سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام13%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211307 / تحميل: 6678
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

(تخميس)

يحقُّ للراسياتِ الشُمِّ تنصدعُ

لفقدهم وبحورِ العلمِ تُنتزع

واصرخنَّ بصوتٍ ليس ينقطعُ

نذرٌ عليّ لئن عادوا وإن رجعوا

لأزرعنَّ طريقَ الطفِّ ريحانا

٦١

المجلس الخامس

القصيدة: للسيد حسين الموسوي الغريفي

البحراني ت١٠٠١ه

امربعُ الطفِّ ذا أمْ جانبُ الطور

حيّا الحيا منك ربعا غيرَ ممطورِ

كم فيكَ روضةُ قدسٍ اَعبقت اَرجا

كأنها جنةُ الوالدان والحور

يا كربلا حزتِ شأنا دونه زُحلٌ

وفزتِ بالسادة الغرِّ المغاوير

أيجملُ الصبرُ في آلِ النبيّ وهم

جمعٌ قضوا بين مسمومٍ ومنحور

فأيُّ عين عليهم غيرُ باكيةٍ

وأيُّ قلبٍ عليهم غير مفطور

من مُبْلِغُ المصطفى والطهرِ فاطمةٍ

أن الحسين طريح غير مقبور

من مبلغ المرتضى أن الحسينَ لُقىً

سقتْه أيدي المنايا كأسَ تكدير

وإنَّ أعظمَ شيءٍ سَوْقُ نسوتِه

أسرى يُسارُ بها من غير تسيير

وزينب ذات أشجان ومدمعُها

في الخدّ ما بين منظومٍ ومنثور

تبكي وتُظهر مما في ضمائرها

من الأسى في رثاها كلَّ مستور

تقول يا قمراً حاقَ المِحاقَ به

وشمسَ عِزٍّ عراها صرفُ تكوير

سُؤلي غياثي مُغيثي غايتب أملي

ركني عمادي عميدي عصمتي سوري(١)

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٦٩٢.

٦٢

(مجردات)

يخويه جيت كون اخبر جنابك

يخويه بالعده نهبوا اطنابك

يخويه الگيتْ بالمنحر اصوابك

يخويه انشلت ايده اشلون صابك

يخويه من سلب منك اثيابك

يخويه ما خجل منّك او هابك

(أبوذية)

حسين الطاعته الباري فرضها

الظالم هشّم اعظامه فرضها

عليه صلّت سيوف الشر فرضها

وهو صابر جرع مُر المنيه

(تخميس)

يا من له فصلُ الخلائقِ صائرُ

وعليه قطبُ رحى الجلالةِ دائر

ومجيبَ دعوةِ من دعاه وناصر

يا ليت في الأحياءِ شخصَك حاضر

وحسينُ مطروحٌ بعرصةش كربلا

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يطيق رؤية الحسنينعليهم‌السلام عطاشى

نقل في المنتخب، عن لوط بن يحيى، عن عبد الله بن قيس، قال: كنت ممن غزى مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في صفين وقد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي الماء وحرزه عن الناس، فشكى المسلمون العطش، فأرسل فوارس على كشفه، فانحرفوا خائبين، فضاق صدره فقال له والده الحسينعليه‌السلام : امضي إليه يا أبتاه؟ فقال: امض يا ولدي، فمضى مع فوارس، فهزم أبا أيوب عن الماء، وبنى خيمته، وحط فوارسه، وأتى إلى أبيه وأخبره.

فبكىعليه‌السلام فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ وهذا أول فتح ببركة الحسين، فقال ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلاء حتى ينفر فرسه

٦٣

ويحمحم ويقول: الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها.

وعن ابن عباس، قال: عطش المسلمون في مدينة الرسول في بعض السنين عطشا شديدا، حتى أنهم عادوا لا يجدون الماء في المدينة، فجاءت فاطمة الزهراءعليها‌السلام بولديها الحسن والحسينعليهم‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت: يا أبة ان ابنيَّ الحسن والحسين صغيران لا يتحملان العطش فدعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحسن فأعطاه لسانه حتى روي، ثم دعا بالحسين فأعطاه أيضا لسانه فمصه حتى روي، فلما رويا وضعهما على ركبتيه، وجعل يقبل هذا مرة وهذا أخرى ثم يلثم هذا لثمة وهذا لثمة ثم يضع لسانه الشريف في أفواههما وهو معهما في غبطة ونعمة.

فبينما هو كذلك إذ هبط الأمين جبرئيلعليه‌السلام بالتحية من الرب الجليل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد ربك يقرؤك السلام، ويقول: ان هذا ولدك الحسن يموت مسموما مظلوما (أي وا إماماه واحسناه)، وهذا ولدك الحسين يموت عطشانا مذبوحا (أي وا إماماه واحسيناه), فقال: يا أخي جبرئيل ومن يفعل ذلك بهما؟ قال: قوم من بني أمية يزعمون أنهم من أمتك، يقتلون أبناء صفوتك، ويشردون ذريتك(١) .

أقول يا رسول الله: أنت لا تحتمل رؤية الحسن والحسين عطاشى فعمدت إلى اروائهم فكيف بك لو نظرت إلى سبطك الحسين عطشانا لا يسقى وظمآنا لا يروى وكيف بك لو نظرت إليه مذبوحا من قفاه قد حمل

____________________

(١) - المنتخب ص١٨٧/١٨٨.

٦٤

رأسه إلى طاغية الكوفة أما جسده فمسلوب عار في صحراء كربلاء والشمس تصهره بحرارتها:

معرّىً في الهجيرةِ لا يُوارى

مخلّىً من بعيدة أو قريب

واين الزهراء التي لا تطيق رؤية الحسين عطشانا كيف بها لو رأته بحالة تقشعر منها الأبدان.

(مجردات)

يبني يريحانة المختار

يحسين يلمثلك فلا صار

اشذنبك يقتلونك الأشرار

تمنيت لن حاضر الكرار

جان اعله شانك رجّ الأقطار

واللي يهيج بالگلب نار

خواتك بگت من غير نغّار

ويقول ابن فايزرحمه‌الله عن لسان الزهراءعليها‌السلام :

(فايزي)

حتى جنينك ذابحينه يا جنيني

يا نور عين المصطفى او يا نور عيني

ليش العداوه بين هلأمة او بيني

الله يجازي من فعل بيك هلافعال

ايحگلي على امصابك لشق يحسين جيبي

وابدمك يسبط المصطفى لَخْضب الشيبي

جيتك امن الجنه اشوفك يا حبيبي

الله ياخذلي ابحقي من هل أنذال

٦٥

يحسين گلي وين ابو فاضل اشوفه

گلها بعد مثلي او مگطوعه اچفوفه

گطعوا يمينه معْ شماله هَل الكوفة

خلّوا عَفيره جثته من فوگ الرمال

(تخميس)

قومي اندُبي بين أهلِ الأرض عصمتَها

بعَوْلةٍ تسمع الأملاكُ جلبتها

قومي لرأسٍ هُدي أهدوه صعدتها

وجثة أبلتِ الأيامُ جِدّتَها

وغيّرتْها الليالي أيَّ تغيير

٦٦

المجلس السادس

القصيدة: للسيد ميرزا صالح القزويني الحلي الهنداوي

ت ١٣٩٧ه

وقائلةٌ ماذا القعودُ وفي الحشا

تهلبُ نارٍ جمرها قد تسعّرا

فقم أنت واضربْ بالحسام وبالقنا

وقُدها أسودا واملأِ الأرضَ عَثيرا

فقلت لها والدمع منها كأنه

سحائبَ فوقَ الوجنينِ تحدّرا

فو اللهِ لا انجزتُ للصحبِ موعدي

ولا أنا جرّدت الحسامَ المذكّرا

ولا عرقتْ بي عصبةٌ هاشميةٌ

أسودٌ بيوم الرَوْعِ والخطبُ قدعوا

هم الموقِدون النارَ للحرب في الضحى

كما أوقدوها في دجى الليل للقِرى

فكم لهمُ من طعنة يَسبق القضا

مداها وكم من ضربةٍ تَقصمُ العُرى

إلى أنْ دهى ما اعقبَ الدينَ وقعُه

أسىً وجرى حكمُ القضاءِ بما جرى

تداعوا إلى ورد المنون كأنهم

بدور تغشّاها الخسوف فغيّرا

بنفسي وآبائي نفوسا قضتْ على

ظلماً ونداها مد مجراه أبحرا

بنفسي وآبائي نفوسا أبَتْ لها

جفونٌ بدار الذُلّ أنْ تَقبلَ الكرى

بنفسي رؤوسا فوق شاهقةِ القنا

تُعلى فينحطّ العلى واهلي الذرا

وأعظمُ خطبٍ لو يُصادفه الصفا

لذاب أسىً من وقعِه وتفجرا

٦٧

عقائلُ آلِ اللهِ تستاقها العدا

على هُزّلٍ قد انحلتها يد السرى

ترى فوق أطراف القنا لحماتها

رؤوسا كامثال الكواكب نضّرا

وترنوا إلى أجسادها في ربى الثرى

نُبِذْنَ على رغم المكارم بالعرا(١)

(نصاري)

هاي الما تعرف السير والبيد

او ما تدري عدوها اليوم شيريد

ظلت بس تعيد النوح ترديد

مشت واعيونها اعله احسين تنظر

مشوا بيها العده الكوفة الكرار

او راس احسين عالي اعله الرمح صار

او من طبت او وصلت ذيچ الاديار

اجتها الناس واعليها اتفكر

غدت متحيره واتدير بالعين

لا عباس ظل عدها ولا احسين

مبتليه ابغدّر ناس نذلين

عليها ما تحن ساعه او تنغر

(أبوذية)

متدري اشكثر يبني على البل

دليل او هاذي ما چانت على البل

عگب ذاك الخدر اطلع على البل

وعگب عباس يحدي الشمر بيه

وصايا الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام إلى زوار الحسينعليه‌السلام

عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أحدثه فدخل عليه ابنه فقال له: مرحبا وضعمه وقبله، وقال: حقر الله من حقركم، وانتقم ممن وتركم، وخذلكم، ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء.

____________________

(١) - البابليات ج٢، ص١٤٩.

٦٨

ثم بكى وقال: يا أبا بصير أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة؟ فبكيت حين قالها، فما قدرت على النطق، وما قدرت على كلامي من البكاء ثم قام إلى المصلى يدعو، وخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم، وأصبحت صائما وَجِلاً حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم ينزل بي عقوبة.

وعن عبد الملك بن مقرن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا زرتم أبا عبد اللهعليه‌السلام فالزموا الصمت إلا من خير، وان ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر، فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء، فينتظرونهم حتى تزول الشمس، وحتى ينوّر الفجر، ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السماء، فأما ما بين هذين الوقتين فانهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء.

وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أيضا: أن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة.

أقول وكيف لا تبكي ملائكة السماء وهم ينظرون إلى الحسين والشمر جالس على صدره.

لهفي له والشمرُ يقطعُ رأسَه

وخيولُهم تجري على أعضائهِ

والمـُهرُ يندبه ويَلِثمُ نحرَه

ويقول عاري السرجِ في بيدائه

قُتِلَ الحسينُ وهُتّكت نسوانُه

وغدا يُباح المحتمى بحمائه

(نصاري)

هون فوگه يشمن دم الجروح

لِگنَّه ايعالج او محتار بالروح

٦٩

بچت زينب او دمع العين مسفوح

تگله ياهو الوصّيته بيّه

بچت زينب او نادتَّه يمهيوب

دگلي هليتامه اتروح يا صوب

يخويه ليش عفتونه فرد نوب

او رحتوا بالطبگ يهل الحميه

وأقول أيضا: وكيف لا تبكي ملائكة السماء وقد طيف برأس ابن فاطمة والنساء من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بلد إلى بلد.

(أبوذية)

سلتني كربله يا بوي والشام

او هوه الدنيه علينه انگطع والشام

وجهي من سنا النيران وشّام

او ما تدري السده والصار بيه

(تخميس)

غدت ربةُ الاخدار ولهى اسيرةً

تَقاذَفُها البيدا ضُحىً وهجيرةً

وتهتف بالحامي الجوارِ عشيرةً

اترضى وأنت الثاقبُ العزمِ غيرةً

يلاحظُها حسرى القناعِ يزيد

٧٠

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ حسن النجفي

لمصاب الحسين زاد شجوني

فاعذلوني إن شئتموا فاعذلوني

كيف لا أندُبُ الحسينَ بجفنٍ

مقرَحٍ بالبكا وقلبٍ حنين

لهفَ قلبي عليه وهو جديلٌ

فوق وجه الصعيدِ دامي الجبين

يتلضّى من الصدى وعلى الخدّ

جواري عيونِه كالعيون

لست أنساه بالطفوف فريدا

منشِدا من لواعج وشجون

ليت شعري لأي ذنبٍ ويا ليت

على أيِّ بدعةٍ يقتلوني

ان يكن قد جهلتموا الفضلَ منا

فاسئلوا محكمَ الكتابِ المبين

والدي أشرف الورى بعد جدي

وأخي أصلُ كلِ فضلٍ ودين

والبتولُ الزهراءُ أميْ وعمّيْ

ذوالجناحينِ صاحبُ التمكين

وينادي يا أمَّ كلثومَ قومي

قبل تفريق شمِلنا ودِّعيني

واذرفي دمعَكِ المصونَ على الخدِّ

ونوحي عليَّ ثم اندبيني

وإذا ما رأيتِ مقتلولَ ظلمٍ

منعوه عن حقِّه فاذكريني

لهفَ قلبي لزينبٍ وهيَ تبكي

وتنادي من قلبها المحزون

يا أخي يا مؤمَّلي يا رجائي

يا مُنائي يا مسعدي يا معيني

٧١

كنتَ أمنا للخائقين ويُمنا

للبرايا في كل وقت وحين

يا هلالا لما استتمَّ ضياءً

غيّبته بالطف أيدي المنون

ليت عينيكَ يا شقيقيْ ترانا

حاسراتٍ من بعد خدرٍ مصون

سافراتِ الوجوهِ مهتكاتٍ

بين عبدٍ فاغٍ ووغدٍ لعين(١)

(مجردات)

بعدك تراهو الدهر ذبني

واعله العين يا خويه سطرني

والسوط هلورمه المتني

وحچي الشماته اللي كتلني

و امصايبك خويه عمنّي

(مجردات)

حرمه او غريبه ابين ظلام

و امحنه ابنسوان وايتام

ما چنت احسّب لن الأيام

ابيسر امشي الديرة الشام

لا يزوك... إلا الصديقون من أمتي

قال في كامل الزيارة بسنده عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا دخل الحسين جذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنينعليه‌السلام

____________________

(١) - المنتخب ص٤١٣: لقد ذكر الشيخ الطريحيرحمه‌الله أن هذه القصيدة هي للشيخ حسن النجفي وقد فتشت في كتب التراجم والأدب فلم أعثر على ترجمة لهذا الشاعر، نعم ان الخاقانيرحمه‌الله ذكر في موسوعته شعراء الغري ج٣ شاعر بهذا الاسم إلا انه من معاصري السيد مهدي بحر العلوم ومن المعلوم ان الطريحي سابق لعصر السيد بحر العلوم بأثر من مائة سنة لهذا فان حسن النجفي الشاعر المذكور في المنتخب مجهول الحال ولعل تصحيفا او خطأ ما قد وقع والله العالم.

٧٢

امسكه ثم يقع عليه فيقبله ويبكي فيقول الحسين: يا أبه لم تبكي؟ فيقول له: يا بني اقبل موضع السيوف منك وأبكي، قال: يا أبة واقتل؟ قال: أي والله وأبوك وأخوك وأنت قال: يا أبة فمصارعنا شتى - أي كل واحد منا يدفن في ناحية -؟ قال نعم يا بني قال: من يزورنا من أمتك؟ قال لا يزور أباك وأخاك وأنت إلا الصديقون من أمتي(١) .

فبكى الحسينُ وقال رزئي فادحٌ

فتصارخوا أهلُ العَبا لبكائِهِ

قال الحسينُ وحقَّ مَن خلق الورى

طرّا وسقّفَ أرضَه بسمائه

لا أدخلُ الجناتِ حتى يدخلوا

واللهُ يهدي من يشا بهدائه

وفيه عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: كان الحسينعليه‌السلام مع أمه تحمله فأخذه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لعن الله قاتليك ولعن الله سالبيك ولعن الله المتأزرين عليك وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.

فقالت فاطمةعليها‌السلام : يا أبه أي شيء تقول؟ قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم يا أبة وأين هذا الموضع الذي تصف؟

قال: موضع يقال له كربلاء وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأمة يخرج عليهم شرار أمتي قالت: يا أبة فيقتل؟

قال: نعم يا بنتاه ما قتل قبله أحد كان تبكيه السموات والأرض

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٤٨ بحر العلوم.

٧٣

والملائكة والوحوش والحيتان في البحار والجبال لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس وتأتيه قوم من محبينا ليس على الأرض أعلم بالله ولا أقول بحقنا منهم وليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم وأولئك مصابيح في ظلمات الجور وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا عليّ بسيماهم وأهل كل دين يطلبون أئمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا(١) .

قالت بأيّ الأرضِ يُقطع رأسُه

وبأيّ شهر كان كونُ فِنائِه

قال النبيُّ يكون ذا بمحرم

في يوم عاشورا شنيعُ نعائه

ويكون مصرعُه المهولُ بكربلا

ومصارعُ الأنصارِ في صحرائه

فبكت وقالت واشماتةَ حاسدي

واصفوةَ الجبار من خلصائِه

من ذا يغسله ويحمل نعشَه

من ذا يواري جسمَه بثرائه

من يكفل الأيتامَ بعد وفاتِه

من ذا يقيم مآتما لعزائه

وكأني بالزهراءعليها‌السلام :

(مجردات) (٢)

ما چنت أظن ايموت عطشان

او محّد يشيله امن آل عدنان

او تلعب عليه الخيل ميدان

او راسه يرفعونه على اسنان

او تبگه الحريم ابغير وليان

وكأني برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجيبها:

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٤٨/٤٩ بحر العلوم.

(٢) - للمؤلف.

٧٤

(مجردات) (١)

يگلها يبويه او دمعه غدران

الشيعه تدفنه ابَّچي او أحزان

او تلطم عليه شيب او شبان

(أبوذية)

عليّه حگ ولايتكم لهبها

وأنه روحي لبو اليمه لهبها

ابگلبي نارك اليسعر لهبها

او عله امصابك أون يبن الزجيه

***

فأتى الأمينُ إلى الأمينِ يقول قد

اوحى إلهُ العرشِ في أنحائِهِ

أن قلْ لسيدةِ النساءِ بأنني

اُنشي كراما شيعةً لعزائه

____________________

(١) - للمؤلف.

٧٥

المجلس الثامن

القصيدة: للشخ حسين بن علي بن حسن

البلادي القديحي ت١٣٨٧ه

أيُّ خطبٍ عرى البتولَ وطه

ونحى أعينَ الهدى فعماها

أي خطبٍ أبكى النبيينَ جميعا

وله الأوصياءُ عزَّ عزاها

أي خطب أكبى الملائكَ طرّاً

وقلوبُ الإيمانِ شبّتْ لظاها

ذاك خطبُ الحسينِ أعظمْ بخطبٍ

صيّر الكائناتِ يجري دماها

لست أنساه في ثرى الطفِ أضحى

في رجالٍ إلُهها زكّاها

نزلوا مترلا على الماءِ لكنْ

لم يبلُّوا عن الضَرامِ شِفاها

تركوهمْ على الرغامِ ثلاثا

جثّما غُسلُها فيوضُ دماها

قد أحاكت لها السوافي ثابا

نسجت للورى ثيابَ جواها

وبنفسي فردَ الحقيقةِ أضحى

مُفرَدا حلّقت عليه عداها

وأبيه لولا أحبَّ لقاه

ربُّه ما ثوى بحرِّ رُباها

عاريا صلّتِ السيوفُ عليه

فاغتدى مسجَدا لبيض ضباها

غسلته السيوف ماءً طهورا

كفنته الرياحُ سافي ذراها

شيّعتْ نعشَه الرماحُ وأمسى

قبرُه في قلوب مَن والاها(١)

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص١٦٣.

٧٦

(نصاري)

يا شيال راس احسين رد بيه

لوين اتريد عن جسمه تودّيه

نريد الراس يم جسمه نخلّيه

او ندفنه لا يضل جسمه امجسم

يا شيال راس احسين ردّه

لوين اتريد عن جسمه تبعده

لون ايشوف حاله اليوم جده

بجه اعلى امصيبته ابدال الدمع دم

(أبوذية)

الماتم بس إلك يحسين ينصاب

او دِمَه ابيومك ابدال الدمع ينصاب

يريت الصوّبك بالگلب ينصاب

او تدوس الخيل صدره اعله الوطيه

(تخميس)

عن فاطمٍ قتلُ ابنِها متفرِّعُ

وبسقطِها بالطفِ أودتْ رُضّعُ

وبسيل أدمعِها اُسيلتْ أدمعُ

وبكسر ذاك الضلعِ رُضّتْ أضلعُ

في طيِّها سرُّ الإلهِ مصونُ

جبرئيلعليه‌السلام يخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمقتل الحسنينعليهم‌السلام

روي عن السيدة أم سلمة زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم ودخل في اثره الحسن والحسينعليه‌السلام وجلسا إلى جانبيه فأخذ الحسن على ركبته اليمنى والحسين على ركبته اليسرى وجعل يقبل هذا تارة وهذا أخرى وإذا بجرئيل قد نزل وقال: يا رسول الله انك لتحب الحسن والحسين، فقال وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا وقرتا عيني فقال جبرئيل يا نبي الله ان الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له فقال: وما هو يا أخي؟ فقال: قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموما وعلى هذا الحسين

٧٧

أن يموت مذبوحا وأن لكل نبي دعوة مستجابة فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن والحسينعليهم‌السلام فادع الله أن يسلمهما من السم والقتل وان شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمتك يوم القيامة، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أخي جبرئيل أنا راض بحكم ربي لا أريد إلا ما يريده وقد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من امتي ويقضي الله في ولدي ما يشاء(١) .

وروي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان ذات يوم جالسا وحوله علي وفاطمة الحسن والحسينعليهم‌السلام فقال لهم: يا أهل بيتي كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتى فقال له الحسينعليه‌السلام يا جد نموت موتا أو نقتل قتلا؟ قال: يا بني يا تقتلون ظلما وعدوانا وتشرد ذراريكم في الأرض شرقا وغربا.

ولله در القاتل:

لا تأمنِ الدهرَ إن الدهرَ ذو غِيَرٍ

وذو لسانينِ في الدنيا ووجهينِ

أختى على عترةِ الهادي فشتتهم

فما ترى جامعا منهم بشخصين

بعض بطيبةَ مدفونٌ وبعضُهمُ

في كربلاءَ وبعض في الغريَين

وأرضُ طوسٍ وسامرا وقد ضمنت

بغدادُ بدرين حلّا وسطَ قبرين

فقال الحسين: ومن يقتلنا يا جد؟ فقال: يقتلكم أشرار الناس قال: فهل يزورنا بعد قتلنا أحد من أمتك؟ فقال: نعم طائفة من أمتي يزورون قبوركم ويبكون عليكم ويندبون وينوحون حزنا على مصابكم يريدون بذلك برِّي

____________________

(١) - المنتخب ص٨٥.

٧٨

وصلتي(١) .

يا سادتي ألِمَنْ أنعى أسىً ولمن

أبكي بجفنَينِ من عينَيّ قريحين

أبكي على الحسن المسمومِ مضطهدا

أم للحسين لُقىً بين الخميسين

أبكي عليه خضيبَ الشيبِ من دمه

معفرَ الخدِّ محزوزَ الوريدين

(مجردات)

وين الذي الهاشم يصلها

بحسين يخبرها او يگلها

بالطف بگه اشبيح النبلها

او حريمه احرگت كوفان ظلها

سبيات ما واحد يجلها

ذليلات محَّد يرحم الها

اعرضوهن على البلدان كلها

مصيبه فلا صارت مثلها

(أبوذية)

صدك زينب يبو الحسنين تنساب

عگب عزها يحامي الجار تنساب

هاي ام الحزن بالحسب تنساب

الجدها المصطفى سيد البريه

(تخميس)

فاوقفها مثل الأما في ابتياعها

وابرزها تُخمى بضوِّ شعاعِها

وجرَّعها الأوغادُ ذُلَّ سماعِها

بسب أبيها عند سلبِ قناعِها

ولا ستر إلا ساعدٌ وزنودُ

____________________

(١) - المصدر السابق ص٨٥.

٧٩

المجلس التاسع

القصيدة: للشيخ هادي كاشف العطاء

ت١٣٦٠ه

ربعٌ محى الحدثانِ رسَمه

أجرى عليه الدهرُ حكمَهْ

أوحشتَ يا ربعَ الهدى

ولبستَ بعد النورِ ظلمه

ولقد أشابت لُمّتي

نوبٌ تشيب كلَّ لُمّه

يوم أبيُّ الضيمِ فيه

اُبى المذلّةَ والمذمّه

وسقى الثرى بدم العدوّ

واطعم العقبانَ لحمه

وافى لعرصة كربلا

من هاشم في خير غِلْمه

أقمارِ تمٍّ أسفرت

بدجى الخطوبِ المدلهمّه

وليوثِ حربٍ صيرّت

سمرَ العوالي اللُدن أجمه

حتى إذا نزل القضا

ء واَنفذَ المقدورُ حتمه

نهبتهمُ بيضُ الضبا

وتقاسمتهم أيَّ قسمه

يا صدمةَ الدينِ التي

ما مثلُها للدين صدمه

هدّمتِ أركانَ الهدى

وثلمتِ في الإسلام ثلمه

قتل الإمامُ ابنُ الإما

مِ أخو الإمامِ أو الأئمه

ما ذاق طعمَ الماءِ حتى

صار للأسياف طُعمه

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ينصرنا؟ أما من ذاب يذب عنا؟

فخرج القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسينعليه‌السلام اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما، فلما أفاقا طلب القاسم المبارزة فأبى الحسينعليه‌السلام فقال: يا عماه لا طاقة لي على البقاء، وأرى بني عمومتي وأخوتي مجزرين، وأراك وحيدا فريدا.

فقال له الحسينعليه‌السلام يا ابن أخي أنت الوديعة، فلم يزل القاسم يقبل يديه ورجليه فقال له عمه: يا ولدي أتمشي برجلك إلى الموت؟ فقال: وكيف يا عم وأنت بقيت بين الأعداء وحيدا فريدا لم تجد ناصرا ولا معينا، روحي لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء. فأذن له الحسينعليه‌السلام ولكن قبل أن يبرز قال له: بني قاسم هلم إلي، فدنا منه القاسم فأخذه الحسينعليه‌السلام وشق أزياقه وقطع عمامته نصفين وأدلاها على وجهه، ثم ألبسه ثيابه على صورة الكفن وأرسله إلى البراز، فحمل على القوم وهو يقول:

إنْ تُنكروني فأنا نجلُ الحسنْ

سبطِ النبيّ المجتبى والمؤتَمنْ

هذا حسينٌ كالأسيرِ المرتَهنْ

بين اُناس لا سُقوا صوبَ المـُزَنْ

يقول حميد بن مسلم: خرج إلينا القاسم بن الحسن وبيده سيفه ووجهه كفلقة قمر طالع، وعليه قميص وإزار، وفي رجليه نعلان. فبينما هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله اليسرى، فوقف ليشدها فقال عمر بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، وأثكلن به أمه فقلت: وما تريد بذلك؟ والله لو ضربني ما بسطت يدي، يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل

٣٦١

جانب. قال: والله لأفعلن. فشد على الغلام فما ولى حتى ضرب الغلام بالسيف على رأسه، فوقع القاسم لوجهه وصاح: أدركني يا عماه، فأتاه الحسينعليه‌السلام وإذا بالغلام يفحص بيديه ورجليه:

نادى حسينا عمه متشكيا

بُعدَ الوصالِ وقُربَ هجرٍ دائمِ

فأتاه وهو إذن يجود بنفسه

ويفيض منه الجرحُ فيضَ غمائم

فقال الحسينعليه‌السلام : عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك، بعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك، هذا يوم والله كثر واتره وقل ناصره(١) .

(نصاري)

بچه او ناداه يا جاسم اشبيدي

يريت السيف گبلك حز وريدي

هان الكم تخلّوني اوحيدي

او على اخيمي يعمي الگوم تفتر

يعمي اشگالت امن الطبر روحك

يجاسم ما تراويني اجروحك

لون ابگه يعمي چنت انوحك

ابگلب مثل الغضا وبدمع محمر

گعد عنده او شافه ادمومه اتفوح

او كل اكتار جمسه مجرّحه اجروح

وهو يرفس ايعالج نزعتِ الروح

مات او ظل أبو اسكينه امحيَّر

(بحر طويل)

يا سباح گلبي او يا عزيز الروح

لفراگك دكع عيني دمه مسفوح

ابها الساعه يعمي اعلى الثرى ومطروح

يشبيّب يمن ما تحصل امثاله

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣١٥. معالي السبطين ج١ ص٤٦٠. أسرار الشهادة للدربندي.

٣٦٢

گلي اشعاجلك علموت يمچنه

گبل ما تكبر او بالعرس تتهنه

يعمي الحسن عودك شعتذر منه

وانته اوديعته او سبّاح دلاله

(تخميس)

لمصابهِ اظلمَّ الصباحُ وفجرُه

ولفقدِه اغبر النهارُ وعصرُه

والبدرُ بعد البدر كُوِّر نورُه

يا كوكبا ما كان أقصرَ عمرَه

وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ

٣٦٣

المجلس الثاني

القصيدة: لبعض الشعراء الحسينيين

ناهيك بالقاسم ابن المجتبى حسنٍ

مزاولِ الحربِ لم يَعبأ بما فيها

كأن بيضَ مواضيها تُكلِّمه

غيدٌ تغازلُه منها غوانيها

لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغىً

ما انصاع يُصلح نعلا وهو صاليها

ما عمّمت بارقاتُ البيضِ هامتَه

فأحمرّ بالأبيض الهنديّ هاميها

الا غداةَ رأتْه وهو في سِنَةٍ

عن الكفاح غفولَ النفسِ ساهيها

وتلك غفوةُ ليثٍ غيرِ مكترثٍ

ما ناله السيفُ إلا وهو غافيها

فخرّ يدعو فلبى السبطُ دعوتَه

فكان ما كان منه عند داعيها

تقشّعت ظلماتُ الخيلِ ناكصةً

فرسانُها عنه وانجابت غواشيها

وإذ به حاضنٌ في صدره قمرا

يَزينُ طلعتَه الغراءَ داميها

وافى به حاملا نحو المخيم والآ

ماق في وجهه حمرٌ مجانيها

تخُطُّ رجلاه في لوح الثرى صحفا

الدمع مُنقطُها والقلبُ تاليها(١)

(نصاري)

يعمي من شرگ هامتك نصين

يبعد اهلي اصواب اليوجعك وين

يعمي اشلون اشيلك للصواوين

وانته من الطبر جسمك امخذم

____________________

(١) - مقتل الحسينعليه‌السلام عبد الرزاق المقرم ص٢٦٥.

٣٦٤

شاله او للمخيم بيه سدَّر

او حط جاسم يويلي ابصف الأكبر

گعد ما بينهم والدمع فجَّر

تشب ناره او عليه اتراكم الهم

نوبه ينحني اعله ابنه او يحبَّه

او يمدِّ ايده او يجس نِكّاد گلبه

او نوبه دمعه الجاسم يصبَّه

او يگللهم اشبيدي اعله المحتَّم

يم جاسم غدت للحرم حَنَّه

لَّمن شافته ابدمَّه تحنَّه

امه اتصيح يا جاسم امهنَّه

ابهلزفه يبعد الخال والعم

ربيتك او عيني اعليك تربي

او يحسِّب بيك ليل نهار گلبي

يجاسم بيش اوكِّد بعد دربي

او ضوه عيني طفاه الدهر واظلم

شجاعة القاسم وشهادته

ذكر المؤرخون أن القاسم بن الحسنعليهما‌السلام أبدى شجاعة لا تنسى وبطولة لا تقهر في عاشوراء كربلاء، رغم صغر سنه. واجماع الروايات على أنه لم يراهق. وعن بطولاته ذكر صاحب المنتخب: أنه قدم إلى عمر بن سعد وقال: يا عمر أما تخاف الله أماتراقب الله يا أعمى القلب أما ترعى رسول الله؟ فقال عمر بن سعد: أما كفاكم تجبراً يا آل أبي طالب؟ أما تطيعون يزيد؟ فقال القاسم: لا جزاك الله خيرا تدعي الأسلام وآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم.

حسنُّي خُلقٍ من نِجارِ محمدٍ

مضريُّ عِرقٍ من سلالة هاشمِ

غصنٌ نضيرٌ من أصول مَفاخر

ثمرٌ جنيٌّ من فروع مكارم

هَزَمَ الكماةَ بقوةٍ علويةٍ

وأبادهمْ طرّا ببطشٍ حاسم

٣٦٥

ثم طلب المبارزة فجاء إليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم، وكان له أربعة أولاد مقتولين فضرب القاسم فرسه بسوط وعاد يقتل بالفرسان إلى أن ضعفت قوته فهم بالرجوع إلى خيمة وإذا بالأزرق الشامي قد قطع عليه الطريق وعارضه، فضربه القاسمعليه‌السلام على أم رأسه فقتله وسار إلى الحسينعليه‌السلام وقال: يا عماه العطش العطش، أَدركني بشربة من الماء، فصبره الحسينعليه‌السلام وعاد ليودع أمه فلما رأته احتضنته وراحت تشمه وتقبله. ثم دفعته إلى نصرة عمه وكأني بالقاسم يخاطب أمه:

(شيعتي)

أوصيچ گلها اوصيه اتسمعين لفظ اجوابي

شبان لو شفتيهم تتذكرين اشبابي

محروم من شم الهوه من دون كل اصحابي

عطشان انه يا والده وكت الشرب ذكريني

وانقلب إلى الميدان فجعل همته على حامل اللواء وأراد قتله - كما سمعتهم قبل قليل - فأحاطوا به ورشقوه بالنبل وشد عليه الأزدي حتى ضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته، وقيل أن رجلا شق بطنه وآخر طعنه بالرمح على ظهره فأخرجه من صدره، أي وا قاسماه. ولا أدري كيف حال الحسينعليه‌السلام عمه، الذي سمعه ينادي السلام عليك مني يا عماه أدركني، فجاء إليه الحسين كالصقر المنقض على الصفوف حتى وصل إلى القاسم ودموع الحسين جارية وحسراته وارية وانشأ يقول:

غريبون عن أوطانهم وديارِهم

تنوح عليهم في البراري وحوشُها

٣٦٦

وهل كيف لا تبكي العيونُ لمعشر

سيوفُ الأعادي في البرارى تنوشها

بدورٌ توارى نورُها فتغَّيرت

محاسنُها تربُ الفلاةِ نعوشها

ثم نزل إليه ووضع صدره على صدره قال حميد بن مسلم فقلت في نفسي ما يصنع الحسين فاحتمله على صدره وكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض.

(نصاري)

شال احسين جسّام الشفيه

ابگلب مالوم يبچي اعله ابن اخيه

او رِجل جسام تسحل علوطيه

أثاري احسين ظهره انجسم نصين

فجاء به حتى ألقاء بين القتلى من أهل بيته.

(نصاري)

جابه او مدده ما بين اخوته

گعد عدهم يويلي وهم موته

بس ما سمعن النسوان صوته

اجت رمله تصيح الله أكبر

(أبوذية)

انهدم ذاك البنيته او طاح يبناي

يجاسم ليس بيه اگطعت يبناي

تبگه اوياي ظني بيك يبناي

تباريني لمن تدنه المنيه

ثم صاح: أللهم احصصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا(١) .

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣٩٨ ومصادر أخرى.

٣٦٧

(مجردات)

يا شبان بالله لا تونون

بونينكم گلبي تگطعون

تهدّون حيلي من تلوجون

يا ثمرة افادي متحچون

مدري يبعد اهلي اشتريدون

بعيونكم لَيّه تديرون

تشعبون گلبي من تلوعون

(مجردات)

اهنا يمغسّل الشبان بهداي

ابهيده من تصب اعليهم الماي

ترى اونينهم هلگطّع احشاي

خابت اظنوني او خاب رجواي

(أبوذية)

ضلع احسين علقاسم مَحنَّه

يعمي ابموتتك زادت محنه

شاله احسين وبدمه محنه

آه اشلون حال امه الزجيه

(تخميس)

وأقبل السبطُ يَحنو من تفجُّعِهِ

على هلالٍ هوى خسفاً بمطلعه

أهوى عليهِ ليرويه بمدمعه

إن يبكه عمُّهُ حزناً لمصرعه

فما بكى قمرٌ إلّا على قمرِ

٣٦٨

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

لا تَركننَّ إلى الحياةِ

إن المصيرَ إلى المماتِ

واعمل وكن متزودا

بالباقيات الصالحات

واغنم لنفسك فرصةً

تنجوبها قبلَ الفوات

واذكر ذنوبَك موقِنا

أن لا سبيلَ إلى النجاة

إلا بحبِّ بني النبي الـ

ـمصطفى الغرِّ الهداة

جار الزمانُ عليهمُ

ورماهمُ بالفادحات

هذا قضى قتلا وذا

ك مغيَّبا خوفَ العِدات

بعض بطيبةَ والغريّ

قضى وبعضٌ بالفرات

ظامٍ تُجرِّعُه العدى

صابَ الردى بالمرهفات

لم أنس إذ ترك الـ

ـمدينةَ خائفا شرَّ الطغاة

ونحا العراقَ بفتية

صِيدٍ ضراغمةٍ حماة

كحبيبِ والليثِ ابنِ عوسجةٍ

حليفِ المكرمات

والقاسمِ بنِ المجتبى

حُلوِ الشمائلِ والصفات

ذاك الذي يومَ الوغى

كأبيه حيدرَ في الثبات

وَرِثَ الإبا والعزَّ من

آبائِه الصيدِ الأباة

٣٦٩

ولقد بنى يومَ الطفوفِ

على المنيةِ لا الفتاة

حنّائُه دمُ نحرِه

والشمعُ أطرافُ القناة

والبيضُ غنّت للزفاف

بأرؤسِ الصيدِ الكماة

والسمرُ ترقص والهلاهلُ

من صهيلِ الصافنات

لهفي على وجناتِه

بدم الجبينِ مخضبات

جاء الحسينُ به إلى

خيم النساءِ الثاكلات

فخرجن رباتُ الحجالِ

من المضارب باكيات

يندبْنه لهفي على

تلك النساءِ الناديات(١)

(مجردات)

يبني امهنّه ابطيب نومك

عريان وامسلِّبه اهدومك

حرّ الشمس غيّر ارسومك

لو تنشره ابروحي لسومك

وين الذي ياخذ اعلومك

لبوك الحسن واهلك او گومك

اويلاه يلغسلك ادمومك

(مجردات)

يبني العتب وياك شيفيد

يا نور عيني افراگك إبعيد

يا مهجتي يا فرد يا حيد

يبني امن ابنها الوالده اتريد

(أبوذية)

ليالي اسهرت ربيتك وعدْلَك

وحسّب للعرس يبني وعدلك

أثاري النوب تاليها وعدْلَك

تعوف العرس وآنه ابگه ابعزيه

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين للإيرواني.

٣٧٠

(أبوذية)

حنينك يا گلب المن تَحنَّه

على العريس البدمه تحنه

ما تدري ابضلع رمله تحنه

اعله ابنها او تجذب الونه خفيه

رعاية الحسين للقاسم ابن الحسنعليهم‌السلام

توفي أبوه الحسنعليه‌السلام وكان له من العمر أربع سنين فرباه عمه الحسينعليه‌السلام فكان له الولد العزيز المدلل فقد كان يحبه حبا شديدا ولم يُذكر: أن الحسين عند وداع أحد من أهل بيته غشي عليه من شدة البكاء حتى عند وداع ولده وفلذة كبده علي الأكبر شبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنهم قالوا عند وداعه: ان الحسين أرخى عينيه بالدموع ولكنهم قالوا لما خرج القاسم وأقبل على عمه يستأذنه في القتال نظر إليه الحسين فلم يملك نفسه دون أن تقدم إليه واعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشيَ عليهما(١) .

أيها العمُّ رخصةً ليْ لاُطفي

لَهَباً منه يستجير الضميرُ

فأجاب الحسينُ إنَّ بك الـ

ـطرف قريرٌ وخاطري مسرور

أنت لي عن أخي الذخيرةُ ير

عاها ضميري وحبّيَ المذخور

كيف أرضى بأنْ اُقدِّم للذبح

نجما به الوجودُ منير

كيف ألقى اُمَّا حنونا وهل

مِثلَي في مثل موقفي معذور

قال يا عمُّ فالدفاعُ عن الدين

إذ ريعَ شرعُه المنصور

____________________

(١) - مقتل الخوارزمي ج٢ ص٢٧.

٣٧١

فبكا ثم ضمَّه السبطُ حينا

ثم وَلَّى كما تَهبُّ النسور

أقول: هذه ساعة اعتنق فيها الحسين ابن أخيه القاسم ثم ودعه فنزل إلى الميدان، وساعة أخرى اعتنقه وهو مشقوق الهامة مثخن بالجراح. ساعد الله قلبك أبا عبد الله وأنت ترى وديعة أخيك الحسن مغسلا بدمائه سيدي ما كنت تقول وأنت تحمله إلى الخيمة؟ قال بعضهم: كان الحسينعليه‌السلام يبكي عند رأسه وينادي يا بن أخي أنت الوديعة.

(تخميس)

يقول يا عمُّ يومٌ زاد واترُه

وقلَّ فيه لدى الشِداتِ ناصره

من للزكي لعرسِ المجدِ يُحضره

يا ساعد اللهُ قلبَ السبطِ ينظره

فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العمر

فلما سمعت النساء صراخ الحسين أقبلن إليه وهن يبكين لاطمات تتقدمهن أمه رملى وعمته زينب، فلما وصلن إليه ألقين بأنفسهن عليه وأمه تنادي وا ولداه وا قاسماه:

(مجردات)

يبني يجاسم جيت أشمّك

وبدمعي امش اجروح جسمك

دگعد يمن لا ظلت أمّك

ظل گلبي يبني ايحوم يمّك

يالحنتك من فيض دمّك

يالفدوه اروحن لك ولسمك

(مجردات)

يبني شده بالي اصوابك

يبني وحك فرگة اغيابك

صاب الگلب يبني الصابك

٣٧٢

(مجردات)

شلفايده ويّاك يبني

انه الوالده هيّن تذبني

مهو ارباك يمدلَّل اتعبني

ردتك عليَّ البيت تبني

(أبوذية)

ردتك ماردت دنيه ولا مال

اتحضرني لو وگع حملي ولا مال

يجاسم خابت اظنوني والآمال

عند الضيج يبني اگطعت بيه

(أبوذية)

جَرِحْ جسام ابگلبي مَن يَلمني

او على امصابه امن ابچي من يلمني

گلت عندي الكبرتي من يلمني

او خذه مني الزمان او گطع بيه

***

بنيَّ في لوعةٍ خلفتَ والدةً

ترعى نجومَ السما في الليل بالسهر

٣٧٣

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد صالح الحلي

يا دوحةَ المجدِ من فِهرٍ ومن مُضرِ

قد جفّ ماءُ الصِبا من غصِنكَ النضرِ

يا درّةً غادرت أصدافُها فعلت

حتى غلت ثمنا عن سائر الدرر

قد غال خسفُ الردى بدرَ الهدى

فيا نجومَ السما من بعده انتثري

حلوُ الشبيبةِ يا لهفي عليه ذوى

من بعد إيناعه بالعزّ والظفر

خضابُه الدمُ والنبلُ النِثار وقد

زفّته أعدائُه بالبيض والسمر

ما اخضرَّ عارضُه ما دبَّ شاربُه

لكن جرى القدرُ الجاري على القدر

فاغتال مَفرقَه الأزديّ بمرهفِه

فخرَّ لكن بخدِّ منه منعفر

إن يبكه عمُّه حزنه لمصرعِه

فما بكى قمرٌ إلّا على قمر

يا ساعدَ اللهُ قلبَ السبطِ ينظره

فردا ولم يبلغِ العشرين في العمر

لابنِ الزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري

من الدموع دما يا مهجتي انفطري

ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنت على

وجهِ الصعيدِ ضجيعَ الصخر والحجر

مرملا مذ رأته رملةٌ صرخت

يا مهجتي وسروري يا ضيا بصري

بنّي تقضي على شاطي الفرات ظماً

والماءُ أشربه صفوا بلا كَدَر(١)

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسين.

٣٧٤

(تجليبة)

آيبني شگول اعليك آيبني

دولبني زماني بيك دولبني

دولبني زماني بيك يا سلوه

اشولن انساك وانسه ايامك الحلوه

اشهل بلوه المثلها ما سدت بلوه

آيبني لعند الموزمه اتذبني

تذب البيك تسعه امن الشهر شالت

او نالت من ثجيل الحمل ما نالت

أمك جابتك يمدلّل او حالت

يوم البي صرت يا شبل شيبني

شيبني اصيارك والهدم حلي

هز مهدك يشمامه او سهر ليلي

منك خابت امك ليش يا ويلي

آخر ما گلت حگها او تطالبني

اتعبني او سگمني وغيّره اللوني

وعلى صدري ربيت او مهدك امتوني

حسبت احساب واحسابي طلع دوني

على راسي البيت اتشيّده او تبني

تبني البيت لَّمك والجعيده امك

تصابحني او تجيب الواجب ابصمك

ريت الگبر ضمني گبل ما ضمك

الموت الموت يبني اوياك يرغبني

يرغبني الكر سني او شوفي ازهيد

حيلي راح مني والجريب ابعيد

يبني من تجي الشبان يوم العيد

صار النوح يوم العيد يطربني

يبني الافجدات اكثرهن امختلفات

ما تدري تموت أم الولد لو مات

يبني ارباي وينه او سهر ليلي الفات

يبني ليش ما تگعد تحاسبني

بين القاسم وعلي الأكبر (عليهما‌السلام )

قيل إن الحسينعليه‌السلام لما جاء بالقاسم إلى الخيمة، التي فيها جثمان علي الأكبر، طرحه إلى جنبه، فجعل ينظر إلى وجه الأكبر تارة وينادي وا ولداه وا

٣٧٥

علياه، وتارة ينظر إلى وجه القاسم وينادي وا ولداه وا قاسماه، تاركا بينهما فراغا لرجل ثالث كان ذلك الفراغ للحسين الذي جلس بينهما حتى طال بقاؤه بينهما، وكانت أم الأكبر وأم القاسم تنتظران خروجه، لأنهن يستحين من الحسينعليه‌السلام أن يندبن ولديهما وهو حاضر. لذلك جئن إلى زينب وطلبن منها أن تذهب وتطلب من الحسينعليه‌السلام أن يفسح لهن المجال ليقضين وطرا من الكباء على الشباب.

فجاءت زينب إلى الحسينعليه‌السلام قائلة: أخي أبا عبد الله ساعدك الله على هذه المصيبة، أبا عبد الله هذه أم القاسم وأم علي الأكبر يردن الدخول إلى الخيمة للبكاء على قتلاهن وهن يستحين منك. فقال الحسينعليه‌السلام : إن المصيبة والرزء أكبر فليأتين، وليندبن قتلاهن.

عند ذلك التفتت الحوراء زينب وصاحت يا ليلى ويا رملى هلممن للبكاء والعويل(١) .

(نصاري)

طبَّن من طلع من خيمته احسين

او ما تدري الصايح گبَّر امنين

حَكهن لو بچن ويهملن العين

كل منهن وليها اموزعينه

رمله اتصيح يوليدي يجاسم

عمت عيني على التربان نايم

تردلي من الحرب ظنيت سالم

او لن جسمك ابدمه امخضبينه

والأكبر يَمَّه ليله اتصيح يبني

دحاچيني ترى امصابك كتلني

____________________

(١) - عددة الخطيب ج١، فاضل الحياوي.

٣٧٦

ما تسمع يبعد الروح ونّي

أظن النَفَس گلبك گاطعينه

شباب اثنين ما وصلوا العشرين

او كل واحد امن أمه طرَّه البين

ليله اتصيح اجتنه كربله امنين

عسن للطف يرمله لا لفينه

(أبوذية)

يخويه اصغاركم خلصت والاكبار

عسن لا صرت بالدنيه والاكبار

وشوف القاسم موذر والاكبر

الكل منهم على الغبره رميه

(نصاري)

علامت اوليدي امحنه الايدين

او مطعون بفاده طعنتين

وسالت ادمومه على الخدين

او بعده شباب او ما تهنه

(أبوذية)

يبني ما ذكرت أمك وحنيت

عفتني امن انطبگ ظهري وحنيت

يجاسم خضبت شيبي وحنيت

ابدمك يا شباب الغاضريه

***

فلهفي على ذاك المحيا معفرا

ولهفي على تلكَ الخدود النواعم

٣٧٧

المجلس الخامس

القصيدة: للمرحوم الشيخ صالح الكواز الحلي

يا أيها النبأُ العظيمُ إليك في

أبناكَ مني اعظمَ الأنباءِ

إن الذَين تقدما يقيانِك الـ

ـأرماحَ في صِفّينَ بالهيجاء

فأخذتَ في عضيديهما تَثنيهما

عمّا أمامَك من عظيم بلاء

ذا قاذفٌ كبدا له قطعا وذا

في كربلاءَ مقطعُ الأعضاء

ملقى على حرِّ الصعيد مجرَّدا

في فتية بيضِ الوجوهِ وِضاء

تلك الوجوهُ المشرقاتُ كأنّها الـ

ـأقمارُ تسبح في غديرِ دماء

رقدوا وما مرّت بهم سِنةُ الكرى

وغفت جفونُهمُ بلا إغفاء

متوسدينَ من الصعيد صخورَه

متمهدين حرارةَ الرمضاء

مدّثرينَ بكربلا سلبَ القنا

مزّملين على الرُبى بدماء

خَضِبوا وما شابوا وكان خضابُهم

بدم من الأوداج لا الحناء

أطفالُهم بلغوا الحلومَ بقربهم

شوقا إلى الهيجاء لا الحسناء

ومغسّلينَ ولا مياهَ لهم سوى

عبرات ثكلى حرةِ الأحشاء(١)

____________________

(١) - ديوان الكواز ص١٧.

٣٧٨

(مجردات)

يا شبّان يا حلوين الاطباع

عفتوا الحرم نمتوا على الگاع

ظلّت وحدها ابگلب مرتاع

رحتوا او غدت عيلتكم اضياع

(مجردات)

يشبان فرگتكم ثجيله

ينجوم غيبتكم طويله

يحلوين يبدور الجبيله

طاح الحمل ياهو اليشيله

او ضعن الحراير من يجيله

(مجردات)

عافوا منازلهم الشبان

كلهم او ناموا على التربان

او ظليت وحدي ابّين عدوان

انادي عليكم يالعدنان

عفتوا الحريم ابغير وليان

(أبوذية)

يبني الدوم أباريلك وداري

وانته ابحالتي تعلم وداري

يجاسم يا ضوه اعيوني وداري

انه ردتك ذخر وگطعت بيه

شهادة أبناء الحسن بن عليعليهم‌السلام في كربلاء

لقد جاء في كتاب المقاتل والسير أن مجموعة من أبناء الحسن المجتبى قتلوا مع عمهم الحسينعليه‌السلام في يوم عاشوراء.

قال الراوي: ثم خرج عبد الله بن الحسن المكنى بأبي بكر وأمه رملة وكان خروجه إلى القتال قبل أخيه القاسم وكان يقول:

٣٧٩

إنْ تُنكروني فأنا ابن حيدرهْ

ضرغامِ آجامٍ وليثِ قَسورهْ

على الأعادي مثلُ ريحٍ صَرصَره

أكيلكم بالسيف كيلَ السندره

وقاتل قتال الأبطال حتى قتل (رضوان الله عليه).

وممن برز للقتال بين يدي عمه هو الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأمه خوله بنت منظور الفزارية وقد أبدى بطولة وشجاعة في ميدان القتال حتى أثخن بالجراح فحمل إلى خيمة الشهداء وكان به رمق ولم يعلموا به فلما جاء أصحاب ابن سعد بعد مقتل الحسين لقطع الرؤوس وجدوا الحسن المثنى حيا لم يمت فتشفع به أسماء بن خارجة الفزاري أحد أخواله فحمله إلى الكوفة وعالجه فبرئ ثم لحق بالمدينة(١) .

وقال في الدمعة الساكبة: ومما عظم به المصاب على الحسينعليه‌السلام وهو في تلك الحال - أي عند سقوطه على الأرض وجراحاته تترف دما - شهادة ابن أخيه عبد الله الأصغر بن الحسن المجتبىعليه‌السلام الذي خرج من المخيم فرأى عمه ملقى على وجه الأرض فأسرع إليه وكان عبد الله غلاما ابن أحدى عشر سنة حتى وقف إلى جنب عمه الحسينعليه‌السلام فلحقته زينب بنت علي لتحسبه فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال والله لا أفارق عمي. وأهوى بحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها فإذا هي معلقة فنادى الغلام يا عماه فأخذه

____________________

(١) - وكان متزوجا من ابنة عمه فاطمة بنت الحسين وأكثر نسل الإمام الحسنعليه‌السلام منه. قتل بالسم في زمن الوليد بن عبد الملك الأموي. مقتل بحر العلوم المجلس الثامن.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436