولدانُ وَصله

أهوى على عَفرِ الترابِ

معفَّرِ الخدين لِلّه

يدعو أخي عَلَمي هوى

وصُرعتُ لا اسطيعُ نقله

مني السلامُ عليك يا

من كان للإرشاد قِبله

فأتى ابنُ حيدرةٍ له

كيما يودِّعُه بقُبله

قتلوا الحسينَ بقتِله

قُمْ ننعَ للكرار نجله

نبكي فقيدا لم يكن

فَقَدتْ صلاةُ الليلِ مثلَه

تنعاه زينبُ والربا

بُ وأمُّ كلثومٍ ورمله

وسكينةٌ ورقيةٌ

ليلى وعاتكةٌ وخوله

أمُّ البنين إذا نعتْـ

ـه تُجيبها الزهرا بعَوله(١)

(مجردات)

يعباس حسن احسين يمَّك

يبچي او خلط دمعه ابدمَّك

حاير يبو فاضل ابلمَّك

او سكنه تسلي الطفل باسمك

ساعه ويجيب الماي عمك

الزهراءعليها‌السلام تطالب بحق العباسعليه‌السلام يوم القيامة

قال بعض الأكابر: ان الزهراءعليها‌السلام تأتي يوم القيامة للشفاعة ومعها بعض المصائب التي تحملتها في سبيل الله تأتي وعلى كتفها الأمين قميص الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٤٠١/٤٠٥.

٣٥١

وعلى كفتها الأيسر قميص الحسينعليه‌السلام وبين يديها طبق فيه جنينها المحسن - السقط - فيأتي إليها جبرائيل فيقول لها: يا سيدة النساء بم تبدئين بالشفاعة؟ أم بإسقاط جنينك المحسن؟ تقول: لا فيقول أبقتل ابن عمك علي بن أبي طالب؟ تقول: لا فيقول: أبقتل ولدك الحسن؟ تقول: لا، فيقول أبقتل ولدك الحسين؟ فتقولك لا، فيقول: إذن بمن تبدئين يا زهراء؟ عند ذلك تخرج الزهراء كفي أبي الفضل العباس وتقول: يا عدل يا حكيم أحكم بيني وبين من قطعوا هذين الكفين، ما ذنب هذين الكفين حتى يقطعا من الزنيدين؟

(نصاري) (١)

اچفوف امگطعه ويلي من الزنود

او دمعة فاطمه تجري بالخدود

او بالمحشر تنادي اهنا يمعبود

اشذنب چفين گطعوهن سويه

گبُل ما اذكرتِ العَصرتها بالباب

او گبل ما تذكر المحسن والمصاب

ما ذكرت علي واولاده الاطياب

لَمَن ذكرت كفيل الفاطميه

نعم: إن الزهراءعليه‌السلام تبكي لقطع كفي أبي الفضل العباسعليه‌السلام لأنهما كفان أديا خدمة كبيرة في كربلاء لأبي عبد اللهعليه‌السلام وبنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد كان العباس يحمل بكفه الأيمن السيف يذب به عن وجه الحسينعليه‌السلام ويحامي عن خدر زينبعليه‌السلام ويكفه اليسرى كان يحمل اللواء وكان يأتي بالماء بين الحين والآخر.

ولا أدري كيف حال الحوراء زينب بعد قطع كفي أبي الفضل العباسعليه‌السلام وكأني بها

____________________

(١) - للمؤلف.

٣٥٢

(مجردات) (١)

اچفوفك يبو فاضل سخيه

يلچنت تسگي الفاطميه

تدري الزمان اشعمل بيه

من ديره الديره سبيه

والناس تتفرج عليه

والسوط يتلوه اعله اديه

***

اُقلِّب طرفي لا حميٌ ولا حمىً

سوى هفواتِ السوطِ من فوق عاتقي

____________________

(١) - للمؤلف.

٣٥٣

٣٥٤

الليلة الثامنة

٣٥٥

٣٥٦

القاسم بن الحسن المجتبىعليه‌السلام

هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام أمه رملة كانت على ما يبدو من كتب السير والمقاتل امرأة صالحة تعرف قدر البيت الذي انتسبت إليه فقد ساهمت بتقديم أبناء لها شهداء بين يدي عمهم الحسينعليه‌السلام في عاشوراء وهم:

١- عبد الله الأكبر وكنيته أبو بكر.

٢- القاسم.

٣- عبد الله الأصغر الذي ذبح على صدر عمه.

كان القاسم موصوفا بالجمال فقد ورد أنه أشبه الناس بأبيه وأبوه كان أشبه الناس بجده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو إذن أشبه الناس برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ووصفه الراوي حميد بن مسلم بأنه كفلقة قمر. كما كان أخص إخواته بأبيه رغم صغر سنة فقد توفي أبوه الحسنعليه‌السلام وكان له من العمر أربع سنين وأشهر، وعلى هذا تكون ولادته سنة ٤٦ ه أي كان عمره يوم شهادته أربع عشرة سنة وأيام قلائل. وقد أوصى به عمه الحسين وصية خاصة لذا كان عمه يخاطبه بقوله أنت الوديعة من أخي. والقاسم كان صغيرا من حيث السن إلا أنه كان كبيرا في عقله وهمومه، التي كان يسعى إلى تحقيقها ومنها نصرة عمه الحسين، وأهدافه الحقة، والشهادة بين يديه، فقد ورد في الخبر المعروف انه سأل عمه ليلة عاشوراء هل أنا ممن يقتل غذا فقال له الحسين: يا بني كيف

٣٥٧

تجد طعم الموت؟ فقال يا عم أحلى من الشهد فقال له عمه: وأنت ممن يقتل فاستبشر القاسم.

وكل الدلائل تؤكد امتلاك القاسم لأعلى مراتب الشجاعة, فقد نزل إلى المعركة راجلا وليس فارسا، ولما انقطع شسع نعله أبى هذا البطل الشجاع أن يمشي حافيا فأهوى إلى نعله ليصلحه وهو يقابل آلاف الأعداء.

أتراه حين أقام يصلح نعله

بين العدى كيلا يروه بمحتف

- أي يمشي بلا نعل - وقال المؤرخون ان همه كان قتل حامل راية جيش ابن سعد إلا أن انقطاع شسع النعل حال دون ذلك حيث غدروا به وهو يصلح نعله فضربوه بالسيف على رأسه واستشهدعليه‌السلام (١) .

***

____________________

(١) - راجع مقتل الحسينعليه‌السلام عبد الرزاق المقرم. الدمعة الساكبة للبهبهاني. ثمرات الأعواد للهاشمي. حياة الإمام الحسينعليه‌السلام للقرشي وغيرها.

٣٥٨

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ أحمد بن طعان البحراني القطيفي

ت ١٣١٥ه

على القاسمِ العريسِ أمُّ المكارمِ

أشاعت بيوم العُرسِ نشرَ المآتمِ

لقد جُمعت فيه العجائبُ كلُها

كما جُمعت فيه دواهي العظائم

به القاسمُ المغوارُ أبدى شجاعةً

من المرتضى الكرار يومَ الملاحم

فكم زفَّ قَرما لا يُطاق لقبره

وكم ردّ جيشا لا يُردّ لِهازِمِ

فقرّت به عينُ المعالي كما بكت

عليه بدمع من دم القلبِ ساجم

ولم أنسه لما هوى بعد أنْ هوت

ببطشته الكبرى كُماةُ الضياغم

تقاسمَه الأوغادُ خوفَ مِراسِه

بنبل وأحجار وسمر اللهاذم

فما هو إلا البدرُ قبلَ تمامه

عراه خسوفٌ من شموس الصوارم

ينادي أيا عماه اودعتُك الذي

إليه مصيرُ الخلقِ يا خيرَ عاصم

وعزَّ عليه أن يراه مقطَّرا

عليه برودٌ من دماءٍ سواجم(١)

(نصاري)

جاسم بزغ من برج المخيم

او شع الكون مثل البدر لو تم

____________________

(١) - شعراء القطيف ج١ ص١٥١ علي المرهون.

٣٥٩

اگبل لعد عمه او دمعته اتهل

يريد الرخصه واعله الگوم يحمل

من شاف العزيز احسين مجبل

تحسَّر وبوجه جاسم تبسم

يگله يا ضوه اعيوني يجسّام

يعمي ليش طالع من الاخيام

أخافن تنكتل يا مِبدر التام

وانته اوديعة المكتول بالسم

يگله او دمعته كالسيل تجري

يعمي ضاگ من الهضم صدري

عگب گومي او هلي ما ريد عمري

عساني لا عشت والعمر يسلم

جذب حسره عليه او سال دمعه

او دار ايده عل اطواگه يودْعه

بچوا لّمن تهاووا على الوسعه

او چانون الفراگ اشتعل واضرم

طلع للكون والصمصام بيده

شباب ابن اثنعش والحرب عيده

من يطرد فلا يسلم طريده

يفر واعليه طير الموت حوّم

عگب ما يدّب الفرسان فعله

گطع چف المنيه اشراك نعله

وگف يلويه والأزدي گصدله

طرّ راسه او عليه العسكر التم

صاح ابصوت ليه اسرع يعمي

تراني اتخضبت من فيض دمي

يعمي امن الطبر خذِّموا جسمي

او لا ظل عظم سالم ما تهشَّم

لفاه الحومة الميدان عمه

لگا مطروح ومعفَّر ابدمه

حنه اضلوعه عليه او گعد يمه

يشمه او عن جبينه يمسح الدم

مصرع القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى بن الإمام

علي بن أبي طالبعليهم‌السلام

قال في أسرار الشهادة: إن الحسينعليه‌السلام بعدما قتل أصحابه وأهل بيته أخذ ينادي: وا غربتاه، وا قلة ناصراه، أما من معين يعيننا؟ أما من ناصر

٣٦٠

ينصرنا؟ أما من ذاب يذب عنا؟

فخرج القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسينعليه‌السلام اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما، فلما أفاقا طلب القاسم المبارزة فأبى الحسينعليه‌السلام فقال: يا عماه لا طاقة لي على البقاء، وأرى بني عمومتي وأخوتي مجزرين، وأراك وحيدا فريدا.

فقال له الحسينعليه‌السلام يا ابن أخي أنت الوديعة، فلم يزل القاسم يقبل يديه ورجليه فقال له عمه: يا ولدي أتمشي برجلك إلى الموت؟ فقال: وكيف يا عم وأنت بقيت بين الأعداء وحيدا فريدا لم تجد ناصرا ولا معينا، روحي لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء. فأذن له الحسينعليه‌السلام ولكن قبل أن يبرز قال له: بني قاسم هلم إلي، فدنا منه القاسم فأخذه الحسينعليه‌السلام وشق أزياقه وقطع عمامته نصفين وأدلاها على وجهه، ثم ألبسه ثيابه على صورة الكفن وأرسله إلى البراز، فحمل على القوم وهو يقول:

إنْ تُنكروني فأنا نجلُ الحسنْ

سبطِ النبيّ المجتبى والمؤتَمنْ

هذا حسينٌ كالأسيرِ المرتَهنْ

بين اُناس لا سُقوا صوبَ المـُزَنْ

يقول حميد بن مسلم: خرج إلينا القاسم بن الحسن وبيده سيفه ووجهه كفلقة قمر طالع، وعليه قميص وإزار، وفي رجليه نعلان. فبينما هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله اليسرى، فوقف ليشدها فقال عمر بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، وأثكلن به أمه فقلت: وما تريد بذلك؟ والله لو ضربني ما بسطت يدي، يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل

٣٦١

جانب. قال: والله لأفعلن. فشد على الغلام فما ولى حتى ضرب الغلام بالسيف على رأسه، فوقع القاسم لوجهه وصاح: أدركني يا عماه، فأتاه الحسينعليه‌السلام وإذا بالغلام يفحص بيديه ورجليه:

نادى حسينا عمه متشكيا

بُعدَ الوصالِ وقُربَ هجرٍ دائمِ

فأتاه وهو إذن يجود بنفسه

ويفيض منه الجرحُ فيضَ غمائم

فقال الحسينعليه‌السلام : عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك، بعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك، هذا يوم والله كثر واتره وقل ناصره(١) .

(نصاري)

بچه او ناداه يا جاسم اشبيدي

يريت السيف گبلك حز وريدي

هان الكم تخلّوني اوحيدي

او على اخيمي يعمي الگوم تفتر

يعمي اشگالت امن الطبر روحك

يجاسم ما تراويني اجروحك

لون ابگه يعمي چنت انوحك

ابگلب مثل الغضا وبدمع محمر

گعد عنده او شافه ادمومه اتفوح

او كل اكتار جمسه مجرّحه اجروح

وهو يرفس ايعالج نزعتِ الروح

مات او ظل أبو اسكينه امحيَّر

(بحر طويل)

يا سباح گلبي او يا عزيز الروح

لفراگك دكع عيني دمه مسفوح

ابها الساعه يعمي اعلى الثرى ومطروح

يشبيّب يمن ما تحصل امثاله

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣١٥. معالي السبطين ج١ ص٤٦٠. أسرار الشهادة للدربندي.

٣٦٢

گلي اشعاجلك علموت يمچنه

گبل ما تكبر او بالعرس تتهنه

يعمي الحسن عودك شعتذر منه

وانته اوديعته او سبّاح دلاله

(تخميس)

لمصابهِ اظلمَّ الصباحُ وفجرُه

ولفقدِه اغبر النهارُ وعصرُه

والبدرُ بعد البدر كُوِّر نورُه

يا كوكبا ما كان أقصرَ عمرَه

وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ

٣٦٣

المجلس الثاني

القصيدة: لبعض الشعراء الحسينيين

ناهيك بالقاسم ابن المجتبى حسنٍ

مزاولِ الحربِ لم يَعبأ بما فيها

كأن بيضَ مواضيها تُكلِّمه

غيدٌ تغازلُه منها غوانيها

لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغىً

ما انصاع يُصلح نعلا وهو صاليها

ما عمّمت بارقاتُ البيضِ هامتَه

فأحمرّ بالأبيض الهنديّ هاميها

الا غداةَ رأتْه وهو في سِنَةٍ

عن الكفاح غفولَ النفسِ ساهيها

وتلك غفوةُ ليثٍ غيرِ مكترثٍ

ما ناله السيفُ إلا وهو غافيها

فخرّ يدعو فلبى السبطُ دعوتَه

فكان ما كان منه عند داعيها

تقشّعت ظلماتُ الخيلِ ناكصةً

فرسانُها عنه وانجابت غواشيها

وإذ به حاضنٌ في صدره قمرا

يَزينُ طلعتَه الغراءَ داميها

وافى به حاملا نحو المخيم والآ

ماق في وجهه حمرٌ مجانيها

تخُطُّ رجلاه في لوح الثرى صحفا

الدمع مُنقطُها والقلبُ تاليها(١)

(نصاري)

يعمي من شرگ هامتك نصين

يبعد اهلي اصواب اليوجعك وين

يعمي اشلون اشيلك للصواوين

وانته من الطبر جسمك امخذم

____________________

(١) - مقتل الحسينعليه‌السلام عبد الرزاق المقرم ص٢٦٥.

٣٦٤

شاله او للمخيم بيه سدَّر

او حط جاسم يويلي ابصف الأكبر

گعد ما بينهم والدمع فجَّر

تشب ناره او عليه اتراكم الهم

نوبه ينحني اعله ابنه او يحبَّه

او يمدِّ ايده او يجس نِكّاد گلبه

او نوبه دمعه الجاسم يصبَّه

او يگللهم اشبيدي اعله المحتَّم

يم جاسم غدت للحرم حَنَّه

لَّمن شافته ابدمَّه تحنَّه

امه اتصيح يا جاسم امهنَّه

ابهلزفه يبعد الخال والعم

ربيتك او عيني اعليك تربي

او يحسِّب بيك ليل نهار گلبي

يجاسم بيش اوكِّد بعد دربي

او ضوه عيني طفاه الدهر واظلم

شجاعة القاسم وشهادته

ذكر المؤرخون أن القاسم بن الحسنعليهما‌السلام أبدى شجاعة لا تنسى وبطولة لا تقهر في عاشوراء كربلاء، رغم صغر سنه. واجماع الروايات على أنه لم يراهق. وعن بطولاته ذكر صاحب المنتخب: أنه قدم إلى عمر بن سعد وقال: يا عمر أما تخاف الله أماتراقب الله يا أعمى القلب أما ترعى رسول الله؟ فقال عمر بن سعد: أما كفاكم تجبراً يا آل أبي طالب؟ أما تطيعون يزيد؟ فقال القاسم: لا جزاك الله خيرا تدعي الأسلام وآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم.

حسنُّي خُلقٍ من نِجارِ محمدٍ

مضريُّ عِرقٍ من سلالة هاشمِ

غصنٌ نضيرٌ من أصول مَفاخر

ثمرٌ جنيٌّ من فروع مكارم

هَزَمَ الكماةَ بقوةٍ علويةٍ

وأبادهمْ طرّا ببطشٍ حاسم

٣٦٥

ثم طلب المبارزة فجاء إليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم، وكان له أربعة أولاد مقتولين فضرب القاسم فرسه بسوط وعاد يقتل بالفرسان إلى أن ضعفت قوته فهم بالرجوع إلى خيمة وإذا بالأزرق الشامي قد قطع عليه الطريق وعارضه، فضربه القاسمعليه‌السلام على أم رأسه فقتله وسار إلى الحسينعليه‌السلام وقال: يا عماه العطش العطش، أَدركني بشربة من الماء، فصبره الحسينعليه‌السلام وعاد ليودع أمه فلما رأته احتضنته وراحت تشمه وتقبله. ثم دفعته إلى نصرة عمه وكأني بالقاسم يخاطب أمه:

(شيعتي)

أوصيچ گلها اوصيه اتسمعين لفظ اجوابي

شبان لو شفتيهم تتذكرين اشبابي

محروم من شم الهوه من دون كل اصحابي

عطشان انه يا والده وكت الشرب ذكريني

وانقلب إلى الميدان فجعل همته على حامل اللواء وأراد قتله - كما سمعتهم قبل قليل - فأحاطوا به ورشقوه بالنبل وشد عليه الأزدي حتى ضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته، وقيل أن رجلا شق بطنه وآخر طعنه بالرمح على ظهره فأخرجه من صدره، أي وا قاسماه. ولا أدري كيف حال الحسينعليه‌السلام عمه، الذي سمعه ينادي السلام عليك مني يا عماه أدركني، فجاء إليه الحسين كالصقر المنقض على الصفوف حتى وصل إلى القاسم ودموع الحسين جارية وحسراته وارية وانشأ يقول:

غريبون عن أوطانهم وديارِهم

تنوح عليهم في البراري وحوشُها

٣٦٦

وهل كيف لا تبكي العيونُ لمعشر

سيوفُ الأعادي في البرارى تنوشها

بدورٌ توارى نورُها فتغَّيرت

محاسنُها تربُ الفلاةِ نعوشها

ثم نزل إليه ووضع صدره على صدره قال حميد بن مسلم فقلت في نفسي ما يصنع الحسين فاحتمله على صدره وكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض.

(نصاري)

شال احسين جسّام الشفيه

ابگلب مالوم يبچي اعله ابن اخيه

او رِجل جسام تسحل علوطيه

أثاري احسين ظهره انجسم نصين

فجاء به حتى ألقاء بين القتلى من أهل بيته.

(نصاري)

جابه او مدده ما بين اخوته

گعد عدهم يويلي وهم موته

بس ما سمعن النسوان صوته

اجت رمله تصيح الله أكبر

(أبوذية)

انهدم ذاك البنيته او طاح يبناي

يجاسم ليس بيه اگطعت يبناي

تبگه اوياي ظني بيك يبناي

تباريني لمن تدنه المنيه

ثم صاح: أللهم احصصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا(١) .

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣٩٨ ومصادر أخرى.

٣٦٧

(مجردات)

يا شبان بالله لا تونون

بونينكم گلبي تگطعون

تهدّون حيلي من تلوجون

يا ثمرة افادي متحچون

مدري يبعد اهلي اشتريدون

بعيونكم لَيّه تديرون

تشعبون گلبي من تلوعون

(مجردات)

اهنا يمغسّل الشبان بهداي

ابهيده من تصب اعليهم الماي

ترى اونينهم هلگطّع احشاي

خابت اظنوني او خاب رجواي

(أبوذية)

ضلع احسين علقاسم مَحنَّه

يعمي ابموتتك زادت محنه

شاله احسين وبدمه محنه

آه اشلون حال امه الزجيه

(تخميس)

وأقبل السبطُ يَحنو من تفجُّعِهِ

على هلالٍ هوى خسفاً بمطلعه

أهوى عليهِ ليرويه بمدمعه

إن يبكه عمُّهُ حزناً لمصرعه

فما بكى قمرٌ إلّا على قمرِ

٣٦٨

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

لا تَركننَّ إلى الحياةِ

إن المصيرَ إلى المماتِ

واعمل وكن متزودا

بالباقيات الصالحات

واغنم لنفسك فرصةً

تنجوبها قبلَ الفوات

واذكر ذنوبَك موقِنا

أن لا سبيلَ إلى النجاة

إلا بحبِّ بني النبي الـ

ـمصطفى الغرِّ الهداة

جار الزمانُ عليهمُ

ورماهمُ بالفادحات

هذا قضى قتلا وذا

ك مغيَّبا خوفَ العِدات

بعض بطيبةَ والغريّ

قضى وبعضٌ بالفرات

ظامٍ تُجرِّعُه العدى

صابَ الردى بالمرهفات

لم أنس إذ ترك الـ

ـمدينةَ خائفا شرَّ الطغاة

ونحا العراقَ بفتية

صِيدٍ ضراغمةٍ حماة

كحبيبِ والليثِ ابنِ عوسجةٍ

حليفِ المكرمات

والقاسمِ بنِ المجتبى

حُلوِ الشمائلِ والصفات

ذاك الذي يومَ الوغى

كأبيه حيدرَ في الثبات

وَرِثَ الإبا والعزَّ من

آبائِه الصيدِ الأباة

٣٦٩

ولقد بنى يومَ الطفوفِ

على المنيةِ لا الفتاة

حنّائُه دمُ نحرِه

والشمعُ أطرافُ القناة

والبيضُ غنّت للزفاف

بأرؤسِ الصيدِ الكماة

والسمرُ ترقص والهلاهلُ

من صهيلِ الصافنات

لهفي على وجناتِه

بدم الجبينِ مخضبات

جاء الحسينُ به إلى

خيم النساءِ الثاكلات

فخرجن رباتُ الحجالِ

من المضارب باكيات

يندبْنه لهفي على

تلك النساءِ الناديات(١)

(مجردات)

يبني امهنّه ابطيب نومك

عريان وامسلِّبه اهدومك

حرّ الشمس غيّر ارسومك

لو تنشره ابروحي لسومك

وين الذي ياخذ اعلومك

لبوك الحسن واهلك او گومك

اويلاه يلغسلك ادمومك

(مجردات)

يبني العتب وياك شيفيد

يا نور عيني افراگك إبعيد

يا مهجتي يا فرد يا حيد

يبني امن ابنها الوالده اتريد

(أبوذية)

ليالي اسهرت ربيتك وعدْلَك

وحسّب للعرس يبني وعدلك

أثاري النوب تاليها وعدْلَك

تعوف العرس وآنه ابگه ابعزيه

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين للإيرواني.

٣٧٠

(أبوذية)

حنينك يا گلب المن تَحنَّه

على العريس البدمه تحنه

ما تدري ابضلع رمله تحنه

اعله ابنها او تجذب الونه خفيه

رعاية الحسين للقاسم ابن الحسنعليهم‌السلام

توفي أبوه الحسنعليه‌السلام وكان له من العمر أربع سنين فرباه عمه الحسينعليه‌السلام فكان له الولد العزيز المدلل فقد كان يحبه حبا شديدا ولم يُذكر: أن الحسين عند وداع أحد من أهل بيته غشي عليه من شدة البكاء حتى عند وداع ولده وفلذة كبده علي الأكبر شبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنهم قالوا عند وداعه: ان الحسين أرخى عينيه بالدموع ولكنهم قالوا لما خرج القاسم وأقبل على عمه يستأذنه في القتال نظر إليه الحسين فلم يملك نفسه دون أن تقدم إليه واعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشيَ عليهما(١) .

أيها العمُّ رخصةً ليْ لاُطفي

لَهَباً منه يستجير الضميرُ

فأجاب الحسينُ إنَّ بك الـ

ـطرف قريرٌ وخاطري مسرور

أنت لي عن أخي الذخيرةُ ير

عاها ضميري وحبّيَ المذخور

كيف أرضى بأنْ اُقدِّم للذبح

نجما به الوجودُ منير

كيف ألقى اُمَّا حنونا وهل

مِثلَي في مثل موقفي معذور

قال يا عمُّ فالدفاعُ عن الدين

إذ ريعَ شرعُه المنصور

____________________

(١) - مقتل الخوارزمي ج٢ ص٢٧.

٣٧١

فبكا ثم ضمَّه السبطُ حينا

ثم وَلَّى كما تَهبُّ النسور

أقول: هذه ساعة اعتنق فيها الحسين ابن أخيه القاسم ثم ودعه فنزل إلى الميدان، وساعة أخرى اعتنقه وهو مشقوق الهامة مثخن بالجراح. ساعد الله قلبك أبا عبد الله وأنت ترى وديعة أخيك الحسن مغسلا بدمائه سيدي ما كنت تقول وأنت تحمله إلى الخيمة؟ قال بعضهم: كان الحسينعليه‌السلام يبكي عند رأسه وينادي يا بن أخي أنت الوديعة.

(تخميس)

يقول يا عمُّ يومٌ زاد واترُه

وقلَّ فيه لدى الشِداتِ ناصره

من للزكي لعرسِ المجدِ يُحضره

يا ساعد اللهُ قلبَ السبطِ ينظره

فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العمر

فلما سمعت النساء صراخ الحسين أقبلن إليه وهن يبكين لاطمات تتقدمهن أمه رملى وعمته زينب، فلما وصلن إليه ألقين بأنفسهن عليه وأمه تنادي وا ولداه وا قاسماه:

(مجردات)

يبني يجاسم جيت أشمّك

وبدمعي امش اجروح جسمك

دگعد يمن لا ظلت أمّك

ظل گلبي يبني ايحوم يمّك

يالحنتك من فيض دمّك

يالفدوه اروحن لك ولسمك

(مجردات)

يبني شده بالي اصوابك

يبني وحك فرگة اغيابك

صاب الگلب يبني الصابك

٣٧٢

(مجردات)

شلفايده ويّاك يبني

انه الوالده هيّن تذبني

مهو ارباك يمدلَّل اتعبني

ردتك عليَّ البيت تبني

(أبوذية)

ردتك ماردت دنيه ولا مال

اتحضرني لو وگع حملي ولا مال

يجاسم خابت اظنوني والآمال

عند الضيج يبني اگطعت بيه

(أبوذية)

جَرِحْ جسام ابگلبي مَن يَلمني

او على امصابه امن ابچي من يلمني

گلت عندي الكبرتي من يلمني

او خذه مني الزمان او گطع بيه

***

بنيَّ في لوعةٍ خلفتَ والدةً

ترعى نجومَ السما في الليل بالسهر

٣٧٣

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد صالح الحلي

يا دوحةَ المجدِ من فِهرٍ ومن مُضرِ

قد جفّ ماءُ الصِبا من غصِنكَ النضرِ

يا درّةً غادرت أصدافُها فعلت

حتى غلت ثمنا عن سائر الدرر

قد غال خسفُ الردى بدرَ الهدى

فيا نجومَ السما من بعده انتثري

حلوُ الشبيبةِ يا لهفي عليه ذوى

من بعد إيناعه بالعزّ والظفر

خضابُه الدمُ والنبلُ النِثار وقد

زفّته أعدائُه بالبيض والسمر

ما اخضرَّ عارضُه ما دبَّ شاربُه

لكن جرى القدرُ الجاري على القدر

فاغتال مَفرقَه الأزديّ بمرهفِه

فخرَّ لكن بخدِّ منه منعفر

إن يبكه عمُّه حزنه لمصرعِه

فما بكى قمرٌ إلّا على قمر

يا ساعدَ اللهُ قلبَ السبطِ ينظره

فردا ولم يبلغِ العشرين في العمر

لابنِ الزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري

من الدموع دما يا مهجتي انفطري

ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنت على

وجهِ الصعيدِ ضجيعَ الصخر والحجر

مرملا مذ رأته رملةٌ صرخت

يا مهجتي وسروري يا ضيا بصري

بنّي تقضي على شاطي الفرات ظماً

والماءُ أشربه صفوا بلا كَدَر(١)

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين.

٣٧٤

(تجليبة)

آيبني شگول اعليك آيبني

دولبني زماني بيك دولبني

دولبني زماني بيك يا سلوه

اشولن انساك وانسه ايامك الحلوه

اشهل بلوه المثلها ما سدت بلوه

آيبني لعند الموزمه اتذبني

تذب البيك تسعه امن الشهر شالت

او نالت من ثجيل الحمل ما نالت

أمك جابتك يمدلّل او حالت

يوم البي صرت يا شبل شيبني

شيبني اصيارك والهدم حلي

هز مهدك يشمامه او سهر ليلي

منك خابت امك ليش يا ويلي

آخر ما گلت حگها او تطالبني

اتعبني او سگمني وغيّره اللوني

وعلى صدري ربيت او مهدك امتوني

حسبت احساب واحسابي طلع دوني

على راسي البيت اتشيّده او تبني

تبني البيت لَّمك والجعيده امك

تصابحني او تجيب الواجب ابصمك

ريت الگبر ضمني گبل ما ضمك

الموت الموت يبني اوياك يرغبني

يرغبني الكر سني او شوفي ازهيد

حيلي راح مني والجريب ابعيد

يبني من تجي الشبان يوم العيد

صار النوح يوم العيد يطربني

يبني الافجدات اكثرهن امختلفات

ما تدري تموت أم الولد لو مات

يبني ارباي وينه او سهر ليلي الفات

يبني ليش ما تگعد تحاسبني

بين القاسم وعلي الأكبر (عليهما‌السلام )

قيل إن الحسينعليه‌السلام لما جاء بالقاسم إلى الخيمة، التي فيها جثمان علي الأكبر، طرحه إلى جنبه، فجعل ينظر إلى وجه الأكبر تارة وينادي وا ولداه وا

٣٧٥

علياه، وتارة ينظر إلى وجه القاسم وينادي وا ولداه وا قاسماه، تاركا بينهما فراغا لرجل ثالث كان ذلك الفراغ للحسين الذي جلس بينهما حتى طال بقاؤه بينهما، وكانت أم الأكبر وأم القاسم تنتظران خروجه، لأنهن يستحين من الحسينعليه‌السلام أن يندبن ولديهما وهو حاضر. لذلك جئن إلى زينب وطلبن منها أن تذهب وتطلب من الحسينعليه‌السلام أن يفسح لهن المجال ليقضين وطرا من الكباء على الشباب.

فجاءت زينب إلى الحسينعليه‌السلام قائلة: أخي أبا عبد الله ساعدك الله على هذه المصيبة، أبا عبد الله هذه أم القاسم وأم علي الأكبر يردن الدخول إلى الخيمة للبكاء على قتلاهن وهن يستحين منك. فقال الحسينعليه‌السلام : إن المصيبة والرزء أكبر فليأتين، وليندبن قتلاهن.

عند ذلك التفتت الحوراء زينب وصاحت يا ليلى ويا رملى هلممن للبكاء والعويل(١) .

(نصاري)

طبَّن من طلع من خيمته احسين

او ما تدري الصايح گبَّر امنين

حَكهن لو بچن ويهملن العين

كل منهن وليها اموزعينه

رمله اتصيح يوليدي يجاسم

عمت عيني على التربان نايم

تردلي من الحرب ظنيت سالم

او لن جسمك ابدمه امخضبينه

والأكبر يَمَّه ليله اتصيح يبني

دحاچيني ترى امصابك كتلني

____________________

(١) - عددة الخطيب ج١، فاضل الحياوي.

٣٧٦

ما تسمع يبعد الروح ونّي

أظن النَفَس گلبك گاطعينه

شباب اثنين ما وصلوا العشرين

او كل واحد امن أمه طرَّه البين

ليله اتصيح اجتنه كربله امنين

عسن للطف يرمله لا لفينه

(أبوذية)

يخويه اصغاركم خلصت والاكبار

عسن لا صرت بالدنيه والاكبار

وشوف القاسم موذر والاكبر

الكل منهم على الغبره رميه

(نصاري)

علامت اوليدي امحنه الايدين

او مطعون بفاده طعنتين

وسالت ادمومه على الخدين

او بعده شباب او ما تهنه

(أبوذية)

يبني ما ذكرت أمك وحنيت

عفتني امن انطبگ ظهري وحنيت

يجاسم خضبت شيبي وحنيت

ابدمك يا شباب الغاضريه

***

فلهفي على ذاك المحيا معفرا

ولهفي على تلكَ الخدود النواعم

٣٧٧

المجلس الخامس

القصيدة: للمرحوم الشيخ صالح الكواز الحلي

يا أيها النبأُ العظيمُ إليك في

أبناكَ مني اعظمَ الأنباءِ

إن الذَين تقدما يقيانِك الـ

ـأرماحَ في صِفّينَ بالهيجاء

فأخذتَ في عضيديهما تَثنيهما

عمّا أمامَك من عظيم بلاء

ذا قاذفٌ كبدا له قطعا وذا

في كربلاءَ مقطعُ الأعضاء

ملقى على حرِّ الصعيد مجرَّدا

في فتية بيضِ الوجوهِ وِضاء

تلك الوجوهُ المشرقاتُ كأنّها الـ

ـأقمارُ تسبح في غديرِ دماء

رقدوا وما مرّت بهم سِنةُ الكرى

وغفت جفونُهمُ بلا إغفاء

متوسدينَ من الصعيد صخورَه

متمهدين حرارةَ الرمضاء

مدّثرينَ بكربلا سلبَ القنا

مزّملين على الرُبى بدماء

خَضِبوا وما شابوا وكان خضابُهم

بدم من الأوداج لا الحناء

أطفالُهم بلغوا الحلومَ بقربهم

شوقا إلى الهيجاء لا الحسناء

ومغسّلينَ ولا مياهَ لهم سوى

عبرات ثكلى حرةِ الأحشاء(١)

____________________

(١) - ديوان الكواز ص١٧.

٣٧٨

(مجردات)

يا شبّان يا حلوين الاطباع

عفتوا الحرم نمتوا على الگاع

ظلّت وحدها ابگلب مرتاع

رحتوا او غدت عيلتكم اضياع

(مجردات)

يشبان فرگتكم ثجيله

ينجوم غيبتكم طويله

يحلوين يبدور الجبيله

طاح الحمل ياهو اليشيله

او ضعن الحراير من يجيله

(مجردات)

عافوا منازلهم الشبان

كلهم او ناموا على التربان

او ظليت وحدي ابّين عدوان

انادي عليكم يالعدنان

عفتوا الحريم ابغير وليان

(أبوذية)

يبني الدوم أباريلك وداري

وانته ابحالتي تعلم وداري

يجاسم يا ضوه اعيوني وداري

انه ردتك ذخر وگطعت بيه

شهادة أبناء الحسن بن عليعليهم‌السلام في كربلاء

لقد جاء في كتاب المقاتل والسير أن مجموعة من أبناء الحسن المجتبى قتلوا مع عمهم الحسينعليه‌السلام في يوم عاشوراء.

قال الراوي: ثم خرج عبد الله بن الحسن المكنى بأبي بكر وأمه رملة وكان خروجه إلى القتال قبل أخيه القاسم وكان يقول:

٣٧٩

إنْ تُنكروني فأنا ابن حيدرهْ

ضرغامِ آجامٍ وليثِ قَسورهْ

على الأعادي مثلُ ريحٍ صَرصَره

أكيلكم بالسيف كيلَ السندره

وقاتل قتال الأبطال حتى قتل (رضوان الله عليه).

وممن برز للقتال بين يدي عمه هو الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأمه خوله بنت منظور الفزارية وقد أبدى بطولة وشجاعة في ميدان القتال حتى أثخن بالجراح فحمل إلى خيمة الشهداء وكان به رمق ولم يعلموا به فلما جاء أصحاب ابن سعد بعد مقتل الحسين لقطع الرؤوس وجدوا الحسن المثنى حيا لم يمت فتشفع به أسماء بن خارجة الفزاري أحد أخواله فحمله إلى الكوفة وعالجه فبرئ ثم لحق بالمدينة(١) .

وقال في الدمعة الساكبة: ومما عظم به المصاب على الحسينعليه‌السلام وهو في تلك الحال - أي عند سقوطه على الأرض وجراحاته تترف دما - شهادة ابن أخيه عبد الله الأصغر بن الحسن المجتبىعليه‌السلام الذي خرج من المخيم فرأى عمه ملقى على وجه الأرض فأسرع إليه وكان عبد الله غلاما ابن أحدى عشر سنة حتى وقف إلى جنب عمه الحسينعليه‌السلام فلحقته زينب بنت علي لتحسبه فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال والله لا أفارق عمي. وأهوى بحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها فإذا هي معلقة فنادى الغلام يا عماه فأخذه

____________________

(١) - وكان متزوجا من ابنة عمه فاطمة بنت الحسين وأكثر نسل الإمام الحسنعليه‌السلام منه. قتل بالسم في زمن الوليد بن عبد الملك الأموي. مقتل بحر العلوم المجلس الثامن.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436