سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام13%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211344 / تحميل: 6679
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

المجلس العاشر

القصيدة: للشيخ حسين بن الشيخ علي القديحي البلادي

ت ١٣٨٧ه

يا ابنَ الوصيّ المرتضى

لِمْ لا حسامُك يُنتضى

طال انتظارُك سيدي

نهضا فقد ضاق الفضا

حاشاك لستُ أقول عن

ثاراتِ جدِّك مُعرضا

ما الصبر يا ابنَ المرتضى

في القلب نارٌ من غضا

يا حجةَ اللهِ الذي

في طَوعِه أمرُ القضا

ماذا التصبرُ والحسيـ

ـنُ بكربلا ظامِ قضى

قد ظلّ عارٍ بالعرا

والجسمُ منهُ رُضّضا

والرأسُ منه بالقنا

كالبدرِ لّما أنْ أضا

وعليلُه بقيودِه

والغلُّ أضحى مُبهضا

وبناتُ فاطمةِ بها

ظعنُ الأعادي قَوّضا

تستاق ضربا بالسيا

ط متى دعت بالمرتضى(١)

(مجردات) (٢)

دگعد او شوف الجره اعلينه

ترانه يا علي والله انسبينه

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٦٣٢.

(٢) - للمؤلف.

١٤١

واخونه احسين هذا ذابحينه

او عباس علشاطي رهينه

او بحديد راسه امهشمينه

والسهم هلنابت ابعينه

يسراه مگطوعه او يمينه

او علي السجاد اويلي امگيدينه

او للشام بويه ماخذينه

مآتم الإمام الحسينعليه‌السلام في مكة المكرمة

والمدينة المنورة

قال الراوي: وشاع قتلهعليه‌السلام في جميع الأقطار فعظم حزنهم وبكاؤهم وكان أشد الناس عليه حزنا أهل المدينة وأهل مكة وأهل البصرة ولم يبق منهم أحد إلا لطم وجهه.

فأما أهل المدينة فانطقوا بنسائهم إلى المسجد الذي فيه قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعلوا يبكون ويدعون على أهل الكوفة.

وأما أهل مكة فإنهم جعلوا يطوفون بالكعبة وهم يبكون ونساؤهم يندبن الحسين ويقلن - ولنقل معهن -:

نبكي ابنَ بنتِ محمدٍ

من أجلِه ابيضَّ الشعرْ

نبكي ابنَ فاطمةَ الذي

من أجله انخسف القمر

نبكي ابن فاطمةَ الذي

من أجله عظُم الخطر

نبكي ابن فاطمةَ الذي

من أجله ضعُف البصر

ذاك الحسينُ المرتضى

من كلّ بادٍ أو حضر

ونصب لأم المؤمنين أم سلمة رحمة الله عليها خيمة في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١٤٢

فخرجت إليها وعلهيا لباس أسود(١) .

وقال المفيد: فعظمت واعية بني هاشم وأقاموا سنن المصائب والمآتم وخرجت زينب بنت عقيل حين سمعت نعي الحسينعليه‌السلام وهي حاسرة ومعها أخواتها وهن يبكين وتقول زينب:

ماذا تقولون إنْ قال النبيُّ لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخرُ الأممِ

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم اُسارى ومنهم ضُرّجوا بدم

ما كان هذا جزائب إذ نصحت لكم

أنْ تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

فلما جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفا يقول:

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذابِ والتنكيل

كلُّ أهلِ السماءِ يدعو علكيم

من نبيِّ وملاكٍ قبيل

قد لُعنتم على لسانِ ابنِ داودَ

وموسى وصاحبِ الإنجيل

وكان عبد الله بن جعفر يقول: والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه والله انه لما يسخى بنفسي عنهما ويعزى عن المصائب بهما إنهما - والده محمد وعون - أصيبا مع أخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم أقبل على جلسائه فقال الحمد لله عز عليَّ مصرع الحسين إن لم أكن آسيت حسينا بيدي فقد آساه والدي(٢) .

ونقل المحودي عن طبقات ابن سعد قال: بينما ابن عباس جالس في

____________________

(١) - زفرات الثقلين ص ٨١/٨٢ محمد باقر المحمودي.

(٢) - بحار الأنوار ج٤٥، ص١٢٢/١٢٣.

١٤٣

المسجد الحرام وهو يتوقع خبر الحسين بن علي إذ أتاه آت فساره بشيء فأظهر الاسترجاع فقلنا ما حدث يا أبا العباس قال: مصيبة عظيمة نحتسبها، أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول: قتل الحسين بن عليعليه‌السلام فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزونه.

(مجردات) (١)

ابن عباس ظل يسكب دمعته

على احسين الذي حزروا رگبته

او بالخيل داسوها الجثته

او علرمح راسه اتشوفه اخته

نادت عسنّي لا نظرته

اولا جسمه فوگ الأرض شفته

بلايه غسل صارت دفنته

ما تنّسه والله عملته

***

ألا يا رسولَ الله صالت أميةٌ

علينا وأسقونا العذابَ معجلا

فصاح رسول الله إذ ذاك صيحةً

وأبدى بكاءً عاجلاً وتوجُّلا

يعِز علينا يا حسينُ بأن نرى

لرأسِك من فوقِ القناةش محمَّلا

____________________

(١) - للمؤلف.

١٤٤

المجلس الحادي عشر

القصيدة: للسيد هاشم كمال الدين الحلي

ت ١٣٤١ه

المرء يحسب أنه مأمونُ

والموتُ حقٌّ والفناءُ يقينُ

لا تأمنِ الدنيا فإن غرورَها

خدعَ الأوائلَ والزمانُ خئون

ما مرّ آنٌ من زمانِك لحظةً

إلا وعمرُك بالفَنا مرهون

وإذا غُمرتَ بنعمة وبلذةٍ

لا تُنْسينْك حوادثاً ستكون

وإذا بكيتَ على فراقِ أحبةٍ

فلتبكِ نفسَك أيها المسكين

لابدّ من يوم تفارقٌ معشرا

كنتَ الوجيهَ لديهمُ وتهون

والناس منهم شامتٌ لم يكترث

فيما دهاك ومنهمُ محزون

وترى من الهول الذي لأقلِّه

تذري الدموعَ محاجرُ وعيون

فكأنه اليومُ الذي في كربلا

يوم له طه النبيُّ حزين

يوم به السبعُ الطباقُ لعظمِه

قد دكّها بعد الحَراك سكون

يوم به فردُ الزمانِ قد اغتدى

فردا وليس له هناك مُعين

ظمآنَ يُمنع جرعةً من مائِها

والماءُ للوحشِ السَروبِ معين

حفت به أسدُ العرينِ وما سوى

سمرِ العواسلِ والسيوفِ عرين

تركوا الحياة بكربلاءَ وأرخصوا

تلك النفوسَ وسومُهن ثمين

١٤٥

وحموا خدورا بالسيوف وبالقنا

فيها ودائعُ أحمدٍ والدين

لم أنسهنّ إذا العدى هتكت ضحى

منها الخبا وكفيلُهن طعين

حسرى تجاذبها الطغامُ ملابسا

من تحتِها سر العَفافِ مصون(١)

(نصاري)

مشوا من كربله بيهن يساره

او جثْة احسين ظلت بالمعاره

او راسه اعله الرمح تزهر انواره

گمر جدام ضعن الحرم يزهر

ليه ابعينها شبحت اسكينه

او لن الروس بيساره او يمينه

او بين الروس اخوها امگيدينه

وهو من شافها ونّ او تحسر

عليها حنّ يويلي او حنّت اعليه

او شكى من علّته ليها او شكت ليه

او ظلت حايره طول الدرب بيه

وهو مگيد وضل بيها امحير

مشت كلها حريم ابلا رياجيل

او دمع العين فوگ اخدودها أيسيل

وكلها بالخدر چانت مداليل

او خدرها بگومها ارواقه امستر

أهل البيتعليهم‌السلام يكرمون الشعراء

لرثائهم الإمام الحسينعليه‌السلام

قال المسعودي: فخرج الكميت من عنده (أي الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ) فأتى عبد الله بن الحسن بن علي، فأنشده، فقال له يا أبا المستهل إن لي ضيعة قد أعطيت فيها أربعة آلاف دينار وهذا كتابها، وقد أشهدت لك بذلك

____________________

(١) - البابليات ج٣ ص٦٧.

١٤٦

شهودا. وناوله إياه فقال (الكميت): بأبي أنت وأمي: لا والله ما قلت فيكم شيئا إلا لله، وما كنت لآخذ على شيء إلا جعلته لله مالا، ولا ثمنا. فألح عبد الله عليه وأبى من إعفائه، فأخذ الكميت الكتاب ومضى، فمكث أياما ثم جاء إلى عبد الله فقال: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله إن لي حاجة. قال (عبد الله): وما هي؟ وكل حاجة لك مقضية. قال (الكميت): كائنة ما كانت؟ قال: نعم. قال: هذا الكتاب تقبله وترتجع الضيعة، ووضع الكتاب بين يديه، فقبله عبد الله.

ونهض عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فأخذ ثوبا جلدا فدفعه إلى أربعة من غلمانه ثم جعل يدخل دور بني هاشم ويقول: يا بني هاشم هذا الكميت قد قال فيكم الشعر، حين صمت الناس عن فضلكم وعرض دمه لبني أمية، فأثيبوه بما قدرتم، فيطرح الرجل في الثوب ما قدر عليه من دنانير ودراهم، وأعلم النساء بذلك، فكانت المرأة تبعث ما أمكنها، حتى إنها لتخلع الحلي عن جسدها، فاجتمع من الدنانير والدراهم ما قيمته مائة ألف درهم، فجاء بها إلى الكميت، فقال: يا أبا المستهل أتيناك بجهد المقل ونحن في دولة عدونا، وقد جمعنا لك هذا المال، وفيه حلي النساء كما ترى، فاستعن به على دهرك. فقال (الكميت): بأبي أنت وأمي قد أكثرتم وأطيبتم، وما أردت بمدحي إياكم إلا الله ورسوله، ولم أك لأخذ لذلك ثمنا من الدنيا، فاردده إلى أهله. فجهد به عبد الله بكل حيلة أن يقبله، فأبى (الكميت).

روي أنه دخل على الإمام الصادقعليه‌السلام يوما فأنشده فأعطاه ألف دينار وكسوة فقال الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردت الدنيا لأتيت من هي

١٤٧

في يديه ولكنني أحببتكم للآخرة فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فأني أقبلها ببركتها وأما المال فلا أقبله(١) .

وفي الأغاني: قال قدم الكميت بن زيد الأسدي البصرة فأتى الفرزدق فقال يا ابا فراس أنا ابن أخيك قال: من أنت؟ فانتسب له فقال: صدقت ما حاجتك؟ قال نفث الله على لساني فقلت: شعرا وأنت شيخ مضر وشاعرها وأحببت أن أعرض عليك ما قلت فان كان حسنا أمرتني بإذاعته وإن كان غير ذلك أمرتني بستره وسترته علي فقال يا ابن أخي أحسب شعرك على قدر عقلك فهات ما قلت راشدا فأنشده:

طربتُ وما شوقي إلى البيضِ أطربُ

ولا لَعِباً مني وذو الشيب يلعبُ

فقال: بلى فالعب، فقال:

ولم يُلهني دارُ ولا رسمَ منزلٍ

ولم يتطربني بَنان مخضَّب

وما أنا ممن يزجر الطير همه

أصاح غراب او تعرّض ثعلب

قال: فما أنت ويحك؟ وإلى من تسمو؟ فقال:

وما السانحاتُ البارحاتُ عشيةً

أمرَّ سليم القرن أم مرَّ أعضب

قال: أما هذا فقد أحسنت فيه! فقال:

ولكنْ إلى أهل الفضائل والنُهى

وخيرِ بني حواءَ والخيرُ يُطلب

قال: ومن هم ويحك؟ قال:

بني هاشم رهطِ النبيّ، فإنني

بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

____________________

(١) - زفرات الثقلين في مأتم الحسينعليه‌السلام ج١ ص١٨٤ محمد باقر المحمودي.

١٤٨

قال: لله درك يا بني، أصبت فأحسنت، إذ عدلت عن الزعانف والأوباش، إذاً لا يصرد سهمك ولا يكذب قولك، ثم مر فيها فقال له (الفرزدق): أظهر ثم ظهر وكد الأعداء فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقى(١) .

وللكميت في مدح أهل البيت ورثائهم شعر كثير وإليك من مراثيه في الإمام الحسينعليه‌السلام :

ومن أعظم الأحداثِ كانت مصيبةً

علينا قتيلُ الأدعياء الملحَّبُ(٢)

قتيلٌ بجنب الطفِ من آل هاشمٍ

فيالكَ لحمٌ ليس عنه مذبِّب(٣)

ومنعفر الخدينِ من آل هاشم

ألا حبذا ذاك الجبين المترب(٤)

صريع كأن الولَّه العفرَ حوله

يطفْنَ به شُمُّ العرانين ربرب(٥)

يقول الشاعررحمه‌الله أن من أعظم المصائب قتل الحسينعليه‌السلام الهاشمي اُمّا وأبا وليس له من محام يحامي عنه أو يحمي جثته من أن يمثل بها. نعم إن الشاعر يبكي دما لما حل بالإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه فهو لا يستطيع أن يسمع بخبر بقاء الحسين ومن حوله من الشهداء وهم صرعى قد لامس التراب خدودهم وأقول ليتهم بقوا فوق التراب حتى دفنهم ولم يكن قد عمدوا القوم

____________________

(١) - الأغاني ج١٥، ص١٢٤.

(٢) - الملحب: المضروب بالسيف المقطوع به.

(٣) - المذبب: المحامي والمدافع.

(٤) - المترب: ما علاه التراب أو ما لصق بالتراب.

(٥) - ربرب: القطيع من بقر الوحش ويراد منه هنا الطاهرات من نساء أهل البيت.

١٤٩

إليهم فقطعوا الرؤوس عن الأجساد ثم قاموا إلى الأجساد فمزقوها بحوافر الخيل لاسيما جسد المولى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام الذي لعبت علي صدره وظهره عشرة خيالة أخذوا يوطئون صدره بحوافر الخيول حتى طحنوا جناجن صدره الشريف.

ألا في سبيل الله سفكُ دمائِكم

جهارا بأسياف الضغائنِ والنصبِ

ألا في سبيل الله رضُّ خيولهم

جسومَكم الجرحى من الطعنِ والضربِ

ألا في سبيل الله حملُ رؤوسِكم

إلى الشام فوق السمرِ كالأنجمِ الشهبِ

ألا في سبيل الله سلبُ نسائِكم

مقانعَها بعدَ التَخَدُرِ والحُجْبِ

وكأني بزينب تخاطب أباها أمير المؤمنينعليه‌السلام :

(مجردات)

عجل يناعي احسين وارشد

الوادي النجف وانتحب واگصد

يالجندلت مرحب وابن ود

كتلني الهظم يا حيدر اگعد

وبكربله شنهو الجره انشد

(مجردات)

يمندوب عن احسين شلهاك

مني حشيم الطف تعناك

اخذ معصبي او للنجف ماجاك

ولا گال إلك زينب ابرجواك

يبويه المثل هليوم ردناك

تجينه ابسريه او ناشر الواك

(مجردات)

بالله يناعي احسين احاچيك

ريض هداك الله ارد اوصيك

لعد والدي الكرار اعنّيك

حيدر تخبره واجب اعليك

ناعي تگله او معتني ليك

بحسين يابو احسين اعزيك

١٥٠

تگله يبو الحملات يرضيك

زينب تباريها اعاديك

سبيه او ذليله او تعتب اعليك

والعابد السجاد يكفيك

مكتوف بالغل او يناديك

***

أثِرْ نقعَها فحسينٌ قضى

وغلةُ أحشاهُ لمْ تُنقعِ

إذا قعدِ الشمرُ في صدره

فما لقعودك من موضع

إلى مَ وأهلك في مَهلكٍ

وشملُ بناتِك لم يُجمع

١٥١

١٥٢

الليلة الثالثة

١٥٣

١٥٤

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري (حفظه الله)

هذه دارهم تُهيج شجوني

كيف حبسُ الدموع بين الجفونِ

جودي بالدمع فوق خدَّيَّ جودي

هذه دارُ صحبِنا يا عيوني

بعدوا والبعادُ أمر مريب

وبما لا أطيقه حمّلوني

واصلوني دهرا وما كنتُ أدري

بعدَ وصلٍ ورحمةٍ يهجروني

ودعوني وأودعوا السهمَ قلبي

ليتني ما بقيت مذ ودعوني

أيها اللائمون كفّوا ولكن

بمصابِ ابنِ فاطمٍ ذكِّروني

تلك ذكرى بها تهون الرزايا

وهي من أمهات ريبِ المنون

تَركت زينبا تنادي حسينا

يا ابن أمي ووالدي روعوني

غيرتني مصائبُ الطفِّ حتى

أن من يعرفوني لم يعرفون

صرت أدعو بين العدى يا حُماتي

وهمُ راقدون ما سمعوني

ليتهم شاهدوا عَنايَ وذُلّي

وسياطَ القساةِ فوق متوني

كنت ما بينهم جليلةَ قدرٍ

لكنِ اليومَ في السبا تركوني

فإذا ما ندبت جَدّاً وعماً

وأباً في سياطهم ضربوني(١)

____________________

(١) - ديوان ميراث المنبر ص١٤٤ محمد سعيد المنصوري.

١٥٥

(بحر الطويل)

يا تالي هلي يحسين يا سلوة هلي يحسين

سهم الصابك ابگلبك تره صوّب الگلب الدين

لا بعدك يجف دمعي ولا يهده او تنام العين

ليل انهار أنه ابهمك او همك لا بعد يتراح

يا تالي هلي يحسين يا صبري على بلواي

يبن أمي احترمت الماي عگبك لا شربت الماي

ابنوحك لعمي اعيوني شِلِي او شلّي ابحياتي هاي

انچان إنت رحت يحسين حزنك بالگلب ما راح

يا تالي هلي يحسين من بعدك بعد تدري

لا شمس وبدر يا ليت لا عذب الهوه يسري

لا دنيه او فلك دوّار لا ماي الذي يجري

عسه شط الفرات ايغور لا يطفح عسه او لا ماح

الإمام الحجة (عج) ومصائب كربلاء

قال بعض الأكابر أن أحد المؤمنين رأى الإمام المنتظر (عج) في الرؤيا فسأله عن قوله في زيارة الناحية (فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حارجك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما).

قال سيدي لأي مصيبة تبكي دماً؟ لمصيبة الحسين؟ قال: كلا، لو كان

١٥٦

الحسين حاضرا لبكى، سيدي أتبكي لمصيبة أبي الفضل العباس لأنه قطيع اليدين؟ قال: كلا، لو كان العباس حاضرا لبكى، سيدي أتبكي لمصيبة علي الأكبر؟ قال: كلا، لو كان الأكبر حاضرا لبكى، سيدي أتبكي لمصيبة القاسم؟ قال: كلا، لو كان القاسم حاضرا لبكى، إذن سيدي لأي مصيبة تبكي دما؟ قال: أبكي لسبي عمتي زينب.

للشام زينب تنسبي ما خطر علبال

وتتفرج اعليها هند ياهو الذي گال

نعم ان من أعجب العجائب في هذه الدنيا أن مخدرات الرسالة يحملن على جمال عجف بغير غطاء، سبايا من بلد إلى بلد، والمنادي ينادي عليهن بالهوان وإذا بكت امرأة لفقد ولدها أو زوجها أو أخيها أو بكت يتيمة لفقد أبيها جاء إليها القوم فقنعوها بالسياط.

(أبوذية)

راعي الثار ما يظهر علامه

ينشر لليتانونه علامه

نسه بمتون عماته علامه

ابضرب اسياط زجر وجور أميه

(مجردات)

يبن الحسين شيل اللوه او گوم

يمندوب لأخذ الثار كل يوم

تنسه الغريب المات مظلوم

عطشان ومن الماي محروم

تنسه سبي زينب او كلثوم

سارت سبايه او تطوي الحزوم

من هلجره ما جتك اعلوم

***

أدرِك تِراتِك أيها الموتورُ

فلكم بكل يدٍ دمٌ مهدور

١٥٧

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ عبد الحسين الأعسم

ت ١٢٤٧ه

قد أوهنت جلدي الديارُ الخاليهْ

من أهلها ما للديارِ وما ليهْ

ومتى سألتُ الدارَ عن أربابها

يُعِدِ الصدى منها سؤاليَ ثانيه

كانت غياثا للمنوب فأصبحت

لجميع أنواع النوائب حاويه

ومعالمٌ أضحت مآتمَ لا تَرى

فيها سوى ناع يجاوب ناعيه

ورد الحسينُ إلى العراق وظنهم

تركوا الشقاقَ إذا العراقُ كماهيه

ولقد دعوه للعنا فأجابهم

ودعاهمُ لهدىً فردّوا داعيه

قستِ القلوبُ فلم تمل لهدايةٍ

تبا لهاتيكَ القلوبِ القاسيه

ما ذاق طعمَ فراتِهم حتى قضى

عطشا فغُسل بالدماء القانيه

تبكيك عيني لا لأجلِ مثوبةٍ

لكنما عيني لأجلك باكيه

تبتلّ منكم كربلا بدم ولا

تبتل مني بالدموع الجاريه

أنست رزيتُكم رزايانا التي

سلفت وهونت الرزايا الآتيه

وفجائعُ الأيام تبقى مدةً

وتزول وهي إلى القيامةِ باقيه(١)

____________________

(١) - شعراء الغري ج٥، ص٨١ علي الخاقاني.

١٥٨

(مجردات)

يا دار انشدچ عن أهاليچ

يا دار وين احسين راعيچ

چم وافد او گاصد اليلفيچ

وين البطل عباس أحاچيچ

وين العشيره والزلم ذيچ

بدرها او كواكبها أزهرت بيچ

تالي اغراب البين ناعيچ

على احسين نابيني ونابيچ

يا دار عزيني وعزيچ

(مجردات)

جمعه او فرگنه البين تالي

او ظلَّت حريم ابغير والي

راحت هلي او ذيچ الليالي

او منهم بگه الديوان خالي

بكاء الإمام الرضا على جده الحسين (عليهما‌السلام )

قال دعبل بن علي الخزاعي: دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسىعليه‌السلام في مثل هذه الأيام - أي أيام المحرم - فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله كذلك فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل، مرحبا بناصرنا بيده ولسانه، ثم انه وسع في مجلسه وأجلسني إلى جنبه ثم قال لي: يا دعبل أحب أن تنشدني في الحسين شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيام سرور كانت على أعدائنا، خصوصا بني أمية. يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله تعالى في زمرتنا. يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسينعليه‌السلام غفر الله له ذنوبه البتة ثم نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه، وأجلس أهل بيته من وراء

١٥٩

الستر ليسمعوا ما ينشده دعبل وليبكوا على مصاب جدهم الحسينعليه‌السلام ثم التفت إلي وقال: يا دعبل إرث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت ما دمت حيا فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت:

أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدلا

وقد مات عَطشانا بشط فرات

إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عنده

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجنات

أفاطم قومي يا ابنةَ الخيرِ واندبي

نجومَ سماواتٍ بأرضِ فلاة

قبور بكوفان، وأخرى بطَيْبَةٍ

وأخرى بفخٍّ نالها صلواتي

قبور بجنب النهر من أرض كربلا

مُعَّرسُهم فيها بشط فراتي

توفوا عُطاشى بالعراءِ فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي

هذا والرضاعليه‌السلام يبكي، والنساء - من خلف الستر - يبكين معه. قال دعبل: فلما وصلت إلى هذين البيتين:

بناتُ زيادِ في القصور مصونةً

وآلُ رسولِ اللهِ في الفلوات

وآلُ رسولِ اللهِ تُسبى حريمهم

وآلُ زيادٍ ربَةُ الحَجَلات

يقول دعبل: فعلت أصوات النساء بالبكاء والنحيب وصحن: وا محمداه.

أقول: ان أصعب قضية على أهل البيتعليهم‌السلام بل هي أصعب من قتل الحسينعليه‌السلام مسير بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبايا يحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنيُّ والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي:

(نصاري)

بنات المصطفى ابيا حال سارت

أو بالبلدان بيها الگوم دارت

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ينصرنا؟ أما من ذاب يذب عنا؟

فخرج القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسينعليه‌السلام اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما، فلما أفاقا طلب القاسم المبارزة فأبى الحسينعليه‌السلام فقال: يا عماه لا طاقة لي على البقاء، وأرى بني عمومتي وأخوتي مجزرين، وأراك وحيدا فريدا.

فقال له الحسينعليه‌السلام يا ابن أخي أنت الوديعة، فلم يزل القاسم يقبل يديه ورجليه فقال له عمه: يا ولدي أتمشي برجلك إلى الموت؟ فقال: وكيف يا عم وأنت بقيت بين الأعداء وحيدا فريدا لم تجد ناصرا ولا معينا، روحي لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء. فأذن له الحسينعليه‌السلام ولكن قبل أن يبرز قال له: بني قاسم هلم إلي، فدنا منه القاسم فأخذه الحسينعليه‌السلام وشق أزياقه وقطع عمامته نصفين وأدلاها على وجهه، ثم ألبسه ثيابه على صورة الكفن وأرسله إلى البراز، فحمل على القوم وهو يقول:

إنْ تُنكروني فأنا نجلُ الحسنْ

سبطِ النبيّ المجتبى والمؤتَمنْ

هذا حسينٌ كالأسيرِ المرتَهنْ

بين اُناس لا سُقوا صوبَ المـُزَنْ

يقول حميد بن مسلم: خرج إلينا القاسم بن الحسن وبيده سيفه ووجهه كفلقة قمر طالع، وعليه قميص وإزار، وفي رجليه نعلان. فبينما هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله اليسرى، فوقف ليشدها فقال عمر بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، وأثكلن به أمه فقلت: وما تريد بذلك؟ والله لو ضربني ما بسطت يدي، يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل

٣٦١

جانب. قال: والله لأفعلن. فشد على الغلام فما ولى حتى ضرب الغلام بالسيف على رأسه، فوقع القاسم لوجهه وصاح: أدركني يا عماه، فأتاه الحسينعليه‌السلام وإذا بالغلام يفحص بيديه ورجليه:

نادى حسينا عمه متشكيا

بُعدَ الوصالِ وقُربَ هجرٍ دائمِ

فأتاه وهو إذن يجود بنفسه

ويفيض منه الجرحُ فيضَ غمائم

فقال الحسينعليه‌السلام : عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك، بعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك، هذا يوم والله كثر واتره وقل ناصره(١) .

(نصاري)

بچه او ناداه يا جاسم اشبيدي

يريت السيف گبلك حز وريدي

هان الكم تخلّوني اوحيدي

او على اخيمي يعمي الگوم تفتر

يعمي اشگالت امن الطبر روحك

يجاسم ما تراويني اجروحك

لون ابگه يعمي چنت انوحك

ابگلب مثل الغضا وبدمع محمر

گعد عنده او شافه ادمومه اتفوح

او كل اكتار جمسه مجرّحه اجروح

وهو يرفس ايعالج نزعتِ الروح

مات او ظل أبو اسكينه امحيَّر

(بحر طويل)

يا سباح گلبي او يا عزيز الروح

لفراگك دكع عيني دمه مسفوح

ابها الساعه يعمي اعلى الثرى ومطروح

يشبيّب يمن ما تحصل امثاله

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣١٥. معالي السبطين ج١ ص٤٦٠. أسرار الشهادة للدربندي.

٣٦٢

گلي اشعاجلك علموت يمچنه

گبل ما تكبر او بالعرس تتهنه

يعمي الحسن عودك شعتذر منه

وانته اوديعته او سبّاح دلاله

(تخميس)

لمصابهِ اظلمَّ الصباحُ وفجرُه

ولفقدِه اغبر النهارُ وعصرُه

والبدرُ بعد البدر كُوِّر نورُه

يا كوكبا ما كان أقصرَ عمرَه

وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ

٣٦٣

المجلس الثاني

القصيدة: لبعض الشعراء الحسينيين

ناهيك بالقاسم ابن المجتبى حسنٍ

مزاولِ الحربِ لم يَعبأ بما فيها

كأن بيضَ مواضيها تُكلِّمه

غيدٌ تغازلُه منها غوانيها

لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغىً

ما انصاع يُصلح نعلا وهو صاليها

ما عمّمت بارقاتُ البيضِ هامتَه

فأحمرّ بالأبيض الهنديّ هاميها

الا غداةَ رأتْه وهو في سِنَةٍ

عن الكفاح غفولَ النفسِ ساهيها

وتلك غفوةُ ليثٍ غيرِ مكترثٍ

ما ناله السيفُ إلا وهو غافيها

فخرّ يدعو فلبى السبطُ دعوتَه

فكان ما كان منه عند داعيها

تقشّعت ظلماتُ الخيلِ ناكصةً

فرسانُها عنه وانجابت غواشيها

وإذ به حاضنٌ في صدره قمرا

يَزينُ طلعتَه الغراءَ داميها

وافى به حاملا نحو المخيم والآ

ماق في وجهه حمرٌ مجانيها

تخُطُّ رجلاه في لوح الثرى صحفا

الدمع مُنقطُها والقلبُ تاليها(١)

(نصاري)

يعمي من شرگ هامتك نصين

يبعد اهلي اصواب اليوجعك وين

يعمي اشلون اشيلك للصواوين

وانته من الطبر جسمك امخذم

____________________

(١) - مقتل الحسينعليه‌السلام عبد الرزاق المقرم ص٢٦٥.

٣٦٤

شاله او للمخيم بيه سدَّر

او حط جاسم يويلي ابصف الأكبر

گعد ما بينهم والدمع فجَّر

تشب ناره او عليه اتراكم الهم

نوبه ينحني اعله ابنه او يحبَّه

او يمدِّ ايده او يجس نِكّاد گلبه

او نوبه دمعه الجاسم يصبَّه

او يگللهم اشبيدي اعله المحتَّم

يم جاسم غدت للحرم حَنَّه

لَّمن شافته ابدمَّه تحنَّه

امه اتصيح يا جاسم امهنَّه

ابهلزفه يبعد الخال والعم

ربيتك او عيني اعليك تربي

او يحسِّب بيك ليل نهار گلبي

يجاسم بيش اوكِّد بعد دربي

او ضوه عيني طفاه الدهر واظلم

شجاعة القاسم وشهادته

ذكر المؤرخون أن القاسم بن الحسنعليهما‌السلام أبدى شجاعة لا تنسى وبطولة لا تقهر في عاشوراء كربلاء، رغم صغر سنه. واجماع الروايات على أنه لم يراهق. وعن بطولاته ذكر صاحب المنتخب: أنه قدم إلى عمر بن سعد وقال: يا عمر أما تخاف الله أماتراقب الله يا أعمى القلب أما ترعى رسول الله؟ فقال عمر بن سعد: أما كفاكم تجبراً يا آل أبي طالب؟ أما تطيعون يزيد؟ فقال القاسم: لا جزاك الله خيرا تدعي الأسلام وآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم.

حسنُّي خُلقٍ من نِجارِ محمدٍ

مضريُّ عِرقٍ من سلالة هاشمِ

غصنٌ نضيرٌ من أصول مَفاخر

ثمرٌ جنيٌّ من فروع مكارم

هَزَمَ الكماةَ بقوةٍ علويةٍ

وأبادهمْ طرّا ببطشٍ حاسم

٣٦٥

ثم طلب المبارزة فجاء إليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم، وكان له أربعة أولاد مقتولين فضرب القاسم فرسه بسوط وعاد يقتل بالفرسان إلى أن ضعفت قوته فهم بالرجوع إلى خيمة وإذا بالأزرق الشامي قد قطع عليه الطريق وعارضه، فضربه القاسمعليه‌السلام على أم رأسه فقتله وسار إلى الحسينعليه‌السلام وقال: يا عماه العطش العطش، أَدركني بشربة من الماء، فصبره الحسينعليه‌السلام وعاد ليودع أمه فلما رأته احتضنته وراحت تشمه وتقبله. ثم دفعته إلى نصرة عمه وكأني بالقاسم يخاطب أمه:

(شيعتي)

أوصيچ گلها اوصيه اتسمعين لفظ اجوابي

شبان لو شفتيهم تتذكرين اشبابي

محروم من شم الهوه من دون كل اصحابي

عطشان انه يا والده وكت الشرب ذكريني

وانقلب إلى الميدان فجعل همته على حامل اللواء وأراد قتله - كما سمعتهم قبل قليل - فأحاطوا به ورشقوه بالنبل وشد عليه الأزدي حتى ضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته، وقيل أن رجلا شق بطنه وآخر طعنه بالرمح على ظهره فأخرجه من صدره، أي وا قاسماه. ولا أدري كيف حال الحسينعليه‌السلام عمه، الذي سمعه ينادي السلام عليك مني يا عماه أدركني، فجاء إليه الحسين كالصقر المنقض على الصفوف حتى وصل إلى القاسم ودموع الحسين جارية وحسراته وارية وانشأ يقول:

غريبون عن أوطانهم وديارِهم

تنوح عليهم في البراري وحوشُها

٣٦٦

وهل كيف لا تبكي العيونُ لمعشر

سيوفُ الأعادي في البرارى تنوشها

بدورٌ توارى نورُها فتغَّيرت

محاسنُها تربُ الفلاةِ نعوشها

ثم نزل إليه ووضع صدره على صدره قال حميد بن مسلم فقلت في نفسي ما يصنع الحسين فاحتمله على صدره وكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض.

(نصاري)

شال احسين جسّام الشفيه

ابگلب مالوم يبچي اعله ابن اخيه

او رِجل جسام تسحل علوطيه

أثاري احسين ظهره انجسم نصين

فجاء به حتى ألقاء بين القتلى من أهل بيته.

(نصاري)

جابه او مدده ما بين اخوته

گعد عدهم يويلي وهم موته

بس ما سمعن النسوان صوته

اجت رمله تصيح الله أكبر

(أبوذية)

انهدم ذاك البنيته او طاح يبناي

يجاسم ليس بيه اگطعت يبناي

تبگه اوياي ظني بيك يبناي

تباريني لمن تدنه المنيه

ثم صاح: أللهم احصصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا(١) .

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣٩٨ ومصادر أخرى.

٣٦٧

(مجردات)

يا شبان بالله لا تونون

بونينكم گلبي تگطعون

تهدّون حيلي من تلوجون

يا ثمرة افادي متحچون

مدري يبعد اهلي اشتريدون

بعيونكم لَيّه تديرون

تشعبون گلبي من تلوعون

(مجردات)

اهنا يمغسّل الشبان بهداي

ابهيده من تصب اعليهم الماي

ترى اونينهم هلگطّع احشاي

خابت اظنوني او خاب رجواي

(أبوذية)

ضلع احسين علقاسم مَحنَّه

يعمي ابموتتك زادت محنه

شاله احسين وبدمه محنه

آه اشلون حال امه الزجيه

(تخميس)

وأقبل السبطُ يَحنو من تفجُّعِهِ

على هلالٍ هوى خسفاً بمطلعه

أهوى عليهِ ليرويه بمدمعه

إن يبكه عمُّهُ حزناً لمصرعه

فما بكى قمرٌ إلّا على قمرِ

٣٦٨

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

لا تَركننَّ إلى الحياةِ

إن المصيرَ إلى المماتِ

واعمل وكن متزودا

بالباقيات الصالحات

واغنم لنفسك فرصةً

تنجوبها قبلَ الفوات

واذكر ذنوبَك موقِنا

أن لا سبيلَ إلى النجاة

إلا بحبِّ بني النبي الـ

ـمصطفى الغرِّ الهداة

جار الزمانُ عليهمُ

ورماهمُ بالفادحات

هذا قضى قتلا وذا

ك مغيَّبا خوفَ العِدات

بعض بطيبةَ والغريّ

قضى وبعضٌ بالفرات

ظامٍ تُجرِّعُه العدى

صابَ الردى بالمرهفات

لم أنس إذ ترك الـ

ـمدينةَ خائفا شرَّ الطغاة

ونحا العراقَ بفتية

صِيدٍ ضراغمةٍ حماة

كحبيبِ والليثِ ابنِ عوسجةٍ

حليفِ المكرمات

والقاسمِ بنِ المجتبى

حُلوِ الشمائلِ والصفات

ذاك الذي يومَ الوغى

كأبيه حيدرَ في الثبات

وَرِثَ الإبا والعزَّ من

آبائِه الصيدِ الأباة

٣٦٩

ولقد بنى يومَ الطفوفِ

على المنيةِ لا الفتاة

حنّائُه دمُ نحرِه

والشمعُ أطرافُ القناة

والبيضُ غنّت للزفاف

بأرؤسِ الصيدِ الكماة

والسمرُ ترقص والهلاهلُ

من صهيلِ الصافنات

لهفي على وجناتِه

بدم الجبينِ مخضبات

جاء الحسينُ به إلى

خيم النساءِ الثاكلات

فخرجن رباتُ الحجالِ

من المضارب باكيات

يندبْنه لهفي على

تلك النساءِ الناديات(١)

(مجردات)

يبني امهنّه ابطيب نومك

عريان وامسلِّبه اهدومك

حرّ الشمس غيّر ارسومك

لو تنشره ابروحي لسومك

وين الذي ياخذ اعلومك

لبوك الحسن واهلك او گومك

اويلاه يلغسلك ادمومك

(مجردات)

يبني العتب وياك شيفيد

يا نور عيني افراگك إبعيد

يا مهجتي يا فرد يا حيد

يبني امن ابنها الوالده اتريد

(أبوذية)

ليالي اسهرت ربيتك وعدْلَك

وحسّب للعرس يبني وعدلك

أثاري النوب تاليها وعدْلَك

تعوف العرس وآنه ابگه ابعزيه

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين للإيرواني.

٣٧٠

(أبوذية)

حنينك يا گلب المن تَحنَّه

على العريس البدمه تحنه

ما تدري ابضلع رمله تحنه

اعله ابنها او تجذب الونه خفيه

رعاية الحسين للقاسم ابن الحسنعليهم‌السلام

توفي أبوه الحسنعليه‌السلام وكان له من العمر أربع سنين فرباه عمه الحسينعليه‌السلام فكان له الولد العزيز المدلل فقد كان يحبه حبا شديدا ولم يُذكر: أن الحسين عند وداع أحد من أهل بيته غشي عليه من شدة البكاء حتى عند وداع ولده وفلذة كبده علي الأكبر شبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنهم قالوا عند وداعه: ان الحسين أرخى عينيه بالدموع ولكنهم قالوا لما خرج القاسم وأقبل على عمه يستأذنه في القتال نظر إليه الحسين فلم يملك نفسه دون أن تقدم إليه واعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشيَ عليهما(١) .

أيها العمُّ رخصةً ليْ لاُطفي

لَهَباً منه يستجير الضميرُ

فأجاب الحسينُ إنَّ بك الـ

ـطرف قريرٌ وخاطري مسرور

أنت لي عن أخي الذخيرةُ ير

عاها ضميري وحبّيَ المذخور

كيف أرضى بأنْ اُقدِّم للذبح

نجما به الوجودُ منير

كيف ألقى اُمَّا حنونا وهل

مِثلَي في مثل موقفي معذور

قال يا عمُّ فالدفاعُ عن الدين

إذ ريعَ شرعُه المنصور

____________________

(١) - مقتل الخوارزمي ج٢ ص٢٧.

٣٧١

فبكا ثم ضمَّه السبطُ حينا

ثم وَلَّى كما تَهبُّ النسور

أقول: هذه ساعة اعتنق فيها الحسين ابن أخيه القاسم ثم ودعه فنزل إلى الميدان، وساعة أخرى اعتنقه وهو مشقوق الهامة مثخن بالجراح. ساعد الله قلبك أبا عبد الله وأنت ترى وديعة أخيك الحسن مغسلا بدمائه سيدي ما كنت تقول وأنت تحمله إلى الخيمة؟ قال بعضهم: كان الحسينعليه‌السلام يبكي عند رأسه وينادي يا بن أخي أنت الوديعة.

(تخميس)

يقول يا عمُّ يومٌ زاد واترُه

وقلَّ فيه لدى الشِداتِ ناصره

من للزكي لعرسِ المجدِ يُحضره

يا ساعد اللهُ قلبَ السبطِ ينظره

فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العمر

فلما سمعت النساء صراخ الحسين أقبلن إليه وهن يبكين لاطمات تتقدمهن أمه رملى وعمته زينب، فلما وصلن إليه ألقين بأنفسهن عليه وأمه تنادي وا ولداه وا قاسماه:

(مجردات)

يبني يجاسم جيت أشمّك

وبدمعي امش اجروح جسمك

دگعد يمن لا ظلت أمّك

ظل گلبي يبني ايحوم يمّك

يالحنتك من فيض دمّك

يالفدوه اروحن لك ولسمك

(مجردات)

يبني شده بالي اصوابك

يبني وحك فرگة اغيابك

صاب الگلب يبني الصابك

٣٧٢

(مجردات)

شلفايده ويّاك يبني

انه الوالده هيّن تذبني

مهو ارباك يمدلَّل اتعبني

ردتك عليَّ البيت تبني

(أبوذية)

ردتك ماردت دنيه ولا مال

اتحضرني لو وگع حملي ولا مال

يجاسم خابت اظنوني والآمال

عند الضيج يبني اگطعت بيه

(أبوذية)

جَرِحْ جسام ابگلبي مَن يَلمني

او على امصابه امن ابچي من يلمني

گلت عندي الكبرتي من يلمني

او خذه مني الزمان او گطع بيه

***

بنيَّ في لوعةٍ خلفتَ والدةً

ترعى نجومَ السما في الليل بالسهر

٣٧٣

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد صالح الحلي

يا دوحةَ المجدِ من فِهرٍ ومن مُضرِ

قد جفّ ماءُ الصِبا من غصِنكَ النضرِ

يا درّةً غادرت أصدافُها فعلت

حتى غلت ثمنا عن سائر الدرر

قد غال خسفُ الردى بدرَ الهدى

فيا نجومَ السما من بعده انتثري

حلوُ الشبيبةِ يا لهفي عليه ذوى

من بعد إيناعه بالعزّ والظفر

خضابُه الدمُ والنبلُ النِثار وقد

زفّته أعدائُه بالبيض والسمر

ما اخضرَّ عارضُه ما دبَّ شاربُه

لكن جرى القدرُ الجاري على القدر

فاغتال مَفرقَه الأزديّ بمرهفِه

فخرَّ لكن بخدِّ منه منعفر

إن يبكه عمُّه حزنه لمصرعِه

فما بكى قمرٌ إلّا على قمر

يا ساعدَ اللهُ قلبَ السبطِ ينظره

فردا ولم يبلغِ العشرين في العمر

لابنِ الزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري

من الدموع دما يا مهجتي انفطري

ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنت على

وجهِ الصعيدِ ضجيعَ الصخر والحجر

مرملا مذ رأته رملةٌ صرخت

يا مهجتي وسروري يا ضيا بصري

بنّي تقضي على شاطي الفرات ظماً

والماءُ أشربه صفوا بلا كَدَر(١)

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين.

٣٧٤

(تجليبة)

آيبني شگول اعليك آيبني

دولبني زماني بيك دولبني

دولبني زماني بيك يا سلوه

اشولن انساك وانسه ايامك الحلوه

اشهل بلوه المثلها ما سدت بلوه

آيبني لعند الموزمه اتذبني

تذب البيك تسعه امن الشهر شالت

او نالت من ثجيل الحمل ما نالت

أمك جابتك يمدلّل او حالت

يوم البي صرت يا شبل شيبني

شيبني اصيارك والهدم حلي

هز مهدك يشمامه او سهر ليلي

منك خابت امك ليش يا ويلي

آخر ما گلت حگها او تطالبني

اتعبني او سگمني وغيّره اللوني

وعلى صدري ربيت او مهدك امتوني

حسبت احساب واحسابي طلع دوني

على راسي البيت اتشيّده او تبني

تبني البيت لَّمك والجعيده امك

تصابحني او تجيب الواجب ابصمك

ريت الگبر ضمني گبل ما ضمك

الموت الموت يبني اوياك يرغبني

يرغبني الكر سني او شوفي ازهيد

حيلي راح مني والجريب ابعيد

يبني من تجي الشبان يوم العيد

صار النوح يوم العيد يطربني

يبني الافجدات اكثرهن امختلفات

ما تدري تموت أم الولد لو مات

يبني ارباي وينه او سهر ليلي الفات

يبني ليش ما تگعد تحاسبني

بين القاسم وعلي الأكبر (عليهما‌السلام )

قيل إن الحسينعليه‌السلام لما جاء بالقاسم إلى الخيمة، التي فيها جثمان علي الأكبر، طرحه إلى جنبه، فجعل ينظر إلى وجه الأكبر تارة وينادي وا ولداه وا

٣٧٥

علياه، وتارة ينظر إلى وجه القاسم وينادي وا ولداه وا قاسماه، تاركا بينهما فراغا لرجل ثالث كان ذلك الفراغ للحسين الذي جلس بينهما حتى طال بقاؤه بينهما، وكانت أم الأكبر وأم القاسم تنتظران خروجه، لأنهن يستحين من الحسينعليه‌السلام أن يندبن ولديهما وهو حاضر. لذلك جئن إلى زينب وطلبن منها أن تذهب وتطلب من الحسينعليه‌السلام أن يفسح لهن المجال ليقضين وطرا من الكباء على الشباب.

فجاءت زينب إلى الحسينعليه‌السلام قائلة: أخي أبا عبد الله ساعدك الله على هذه المصيبة، أبا عبد الله هذه أم القاسم وأم علي الأكبر يردن الدخول إلى الخيمة للبكاء على قتلاهن وهن يستحين منك. فقال الحسينعليه‌السلام : إن المصيبة والرزء أكبر فليأتين، وليندبن قتلاهن.

عند ذلك التفتت الحوراء زينب وصاحت يا ليلى ويا رملى هلممن للبكاء والعويل(١) .

(نصاري)

طبَّن من طلع من خيمته احسين

او ما تدري الصايح گبَّر امنين

حَكهن لو بچن ويهملن العين

كل منهن وليها اموزعينه

رمله اتصيح يوليدي يجاسم

عمت عيني على التربان نايم

تردلي من الحرب ظنيت سالم

او لن جسمك ابدمه امخضبينه

والأكبر يَمَّه ليله اتصيح يبني

دحاچيني ترى امصابك كتلني

____________________

(١) - عددة الخطيب ج١، فاضل الحياوي.

٣٧٦

ما تسمع يبعد الروح ونّي

أظن النَفَس گلبك گاطعينه

شباب اثنين ما وصلوا العشرين

او كل واحد امن أمه طرَّه البين

ليله اتصيح اجتنه كربله امنين

عسن للطف يرمله لا لفينه

(أبوذية)

يخويه اصغاركم خلصت والاكبار

عسن لا صرت بالدنيه والاكبار

وشوف القاسم موذر والاكبر

الكل منهم على الغبره رميه

(نصاري)

علامت اوليدي امحنه الايدين

او مطعون بفاده طعنتين

وسالت ادمومه على الخدين

او بعده شباب او ما تهنه

(أبوذية)

يبني ما ذكرت أمك وحنيت

عفتني امن انطبگ ظهري وحنيت

يجاسم خضبت شيبي وحنيت

ابدمك يا شباب الغاضريه

***

فلهفي على ذاك المحيا معفرا

ولهفي على تلكَ الخدود النواعم

٣٧٧

المجلس الخامس

القصيدة: للمرحوم الشيخ صالح الكواز الحلي

يا أيها النبأُ العظيمُ إليك في

أبناكَ مني اعظمَ الأنباءِ

إن الذَين تقدما يقيانِك الـ

ـأرماحَ في صِفّينَ بالهيجاء

فأخذتَ في عضيديهما تَثنيهما

عمّا أمامَك من عظيم بلاء

ذا قاذفٌ كبدا له قطعا وذا

في كربلاءَ مقطعُ الأعضاء

ملقى على حرِّ الصعيد مجرَّدا

في فتية بيضِ الوجوهِ وِضاء

تلك الوجوهُ المشرقاتُ كأنّها الـ

ـأقمارُ تسبح في غديرِ دماء

رقدوا وما مرّت بهم سِنةُ الكرى

وغفت جفونُهمُ بلا إغفاء

متوسدينَ من الصعيد صخورَه

متمهدين حرارةَ الرمضاء

مدّثرينَ بكربلا سلبَ القنا

مزّملين على الرُبى بدماء

خَضِبوا وما شابوا وكان خضابُهم

بدم من الأوداج لا الحناء

أطفالُهم بلغوا الحلومَ بقربهم

شوقا إلى الهيجاء لا الحسناء

ومغسّلينَ ولا مياهَ لهم سوى

عبرات ثكلى حرةِ الأحشاء(١)

____________________

(١) - ديوان الكواز ص١٧.

٣٧٨

(مجردات)

يا شبّان يا حلوين الاطباع

عفتوا الحرم نمتوا على الگاع

ظلّت وحدها ابگلب مرتاع

رحتوا او غدت عيلتكم اضياع

(مجردات)

يشبان فرگتكم ثجيله

ينجوم غيبتكم طويله

يحلوين يبدور الجبيله

طاح الحمل ياهو اليشيله

او ضعن الحراير من يجيله

(مجردات)

عافوا منازلهم الشبان

كلهم او ناموا على التربان

او ظليت وحدي ابّين عدوان

انادي عليكم يالعدنان

عفتوا الحريم ابغير وليان

(أبوذية)

يبني الدوم أباريلك وداري

وانته ابحالتي تعلم وداري

يجاسم يا ضوه اعيوني وداري

انه ردتك ذخر وگطعت بيه

شهادة أبناء الحسن بن عليعليهم‌السلام في كربلاء

لقد جاء في كتاب المقاتل والسير أن مجموعة من أبناء الحسن المجتبى قتلوا مع عمهم الحسينعليه‌السلام في يوم عاشوراء.

قال الراوي: ثم خرج عبد الله بن الحسن المكنى بأبي بكر وأمه رملة وكان خروجه إلى القتال قبل أخيه القاسم وكان يقول:

٣٧٩

إنْ تُنكروني فأنا ابن حيدرهْ

ضرغامِ آجامٍ وليثِ قَسورهْ

على الأعادي مثلُ ريحٍ صَرصَره

أكيلكم بالسيف كيلَ السندره

وقاتل قتال الأبطال حتى قتل (رضوان الله عليه).

وممن برز للقتال بين يدي عمه هو الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأمه خوله بنت منظور الفزارية وقد أبدى بطولة وشجاعة في ميدان القتال حتى أثخن بالجراح فحمل إلى خيمة الشهداء وكان به رمق ولم يعلموا به فلما جاء أصحاب ابن سعد بعد مقتل الحسين لقطع الرؤوس وجدوا الحسن المثنى حيا لم يمت فتشفع به أسماء بن خارجة الفزاري أحد أخواله فحمله إلى الكوفة وعالجه فبرئ ثم لحق بالمدينة(١) .

وقال في الدمعة الساكبة: ومما عظم به المصاب على الحسينعليه‌السلام وهو في تلك الحال - أي عند سقوطه على الأرض وجراحاته تترف دما - شهادة ابن أخيه عبد الله الأصغر بن الحسن المجتبىعليه‌السلام الذي خرج من المخيم فرأى عمه ملقى على وجه الأرض فأسرع إليه وكان عبد الله غلاما ابن أحدى عشر سنة حتى وقف إلى جنب عمه الحسينعليه‌السلام فلحقته زينب بنت علي لتحسبه فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال والله لا أفارق عمي. وأهوى بحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها فإذا هي معلقة فنادى الغلام يا عماه فأخذه

____________________

(١) - وكان متزوجا من ابنة عمه فاطمة بنت الحسين وأكثر نسل الإمام الحسنعليه‌السلام منه. قتل بالسم في زمن الوليد بن عبد الملك الأموي. مقتل بحر العلوم المجلس الثامن.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436