سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام11%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 340

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 340 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104013 / تحميل: 6443
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

زياد ظافر، ثم بكى بكاء عاليا فما استتم كلامه حتى سمعت البوقات تضرب والرايات تخفق وإذا بالعسكر قد دخل الكوفة وسمعت صيحة عظيمة وإذا برأس الحسينعليه‌السلام يلوح والنور يسطح منه فخنقتني العبرة لما رأيته ثم أقبلت السبايا وإذا بعلي بن الحسينعليه‌السلام على بعير بغير وطاء ولا غطاء وفخذاءه ينضحان دما.

ورأيت جارية على بعير بغير غطاء ولا وطاء فسألت عنها فقيل لي: هذه أم كلثوم وهي تنادي: يا أهل الكوفة (وكانوا يتفرجون على بنات رسول الله) غضوا أبصاركم عنا أما تستحون من الله ورسوله أن تنظروا إلى حرم رسول الله وهن حواسر(١) .

(نصاري)

اشمال الناس تتفرج علينه

عمت عينه اليصد بالعين لينه

يخسه الگال لن غايب ولينه

او راسه اعله الرمح لينه ايتفكر

وا أسفاه على بنات رسول الله بعد ذلك العز الشامخ والصون والحجاب وإذا بهن سبايا يتفرج عليهن:

(فائزي)

من گال للكوفه العقيله اميسره اتروح

فوگ الجمال الضالعه او بين العده اتنوح

اتعاين الروس اخوانها جدامها اتلوح

فوگ الرماح ابديرة الكوفة ادخلوها

____________________

(١) - معالي السبطين نقلا عن مقتل أبي مخنف.

٦١

وكأني بزينب تخاطب حامل الرأس:

(نصاري)

يشايل راس حامينه او ولينه

ريض خلي اتودعه اسكينه

ليش احسين ساكت عن ونينه

گلّي تعب يو جرحه تخدَّر

يا شيال راسه لا تلوحه

او هبّط عني بگايا الروس رمحه

أخاف ايفوت ريح الهوه ابجرحه

واصوابه عليه ايگوم يسعر

(تخميس)

يا جميلا كسا الوجودَ جمالا

وجهُك البدرُ نيِّرٌ يتلالا

فوق رمحٍ قد استقام ومالا

يا هلالا لمـَّا استتمَّ كمالا

غاله خسفُه فأبدى غروبا

٦٢

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ ناجي خميس الحلي

ت: ١٣٤٩ه

إلى الله نشكوا عندك اليومَ أمرَنا

وأنت بنا يا صاحبَ الأمرِ عالُم

حنانَيكَ يابنَ المصطفى أيُّ بقعةٍ

تبيتُ بها خِلْواً وعيشُكَ ناعم

أهَلْ نُسيتْ يا صاحبَ العصرِ فاطمٌ

غداةَ قضت في عصرةِ البابِ فاطم

أمِ المرتضى يُنسى وقد شقَّ رأسَه

أخو شقوةٍ عادٍ على الدين ناقم

أمِ الحسنُ المقتولُ بالسمِّ بعدما

تَهضَّمه من عصبةِ الغدرِ غاشم

ويومُ حسنٍ ليس يُحصيه ناثرٌ

ولم يستطع تعدادَ بلواه ناظم

غداة ابنُ حربٍ بات يشتدُّ وطأةً

على الدين حقٌّ منه دُكّت قوائم

لكَ اللهُ يابن المصطفى من مقاوم

إباءً من الأهوال مالا يقاوَم

إلى أنْ قضيتَ النحبَ صبرا وما

من الملأ الأعلى عليك المآتم

وتُمسي لدى الهيجاءِ تُوسدُكَ الثرى

رُغاما به أنفَ الحميةِ راغم

وترفعُ منك السمرُ رأسا وللظبا

عليك كما شاء الإباءُ علائم

وأعظم شيء مضّ في الدين وقعُه

وما دُهيت في مثلِه قطّ هاشم

صفايا رسولِ اللهِ بين أميةٍ

برغم الهدى أصبحن وهي غنائم

٦٣

أيرضى لكم عزُّ الكرامِ بأن يُرى

على ذُلَلِ الأجمال منكم كرائم

يعِز على الزهراءِ فاطمَ أن تَرى

تُهان بمرأى الناظرينَ فواطم(١)

(مجردات)

راحوا البيهم چان رجواي

والمن ابثَّن بعد شكواي

وآنه الچنت ما ترد نخواي

اولا يوم أخوتي سمعوا ابچاي

تالي سبيه ابولية اعداي

واصفج يميني فوگ يسراي

او روس العزاز إگبال عيناي

او حچي الشماته مرّد اچلاي

او طبگت علينه اهموم دنياي

واشما أميل اتميل وياي

راحوا هلي او تهيت منواي

(أبوذية)

وحگ اللي تعبده الخلگ وحده

مشه الحادي ابخوات احسين وحده

غدن وحده تلوذ ابكتر وحده

يوم الطبن الديوان اميه

كيفية دخولهمعليهم‌السلام إلى الكوفة (رواية ثانية)

نقل في الدمعة الساكبة عن سهل بن سعيد الشهرزوري عن جديلة الأسدي قال لي: يا أخي كنت بالكوفة سنة إحدى وستين حين ما انصرف الناس من كربلاء فرأيت نساء مهتكات الجيوب لاطمات الخدود فقلت لشيخ من أهل الكوفة ماذا صار؟ قال أولا ترى رأس الحسين؟ فبينما يقص عليَّ ذلك

____________________

(١) - البابليات ج٤، ص٩٩.

٦٤

وإذا بامرأة كأنها التبر المذاب على سنام بعير أدبر من غير وطاء ولا حجاب فسألت عنها فقيل لي هذه أم كلثوم وإذا خلفها ولد قد أضر به الوجع على سنام بعير أعجف - هزيل - ورأسه مكشوف والدم يسيل من ساقيه فسألته من هذا الولد؟ فقال: علي بن الحسينعليه‌السلام فخنقتني العبرة وإذا بنساء أهل الكوفة تناول الأطفال الذين في حجور النساء من خمس تمرات وقطعة رغيف فصاحت بهم أم كلثوم فإن الصدقة علينا حرام وجعلت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض فضج الناس بالبكاء والنحيب فشقوا الجيوب ونادوا: وا ابن بنت نبياه، وا حسناه، وا حسيناه...

وكأني بالعقيلة زينبعليها‌السلام تخاطب أخاها أبا الفضل العباسعليه‌السلام :

(نصاري)

صدت زينب الصوب المسنات

لعد عباس گامت ترفع أصوات

تگله وين يا صاحب الكلفات

غبت وانته الكفيل الما تعذَّر

آنه امن المدينه اطلعت وياك

او چنت طول الدرب يا خوي بحماك

ايصير اصبح سبيه ابولية اعداك

يباريني زجر لو سرت بالبر

يخويه يا بعد عگلي والأنفاس

يراعي المرجله المهيوب عباس

چي ترضه اروح امهبطه الراس

وانه زينب وابوي الليث حيدر

قال الراوي: فعميت عيناي من البكاء وإذا بامرأة تبكي وتصيح أما تغضون أبصاركم عن حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضج النسا بالبكاء والعويل فقلت من هذه؟ فقالوا: زينب(١) .

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٥، ص٤٣/٤٤.

٦٥

(نصاري)

چنت ما ينسمع يا ناس صوتي

عقيله امخدره او مرفوع صيتي

عالي المجد بين الناس بيتي

تاليها ابيسر ما بين غدَّر

يا عباس خويه يا شفيه

منته اللي جبتني الغاضريه

چي ترضى أظل عگبك سبيه

لبن زياد واعليه ايتفكَّر

(أبوذية)

ترست اچفوفي من دمعي وملّيت

او كتبت اهمومي بالعبره وملّيت

اجزعت من كثر ما أصبر وملّيت

الجبال اتمور من همّ العليّه

***

أتُغضي على هظمي وسلبي وهتكهم

حمايَ كأني ليس حامي الحمى أبي

أاُسبى ولا سمرُ الرماحِ شوارعٌ

أمامي ولا البيضُ الرقاقُ بجانبي

٦٦

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ علاء الدين الشفهيني الحلي

يا من إذا عُدَّتْ فضائلُ غيرِه

رَجَحَتْ فضائلُه وكان الأفضلا

إني لأعذِرُ حاسديك على الذي

أولاك ربك ذو الجلال وفضلا

إن يحسِدوك على علاك فإنما

متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا

وبليلةٍ نحوَ المدائنِ قاصدا

فيها لسلمانٍ أتيتَ مغسلا

يا ليت في الإحياء شخصَك حاضرٌ

وحسينُ مطروحٌ بعرصة كربلا

عُريانَ يكسوه الصعيدُ ملابسا

أفديه مسلوبَ اللباسِ مُسربَلا

متوسدا حرَّ الصعيدِ معفَّرا

بدمائه تَرِبَ الجبينِ مُرمَّلا

ظمآنَ مجروحَ الجوارحِ لم يجد

ماءً سوى دمِه المبدَّدِ بالفلا

ولصّدرِه تطأ الخيولُ وطالما

بسريره جبريلُ كان موكَّلا

عُقِرَتْ أما علمت لأيّ معظَّمٍ

وطأت وصدرا غادرتْه مفصلا

ولثغره تعلو السياطُ وطالما

شغفا له كان النبيُّ مقبلا

وبنوه في أسر الطغاةِ صوارخٌ

ولهاءَ معولةً تُجاوبُ معولا

ونساءُه من حوله يندبْنَه

بأبي النساءَ النادباتِ الثُكَّلا(١)

____________________

(١) - أدب الطف ج٤، ص١٧٢ جواد شبر.

٦٧

(موشح )

شهر عن سلمان واتعنيته

احسين يمَّك ليش ما حضريته

انته لله داعية حگ او دليل

او للنبي غيرك أبد ميصح مثيل

انته انته البرَّدت نار الخليل

ايفور گلب احسين ما روَّيته

انته جنْة الله او ناره والحساب

انته حاميم الهدى او ذاك الكتاب

انته انته الترجم الموسى الجواب

ليش صاح احسين ما سمعيته

يا منيع الجار يا عز الذليل

يا مطوع الجان يا حامي الدخيل

اشلون صبرك وانته تنظر للعليل

امگيد او مچتوف ما فكِّيته

انته حلّال المشاكل من تضيج

انته ما يبعد على احصانك طريج

انته حكم النار بيدك والحريج

بالمخيم واج ما طفيته

والچبيره اللي تشب نار الگلب

ممشه زينب والحرم ويه الغرب

الزلم عاد اله التچتل بالحرب

او شتم زينب للشمر عديته

أهل البيت (السبايا) يرفضون صدقات الكوفيين

قال السيد في اللهوف: وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه فلما قاربوا الكوفة: اجتمع أهلها للنظر إليهن وأشرفت امرأة من الكوفيات فقالت:

من أي الأسارى أنتن؟ فقلن: نحن أسارى آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهن اُزراً ومقانع وأعطتهن ونظر أهل الكوفة إلى أطفال الحسين جياعا قد أضرهم الجوع وقد مرت عليهم ثلاث أيام بلياليها من غير

٦٨

طعام فبان عليهم الضعف والجوع لذا صار أهل الكوفة يناولون أطفال الحسين بعض الخبز والتمور والجوز فصاحت بهم أم كلثوم: يا أهل الكوفة: إن الصدقة علينا حرام، وأخذت ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وجعلت ترمي به إلى الأرض(١) .

(مجردات)

تتصادق الوادم علينه

او عطايا الخلگ كلها امن ايدينه

او ما خاب ظنَّه اليعتنينه

يظل كل سنه ايروح او يجينه

حيف الليالي اغدرت بينه

اخونه انچتل واحنه انسبينه

نتمنه طارش للمدينه

ينخه هلي او يعتني العينه

امحمد الما يحصل جرينه

خله يجي او يلحگ علينه

واليتم بين على اسكينه

قال الراوي: وإذا بامرأة تبكي وتصيح أما تغضون أبصاركم عن حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فضج الناس بالبكاء والعويل فقلت من هذه؟ فقالوا: زينب. هذا والمنادي ينادي هؤلاء سبايا من الخوارج.

(مجردات)

وسفه على الخدر خذوهن

حسره او عله البل ركبوهن

لو بچت وحده يضربوهن

طول الطريج ايعذبوهن

والحادي يحدي ابسب أبوهن

للكوفة لـمّن وصلوهن

خوارج يصيحون السبوهن

____________________

(١) - اللهوف لابن طاووس. معالي السبطين للمازندراني. الدمعة الساكبة ج٥، ص٤٣.

٦٩

***

جفَّتْ عزائمُ فِهرٍ أم تُرى بَرَدَتْ

منها الحميَّةُ أم قد ماتتِ الشيمُ

تُسبى حرائرُكم بالطفِّ حاسرةً

ولم تكن بِغبار الموتِ تلتثم

٧٠

المجلس الرابع

القصيده:للشيخ عبى الحسين شكر

فمن المعزي من لويٍّ أسرةً

هزّت علي قُبِّ المِهار جنينَها

قلعت أعاديها أراكةَ مجدِها

و رمت بأسهام الذُبولِ غصونها

فلتشحذِ البيضَ الرقاقَ بوارقا

و لتمتطي قُبَّ المِهار متونها

في غارة شعواءَ لو شائت طوت

طيَّ السجلِّ سهولَها و حُزونها

لترى حرائرَها لفَرطِ ظَمائها

في السبي تستسقي الدموعُ عيونها

و ترى مخدرةَ البتولةِ زينبا

و القومُ تصفِقُ بالأكفِّ جبينها

من حولها أيتامُ آلِ محمدٍ

يتفيئونِ شِمالَها و يمينها

لا تَبزغي يا شمسُ من أفقِ حياً

من زينب فلقد أطلتِ أنينها

ذوبي فإنك قد أذبتِ فؤادِ مَن

كانت تُظلّلُها الأسودُ عرينها

و تقشعي يا سُحُب من خَجَلٍ و لا

تسقي الظِماةَ مدى الزمان مَعينها

حرمٌ لهاشمَ ما هتفنَ بهاشمٍ

إلا و سودتِ السياطُ متونها

هُتكت نساؤُكم التي طَرزتمُ

بالسمر و البيض الشِفارِ حصونها(١)

____________________

(١) ديوان عبدالحسين شكر ص ٧٣/٧٤.

٧١

(موشح )

حي بني هاشم تنام اعيونها

ما درت بارض الطفوف اديونها

ديونها الستين واثنين او عشر

والحياده اسبوعطعش دمهم هدر

والحراير من سروا بيهن يسر

فوگ هزَّل هاي هم ينسونها

اظعونها غرُّبت والحادي زجر

يا بني هاشم فلا يمكن عذر

زينب او باجي العيال ابهليسر

امجرّحات امن السياط امتونها

امن الضرب ورّمن يا ويلي المتون

او تنخه بيكم يا عجب ما تنتخون

اشلون تمشي والغرب تبره الظعون

ما تجون الكربله اتبارونها

الكوفيون يتشفعون في نساء الأنصار

اللاتي كن مع عائلة الحسينعليه‌السلام

نقل في البحار عن مسلم الجصاص قال: دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبل عليَّ خادم كان معنا فقلت: مالي أرى الكوفة تضج؟ قال: الساعة يؤتى برأس خارجي خرج على يزيد فقلت: من الخارجي؟ فقال: الحسين بن علي، قال مسلم، فتركت الخادم حتى خرج لطمت وجهي حتى خشيت على عينيَّ أن تذهبا وغسَّلت يديَّ من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكُناس فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس وإذا بالحامل نحو ثمانين شقة على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة الزهراء، وإذا بعلي ابن الحسين علي بعير بغير وطاء وأوداجه

٧٢

تشخب دما وهو يبكي ويقول:

يا أمةَ السوءِ لا سقياً لربعِكُمُ

يا أمةً لم تراعي جدَّنا فينا

لو أننا ورسولُ الله يجمعُنا

يومَ القيامةِ ما كنتم تقولونا

تسيّرونا على الأقتاب عاريةً

كأننا لم نشيِّد فيكمُ دينا

تصفقون علينا كفكمْ طربا

وأنتمُ في فِجاج الأرض تسبونا(١)

(أبوذية)

يحادي الظعن راعي له وباريه

ودايع من رسول الله وباريه

حاميها المرض سله وباريه

مهجه ذايبه او ونَّه خفيه

وا حزناه على بنات رسول الله، وا ويلاه على زين العابدين.

(أبوذية)

المرض والگيد للسجاد باريه

يصد شمر او زجر للظعن باريه

راس الدين من الجسد باريه

ابراس الرمح راس ابن الزچيه

والذي عظم على زين العابدين وبنات رسول الله: ان نساء الأنصار اللاتي كن مع السبايا لما وصلن إلى الكوفة تشفع فيهن بعض أرحامهن فأمر ابن زياد بتسريحهن وبقيت بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

وكأني بالحوراء زينب تخاطب الحسين عندما رأت ذلك:

(مجردات)

يحسين كل الهه عشيره

اجت ناهضه ابخدمه چبيره

____________________

(١) - البحار ج٤٥. ثمرات الأعواد ج٢.

(٢) - ثمرات الأعواد ج٢، ص١٦.

٧٣

او طلعت الكل منهم يسيره

بس الفواطم غرب ديره

ما من عشيرتهن ذخيره

وفي كتاب ميراث المنبر: فأقبلت العشائر من بني أسد وبني فزارة وبقية العشائر التي لها مع عيال الحسينعليه‌السلام نساء فأخذوها من السبي وبقيت امرأة واحدة من بني أسلم فأقبلت عشيرتها إليها وصاحوا باسمها فلانة قومي نحن عشيرتك لا نرضى لك السبي فلم تجب ولم تقم وكانت جالسة إلى جنب السيدة زينبعليها‌السلام فما كان من قومها إلا هددوها قائلين لها إن لم تقومي دخلنا بين النساء وأخرجناك من بينهن لئلا يبقى سبيك عارا علينا فالتفتت إليها العقيلة زينبعليها‌السلام قالت: أخيّة قومي قبل أن تهاني، قالت: كيف أقوم وأتركك ولم يناد باسمك مناد من عشيرتك؟ قالت: قومي لا بأس عليك فقامت وبقيت زينب تلتفت يمينا وشمالا فلم تر إلا مجموعة من النساء وأمام عينيها رؤوس أخوتها(١) وكأني بها:

(مجردات)

الغريبه الذي اويانه سبوها

للكوفه لمـّن وصلوها

فزعوا عشايرها لو لفوها

ومن السبي والذل خذوها

وآنه العشيرتها جفوها

اتنخّيهم اولا يسمعوها

امتوني يهلنه ورموها

بالسوط حين اللي اضربوها

(أبوذية)

يريتك عدل من شالوا حملها

مصايب زينب المحَّد حلمها

____________________

(١) - ميراث المنبر ص٢٢٨ محمد سعيد المنصوري:

٧٤

اطفال او حرم ما خلَّوا حملها

او تصيح الحگ يبو فاضل عليه

***

لا مِن بني عدنانَ يلحظُها

ندبٌ ولا من هاشمٍ بطلُ

٧٥

المجلس الخامس

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

ما خلتُ تَقعُدُ حتى تُستثارَ لهم

وأنت أنت وهم فيما جنوه همُ

فلا وصفْحِك إن القوم ما صفَحَوا

ولا وحلمِك إن القومَ ما حلُموا

لا صبرَ أو تضعَ الهيجاءُ ما حَمَلَتْ

بطلْقَةٍ معها ماءُ المخاضِ دم

هذا المحرَّمُ قد وافتْك صارخةً

مما استُحلتْ به أيامُه الحرم

يملأن سمعَك من أصوات ناعيةٍ

في مسمع الدهرِ من إعوالِها صمم

تنعى إليك دماءً غاب ناصرُها

حتى اُريقت ولم يُرفَع لكم عَلَم

حنّت وبين يديها فتية شَربِت

من نحرهم نصبَ عينيها الظُبى الخُذُم

ولا غضاضةَ يوم الطفِّ إنْ قُتلوا

صبرا بهيجاءَ لم تثبت لها قَدَم

فالحرب تعلم إن ماتوا بها فلقد

ماتت بها منهمُ الأسيافُ لا الهِمَم

أبكيهمُ بعوادي الخيلِ إن رَكِبَت

رؤوسُها لم تُكفكِفْ عزمَها اللُجُم

وحائراتٍ أطار القوم أعينَها

رعبا غداةَ عليها خدرَها هجموا

كانت بحيث عليها قومُها ضَربتْ

سُرادُقا أرضُه من عزِّهم حرم

فغُودرتْ بين أيدي القوم حاسرةً

تُسبى وليس لها مَن فيه تعتصم

نَعمْ لوتْ جيدَها بالتعب هاتفةً

بقومِها وحشاها ملؤُه ضرم(١)

____________________

(١) - ديوان السيد حيدر الحلي ص١٠٣/١٠٧.

٧٦

(مجردات)

بس ما وگع والخيل اجتنه

او شفت البيارغ گاربتنه

نخيت او صحت يالدللتنه

عگبك بني اميه ولتنه

(أبوذية)

وين الركب سابج والسره الهه

ويگصد ديرة أهلي والسره الهه

العدو چتّل زلمها والسره الهه

حرم وامچتفه بحبال هيه

(أبوذية)

اصياحي ما تسمعونه ونخواي

هظمي ماسده اعله احّد ونخواي

الشمر صبَّح يباريلي ونخواي

گضوا كلهم چتل بالغاضريه

ابن زياد يأمر بقتل زين العابدينعليه‌السلام

قال المفيد: وأدخل عيال الحسين على ابن زياد فدخلت زينب أخت الحسين منتكرة وعليها أرذل ثيابها - وفي بعض المقاتل كانت زينب تستر وجهها بكمها - فمضتعليه‌السلام حتى جلست ناحية من القصر وحفَّت بها إماؤها فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ناحية فلم تجبه زينب فأعاد ثانية وثالثة يسأل عنها فقيل له هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

هذهِ زينبٌ ومن قبلُ كانت

بفِنا دارِها تُحَطُ الرحالُ

أمستِ اليومَ واليتامى عليها

بالَقومي تَصدقُ الأنذال

(أبوذية)

دليلي ابسيف جور الدهر ينشاف

ولي ناظر يكت ما بعد ينشاف

زينب طولها الماچان ينشاف

سبيه اتروح لولاد الدعيه

٧٧

فأقبل عليها ابن زياد وقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب احدوثتكم. فقالت زينب: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يتفضح الفاسق ويكذَّب الفاجر وهو غيرنا. فقال ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك. فقالت: لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت.

ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين فقال: من هذا؟ فقيل: علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟ فقال علي: قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين قتله الناس، فقال: بل الله قتله فقال الإمام زين العابدينعليه‌السلام :( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) (١) .

فقال ابن زياد: ألك جرأة على جوابي، اذهبوا به فاضربوا عنقه، فسمعت عمته زينب فقالت: يابن زياد حسبك من دمائنا إنك لم تبق منا أحدا فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه ثم تعلقت به وقالت والله لن أفارقه.

(نصاري)

صاحت زينب او لزمت اذياله

يابن ازياد درحم سُگم حاله

عدل خلّيه واذبحني ابداله

غيره الها لودايع بعد ماتم

هناك موقف أصعب من هذا على قلب الحوراء زينب وذلك عندما نادى ابن زياد على عبد الله ابن عفيف الأزدي: علي به، فتبادرت إليه الجلاوزة

____________________

(١) - سورة الزمر ،الآية: ٤٢.

٧٨

ليأخذوه فقامت أشراف من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله(١) .

وزين العابدين لم يقم له أحد يدافع عنه سوى عمته زينب.

(مجردات)

شوف العشيره اشلون حلوه

فَكّوه امن ايد الرجس گوَّه

السجاد چي لن ماله اخوه

ظل يلتفت للبيه امروَّه

يفكه او يكف عنه عدوه

(نصاري)

اجت غلمانها بالعد چثيره

او عمامه احضور شالتهم الغيره

گامت ليه تتناخه العشيره

او حفت بيه والنادوب يندب

بس العابد السجاد ماله

عشيره اتساعده او تطلج اغلاله

هله غياب كل بيت الرساله

اغراب البين ظل بالدار ينعب

***

أمست وأمسى لا ي ُ رى بربوعِها

منهم إذا ما زارها ديّارُ

وكأنني بلسان حالِ الدارِ قد

أبدى الجوابَ وكلّه استعبارُ

إني بقيتُ من الكرام خيلةً

فعلى محاريبِ الصلاةِ غُبار

____________________

(١) - مقتل المقرم. إرشاد المفيد. معالي السبطين.

٧٩

المجلس السادس

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

أهاشمُ لا يومٌ لكِ أبيضَّ أو تُرى

جيادُك تُزجي عارضَ النقعِ أغبرا

فإنَّ دماكم طِحنَ في كلِّ معشرٍ

ولا ثأرَ حتى ليس تُبقينَ معشرا

ولا كدمٍ في كربلا طاح منكمُ

فذاك لإجفانِ الحميَّةِ أسهرا

غداةَ أبو السجادِ جاء يقودُها

أجادلَ للهيجاءِ يحملن أنسرا

قضى بعد ما ردَّ السيوفَ على القنا

ومرهفُه فيها وفي الموت أثّرا

ومات كريمَ العهدِ عند شَبا القنا

يواريه منها ما عليها تكسَّرا

فإنْ يُمسي مغبرَّ الجبينِ فطالما

ضُحى الحربِ في وجه الكتيبةِ غبرا

وإنْ يقضي ظمآنا تفطّرَ قلبُه

فقد راعَ قلبَ الموتِ حتى تفطَّرا

له اللهُ مفطورا من الصبر قلبُه

ولو كان من صُمِّ الصفا لتفطرا

ومنعطفٍ أهوى لتقبيل طفلِه

فقبّل منه قبلَه السهمُ منحرا

لقد وُلدا في ساعة هو والردى

ومن قبلَه من نحرِه السهمُ كبّرا

وفي السبي مما يَصطفي الخدرَ نسوةٌ

يعِزُّ على فتيانِها أن تُسيَّرا

حمت خدرَها يقضى وودت بنومها

تردُّ عليها جفنَها لا على الكرى

٨٠

مشى الدهرُ يومَ الطفِّ أعمى فلم يَدَعْ

عمادا لها إلا وفيه تعثَّرا

وجشَّمها المسرى ببيداءَ قفرةٍ

ولم تدرِ قبلَ الطفِّ ما البيدُ والسُرى

ولم ترَ حتى عينُها ظلَّ شخصِها

إلى أن بدت في الغاضرية حسّرا

فأضحت ولا من قومِها ذو حفيظةٍ

يقوم وراءَ الخدرِ عنها مشمِّرا(١)

(نصاري)

الهظم هذا او هظم فوگ الهظم زاد

الهظم من طبَّن المجلس ابن زياد

الهظم وابّين ايديه راس أبو السجاد

الهظم وحدةٍ وحده ينشد إلهه

الهظم هظم العليل ابگيد مچتوف

الطوگ ابرگبته والراس مكشوف

جابوا عمته زينب وهي اتشوف

يناشدها وهي ابيا حال ولهه

(أبوذية)

وين الفرح وادموعه يهلها

حرايركم يسر بالطف يهلها

ابخدرها المثل شايع من يهلها

هظيمه تنسبي لعلوج اميه

عبيد الله ابن زياد يعرض

رأس الحسينعليه‌السلام على السيدة الرباب

ذكر أرباب المقاتل: أن عبيد الله بن زياد لما وضع رأس الحسين بين يديه كان يقول: يا حسين لقد كنت حسن الثغر وأخذ بيده عودا فجعل يضرب به أنف الحسين تارة وأخرى يضرب به عينيه وتارة يطعن في فمه وأخرى يضرب به ثناياه وكان إلى جنبه (زيد بن أرقم) صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما

____________________

(١) - ديوان السيد حيدر ص٧٨/٨٠.

٨١

رآه يضرب بالسوط ثنايا أبي عبد الله قال له: إرفع سوطك عن هاتين الشفتين فو الله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت شفتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهما مالا أحصيه يقبلهما ثم انتحب باكيا.

أقول: إذاً ما حال مولاتنا زينب أخت الحسين والحسين حبيبها وهي ترى ابن مرجانة يضرب ثناياه بعود بيده أمامها؟

(نصاري)

وگفت والدمع يجري اعله الخدود

او وياه العليل ابمهجته ايجود

شافت بيد ابن مرجانه العود

يضرب من أبو اليمه المبسم

حنَّت زينب او گامت تنادي

مَيْل العود عن مرشف الهادي

سوطك صابني او ألَّم افادي

گبل ما لعد ثغر احسين ألَّم

وقيل: ان ابن زياد نظر إلى الرباب زوجة الحسين فأراد أن يؤلم قلبها فقال لها: رباب رأس من هذا؟ فسكتت، فقال لها: أقسم عليك بحقه إلا ما قلت رأس من هذا؟ فعند ذلك أخذت الرأس وقبلته ووضعته في حجرها وقالت هذا رأس أبي عبد الله(١) وأنشأت تقول:

وا حسينا ولا نسيتُ حسينا

أقْصَدَتْهُ أسنةُ الأعداءِ

غادروه بكربلاءَ صريعا

لا سقى اللهُ جانبَي كربلاءِ

(مجردات)

لو حلَّفتني ابراس الحسين

واتريد احچي بالدواوين

هذا عميد الهاشميين

او راس الفخر عامود للدين

___________________

(١) - معالي السبطين. مقتل أبي مخنف.

٨٢

كف المناشد والحچي الحين

اشبيدي بني هاشم بعيدين

تدرينه ظلينه نساوين

لا والي عندنه اولالنه امعين

وفي بعض المقاتل: ان عبيد الله بن زياد أمر الجلاوزة أن يأخذوا منها الرأس فامتنعت عن أن تسلم الرأس فضربوها بالسياط على رأسها وأخذوا منها الرأس فأمر ابن زياد بنقلهم - أي عائلة الحسينعليه‌السلام - إلى السجن وفي السجن نظرت زينبعليها‌السلام إلى الدم يجري من تحت قناع الرباب فقالت لها: يا رباب ما دعاك إلى هذا العمل؟ قالت: يا سيدتي لما ودع الحسين عائلته استييت أن أحضر توديعه وجلست في خيمتي ولم أودعه فلما قتل احترق قلبي لعدم حضوري في ساعة الوداع لتوديعه فلما نظرت إلى رأسه أخذته وقبلته بدلا عن ذلك اليوم(١) .

(نصاري)

من شافته للراس الأزهر

هوت فوگه تحبه ابدمع أحمر

يبو اسكينه تگله او يا مشكَّر

عمت عيني على آية المعبود

تگللها يزينب لا تلوميني

مالي افاد اشوف الراس بعيوني

عسن دونه يبت حيدر يضربوني

اولا ينضرب راس السبط بالعود

***

أين الشهامةُ أم أين الحِفاظُ أمَا

يأبى لها شرفُ الأحسابِ والكرمُ

تُسبى حرائرُها بالطفِ حاسرةً

ولم تكنْ بغُبارِ الموتِ تَلتَثمُ

___________________

(١) - أسرار المصائب للتنكابني.

٨٣

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر (رحمه‌الله )

البِدارَ البدارَ آلَ نِزارِ

قد فُنيتم ما بين بيضِ الشِفار

سلبتْكُم بالطفِّ أيَّ نفوسٍ

ألبستْكُمْ ذُلا مدى الأعمار

يومَ جَدَّتْ بالطفِّ كل يمين

من بني غالبٍ وكلَّ يسار

لا تَلِدْ هاشميةٌ علوياً

إن تركتم أميةً بقرار

طأطئوا الرؤوسَ إن رأسَ حسينٍ

رفعتْه فوق القنا الخَطَّار(١)

لا تذوقوا المعينَ واقضوا ظمايا

بعد ظامٍ قضى بحدِّ الغِرار

أنِزارُ نضُّوا بُرودَ التهاني

فحسينٌ على البسيطةِ عاري

لا تُمدُّوا لكم عن الشمسِ ظِلّا

إن في الشمسِ مهجةَ المختار

حقَّ أنْ لا تكفِّنوا علويا

بعد ما كَفَّنَ الحسينَ الذاري

___________________

(١) - فائدة يقال: إن الشيخ عبد الحسين شكر كان كلما نظم قصيدة قرأها على السادة أولاد الزهراءعليها‌السلام ، وعندما هذه القصيدة فعل كعادته. وبالفعل بدأ في قرائتها إلى أن وصل إلى (طأطئوا الرؤوس إن رأس حسين) إلى آخر البيت. فقام إليه رجل من الحاضرين وقال له: لماذا نطأطئ رؤوسنا ورأس الحسين قد رفع رؤوسنا بارتفاعه على رأس الرمح؟

عندها قال له الشيخ عبد الحسين: الآن أقرأ عليك الأبيات القادمة وستعلم أنك ستطأطئ رأسك وقرأ عليه (هتكوا عن نسائكم كل خدر) إلى آخر القصيدة.

٨٤

لا تَشُقّوا لآلِ فِهرٍ قبورا

فابنُ طه ملقىً بلا إقبارِ

هتِّكوا عن نسائِكم كلَّ خدرِ

هذه زينبٌ على الأكوار

شأنُها النوحُ ليس تهدأُ آناً

على بكاً بالعشيِّ والإبكار

أين مَن أهلُها بنو شيبةِ الحمدِ

ليوثُ الوغى حماةُ الذمار(١)

(موشح)

جينه ننشد كربله اعليه انعتب

اتگول هاي ارجال واتدور الغلب

حرمه زينب بيش مطلوبه ابذنب

فوگ چتل احسين واميسرينها

ارد انشدچ كربله عن النزِل

بالله خبريني او گولچ ما يزل

زينب اتركب اليتامى اعله الهزل

يو علي السجاد گام ايعينها

ارد انشدچ هم صدگ بالشام عيد

حطوا ابطشت الذهب راس الشهيد

من مشت زينب ابديوانه يزيد

جاعده يو واجعفه امخلينها

(أبوذية)

يطارش ديرة أهلي ما تعنها

تگلها اچفيل زينب ما تعنها

اليمته الخيل هاشم ما تعنها

لَعَد چاوين غيرتهم عليه

(أبوذية)

يطارش دركب الشگره وعنها

وانشد وين دار اهلي وعنها

حراير ضايعات الهم وعنها

كلهم خل يجون الساع ليه

___________________

(١) - ديوان عبد الحسين شكر ص٣٠/٣١.

٨٥

عائلة الحسينعليه‌السلام في خربة الكوفة جنب المسجد الأعظم

بعد وقوف مخدرات الرسول وبنات الزهراء البتول بين يدي الدعي ابن الدعي عبيد الله بن زياد، أمر بعلي بن الحسينعليه‌السلام وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت عليعليه‌السلام لا تدخل علينا عريبة إلا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا.

ثم أخذت في البكاء على الحسين وأهل بيته وأصحابه مع باقي النساء وإذا بامرأة محنية الضلوع دخلت وهي تنتحب فصاحت زينبعليها‌السلام يا نساء الكوفة ألم أقل لكم لا تدخلنَّ عليَّ امرأة عربية وإذا بالمرأة تنادي سيدتي واللهما جئت شامتة ولا متفرجة وما أنا بعدوة لكم أهل البيت، سيدتي أنا طوعة أنا من أجرت ابن عمك مسلم بن عقيل بن عقيل وقد بلغني أن معكم يتيمة لمسلم لها وصية من أبيها(١) وكأني بها:

(مجردات)

يعمه هظيمتچن هظيمه

عگب الحسين الچان خيمه

يحگلي عليه النوح اجيمه

وابچي على ضيعة حريمه

عگبه او لحالچ يا يتيمه

وكأني باليتيمة:

(مجردات)

يعمه ابويه احچيلي حاله

اللي چنت متنومسه ابحاله

من طاح من هو التدناله

غسله او عن الارض شاله

___________________

(١) - المناهج الحسينية ص١٢٦ جواد شبر.

٨٦

چنت ارتجي عمي ابداله

يفيّي عليه وعلى اعياله

يويلاه سهم الگدرَ ناله

او فگدنه الولي المامش امثاله

(مجردات)(١)

يگولون رجعتهم جريبه

(راح الأبو وامنين اجيبه)

او ظليت من بعده ابريبه

أنوح او دمعتي بالخد سچيبه

***

لهفي على ابنتِه غداةَ استيقنت

بمصابه انفجعت بدمعٍ دافقِ

___________________

(١) - للمؤلف.

٨٧

حول دفن الأجساد الطاهرة

إن من المعلوم في المصادر التاريخية المعتبرة كالإرشاد وغيره أن الدفن قد تم على يد جماعة من بني أسد كانوا بالقرب من أرض المعركة إلا أن المصادر المتأخرة مثل كتب المقاتل والسير التي ظهرت بعد الإرشاد وهي أقل منه قيمة تذكر أن الإمام السجاد علي بن الحسينعليه‌السلام وبصحبته جماعة من بني أسد قد واروا الأجساد في اليوم الثالث عشر من محرم الحرام سنة ٦١ ه وقد قوّى السيد المقرم وغيره الرأي الثاني - ممن يتبنون فكرة أن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله - للمحاورة التي جرت بين الإمام الرضاعليه‌السلام وعلي بن أبي حمزة البطائني الواقفي. ومن خلال هذه المحاورة يتبين أن دفن الإمام علي بن الحسين لأبيه كان من المسلمات لديهم والإشكال على أصحاب الرأي الأول ما روي في رجال الكشي من أن الإمام السجاد هو الذي وارى أباه ولربما يقال: كيف خفي ذلك على المفيد وهو الخبير بأمثالها؟ وليس صحيحا أن يقال انه لم يطلع عليها ولهذا لم يعمل بها فربما يكون قد اطلع عليها ولكنه لم يعمل بها لمعارضتها للرواية التي تسالم عليها علماء الشيعة من ان الأسديين هم الذين قاموا بدفن الحسينعليه‌السلام .

إذن فإذا ما أخذنا برواية دفن الأسديين للأجساد نكون قد اعتمدنا على الكتب التاريخية الصحيحة ولكننا نصطدم بمحاورة الإمام الرضاعليه‌السلام مع علي ابن حمزة البطائني واصطدمنا أيضا بما هو مرتكز في الذهن الشيعي من أن

٨٨

الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله.

أما إذا أخذنا بما هو موجود في الكتب المتأخرة مثل الكبريت الأحمر ومعالي السبطين والدمعة الساكبة وأسرار الشهادة وغيرها نكون أقرب في ذلك إلى المرتكز الشيعي والمحاورة الصريحة إلا أننا نصطدم مع الكتب التاريخية المعتبرة. وعلى كل حال فإن علمائنا القدامى كانوا يقولون بأن بني أسد هم الذين قاموا بدفن الأجساد الطاهرة بعكس المتأخرين من العلماء. ويمكن الجمع بين الرأيين بان يقال: ان الاثنين اشتركا بالدفن كأن يكون الدفن قد تم بحضور الإمام وإشرافه وتوجيهه وان الأسديين هم الذين قاموا بحفر القبور. أما الشيخ المفيد فإنه بذكره لبني اسد كأنه بقصد ما قلناه. وأما البقية فإنهم أكدوا على التفاصيل. وعلى كل حال فإنني اعتمدت على رواية المتأخرين ولهذا رأيت من الضروري أن أشير إلى الخلاف بين علمائنا في هذه المسألة لتتضح الصورة بكافة أبعادها.

***

٨٩

المجلس الثامن

القصيدة: للسيد محمد حسين القزويني الشهير بالكيشوان

ت: ١٣٥٦ه

وانصاع حاميةُ الشريعةِ ظامئا

ما بَلَّ غُلَّته بعذب فراتِها

أضحى وقد جعلتْه آلُ أميةٍ

شبحَ السِهامِ رَميَّةً لرُماتِها

حتى قضى عَطَشَا بمعتَركِ الوغى

والسمرُ تصدُرُ منه في نهلاتِها

وجرت خيولُ الشركِ فوقَ ضُلوعِه

عَدْواً تجول عيه في حَلَباتِها

ومخدراتٍ من عقائلِ أحمدٍ

هَجَمَتْ عليها القومُ في أبياتِها

من ثاكلٍ حرّى الفؤادِ مروعةٍ

أضحتْ تُجاذبُها العِدى حِبراتِها

ويتيمةٍ فَزِعَتْ لجسم كفيلِها

حسى القناعِ تَعُجُّ في أصواتِها

أهوتْ على جسمِ الحسينِ وقلبُها

المصدوعُ كاد يذوب من حسراتِها

وقعت عليه تَشَمُّ موضعَ نحرِه

وعيونُها تَنهلّ في عَبَراتِها

ترتاع من ضربِ السياطِ فتنثني

تدعو سرايا قومِها وحُماتِها

أين الحفاظُ وفي الطفوف دمائُكمْ

سُفكت بسيف أميةٍ وقَناتِها

أين الحفاظُ وهذه أشلاؤكم

بَقِيَتْ ثلاثا في هجير فَلاتِها

أين الحفاظُ وهذه أطفالُكم

ذبحت عُطاشا في ثرى عَرصاتِها

٩٠

أين الحفاظ وهذه فتياتُكم

حُملت على الأقتاب بيد عداتِها

حُملت برغمِ الدينِ وهي ثواكل

عبرى تُردِّدُ بالشجى زَفَراتِها

فمن المعزِّي بعد أحمدَ فاطما

في قتل أبناها وسبيي بناتِها(١)

(تجليلة)

يهلنه احسينكم حز الشمر نحره

او ظلت خيلهم تلعب على صدره

بگه عاري او طفله امعفر ابكتره

وولاده وخوته طبگ وانصاره

يهلنه الخيم عگب احسين حرگوها

اجسوم اهلي ابحر الشمس خلوها

او هذي روسهم برماح شالوها

او حرايرها عگبها راحت ايساره

يهلنه اجسوم اخوتي ما دفناها

او نسوتها مشت والروس وياها

مشت يسره يهد الحيل ممشاها

شفه گلبه العدو بيها وخذ ثاره

(أبوذية)

يخويه اشلون ما فكّر ولاهم

او ظالم وليه لعيالك ولاهم

كلنه انموت يبن امي ولاهم

أعادي أو ما تصح بيهم حميه

الإمام زين العابدينعليه‌السلام يدفن الأجساد الطاهرة

قال الراوي: لما ارتحل عسكر ابن سعد عن كربلاء وساروا بالسبايا والرؤوس مشت نساء من بني أسد إلى المعركة كانت في حي قريب من الواقعة فرأت جثث أولاد الرسول وأفلاذ حشاشة الزهراء البتول وجثث أنصارهم تشخب الدماء من جراحاتهم فتداخل النساء من ذلك تمام العجب فابتدرن إلى

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١١٣ للشيخ شريف الجواهري.

٩١

حيهن وقلن لأزواجهن ما شهدن ثم قلن لهم بماذا تعتذرون من رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء إذا وردتم عليهم حيث إنكم لم تنصروا أولادهم ولا دفعتم عنهم بضربة سيف ولا بطعنة رمح وبقيت النسوة يجلن حولهم ويقلن لهم إن فاتتكم نصرة تلك العصابة النبوية فقوموا الآن إلى أجسادهم الزكية فواروها فبادروا إلى مواراة أجساد آل الرسول وادفعوا عنكم بذلك العار.

فقالوا: إنّا نخاف من عبيد الله بن زياد وابن سعد تصبحنا خيولهم وينهبوننا او يقتلوا أحدنا.

وقال كبيرهم: الرأي أن نجعل عينا على طريق الكوفة ونحن نتولى دفنهم قالوا: هذه الرأي السديد.

ثم إنهم وضعوا لهم عينا وأقبلوا إلى جسد الحسينعليه‌السلام وصار لهم بكاء وعويل، ثم إنهم اجتهدوا على أن يحركوه من مكانه ليشقوا له ضريحا فلم يقدروا أن يحركوا عضوا من أعضائه فقال أحدهم: ما ترون؟ قالوا: نجتهد أول في دفن أهل بيته ونرى رأينا فيه (في جسد الحسينعليه‌السلام ).

فقال كبيرهم: كيف يكون دفنكم لهم وما فيكم من يعرف هذا من هذا وهم كما ترون جثث بلا رؤوس قد غيرت محاسنهم الشمس والتراب.

وإذا بفارس طلع عليهم على متن جواده وقد ضيق لثامه فلما رأوه انكشفوا عن تلك الجثث الزواكي فأقبل ونزل عن جواده وصار منحنيا كهيئة الراكع حتى أتى ورمى بنفسه على جسد الحسينعليه‌السلام فجعل يشمه تارة ويقبله أخرى وقد بل لثامه من دموع عينيه ثم رفع راسه ونظر إلى بني أسد وقال: ما

٩٢

وقوفكم حول هذ الجثث؟ قالوا: أتينا للتفرج عليها، قال: ما كان هذا قصدكم، فقالوا: نعم يا أخا العرب الآن نطلعك على ما في ضمائرنا أتينا لندفن جسد الحسين.

(تجليبة)

كثر صايح النسوان اعله ابو اليمه

تنخه الزلم تمشي او تدفنه ابهمه

صارت من بني أسد علجثث لمـَّه

تخاف امن العده والسكك ملزومه

امن ابن زياد خافوا حطوا اربيه

لن ازلمه املثم گاصد ابنيه

تنحَّوا خاف يظهر من بني ميه

او ذاك الجمع من ريبه كثر لومه

گال الهم اشعدكم واجفين اصفوف

گالواله انتفرج علجثث وانشوف

مبخوتين گال الهم او ميلوا الخوف

واحچوا اشعدكم اتموجون بالحومه

گالوله يگاصد تنشد ابهالحين

نخبرك بالصدگ من كون مبخوتين

جينه ندفن احسين او هله الطيبين

بدر بالتم او تزهر بالوغه انجومه

قال بنو أسد: فخط لنا خطا في الأرض وقال: احفروا هاهنا ففعلنا، ووضعنا فيها، سبعة عشرة جثة. ثم خط لنا خطا آخر وقال: احفروا هاهنا ففعلنا، ووضعنا فيها باقي الجثث واستثنى جثة واحدة فأمرنا أن نشق لها ضريحا مما يلي الرأس الشريف ففعلنا.

وقال لهم: أما الحفيرة الأولى ففيها أهل بيته، وأما الحفيرة الثانية ففيها أصحابه، وأما القبر المنفرد مما يلي الرأس الشريف، فهو حامل راية الحسينعليه‌السلام حبيب ابن مظاهر.

٩٣

(تجليبة)

گال الهم احفروا هنا حفيره الساعْ

دفن بيها حبيب البيهْ تروط الگاع

بعد حفره دفن سبعين بيها اسباع

واسبعطعش يوم الكون معلومه

ثم أقبلنا لنعينه على جسد الحسينعليه‌السلام وإذا هو يقال لنا: بخضوع وخشوع أنا أكفيكم أمره، فقلنا: يا أخا العرب كيف تكينا أمره وكلنا اجتهدنا على أن نحرك عضوا من أعضائه فلم نقدر عليه، فبكى بكاء شديدا وقال: إن معي من يعينني عليه، ثم جثى على الأرض وبسط كفيه تحت ظهره الشريف وهو يقول: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقيل أنه قال: يا بني أسد علي بحصيرة!! قالوا: ما تصنع بها؟ قال: لأضع عليها أوصال الحسينعليه‌السلام المقطعة. فناولوه حصيرة جمع عليها أوصال الحسين، وقيل أيضا: أنهعليه‌السلام أخذ يبحث قريبا من جسد الحسين عن شيء لم يكن يدري أحد ما هو، وإذا به ينحني إلى الأرض فيحمل إصبعا كان قد قطع من أصابع الحسينعليه‌السلام ثم وضعه في محله من يد أبيه الحسين وأنزل أباه في قبره وحده ولم يشرك معه أحد من بني أسد.

قال بنو أسد فرأيناه قد وضع خده على نحره الشريف وهو يبكي وسمعناه يقول: طوبى لأرض تضمنت جسدك الشريف، أما الدنيا فبعدك مظلمة، وأما الآخرة فبنورك مشرقة، أما الحزن فسرمد، وأما الليل فمسهد، حتى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت مقيم بها، وعليك مني سلام الله يابن رسول الله

٩٤

ورحمة الله وبركاته. ثم اشرج عليه اللبن وأهال عليه التراب.

(نصاري)

بعد ما نزّله او وسده ابگبره

أخذ ينتحب واجره العبره

هوه فوگه يشمه او يحب نحره

صاح اوداعة الله الراس چاوين

انه اللي صار بيه او ما جره ابناس

شفتك علثره بالخيل تنداس

تالي الوكت نزلتك ابلا راس

جسد والراس صارت له ابمچانين

العذر لله تارني ابولية اعداي

مشيت اويه العدو ما هو على اهواي

لو بيدي لجيب الراس وياي

لچنّه راح للشام اويه سبعين

قال الراوي: ثم وضع كفه على القبر وجعل يخط القبر بأنامله.

وعن بعضهم: أنه كتب: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا.

وقيل وضع الطفل الرضيع إلى جنب والده في قبره بناء على وصية سابقة من الحسينعليه‌السلام لولده زين العابدينعليه‌السلام قال له: بني إذا جئت لمواراة الأجساد وسد رضيعي إلى جنبي.

(مجردات)

بويه الطفل خله اعله صدري

وابرفج حط نحره اعله نحري

لا ينلچم جرحه يذخري

تدري يبويه بگت تدري

نار السهم بگلبي تسري

وامعانگه الهد ركن صبري

قال بنو أسد: ثم التفت إلينا وقال: انظروا هل بقي أحد؟ فقالوا نعم يا أخا العرب بقي بطل مطروح حول المسناة، كلما حملنا جانبا منه سقط الآخر

٩٥

لكثرة ضرب السيوف والسهام.

فقالعليه‌السلام امضوا بنا إليه فمضينا فلما رآه انكب عليه يقبله وهو يقول: على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم.

(تجليبة)

گال الهم بعد واحد جزانه اوفات

گالوا بطل ظل اعله المسنات

ناده او هلن ادموعه عله الوجنات

يمن سوگ الحرايب مرخص السومه

يعمي أخلاف عينك يسرتنه اعداك

لوح المهر واشهر سيفك الفتَّاك

هذا الواك ما تنهض تشيل الواك

نايم يا ذخر زينب او كلثومه

ثم أمرهم أن يشقوا له ضريحا، قال بنو أسد: ففعلنا ثم أنزله وحده ولم يشرك معه أحدا منا، ثم أشرج عليه اللبن وأهال عليه التراب.

ثم مضى إلى جواده فتبعناه ودرنا عليه نسأله عن نفسه فعرفهم أولا بالقبور قبرا قبرا وأمرهم أن يعلموا الناس ويعرفوهم قبر الحسين وأصحابه ثم قال: وأما أنا فإمامكم علي بن الحسينعليه‌السلام فقلنا له: أنت علي؟ فقال: نعم فأقبلوا عليه يقبلونه ويقولون عظم الله لك الأجر بأبيك الحسين قالوا: فغاب عن أبصارنا(١) .

(نصاري)

تحسَّر حسرة المهظوم بحزان

انه ابن احسينها المذبوح عطشان

دفنت اهلي او ماشي ابيسر عدوان

اباري امخدرات الهاشميين

قال الراوي: ورجع إلى الكوفة وإذا بعمته زينبعليها‌السلام التي كانت قلقة

____________________

(١) - معالي السبطين. مقتل الحسين للمقرم.

٩٦

عليه تستقبله بقولها: يا ابن أخي أين كنت هذا اليوم إلى هذه الساعة؟ قال: عمه مضيت إلى دفن أبي الغريب(١) فبكت وقالت يا ابن أخي إلى الآن لم يدفن أبوك الحسين؟

(تجليبة)

دفنهم ويل گلبي او سدر للكوفه

عليل او مهجته امن التعب مخطوفه

صدت عمته او متغير اتشوفه

او عبرتها ابصدرها اشلون مهضومه

گامت نشدته الحره او يهل جفنه

يگلها الساع ابويه افرغت من دفنه

صاحت آه دفنوهم ولا شفنه

هاي ابيا كتر چانت لي مضمومه

(أبوذية)

من كثر الونين الگلب ولّم

على الحد حضر له گبر ولّم

صدره الهشموه انجمع ولّم

لو عافوه ابدمّه اعله الوطيه

***

يا ميِّتا ترك الألبابَ حائرةً

وبالعراءِ ثلاثا جسمُه تُركا

____________________

(١) - المناهج الحسينية ص٣٨ جواد شبر.

٩٧

المجلس التاسع

القصيدة: للسيد رضا الهندي

لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا

فإذا همُ لا يملكون خِطابا

يدعو ألستُ أنا ابنَ بنتِ نبيِّكم

وملاذَكم إنْ صرفُ دهرٍ نابا

هل جئتُ في دين النبيِّ ببدعةٍ

أم كنتُ في أحكامه مرتابا

أم لم يوصِّ بنا النبيُّ

وأودع الثِقلينِ فيكم عترةً وكتابا

إنْ لم تَدينوا بالمعاد فراجعوا

احسابَكم إن كنتمُ أعرابا

فغدوا حيارى لا يرون لوعظِه

إلا الأسنةَ والسهامَ جوابا

حتى إذا أسِفَتْ عُلوجُ أميةٍ

أنْ لا ترى قلبَ النبيِّ مصابا

صلَّتْ على جسمِ الحسينِ سُيوفُهم

فغدا لساجدةِ الظُبى محرابا

ومضى لهيفا لم يجدْ غيرَ القَنا

ظِلّاً ولا غيرَ النجيعِ شرابا

ظمآنَ ذابَ فؤادُه من غُلَّةٍ

لو مسّتِ الصخرَ الأصمَّ لذابا

لهفي لجسمِكَ في الصعيد مجرَّدا

عُريانَ تكسوه الدماءُ ثيابا

تَرِبَ الجبينِ وعينُ كلِّ موحِّدٍ

ودَّتْ لجسمِكَ لو تكونُ ترابا

لهفي لرأسِك فوق مسلوبِ القنا

يكسوه من أنوارِه جِلبابا

يتلوا الكتابَ على السِنانِ وإنما

رفعوا به فوقَ السنانِ كتابا(١)

____________________

(١) - الدر النضيد ص٥٠ محسن الأمين.

٩٨

(فائزي)

ناداها من فوگ الرمح اله يرعاچ

صبري يخويه او سلّمي أمرچ المولاچ

راسي على راس الرمح هلرايح اوياچ

وياچ يبره العايله او يرعه اليطيحون

يختي استعدي للهظم والهظم جدام

اولابد يودوچن سبايا الطاغي الشام

اولابد تسمعين المسبه ابمجلسه العام

واهناك تلگين للعذاب انواع وافنون

يختي اولو شفتي الحجر صكني دصبري

او شفتي عصاه ايزيد تلعب فوگ ثغري

نادت عسن لا بگه الذاك اليوم عمري

اولا شوف بينه اهل الغدر خويه ايتشفون

ابن امي والنعمين من آية الرحمن

دومه ابحياته او موتته ايرتل القرآن

والله عجايب خارجي اتنادي العدوان

والبحر ما غير صفاته البيه يذمون

(أبوذية)

الصبر ثوب او تفصلَّي وحاله

على اللي ابمصرعه الباري وحاله

حالي اميسره الباري وحاله

ثلث تيام مرمي اعله الوطيه

٩٩

رأس الحسينعليه‌السلام يطاف به في أزقة الكوفة

قال في معالي السبطين: أمر ابن زياد برأس الحسينعليه‌السلام فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها. قال زيد ابن أرقم: مُرَّ عليّ برأس الحسينعليه‌السلام وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْکَهْفِ وَ الرَّقِيمِ کَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ) (١) فوقف والله شعري وناديت: رأسك والله يا ابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب!! فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردوه إلى باب القصر.

وفي تظلم الزهراءعليها‌السلام عن الحارث بن وكيدة قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين فسمعته يقرأ سورة الكهف فجعلت أشك في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله يا ابن وكية أما علمت أنا معاشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟ قال: فقلت في نفسي: أسرق رأسه وأدفنه، فنادى: يابن وكيدة ليس لك إلى ذلك سبيل سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح.

رأس ابن بنت محمدٍ ووصيِّه

للناظرينَ على قناةٍ يُرفعُ

والمسلمون بمسمعٍ وبمنظرٍ

لا منكرٌ منهم ولا متفجِّعُ

كَحَلَتْ بمنظرِك العيونُ عَمايةً

وأصمَّ رزؤُك كلَّ اُذنٍ تسمع

ما روضةٌ إلا تمنَّت أنها

لك حفرةٌ ولخطَّ قبرِكَ مضجع

وكان رأس الحسينعليه‌السلام يلتفت إلى حامله فيخاطبه وهو في الطريق

____________________

(١) - سورة الكهف، الآية: ٩.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340