سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 340

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 340
المشاهدات: 89308
تحميل: 3374


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 340 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 89308 / تحميل: 3374
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ثم تعود إلى دار الحسينعليه‌السلام فتناشدها:

(مجردات)

أرد انْشدچ يا دار الاحباب

اهل المكارم وين غيّاب

ناموا يويلي ابحر التراب

يا دمع ظل بالعين سچّاب

وأود أن أختم هذا المجلس بهذه القصيدة(١) الرقيقة التي تصف لنا الحوار بين السيدة زينبعليها‌السلام وأحد السائلين الذين كانت لهم عادة في كل سنة يأخذونها من الحسينعليه‌السلام .

عگب طف طربله والشام

وهمها وطول سَفْرتها

ردَّت زينب اليثرب

لچن يا ردَّه ردَتها

***

ردّت زينب وصاحت

من وصلت الباب البيت

مالي عين اطب الدار

واليثرب عسن لا جيت

اخوتي موسّده التربان

لِلَهم والحزن ظليت

الدار اخلافهم وحشه

وتهل ادموعها بدهشه

وحگ الخالق وعرشه

الدار الخاليه امن احسين

ما تنراد گعدتها

***

ما تنراد گعدتها

ولا روحي العليله تهيد

____________________

(١) - بعث بها إلينا مشكورا الأخ الشاعر علي ملة محمد الكاظمي وقد وصلتني بعد الانتهاء من تأليف هذا الجزء ولكني آليت على نفسي إلا أن أضعها في المكان المناسب وهاهي أمام القارئ.

٣٠١

عگب عز او دلال حسين

اخوي وذاك ابوي الحيد

تتفرَّج عليَّ الناس

بالشام ويسبني ايزيد

يحطني بوسط ديوانه؟

واوگف بين غلمانه؟

ويحط بالخدر نسوانه؟

وبنت المرتضى الكرار

كل الناس نظرتها!؟

***

نظرتها وبُگت زينب

تشب نار الحزن بيها

لن تسمع وهي ابهالحال

دگّت بابها اعليها

گامت والدموع اتسيل

صاحت من مشت ليها

اشرايد يالتدگ بابي

خليني بحرگة اصوابي

حرمه وفاجده احبابي

دَخَلُّوا الممتحنها البين

تجري براحه عبرتها

***

جاوبها الذي عالباب

سايل يالتنشديني

كل عام ابمثل هاليوم

اخوچ حسين ينطيني

ويغمرني بكرم وبجود

من چفه ويگُر عيني

اگصده واگصد بداره

تجي وتروح خطاره

وابد ما تنطفي ناره

مضيفه عامر وللناس

يگضي بساع حاجتها

***

٣٠٢

صاحت يالتريد احسين

گلّي امنين اجيبنَّه

راسه اعله الرمح شالوه

وجسمه الخيل سحگنّه

والچف العليك ايجود

گطعوا خنصره منّه

گضه بطف كربله عطشان

وظل اعله الترب عريان

وهذا حالة اللي چان

لو ما يدري چان ابعيد

عن كربله وعَملتها

***

يالتنشد عن العباس

خلّي امناشدك بهداي

لو ما گَطْعَت الچفين

ما صار اللي صار اوياي

گبل حسين أبو فاضل

گضه نحبه او هوه اعله الماي

ولو ما گَطْعَت ازنوده

وطيحت رايته وجوده

ما جسروا على احدوده

لچنِّ الگوم شافوني

وحيده وماتوا اخوتها

***

اشحال الماتوا اخوتها

وعگب عزها الدهر ذبها

عليها التمّت الوادم

وهذا يريد يسلبها

وذاك الشال بيده السوط

گام يريد يضربها

اخوها اعله الثره امَّدَّد

وعليها الزلم تتهدد

واتنادي لچن محَّد

عليها شالته الغيره

وفزع لو راد نُصرتها

٣٠٣

(تخميس)

أوَ أنت الحسين أنت سياجي

وابنَ أمي وكعبةَ الحجاجِ

يا هلالاً عصى على الأبراجِ

يا منار الضُّلال والليل داجِ

وضلال الرميض واليوم ضاحِ

٣٠٤

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ صالح بن العرندس الحلي

ت: ٨٤٠ ه

إمامُ الهدى سبطُ النبوةِ والدُ

الأئمةِ ربُ النهيِ مولى له الأمرُ

أبوه الإمامُ المترضى علمُ الهدى

وصيُّ رسولِ اللهِ والصنو والصِهر

إمامٌ بكته الإنسُ والجنُ والسما

ووحشُ الفلا والطيرُ والبرُ والبحر

له القبةُ البيضاءُ بالطف لم تزل

يطوف بها حُزنا ملائكةٌ غُرُّ

وفيه رسولُ اللهِ قال وقولُه

صحيحٌ صريحٌ ليس في ذلكم نُكر

حُبي بثلاثٍ ما أحاط بمثلها

وليٌّ فمَن زيد سواه ومَن عمرو

له تربةٌ فيها الشفاءُ وقبةٌ

يُجاب بها الداعي إذا مسَّه الضُرُّ

وذريةٌ دُرِّيةٌ منه تسعةٌ

أئمةُ حقِّ لا ثمانٍ ولا عشر

أيُقتل ظمآنا حسينٌ بكربلا

وفي كلَّ عضوٍ من أنامله بحر

ووالدُه الساقي على الحوضِ في غد

وفاطمةُ ماءُ الفراتِ له مَهر

ولهفي لزين العادبدينَ وقد سرى

أسيرا عليلا لا يُفّكُ له أسر

وآلُ رسول اللهِ تُسبى نساؤُهم

ومن حولِهنَّ السترُ يُهتكُ الخِدر(١)

____________________

(١) - المنتخب ص٣٥٣ فخر الدين الطريحي.

٣٠٥

(مجردات)

يحسين اجه الحادي او نوه ايشيل

او للشام يظعن بالمداليل

او نوگ الظعن كلها مهازيل

او صار الخواتك يمهن اعويل

والشام شده او دربه اطويل

ما ينمشه ابلايه رياجيل

والظعن خاف ايشيل بالليل

ياهو اليباري التگع واتميل

اولا عدنه والي غير العليل

ايعالج ابروحه او جسمه انحيل

(أبوذية)

يوم الطف نهب عگلي وهاله

هدّ اركان كل ثابت وهاله

ابعليل احسين من ساروا وهاله

يساره والجثث فوگ الوطيه

بكاء الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام على أبيهعليه‌السلام

قال الراوي: بكى علي بن الحسين بن عليعليه‌السلام أربعا وثلاثين سنة وما وضع بين يده طعام إلا بكى(١) . وفي نقل آخر كان صائما نهاره قائما ليله فإذا حضر الإفطار جاءه غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه ويقول: كل يا مولاي، فيقول: قتل ابن رسول الله جائعا، قتل ابن رسول الله عطشانا، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل الطعام من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله (عز وجل)(٢) .

وسمععليه‌السلام ذات يوم رجلا ينادي في السوق: أيها الناس ارحموني، أنا

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٥، ص١٦٦.

(٢) - نفس المهموم ص٤٧٢.

٣٠٦

رجل غريب، فتوجه إليه الإمامعليه‌السلام وقال له: لو قُدِّر لك أن تموت في هذه البلدة، فهل تبقى بلا دفن؟ فقال الرجل: الله أكبر كيف أبقى بلا دفن وأنا رجل مسلم، وبين ظهراني أمة مسلمة، فبكى الإمام زين العابدينعليه‌السلام وقال: وا أسفاه عليك يا أبتاه، تبقى ثلاثة أيام بلا دفن وأنت ابن رسول الله.

ليس الغريب غريب الأهل والوطن

بل الغريب غريب الغسل والكفن

(أبوذية)

يريت الصاب چبد احسين منشال

او ظل نايم على التربان منشال

اسلبوه او ما بگاله ثوب منشال

او ولوه من طاح يوم الغاضريه

ومرّعليه‌السلام ذات يوم في سوق المدينة على جزار يمسك شاة يجرها إلى الذبح، فناداه الإمامعليه‌السلام يا هذا هل سقيتها الماء؟ فقال الجزار: نعم نحن معاشر الجزارين لا نذبح الشاة حتى نسقيها الماء. فبكى الإمامعليه‌السلام وصاح وا لهفاه عليك أبا عبد الله تذبح عطشانا(١) .

لم يُذبحِ الكبشُ حتى يُروَ من ظمأ

ويُذبحُ ابنُ رسولِ اللهِ ظمآنا

(تخميس)

أيُذاذُ نسلُ الطاهرينَ أباً وجدْ

عن وردِ ماءٍ قد اُبيح لمن ورد

لو كنتَ يا ماءَ الفراتِ من الشَهَد

أيسوغُ لي منكَ الوردُ وعنك قدْ

صدر الإمامْ سليلُ ساقي الكوثرِ

____________________

(١) - اللهوف، معالي السبطين، مأساة الحسين بين السائل والمجيب للشيخ عبد الوهاب الكاشي.

٣٠٧

(مجردات)

اشلون اشرب لذيذ الماي حاشه

وابوي الترب صارت افراشه

واهلي گضوا كلهم عطاشه

ورحم الله شاعرنا الفتلاوي الذي أجاد في وصف حال الزهراءعليها‌السلام :

(تجليبة)

عجيب الشرب ماي ابشربته اتهنه

او مات احسين ظامي او لا شرب منه

منهو الشاف مثل احسين وامصابه

ابگلبه انصاب وايده انشلت الصابه

يطلب ماي من احسين طلابه

هذا امصاب لا دونه ولا عنه

هذا ابني دليلي او مهجتي وحشاي

جريح او عادة المجروح يطلب ماي

اهوعطشان هذي ناشفه عن هاي

يموت ابحسرته والماي هذا النه

ليش ابني نزل كربله المعروفه

او دون الماي توچب ليش أهل كوفه

أبو فاضل عليمن طارن اكفوفه

يشوف اطفال وِالهه امن العطش ونه

(تخميس)

وطفتُ مع الأحزانِ حولَ المصارعِ

صراخُ اليتامى والأيامى بمسمعي

ونارُ خليلِ اللهِ ما بين أضلعي

وتسألني عن زمزمٍ هاكَ أدمعي

أو الحجرِ الملثومِ هذا ضريحه(١)

____________________

(١) - هذا التخميس وتخاميس أخرى نقلتها من ديوان المدائح المنظومة في العترة المظلومة للسيد مرتضى الحسيني السندي دام علاه وأبو الحسنين شاعر باللغتين مرهف الإحساس رقيق الكلمة وهو رادود وخطيب حسيني.

٣٠٨

المجلس الثامن

القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي

ت: ١٣٠٦ه

فما أنا إنْ لم اُدركِ المجدَ والعلى

بِجِدِّ وجِدي من عليٍّ وفاطمِ

من الضيم أن يُغضي عن الضيم سيِّدٌ

نمته أباةُ الضيمِ من آلِ هاشم

سِراعٌ إذا نُودوا خفافٌ إذا دُعوا

ثِقالٌ إذا لاقَوا طِوالَ المعاصم

فلهفي عليهم ما قضى حتفَ أنفِه

كريمٌ لهم إلا بسمٍّ وصارم

تجنَّبْ عليهم آلُ حربٍ تجرُّما

وجالت عليهم باحتباءِ الجرائم

فكم جَزَرُوا بالطفِّ منهم أماجدا

على ظمأٍ بالبيض جزرَ السوائم

فيالَرؤوسٍ في الرماح وأضلُعٍ

تُحطِّمها خيلُ العدى بالمناسم

ويالجسومٍ غسَّلتها دماؤُها

وكفَّنَها نسجُ الرياحِ النواسم

ولهفي على سبط النبيِّ تذودُه

عن الماء أرجاسُ الأعادي الغواشم

قضى نحبَه ظامي الحشا بعد ما قضى

برغم العدى حقَّ العلى والمكارم

ولهفي لآلِ اللهِ حسرى حواسرا

سبايا على الأكوار سبيَ الدَيالم

وتهتف شجوا بالحماة كأنما

تعلَّمنَ منها هاتفاتُ الحَمائم

تشاهد زينَ العابدينَ مكبلا

على ظهر مهزولِ الـمَطا والقوائم

٣٠٩

ومن بلدة تُسبى إلى شرِّ بلدةٍ

ومن ظالم تُهدى إلى شرِّ ظالم(١)

(مجردات)

يوم الذي للشام فتنه

زلمها او نساها امعْيده اجتنه

يكفيك نسمع مسبتنه

(مجردات)

وين اليصت الهلي اصواته

اهل المراجل والثباته

رضت شيمة ابن امي او ذاته

للشام مسبيه خواته

او گرَّت اعيون اهل الشماته

بكاء الإمام زين العابدين

على أبيه الحسين (عليهما‌السلام )

قال المحدث القمي في نفس المهموم: وحدث مولى له (لعلي بن الحسينعليه‌السلام ) أنه: برز يوما إلى الصحراء قال: فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة وأنا أسمع شهيقة وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة (لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله تعبدا وورقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا) ثم رفع رأسه من السجود وأن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه.

فقلت: يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي، لبكائك أن يقل؟ فقال لي: ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيمعليه‌السلام كان نبيا ابن نبي، كان له اثنا

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١٥٥.

٣١٠

عشر ابنا، فغيب الله سبحانه واحدا منهم، فشاب رأسه من الحزن، واحدودبت ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء، وابنه حي في دار الدنيا، وأنا فقدت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي؟

ولسان حال:

(تخميس)

أيا مهدَ النبوةِ قد رُزينا

ومن بلدٍ إلى بلدٍ سُبينا

وصِرنا عُرضةً للشامتينا

مدينةَ جدِنا لا تقبلينا

فبالحسراتِ والأحزانِ جينا

ودخل عليه يوما أبو حمزة الثمالي فوجد الإمام يبكي فقال له: سيدي ما هذا البكاء؟ ألم يقتل عمك الحمزة، ألم يقتل جدك علي بالسيف، إن القتل لكم عادة، وكرامتكم من الله الشهادة، فقال له الإمامعليه‌السلام : شكر الله سعيك يا أبا حمزة كما ذكرت، القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة، ولكن يا أبا حمزة؟ هل سمعت أذناك، أم رأت عيناك، أن امرأة منا سبيت وهتكت قبل يوم عاشوراء والله يا أبا حمزة، ما نظرت إلى عماتي وأخواتي، إلا ذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة، ومن خباء إلى خباء، والمنادي ينادي احرقوا بيوت الظالمين.

(فائزي)

گلبي يبو حمزة تراهو اتفتت او ذاب

مثل المصيبه اللي دهتني محد انصاب

٣١١

ذيچ الأقمار اللي ابمنازلنه يزهرون

والليل كله امن العباده ما يفترون

سبعه او عشره عاينتهم كلهم اغصون

فوگ الوطيه امطرحين ابحر التراب

لو شفت جسم اللي على المسناة مطروح

اوذاك الشباب اللي ابصبح العرس مذبوح

او لو شفت الأكبر ما لمتني ابكثرة النوح

ما خلت النه كربلا شيخ ولا شاب

ابعيني نظرت احسين بيده الطفل منحور

وامه الرباب اتعاينه وادموعها اتفور

واگلوبنه فتها ابونينه او عينه اتدور

او كلما طلع منه بدر للمعركه غاب

وامصيبة اللي هيّجت حزني عليّه

عاينت صدر احسين تحت الأعوجيه

حرگوا اخيمنه او سيّروا زينب سبيه

شحچي يبو حمزه اوشعدد من هلمصاب

ما نكَّست راسي لجل ذيچ الصناديد

ما گصّروا بالغضريه زلزلوا البيد

٣١٢

نكِّسه الراسي ادخول زينب مجلس ايزيد

حسرى او من نوح اليتامه راسها شاب

(تخميس)

لكِ الأجرُ في ربات خدرِ التحجُّبِ

عقيبَ السبِا سادت على كورِ منقب

وكم لكِ من نجمٍ ثوى إثرَ كوكبِ

أفاطم قومي يا ابنة الخيرِ واندبي

نجومَ سماواتٍ بأرض فلاتِ

٣١٣

المجلس التاسع

القصيدة: الأبيات الأربعة الأولى لبعضهم

والبقية للخطيب الشيخ محمد سعيد المنصوري

سلامٌ على الحوراء ما بقيَ الدهرُ

وما أشرقتْ شمسٌ وما طلع البدرُ

سلام على القلب الكبيرِ وصبرِه

بما قد جرت حزنا له الأدمعُ الحمر

جرى ما جرى في كربلاءَ وعينُها

ترى ما جرى مما يذوب له الصخر

لقد أبصرت جسمَ الحسينِ موزَّعا

فجاءت بصبرٍ دونَ مفهومِه الصبر

رأته ونادت يا ابنَ أمي ووالدي

لك القتلُ مكتوبٌ وليْ كُتب الأسر

أخي إنَّ في قلبي أسىً لا اُطيقه

وقد ضاق مني في تحمُّلِه الصدر

عليَّ عزيزٌ أن أسيرَ مع العدى

وتبقى بوادي الطفِّ يصهرُك الحرُّ

أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا

مقيمٌ إلى أنْ ينقضي منّيَ العمر

أخي كلُّ رزءٍ غيرُ رزِئك هيِّنٌ

وما بسواه اشتد واعصوصب الأمر

أخي أنت عن جدِّي وأمِّي وعن أبي

وعن أخيَ المسمومِ سلوى ولي ذخر

متى شاهدت عينايَ وجهَك شاهدت

وجوهَهُمُ الغرَّا وكان بك اليسر

ومذ غبتَ عني غاب عني جميعُهم

ففقدُك كسرٌ ليس يُرجى له جبر(١)

____________________

(١) مجموعة الشيخ محمى سعيد المنصوري و قد ذكر في كتابه ميراث المنبر الذي طبع فيما بعد أن القصيدة مطلعها للسيد رضا الهندي (رحمه‌الله ) و الباقي له إلا أنني سألت السيد عبد الصاحب=

٣١٤

(مجردات)

يحسين عن گلبي فلا اتغيب

دوم انته بيه ابعيد واجريب

او تسمع بواچي اختك والنحيب

امنين الليالي مثلك اتجيب

الفگدك جرح بالگلب ميطيب

يلي يگصدك دوم ميخيب

(أبوذية)

ابحبك گلبي اتولع ونحباي

او شمرني الدهر عن عطفك ونحباي

عليك اونيني او حنّي ونحباي

يظل ما دام يوجد نفس بيه

بعض ما جرى على أم المصائب زينب الكبرىعليها‌السلام (١)

سلام على قلب زينب الصبور، ولسانها الشكور، السلام على من تظافرت عليها المصائب والكروب، وذاقت من النوائب ما تذوب منها

____________________

=الموسوي الهندي جامع ديوان السيد رضا عن القصيدة هل هي فعلا للسيد رضا فأجابني أنها ليست للسيد رضا و كان الدكتور السيد مصطفى جمال الدين حاضرا فقال لي اقرأ القصيدة فلما قرأتها قال هذا ليس نفس السيد رضا فهي ليست من شعره لذا لا أدري ما مدي صحة ما ذكره الأستاد المنصوري؟

(١) هذا النص أخذته من زيارتها المعرفة بالمفجعة و هي تقرأ من قبل الزائرين لها في مقامها في الشام و الزيارة عبارة عن مجموعة مصائب جرت على هذه السيدة و أهلها في كربلاء و ما بعدها رتبها بعض المؤمنين و هي ليست موجودة في كتب الزيارات و مأخوذة من كتب المقاتل المعروفة لذا فهي موضع اهتمام الزائرين. و المقطوعة هذه تصلح للقراءة في كل مجلس يعقد في ذكره هذه السيدة لاسيما يوم و فاتها، و قد ضمنته الأشعار المناسبة ليأخذ شكل المجلس.

٣١٥

القلوب.

بربِّك مَن كزينبَ في البرايا

لقوعِ النائباتِ غَدَت حمولَه

فياللهِ ما لاقت وقاست

من الأشرارِ أربابِ الرذيله

سلام على من تجرعت الآلام والمآسي، وما لا تقوى على احتمالها الجبال الرواسي فأصبحت للبلايا قبلتها، وللرزايا كعبتها، سلام على من شاطرت أمها الزهراء في ضروب المحن والأرزاء، ودارت عليها الكوارث والبلاء يوم كربلاء.

قد وَرِثت من اُمِها

كلِّ الذي جرى عليها ودارْ

وزادتِ البنتُ على أمهِّا

من دارها تُهدى إلى شر دار

سلام على من عجبت من صبرها ملائكة السماء، سلام على من فجعت بجدها وأبيها والخيرة من أهلها وذويها.

(أقول: ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله)

فزينبُ في رزايا الطفِّ كانت

تذوقُ الموتَ حالا بعد حال

رأت أنصارَها وبني أبيها

محلَّئةً عن الماء الحلال

رأت أطفالَ أخوتهِا عُطاشى

كؤوسَ الحتفِ تُسقى بالنبال

رأت أخونَها الأبرارُ صرعى

مجزرةً على وجه الرمال

رأت أبياتَ آلِ اللهِ نهبا

وفيها النارُ تلهبُ باشتعال

رأت تلك الأيامى واليتامى

تسير إلى الشآم على الجمال

أبكي على زينب الكبرى وكربتها، أبي على زينب الثكلى وغربتها،

٣١٦

أبكي على زينب حزنا لمحنتها، أبكي على هظمها من بعد عزتها، أبكي على المظلومة الغريبة، أبكي على المحزونة الكئيبة، أبكي على من داهمتها الدنيا بالمشاهد الرهيبة، ولم تشبه مصيبتها مصيبة.

(نصاري) (١)

زينب من عگب ذيچ المصايب

تموت ابراويه ابديرة غرايب

اشلون الدهر شوّفها عجايب

هظم أمها جره والنوب أكثر

ابوها المرتضى سيف الحرايب

امخضب بالدمه واللون شاحب

والمسموم اخوها ابچبد ذايب

واخوها احسين بالهندي اموذر

تشوف امعفر ابحر الترايب

والمثلث ابوسط الگلب صايب

او زينب تندب باشجى الندايب

بخوها الراسه فوگ الرمح يزهر

(تخميس)

أميةٌ لم تُعِرْ للحقِ سمعا

لطه استأصلت فرعا ففرعا

أساءت من بني المختارِ صُنعا

خرجنا منكِ بالأهلينَ جمعا

رجعنا لا رجالَ ولا بنينا

____________________

(١) - للمؤلف.

٣١٧

المجلس العاشر

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري

اليومُ يومٌ حزنُه لا يَذهبُ

ماتت به أمُّ المصائبِ زينبُ

ماتت ونارُ الوجدِ بين ضلوعها

مما جرى في الغاضرية تَلهب

قد واصلت أيامَها بأنينِها

وحنينِها ودموعُها لا تَنضَب

ما أنفك رزأُ الطفِّ يأكل قلبَها

ذاك الصبورُ لدى الخطوبِ الطيب

محنا ثقالا قد تحمل قلبُها

من حادثاتٍ أمرُها مستصعب

رأتِ الأحبةَ والحسينُ بجنبهم

ثاوٍ وكلٌّ بالدماءِ مخضَّب

ومشت وسائقُ ضعنِها شمرُ الخنا

فإذا بكت وجدا تُسَبُّ وتُضرَب

بقيت ببحر الحزنِ تسبح والأسى

بعد الحسينِ وللمنيةِ تَطلُب(١)

(نصاري) (٢)

ماتت زينب ابديره غريبه

عگب ما شافت امصايب عجيبه

منها بالغري ومنها ابطيبه

او يومٍ صفت ما بين أجناب

____________________

(١) - ميراث المنبر ص٢٦٠.

(٢) - للمؤلف.

٣١٨

مصيبة كربله اعظم مصيبه

بيها شاهدت محنه رهيبه

واخوها شيبته بالدم خضيبه

مصيبه الگلب منها اتفطر او ذاب

(تخميس)

لقد برزت ولهى تنوح عميدَها

وقد خدَّ قاني الدمع بالحزن خدَّها

فواحدة تشكو إلى الجدِّ وجدَها

وأخرى بفيض النحر تصبغُ وجهها

وأخرى تفدّيهِ وأخرى تقبّل

وفاة السيدة زينبعليها‌السلام

قال المؤرخون إن المكان الذي توفيت فيه السيدة زينب الكبرىعليها‌السلام هي قرية راوية من قرى غوطة دمشق وان سبب وفاتها - كما ذُكر - أنها عندما كانت في هذه القرية وفي ضيعة لزوجها عبد الله بن جفعر الطيار وكانت جالسة أمام شجرة فتذكرت رأس أخيها الحسينعليه‌السلام الذي نصب على أكثر من شجرة أثناء حمله من العراق إلى الشام وتذكرت ما جرى عليه في كربلاء يوم فَقَدَ أصحابه وأهل بيته وبقي وحيدا فريدا لم يجد ناصرا ولا معينا وقد أحاطت به الأعداء من كل مكان وهو يقول أأقتل وأنا ابن محمد المصطفى، أأقتل وأنا ابن فاطمة الزهراء، أأقتل وأنا ابن علي المرتضى ثم نادى يا قوم انسبوني من أنا ثم انظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي فلم يبال القوم بكلامه وعمدوا إليه فقطعوه بسيوفهم ورماحهم ونبالهم إربا إربا وتذكرتعليه‌السلام أيضا وقوفها عليه وهو جثة بلا رأس وهي تقول مخاطبة له: أأنت الحسين رجانا، أأنت الحسين حمانا، أأنت ابن محمد المصطفى، أأنت ابن فاطمة

٣١٩

الزهراء، أأنت ابن علي المرتضى أأنت نور بصري، أأنت حبيب قلبي؟ نعم لقد تذكرت هذا وأمثاله وهي آخذه بالبكاء حتى غشي عليها فلما حركوها وإذا بها ميتة أي: وا زينباه، وا سيدتاه، وا مظلومتاه.

(نصاري) (١)

ماتت زينب ابحسرات وونين

لاجل احسين اخيها شمعة الدين

چانت جاعده او تسچب العبره

او ذكرت راس ابو اليمه او نحره

من نصبوه اويلي على الشجره

غدت تنحب او سالت دمعة العين

او ذكرت يوم ظل اوحيد عطشان

او عليه من كل كتر حاطت العدوان

شي بسيوف شي بنبال وبزان

او ظل عاري يويلي ابغير تكفين

او ذكرت يوم وگفت يم وليها

جثه او عاريه وامسلبيها

يمرّد للگلب والله حچيها

يومٍ ندبته أحّاه يحسين

ظلت باچيه او تلطم صدرها

او گضَّت بالبواچي كل عمرها

ماتت زينب او هذا خبرها

او غده گلبي عليها اليوم نصين

***

ماتت وما ماتت عقيلةُ هاشمٍ

فلها الوجودُ من المهيمن موهَبُ

دعها تَنَعَّمُ في الجنانِ لعله

يرتاح منها اليوم قلبٌ متعَب

____________________

(١) - للمؤلف.

٣٢٠