سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام13%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211286 / تحميل: 6677
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الجابري، الاهجيني، المقطوع، المنسجم، الحلّاوي وغيرها وكلها أوزان يقرأها الرواديد في (اللطميات والگعدات).

هذا ما أردت بيانه كمقدمة للجزء الأول من كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام داعيا المولى جل اسمه ان يجعله ذخرا لي ولوالدي والحمد لله رب العالمين.

***

٤١

٤٢

الليلة الأولى

٤٣

٤٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد جعفر الحلي ت ١٣١٥ه

كم يا هلالَ محرمٍ تُشجينا

ما زال قوسك نبلُه يرمينا

كلُّ المصائبِ قد تهون سوى التي

تركت فؤادَ محمدٍ محزونا

يومٌ به ازدلفتْ طفاةُ أميةٍ

كي تَشفينَّ من الحسين ضغونا

نادى ألا هل من معين لم يجد

إلا المحددةَ الرقاقَ معينا

فهوى على وجه الصعيد مبضعا

ما نال تغسيلا ولا تكفينا

وسروا بنسوته على عُجُف المطا

تطوي سهولا بالفلا وحزونا

أو مثلُ زينبَ وهي بنت محمد

برزتع تخاطب شامتا ملعونا

فغدا بمحضرها يقلّب مبسما

كان النبي برشفهِ مفتونا

نثرت عقيق دموعِها لما غدا

بعصاه ينكُتُ لؤلؤا مكنونا(١)

(فائزي)

هلّت الشيعه بالحزن يهلال عاشور

او نصبت مياتم للعزيّه او تلطم اصدور

اهلال المحرم ليش اشوفك كاسف اللون

لابس سوادك ليش گلي اشصار بالكون

____________________

(١) - سحر بابل وسجع البلابل.

٤٥

ون الهلال او گال سيد الرسل محزون

او كل العوالم محزنه والدين مقهور

من حين هلّ الشهر هلّ إبكل الأحزان

اوجدد مصاب اللي گضه بالطف حيران

ناحت عليه أملاكها والإنس والجان

على قتيل اللي گضه بالطف منحور

وأعظم مصيبة ذوبت مهجة أفادي

أهل المدينة سمعوا الزهره تنادي

عاشور جاني او زاد حزني على أولادي

نصبت مياتم يا خلگ في وسط الاگبور

صاحت او منها الدمع فوگ الخد مسجوم

ما ظنّتي من هلسفر يرجع المظلوم

هل المحرم وامتلا گلبي بالهموم

من حين شفت الشهر صار الگلب مكسور

الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام وشهر المحرم

يقول الإمام الصادقعليه‌السلام كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبة وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين.

وكانعليه‌السلام يطلب من الشعراء أن يرثوا الحسين بما جادت به قرائحهم،

٤٦

وكان يأمرهم أن ينشدوا بصوت حزين، فإذا حضر الراثي(١) ضرب لعياله سترا، وأجلسهم خلفه. وكان الإمام الصادقعليه‌السلام يشجع الشعراء على نظم الشعر في الحسين بأقواله الكثيرة، كقولهعليه‌السلام : (ما من أحد قال في الحسين شعرا فكبى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة، وغفر له).

ودخل عليه ذات يوم السيد الحميري فاقل له الإمام: أنشدني في الحسين شعرا، وقام الإمام وضرب سترا لنسائه، وأطفاله، وأجلسهم خلف الستر، وجلس حزينا باكيا على مصيبة جده الحسينعليه‌السلام ومن حوله أصحابه يقول السيد الحميري فأنشأت:

امرُرْ على جَدَثِ الحسينِ

فقلْ لأعظُمِه الزكّيهْ

يا أعظُما مازِلتِ من

وطفاءَ ساكبةٍ رويّهْ

وإذا مررتَ بقبرِه

فأَطِل به وقفَ المـَطيّهْ

وابكِ المطهَر للمطهرِ

والمطهرةَ التقيَّه

كبكاءِ معولةٍ أتَتْ

يوما لواحدِها المـَنيَّهْ

يقول الحميري: فرأيت دموع جعفر بن محمد تتحادر على خديه، وارتفع الصراخ من داره حتى أمرني بالإمساك.

وكانعليه‌السلام إذا مرت عليه مصيبة يتذكر مصيبة جده الحسينعليه‌السلام ويذكّر بها أصحابه، ومن ذلك لما أمر المنصور الدوانيقي محمد بن عبد الملك عامله على المدينة أن يحرق على أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام داره فجاء ومعه جلاوزته

____________________

(١) - أي منشد الشعر الحزين.

٤٧

بالحطب فوضعوه على باب دار الإمامعليه‌السلام وأضرموا فيه النار فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحت العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهن فخرج الإمامعليه‌السلام وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان فجعل يخمد النار، ويطفئ الحريق حتى قضى عليها فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسألونه فوجدوه حزينا باكيا فقالوا: ممن هذا التأثر والبكاء؟ أمن جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأول مرة؟ فقال الإمامعليه‌السلام : لا ولكن لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة إلى حجرة، ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن فتذكرت فرار عيال جدي الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء والمنادي ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين.

(نصاري)

نادى ابن سعد حرگوها الخيام

اولا ترحمون هل نسوه والايتام

وُلْكُمْ كل أهل هلبيت ظلام

او يزيد اليوم منهم ياخذ الدين

غدت زينب تنادي الغوث يا ياب

علينه الحگ يحيدر داحي الباب

يبويه گوم طفي نار الاطناب

يبويه انت غياث المستغيثني

عَفيه اشلون ظلت بيهن أرواح

بواچي او خوف دگ او لطم واصياح

بچت زينب او صفگت راحٍ ابراح

او صاحت آه يا روحي اشتحملين

(فائزي)

من شبوا النيران فرت كل العيال

بس العقيلة اتحيرت والدمع همّال

٤٨

نادى عدوها اشحيرك يربات الادلال

نادت او مثل المطر يهمل مدمع العين

عدنه عليل امن المرض ما يگدر ايگوم

نايم طريح اوسادته بالخيم يا گوم

هوّه البحيه من نسل هاشم او مخزوم

او هو الشريده إلّي بگت من خلفة احسين

( تخميس )

ألا يا كرامَ الحيِّ عبتمْ جميعُكمْ

وخلفتموا بالطفِّ تبكي نساؤُكمْ

حواسرَ بين القوم تدعوا وراءكمْ

أحبايَ لو غيرُ الحِمامِ أصابكمْ

عَتَبتُ ولكن ما على الموت مَعْتَبُ

٤٩

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد جواد القزويني الهنداوي

ت١٣٥٨ه

ما للأحبة لا يُؤون خِلّانا

هلّا دَرَوا أننا حانت منايانا

فهل بدا من محبٍّ يوم فُرقتِهم

ذنب لذاك استحقوا فيه هجرانا

ما هاجني حبُّهم يوما ولا ذرفت

عياني من بعدهم دمعا وعقيانا

لكنْ سمعتُ بشهرٍ فيه قد لَبستْ

آلُ الرسول ثيابَ الحزنِ ألوانا

هيّجتَ يا شهرُ ما في القلبِ من شجنٍ

إذ فيكَ أضحى رسول الله ثكلانا

والبضعةُ الطهرُ أضحت فيكَ ثاكلةً

تردّدُ الشجوَ ألحانا فألحانا

بل فيك أضحى أبو السجاد منعفرا

بعرصةِ الطَفِّ فوق التربِ عَطشانا

أبكي الحسينَ وحيدا لا نصيرَ له

إلا المهندَ والخطيَّ أعوانا

أبكيه منعفرَ الجثمانِ قد رفعوا

فوق القناةِ محيَّاً منه إعلانا

يتلوا من الكهف آياتٍ يرتلها

أبدى بها للورى آياً وبرهانا(١)

(مجردات)

ياليت لن لا هل الهلال

او لا بي ظعنه امن الوطن شال

بس ما وصلنه الكربله مال

علينا الفزع واتغيّر الحال

____________________

(١) - نقلا عن صحيفة لواء الصدر، عدد ٢٥٧.

٥٠

لزموا عدانه الماي بالحال

او هاجت هلي او گومي اعله

او حاموا امخيمهم والعيال

وبيومهم تتضارب أمثال

اشبيدي الگدر گرَّب الآجال

او ضلوا ضحايه او مَلْهم اضلال

أو عگبهم خذونه فوگ الأجمال

ايساره او كتفونه بالاحبال

تبكي الحرم واتلوع الأطفال

ذلنه او هظمنه ايصدع الاجبال

(أبوذية)

اهلال الكِدر والأحزان هلّيت

او دِمَهْ عين الموالي بيك هلّيت

يشهر النوح علاسلام هليت

لا تظهر او تفرح بيك اميه

السيدة الزهراءعليها‌السلام وشهر المحرم

لم تكن السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام غائبة عن مأساة كربلاء بل كانت حاضرة بروحها وشاهدت تلك المشاهد المروعة من عطش الأطفال وذبحهم وقتل الحسين وأصحابه إلى سبي النساء وفصل الرؤوس عن الأجساد، وكانت روحها تنتقل مع رأس الحسينعليه‌السلام من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد وشعارها:

أنا الوالده والگلب لهفان

وادوّر عزه ابني وين ما كان

ابني ذبيح او ماله اكفان

او لعبت عليه الخيل ميدان

وقد روي أن عمر بن سعد لما بعث برأس الحسينعليه‌السلام مع خَوَلي بن يزيد الأصبحي إلى ابن زياد أقبل خولي بالرأس الشريف إلى قصر الإمارة فوجد باب القصر مغفا فأتى بالرأس إلى منزله وله امرأتان امرأة من بني أسد

٥١

وأخرى حضرمية يقال لها النوار فآوى إلى فراشها فقالت له ما الخبر؟ فقال: جئتك بالذهب هذا رأس الحسين معكِ في الدار فقالت: ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله؟ والله لا جمعت رأسي ورأسك وسادة أبدا قالت فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار ودعا بالأسدية فأدخلها عليه فما زلت والله أنظر إلى نور مثل العمود يسطع من الاجانة التي فيها رأس الحسينعليه‌السلام إلى السماء ورأيت طيورا بيضاء حولها وحول الرأس(١) وفي بعض المقاتل أن هذه المرأة سمعت نوحا وأنينا من جانب الرأس وقائلة تقول بني حسين قتلوك ومن شرب الماء منعوك أتراهم ما عرفوا من أمك وأبوك.

(مجردات)

أنا الوالده المذبوح ابنها

او طول الدهر ماگل حزنها

مصيبة او يشيب الطفل منها

سبعين جثه ابدور چنها

بالمعركة محّد دفنها

او زينب حده الحادي ابضعنها

(مجردات)

وينه اليواسيني ابدمعته

على ابني الذي حزّوا رگبته

او تمت ثلث تيام جثته

اويلاه يبني الماحضرته

ولا غسلت جسمه او دفنته

(مجردات)

وينه اليواسيني يشيعه

عله احسين واصحابه ورضيعه

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٥، محمد باقر البهبهاني.

٥٢

وابن والده عين الطليعه

أبو فاضل اكفوفه گطيعه

مطروح نايم علشريعه

ويروى أيضا أنه ما رفع حجر في تلك الفترة إلا ووجدوه ملطخا بالدم ووجدوا حجرا مكتوبا عليه بالدم عن لسان الزهراءعليها‌السلام :

أنا درٌّ من السما نثروني

يومَ تزويجِ والدَ السبطين

كنتُ أصفى من اللُجين بياضاً

صبغتني دما نحرِ الحسين

(مجردات) (١)

أنا الزهره وأنا الدرّه المضيّه

امصاب الحسين اشعمل بيه

خلّاني كل صبح او مسيه

أنوحن عليه واصفج بديه

(تخميس)

قضى وبسيفِ الشمرِ ارواهُ وردَهُ

عفيرَ المحيَّا ممكنا فيه حدَّه

ولو ابصرت عيناكِ في الترب خدَّه

إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عندَهُ

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجنات

____________________

(١) - للمؤلف.

٥٣

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ هاشم الكعبي ت١٢٣١ه

ما انتظارُ الدمعِ أن لا يَستهلا

أو ما تنظر عاشوراءَ هلا

هلَّ عاشورٌ فقم جددبه

مأتمَ الحزنِ ودع شُربا وأكلا

كيف ما تلبس ثوبَ الحزنِ في

مأتمٍ أحزن أملاكا ورسلا

كيف ما تحزن في شهر به

أصبحت فاطمة الزهراء ثكلا

كيف ما تحزن في شهر به

أصبحت آل رسول الله قتلا

كيف ما تحزن في شهر به

اُلبسَ الإسلام ذلّا ليس يبلا

كيف ما تحزن في شهر به

رأس خير الخلق في رمح معلّى

يوم لا سؤدَد إلا وانقضى

وحسام للعلى إلا وفُلّا

يومَ خرَّ ابنُ رسولِ الله عن

سرجِه الله خطبٌ ما أجلّا

وهناك اهتز عرش الله والأ

رض فيه زُلزلت والدينُ ثلّا

بأبي العاري ثلاثاً بالعرى

كان للخائف أمنا أين حلّا(١)

(موشح)

يا هلال امن النبي اشعندك عذر

من ينشدك ليش بحسين اتغدر

شلك سابج عد بني هاشم اديون

مضت وسا بادرتها ابهل فنون

____________________

(١) - الدر النضيد، ص٢٤٦ للسيد محسن الأمين.

٥٤

جرعتها الهظم خليت العيون

دم تهل وگلوبهم شبه الجمر

يا هلال اولا عمل سابج اهلال

بينه اولا مثل يومك يوم نال

اولا بغيرك ظلتلنه اعله الرمال

جثث شالوا روسها ابعالي السمرِ

يا هلال اولا عمل عملتك هاي

اهلال واجره ما جريت انته اوياي

اولا بغيرك حرّموا شربة الماي

على احسين او مات مرضوض

(أبوذية)

زينب ليش محتاره او علمها

او هاشم عامره او يخفج علمها

بس ما هل المحرم علمها

گلبها تنسبي بالغاضريه

الإمام الرضاعليه‌السلام وشهر المحرم

قال الريان بن شبيب: دخلت على مولاي علي بن موسى الرضاعليه‌السلام في أول يوم من المحرم فقال يا ابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت له: لا! فقالعليه‌السلام : (يا ابن شبيب فمن صام في هذا اليوم ثم دعا الله تعالى استجاب له كما استجاب لزكرياعليه‌السلام قم قال: يا ابن شبيب إن شهر المحرم كان أهل الجاهلية يحرمون في الظلم والقتل لحمرته إلا هذه الإمة فما عرفت حرمته ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا فيه ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستباحوا حريمه وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا با ابن شبيب إن كنت باكيا فابك الحسينعليه‌السلام فإنه قتل وذبح كما تذبح الشاة وقتل من أهل بيته معه سبعة عشر ليس لهم في الأرض شبيه يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده إنه لما قتل الحسينعليه‌السلام أمطرت السماء دما وترابا أحمر يا بان شبيب

٥٥

إن بكيت على الحسينعليه‌السلام حتى تصير دموعك على خدك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا). وكان الإمامعليه‌السلام يتكلم بهذا الكلام ودموعه جارية على خديه(١) .

أقول: كيف لا تمطر السماء دما وترابا أحمر وقد أريق على وجه الأرض دم كدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيف لا تمطر السماء دماً وقد داست خيولهم بحوافرها صدراً هو كصدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

فأيُّ شهيدٍ اَصلتِ الشمسُ جسمَه

ومشهدُها من نوره متوقدُ

وأيُّ ذبيحٍ داستِ الخيلُ صدرَه

وفرسانُها من ذكره تتجمدُ

(نصاري)

يجدي اگعد او شوف ابنك رميّه

خذوا راسه او جسمه اعله الوطيه

عليه اتجول گامت خيل أميه

ولا ظل بيه مفصل ما تهشم

ركب له الأخنس اويا عشر فرسان

وهو شابچ عليه النبل والزان

وصارت جثته للخيل ميدان

وابجسمه النبل كله تحطَّم

(أبوذية)

وحگ الحارب ابإحد او بدرها

وردتله الشمس وانش گ بدرها

گ ِلِّ الفاطم الراضع ابدرها

لعبت فو گ صدره اخيول أميه

واحسيناه وا غريباه..

(أبوذية)

جرى دمعي على الوجنه وشاله

الگلب يجري ولا تم بيه وشاله

____________________

(١) - معال السبطين ج١، ص١٤٥ مقتبس من خبر طويل.

٥٦

على المحّد دنا النعشه وشاله

گبل ما ترض صدره اخيول أميه

***

وقلْ شاكيا يا غياثَ اللهيفِ

ومَعقِلَ مَن لم يجد مَعقِلا

حبيبُك جاشت عليه الخطوبُ

تَبدَّلَ بالعلقم السلسلا

فذِيدَ عن الماءِ حتى قضى

وَما عَلَّ منه ولم ينهلا

٥٧

المجلس الرابع

القصيدة: لبعض الشعراء

أطلَّ علينا بالخطوب محرَّمُ

فخَلْعُ شعارِ الحزنِ فيه مُحرَّمُ

هوى هيكلُ التوحيدِ فيه على الثرى

غداة هوى القصرُ المـَشيدُ العظَّمُ

حسينٌ وما أدراكَ أيُّ معظمٍ

حسينٌ ومن ذا فضلُه الجمُّ يعلم

تزلزل عرش الله وارتجتِ السما

عشيةَ صدرُ العلمِ بالخيل يُحطَمُ

لقد اُثكلت أمُّ المعالي واُيمتْ

غداة نساءُ الطفِ ثكلى وأيّمُ

فليت رسولَ الله حامي ذمارِها

يشاهدها والنارُ بالخدر تُضرمُ

اُعزيك يا خيرَ الورى في الذي جرى

على ابنِك يوم الطفِّ والرزءُ أعظم

بماذا تُعزَّى والمصائبُ جمّةٌ

لأدنى رزاياها الشدادِ تُهدَّمُ

فأطفالُ طهرٍ في حجورٍ طواهرٍ

وليس لها ذنبٌ هنالك يُعلَم

سوى أنها من قبل حلِّ تمائمِ

لها السيف والخَطّي سِوارٌ ومِعصمُ

أمِ الذبحُ للذبحِ العظيمِ على ظما

لتغسيِله من نحرِه قد جرى الدم

أمِ الهتكُ للخدرِ الذي لاحترامِه

ملائكةُ الجبارِ بالذُل تخدم

أصابت سهامُ الطف حبةَ قلبِها

فأحشاؤها منهن ثوبٌ مسهّم(١)

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٧٢٨.

٥٨

(مجردات)

أعاتب هلي او لا واحد ايگوم

او عن الحراير يجلي الهموم

چن طابت إلْهُم لذت النوم

او منهو اليرد اسياط هلگوم

هاي العلينه گامت اتحوم

او طايح ذخر زينب او كلثوم

فوك النهر والراس مهشوم

(أبوذية)

أصَدْعِ الصخر بالونه ولينه

على الصار الشمر عگبه ولينه

يصد نوب اليتامانه ولينه

ابشماته او يسب حمّاي الحميه

السيدة أم سلمة تنعى الحسينعليه‌السلام

عن أمالي الطوسي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: بينما أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخرجت يتوجه بي قائدي(١) إلى منزلها وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء فلما انتهيت إليها قلت: يا أم المؤمنين ما بالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت يا بنات عبد المطلب أسعدنني وأبكين معي فقد قتل والله سيدكن وسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله وريحانة الحسينعليه‌السلام فقيل: يا أم المؤمنين ومن أين علمت ذلك؟ قال رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام الساعة شعثا مذعورا فسألته عن شأنه ذلك فقال قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم والساعة فرغت من

____________________

(١) - يبدو أن كان لا يبصر أو كان بصره ضعيفا فكان بحاجة إلى من يقوده.

٥٩

دفنهم.

ليس هذا لرسولِ اللهِ يا

أمةَ الطغيانِ والبغيي جَزا

جزروا جزرَ الأضاحي نسلَه

ثم ساقوا أهلَه سوقَ الإما

قالت فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرائيل من كربلاء فقال: إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك وأعطانيها النبي فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة أو قال في قارورة ولتكن عندك فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين فرأيت القارورة الآن وقد صارت دما تفور.

قال ابن عباس: وأخذت أم سلمة من ذلك الدم ولطخت وجهها وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسينعليه‌السلام ...(١) .

أقول: إذا كانت أم سلمة قد لطخت وجهها بدمه كما ذكر في الخبر فما حال أمه الزهراء لو حضرت عنده ورأت دمه الشريف يجري من جسده على الأرض؟ ولله در القاتل:

(مجردات)

لون حاضره يحسين وياك

لضمك ابصدري والزم احشاك

وانعى او تساعدني يتاماك

يليت الحتف جاني ولا جاك

(مجردات)

آيبني ربيتك ابحجري

وانت ارضعت من لبن صدري

على امصيبتك لدموع تجري

اتمنيت أنه المنحور نحري

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٤٦ بحرالعلوم.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

المجلس السابع

القصيدة: للمرحوم السيد علي الترك النجفي

لا صبرَ يا ابن العسكريّ فشرعةُ الـ

هادي النبيّ استنصرت أنصارَها

وإلى م تغضي والطغاة تحكّمت

في المسلمين وحكّمت أشرارها

ثارت على أبناءِ آلِ محمدٍ

في كربلا حتى أصابت ثأرها

سلّوا سيوف البغي حتى جدّلوا

فوق الصعيد صِغارها وكبارها

وغدا فريدُ المجدِ ما بين العدى

فراد يوبِّخ ناصحا أشرارها

فهناك هزَّ من الوشيجِ مثقفا

واستلَّ من بيض الضبا بتّارها

فكأنه تَجِذَ الكريهةَ روضةً

تزهو ونقع الصافنات غرارها

لو شاء ما أبقى من الأعداء ديّا

را وعفّى بالحسام دِيارها

لكن تجلّت هيبةً الباري له

فهوى كليما حين آنس طورها

فهوى على حرِّ الظهيرة بالعرا

وارِي الحشا وظماه زاد أوارها

لم تُروَ غلةُ صدرِهِ لكنما الأ

سيافُ روَّت من دماهُ شِفارها

رضّت صدورَ بني النبيّ وصيّرت

ظلما على صدرِ الحسين مَغارها

وودايعُ الرحمنِ صِيحَ برحلِها

نهبا ولم تَرعَ الطغاةُ ذمارها

وكرائمُ التتريلِ أضحت كالإما

حسرى تطوف بها العدا أمصارها

١٨١

تدعوا بهاشمِها ولم ترَ مُنعما

منهم وتندبُ فِهرَها ونِزارها

وترى الرؤوسَ على الرماحِ وقد علا

رأسُ الحسينِ من القفا خَطّارها(١)

(نصاري)

الله ايساعد السجاد صبره

مريض او محني امن الگيد ظهره

يشوف الحرم فوگ النوگ يسره

او عن اوجوهها تستر بديها

نوب اللي يصد ليها او تصد ليه

اولا يگدر يحاچيها او تحاچيه

عليها امن السياط ايخاف واعليه

تخاف او بس هلوحيّد وليها

مِنِّ ايروح عنها اشلون تالي

تخاف اتضل حريم ابغير والي

عشيره او منها ظل البيت خالي

اشيضل بالله المثلها حيل بيها

هاي الربت بالعز والجلاله

وابجدها انختم عقد الرسالة

تالي المصطفى تمشي عياله

سبايه والعدو يحدي ابسبيها

محبة أمير المؤمنينعليه‌السلام لولده الحسينعليه‌السلام

نقل أرباب السير عن ابن عباس انه قال: لما كان يوم من أيام صفين دعا عليعليه‌السلام ابنه محمداً، فقال: شد على الميمينة فحمل مع أصحابه فكشف ميمنة عسكر معاوية، ثم رجع وقد جُرح، فقال له: العطش، فقام إليهعليه‌السلام فسقاه جرعة من الماء، ثم صب الماء بين درعه وجلده فرأيت علق الدم يخرج من حلق الدرع.

____________________

(١) - أدب الطف ج٨ ص١٨٦.

١٨٢

ثم أمهله ساعة، ثم قال: يا بني شد على الميسرة، فحمل مع أصحابه على ميسرة معاوية فكشفهم، ثم رجع وبه جراحات، وهو يقول: الماء الماء، فقامعليه‌السلام إليه ففعل مثل الأول، ثم قال: يا بني شد على القلب، فحمل عليهم فكشفهم وقتل منهم فرسانا، ثم رجع إلى أبيه، وقد أثقلته الجراحات وهو يبكي، فقام إليه فقبل ما بين عينيه، وقال: فداك أبوك لقد سررتني والله يا بني فما يبكيك أفَرِحٌ أم جَزِع؟

فقال: كيف لا أبكي وقد عرضتني للقتل ثلاث مرات فسلمني الله تعالى وكلما رجعت إليك لتمهلني فما أمهلتني، وهذان أخواي الحسن والحسين ما تأمرهما بشيء فقبلعليه‌السلام رأسه فقال: يا بني أنت ابني وهذا ابنا رسول الله، أفلا أصونهما من القتل؟ قال: بلى يا أباه جعلني الله فداك وفداهما(١) .

وفي رواية أخرى عن محبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام للحسينعليه‌السلام ما ورد في روضة الواعظين من: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جالسا ذات يوم وعنده الإمام عليعليه‌السلام إذ دخل الحسينعليه‌السلام فأخذه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعله في حجره، وقبل بين عينيه، وقبل شفتيه وكان للحسينعليه‌السلام ست سنين، فقال عليعليه‌السلام يا رسول الله أتحب ولدي الحسين؟ قال: وكيف لا أحبه وهو عضو من أعضائي(٢) .

أرباب العزاء لا أدري ماذا أقول بعد قراءتي لهذه الرواية نعم، لا أقول إلا

____________________

(١) - البحار ج٤٤ ص١٩١.

(٢) - روضة الواعظين ص١٥٩/١٩٠ النيسابوري.

١٨٣

كما قال الشاعر مخاطبا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن لسان الحوراء زينبعليها‌السلام :

جدُّ هذا صدرُ الحسينِ فقد ديـ

ـس عناداً له بقُبِّ البطون

رضضوه بغير افراض غُسلٍ

جامعٍ للحنوط والتكفين

جدي هذا كريمُه فوق سنانٍ

وسنانٌ يَغُلُّه باليمين

أقول: أيها الشاعر بيّن ماذا عندك غير هذا، تكلم، لتُسمع رسول الله؟

قال:

جدُّ هذي سكينةٌ اسكنوها

بعد دار الإعزاز في دار هُون

والسبايا على المطايا عرايا

مبدياتٍ لكلِّ وجهٍ مصون

(مجردات)

أعاتب هلي ولا واحد ايگوم

او عن الحراير يجلي الهموم

چن طابت الهم لذة النوم

او من هو اليرد اسياط هلگوم

هاي العلينه گامت اتحوم

او طايح ذخر زينب او كثلوم

فوگ النهر والراس مهشوم

(مجردات) (١)

فوگ الهظم والهم والاحزان

وامصابنه او ذبحة الوليان

صار الرفج ويَّه العدوان

عگب اخوتي او جملة الشبان

واحسين اخوي المات عطشان

راسه يلوح براس السنان

وايرتل ابآية القرآن

او علحرم عينه او عله الرضعان

***

____________________

(١) - للمؤلف.

١٨٤

تركوا جسمه ثلاثا وعلَّوا

رأسَه في رؤوس سمرِ الصعادِ

وسرَوا في نسائه حاسراتٍ

يالَقومي بين الرجال بوادِ

١٨٥

المجلس الثامن

القصيدة: للمرحوم السيد محسن الأمين

هذا محرمُ قد أطلّ هلالُه

شهرٌ به وُتِرَ النبيُّ وآلُه

شهرٌ به سُفكتْ دماءُ محمدٍ

واُبيحَ دينُ اللهِ جلَّ جلالُه

شهرٌ به بيتُ النبوةِ هُدِّمت

منه القواعدُ وانمحتْ أطلاله

شهر به قُتل الحسينُ بكربلا

ظامي الحشى وسُبينَ فيه عياله

شهر به عينُ السماءِ بكت دما

وبكى البسيطُ سهولُه وجباله

شهر به ثفلُ النبيِّ مضيعٌ

وابنُ النبيِّ به نُهبْنَ رحاله

شهر على سبط النبي محرَّمٌ

فيه الورودُ وقد اُبيح قتاله

يا يومَ عاشوراءَ كم لك في الحشى

ضَرَمٌ يزيدُ على المـَدى إشعاله

الدين بعد ابن النبي تقطّعت

أوصالُه مذ قُطّعتْ أوصاله

ما ذنب أطفالِ أضرَّ بها الظما

تُسقى الردى ما ذا جنت أطفاله

كم من رضيعٍ ما استتمَّ فِصالُه

أمست سهامُ القومِ وهي فِصاله

سُبيت نساءُ محمدٍ وبناتُه

من بعد ما قُتلتْ هناك رجاله(١)

____________________

(١) - الدر النضيد ص١٦٩.

١٨٦

(فائزي)

زينب على الناگه يبو الحسنين تنخاك

انهض يبو الشيمه او خلصها امن اعداك

زينب يحيدر ترتجي منك الجيه

او شنهو الذي امْأخْرك يبو النفس الأبيه

ليتك تراها بين عدوانك سبيه

للشام شالت عن وليها وهي ابرجواك

ما هي المصونه اللي تربَّت وسط الخدور

واليوم مسبيه الرحيم الله على كُور

اتعاين على العسَّال راس احسين مشهور

لا من سمعها اتنوح منها الدمع سفّاك

بعد الأساور أصبِح او أمسي ابگيدي

يا بوي من عضَّ الحبل ورْمت ازنودي

يوم انكتل حيدر مضى عني سعودي

ذبحوك يلوالي او ذبحوا جملة ابناك

اتمنيت لا عشنه ولا شفنه ابن ازياد

يومِ مع الأيتام دخلونه بالأگياد

واضيعتي يا بوي شمتتْ بيَ الحسَّاد

ترضى يدخلوني المجلس معْ يتاماك

واتذكِرَتْ بالأمس جيتها الكوفه

فرسان هاشم حول هودجها تحوفه

١٨٧

في اظلال حيدر صاحب النفس العطوفه

واليوم ضاعت يا علي ما بين أعداك

(أبوذية)

گصد ظعن الحرم كوفان والشَّام

او سوط الشمر منها المتن وشَّام

ضمير العدو منه مات والشَّام

بلا رحمه سباها الفاطميه

بكاء الإمام الصادقعليه‌السلام على جده الحسينعليه‌السلام

جاء في البحار عن عبدالله بن سنان قال دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تتحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت يا بن رسول الله مم بكاءك لا أبكى الله عينيك؟ فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن عليعليه‌السلام أصيب في مثل هذا اليوم؟ قلت يا سيدي فما تولك في صومه؟ فقال لي صمه من غير تبييت وافطره من غير تشميت ولا تجعله يوم صوم كاملا وليكن افطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا في مواليهم، يعز على رسول الله مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو المعزى بهم. ثم بكى أبو عبد الله حتى اخضلت لحيته بدموعه(١) .

أقول: لم ينس الإمام الصادقعليه‌السلام جده الحسينعليه‌السلام وما جرى عليه لا

____________________

(١) - البحار ج٤٤ ص٢٨٢.

١٨٨

سيما يوم شهادته وكان يذكّر بها أصحابه، نعم كيف تنسى فاجعة مثل فاجعة الحسينعليه‌السلام ؟ إنها تعيش في القلوب (ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا).

ولم أنس مظلوما ذبيحا من القفا

وقد كان نورَ الله في الأرض يلمعُ

بقبّلُه الهادي النبيُّ بنحره

وموضعُ تقبيلِ النبيِّ يُقطَّع

إذا حزَّ عضوا منه نادى بجده

وشمرٌ على تصميمه ليس يرجع

ويقول آخر عن لسان الحوارء زينبعليه‌السلام وهي تخاطب جدهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

يا جد ذا نحرُ الحسين مضرجٌ

بالدم والجسم الشريف مجرَّدُ

يا جدُّ حولي من يتامى إخوتي

في الذلّ قد سُلبوا القناعَ وجُرّدوا

يا جدُّ من ثكلي وطولِ مصيبتي

ولِما اُعانيه أقوم وأقعد

(مجردات)

يا طارشي احتزم عجلان

لهل المعالي او رفعة الشان

او حشِّم بني هاشم او عدنان

او گلهم احسين انذبح عطشان

او تلعب عليه الخيل ميدان

او راسه يلوح ابراس السنان

حرمكم سبايا ابين عدوان

(أبوذية)

ببونه احنه تنخّينه وجدنه

او نِكرَوا طيبنه اوياهم وجدنه

لون حاضر ابعملتنه وجدنه

ابخيمنه النار وحسينك رميه

(ابوذية)

بيني او بين اخوي الگوم حاله

يجدي اتعال شوف احسين حاله

١٨٩

گطع راسه عليه الشمر حاله

وهو عطشان ما شرِّبه اميه

***

أيا جدُّ عاينتَ سبطَك بالعرا

قتيلا بأرض الطفِّ وهو عفيرُ

أيا جدُّ لو عاينتنا ورأيتنا

سبايا إلى نحو الشئامِ نسير

١٩٠

المجلس التاسع

القصيدة: للمرحوم السيد محسن الأمين

فردٌ يكُرُّ على الألوف فتنتحي

طرقَ الفرارِ وفي القلوب وجيبُ

ويشدُّ فيهم مُقدِما فتخالُهُم

مِعزى هناك يشد فيها الذيب

منعوه وردَ الماءِ ما رقّت على

أطفالِ أحمدَ للطغاةِ قلوب

ليت الفراتَ غَدا اُجاجا بعده

وعراه من بعدِ الحسين نُضوب

يلقى كتائبهم بجأش طامنٍ

والصدرُ في ضيقِ المجال رحيب

حتى هوى فوق الصعيدِ وحان من

بدرِ التمامِ عن الأنامِ غروب

في درعه بَنَتِ السهامُ بناءَها

وعليه من قصد الرماح كعوب

تكسوه سافيةُ الرماح ملابسا

من نسجها قصدُ الرماح كعوب

وترضُّه للصافنات سنابكٌ

منها فتذهب فوقَه تؤوب

ورجالُه مقتولةٌ وعيالُه

بيد السباءِ ورحلُه منهوب

خُمشت وجوهٌ عند ذاك وشُقِّقَتْ

للطاهرات على الشهيد جيوب

يندبنه بمدامع مسفوحةٍ

بأبي وأمي ذلك المندوب

بأبي الغريبَ وإنّ صبريَ بعده

لو كنت قد حاولته لغريب(١)

____________________

(١) - الدر النضيد ص٢١.

١٩١

(فائزي)

راسك مشه ويه الحرم للشام يحسين

او جسمك يظل ابكربله من غير تكفين

اشذنبك يخويه اتموت ظامي الگلب مذبوح

او تبگه ثلثتيام فوگ الثرى مطروح

ايحگلي يخويه على امصابك اتلف الروح

غصبن عليه رايحه للشام يحسين

عنك مشينه يالذي جثه بلا راس

راسك معانه او جثتك بالخيل تنداس

وابجنبه الظامي اخوك البطل عباس

و ابنك علي او جسام هلتوهم امعرسين

گلّي يخويه طفلك المذبوح وينه

يمك دُفن لو ابعيد عنك دافنينه

ويلي عليه وكت الذبح زراگ ابعينه

والله لغسلنَّك يخويه ابمدمع العين

(أبوذية)

الرباب اشحال يوم الدر لبنها

تعنت يهل مدمعها لبنها

ماتم الك يوليدي لبنها

او ذكرك كل صباح او كل مسيه

زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام تحت الرقابة المشددة

روى ابن قولويه في كامل الزيارات عن قدامة بن زائدة عن أبيه قال علي

١٩٢

بن الحسينعليه‌السلام : بلغني يا زائدة أنك تزور قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام أحيانا، فقلت: إن ذلك لَكُما بلغك، فقال لي: فلماذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا؟ والواجب على هذه الأمة من حقنا؟ فقلت: والله ما أريد بذلك إلا الله ورسوله، ولا أحفل بسخط من سخط ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه فقال: والله ان ذلك لكذلك، فقلت: والله ذلك لكذلك، يقولها ثلاثا أقولها ثلاثا.

فقال: أبشر، ثم أبشر، فلاُخبرنَّك بخبر كان عندي في النخب المخزون، أنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا، وقتل أبيعليه‌السلام وقتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا، فيعظم ذلك في صدري، ويشتد لما أرى منهم قلقى، فكادت نفسي تخرج، وتبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى.

فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي؟

فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع، وقد أرى سيدي وأخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرَّعين بدمائهم، مرمَّلين بالعراء مسلبين، لا يكفَّنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر.

فقالت: لا يجزعنك ما ترى، فو الله ان ذلك لعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، انهم يجمعون هذه

١٩٣

الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء(١) .

أقول لقد حصل الدفن لسيدنا أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ولكن بعد ثلاثة أيام وكان في تلك الأيام الثلاثة جثة بلا رأس وصدره مرضوض قد هشمته الخيل بحوافرها.

عزيز على الكرار أن ينظرَ ابنَه

ذبيحاً وشمرُ ابنُ الضبابي ذابحُهْ

(فائزي)

طوّل الغيبه بالنجف حيدر الكرار

لو ما درى بحسين مرمي فوگ الاوعار

انهض يبو الحسنين برض النجف لَتْنام

تنخاك زينب والعليل او ذيچ الايتام

ترضى يبو الحملات زينب تمشي للشام

ما هي العزيزه اللي تخدِّرها بالاخدار

يمشيّد الاسلام والدين ابيمينه

واللي كشف كرب النبي راعي السكينه

في كربله شبلك يحيدر ذابحينه

گوم اسرج اليمون حيدر واطلب الثار

____________________

(١) - كامل الزيارات ص٢٥٧/٢٦٦.

١٩٤

(مجردات) (١)

بويه علي شَلهاك عني

وآنه المصايب داهمني

ابن والدي هلراح مني

او ذبحة احسين الصوبتني

(يا ريت ذباحه ذبحني)

(او لا شوف هلهضمه اللفتني)

(النزلت على اعيوني او عمتني)

هاي الاعادي اميسرتني

واسياطهم ورُّمت متني

او روس اخوتي هلجدمتني

عدوَّك يبويه اشگد شتمني

(تخميس)

طالما حجبوكِ خيرُ رجالِ

وحموكِ بمرهفاتٍ صِقالِ

لا ترجِّين بعدهم حسنَ حالِ

أنتِ مسبيةٌ على كل حالِ

فاخلعي العزَّ والبسي الإذلالا

____________________

(١) - للمؤلف.

١٩٥

المجلس العاشر

القصيدة للمرحوم الشيخ يعقوب بن جعفر النجفي الحلي

ت ١٣٢٩ه

لقد ضربت فوقَ السماءِ قِبابَها

بنو مَن سما فخرا لقوسين قابَها

فكانت لعلياها الثريا هي الثرى

غداة أناخت بالطفوف ركابها

وثارت لنيل العز والمجد وامتطتْ

من العاديات الضابحاتِ عِرابها

سطت وبها ارتجّتْ بأطباقها الثرى

وكادت رواسي الأرض تُبدي انقلابها

فكم أطعمتْ ارماحُها مهجَ العدا

فما كان أقرى طعنَها وضرابها

إلى أنْ بقرْعِ الهامِ فَلّتْ شبا الظُبا

ودَقَّت من الأرماح طعنا حِرابها

هوتْ وبرغمِ الدينِ راحت نحورُها

تُعدّ لأسيافِ الظَلالِ قرابها

قضت عطشا ما بَلَّ حَّر غليلِها

شرابٌ وفيضُ النحرِ كان شاربها

فتلك بأرض الطف صرعى جسومُهم

وارؤُسُها بالمـِيدِ تَتلو كتابها

ورأسُ ابنِ بنتِ الوحي سار أمامَها

وشيبتُه صار النجيعُ خضابها

وأعظمُ خطبٍ للعيونِ أسالها

كما سال يمٌّ والقلوب أذابها

ركوبُ النساءِ الفاطمياتِ حسّراً

على النِيب إذ رُكّبن منها صعابها

إذا هتفت تدعو بفتيانِ قومِها

فبالضرب زجرٌ بالسياط أجابها

تعاتيهم والعين تُهمي دموعُها

فياليت كانوا يسمعون عتابها

١٩٦

وهاتيكمُ من آلِ أحمدَ صبيةٌ

رأت من عداها بعدكم ما أشابها(١)

(نصاري)

يوم اگشر بيوم امصيبة الشام

الشام الشام ما هي بلدة اسلام؟(٢)

ثلث ساعات وگفت ذيج الايتام

تتفرج عليها الناس صوبين

بعد ما وگّفوهم نزلوهم

جابوا حبل واحد ربَّطوهم

ما بين الخلايگ سيّروهم

زينب صارخه گوموا ينفلين

صاحت وين أبو الحسنين وينه

گوم ابشيمتك ولْحگ علينه

لأرض الشام يا بويه مشينه

دنهض گوك جر مرهف الحدين

يعد ما صاحن او ندبن وليهن

لن الروس مروهن عليهن

صاحن وين يا هلناس بيهن

ابروس اهلي دگولوا وين ماشين

رحم الله دمعتك

عن مسمع بن عبد الملك بن كردين البصري، قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة، وأعداؤنا كثيرة

____________________

(١) - أدب الطف ج٨ ص٢٣٠.

(٢) - أقول: لقد اعتاد الشعراء قديما ان ينعتوا الشام بهذه النعوت لانها كانت تقف مع خصوم أهل البيت ورفعت السلاح بوجههم أكثر من مرة وكان موقفهم عند مجيء سبايا آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليهم محزيا فقد خرجوا متفرجين شامتين وكانوا يسبّون عليا وأئمة أهل البيت ولكن الشاميين فيما بعد تغيرت خارطة الولاء والبراءة عندهم فالغالبية العطمى منهم اليوم يحبون أهل البيت حبا لا شك فيه.

١٩٧

من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان، فيميلون عليَّ.

قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: بلى، قال: أفتجزع؟ قلت: أي والله وأستعبر لذلك، حتى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ، فأمتنع من الطعام، حتى يستبين ذلك في وجهي.

قالعليه‌السلام : رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدُّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، فيأمنون إذا اَمِنّا، أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك، ووصيتهم ملك الموت بك، وما يلقونك به من البشارة، ما تقر به عينك، فملك الموت أرقُّ عليك وأشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها.

ثم استعبر واستعبرت معه، فقال الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع ان الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر، وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمة الله قبل أن تخرج الدمعة من عينيه. وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض(١) .

أقول: فليكن بكاؤنا على أهل البيت كبكاء الحبيب على حبيبه.

كيف صبرُ المحبِ وهْوَ يَرى

الأحبابَ من بعد عزةٍ وجلالِ

____________________

(١) - البحار ج٤٤ ص٢٩١.

١٩٨

وحيبب الحبيبِ بين قتيلٍ

وجريحٍ وموثّقٍ بالحبال

ووجوها لا تنظر الشمس إلا

حذرا أن يفوت وقتُ الزوال

مسفراتٍ من بعد سترِ حجابٍ

مبدياتٍ من سُجفِ بعدَ حِجال

(نصاري)

يخايب ما جرت والله مثل هاي

حرمه او راس اخوي بين عيناي

آيا ضيم گلبي او جور دنياي

ايموت احسين واحنه نظل عدلين

آيا ذلة اسكينه او هضمها

يحاچيها يزيد او لوَّع امها

ما تحچين يا خيرة حرمها

عليمن هبطيتي الراس تبچين

بچت سكنه يويلي او بچَّت الناس

بعد بيمن يخايب أرفع الراس

انا ايحگلي ليهم او ما علي باس

يرحمني اليگلي لا تسكتين

(أبوذية)

مثل گلبي گلب لا تضن يرحن

وشفرات النوايب بيه يرحن

اشلون الحرم للشامات يرحن

وأهلها اعله الترب تبگه رميه

***

أبرزوها حسرى ولكنْ عليها

أسدلَ النورُ حُجْبَه والجلالُ

فتشاكينَ والقلوبُ حِرارٌ

وتنادبنَ والدموعُ تُذال(١)

____________________

(١) - تذال: تُسفح.

١٩٩

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436