سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام17%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 340

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 340 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104014 / تحميل: 6443
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ الحافظ البرسي الحلي

ما هاجني ذكرُ ذاتِ البانِ والعَلَمِ

ولا السلامُ على سلمى بذي سَلَمٍ

لكن تذكرتُ مولايَ الحسينَ وقد

أضحى بكربِ البلا في كربلاءَ ظَمِي

وراح ثم جوادُ السبطِ يندبُه

عالي الصهيلِ خليَّا طالبَ الخِيَم

فمذ رأته النساءُ الطاهراتُ بدى

يكادم(١) الأرضَ في خدِّ له وفَم

فبرزنَ نادبةً حسرى وثاكلةً

عبرى ومعلولةً بالمدمع السَجِم

فجئن والسبط ملقى والنصال أبت

من كف مستلم أو ثغر ملتثم

والشمرُ يَنحَرُ منه النحَر من حَنَقٍ

والأرضُ ترجفُ خوفا من فعالِهِم

فتستُرُ الوجهَ في كُمٍّ عقيلتُهم

وتنحني فوقَ قلبِ والهٍ كَلِم(٢)

تدعو أخاها الغريبَ المستضامَ أخي

ياليت طرفَ المنايا عن عُلاك عَمِي

أخي لقد كنتَ غوثا للأرامل يا

غوثَ اليتامى وبحرَ الجودِ والكرم

وتستغيثُ رسولَ اللهِ صارخةً

يا جدُّ أين الوصايا في ذوي الرَحِم

يا جدُّ لو نظرتْ عيناكَ من حَزَنٍ

للعترةِ الغزِّ بعد الصونِ والحَشَم

____________________

(١) - يكادم: يعض.

(٢) - كلم: مجروح.

٢٨١

مشردينَ عين الأوطان قد قُهروا

ثكلى أسارى حيارى ضُرِّجوا بدم

يُسرى بهنَّ سبايا بعد عزِّهِمُ

فوق النياق كسبي الرومِ والخَدَم(١)

(نصاري)

بگت زينب تصيح ابگلب مفطور

اشلون امشي او يظل احسين معفور

خذوها للركب والگلب خفّاگ

تعاين جثته والدمع دفاگ

يخويه اوداعة الله هذا الفراگ

بعد هيهات اشوفن عگبك اسرور

مشينه امودع الله والظعن سار

او خلينه عزيز الروح بالدار

او كل شبّانه نومه والانصار

او يم العلگمي عباس معفور

حده حادي الظعن وينك يعباس

يمن دومٍ نخوتك ترفع الراس

چي ترضه خواتك ترفج ارجاس

وانته اللي اليوم الضيج مذخور

ناداها يبت راعي الحميه

اعذريني تره غصبن عليه

اشبيدي يا عزيزه اعله المنيه

عتبتي او من يلومچ من تعتبين

(أبوذية)

أخوچ الما يچن غوجه ولاعن

اضلوعي النخوتچ حنن ولاعن

لا يسره ولا يمنه ولاعين

بگت عندي او صعب عتبچ عليه

السيدة أم كلثوم تدخل المدينة المنورة

بعد خروج أهل المدينة لاستقبال الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام وعماته

____________________

(١) - الغدير: ج٧، ص٦٢.

٢٨٢

وأخوته وخطاب الإمام في الناس، دخل آل الرسول إلى المدينة قال الراوي:

أما أم كلثومعليها‌السلام فحين توجهت إلى المدينة جعلت تبكي وتقول:

مدينةَ جدِنا لا تقبلينا

فبالحسرات والأحزان جينا

خرجنا منك بالأهلينَ جمعا

رجعنا لا رجالَ ولا بنينا

وكنا في الخروج بجمعِ شملٍ

رجعنا حاسرين مسلَّبينا

ومولانا الحسينُ لنا أنيس

رجعنا والحسينُ به رُزينا

فنحن الضائعات بلا كفيلٍ

ونحن النائحات على أخينا

(مجردات)

صاحت صوت نايح يا مدينه

وصلنه الكربلا او ذبحوا ولينه

طلعنه ابعزَّه وابذلَّه لفينه

انكرينه او يحگلچ من تنكرينه

ثم أقبلت إلى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باكية العين، حزينة القلب، فقالت: السلام عليك يا جداه، إني ناعية إليك ولدك الحسينعليه‌السلام ، وجعلت تمرغ خديها على المنبر والناس يعزونها، فحن القبر حنينا عاليا(١) ، وضجت الناس بالبكاء والنحيب، وإلى نعيها أشار الحجةعليه‌السلام في زيارة الناحية المنسوبة إليه: فقام ناعيكَ عند قبر جدك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنعاك إليه بالدمع الهطول قائلا: يا رسول الله قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبيت بعدك ذراريك، ووقع المحذور بعترتك وذويك، فانزعج الرسول، وبكى قلبه المهول وجعلت أم كلثوم تقول:

____________________

(١) - ثمرات الأعواد ج٢، ص٦٧ عن بعض الخطباء.

٢٨٣

رهطُك يا رسولَ اللهِ أضحوا

عرايا بالطفوف مسلبينا

وقد ذَبحوا الحسينَ ولم يُراعوا

جنابَك يا رسولَ اللهِ فينا

فلو نظرتْ عيونُك للأسارى

على قَتَبِ الجمال محملينا

(نصاري)

اجت ويلي تصب الدمع واتنوح

او خضَّب گبر جدها او غابت الروح

يجدي اعزيزكم بالطفِ مذبوح

ثلث تيام مرمي ابشمس واحرور

حن گلب الرسول او سمعوا احنين

واعلن بالبچه اعله امصاب الحسين

مهو ابنَّيه او عزيزه او گرَّة العين

الچان ايقبله ابنحره اليشع نوره

ثم أقبلت إلى قبر أمها فاطمة الزهراء ورمت بنفسها على القبر وهي تقول: يا أماه أعزيك بولدك الحسينعليه‌السلام فقد قتلوه عطشانا(١) .

(نصاري)

اخبرچ بالمصاب الصار بينه

عگب ذبحة هلي وابنچ العينه

هجوم ابكربله هجموا علينه

هجوم الگوم من هجموا على الدار

(مجردات)

بس مالفت ويلي امن الشام

لرض المدينه اوياهم ايتام

لامنها اجت والدمع سجّام

او نادت يبضعة سيد الأكرام

الحسين عاري ثلث تيام

او عباس والأكبر او جسام

***

أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدلا

وقد مات عطشانا بشطِّ فراتِ

____________________

(١) - ثمرات الأعواد ج٢، ص٦٧.

٢٨٤

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ علي بن حماد البصري

من شعراء القرن التاسع الهجري

هَنِّ بالعيد إنْ أردتَ سِوائي

أيُّ عيدٍ لمستباحِ العزاءِ

إنّ في مأتمي عن العيدِ شُغلا

فالهُ عيني وخلِّني بشَجائي

فإذا الناسُ عيَّدوا بسرور

كان عيدي بزفرةٍ وبكاء

وإذا أدمنوا الشرابَ فشُربي

من دموعيَ مموزجةً بدمائي

وقليلٌ لو مُتُّ همّاً ووجدا

لمصابِ الغريبِ في كربلاء

آهِ يا كربلاءُ كمْ فيكِ من كر

ب لنفسٍ شجيبةٍ وبلاء

أأَلَذُّ الحياةَ بعد قتيلِ

الطفِّ ظلما إذاً لقلَّ حيائي

كيف لا تَسكُبُ الدموعَ جفوني

بعد تخضيبِ شيبِه بالدماء

تطأ الخيلُ جسمَه في ثرى الـ

ـطفِّ وجسمي يلتذُّ لينَ الوِطاء

بأبي زينباً وقد سُبيتْ بالذُ

ل من خدرها كسبيِ الإماء

فإذا عاينتْه ملقىً على التر

بِ معرّىً مجدَّلا بالعراء

أقبلتْ نحوَه فيمنعُها الشمرُ

فتدعو في خِيفةٍ وخفاء(١)

____________________

(١) - المنتخب ص٥٠٣ للطريحي.

٢٨٥

(مجردات)

يحسين يا مهجة المختار

اويا ضوه اعيون الوصي الكرار

لنوحن الفگدك ليل وانهار

عالرمل نايم والرمل حار

والشمس ويلي تلتهب نار

(أبوذية)

مهر لجل الثواب ابچيت وجره

لچن نار ابصميم الگلب وجره

مصاب احسين ابد ما صار وجره

فرض كل يوم ننصب له عزيه

حالة نساء أهل البيتعليهم‌السلام في المدينة

قال القمي في نفس المهموم: انه لما قتل الحسين بن عليعليه‌السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، ولن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) يعمل لهن الطعام للمآتم.

وقال أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي في دار هاشمي دخان خمس حجج، حتى قتل عبيد الله بن زياد، كل ذلك تفرغا للنوح والبكاء على سيد الشهداءعليه‌السلام ولكل واحدة من نساء أهل البيت حكاية مؤلمة.

فسكينة كان شعارها عند دخولها مدينة رسول الله: يا جداه إليك المشتكى مما جرى علينا، فوالله ما رأيت أقسى من يزيد ولا رأيت كافرا ولا مشركا أجفا وأغلظ منه، فقلد كان يقرع ثغر أبي بمخصرته وهو يقول: كيف

٢٨٦

رأيت الضرب يا حسين.

أما الرباب زوجة الحسينعليه‌السلام فكبت على أبي عبد الله حتى جفت دموعها، فأعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة، فأمرت أن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع.

وفي بعض الروايات أمرت برفع سقف البيت مواساة للحسين الذي رأته على وجه الأرض تصهره حرارة الشمس فما عاشت بعد الحسين إلا سنة واحدة، حتى قبل ان رجلا دخل على زين العابدينعليه‌السلام فوجد امرأة جالسة في حرارة الشمس فظن انها جارية أو خادمة قد غضب عليها الإمام وعاقبها بهذه الطريقة بأن تجلس تحت أشعة الشمس فلما قضى حاجته عند الإمام زين العابدينعليه‌السلام التفت إليه وقال: سيدي لو أذنت لهله الجارية ان تقوم من حرارة الشمس انها محرقة فلو عفوت عنها يا ابن رسول الله فقال له الإمامعليه‌السلام ليست هذه جارية هذه الرباب زوجة والدي الحسين آلت ألا تستظل بعد الحسين تحت سقف أبدا وكانت تقول في رثائها للحسينعليه‌السلام :

إن الذي كان نورا يُستضادُ به

بكربلاءَ قتيلٌ غيرُ مدفونِ

سبطُ النبيِّ جزاك اللهُ صالحةً

عنّا وجُنِّبتَ خُسرانَ الموازين

قد كنتَ لي جبلا صعبا ألوذ به

وكنتَ تصحُبنا بالرحم والدين

مَن لليتامى ومَن للسائلينَ ومَن

يُغني ويأوي له كلُّ المساكين

واللهِ لا أبتغي صِهرا بصهرِكُمُ

حتى اُغيَّبَ بين الوحلِ والطين

وكانت كلما نظرت إلى محراب الحسين ورأته خاليا هاجت أحزانها،

٢٨٧

حتى بليت وماتت كمدا بعد سنة من شهادة الإمام الحسينعليه‌السلام (١) .

(نصاري)

يمحراب الحسين اشمرت اسنين

تدوّي بالذكر بلسان الحسين

يمحراب الحسين ابكي ابدمع دم

على المذبوح عاري ابكربلا تم

چنت مزهر او هذا اليوم مظلم

بعده وازهرت بيه الميادين

ظلت باكيه وتصفج بديها

نهار او ليلها تندب وليها

ما والله بچت وحده ابچيها

ولا صارت مثلها بالنساوين

گضّت عمر تبچي اعلى البهاليل

او لو نوَّت شطر هدوه من الليل

من گبل الفجر تگعد على الويل

تصيح اهنا يسكنه ما تگعدين

بس النوم اگعدي يا يتيمه

اگعدي مو حلو نوم الهظيمه

اگعدي ساعدي گلبي اعله ظيمه

اگعدي ساعديني لا تنامين

وكانت تخاطب ابنتها سكينة: يا يتيمة الحسين أين مضى عنك وعني الحسين؟

(مجردات)

چا وين عني او عنچ احسين

الچنه ابفيّه مستظلين

وسافه يبت علة التكوين

بالذله بعد احسين تمسين

(أبوذية)

خلاني زماني ابظيم بعداك

مو هيّن عليه صعب بعداك

____________________

(١) - نفس المهموم ص٤٧٣. مقتل الحسين ص٣٧٦ للمقرم. حياة الإمام الحسين ج٣ للقرشي.

٢٨٨

عگب عينك طحن يحسين بعداك

او سرت بحشاي نار الغاضريه

***

فرى كَبِدي من حزنِ آلِ محمدٍ

ومن زفراتٍ مالهنَّ طبيبُ

فمن مبلغٌ عني الحسينَ رسالةً

وإن كرهتْها انفسٌ وقلوب

قتيلٌ بلا جرمٍ كأنَّ قميصَه

صيغٌ بماء الأَرجوانِ خضيب

تَزلزلتِ الدنيا لآلِ محمدٍ

وكادت لهم صُمُّ الجبالِ تزول

٢٨٩

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد عبد المطلب الحلي

ت: ١٣٣٥ه

أيُّ يومٍ ملأ الدنيا أسى

طبّق الكونَ عجيجا وصياحا

يومَ أضحى حرمُ اللهِ به

للمغاويرِ على الطفِّ مباحا

أبرزت منه بناتُ المصطفى

حائراتٍ يتقارضْنَ المناحا

أيُّها المـُدلجُ في زيَّافةٍ

تنشُرُ الأكْمَ كما تطوي البِطاحا

فإذا جئتَ الغريينِ أرِحْ

فلقد نلتَ بمسراك النُجاحا

صِلْ ضريحَ المرتضى عنِّي وخذ

غُربَ عتبٍ يملأ القلبَ جراحا

قُلْ له يا أسدَ اللهِ استَمِعْ

نفثةً ضاق بها الصدرُ فباحا

كم رضيعٍ لك بالطفِّ قضى

عاطشا يَقبضُ بالراحة راحا

أرضعتْه حُلُمُ النبلِ دما

من نَجيعِ النحرِ لا الدرَّ القِراحا

ولَكَم ربةِ خدرٍ ما رأى

شخصَها الوهمُ ولا بالظنِّ لاحا

لو تراها يومَ أضحت بالعرى

جَزَعا تندبُ رحلا مستباحا(١)

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١٢٦.

٢٩٠

(مجردات)

يا ريت لن شخصك فلا غاب

عن كربلا يا داحي الباب

عله احسين ما خلَّوا تره اثياب

او ساده الرمل واكفانه الأحراب

وابناتك سبوهن گوم الاجناب

لا خدر ظل اولا بگه احجاب

(أبوذية)

الشدايد والعسر باسمك تيسر

اعله ابن ود منهو غير انته تيسر

العجب كل العجب زينب تيسر

وهي تنخاك يا راعي الحميه

بكاء السيدة أم البنين (رض)

على الإمام الحسينعليه‌السلام

قال السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه حياة العباسعليه‌السلام كانت أم البنين من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت مخلصة في ولائهم ممحضة في مودتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحل الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزيها بأولادها الأربعة، كما كانت تزورها أيام العين(١) .

وعن بعض الخطباء قال: لما رجعت عائلة الحسين إلى المدينة قالت زينب لا أريد أحدا يدخل علي إلا من فقدت لها عزيزا في كربلاء، وجلست في منزلها وجعلت جاريتها على الباب، وإذا بالباب يطرق، فقالت الجارية من على الباب؟ فإن سيدتي زينب لا تريد أحداً يدخل عليها إلا من فقدت لها

____________________

(١) - كتاب العباس بن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ص٧٢ عبد الرزاق المقرم.

٢٩١

عزيزاً في كربلاء، فقالت لها: قولي لسيدتك زينب إني شريكتها في هذا العزاء، وأريد أن أدخل عليها وأساعدها فإني مثلها في المصاب، فلما أخبرت الجارية زينب قالت: سليها من هي التي تكون مثلي في المصاب، ثم قالت: إن صدق ظني فإنها أم البنين، فرجعت الجارية وقالت لها: سيدتي تقول من أنت التي مثلها من المصاب؟ قالت: أنا الثاكلة!! أنا أم الفاجعة الكبرى، قالت: أوضحي لي من تكونين؟ قالت: ما عرفتيني أنا أم البنين قالت الجارية: لقد صدقت سيدتي في ظنها، وانك والله كما تقولين أم المصيبة العظمى والفاجعة الكبرى.

(نصاري)

صاحت صوت آيا فگد الأطياب

والله اشموحشه يا دور الأحباب

اهناك او سمعن الصرخه على الباب

أنا أم عباس اجيتچ لا تفترين

ثم فتحت لها الباب فلما دخلت استقبلتها زينب واعتنقتها وبكت وقالت: عظم الله لك الأجر في أولادك الأربعة، فأجابتها أم البنين وأنت عظم الله لك الأجر في الحسينعليه‌السلام (١) .

(نصاري)

بچت زينب او نادت تلگنها

بالله اوياي گومن ساعدنها

هاي ام البنين الراح منها

صناديد اربعه او بالحرب نفلين

بچت زينب او صاحت آيحزني

او لفنها أم البنين ابضلع محني

تصيح ابصوت آيحسين يبني

هاي امصيبتك بچَّت الدارين

____________________

(١) - النص الجلي في مولد العباس بن علي، محمد علي الناصري البحراني نسبه إلى بعض الخطباء.

٢٩٢

اشلون ام البنين اصياح صاحت

اهنا يحسين يبني روحي راحت

تلگلنها الحرم عيَّت او ناحت

زينب بالعزه كسرت الصوبين

(تخميس)

ما حدّثَ التاريخُ أنْ أدبروا

في الحربِ مهما نارُها تَسعرُ

فكيف قلبي كسرُه يُجبَرُ

ياليتَ شعري أكما أخبروا

بأنَّ عباساً قطيعُ اليدينْ

٢٩٣

المجلس الخامس

القصيدة: للشيخ محمد علي اليعقوبي

ت: ١٣٨٧ه

بكيتُ على ربعِكمْ قاحلا

فأخصبَ من أدمعي ممرعا

فلا النومُ خالطَ لي ناظرا

ولا اللومُ قد خاضَ لي مسمعا

جزِعتُ ولولا الذي قد أصاب

بني الوحي ما كدتُ أن أجزعا

بيوم به ضاع عهدُ النبيِّ

وخانت أميةُ ما استُودِعا

غداةَ أبو الفضلِ لفَّ الصفوفَ

وفلَّ الضبا والقنا المشرَعا

رعى بالوفاءِ عهودَ الاخاءِ

رعى اللهُ ذمةَ موفٍ رعى

وحولَ الشريعةِ تحمي الفراتَ

جموعٌ قضى البغيُ أن تُجمعا

فجنَّبَ وردَ المعينِ الذي

به غُلةُ السبطِ لن تُنقعا

وآبَ ولم يُروَ من جزعةٍ

وجرَّعهُ الحتفُ ما جُرِّعا

فخرَّ على ضفةِ العلقميِّ

صريعا فأعظِمْ به مصرعا

قطيعَ اليمينِ عفيرَ الجبينِ

تشُقُّ النصالُ له مضجعا

وإن أنسَ لا أنسى أمَ البنين

وقد فقدت وِلدها أجمعا

تنوحُ عليهم بوادي البقيعْ

فيُذري (الطريدُ)(١) لها أدمُعا

____________________

(١) - هو مروان بن الحكم، قيل كان يبكي إذا سمعها تندب الحسين وبنيها في البقيع.

٢٩٤

ولم تَسْلُ من فقدت واحداً

فما حالُ من فقدت أربعا(١)

(أبوذية)

هاي أم أربعه گومن لبنها

البچت لحسين ما ونَّت لبنها

الگالت يحرم اعليكم لبنها

عدل يبگه وله كلكم ضحيه

(أبوذية)

تون ام البنين ابحزن ونها

على الراحوا فده لحسين ونها

الزلم ذيچ الترج الأرض ونها

التخلص اعيالكم من هلرزيه

(تخميس)

يا مصاباً زلزل السبع العلى

وله الكون بحزن اعولا

ونجيع الدمع نادى قائلا

كربلا لازلت كربا وبلا

ما لقي عندك آل المصطفى

السيدة أم البنين (رض) تخرج إلى البقيع

قال في ثمرات الأعواد: وأما أم البنين أم العباس فإنها كانت ترثي الحسينعليه‌السلام وترثي أولادها وتندبهم بأشجى ندبة، وكانت تخرج إلى البقيع كل يوم، فيجتمع الناس لسماع رثائها فيبكون لشجى ندبها. ومن رثائها:

لا تدعونّي ويكِ أمَّ البنينْ

تُذكروني بليوثِ العرينْ

كانت بنونٌ ليَ اُعدعى بهم

واليومَ أصبحتُ ولا من بنين

أربعةٌ مثلُ نسورِ الرُبى

قد واصلوا الموتَ بقطع الوتين

____________________

(١) - الذخائر ص٥٦/٥٧.

٢٩٥

يا ليتَ شعري أَكما أخبروا

بانَّ عباساً قطيعُ اليمين(١)

كانت أم البنين تصنع من التراب قبورا خمسة أربعة لأولادها والخامس لأبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ثم تبكي عند كل قبر بعض الوقت وتساوي القبر مع الأرض وتقول هذا فداء للحسين إلى أن تأتي على القبور الأربعة وتبقي القبر الذي صنعته للحسينعليه‌السلام فتفرغ عليه دموعها(٢) .

(مجردات)

يا لواها اعليمن تنوحين

اتگول البچه والنوح لحسين

احنه امهات اولاد حيين

او عن نوح ابنها فاطمه وين

الهه العزه واحنه المعزين

أنا الفاجده اثنين واثنين

محاريب خمسه أمد كل حين

عليهن ارش ابدمعة العين

منها أربعه امحي بالايدين

والخامس امخليه لحسين

وفي النص الجلي: فتندب أولادها الآساد الأربعة أشجى ندبة وتبكيهم أوجع بكاء وأحزنه وكانت ندبتها تؤثر في قلوب القساة التي هي بالجلاميد الصمَّاء أشبه وقد كان مروان بن الحكم إذا سمع ندبتها لا يملك نفسه حتى يستعبر ولا يستطيع المكاتمه دون أن يغلبه البكاء انبجذابا بتلك الرنة المحزنة والحنة الشجية. ولقد كانت تخرج إلى البقيع حاملة ولد العباس عبيد الله ترثي أولادها الأربعة فيجتمع الناس لسماع رثائها فيبكون(٣) .

____________________

(١) - ثمرات الأعواد ج٢، ص٦٨.

(٢) - ميراث المنبر ص٢٢٣ محمد سعيد المنصوري.

(٣) - النص الجلي ص٧٤/٧٥ محمد علي الناصري البحراني.

٢٩٦

أمَّ البنينِ ورزءُ قلبكِ مدمعٌ

بعيونِ شيعةِ أحمدٍ مسجومُ

ما هز قلبَكِ أن ثلاثة قد قضوا

في الحربِ قتلا والمصابُ جسيمُ

أو أن عباسا يهشِّمُ رأسهُ

عمدٌ من الغدرِ اللئيمِ مشوم

لكنما أدمى فؤادَكِ إذ نعى

ناعي الوغى أنَ الحسين خذيمُ

هذا وفاؤكِ للبتولِ ونجِلها

نعم الوفاءُ ونعمتِ التكريمُ(١)

(أبوذية)

على الأولاد زيدي النوح يمهم

ابفرد ساعه الدهر بالطبگ يمهم

احب اگصد وجاور كون يمهم

اجاورهم لما اتجيني المنيه

(تخميس)

لهفي لثكلي واصلت بالحنين

أيامها يا صاح حينا فحين

تندب والأحجار شجواً تلين

لا تدعوني ويكِ أمَّ ابنين

تذكريني بليوث العرين

(تخميس)

لن أكتفي بالنعي أنْ أندبا

نورا بوادي الطفِّ عني خَبا

لِمَن مضوا عند اشتباكِ الضُبا

أربعةٌ مثلُ نسورِ الرُبى

قد واصلوا الموت بقطع الوتين

____________________

(١) - الأبيات من قصيدة ناهضة لصديقنا الشاب الشاعر أحمد الحلي دام علاه.

٢٩٧

المجلس السادس

القصيدة: للشيخ حسن الدمستاني البحراني القطيفي

ت: ١١٨١ه

من يُلهِهِ المرديانِ المالُ والأملُ

لم يَدر ما المنجيانِ العلمُ والعملُ

خُذْ رشدَ نفسِك من مرآةِ عقلِك لا

بالوهمِ من قبلِ أنْ يغتالَك الأجل

فالعقلُ معتَصمٌ والوهمُ متَّهمٌ

والعمرُ منصرمٌ والدهرُ مرتَحِل

يا منفقَ العمرِ في عصيانِ خالقِه

أفِقْ فأنك من خَمْرِ الهوى ثَمِلُ

تَعصيهِ لا أنتَ في عُصيانِه وجلٌ

من العقاب ولا مِن مَنِّه خَجِلُ

أنفاسُ نفسِك أثمانُ الجنانِ فهل

تَشري به لهبا في الحشر يشتعل

ما عُذرُ من بلغ العشرينَ إن هَجَعَتْ

عيناه او عاقَه عن طاعةٍ كَسل

ألا ترى أولياءَ اللهِ كيفَ قَلَتْ

طِيبَ الكرى في الدياجي منهمُ المـُقَل

نحفُ الجسومِ فلا يُدرى إذا ركعوا

قِسيُّ نبلٍ همُ أم ركَّعٌ نبل

خمصُ البطونِ طوىً ذُبلُ الشفاهِ ظماً

عَمشُ العيونِ بُكاً ما عابها الكُحل

إنْ يَنطقوا ذَكَروا إنْ يصمتوا فَكَروا

أو يَغضبوا غَفروا او يَقطعوا وصلوا

ولا يسيلُ لهم دمعٌ على بشر

إلا على معشرٍ في كربلا قُتلوا

ذاقوا الحتوفَ بأكنافِ الطفوفِ على

رغمِ الأنوفِ ولم تَبرُدْ لهم غُلَل

٢٩٨

أفدي الحسينَ صريعا لا ضريحَ له

إلا صريرَ نصولٍ فيه تَنتصل

والطعنُ مؤتلفٌ فيه ومختلفٌ

والنحرُ منعطفٌ والعمرُ منبتل

والجسمُ ضربا له بالنجع مختضِبٌ

والقلبُ ملتهبٌ ما بلَّه بَلل

والشمرُ مشتغلٌ في ذبحه عَجِلٌ

والسبطُ منجدلٌ يدعو ويبتهل

عَجِبْتُ من فتك شمرٍ بالحسين وقد

رقى على الصدر ظلما وهو منتعل

أفدي الحسينَ طريحا لا ضريح له

وماله غيرُ قاني نحره غُسل(١)

(مجردات)

يبن الحسن شيل اللوه او گوم

واوصل گبر جدك المظلوم

الذبحوه وامن الماي محروم

اشهر السيفك واطلب الگوم

ابثاره او سبي زينب او كلثوم

او عن شيعته دجليها الهموم

اولا واحد اتخليه مهظوم

(أبوذية)

عيوني من الدمع غارت وعمات

المصايب صوبّت روحي وعمات

الك ايتام يالغايب وعمات

على الأكوار اخذوهن سبيه

المساكين يقصدون دار الحسينعليه‌السلام - بعد شهادته -

كما هو معلوم ان جموع الفقراء وذوي الحاجة كانوا يقصدون الحسين لأخذ عطاياهم وقضاء حوائجهم وكان يعطيهم كل ما عنده ففي الخبر

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٦٢٨.

٢٩٩

المعروف أعطىعليه‌السلام أربعة آلاف دينار إلى اعرابي فقير وهو يقول:

خذها فإني إليك معتذر

واعلم بأني عليك ذو شفقه

فأخذ الاعرابي في البكاء قال له الإمامعليه‌السلام : ما يبكيك يا أخا العرب لعلك استقللت عطائنا؟ فقال الاعرابي: سيدي أبكي على هذا الجود كيف يذهب تحت التراب. وبقي الناس على عادتهم يأتون إلى دار الحسينعليه‌السلام بعد شهادته وفي ذات مرة جاء اعرابي إلى دار الحسينعليه‌السلام ولم يكن يعلم بشهادته وكانت زينبعليها‌السلام تبكي أخاها في تلك الساعة فطرق الباب فقالت له الجارية ما تريد يا أخا العرب؟ قال أنا صاحب عادة جئت لقبض عادتي من سيدي الحسين فعادت الجارية إلى العقيلة زينب فأخبرتها بمجيء الاعرابي فأقبلت إليه زينب وقفت وراء الباب قالت: أخا العرب ما تريد؟ قال: ما عهدي بهذه الباب تغلق أنا صاحب عادة وقد جئت الآن لقبض عادتي منه فبكت مولاتنا زينبعليها‌السلام وقالت: يا أخا العرب عظم الله لك الأجر بالحسين فلقد خلفناه بأرض كربلاء جثة بلا رأس(١) وكأني بزينب:

(مجردات)

شنهو العذر لو جاك طلّاب

هلنوْخَت اضيوفك على الباب

شگللهم يخويه او شنهو الجواب

اگولن أهل هلبيت غياب

يو لا اتوسْدوا حدر التراب

____________________

(١) - عن بعض الخطباء مع العلم ان هذا الخبر لم يرد ذكره في كتب السير والمقاتل ولكنه مقروء من قبل مشاهير الخطباء.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي في الزنا ست خصال: ثلاث منها في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق وأما التي في الآخرة فسوء الحساب وسخط الرحمن، والخلود في النار.

٤ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن فضال، عن عبدالله بن ميمون، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للزاني: ست خصال، ثلاث في الدنيا: وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فإنه يذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء، وأما التي في الآخرة فسخط الرب جل جلاله، وسوء الحساب، والخلود في النار.

قول النبي صلّى الله عليه وآله تقبلوا لي بست خصال أتقبل لكم بالجنة

٥ - حدثنا أبوالعباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوجعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام قال: حدثنا علي بن يزيد الصدائي(١) ، عن أبي شيبة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا. وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم وألسنتكم.

ست خصال من فعلهن دخل الجنة

٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن محمد ابن جمهور الحمادي الحبال قال: حدثنا أبوعلي صالح بن محمد البغدادي ببخارى قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي(٢) قال: حدثنا إسماعيل

______________

(١) بضم المهملة وتخفيف الدال بمد. فيه لين (التقريب).

(٢) هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير القرشي مولاهم أبوحفص الحمصى. صدوق مات سنة ٢٥٠ كما في التقريب.

٣٢١

ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم(١) ومحمد بن زياد قالا: سمعنا أبا امامة يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: أيها الناس إنه لا نبي بعدي، ولا امة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم.

ستة من الانبياء عليهم السلام لكل واحد منهم اسمان

٧ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد ابن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي ابن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن ستة من الانبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل، ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حلقيا(٢) ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

ستة لم يركضوا في رحم

٨ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر

______________

(١) في جميع النسخ « شرجيل » وهو تصحيف، والصواب ما في المتن وهو شرحبيل ابن مسلم بن حامد الخولاني الشامي صدوق فيه لين، يروى عن أبي أمامة الباهلي وروى عنه اسماعيل بن عياش بن سلم العنسي أبوعتبة الحمصى، وأما محمد بن زياد هو محمد بن زياد الالهاني أبوسفيان الحمصي.

(٢) في بعض النسخ « مليقا » وفي بعضها والعيون « ملقيا ».

٣٢٢

الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن - جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله عزّوجلّ.

ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته

٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن - عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب الصيرفي، عن الهيثم أبي كهمس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرء فيه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنة حسنة يؤخذ بها بعده.

ست كلمات مكتوبة على باب الجنة

١٠ - حدثنا أبوعلي الحسن بن علي بن محمد بن [ علي بن ] عمرو العطار ببلخ، وكان جده علي بن عمرو صاحب علي بن محمد العسكري عليه السلام وهو الذي خرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه(١) قال: حدثنا سليمان بن أيوب المطلبي قال: حدثنا محمد بن محمد المصري(٢) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن

______________

(١) فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزيل العسكر من أصحاب الرضا عليه السلام غال ملعون فسد مذهبه وقتله بعض أصحاب أبي محمد العسكري، لا يلتف إلى حديثه، له كتب كلها تخليط (صه وجش).

(٢) هو محمد بن محمد بن الاشعث أبوعلي الكوفي ثقة من أصحابنا سكن مصر (جش).

٣٢٣

علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: ادخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله.

ست خصال من المروءة

١١ - حدثنا أبومنصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي قل: حدثنا محمد ابن زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال: حدثني أبي قال: حدثني أبوالحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: ست من المروءة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فأما التي في الحضر: فتلاوة كتاب الله عزّوجلّ، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الاخوان في الله عزّوجلّ، وأما التي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي.

يقسم الخمس ستة أسهم

١٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله ابن مسكان، عن أبي العباس، عن زكريا بن مالك الجعفي، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سأله عن قول الله عزّوجلّ:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (١) قال: أما خمس الله عزّوجلّ فللرسول يضعه حيث يشاء، وأما خمس الرسول فلاقاربه، وخمس ذوي القربى فهم أقرباؤه، واليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الاربعة الاسهم فيهم، وأما المساكين وأبناء السبيل فقد علمت أنا لا نأكل الصدقة، ولا تحل لنا فهي للمساكين وأبناء السبيل(٢) .

______________

(١) الانفال: ٤١.

(٢) يعني السهمان الاخران لنا أيضا، راجع في توضيح ذلك كتاب الزكاة من مصباح الفقيه للهمداني ص ١٤٥ ففيه بيان لطيف وتحقيق دقيق.

٣٢٤

ستة اشياء ليس للعباد فيها صنع

١٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي، عن أبي عبدالله الاصبهاني، عن درست، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع: المعرفة، والجهل، والرضا، والغضب والنوم، واليقظة.

ان الله عزّوجلّ يعذب ستة بست خصال

١٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أسلم الجبلي باسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال: إن الله عزّوجلّ يعذب ستة بستة: العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل(١) .

ست خصال لا تكون في المؤمن

١٥ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن - عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ستة لا تكون في المؤمن: العسر، والنكد،(٢) واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي.

______________

(١) الرستاق معرب روستا بمعنى ده.

(٢) في بعض النسخ « النكر ». والنكد - بضم النون -. البخل، وقلة العطاء و - بفتحها - منع الخير.

٣٢٥

ستة لا يسلم عليهم

١٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن بنان بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ستة لا يسلم عليهم: اليهودي، والنصراني والمجوسي، والرجل على غائطه وعلى موائد الخمر، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهين بسب الامهات.

ست عجيبات

١٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن إسحاق الضحاك، عن منذر الجوان(١) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال سلمان رحمة الله عليه: عجبت بست: ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني، فأما التي أبكتني: ففراق الاحبة محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الله عزّوجلّ، وأما التي أضحكتني: فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أرضي الله أم سخط.

النهي عن قتل ستة

١٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسين بن زياد(٢) ، عن داود بن كثير الرقى قال: بينما نحن قعود عند أبي عبدالله صلّى الله عليه واله إذ مر بنا رجل بيده خطاف مذبوح، فوثب إليه أبوعبدالله عليه السلام حتى أخذه من يده، ثم دحى به الارض، ثم قال: أعالمكم

______________

(١) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا ولم أجدهما ولعل الصواب اسحاق الجلاب فصحف.

(٢) عنونه الشيخ وقال: هو من أصحاب الرضا عليه السلام لكن حاله مجهول.

٣٢٦

أمركم بهذا أم فقيهكم لقد أخبرني أبي، عن جدي عليهما السلام أن رسول الله صلّى الله عليه واله نهى عن قتل ستة: النحلة، والنملة، والضفدع، والصرد، والهدهد، والخطاف. فأما النحلة فإنها تأكل طيبا وتضع طيبا وهي التي أوحى الله عزّوجلّ إليها، ليست من الجن ولا من الانس، وأما النملة فإنهم قحطوا على عهد سليمان بن داود عليهما السلام فخرجوا يستسقون فإذا هم بنملة قائمة على رجليها، مادة يدها إلى السماء وهي تقول: اللهم أنا خلق من خلقك، لا غنى بنا عن فضلك، فارزقنا من عندك، ولا تؤاخذنا بذنوب سفهاء ولد آدم، فقال لهم سليمان: ارجعوا إلى منازلكم فإن الله تبارك وتعالى قد سقاكم بدعاء غيركم، وأما الضفدع فانه لما أضرمت النار على إبراهيم شكت هوام الارض إلى الله عزّوجلّ واستأذنته أن تصب عليها الماء، فلم يأذن الله عزّوجلّ لشئ منها إلا الضفدع فاحترق منه الثلثان وبقي منه الثلث، وأما الهدهد فانه كان دليل سليمان عليه السلام إلى ملك بلقيس، واما الصرد فإنه كان دليل آدم عليه السلام من بلاد سرانديب إلى بلاد جدة شهرا، وأما الخطاف، فان دورانه في السماء أسفا لما فعل بأهل بيت محمد صلّى الله عليه واله وتسبيحه قراءة الحمد لله رب العالمين، ألا ترونه وهو يقول: ولا الضالين.

ست خصال كرهها الله عزّوجلّ لنبيه صلّى الله عليه وآله

والاوصياء من ولده وأتباعهم عليهم السلام

١٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن إبراهيم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي - عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: إن الله عزّوجلّ كره لي ست خصال و كرههن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المسجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور.

٣٢٧

المحمدية السمحة ست خصال

٢٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس ابن ظبيان قال: قال [ لي ] أبوعبدالله عليه السلام يا يونس اتقوا الله وآمنوا برسوله، قال: قلت: آمنا بالله وبرسوله، فقال: المحمدية السمحة إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، و صيام شهر رمضان، وحج البيت الحرام والطاعة للامام، وأداء حقوق المؤمن، فإن من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية، ثم ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه، قال: فيوبخ أربعين عام. ثم يؤمر به إلى نار جهنم.

ستة لا ينجبون

٢١ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سعيد بن جناح يرفعه(١) إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: ستة لا ينجبون: السندي، والزنجي، والتركي، والكردي، والخوزي، ونبك الري(٢) .

لا بأس بالعزل في ستة وجوه

٢٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى،

______________

(١) قيل لعل الواسطة مطرف مولى معن لما سيأتي نظير هذا الخبر عنه في المجلد الثاني وسعيد بن جناح يروى عنه، ومطرف مهمل وعلى فرض صحة الصدور يحمل على الغالب أو هو ناظر إلى الزمان لان في ذلك الزمان أهالي هذه البلدان اما كفار مشركون أو ناصبون لاهل بيت العصمة عليهم السلام بقرينة رواية تأتي في باب ستة عشر. (٢) النبك - بتقديم النون على الموحدة -: المكان المرتفع ولعل الاضافة إلى الري بيانية. ويمكن أن يقرء « بنك الري » والبنك - بالضم - خالص كل شئ.

٣٢٨

عن القاسم بن يحيى، عن جده(١) عن يعقوب الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا بأس بالعزل في ستة وجوه: المرأة التي أيقنت أنها لا تلد، والمسنة، والمرأة السليطة، والبذية والمرأة، التي لا ترضع ولدها، والامة.

الحكرة في ستة أشياء

٢٣ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: الحكرة في ستة أشياء: في الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والسمن، والزيت.

التعوذ من ست خصال

٢٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلّى الله عليه واله يتعوذ في كل يوم من ست [ خصال ] من الشك، والشرك، والحمية، والغضب، والبغي، والحسد.

ستة اشياء من السحت

٢٥ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر البغي، والرشوة في الحكم، واجرة الكاهن.

٢٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن عمار بن مروان قال: قال

______________

(١) يعني أبا علي الحسن بن راشد وكان ثقة.

٣٢٩

أبو عبدالله عليه السلام: السحت أنواع كثيرة، منها ما اصيب من أعمال الولاة الظلمة، ومنها اجور القضاة وأجور الفواجر، وثمن الخمر، والنبيذ المسكر(١) والربا بعد البينة، فأما الرشا يا عمار في الاحكام فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله.

اول ما عصى الله تبارك وتعالى به ست خصال

٢٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: أول ما عصي الله تبارك وتعالى بست خصال(٢) حب الدنيا وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النساء، وحب النوم، وحب الراحة.

للدابة على صاحبها ست خصال

٢٨ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن - محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: للدابة على صاحبها ست خصال: يبدء بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به، ولا يضرب وجهها، فإنها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله عزّوجلّ، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق.

ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم وستة لا ينبغي لهم أن يأموا وستة أشياء

في هذه الامة من اخلاق قوم لوط

٢٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد

______________

(١) يعني الشراب الذي يعمل من التمر، وقيده بالمسكر لاخراج الماء المالح الذي نفذت فيه شئ من التمر ليطيب طعمه.

(٢) في بعض النسخ « اول ما عصى الله به ست خصال ».

٣٣٠

ابن عيسى، عن العباس بن معروف، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ ابن نباتة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم، وستة لا ينبغي [ لهم ] أن يأموا، وستة في هذه الامة من أخلاق قوم لوط، فأما الذين لا ينبغي أن يسلم عليهم: فاليهود، والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج، وأصحاب الخمر، والبربط والطنبور، والمتفكهون بسب الامهات، والشعراء. وأما الذين لا ينبغي أن يأموا من الناس فولد الزنا، والمرتد، والاعرابي بعد الهجرة(١) وشارب الخمر والمحدود، والاغلف(٢) . وأما التي من أخلاق قوم لوط فالجلاهق وهو البندق والحذف(٣) ، ومضغ العلك، وإرخاء الازار خيلاء، وحل الازرار من القباء والقميص(٤) .

تفسير كلمات هن أصل الهجاء

٣٠ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن - علي بن فضال، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن زيد قال: حدثني محمد بن سالم(٥) رفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يارسول الله ما تفسير أبجد فقال رسول الله صلّى الله عليه واله: تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الاعاجيب كلها، ويل لعالم جهل تفسيره، فقال: يارسول الله صلّى الله عليه وآله ما تفسير أبجد قال: أما الالف فآلاء الله، حرف من أسمائه. وأما الباء فبهجة الله. وأما الجيم فجنة الله وجمال الله وجلال الله. و أما الدال فدين الله. وأما هوز فالهاء هاء الهاوية: فويل لمن هوى في النار. وأما

______________

(١) أي المتعرب بعد الهجرة.

(٢) المحدود من ارتكب شيئا مما يوجب الحد فيحد. والاغلف هو غير المختون.

(٣) الجلاهق - بضم الجيم وكسرها -: جسم صغير كروي من طين أو رصاص يرمى به إلى الناس وهو بمعنى الحذف. وفي بعض النسخ « الخذف » وهو بمعناه، والبندق - بضم الباء والدال -: جسم كروي صغير أيضا يعملونه من الطير ويرمون الناس به. والعلك: صمغ يعلك.

(٤) الازرار عروة القميص وما يقال له بالفارسية (دكمه).

(٥) هو مشترك ولا تميز وفي المعاني يروى عن الاصبغ عنه عليه السلام.

٣٣١

الواو فويل لاهل النار. وأما الزاي فزاوية في جهنم نعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم. وأما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر، وما نزل به جبرئيل عليه السلام مع الملائكة إلى مطلع الفجر، واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله عزّوجلّ بيده ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل والثمار، متدلية على أفواههم. وأما الياء فيد الله فوق خلقه، سبحانه وتعالى عما يشركون. وأما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله، ولن تجد من دونه ملتحدا. وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم. وأما الميم فملك الله الذي لا يزول، ودوام الله الذي لا يفنى، وأما النون فنون والقلم وما يسطرون. فالقلم قلم من نور، وكتاب من نور، في لوح محفوظ، يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا، أما سعفص فالصاد صاع بصاع يعني الجزاء بالجزاء، كما تدين تدان، إن الله لا يريد ظلما للعباد، وأما قرشت يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة، فقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون.

وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في تفسير حروف المعجم من كتاب معاني الاخبار.

المجنون من فيه ست خصال

٣١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني إبراهيم ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن محمد ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر ابن محمد، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: مر رسول الله صلّى الله عليه واله على جماعة فقال: على ما اجتمعتم؟ قالوا: يارسول الله هذا مجنون يصرع، فاجتمعنا عليه، فقال: ليس هذا بمجنون ولكنه المبتلى، ثم قال: ألا اخبركم بالمجنون حق المجنون؟ قالوا: بلى يارسول الله قال: [ ان المجنون حق المجنون ] المتبختر في مشيته، الناظر

٣٣٢

في عطفيه،(١) المحرك جنبيه بمنكبيه، يتمنى على الله جنته وهو يعصيه، الذي لا يؤمن شره، ولا يرجى خيره، فذلك المجنون، وهذا المبتلى.

من السنة التوجه في ست صلوات

٣٢ - قال أبي رضي الله عنه في رسالته إلي(٢) إن من السنة التوجه في ست صلوات وهي أول ركعة من صلاة الليل، والمفردة من الوتر، وأول ركعتي الزوال(٣) ، و أول ركعة من ركعتي الاحرام، وأول ركعة من نوافل المغرب، وأول ركعة من الفريضة.

ينزع عن الشهيد ستة أشياء ويترك عليه ما سوى ذلك

٣٣ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الجوزاء المنبه ابن عبدالله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: ينزع عن الشهيد الفرو، والخف، والقلنسوة، والعمامة، و المنطقة، والسراويل إلا أن يكون أصابه دم فيترك، ولا يترك عليه شئ معقود إلا حل.

الناس على ست فرق

٣٤ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن سعيد الاهوازي عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الناس على ست فرق: مستضعف، ومؤلف، ومرجى، ومعترف بذنبه(٤) وناصب، ومؤمن.

______________

(١) يعني من نظر إلى الناس بجانب عينيه تكبرا كالمتهاون بهم.

(٢) كذا مضمرا.

(٣) اي ركعتي نافلة الزوال والمراد بالتوجه التكبيرات الست قبل تكبيرة الاحرام.

(٤) قوله « مستضعف » هو الذي لا يهتدي إلى الايمان سبيلا لعدم استطاعته كالصبي و =

٣٣٣

من أحب رجلا فليجتنب معه خصال ست

٣٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن أبي عبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن عثمان، عن أحمد بن نوح، عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الحارث الاعور لأميرالمؤمنين عليه السلام: يا أميرالمؤمنين أنا والله أحبك، فقال له: يا حارث أما إذا أحببتني فلا تخاصمني، ولا تلاعبني، ولا تجاريني(١) ولا تمازحني، ولا تواضعني، ولا ترافعني.

______________

= المجنون والابله ومن لم يصل الدعوة إليه، قوله ومؤلف: روى ان المؤلفة قلوبهم هم الذين وحدوا الله تعالى وخرجوا من الشرك ولم يدخل معرفة محمد صلّى الله عليه وآله وما جاء به قلوبهم فتألفهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله لكيما يعرفوا، قوله ومرجى - على بناء اسم المفعول - من الارجاء اي المؤخر حكمه إلى يوم القيامة وعن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّـهِ ) قال: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين رحمة الله عليهم، ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنة ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فيجب لهم النار، وهم على تلك الحال أما يعذبهم واما يتوب عليهم «، وقوله: معترف بذنبه » وهو المؤمن الفاسق الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، ثم اعترف بذنبه فعسى الله ان يتوب عليه وقوله « ناصب » وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت عليهم السلام أو مواليهم (كذا في هامش المطبوع).

(١) هي أن يجري الانسان مع غيره في المناظرة ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة وترفعا. في بعض النسخ « ولا تحاربني » وفي ثالث « ولا تجازيني » وفي رابع « ولا تجاربني » ثم انه على اختيار المتن أو بعض النسخ يجب كون اللفظ على صيغة النفي دون النهي لاقتضائه حذف الياء. وقوله « ولا تواضعني - اه » لعل المراد بالمواضعة والمرافعة هنا كون كل منهما في صدد وضع الاخر ورفعه بالمدح والذم. (كذا في هامش المطبوع).

٣٣٤

اهبط الله عزّوجلّ إلى ابراهيم عليه السلام خاتما فيه ستة احرف(١)

٣٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد، عن عبدالله بن أحمد، عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسين بن خالد، قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: ما كان نقش خاتم آدم؟ فقال: « لا إله إلا الله، محمد رسول الله » هبط به آدم معه من الجنة، وإن نوحا عليه السلام لما ركب السفينة أوحى الله عزّوجلّ إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني الفا، ثم سلني النجاة انجك من الغرق ومن آمن معك. قال: فلما استوى نوح ومن معه في السفينة [ و ] عصفت عليهم الريح فلم يأمن نوح من الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألفا، فقال بالسريانية: هلوليا ألفا(٢) ألفا يا ماريا أتقن، قال: فاستوى القلس(٣) واستمرت السفينة. فقال نوح عليه السلام: إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني، فنقش في خاتمه « لا إله إلا الله - ألف مرة - يا رب أصلحني ». وكان نقش خاتم سليمان بن داود عليهما السلام « سبحان من ألجم الجن بكلماته » وإن إبراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام، فأوحى الله عزّوجلّ إليه يا جبرئيل ما يغضبك، قال: يا رب إبراهيم خليلك ليس على وجه الارض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوك و عدوه، فأوحى الله إليه اسكت، فانما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأما أنا فهو عبد آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل ثم التفت إلى إبراهيم عليه السلام فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، فأهبط الله عزّوجلّ عندها خاتما فيه ستة أحرف « لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله » قال: فأوحى الله عزّوجلّ إليه بأن

______________

(١) في اكثر النسخ المخطوطة العنوان هكذا « اهبط الله عزّوجلّ إلى ابراهيم عليه السلام خاتما فيه ستة أحرف فتختم بها فجعل الله تعالى النار عليه بردا وسلاما ».

(٢) في بعض النسخ « هلويا ألفا ألفا ».

(٣) القلس: حبل عظيم من ليف أو خوص من قلوس السفن.

٣٣٥

تختم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك بردا وسلاما.

أعفى الله عزّوجلّ الشيعة من ست خصال

٣٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبوسعيد الادمي، عن أحمد بن محمد السياري(١) ، عن محمد بن يحيى الخزاز، عمن أخبره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزّوجلّ أعفى شيعتنا من ست خصال من الجنون والجذام، والبرص، والابنة وأن يولد له من زنا، وأن يسأل الناس بكفه.

٣٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ألا إن شيعتنا قد أعاذهم الله عزّوجلّ من ست [ من ] أن يطمعوا طمع الغراب أو يهروا هرير الكلاب(٢) أو ينكحوا في أدبارهم، أو يلدوا من الزنا أو يولد لهم من الزنا أو يتصدقوا على الابواب.

خاصم أميرالمؤمنين عليه السلام الناس بست خصال فخصمهم

٣٩ - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا أحمد ابن الفضل الاهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد القصري قال: حدثنا زيد بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: خرج أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وغير واحد من الصحابة يطلبون النبي في بيت ام سلمة فوجدوني على الباب جالسا فسألوني عنه،

______________

(١) أحمد بن محمد السياري البصري من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمد عليه السلام ضعيف، فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ ورجال النجاشي وخلاصة الرجال للعلامة الحلي رحمهم الله. (٢) في بعض النسخ « الكلب ». والهرير. صوت الكلب.

٣٣٦

فقلت: يخرج الساعة، فلم يلبث أن خرج وضرب بيده على ظهري فقال: كبريا ابن أبي طالب(١) فإنك تخاصم الناس بعدي بست خصال فتخصمهم، ليست في قريش منها شئ، إنك أولهم إيمانا بالله، وأقومهم بأمر الله عزّوجلّ، وأوفاهم بعهد الله، وأرأفهم بالرعية، وأعلمهم بالقضية، وأقسمهم بالسوية، وأفضلهم عند الله عزّوجلّ.

حدثنا محمد بن أحمد البغدادي قال: حدثنا أحمد بن الفضل الاهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد القصري قال: حدثنا أبوأحمد جعفر بن محمد بن عبدالله بن موسى [ قال حدثنا أبي ](٢) قال: حدثنا أبي موسى، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام وساق الحديث بإسناده مثله.

ستة دعوتهم مردودة

٤٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الاعلى، عن نوف(٣) قال: بت ليلة عند أميرالمؤمنين علي عليه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن، قال: فمر بي بعد هدوء من الليل فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أميرالمؤمنين، قال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، اولئك الذين اتخذوا الارض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا: والقرآن دثارا، والدعاء شعارا، وقرضوا من الدنيا تقريضا، على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام، إن الله عزّوجلّ أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام: قل للملا من بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية، وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي

______________

(١) في بعض النسخ « كن يا ابن أبي طالب ».

(٢) ما بين القوسين ساقط من النسخ.

(٣) يعني نوف البكالي.

٣٣٧

قبله مظلمة، يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا، أو شرطيا، أو عريفا، أو صاحب عرطبة وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فإن نبي الله صلّى الله عليه وآله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: إنها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلا دعوة عريف(١) أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.

ستة ملعونون

٤١ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن - محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن - ميمون الخزاز قال: حدثنا عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والتارك لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذله الله، والمستأثر بفيئ المسلمين المستحل له.

كمال الرجل بست خصال

٤٢ - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي قال: حدثنا أبوالفضل محمد ابن أحمد الكاتب النيسابوري بإسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: كمال الرجل بست خصال بأصغريه، وأكبريه، وهيئتيه: فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان، وإن تكلم تكلم ببيان، وإما أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله.

الناس على ست طبقات

٤٣ - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر ابن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى زرارة بن أوفى

______________

(١) العريف كامير: قيم القوم ومن يعرف أفراد القبيلة.

٣٣٨

قال: دخلت على علي بن الحسين عليهم السلام فقال: يا زرارة الناس في زماننا على ست طبقات: أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير وشاة، فأما الاسد فملوك الدنيا يحب كل واحد منهم أن يغلب ولا يغلب. وأما الذئب فتجاركم يذمو [ ن ] إذا اشتروا، و يمدحو [ ن ] إذا باعوا، وأما الثعلب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم، ولا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتهم، وأما الكلب يهر على الناس بلسانه ويكرمه الناس من شر لسانه. وأما الخنزير فهؤلاء المخنثون وأشباههم لا يدعون إلى فاحشة إلا أجابوا، وأما الشاة فالمؤمنون الذين تجز شعورهم ويؤكل لحومهم ويكسر عظمهم فكيف تصنع الشاة بن أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير.

تم الجزء الاول ويليه الجزء الثاني أوله باب السبعة.

٣٣٩

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العاملين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين

باب السبعة

ورد الامر بددفن سبعة أشياء

قال الشيخ الجليل أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه مصنف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته ووفقه لمرضاته:

١ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوبكر مسعدة بن أسمع(١) قال: حدثنا أبوحامد أحمد بن إسحاق الهروي قال: حدثنا الفضل بن عبدالله الهروي قال: حدثنا مالك بن سليمان، عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه واله كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الانسان: الشعر والظفر، والدم، والحيض، والمشيمة، والسن، والعلقة(٢) .

نهي رسول الله صلّى الله عليه وآله عن سبع وامر بسبع

٢ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا أبوالعباس الثقفي قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث بن - أبي الشعثاء المحاربي، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله عن سبع وأمر بسبع: نهانا أن نتختم بالذهب، وعن الشرب في آنية

______________

(١) في بعض النسخ « سعد بن أسمع ». ولم أجده.

(٢) في بعض النسخ « والعظم ».

٣٤٠