سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 340

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 340
المشاهدات: 88210
تحميل: 3220


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 340 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88210 / تحميل: 3220
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وفي المنتخب، قال: ثم إن هندا بنت عبد الله بن عمر زوجة يزيد دعت برداء وتقنعت، ووقفت من خلف الستر، فلما رأت الرأس، قالت ليزيد: ما هذا؟ فقال: رأس الحسين، فبكت هند وقالت: عزيز على فاطمة أن ترى رأس ابنها بين يديك يا يزيد، ويحك فعلت فعله استوجبت بها النار يوم القيامة، والله ما أنا لك بزوجة ولا أنت لي ببعل، ويلك بأي وجه تلقى الله، وجده رسول الله؟

وكأني بهند أخذت تسأل من نساء أهل البيت عن الحسينعليه‌السلام وأهل بيته:

(نصاري)(١)

ارد انشد الساعه عن احسين

او عن زينب او باجي الخواتين

گالوا او سالت دمعة العين

زينب هاذي او هاذي الخدّر

واحسين السبط بالطف تركناه

عاري الجسم بالترب عفناه

او راسه ايزيد هليضرب ثناياه

ابعود الخيزران او بيه مستر

يوم الگالواهله احسين مذبوح

لطمت راسه او هم ضجَّت ابنوح

مصيبه الما مثلها تشعب الروح

عدها امصايب المخلوق تصغر

ولما نصب رأس الحسين على باب القصر قال الخوارزمي من مقتله: فشقت الستر وهي حاسرة فوثبت على يزيد وقالت أرأس ابن فاطمة مصلوب على باب داري فغطاها يزيد فقالت له يا يزيد أخذتك الحمية عليَّ ولم

____________________

(١) - للمؤلف.

١٨١

تأخذك الحمية على بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن. ثم أخذت حجرا وضربت به رأسها فسال الدم على وجهها وغشي عليها(١) وكأني بها وقد قيل لها: يا هند قومي وادخلي بيتك.

(نصاري)

عمت عيني ارد انچان للدار

واخلّيكم يبت حيدر الكرار

ظل گلبي عليكم يسعر ابنار

واريد انصب عزه ابداري على احسين

***

فرضٌ علينا ثيابُ الحزنِ نلبسُها

على الحسين بنِ طه سيدِ الرسلِ

ونَذرفُ الدمعَ حزنا لابن فاطمةٍ

من القلوب دماءً لا من المـُقَل

فكل شيءٍ على رزءِ الحسينِ بكى

وكل طَرفٍ له بالدمع مُنهمِل

فأيُّ قلبٍ له لم ينصدعْ أسفا

وأيُّ عينٍ له بالدمعِ لم تَسِل

____________________

(١) - مقتل الحسين ج٢، ص٧٤ للخوارزمي.

١٨٢

المجلس الخامس

القصيدة: للشاعر سيف بن عمير(١)

جلّ المصابُ بمن أصبنا فاعذُري

يا هذه وعن الملامةِ فاقصُري

أفما علمتِ بأنَّ ما قد نالنا

رزءٌ عظيمٌ مثلُه لم يُذكر

هذا الحسين لُقىً بشاطي كربلا

ظمآنَ دامي الخدِّ ثم المنحر

عارٍ بلا كفنٍ ولا غسلٍ سوى

مَورِ الرياحِ ثلاثةً لم يقبر

مقطوعَ رأسٍ هُشِّمتْ أضلاعُه

وكسيرَ ظهرٍ كسرُه لم يُجبر

ويُداسُ بعد ركوبِه خيرَ الورى

بحوافرٍ وسنابكٍ وبعسكر

وحريمه من حوله وحماتُه

ماتوا ظماً فورودُهم من كوثر

ما بين مسحوبٍ ليُذبحَ بالعرى

أو بين مشهورٍ وآخَرَ مؤسَر

أو بين من يكبو لِثقلِ قيودِه

أو بين مغلولِ اليدينِ معفَّر

ورضيعِ حَوْلٍ بالحسام فِطامُه

وصغيرِ سنٍّ عن أذى لم يكبُر

____________________

(١) - المنتخب للطريحي أقول: لم أعثر لهذا الشاعر على ترجمة في كتب التراجم وسير الشعراء ولا أدري هل هناك ترجمة له أم لا؟. وعلى كل حال فإن الشاعر يملك موهبة شعرية ضخمه من خلال قراءتنا لقصيدته هذه التي بلغت ستة وتسعين بيتا فهو ذو نفس شعري طويل وأعود فأقول: ان الشيخ فخر الدين الطريحي قد ترحم عليه في المنتخب وهذا يعني أن حاله غير مجهول لديه إلا أن حاله قد خفي علينا.

١٨٣

لم أنس زينبَ وهي حسرى حائرٌ

في نسوةِ متألماتٍ حُسَّر

تمشي إلى نحوِ الحسينِ وتشتكي

ما نالها من ظلم ذاك المعشر

يا غايتي يا بُغيتي يا مُنيتي

يا من يقيني نائباتِ الأعصُر

لم أنسها وسكينةً ورقيةً

يبكينه بتحسُّر وتزفّر(١)

(مجردات)(٢)

اويلي على المحزوز نحره

والخيل تلعب فوگ صدره

او زينب تجر ونه ابحسره

او سكنه تون والعين عبره

او رقيه لبوها تشم نحره

والكلِّ يندب آيزهره

هذا عزيزچ برض گفره

او جسمه توذر ألف وذره

ولسان حال بنت الحسينعليه‌السلام :

(أبوذية)

يبويه اعليك حيلي انهدم وانهار

افكّر بيك اظلّن ليل ونهار

لخلّي اعبار يجري الدمع ونهار

جسمك وين بس راسك بديه

رؤيا السيدة سكينة في الخربة

روى في المنتخب: أن سكينة بن الحسينعليه‌السلام قالت يا يزيد رأيت البارحة رؤيا إن سمعتها مني قصصتها عليك؟ فقال يزيد: هاتي ما رأيت؟ قالت: بينما أنا ساهرة وقد كَلَلْتُ من الكباء بعد أن صليت ودعوت الله

____________________

(١) - المنتخب ص٤٤٤.

(٢) - للمؤلف.

١٨٤

بدعوات فلما رقدت عيني رأيت أبواب السماء قد تفتحت وإذا بنور ساطع من السماء إلى الأرض وإذا أنا بوصائف من وصائف الجنة وإذا أنا بروضة خضراء وفي تلك الروضة قصر وإذا أنا بخمسة مشايخ يدخلون إلى ذلك القصر وعندهم وصيف فقلت: يا وصيف أخبرني لم هذا القصر؟ فقال: هذا لأبيك الحسينعليه‌السلام أعطاه الله تعالى ثواباً، فقلت: ومن هذه المشايخ؟ فقال: أما الأول، فآدم أبو البشر وأما الثاني، فنوح نبي الله، وأما الثالث، فإبراهيم خليل الرحمن، وأما الرابع، فموسى الكليم، فقلت له: ومن الخامس الذي أراه قابضا على لحيته باكيا حزينا من بينهم؟ فقال لي يا سكينة أما تعرفينه؟ فقلت: لا، فقال هذا جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت له: إلى أين يريدون؟ فقال: إلى أبيك الحسينعليه‌السلام ، فقلت والله لأحلقن جدي وأخبرنه بما جرى علينا. فسبقني ولم ألحقه.

فبينما أنا متفكرة وإذا بجدي علي بن أبي طالب وبيده سيفه، وهو واقف فناديته: يا جداه قتل والله ابنك من بعدك، فبكى وضمني إلى صدره وقال: يا بنية صبرا وبالله المستعان، ثم إنه مضى ولم أعلم إلى أين فبقيت متعجبة كيف لم أعلم به، فبينما أنا كذلك إذ بباب قد فتح من السماء وإذا بالملائكة يصعدون وينزلون على رأس أبي، قال: فلما سمع يزيد ذلك لطم على وجهه وبكى، وقال: مالي ولقتل الحسين.

وفيه: وفي نقل آخر: إن سكينة قالت: ثم أقبل عليّ رجل دري اللون، قمري الوجه، حزين القلب، فقلت للوصيف: من هذا؟ فقال: جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدنوت منه، وقلت له: يا جداه قتلت والله رجالنا، وسفكت والله

١٨٥

دماؤنا، وهتكت والله حريمنا، وحملنا على الأقتاب بغير وطاء، نساق إلى يزيد، فأخذني إليه وضمني إلى صدره، ثم أقبل على آدم ونوح وإبراهيم وموسى، ثم قال لهم: ما ترون إلى ما صنعت أمتي بولدي من بعدي؟

ثم قال الوصيف: يا سكينة اخفضي صوتك فقد أبكيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم أخذ الوصيف بيدي فأدخلني القصر، وإذا بخمس نسوة قد عظم الله خلقتهن، وزاد في نورهن، وبينهن امرأة عظيمة الخلقة، ناشرة شعرها، وعليها ثياب سود، وبيدها قميص مضمخ بالدم وإذا قامت يقمن معها وإذا جلست يجلسن معها فقلت للوصيف: ما هؤلاء النسوة اللاتي قد عظم الله خلقتهن؟

فقال: يا سكينة هذه حواء أم البشر، وهذه مريم بنت عمران، وهذه خديجة بنت خويلد، وهذه هاجر وهذه سارة وهذه التي بيدها القميص المضمخ هي جدتك فاطمة الزهراء فدنوت منها وقلت لها يا جدتاه قتل والله أبي وأوتمت على صغر سني فضمتني إلى صدرها وبكت بكاء شديدا وبكت النسوة كلهن(١) .

يا ويله حين تأتي الطهرُ فاطمةُ

في الحشر صارخةً في موقف الأممِ

وفي يدَيها قميصٌ للحسين غدا

مضمخا بدم قرنا إلى قدم

(مجردات)

ذبحوك يبني المالهم دين

او شلهم عليك اديون يحسين

إيطلْبون ابوك ابحرب صفين

او يطلبوا ابعملة بدر واحنين

____________________

(١) - المنتخب ص٤٩٤/٤٩٥.

١٨٦

(مجردات)

ذبحوك يبني الله أكبر

فوگ العطش والشمس والحر

او سلبوا عگب عينك الخدَّر

واعليك گلب امك تفطر

چا وين ابوك الفحل حيدر

يشوفك بالثره نايم امطبر

او عباس علشاطي امعفر

او جسام نايم يم الأكبر

والجسم كل منهم اموذر

او راحت حرمهم تطوي البر

***

لهفي لذاك الخدرِ من بعدهم

كيف غدا نهبا لآل الخنا

فرت من القوم على وجهها

مذعورةً ليست ترى مأمنا

تدعو حماةَ الحيِّ من قومها

مالكُمُ نمتم على هضمنا

نمتم على الضيم أما جاءكم

يا فِهرُ ما نلناه من سلبنا

١٨٧

١٨٨

أهل البيتعليهم‌السلام (السبايا)

في خربة الشام

١٨٩

١٩٠

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ محمد رضا آل صادق النجفي

هي زينبٌ لو كنتَ تعرف زينبا

شَئَتِ الورى اُمَّا وبزتْهمْ أبا

أختُ الحسينِ ومن أتمتْ بعده

نهجَ الجهادِ وقارعت نُوبَ السِبا

وتعلمت من أمها مكنونَ منا

أوحى النبيُّ لها وما قد غُيبِّا

حتى إذا وافى المحرَّمُ واغتدت

بالطف ثاكلةً بمن سنّوا الإبا

أبدت جميلَ الصبرِ وهي وقورةٌ

لم تَشكُ مما نابها واعصوصبا

رأت الحماة مجزرينَ على الثرى

وجسومُهم نهبُ الأسنةِ والضبا

رأتِ العدى تبتزُّ منها حُليَها

خمارَها والنارُ تلتهم الخبا

رأتِ الرؤوسَ على الرماح مُشالةً

والسوطُ يَقرَعُ متنَها إن تنحبا

ورعت يتامى صارخين ومالهم

من مُصرخٍ وحمت عليلا متعبا

لله ما احتملتْه بنتُ المصطفى

في السبي إذ لم تَلفِ ندبا طيِّبا

يحدوبها عِلجٌ بغير ترفّقٍ

فيجوب بيداءً ويقطع سَبْسَبا

وينال من سبّ الوصي وشتمِه

يالَلْرزيةِ وهي تندب وا أبا(١)

____________________

(١) - لست أنسى يده الكريمة التي ناولتني هذه القصيدة في حق السيدة الطاهرة عقيلة العقائل زينب الكبرىعليها‌السلام وكان رجاؤه أن أضعها في كتابي مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام الكتاب الذي كان الشاعر آل صادق يحترمه كثيراً وحيث أن الكتاب يوم ذاك كان منجزا جعلتها في=

١٩١

(بحر طويل)

ابوجهك چنت يابن أمي اشاهدجدي المختار

وشوف الطاهره الزهره وخوي الحسن والكرار

ابوجهكمن اصديحسين چن ماخلت منهاالدار

اشلون النوب باصرني من غيّبك عني البين

بيمن بعد اتسله وانته اللي چنت سلوه

إلي عن كل هليالماضين يطيب الذات والخوه

ما تگعد تصد ليه اوتشوف امصابك اشسوّه

ابحالي اوچني مو زينب الچنت امخدره يحسين

بعد شتفيدني الونه لو ونينت والحسره

او بيتي انهدم يا خويه او ركن اللايده ابكتره

من بعدك يبو السجاد كسر الگلب شيجبره

ما يجبر بعد هيهات يا تالي هلي الطيبين

ما أگدر اعوفنَّك وانته اموزع ابهلبر

ولا اگدر اظل يمك او هاي الحرم تتيسر

____________________

=آخر الكتاب واليوم وعند إجراء التعديلات الجديدة عليه جعلتها في هذا المكان من الكتاب. (الفاتحة إلى روحه الطاهرة).

١٩٢

والله اتحيرت يحسين خويه او حالي اتمرمر

انه وين اورزايا الطف الراوتني الهظايم وين

أهل البيتعليهم‌السلام في خربة الشام

قال ابن طاووس في اللهوف: ثم أمر بهم يزيد إلى منزل لا يَكنُّهم من حر ولا برد فأقاموا به حتى تقشرت وجوههم وكانوا مدى إقامتهم في البلد المشار إليه ينوحون على الحسينعليه‌السلام .

وعن المنهال ابن عمر قال: كنت أتمشى في أسواق دمشق وإذا أنا بعلي بن الحسينعليه‌السلام يمشي ويتوكأ على عصاة في يده، ورجلاه كأنهما قصبتان، والدم يجري من ساقيه، والصفرة قد علت عليه.

قال المنهال: فخنقتني العبرة، فاعترضته وقلت له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قالعليه‌السلام : يا منهال وكيف يصبح من كان أسيرا ليزيد بن معاوية، يا منهال: والله منذ قتل أبي نساؤنا ما شبعت بطونهن، ولا كسون رؤوسهن، صائمات النهار نائحات الليل.

لهذا ورد عن زين العابدينعليه‌السلام أنه قال: دخلت على عمتي زينب فرأيتها تصلي من جلوس، فسألتها عن ذلك فقالت: أصلي من جلوس لشدة الجوع والضعف (لأنها منذ ثلاثة أيام لم يدخل في جوفها طعام، لأنها كانت تدفع نصيبها من الطعام على الأطفال).

(مجردات)

يا عمه اشوفنچ تصلين

وانتي ابگعدتچ ما تگومين

١٩٣

مالچ خلگ لو طيحة احسين

نحّلت جسمچ يا ضوه العين

أخبابته:

(مجردات)

يا عمه راح الحيل مني

من راح ابوك احسين عني

اولوعة اطفاله المحنتني

والضعف يا عمه هلكني

وانشعب گلبي ابكثر وني

او حچي الشماته اللي كتلني

ميته عسن من صغر سنّي

او لا شوف هلهظمه اللفتني

أعود إلى كلام الإمام زين العابدينعليه‌السلام مع المنهال قال له: يا منهال أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبح أبنائهم ويستحي نساءهم أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها، وتفتخر قريش على العرب بأن محمداً منها وإنّا عترة محمد أصبحنا مقتولين، مذبوحين، مأسورين، مشردين، شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك أو كابل، هذا صباحنا أهل البيت.

يا منهال: المكان الذي نحن في ليس له سقف والشمس تصهرنا، فأفرّ منه سويعة لضعف بدني، وأرجع إلى عماتي وأخواتي خشية على النساء.

(نصاري)(١)

يگله ابن النبي والدمع همال

يا منهال لا تنشد عن الحال

تراهي امچتفه بحبال العيال

او گلبها كالجمر ويلاه يسعر

____________________

(١) - للمؤلف.

١٩٤

اشحال الحرم دخلوها على ايزيد

وهو شامت او يضرب راس العميد

غدت تصفج يويلي ايد فوگ ايد

(يريت العيش بعدك لا حله او مر)

اشحال الحرم من سكنت خرابه

بين اجلاف ما عدهم نجابه

وين المرتضى دحَّاي بابه

يشوف الوجه من عدهن تگشَّر

قال المنهال: فبينما أنا أخاطبه وهو يخاطبني وإذا أنا بامرأة قد خرجت من الخربة وهي تنادي إلى أين تنضي يا قرة عيني، فتركني ورجع إليها فحققت النظر إليها وإذا هي زينب بنت عليعليه‌السلام (١) .

(أبوذية)

انزرع بالعين شوك السهر وانبات

او گلبي امن الهظيمه انگطع وانبات

يصير احنه ابخرابه انقيم وانبات

او هند بگصورها اتبات او سميه

***

فأين النبيُّ اليومَ عن خَفِراتِه

يراها بأسرِ القومِ من غيرِ خافرِ

____________________

(١) - اللهوف. الدمعة الساكبة ج٥، ص١٣٤/١٣٥.

١٩٥

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد صالح الحلي

إنْ جئتَ أرضَ الطفِّ فانزل فيها

واعقِرْ نياقَ الصبرِ يا حادِيها

واسقي مضاجعَ صفوةٍ بمدامعٍ

ما ذاق طعمَ فراتها ظاميها

يروي عُطاشى السمرِ بيضُ دمائِها

وفؤادُها ما بُلَّ من جاريا

يا راكبا زيّافةٌ شملانةً

صرفاً جسوراً للفلا تَطويها

قِفْ واروِ عنِّي نادبا أشياخَها

وكهولَها وشبابَها وبنيها

إين الغطارفةُ الذين تسنَّوا

من ذِروةِ العليا على عاليها

أتُساقُ نسوتُكم يُرى أشكالها

في السبي حاضرُها إلى باديها

كادت تُذيبُ قلوبَها زفراتُها

لكنما عبراتُها تطفيها

عجبا لها تُهدى لشرِّ مجالسٍ

دانيه يقذفُها إلى قاصيها

فيعُجُّ باكيها لحال نُعاتِعها

ويعُجُّ ناعيها إلى باكيها

يا صاحبَ الأمرِ استمع من ذي جوىً

شكوى يذوب القلبُ من راويها

أخليفةَ الرحمانِ قد طال النَوى

فمتى لظلمة غيِّهم تجليها

أفلا يُهيجُك والعقائلُ من بني

الهادي غدت تُهدى إلى طاغيها

أفلا يهيجك أنْ تُرى أيتامُكم

محمولُها يبكي على ماشيها

١٩٦

أفلا يهيجك أنَّ آل أميةٍ

هندا تصونُ وزينبا تسبيها(١)

(مجردات)(٢)

يبن الحسين يا طالب الثار

انهض او شوف ابكربله اشصار

ذبحوا احسين او كل الانصار

او ظلت جثثهم فوگ الأوعار

والحرم طبت مجلس العار

تبچي او تنوح اصغار واكبار

والدمع منها صار تيّار

(أبوذية)

متى نسمع دوي الخيلك وبلها

التبح نحره اليبس گلبه وبلها

او سخط سيفك على الظالم وبلها

الذبح جدَّك تذبحه اعله الوطيه

(أبوذية)

يمهدي ليش ما تسمع دونّه

او غيرك لا تظن يرهم دونّه

كلها الطلعتك تنظر دونّه

طالت غيبتك يابن الزچيه

هند زوجة يزيد تزور الخربة

قال في معال السبطين: روي ان هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز (ابن خال عثمان) لما قتل أبوها بقيت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام ولما قبض أمير المؤمنينعليه‌السلام بقيت في دار الحسنعليه‌السلام فسمع بها معاوية فأخذها من الحسن

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام .

(٢) - للمؤلف.

١٩٧

وزوجها من ولده يزيد، فبقيت عند يزيد إلى أن قتل الحسينعليه‌السلام ، ولم يكن لها علم بأن الحسين قد قتل، ولما قتل وأتوا بنسائه وبناته وأخواته إلى الشام. دخلت امرأة على هند وقالت:

يا هند الساعة أقبلوا بسبايا ولم أعلم من أين هم، فلعلك تمضين إليهم وتتفرجين عليهم، فقامت هند، ولبست أفخر ثيابها وأمرت خادمة لها أن تحمل الكرسي، فلما رأتها الطاهرة زينب التفتت إلى إختها أم كلثوم وقالت لها: أخيه أتعرفين هذه الجارية؟ قالت: لا والله، قالت: هذه هند بنت عبد الله خادتنا، فسكتت أم كلثوم ونكست رأسها.

(فائزي)

للشام زينب تنسبي ما خطر عالبال

او تتفرج اعليها هند ياهو الذي گال

جابوا الكرسي امن الذهب وامرصع ابدر

زينب افتهمت والإشاره تكفي الحر

فوَّضت لله الأمر صبرتْ والصبر مر

وصاها صاحب كربلا تصبر ابكل حال

ساعه وجتهن والوصايف يحفنْها

دنّگن للگاع الحراير خجل منها

گامت تناشهدهن او هنّ ايجاوبنها

متغيرات امن الهظم والهظم چتال

فقالت هند: أراك طأطأت رأسك؟ فسكتت زينب ولم ترد عليها جوابا.

١٩٨

ثم قالت لها: أخية من أي البلاد أنتم؟ فقالت لها زينب: من بلاد المدينة، فلما سمعت هند ذكر المدينة نزلت من الكرسي وقالت: على ساكنها أفضل السلام، ثم التفتت إليها زينب وقالت: أراك نزلت من الكرسي؟ قالت هند: إجلالا لمن سكن في أرض المدينة. ثم قالت لها: أخية أريد أن أسألك عن بين في أرض المدينة، قالت لها الطارهة زينب: اسأتلي ما بدا لك، قالت: أسألك عن دار علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قالت لها زينب، وأنّى لك معرفة بدار علي؟ فبكت وقالت: إني كنت خادمة عندهم؟ قالت لها زينب: وعن أيما تسألين؟ قالت أسألك عن الحسين وأخوته وأولاده وعن بقية أولاد علي، وأسألك عن سيدتي زينب، وعن أختها أم كلثوم، وعن بقية مخدرات فاطمة الزهراء؟

فبكت زينب بكاء شديدا، وقالت هند: أمّا إن سألت عن دار عليعليه‌السلام فقد خلفناها تنعى أهلها، وأما إن سألت عن الحسينعليه‌السلام فهذا رأسه بين يدي يزيد وأما إن سألت عن العباس وعن بقية أولاد علي، فقد خلفناهم على الأرض مجزرين كالأضاحي بلا رؤوس، وإن سألت عن زين العابدينعليه‌السلام فها هو عليل نحيل لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام، وهذه أم كلثوم، وهذه بقية مخدرات فاطمة الزهراء، وإن سألت عن زينب فأنا زينب بنت علي.

(مجردات)

أنه زينب اليحچون عني

سليت المصايب ما سلنّي

مصايب احسين الدوهنني

نزلن على اعيوني او عمنّي

١٩٩

(فائزي)

زينب تجاوبها او گلبها فسّره الهم

يالتناشدين احسين جسمه ابكربله تم

والراس جابوه اليزيد او هاي كلثم

وانه الذي ابخدري الوادم تضرب امثال

يا هند خلصت كل عمامي برض الطفوف

وعباس ظل جسمه بلا راس ولا اچفوف

ما چنت أظن من بلد لآخر بلسبي انطوف

او تتفرج اعلينه الخلگ ما خطر عالبال

فلما سمعت هند كلام زينب، رقّت وبكت ونادت: وا إماماه، وا سيداه، وا حسيناه، ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء ولا أنظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة.

ثم تناولت حجرا وضربت به رأسها فسال الدم على وجهها ومقنعتها وغشي عليها، فلما أفاقت من غشيتها قيل: فقامت وحسَّرت رأسها وشققت الثياب وهتكت وخرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام وقالت: يا يزيد أنت أمرت برأس الحسين يشال على الرمح عند باب الدار؟ رأس ابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مصلوب على فِناء داري. فوثب إليها يزيد فغطّاها. فقالت: يا يزيد أخذتك الحمية عليَّ فلم لا أخذتك الحمية على بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، وأنزلتهن في دار خربة؟ والله لا أدخل حرمك حتى أدخلهن معي.

٢٠٠