سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٢

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 267

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 267
المشاهدات: 64892
تحميل: 3080


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 267 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64892 / تحميل: 3080
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

آيبني الرضيع الفطمته النبله

آيبني ابوريده وانگطع حبله

آيبني عسه امك تدرس او تبله

دمك خضَّب اچفوفي عوض حَنَّاي

يبني يومك اسود سوَّد أيامي

يبني احسين ابوك او يسر جدامي

يبني صَفگتْ ايدي او عضَّتْ ابهامي

يبني ما يفيدك نايحي ونعاي

عطش الرضيع عبد الله وشهادته

ورد في زياة الناحية المنسوبة إلى الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن (عج): السلام على عبد الله الرضيع المرمي الصريع المتشحط دما والمصعد بدمه إلى السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه. وفي خبر أن الحوراء جاءت به إلى أخيها الحسينعليه‌السلام تحمله فدفعته إليه وهي باكية وقالت: أخي خذ طفلك. قيل: فأجلسه في حجره يقبله، ويقول: بُعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم. ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء قائلا:

يا قوم قد قتلتم إخوتي، وأولادي، وأنصاري، وما بقي غير هذا الطفل، وهو يتلظى عطشا من غير دنب أتاه إليكم فاسقوه شربة من الماء. فاختلف العسكر فيما بينهم، فمنهم من قال: إذا كان ذنب للكبار فما ذنب هذا الطفل؟ ومنهم من قال: أقتلوه ولا تبقوا لأهل هذا البيت باقية.

فلما رأى ابن سعد ذلك صاح بحرملة: ويلك يا حرملة اقطع نزاع القوم، قال: فما أصنع؟ قال: ارم الطفل بسهم، قال حرملة: فرأيت رقبته تلمع على عضد أبيه الحسينعليه‌السلام ، فرميت الطفل بسهمي، فذبحته من الوريد إلى الوريد فلما أحس الطفل الرضيع بحرارة السهم أخرج يديه من القماط واعتنق أباه،

٢١

وجعل يرفرف كالطير المذبوح.

فملأ الحسين كفه من دمه، ورمى به نحو السماء، قائلا: اللهم لا يكن أهون عليك من فصيل ناقة صالح(١) .

(نصاري)

تلگَّه احسين دم الطفل بيده

اشحاله اليچتل ابحضنه اوليده

سال او ترس كفه من وريده

او ذبَّه للسمه او للارض ما خرَ

اشلون احسين يوم الطفل عنده

عبد الله انذبح من فوگ زنده

ظل محتار بيه احسين وحده

يدفنه لو يجيبه للصواوين

على خدِّ الطفل سالت دمعته

اشيگل العمِّتَه اشيعتذر لخته

كف ايده انترس من دم رگبته

ذبه للسما او ظل بالسمه اسنين

نظر طفله او رگبته اشلون مالت

حنِّ او دمعته امن العين سالت

يبويه من السهم روحك اشگالت

ذبح او عطش بويه ضگت الاثنين

(مجردات)

گطع اگماطه الطفل بيده

من صابته ابنحره الحديده

مال اعلى زند احسين جيده

والدم تشاخب من وريده

***

____________________

(١) - نفس المهموم ص٣٤٩. مقتل الحسينعليه‌السلام عبد الرزاق المقرم. معالي السبطين ج١. ثمرات الأعواد ج١.

٢٢

يا ساعدَ الله قلباً للربابِ فقدْ

رماهُ حرملة سهماً فأرادهُ

قد كان في جيدِ عبدِ اللهِ موقعُه

وفي حشى أمِّهِ قد كانَ مجراهُ

فصاحَ جرحٌ بها قبل الردى ولدي

قدْ جئتُ في كربلا سعياً لأنعاهُ

٢٣

المجلس الثاني

القصيدة: للأديب حسين الأعظمي

ت ١٣٧٥ه

يزيدُ طغى في الأرض حتى تزلزلت

بطغيانِه وانهدّ من ظلمه الصبرُ

وعاثت فسادا في البلاد وأهلِها

فمادت وعمّ الناسَ في حكمه الجور

أيرضى إمامُ الحقِّ والدينِ أن يَرى

عدوَّ الهدى والدينِ في يدِه الأم

يريدون منه أن يبايعَ فاجرا

وفي بيعةِ الفجّارِ لو علموا فُجْر

أبى بيعةَ الباغي وخفَّ لحربِه

بآلٍ لهمْ في النصرِ آمالُه الغرّ

أتى الكوفةَ الحمراءَ ليثا محرِّرا

وفي الكوفةِ الحمراءِ يُنتظرُ النصر

هنالك أنصارٌ دعَوه فجائهمْ

بقلب شُجاعٍ لا يُداخلُه ذُعر

وقد منعوه الماءَ وهو أسيرُهم

فطافت به الدنيا وضاق به الأسر

يرى النهرَ والأطفالُ يبكون حولَه

عُطاشى وما غيرُ السرابِ لهم نهر

وجفت ثدايا المرضعاتِ من الظما

وأصبحن في عُسرٍ يضيق به العُسر

أبٌ في يديه طفلُه جاء يستقي

لما الماءَ إذ أودى بمهجته الحَرُّ

رضيعٌ كمثل الطيرِ يَخفِقُ قلبُه

فما رحموا الطفل الرضيعَ وما برّوا

سقَوه دما من طعنهٍ في وريدِه

فخرَّ ذبيحا لا وريدُ ولا نحرُ

أبٌ في يديه طفلُه يذبحونه

فهل فيه وفي طفِله وِتر

٢٤

وهل يُقتل الطفلُ الرضيعُ بشرعِهم

تَمُجُّ دما منه الحُشاشةُ والثغرُ

فدوّى صُراع الأمِ تلقى وليدَها

ذبيحا قد احمرّت وريداه والشَعر

تُقبِّلُه من جُرحه وتَضُمُّه

إلى قلبها والقلبُ مستعرٌ جَمر(١)

(تجليبة)

شح النصيب او غبت عن عيني

من طال الدهر ما بينك او بيني

ماني أمك يبعد الله او يبعد امك

ما انساك الهج يالولد باسمك

فجر دمي السهم من فجّره الدمك

يا سلواي بعدك من يسليني

يا نور الذي ابعيني او ينور البيت

ساهرت الليالي او علأمل ظليت

ما ظنيت يا عبد الله ما ظنيت

اتهاجر والهجر يوليدي ياذيني

يالحلوِ الطبايع شخصك ارسومه

اعيوني الساهره وانحرمت النومه

مالومه الگلب عبد الله مالومه

در ثديك ينور العين سابيني

ماريد العمر يوليدي من بعدك

يا ريت اندفن يا سلوتي ابلحدك

اولا شوف النِزِل وحشه او خِلي مهدك

اشلون ابهلعمر ولهه تخليني

ست اشهر بعد يلما كمل عمرك

اشذنب اليْ جنيته وانگطع نحرك

يبني السهم المثلث خسف بدرك

يا ريب الرماك ابسهمه يرميني

(أبوذية)

مياتم للحزن ننصب ونبني

فجعني حرمله ابنبله ونبني

الطفل عاده يفطمونه ونبني

انفطم يا ناس بسهام المنيه

____________________

(١) - أدب الطف ج١٠ ص١٠٠ جواد شبر.

٢٥

عودة الحسينعليه‌السلام بولده عبد الله الرضيع إلى المخيم

قال أرباب المقاتل: لما رمى الحسينعليه‌السلام دم رضيعه المذبوح من الوريد إلى الوريد نحو السماء ما سقطت منه قطرة. وقال الحسينعليه‌السلام : هوَّن ما نزل بي إنه بعين الله، يا رب إن كنت حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير منه، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين. فنودي: دعه يا حسين فإن له مرضعة في الجنة.

ثم جاء به إلى المخيم فاستقبلته ابنته سكينة قائلة: أبه يا حسين لعلك سقيت أخي الماء وجئتنا ببقيته؟ فقال الحسين: بنية خذي أخاك مذبوحا من الوريد إلى الوريد، عندها صاحت: وا أخاه، وا عبد الله.

(مجردات)

يبويه الطفل للماي أخذته

ابسهم العده مذبوح جبته

شنهو الذنب خويه العملته

والماي حاضر ما شربته

(مجردات)

يبويه الطفل عني دغطيه

مالي گلب بالعين اصدليه

اشوفه ذبيح او ماد رجليه

هذا الخفت منه طحت بيه

***

حنّت عليه حَنَّة الفصيلِ

بكته بالإشراقِ والأصيلِ

لهفي لها إذ تندب الرضيعا

ندبا يحاكي قلبها الفجيعا

(أبوذية)

لهيم او لسكن ابمنزل ولادار

رضيع الماجره امصابه ولادار

٢٦

ابثديه امحيره لاحن ولادار

او رضعته امدوهنه غصبن عليه

ثم جاءت إليه أمه، فرأته والسهم مشكوك في نحره فصاحت وا ولداه:

يا ماءَ عيني وحياةَ قلبي

من لبلائي وعظيم كربي

رجوت أن تكون لي نعمَ خلفْ

وسلوةً لي عن مصابي بالسلفْ

(مجردات)

ردوك يبني ابسهم مفطوم

يالرحت عن الماي محروم

بعدك لحرم لذة النوم

واصبغ يعگلي سود الهدوم

وابچي عليك ابگلب مالوم

(نصاري)

يبعد الروح يوليدي اعلى بَختك

تخلي امك تنوح او تبكي اختك

تردلي وحشة الغياب ردتك

او تمشي لو متت جنّاز بيه

أما النساء فإنهن لما رأينه مخضبا بدمه، مذبوحا من الوريد إلى الوريد، تصارخن وأعلن بالكاء عليه، ثم قامت إليه عمته أم كلثوم، ضمته إلى صدرها، وجعلت نحره على نحرها، وجرت عيونها ثم نادت وا محمداه وا علياه، ماذا لقينا بعدكما من الأعداء؟ وا لهفتاه على طفل مخضب بدمائه، وا أسفاه على رضيع فطم بسهام الأعداء(١) .

(نصاري)

غدت تخمش ابخدها اعليه وتنوح

يبعد الله يبعد العگل والروح

ما ظنيت عمه اتعود مذبوح

او يفطمك حرمله ابسهم المحتم

____________________

(١) - ثمرات الأعواد ج١، ص١٨٩. عدة الخطيب ج١.

٢٧

***

غادرها كالدرة البيضاء

وعاد كالياقوتهِ الحمراءِ

ما خلتُ أن السهمَ للفطامِ

حتى أرتني جمرةً أيامي

٢٨

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ محمد بن السمين الحلي

لا يعلم متى وفاته وهو من شعراء ما قبل القرن الحادي عشر الهجري

لست أنسى الحسينَ روحيْ فداه

وقليلٌ يُفدى بنفسي ومالي

لست أنساه بعد قتلِ أحِبّاه

وقتلِ الفُرسانِ والأبطال

قاصدا منهجَ الخيامِ إلى الفسطاطِ

هونا مُوصياً للعيال

أجملوا الصبرَ آلَ بيتِ رسولِ اللهِ

فالأجر فيه للإجمال

أختُ طفلي الصغيرُ أوصيكِ فيه

دون كلِّ العيالِ والأطفال

ناولينيه كي اُزودَّ منه

ناظري بالوَداعِ قبلَ ارتحالي

فأتته به وكان محيَّاه

منيرا يفوق نورَ الهلال

فرآه والجسمُ يذوي ذُبولا

وهو ظامٍ ودمعُه في انهمال

أين منْ يَرحمُ الصغيرَ ويُطفي

حرَّ صدرٍ ببردِ ماءٍ زُلال

طلب الماءَ منهمُ فسقَوهُ

من كؤوسِ المنونِ ماءَ وَبال

ورماه رامٍ بسهمٍ مشومٍ

جاء في نحرهِ الفريدِ المثال

فملا من دمائِه راحتَيهِ

قائلاً في سبيل رب الجلال(١)

____________________

(١) - المنتخب ص٢٧٦.

٢٩

(مجردات)

نادى او هتف بالجيش كله

او عله ساعده محمول طفله

ذنب هلطفل ما له او زلَّه

ليش العطش ساعه او يكتله

مصاب الطفل ما صار مثله

گطَع رگبته حرمله ابنبله

او من سدر عوده بيه لأهله

الله ايعين امه الثكله

من شافته او دمه امغسله

(مجردات)

فوگ العطش بالسهم مطعون

او بالماي يبني النهر مشحون

چا ليش لفَّادي يگطعون

او يسجوك يبني بَحْمَرِ اللون

مقتطفات من شهادة الطفل الرضيع

نقل الشيخ محمد السماوي في كتابه ظرافة الأحكام عن الخطيب الصالح الشيخ قاسم الحلي الشهير بالملا قال: رأيت في منامي ذات ليلة كأني في مجفل فيه أحد الأئمةعليه‌السلام وكأني أذكر فيه أحوال الحسينعليه‌السلام واتلو قصيدة مطلعها:

ظنَّ العذولُ غداةَ لجَّ بعذِلهِ

إني سأغدو سالكا في سُبْلِهِ

ومنها في أحوال زينبعليها‌السلام حين رأت طفل الحسينعليه‌السلام ذبيحا.

همَّتْ تُغسِّله بماء عيونِها

فتكفلت عنها الدماءُ بغُسلِهِ

يا ويحَ دهرٍ من فجائع خَطبِه

فجع ابنَ أحمدَ في الطفوف بطفلِهِ

قال فانتبهت وأنا أحفظ من القصيدة المتلوة هذه الأبيات الثلاثة وما نبهني إلا البكاء وما كنت نظمت هذه القصيدة ولا سمعتها ولكني قرأتها في

٣٠

النوم وكأنها محفوظة لي(١) .

أقول: إن هذه الرؤيا إن دلت على شيء فانما تدل على عظم فجيعة أهل البيتعليهم‌السلام بمقتل هذا الطفل الرضيع الذي ذبحه حرملة بن كاهل - بسهم - من الوريد إلى الوريد وستبقى مصيبته في ذاكرة أهل البيت لاسيما الإمام المنتظر (عج) حيث ورد في الأخبار أنه إذا ظهر يتخذ من الكوفة عاصمة له وبعد توطيد حكمه يتوجه إلى كربلاء إلى قبر جده أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام فيقف على القبر ومعه خلق كثير فينادي السلام عليك يا جداه يا ابن رسول الله فيأتيه الجواب وعليك السلام ولدي يا مهدي ثم يمد الإمام الحجة (عج) يده إلى قبر جده فيستخرج عبد الله الرضيع والسهم مشكوك في نحره وهو مذبوح من الوريد إلى الوريد فيقول: أصحابي ما ذنب هذا الطفل حتى يذبح من الوريد إلى الوريد فيضج الناس بالبكاء والنحيب:

(بحر طويل)

چني بالغايب المهدي حين يشهر صارمه

يعتني للغاضريه الشبل حمّاي الحمه

ايطلع ابكفه الرضيع امخضَّب ابفيض الدمه

والسهم نابت ابنحره والعطش ضَر چبدته

وكأني به يقول:

(مجردات)

يا ناس حتى الطفل مذبوح

او دمه اعله زند احسين مسفوح

____________________

(١) - ظرافة الأحلام ص ٨٥ محمد السماوي.

٣١

وينه اليساعدني او يجي اينوح

گلبي على فرگاه مجروح

أقول إذا كان هذا حال الإمام الحجة (عج) الذي رأى الطفل مذبوحاً بعد تلك السنين الطويلة فما حال من ذُبح ولده على يديه وما حال النساء كأمه وعمته اللاتي رأينه بتلك الحالة؟

(تخميس)

ما حالُ عمّتِه وحالُ شجونِها

من نار أحشاها وماءِ جُفونِها

لما رأت خَطَفَتْهُ كفُّ منونِها

همّتْ تُغسله بماءِ عيونِها

فتكفلت عنها الدماءُ بغُسله

(تخميس)

فحثا أبوه له بقائم عَضْبِهِ

وطواه محلولَ القِماطِ بتربِه

والعينُ شاخصةٌ لرحمةِ ربِّه

يا ويحَ دهرٍ من فجائعِ خَطْبِه

فَجَعَ ابنَ أحمدَ في الطفوفِ بطفِله

نعم وذكرت بعض الأخبار أن الحسينعليه‌السلام أوصى ولده علي بن الحسين بدفن ولده الرضيع إلى جنبه قائلا له: بني علي إذا أتيت لمواراة الأجساد وسد رضيعي إلى جنبي فدفنه زين العابدينعليه‌السلام مع أبيه الحسينعليه‌السلام .

(مجردات)

بويه الطفل حطه اعله صدري

وابرفج حط نحره اعله نحري

وامعانگه الهد ركن صبري

او نار السهم بالگلب تسري

***

٣٢

وافتْ عقيلةُ أحمدٍ في نجلِه

صديانَ كي يجلو الصدا عن نَجلِه

فرماه حرملةُ بنبلٍ فارتمى

عن صدر والدِه النبيلِ بنَبله

٣٣

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد محمد جمال الهاشمي النجفي

رجع السبطُ ساهما للخيامِ

بفؤادٍ دامٍ وطرفٍ هامِ

ودعا زينبا فوافت إليه

في ذُهولٍ مجلَّلٍ باحتشام

ناوليني الطفلَ الرضيعَ فجاءتْه

به وهو لاهفُ القلبِ ظام

فمضى للوغى يُظَلّلُه عنْ

لافحاتِ السُموم بالأكمام

عارض الجيشَ فيه والجيشُ نشـ

وانٌ يناغي الأحكامَ بالأنغام

رفع الكُمَّ عنه فانشقّ فجرُ الـ

حقِ من مَشرقِ الجلال السامي

وَجَمَ الجيشُ رهبةً منه لمـّا

أبصر الطفلَ فوقَ كَتفِ الإمام

منظَرٌ يوقظ الحنانَ فمنه

كلُّ طرفٍ وكلُّ قلبٍ دام

أيها القومُ إن جنيتُ برفضي

بيعةً لا تُقرُّها أيامي

ما جنى الطفلُ أيها القومُ حتى

يتلظّى فؤادُه من أوام

فارْحموه بجُرعةٍ ينطي منها

غليلُ أنفاسِهِ من ضَرام

فإذا السهمُ يذبح الطفلَ في

حضن أبيه شُلَّتْ يمينُ الرامي

مصرعُ الطفلِ لا يزال نديَّا

جُرحُه في حوادث الأيام(١)

***

____________________

(١) - ديوان مع النبي وآله ص٢٦٥.

٣٤

جئتُ أستسقي من القوم له جرعةَ ماءْ

وهو مغمىً بين أحضانيَ من فَرطِ الضماءْ

فسقوه عوضَ الماءِ بكاساتِ الدماءْ

لك قد قدمتُ يا ربي صغيرَ الشهداءْ

فتقبلْه فداءْ

واحتسب هذي الدماءْ

شافعَ الأمةِ في يوم الجزاءْ(١)

(نصاري)

أويلي من لفت سكنه تنادي

بويه العطش هلفتت افادي

صدت لن أخوها الطفل غادي

يلولح رگبته او دمه يفوِّر

خي عون من حبّك او شَمّك

خي عون من راواك لمـَّك

لغسلنك يخويه ابفيض دمَّك

او گبرك بالگلب يا خوي لحفر

(أبوذية)

ابگلبي حرمله ناره شَجَرها

طفل وبرگبته النبله شجرها

اليْ زفره الذي تحرق شجرها

الي عبره الحِيَتْ نبت الوطيه

بعض الأخبار المفجعة حول مصرع الطفل الرضيع

روى السيد ابن طاووس في كتابه حكاية المختار في أخذ الثار عن المنهال بن عمر صاحب الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام قال: دخلت على علي بن الحسينعليه‌السلام عند انصرافي من مكة فسلمت عليه فرد علي السلام فقال يا

____________________

(١) - هذا بيت من قصيدة (لطمية) للمرحوم الهاشمي تقرأ بطرق جميلة يعرفها ذوو الاختصاص ولعل أجمل طرقها الركباني والنعي والحدي البحراني أو ما يسمى بـ(الحياوي) والحدي العادي كذلك.

٣٥

منهال ما خبرك بحرملة بن كاهل الأسدي؟ أقول: لماذا هذا السؤال من الإمام زين العابدين عن حرملة بن كاهل؟ الجواب لأنه أدمى قلوبهم بسهامه الموجهة تارة إلى عين أبي الفضل العباس وأخرى إلى نحر الطفل وأخرى إلى كبد الحسينعليه‌السلام قال المنهال فقلت له: يا مولاي تركته حيّاً بالكوفة فرفع مولاي علي بن الحسينعليه‌السلام يديه إلى السماء ثم قال ألهم أذقه حرَّ الحديد أهلم أذقه حر النار، قال المنهال فلما عدت إلى الكوفة وكان المختار خارجا فيها وبينما أنا إلى جانبه وإذا بأصحابه يقولون أيها الأمير البشارة قد أتيناك بحرملة بن كاهل الأسدي، فلما أحضروه بين يديه وإذا هو مكتوف فلما نظر إليه المختار قال: الحمد لله الذي مكَّنني منك يا عدو الله ثم قال: أين الجزار فحضر الجزار فقال اقطع يديه ورجليه فقطعها وهو يستغيث ثم قال: عليَّ بالنار فأحضرت بين يديه فأخذ حديدة وجعلها في النار حتى احمرت ثم أبيضت فوضعها علىّ رقبته وهو يستغيث حتى قطعت رقبته فعند ذلك قال: المنهال سبحان الله فقال المختار يا منهال التسبيح حسن ولكن مِمَّ سبحت؟ فقال المنهال اعلم أيها الأمير اني دخلت في سفري هذا عند انصرافي من مكة على مولاي علي بن الحسين فقال يا منهال ما فُعل بحرملة بن كاهل الأسدي (الخبر). فقال المختار بالله عليك سمعته يقول هذا الكلام؟ فقلت والله سمعت ذلك منه قال فعند ذلك نزل المختار عن دابته فصلى ركعتين شكرا وحمدا الله طويلا...(١) .

أقول: ذكر بعضهم ان المختار سأل حرملة بن كاهل هل مرّ بك موقف

____________________

(١) - حكاية المختار في أخذ الثار ص٥٨/٥٩.

٣٦

في عاشوراء قد أثر فيك؟ فأجابه بأن قلبه كان قاسيا - وهو الذي رمى بسهامه فأصاب أبا الفضل العباسعليه‌السلام في عينه اليمنى وأصاب الحسينعليه‌السلام في كبده بسهم له ثلاث شعب وسهم أصاب به الطفل الرضيع فذبحه من الوريد إلى الوريد - ولكن مع قسوته يقول: لقد أثّر فيَّ موقف واحد وذلك لما أحس الطفل الرضيع بحرارة السهم أخرج يديه من القماط واحتضن رقبة والده وجعل يرفرف كالطير المذبوح.

أعزِزْ عليَّ وأنت تحمل طفلـ

ـك الظامي وحرُّ أوامِهِ لا يَبردُ

قد بُحَّ من لفحِ الهجيرةِ صوتُه

بمرنَّةٍ منها يذوب الجلمد

وقصدتَ نحو القوم تطلبُ منهمُ

وِردا ولكن أين منك المورِد

والقوسُ طوَّقَ نحرَه فكأنه

خيطُ الهلالِ يَحُلُّ فيه الفرقد

ويقول السيد حيدر:

ومنعطفٍ أهوى لتقبيل طفِله

فقبَّل منه قبلَه السهمُ منحرا

لقد ولدا في ساعةٍ هو والردى

ومن قبلِه في نحره السهمُ كبّرا

(نصاري)

شهگت صارخه امه او غابت الروح

او ظلت فاحطه والدمع مسفوح

هم شفتو طفل بگماطه مذبوح

عگب عطشه ثلث تيام منحور

يمفطوم ابسهم يالولد يبني

سهمك مزَّق احشاي او ضهدني

لديم اعليك طول الدهر حزني

او عيب اهجع ابليلي وانته معفور

قال الراوي: وحفر له الحسينعليه‌السلام بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلى عليه.

٣٧

(نصاري)

شال احسين طفله او خطْله حفره

ابجفن سيفه يويلي او حفر گبره

او حطه او لحِّده والعين عبره

او گام ابحسرته والدمع منثور

قال بعضهم: مع ذلك فقد عمد القوم إلى قبر الطفل الرضيع فحفروه وأخرجوه وقطعوا رأسه وحملوه مع الرؤوس وكان حامل رأسه حرملة بن كاهل الذي ذبحه من الوريد إلى الوريد.

(تخميس)

ورماه جسماً في التراب معفَّرا

سَلِباً ورأساً فوق عالٍ أسمرا

وأطافَ أهليه السَباسِبَ حُسَّرا

وأصاب أحمدَ والبتولَ وحيدرا

في ذبحِه وسبا بنيه وأهلِه

٣٨

المجلس الخامس

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري

يا ليلةَ العشرِ طولي

قد زاد فيك نُحولي

وددتُ من قبلِ قومي

يَحينَ وقتُ رحيلي

بكربلاء مذ نزلنا

علمتُ عندَ النزول

بأننا سوف نبقى

بلا حمىً وكفيل

وذاك أعظمُ خطبٍ

من الزمان جليل

يُمسي الحسينُ قتيلا

ويا لَه مِن قتيل

فيا دموعيَ سيلي

عليه كلَّ مَسيل

ثم انثنت بنتُ طه

بعبرةٍ وعويل

تخاطب الليلَ لكنْ

خطابُها عن ذُهول

تقولُ لا تبدُ صبحا

وذا من المستحيل(١)

(بحر طويل)

ماتغمض اجفون العين ماتنشف مدامعها

اتودعك عيلتك يحسين هليله او تودعها

____________________

(١) - نقلها من مجموعة الشاعر المذكور أعلاه.

٣٩

ليلة او ترهب امن الخوف ليله عتب هل ليله

صارت ليلة التوديع بين احسين والعيله

ليله او بيها علم الموت عن باچر او تفصيله

يحسين الدهر يا حيف لعيالك يضيعها

صاح احسين يا زينب او عينه تهمل الدمعه

أمر الله انكتب هذا اعلينه او واجب انتبعه

ابصيوانچ تشب النار باچر واخوتچ صرعه

صبري الگلب علشوغات تگله اصبر او يجزعها

عليك المصطفى اوحيدر يخويه اوسكر ضلع أمك

صدگ باچر على الغبره ذبيح او ينهدر دمك

او صدگ باچر يوالينه يفرهد خصمك اخيمك

انخه او نخوتي من الناس ما واحد اليسمعها

من عمرك بعد ساعات ضلت خويه حاچيني

دونك يا ضوه اعيوني يريب الموت يرديني

او غريبه الدار محتاره بالطف لا تخليني

واشلون العطش باچر منه اتموت رضعها

أصحاب الحسينعليه‌السلام وبنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

خرج الحسينعليه‌السلام في جوف الليل خارج الخيام يتفقد التلاع والعقبات، فتبعه نافع بن هلال الجملي، فسأله الحسينعليه‌السلام عما أخرجه، قال: يا ابن

٤٠