سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 436
المشاهدات: 177153
تحميل: 4024


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 177153 / تحميل: 4024
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ملقىً على وجهِ الصعيد

تدوس جردُ الخيلِ جسمه(١)

(مجردات)

يحگلي لَنوح الدهر كله

للي انذبح ظامي اويه اهله

والماي ظامي او ما حصلّه

لونّ الموت يسمعني لگله

خذني وأخوي احسين خلّه

او لا عيشتي ابهاي المذلّه

(أبوذية)

أهيس نار حدر الضلع وحسين

ولا ساعه رحمني الدهر وحسين

يحيدر باجر امشي ابيسر واحسين

يظل فوگ الترب جسمه رميه

الإمام الصادقعليه‌السلام يتحدث عن فضائل شيعتهم

نقل عن الإمام الصادقعليه‌السلام انه قال: رحم الله شيعتنا انهم أوذوا فينا ولم نؤذ فيهم، شيعنا منا قد خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بنور ولايتنا، رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، يبكيهم ما أصابنا، ويحزنهم حزننا ويسرهم سرورنا، ونحن أيضا نتألم بتألمهم، ونطلع على أحوالهم، فهم معنا لا يفارقونا ولا نفارقهم، لأن مرجع العبد إلى سيده، ومعوله إلى مولاه فهم يهجرون من عادانا، ويجهرون بمدح من والانا، ويباعدون من آذانا اللهم ان شيعتنا منا ومضافون إلينا، فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا أو تباكى استحى الله أن يعذبه بالنار(٢) .

____________________

(١) - أدب الطف ج٩ ص٢٢٣.

(٢) - المنتخب ص٢٦٢/٢٦٣ الطريحي.

٨١

وذكر في قرب الأسناد عن الأزدي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لفضيل: تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا، يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا(١) .

أقول: وكيف لا نبكي على مصاب الحسينعليه‌السلام وأهل بيته وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبكي بمجرد أن يرى الحسين!! لأنه يذكر ما سيجري عليه لذا فقد روي عن ابن عباس ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن فلما رآه بكى ثم قال إلى إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه علي فخذه اليمني ثم أقبل الحسين فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أواخر أيامه يبكي إذا رأى أحدا من أهل بيته كأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسينعليه‌السلام فإذا ما سألوه عن بكائه كان يقول: اني أتذكر ضربة علي على رأسه ولطم فاطمة خدها وطعن الحسن في فخذه والسم الذي يسقاه وقتل الحسين(٢) .

خطبٌ يُذيب من الصخور صِلابَها

ويُزيل من شُمِّ الجبال هضابَها

فلو انَّ ما قاسيتَ منه صادفتْ

صم الصفا معشاره لاذابها

أقول يا رسول الله ولكن لا يوم كيوم الحسين الذي ذبحوه من القفا وتركوه جثة في أرض كربلاء لم يوار جثمانه الثرى.

وكأني بزينبعليها‌السلام :

____________________

(١) - قرب الاسناد ص٣٦ / البحار ج٤٤، ص٢٨٢.

(٢) - وفاة الصيدقة ص٥٨ للسيد عبد الرزاق المقرم.

٨٢

(مجردات) (١)

أخبرك يجدي احسين ذبحوه

وامن القفا للراس حزوه

او من فوك ظهر المهر ذبوه

ولا راقبوا جده ولا بوه

او راسه ابراس الرمح شالوه

او صدره ابجرد الخيل رضوه

او حتى الطفل ويلاه ذبحوه

او شربة اميه ابد ما اسگوه

(مجردات) (٢)

يجدي العده خانوا بالحسين

او خلوه عاري ابغير تكفين

او سلبوا عگب عينه النساوين

او حرگوا خيمهم والصواوين

(أبوذية)

المصيبة حلّت اعلينه وترها

او چبدتي انگطع يا جدي وترها

يريتك تنظر اشبولك وترها

غدت مرتع لحافر خيل اميه

(تخميس)

يا ميّتا ترك الألبابَ حائرةً

تناوشتْهُ سِهامُ البغي راميةً

وأعظمُ الخطبِ في الإسلام داهيةً

عارٍ تجول عليه الخيلُ عاديةً

حاكت له الريحُ ظافي مئزر وردا

____________________

(١) - للمؤلف.

(٢) - للمؤلف.

٨٣

المجلس العاشر

القصيدة: للشيخ علي عوض الحلي ت١٣٢٥ه

فلا عيشَ في الدنيا يروق صفاؤُه

ولم يك عذبا شربُها وطعامها

فلو أنها تصفو صَفَتْ لابنِ أحمدٍ

وما ناضلته في المنايا سهامها

أتته بنو حرب تجرُّ جموعها

مثالَ الدبى سدَّ الفضاءَ جهامها

فثار لها ابنُ المرتضى بصفيحةٍ

ذُعافُ المنايا حدُّها وسمامها

رماها أبو السجاد منهه بعزمة

يُجبّن أسادَ العرينِ اصطدامها

فاورد أولاها بكأسِ أخيرها

وخرّتْ سجودا طوعَ ماضيه هامها

نعم قد رأى أن الحياة مذلَّةٌ

وعزَّتُه في القتل يسمو مقامها

هناك قضى نفس الفداء لمن قضى

وغلّتُه لم يُطفِ منها أوامها

بكته السما والأرضُ والجنُّ كلُّها

وناحت له وحشُ الفلا وحَمامُها

فيا ثلمةً في الدينِ أعوزَ سدّها

ويا خطةً شأنُ الوجودِ احترامها

كرائمُ بيتِ الوحي أضحَت مُهانةً

ترامى بها عرضَ الفلاةِ لئاما(١)

(نصاري) (٢)

لَمَن مروا ابزينب والنساوين

على احسين الشفيه او هله الطيبين

____________________

(١) - البابليات ج٣، ص١١٣.

(٢) - للمؤلف.

٨٤

لنهن صوّتن ويلي على احسين

او كل وحده گلبها اعليه وجّر

صرخت زينب او صاحت يوالي

اشلون امشي او تظل بالأرض تالي

يا كوكب يظل يا سور عالي

طحت والعيش من بعدك تكدر

يخويه العيش عگبك لا هنه او طاب

اشوفنّك جسد مرمي اعله الاتراب

اشلون امشي او تظل انته والاحباب

ضحايه اعله الترب بالشمس والحر

يخويه احسين ما چانت على البال

تظل مرمي الجسد ما عندك اظلال

واشوفهن راسك اگبالي ابعسال

هاي التاكل ابگلبي او تسعر

الكون يبكي الحسينعليه‌السلام دماً

روى في كامل الزيارة، عن أحمد بن عبد الله بن علي، عن عبد الرحمن السلمي، قال أحمد: وأخبرني عمي، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن رجل من أهل بيت المقدس، انه قال: والله لقد عرفنا - نحن - أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن عليعليه‌السلام ، قلت: كيف ذلك؟ قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا إلا ورأينا تحتها دما يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة أيام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل يقول:

أترجو أمةٌ قتلت حسينا

شفاعةَ جدّه يوم الحساب

معاذَ اللهِ لا نِلتُمْ يقينا

شفاعةَ أحمدٍ وأبي تراب

قتلتم خيرَ منَ ركِبَ المطايا

وخير الشِيبِ طُرّا والشباب

وانكسفت الشمس ثلاثا، ثم تجلت واشتبكت النجوم، فلما كان من الغد

٨٥

ارجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شيء جتى نعي إلينا الحسينعليه‌السلام (١) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بكت الإنس والجن والطير والوحوش على الحسين بن عليعليه‌السلام حتى ذرفت دموعها(٢) .

وعن زرارة، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا زرارة ان السماء بكت على الحسينعليه‌السلام أربعين صباحا بالدم وان الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد، وان الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت، وان بالبحار تفجرت، وان الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسينعليه‌السلام وما اختضبت منا امرأة، ولا ادهنت، ولا اكتحلت، ولا رجلت، حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنه الله، وما زلنا في عبرة بعده.

وكان جدي إذا ذكر بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

أقول: كيف بك يا ابن رسول الله أيها الصادق لو رأيت جدك الحسين على رمضاء كربلاء تصهره الشمس بحرارتها والخيل تطأه بحوافرها ورأسه قد أهدي إلى طاغية الكوفة ونساؤه سبايا يتصفح وجوههن القريب والبعيد ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي.

يُسار بها عُنفا على سوءِ حالةٍ

بها خَفِرَت للمسلمين ذمامُها

عفاءٌ على الدنيا غداة اُسرتُم

بني خيرِ مبعوثٍ وأنتم كرامها

____________________

(١) - عيون أخبار الرضا ج٢، ص٢٠٣/٢٠٤.

(٢) - البحار ج٤٤، ص٢٧١/٢٧٢.

٨٦

(مجردات)

راح الذي للحمل شيال

بعد المعزه في أذل حال

الله يگلبي اشكثر حمّال

عباس اشوفه فوگ الرمال

مگطوعة ايمينه والشمال

او راسه امعله ابراس ميّال

واحنا حرم نمشي بلا ارجال

سبايا بلا ساتر ولا اظلال

(مجردات)

يا نايمين ابحر الشموس

صرعى على الرمضه بلا روس

على اجسادهم خيل العده اتدوس

لحد يبو سكنه يمحروس

ترانا حريم امكشفه الروس

(تخميس)

كم لكم يا سادةَ الخلقِ مَجيدْ

وأب غُرٌ له الأعدا تقيدْ

وحصانٌ لُطمت منها الخدودْ

يا أباة الضيم ما هذا القعودْ

والموالي اليومَ سادتْها العبيد

٨٧

المجلس الحادي عشر

القصيدة: للحاج مجيد العطار الحلي

ت ١٣٤٢ه

شهرَ المحرمِ فاتك العُذْرُ

أوجعتَ قلبَ الدين يا شهرُ

فكأنّ شيمَتك الخلافُ على

آلِ النبيِّ وشأنُكَ الغدر

يا شهرُ هل لك عندهم تِرَةٌ

أنى وعندك كم لهم وتر

لا أبيضّ يوم بعد نازلة

منها يكاد الدمع يحمر

غَشِيَتْ هلالَك منه غاشيةٌ

بالطف يكسف عندها البدر

أطيبَ عيشٍ وابنُ فاطمةٍ

نَهَبَتْ حشاهُ البيضُ والسمر

تا الله لا أنساه مضطهدا

حتى يَضُمَّ عظاميَ القبر

ومشردا ضاق الفضاءُ به

فكأنَّ لا بلدٌ ولا مصر

مُنِعَ المناسك أن يؤدِّيَها

بمنى فكان قصاءَها النحر

أفديه مستلما بجبهتِه

حجرا إذا هو فاتَه الحجر

أو فاته رميُ الجمارِ فقد

أذكى لهيبَ فؤاده الجمر

الله أكبر أيُّ حادثةٍ

عظمى تَحيّرَ عندها الفكر

هذا حسين بالطفوفِ لُقى

بلغتْ به آمالَها صخر

٨٨

أمِنَ المروءةِ أنَّ أسرتَكم

دمُهم لآلِ أميةٍ هدر

أمِنَ المروءةِ أن رؤوسَهم

مثلُ البدورِ تُقِلَّها السمر

أين الإباءُ وذي حرائرُكم

بالطف لا سجفٌ ولا خدر

أسرى على الأكوار حاسرةً

بعد الحجال يَروعُها أسر(١)

(مجردات) (٢)

عگب الخدر والعز والحجاب

وابيوت أهلنه او ذيچ الأطياب

نو كف يساره بين الأجناب

واحنه حراير داحي الباب

الما يوم شفنه عتبة الباب

تالي ابغرب والدمع سچاب

يا ضيمنه او فرگنه الغياب

الظلت ضحايه فوگ التراب

الإمام الحسينعليه‌السلام يستغفر لمن يبكي عليه

روي أن الإمام الصادقعليه‌السلام كان إذا هلّ هلال عاشوراء اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسينعليه‌السلام والناس يأتون إليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسينعليه‌السلام فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم: أيها الناس اعلموا أن الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو دائما ينظر إلى موضع عسكره ومصرعه ومن حل من الشهداء وينظر إلى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو أعرف بهم

____________________

(١) - الباليات ج٤، ص٨٢.

(٢) - للمؤلف.

٨٩

وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه أن يستغفروا للباكين على مصابه والمقيمين عزاءه ويقول لو يعلم زائري والباكي عليّ ما له من أجر عند الله تعالى لكان فرحه أكثر من جزعه وأن زائري والباكي عليّ لينقلب إلى أهله مسرورا وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته أمه(١) .

ولله در الشاعر:

تبكيكَ عيني لا لأجل مثوبةٍ

لكنما عيني لأجلك باكيهْ

تَبتلُّ منكم كربلا بدم ولا

تَبتل منْي بالدموع الجاريهْ

وإليكم أيها الباكون النائحون على مصاب المولى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام مثالا من الباكين على إمامنا المظلوم ذلك هو زيد المعروف بالمجنون - لكنه العاقل حقا - الذي رأى قبر الحسين يحرث من قبل جيش المتوكل وبعدها رأى ما صنعه المتوكل عندما ماتت له جارية كان يحبها حيث بنى قبة على قبرها، نعم أخذ هذا النائح الباكي يقول مازجا كلماته بدموع عينيه كما يقول الراوي: فلما نظر زيد إلى ذلك ازدادت أشجاعه وتصاعدت نيرانه وجعل يلطم وجهه ويمزق اطماره ويحثو التراب على رأسه وهو يقول: وا ويلاه عليك يا حسين أتقتل بالطف غريبا وحيدا ظمآنا شهيدا وتسبى نساؤك وبناتك وعيالك وتذبح أطفالك ولم يبك أحد من الناس عليك وتدفن بغير غسل ولا كفن وأنت ابن علي المرتضى وابن فاطمة الزهراء ولم يزل يبكي

____________________

(١) - المنتخب ص٣٩

٩٠

وينوح حتى غشي عليه(١) .

أسفي لذاك الشيبِ وهو مضمَّخٌ

بدمائه والطيبُ منه يفوحُ

أسفي لذاك الوجهِ من فوقِ القنا

كالشمسِ في أفقِ السماءِ يلوح

أسفي لذاك الجسمِ وهو مبضَّع

وبكلّ جارحةٍ لديه جروح

وكأني بزينب تخاطب أخاها عند الرحيل عن كربلا:

(مجردات)

ياهو الأودعنه يطيبين

منكم يهالنومه او مطاعين

كلكم عليه اعزاز يحسين

والمن أهلن دمعة العين

لو بينه طوَّح حادي البين

منهو اليباريها الخواتين

واتكلفت يحسين بثنين

عليل او يتامه مالها امعين

وآنه ارد اودعنك او ماشين

واسلّم على امگطّع الچفين

(أبوذية)

اسعرت نيرانكم بالگلب واجرت

او مثلها ما شفت يحسين واجرت

اشكم عين العليكم بچت واجرت

ابدمع من دم يعز الهاشميه

***

أخي كيف أمشي في السباءِ مَضامةً

وأنت بأسيافِ الأعادي موزَّعُ

وكيف اصطباري إن عِدانا ترحَّلتْ

وجسمُك في قَفرٍ من الأرضِ مُودَعُ

وحولك صرعى من ذويكَ أكارمٌ

شبابٌ تسامت للمعالي ورضَّع

____________________

(١) - المنتخب ص٣٤١.

٩١

٩٢

الليلة الثانية

٩٣

٩٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد الشريف محمد بن الطاهر الموسوي

البغدادي الشهير بالرضي ت ٤٠٢ه

راحلٌ أنت والليالي نزولُ

ومضرُّ بك البقاءُ الطويل

لا شجاعٌ يبقى فيعتنقُ البيـ

ضَ ولا آملٌ ولا مأمول

غايةُ الناسِ في الزمانِ فَناءٌ

وكذا غايةُ الغصونِ الذبول

عادةٌ للزمانِ في كلِّ يومٍ

يتناءى خِلٌّ وتبكي طلول

ما يبالي الحِمام أين ترقّى

بعد ما غالتِ ابنَ فاطمَ غول

أيُّ يوم أدمى المدامعَ فيه

حادثٌ رائعٌ وخطبٌ جليل

يوم عاشورٍ الذي لا أعان الصحـ

ـبُ فيه ولا أجار القبيل

يا ابنَ بنتِ النبيِّ ضيّعتِ العهـ

ـدَ رجالٌ والحافظون قليل

يا حساماً فَلّت مضاربه الها

م وقد فلّه الحسامُ الصقيل

يا جواداً أدمى الجوادَ من الطعـ

ـن وولّى ونحرُه مبلول

أتراني اَلذُّ ماءً ولّما

يُروَ من مهجةِ الإمامِ الغليل

يا غريبَ الديارِ صبري غريبٌ

وقتيل العدى نومي قتيل(١)

____________________

(١) - أدب الطف ج٢، ص٢١٤ للسيد جواد شبر.

٩٥

(مجردات)

يالتدعي ابگلبك محبه

للحسين واولاده وصحبه

يحكلك دمه دموعك تسچبه

او تحرّم لذيذ الماي شربه

او تذكر السهم الصاب گلبه

سبب صار إله او للأرض ذبه

او تذكر اسنان الوگف سبه

وابن الضبابي الثنه اركبه

اعله صدره واسوه افعال صعبه

او گص خنصره او جفه او سلبه

ذكرهن گلب حيدر يذوّبه

العوادي ابحوافرها تجلبه

شنهو السبب واشكال ذنبه

(أبوذية)

مهو لأجل الثواب ابچيب وجره

لچن نار ابصميم الگلب وجره

امصاب احسين أبد ما صار وجره

فرض كل يوم ننصبله عزيه

الحسينعليه‌السلام يحثنا على إقامة الذكرى

قال في مثير الأحزان - مستعرضا مصيبة سبي النساء - فمروا بالنساء على المعركة، فلما نظرن إلى القتلى سائلة دماؤهم، مقطعة أعضاؤهم، معفرين بالثرى، مرملين بالدماء صحن وبكين و أبدين النوح والعويل، وحين رأين الحسينعليه‌السلام جثة بلا رأس صرخن صرخة عالية، وألقين بأنفسهن من الأقتاب، وجعلت زينب تندب أخاها الحسين بصوت حزين قائلة: وا حسيناه.

وجاءت سكينة فاتنقت أباها وجعلت تمرغ وجهها على جسده وهي تبكي، حتى غشي عليها ثم جاء أعداء الله فجذبوها منه، وأبعذوها عنه،

٩٦

وأركبوها. قالت سكينة سمعت أبي يقول وأنا عند الجسد الشريف(١) :

شيعتي ما إنْ شربتم عذبَ ماءٍ فاذكروني

أو سمعتم بغريبٍ أو شهيدٍ فاندبوني

فأنا السبطُ الذي مِن غير جرمٍ قتلوني

وبجردِ الخيلِ بعد القتلِ عمدا سحقوني

ليتكم في يوم عاشورا جميعا تنظروني

كيف أستسقي لطفلي فابوا أنْ يرحموني

فسقوه سَهْمَ بغيٍ عوضَ الماءِ المعين

(هجري)

شيعتي نصبوا المآتم والعزه لمصيبتي

واذكروا التعفير خدي بالتراب او ذبحتي

لو شربتوا الماي اذكروني العطش فت مهجتي

واگصدوني الكربله والكل يسچب عبرته

لو تشوفوني يشيعه اعله الثره مرمي طريح

خدي متوسد ترايب والدمه مني تسيح

كم عضيد وكم ولد ليّه گضه گلبي ذبيح

واحد ايظل بالشريعه او واحد ارفع جثته

شيعتي وليّ گطع ظهري او نحل مني القوه

وحدتي من طاح يم النهر شيّال اللوه

____________________

(١) - مثير الأحزان ص٩٣ شريف الجواهري.

٩٧

او صلت يمَّه او لگيت ادموعه ومخه سوه

والچفوف امگطّعه ايذوب الچبد من شوفته

شيعتي وابني علي الأكبر نحل مني الجسد

بس شبح بالعين ليه اعله الثره راح الجَلَد

بدر كامل ما جره عند الخلگ مثله ولد

يجذب الونه او يعالج نور عيني ارويحته

شيعتي اولازم وصل ليكم خبر عني اوعلم

طفلي عبدالله العله صدري انذبح نحره ابسهم

شفته وگلبي تفطّر واستهل دمعي ابدم

شابح ابعينه وجذب ونّه او مالت رگبته

شيعتي كثروا البچه حگي عليكم والنحيب

شفتوا مثلي بالخلگ مذبوح عطشان اوغريب

والچفن سافي يشيعه او بالدمه شيبي خضيب

والحراير نصب عيني من خدرها امشتته

(أبوذية)

اشگصدتوا ابذبح أبو السجاد يلماي

وگلبي من ذكر عاشور يلماي

ليماتزم فوگ الأرض يلماي

صداگ امه او تشح بالغاضريه

(تخميس)

أيا زائرا قبراً على العرشِ قد علا

تضمن سبطَ المصطفى خِيرةَ المـَلا

٩٨

اَسِلْ دمعَكَ القاني وقل متمثلا

اَيُقتلُ ظمآنا حسينُ بكربلا

وفي كل عضوٍ من أنامِله بحرُ

٩٩

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ محسن أبو الحب الكربلائي

ت ١٣٠٥ه

فار تَنورُ مقلتيَّ فسالا

فَغَطى السهلَ موجُه والجبالا

وطَفَتْ فوقه سفينةُ وجدي

تحمل الهمّ والأسى أشكالا

عصفت من شراعها وهو نار

عاصفات الضنا صَباً وشَمالا

فهي تجري بميزدٍ غيرِ ساجٍ

تُرسلُ الحزنَ والأسى إرسالا

فسمعتُ الضوضاءَ من كلِ فجٍّ

كلُّ لحنٍ يُهيّجُ الإعوالا

قلتُ ماذا عرى أميمُ فقالت

جاء عاشورُ واستهلّ الهلالا

قلت ماذا عليَّ فيه فقالت

ويكَ جَدّدْ لحزِنه سربالا

لا أرى كربلاءَ يسكنها اليومَ

سوى من يرى السرورَ محالا

سُميتِ كربلاءَ كي لا يرومَ

الكربُ منها إلى سواها ارتحالا

فاتخذها للحزنِ دارا وإلا

فارتحل لا كُفيتَ داءً عضالا

أيها الحزنُ لا عدمتُكَ زدني

حرقةً في مصابِه واشتعالا

لست ممن تراه يوما جزوعا

تشتكي عينُه البكاءَ ملالا

أنا والله لو طحنتُ عظامي

واتخذتُ العمى لعيِني اكتحالا

١٠٠