تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 652
المشاهدات: 240182
تحميل: 3307


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 240182 / تحميل: 3307
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٩٦ ـ في أصول الكافي عنه(١) عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اما انه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلّا بذنب وذلك قول اللهعزوجل في كتابه:( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) قال: ثم قال: وما يعفوا الله أكثر مما يؤاخذ به.

٩٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمعون عن عبد الله ابن عبد الرحمان عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : في قول اللهعزوجل :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر، ولا عثرة قدم، ولا خدش عود، إلّا بذنب ولما يعفو الله أكثر، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فان الله أجل وأكرم وأعظم من أنْ يعود في عقوبته في الآخرة.

٩٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيتهعليهم‌السلام من بعده اهو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتوب إلى الله ويستغفر في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب، إنّ الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب.

٩٩ ـ في قرب الاسناد للحميري محمد بن الوليد عن عبد الله بن بكير قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فقال: هو( وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) قال: قلت: ما أصاب عليا وأشياعه من أهل بيته من ذلك؟ فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتوب إلى الله تعالىعزوجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.

١٠٠ ـ في مجمع البيان روى عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا عليُّ ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلّا بذنب وما عفي الله

__________________

(١) لم يتقدم إلّا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى (منه ره)

٥٨١

عنه في الدنيا فهو أكرم من أنْ يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أنْ يثنى على عبده.

١٠١ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الذنوب فما من نكبة ولا نقص رزق إلّا بذنب حتى الخدش والكبوة(١) والمصيبة، قال الله تعالى:( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلّا بذنوب اجترحوها(٢) ( أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) ، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لما نزلت، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى اللهعزوجل بصدق من نياتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لاصلح لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح.

١٠٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة(٣) فاذا هم ببائقة قبضه اليه.

١٠٣ ـ قال: وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام تجنبوا البوائق يمد لكم في الاعمار.

١٠٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن الفضيل ابن يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ما من نكبة تصيب العبد إلّا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.

١٠٥ ـ عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل والنهار، قال: قلت: وما سطوات الله؟ قال: الأخذ على المعاصي.

١٠٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن الفضيل بن

__________________

(١) كبا كبوا: انكب على وجهه والكبوة: المرة.

(٢) نضارة العيش: حسنه ورونقه. واجترح الذنب: اكتسبه.

(٣) البائقة: الشر.

٥٨٢

يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ العبد ليذنب الذنب فيزوى(١) عنه الرزق.

١٠٧ ـ أبو عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة عن سليمان بن ظريف عن ابن محبوب محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ الذنب يحرم العبد الرزق.

١٠٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضائها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه إياها فانه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان منى.

١٠٩ ـ الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: حق على الله أنْ لا يعصى في دار إلّا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

قال عز من قائل:( وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )

١١٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي عبد الله عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب أنْ يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام : من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وايمانا يوم القيامة، قال: ومن ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب حرم جسده على النار.

١١٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول الله صلى عليه وآله في خطبة: ألآ أخبركم بخير خلائق(٢) الدنيا والآخرة: العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك.

__________________

(١) أي يمنع.

(٢) جمع الخليقة: الطبيعة والسجية.

٥٨٣

١١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة.

١١٤ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة قال: حدّثني من سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من كظم غيظا ولو شاء أنْ يمضيه أمضاه ملاء الله قلبه يوم القيامة رضاه.

١١٥ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حفص بياع السابري عن أبي حمزة عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب السبيل إلى اللهعزوجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر.

١١٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول: انه ليعجبني الرجل أنْ يدركه حلمه عند غضبه.

١١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ ) قال: في اقامة الامام.

١١٨ ـ في مجمع البيان:( وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ ) وفي هذه الآية دلالة على فضل المشاورة في الأمور. وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ما من رجل يشاور أحدا إلّا هدى إلى الرشد.

١١٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ ) : إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم إلى قوله: واجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلى وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك، فان من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله رأيه ونزع عنه الامانة.

١٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ ) أي يقبلون ما أمروا به

٥٨٤

ويشاورون الامام فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم.

١٢١ ـ في مجمع البيان:( فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ ) روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا كان يوم القيمة نادى مناد: من كان أمره على الله فليدخل الجنة فيقال: من ذا الذي أجره على الله؟ فيقال: العافون عن الناس فيدخلون الجنة بغير حساب.

١٢٢ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادى مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطى من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة.

١٢٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن جهم بن الحكم المداينى عن اسمعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالعفو، فان العفو لا يزيد العبد إلّا عزا فتعافوا يعزكم الله.

١٢٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل خصال الايمان، من صبر على الظلم وكظم غيظه واحتسب وعفي وغفر، كان ممن يدخله الله الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

١٢٥ ـ وفيه في الحقوق المروية عن علي بن الحسينعليهما‌السلام : وحق من أساءك أنْ تعفو عنه، وإنْ علمت أنّ العفو يضرّ انتصرت، قال الله تبارك وتعالى:( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) .

١٢٦ ـ عن أبي عبد الله عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة إنْ لم تظلمهم ظلموك: السفلة والزوجة والمملوك.

١٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن محمد قال: حدّثنا عبد ـ الكريم عن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول:( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ ) يعنى القائم صلوات الله عليه وأصحابه( فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) والقائم إذا قام انتصر من بنى أمية والمكذبين والنصاب

٥٨٥

هو وأصحابه، وهو قول الله تبارك وتعالى:( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ ) إلى قوله: وترى الظالمين لآل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله )حقّهم لـمّا رأوا العذاب وعليّ صلوات الله هو العذاب في هذه الرجعة( يَقُولُونَ هَلْ إلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ) فنوالى عليّا صلوات الله عليه( وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ ) لعليّ ينظرون إلى عليٍّ( مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا ) يعنى آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم وشيعتهم( إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ ) لال محمد حقهم( فِي عَذابٍ مُقِيمٍ ) قال: والله يعنى النصاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين وذريته صلوات الله عليه وعليهم والمكذبين( وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ. )

١٢٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً ) يعنى ليس معهن ذكور( وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ) يعنى ليس معهم أنثى( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً ) أي يهب لمن يشاء ذكرانا وإناثا جميعا يجمع له البنين والبنات أي يهبهم جميعا لواحد.

١٢٩ ـ حدّثني أبي عن المحمودي ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن إسماعيل الرازي عن محمد بن سعيد، أنّ يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل وفيها: أخبرنا عن قول اللهعزوجل ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً ) فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟ فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري صلوات الله عليه، وكان من جواب أبي الحسنعليه‌السلام أما قولهعزوجل :( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً ) فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين، وإناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله أنْ يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلب الرخصة لارتكاب المآثم،( وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ) إنْ لم يتب.

١٣٠ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحليل مال الولد لوالده بغير اذنه وليس ذلك للولد

٥٨٦

لان الولد موهوب للوالد في قول الله تعالى( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ) مع انه المأخوذ بمؤنته صغيرا أو كبيرا أو المنسوب إليه والمدعو له لقولهعزوجل :( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ) وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت ومالك لأبيك، وليس الوالدة كذلك، لا تأخذ من ماله إلّا باذنه أو بإذن الأب لأنه مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها.

١٣١ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى إلى أنْ قال: وعنه عن محمد ابن الحسين عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن زيد بن علي عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فقال: يا رسول إنّ أبي عمد إلى مملوك لي فأعتقه كهيئة المضرة لي؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت وما لك من هبة الله لأبيك، أنت سهم من كنانته( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً ) جازت عتاقة أبيك يتناول والدك من مالك وبدنك. وليس لك أنْ تتناول من ماله ولا من بدنه شيئا إلّا باذنه.

قال عز من قائل:( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً ) .

١٣٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله قال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام : سئل عبد الله بن صوريا رسول الله فقال: أخبرنى عمن لا يولد له ومن يولد له؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا اصفرت النطفة لم يولد له أي إذا احمرت وكدرت، وإذا كانت صافية ولد له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ ) قال: وحي مشافهة ووحي الهام، وهو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب، كما كلم الله نبيه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وكما كلم اللهعزوجل موسىعليه‌السلام من الناس،( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ ) ، قال: وحي مشافهة يعنى إلى الناس.

١٣٤ ـ في كتاب توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام في الرد على الدهرية قالعليه‌السلام بعد أنْ ذكر اللهعزوجل والعجز عن أنْ يدرك: فانْ قالوا ولم استتر؟ قيل لهم ما يستتر بحيلة يخلص إليها كمن يحتجب عن الناس بالأبواب و

٥٨٧

الستور، وانما معنى قولنا استتر أنه لطف عن مدى ما تبلغه الأوهام، كما لطف النفس وهي خلق من خلقه، وارتفعت عن إدراكها بالنظر.

١٣٥ ـ في كتاب التوحيد عن الرضاعليه‌السلام كلام طويل في التوحيد وفيه لا تشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب فالحجاب بينه وبين خلقه لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولإمكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحاد والمحدود.

١٣٦ ـ وفيه عن الرضاعليه‌السلام أيضا كلام وفيه قال الرجل: فلم احتجب؟ فقال أبو الحسنعليه‌السلام : إنّ الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبها، فاما هو فلا تخفي عليه خافية في آناء الليل والنهار.

١٣٧ ـ وفيه حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: فأما قوله:( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) ما ينبغي لبشر أنْ يكلمه الله إلّا وحيا، وليس بكائن إلّا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تبارك وتعالى علوا كبيرا قد كان الرسول يوحى إليه من رسل السماء فتبلغ رسل السماء رسل الأرض وقد كان الكلام بين رسل أهل الأرض وبينه من غير أن يرسل الكلام مع رسل أهل السماء وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل هل رأيت ربك؟ فقال جبرئيل: إنّ ربي لا يرى فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من اين تأخذ الوحي فقال: آخذه من إسرافيل فقال: ومن أين يأخذه إسرافيل؟ قال يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين قال: فمن أين يأخذه ذلك الملك؟ قال يقذف في قلبه قذفا فهذا وحي وهو كلام اللهعزوجل وكلام الله ليس بنحو واحد، منه ما كلم الله به الرسل ومنه ما قذفه في قلوبهم ومنه رؤيا يراها الرسل ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله فاكتف بما وصفت لك من كلام الله فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ به رسل السماء رسل الأرض.

١٣٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام لبعض الزنادقة وقد جاء إليه مستدلا بآي من القرآن متوهما

٥٨٨

فيها التناقض والاختلاف وأما قوله تعالى:( ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً ) وليس بكاين إلّا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تعالى قد كان الرسول يوحى إليه وذكر نحوما نقلنا من كتاب التوحيد إلّا أنه ليس هنا «فاكتف إلى آخره».

١٣٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ ) قال: خلق من خلق اللهعزوجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده.

١٤٠ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أسباط بن سالم قال: سئله رجل من أهل هيت(١) وأنا حاضر عن قول اللهعزوجل :( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ) فقال: منذ أنزل اللهعزوجل ذلك الروح على محمد ما صعد إلى السماء وانه لفينا.

١٤١ ـ محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العلم أهو شيء يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه؟ قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول اللهعزوجل :( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ ) ثم قال: أي شيء يقول أصحابكم في هذه الآية أيقولون:(٢) انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان؟ فقلت: لا أدرى جعلت فداك ما يقولون؟ فقال: بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث اللهعزوجل الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها

__________________

(١) هيت: بلد بالعراق.

(٢) وفي المصدر «أيقرءون» بدل «أيقولون».

٥٨٩

العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها اللهعزوجل من شاء، فاذا أعطاها عبدا علمه الفهم.

١٤٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت: انى كنت على النصرانية وانى أسلمت، فقال: وأيّ شيء رأيت في الإسلام؟ قلت: قول اللهعزوجل :( ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ ) فقال: لقد هداك الله، ثم قال: أللّهمّ اهده ثلاثا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤٣ ـ في مجمع البيان:( رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ) يعنى الوحي بأمرنا إلى قوله: وقيل: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، قال: ولم يصعد إلى السماء وانه لفينا.

١٤٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقال في نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يقول تدعو.

١٤٥ ـ في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين ابن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ) قال: تفسيرها في بطن القرآن «من يكفر بولاية على» وعلى هو الايمان، إلى قوله: واما قوله:( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعنى انك لتأمر بولاية عليّ وتدعو إليها وهو الصراط المستقيم.

١٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم كنى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال:( وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا ) والدليل على أنّ النور أمير المؤمنين صلوات الله عليه قولهعزوجل :( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) الآية حدّثنا جعفر ابن أحمد قال حدّثنا عبد الكريم بن الرحيم قال: حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً ) يعنى عليا، وعلى صلوات الله عليه هو النور

٥٩٠

فقال:( نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا ) يعنى عليا هدى به من هدى من خلقه، قال: وقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعنى انك لتأمر بولاية عليّ وتدعو إليها، وعلى هو الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض يعنى عليّا انه جعل خازنه على ما في السماوات وما في الأرض ومن شيء وائتمنه عليه ألآ إلى الله تصير الأمور.

١٤٧ ـ في أصول الكافي عنه عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن أبي مريم الأنصاري عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجده وقد ذهب ما فيه إلّا هذه الآية( أَلا إلى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أد من قراءة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض وضغطة القبر حتى يقف بين يدي اللهعزوجل ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة:( يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) ادخلوا الجنة بغير حساب.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأما حم فمعناه الحميد المجيد.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «حم» حرف من الاسم الأعظم وقولهعزوجل :( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في الفاتحة في قول اللهعزوجل :( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

٥ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء المنقول بعد صلوة يوم الغدير عن أبي ـ

٥٩١

عبد اللهعليه‌السلام ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه( سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، فاشهد يا الهى انه الامام الهادي المرشد الرشيد عليّ أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فقلت:( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) لا أشركه إماما ولا اتخذ من دونه وليجة.

٦ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن هاشمرحمه‌الله قال حدّثنا أبي عن جدي عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته، والدليل على انه أمير المؤمنين قولهعزوجل :( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) وهو أمير المؤمنين (ع) في أم الكتاب في قوله تعالى:( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) .

٧ ـ في مجمع البيان:( ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ ) وروى العياشي باسناده عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام قال: ذكر النعمة أنْ تقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتقول بعده:( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا ) إلى آخره.

٨ ـ وروى عن ابن عمر أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا وقال:( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) أللّهمّ انا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى والعمل بما ترضى، أللّهمّ هون علينا سفرنا واطو عنا بعده أللّهمّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل أللّهمّ انى أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب(١) وسوء المنظر في الأهل والمال وإذا رجع قال: آئبون تائبون لربنا حامدون أورده مسلم في الصحيح.

٩ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله تعالى، وقولوا( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) .

١٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل

__________________

(١) الوعثاء: المشقة والتعب والكآبة: الحزن الشديد والغم.

٥٩٢

ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال وان كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه، ومنه قولهعزوجل :( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن أحمد عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن أسباط عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل نقول فيهعليه‌السلام وان خرجت برا فقل الذي قال اللهعزوجل :( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) فانه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شيء بإذن الله.

١٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان عن ابن أبي عمير عن صفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقال: الحمد لله الذي هدينا للإسلام ومن علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) أللّهمّ أنت الحامل على الظهور والمستعان على الأمر، أللّهمّ بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير، بلاغا إلى مغفرتك ورضوانك، أللّهمّ لا طير إلّا طيرك(١) ولا خيرا إلّا خيرك ولا حافظ غيرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: فان ركبت الظهر فقل( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) .

١٤ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن إبراهيم ابن عبد الحميد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ركب الرجل إلى أنْ قال: وقال: من قال إذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة إلّا بالله( الْحَمْدُ

__________________

(١) الطير: الاسم من التطير وهو ما يتشأم به الإنسان من الفال الردى، قال الفيض (ره): وهذا كما يقال: لا أمر إلّا أمرك، يعنى لا يكون إلّا ما تريد.

٥٩٣

لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ ) الآية( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) حفظت له دابته ونفسه حتى ينزل.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل سعد بن سعد الرضاعليه‌السلام عن سجدة الشكر فقال: أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجدة الشكر، فقال: انما الشكر إذا أنعم اللهعزوجل على عبده أنْ يقول:( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

١٦ ـ وكان الصادقعليه‌السلام إذا وضع رجله في الركاب يقول:( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) ويسبح الله سبعا ويحمد الله سبعا ويهلل الله سبعا.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ ) إلى قوله( وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) قال: فانه حدّثني أبي عن ابن فضال عن الفضل بن صالح عن سعد ابن طريف عن الأصبغ بن نباته قال: أمسكت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه بالركاب وهو يريد أنْ يركب، فرفع رأسه ثم تبسم فقلت له: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك ثم تبسمت؟ قال: نعم يا اصبغ أمسكت أنا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما أمسكت أنت لي الركاب فرفع رأسه ثم تبسم فسألته عن تبسمه كما سألتنى، وسأخبرك كما أخبرنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمسكت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلغته الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت: يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسّمت لماذا؟ فقال: يا عليُّ ليس من أحد يركب فيقرأ آية الكرسي ثم يقول: استغفر الله الذي لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه أللّهمّ اغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، إلّا قال السيد الكريم: يا ملائكتى عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أنى قد غفرت له ذنوبه.

١٨ ـ حدّثني أبي عن علي بن أسباط قال: حملت متاعا إلى مكّة فكسد عليّ فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك انى قد حملت متاعا إلى مكة وكسد عليّ وقد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا؟ فقال: مصر الحتوف يقبض إليها، وهم أقصر الناس أعمارا، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغسلوا رؤسكم بطينها ،

٥٩٤

ولا تشربوا في فخارها، فانه يورث الذلة ويذهب بالغيرة، ثم قال: لا عليك أنْ تأتى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتصلى فيه ركعتين، وتستخير اللهعزوجل مأة مرة [ومرة] فاذا عزمت على شيء وركبت البر فاذا استويت(١) على راحلتك فقال:( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) فانه ما ركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط إلّا لم يصبه كسر ولا ونى ولا وهن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

وقولهعزوجل :( أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ ) أي ينشأو في الذهب( وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) قال إنّ موسىعليه‌السلام أعطاه اللهعزوجل من القوة أنْ أريَ فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون «أو من ينشأو في الحلية» أي ينشأو بالذهب( وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) قال: لا يبين الكلام ولا يتبين من الناس، ولو كان نبيا لكان خلاف الناس.

١٩ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الجعفري قال: حدّثنا يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبي الحسنعليه‌السلام بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسر قبل من القوة ان ارى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون يفسر في الناس فنحن نعرف حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، ومتفرقه وحضرته وفي أي ليلة نزلت من آية وفيمن نزلت وفيما أنزلت، فنحن حكماء الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه، وهو قول الله تبارك وتعالى:( سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ) فالشهادة لنا والمسئلة للمشهود عليه، فهذا علم قد أنهيته.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام : اما بعد فانى أوصى نفسي بتقوى الله وبها أوصيك فانها وصية الله في الأولين ووصيته في الآخرين خبرني من ورد على من

__________________

(١) كذا في النسخ ولكن في المصدر «فاذا عزمت على شيء وركبت البحر أو إذا استويت على راحلك اه».

٥٩٥

أعوان الله على دينه ونشر طاعته بما كان من تحننك(١) مع خذلانك، وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك(٢) وقديما ادعيتم ما ليس لكم وبسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم وأضللتم وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه، فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : من موسى بن عبد الله ابن جعفر وعلى مشتركين في التذلل الله وطاعته، إلى يحيى بن عبد الله بن الحسن اما بعد فانى أحذرك الله ونفسي وأعلمك اليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته، وأوصيك ونفسي بتقوى الله فانها زين الكلام، وتثبيت النعم أتاني كتابك تذكر فيه انى مدع وأبي من قبل وما سمعت ذلك منى و «ستكتب شهادتهم ويسألون».

٢١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قال هشام: قلت: فهل يكون الامامة في الآخرين بعد الحسن والحسين؟ قال: لا انما هي جارية في عقب الحسينعليه‌السلام كما قال اللهعزوجل : وجعلهما كلمة باقية في عقبه ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة.

٢٢ ـ وباسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالبعليهم‌السلام أنّه قال: فينا نزلت هذه الآية:( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) والامامة في عقب الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله

__________________

(١) أي ترحمك على واشفاقك من قتلى مع خذلانك وعدم نصرتك لي قاله المجلسي (ره)

(٢) وقال (ره) هنا: لعل فيه حذفا وإيصالا إنْ احتجبت بها والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضى المشورة من الاجابة إلى البيعة، أو الضمير راجع إلى البيعة بقرينة المقام والدعوة أي إجابتها أو المعنى شاورت الناس في الدعوة فاحتيجت عن مشاورتي ولم تحضرها وصار ذلك سببا لتفرق الناس عنى «واحتجبها أبوك» أي عند دعوة محمد بن عبد الله «انتهى» وقصة محمد بن عبد الله مذكورة في أصول الكافي قبل هذا بحديث فراجع باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة إنْ شئت.

٥٩٦

عزوجل :( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال: في عقب الحسينعليه‌السلام ، فلم يزل هذا الأمر منذ أفضى إلى الحسين ينقل من ولد إلى ولد لا يرجع إلى أخ وعم، ولم يتم بعلم أحد منهم إلّا وله ولد وان عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلّا شهرا.

٢٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي ـ بصير قال: سئلت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال: هي الامامة جعلها اللهعزوجل في عقب الحسينعليه‌السلام باقية إلى يوم القيامة.

٢٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه في خطبة الغدير: معاشر الناس القرآن يعرفكم أنّ الائمة من بعده ولده، وعرفتكم أنه منى وأنا منه حيث يقول اللهعزوجل :( كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) وقلت: لن تضلوا ما إنْ تمسكتم بهما.

٢٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الأعرج عن أبي هريرة قال: سئلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله:( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال: جعل الامامة في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة من الائمة منهم مهدي هذه الامة.

٢٧ ـ المفضل بن عمر قال: سئلت الصادقعليه‌السلام عن هذه الآية قال: يعنى بذلك الامامة جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة، فقلت: كيف صارت في ولد الحسينعليه‌السلام دون ولد الحسنعليه‌السلام ؟ فقال: إنّ موسى وهارون كانا نبيين ومرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ثم ساق الحديث إلى قوله: هو الحكيم في أفعاله( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) .

٢٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله وعن أبي محمد الحسن العسكريعليه‌السلام عن أبيه قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة إذ قال له عبد الله بن أمية المخزومي: لو أراد الله أنْ يبعث إلينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا وأحسنه حالا فهلا نزل هذا القران الذي تزعم أنّ الله أنزله عليك وانبعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: اما الوليد بن المغيرة بمكة واما عروة بن مسعود

٥٩٧

الثقفي بالطائف، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما قولك( لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بالطايف، فان الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظم أنت، ولا خطر له عنده كما له عندك، بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة ما سقى كافرا به مخالفا شربة ماء، وليس قسمة رحمة الله إليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وإمائه، وليس هوعزوجل ممن يخاف أحدا كما تخافه أنت لما له وحاله، فعرفته بالنبوة لذلك، ولا ممن يطمع في أحد في ماله أو حاله كما تطمع أنت فتخصه بالنبوة لذلك، ولا ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب فيقدم من لا يستحق التقديم، وانما معاملته بالعدل، فلا يؤثر لأفضل مراتب الدين وخلاله إلّا الأفضل في طاعته والأجد في خدمته، وكذا لا يؤخر في مراتب الدين وجلاله إلّا أشدهم تباطئا عن طاعته، وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال ولا إلى حال، بل هذا المال والحال من تفضله، وليس لأحد اكراهه من عباده عليه ضريبة لازب(١) فلا يقال له: إذا تفضلت بالمال على عبد فلا بد أنْ تتفضل عليه بالنبوة أيضا لأنه ليس لأحد اكراهه على خلاف مراده، ولا إلزامه تفضلا، لأنه تفضل قبله بنعمة ألآ ترى يا عبد الله كيف أعنى واحدا وقبح صورته، وكيف حسن صورة واحد وأفقره، وكيف شرف واحدا وأفقره، وكيف أغنى واحدا ووضعه. ثم ليس لهذا الغنى أنْ يقول: هلا أضيف إلى يساري جمال فلان. ولا للجميل أنْ يقول: هلا أضيف إلى جمالي مال فلان؟ ولا للشريف أنْ يقول: هلا أضيف إلى شرفي مال فلان؟ ولا للوضيع أنْ يقول: هلا أضيف إلى مالي شرف فلان؟ ولكن الحكم لله يقسم كيف يشاء ويفعل كما يشاء وهو حكيم في أفعاله محمود في أعماله، وذلك قوله: وقالوا( لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) قال الله أهم يقسمون رحمة ربك يا محمد( نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي ) الحيوة الدنيا فأحوجنا بعضا إلى بعض أحوج هذا إلى مال ذلك وأحوج ذلك إلى سلعة هذا وإلى خدمته فترى أجل الملوك وأغنى الأغنياء محتاجا إلى أفقر الفقراء في ضرب من الضروب اما سلعة، معه ليست

__________________

(١) الضريبة: الجزية. واللازب: الثابت.

٥٩٨

معه، واما خدمة يصلح لها يتهيأ لذلك الملك أنْ يستغنى إلّا به، واما باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أنْ يستفيدها من هذا الفقير الذي يحتاج إلى مال ذلك الملك الغنى، وذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته، ثم ليس للملك أنْ يقول: هلا اجتمع إلى مالي علم هذا الفقير؟ ولا للفقير أنْ يقول: هلا اجتمع إلى رأيى ومعرفتي وعلمي وما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغنى؟

٢٩ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : لو حلف القانع بتملكه على الدارين لصدقه اللهعزوجل بذلك ولا بره، لعظم شأن مرتبته في القناعة، ثم كيف لا يقنع العبد بما قسم اللهعزوجل له وهو يقول:( نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) فمن أذعن وصدقه بما شاء ولما شاء بلا غفلة وأيقن بربوبيته أضاف تولية الأقسام إلى نفسه بلا سبب، ومن قنع بالمقسوم استراح من الهم والكرب والتعب.

٣٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله: مال هذا الملك الغنى، ثم قال:( وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ) ثم قال: يا محمد( وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) أي ما يجمعه هؤلاء من أموال الدنيا. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) أي على مذهب واحد( لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) قال: المعارج الذي يظهرونها( وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها ) يتكئون وزخرفا قال: البيت المزخرف بالذهب، قال الصادقعليه‌السلام : لو فعل الله ذلك لما آمن أحد، ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفي الكافرين فقراء وجعل في الكافرين أغنياء وفي المؤمنين فقراء ثم امتحنهم بالأمر والنهى، والصبر والرضا.

٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت علي بن الحسينعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً

٥٩٩

واحِدَةً ) قال: عنى بذلك أمة محمد أنْ يكونوا على دين واحد كفارا كلهم( لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) ولو فعل ذلك بأمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله لحزن المؤمنين وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.

٣٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت علي بن الحسينعليهما‌السلام وذكر كما نقلنا عن كتاب العلل إلى قوله:( وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) فانه ليس في أصول الكافي.

٣٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى منصور بن يونس قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال اللهعزوجل : لولا أنْ يجد عبدي المؤمن في نفسه(١) لعصبت الكافر بعصابة من ذهب.

٣٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سنان عن العلا عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم أربعين خريفا(٢) ، قال: سأضرب لك مثل ذلك، انما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر(٣) فنظر في إحديهما فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها(٤) ونظر في الاخرى فاذا هي موقرة(٥) فقال احبسوها.

٣٦ ـ وباسناده قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لولا الحاج المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها.

٣٧ ـ وباسناده إلى سعدان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل يلتفت يوم ـ

__________________

(١) أي يخطر بباله شيء.

(٢) الخريف: سبعون سنة كما في رواية الصدوق (قده) في معاني الأخبار وقيل: أربعون سنة كما في النهاية. وفسره صاحب المعالم (ره) في المحكي عنه بأكثر من سبعين أيضا.

(٣) العاشر: من يأخذ العشر.

(٤) «اسربوها» أي خلوا سبيلها.

(٥) أي مملوة.

٦٠٠