الخصال

الخصال0%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 16

الخصال

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف: الصفحات: 16
المشاهدات: 1941
تحميل: 800


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 16 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1941 / تحميل: 800
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

تمتاز هذه الطبعة عما سبقها بالعناية التامة في التصحيح والمقابلة، وتجديد النظر في التعاليق، واصلاح ما زاغ عنه البصر في الطبعة الاولى، وبزيادة الفهارس الموضوعة في آخر الكتاب من الاعلام والاماكن والبيوتات والقبائل والامم.

فلرواد الفضيلة الذين وازرونا في هذا المشروع شكر متواصل غير مقطوع ولا ممنوع.

* * *

وجميع حقوق الطبع بهذه الصورة المزدانة بالحواشي والتقدمة والفهارس الفنية محفوظ لمركز المنشورات الاسلامية المربوطة بجامعة المدرسين بالحوزة العلمية بقم المشرفة.

١٨ ذى القعدة الحرام ١٤٠٣

٥ شهريور ١٣٦٢

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل العلم كله في كتابه العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

والصلاة والسلام على رسوله محمد سيد الصفوة من البشر، وعلى آله قرناء القرآن كما صح بذلك الخبر.

٣

المؤلف والثناء عليه

غرة جبهة الزمان، إنسان العين وعين الانسان، المتفاني في ترويج الحق وإذاعته ونشر حقائق الدين وإعلاء كلمته. صاحب التصانيف التي طبقت ذيوع صيتها الآفاق ولا يعتريها في مرور الشهور محاق. أحد الاعلام الذين تناقلوا الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاثنى عشر، ونوروا مناهج الاقطار بأنوار المآثر والآثار. البحر المتلاطم الزخار، شيخ مشايخ الحديث والاخبار. أما الفقه فهو حامل رايته، وأما الحديث فهو إمام درايته، وأما الكلام فهو ابن بجدته: مولانا الاجل « أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي » المشهور بالصدوق.

كان قدس سره في الرعيل الاول من حملة العلم ومروجي المذهب و الداعين إلى الحنيفية البيضاء بهمة عالية قعساء. دأب في كسب العلم فتى وكهلا، و عكف على سماعه ليلا ونهارا، وسافر في أخذه حزنا وسهلا، بعزم لا يكهمه الفشل، ونشاط لا يفله الكلل.

نشأ بقم، فرحل إلى الري(١) ، واستراباد وجرجان ونيشابور ومشهد الرضا عليه السلام ومرو الروذ وسرخس وإيلاق وسمرقند وفرغانة وبلخ من بلاد ما وراء النهر وهمدان وبغداد والكوفة وفيد ومكة والمدينة حتى ارتقى في الفضائل ذراها وتمسك في المحامد بأوثق عراها، وبلغ من العلم مقاما شدت الجوزاء له نطاقا، تمشي على ضوء فتاويه فقهاء الايام، وتخضع لآرائه وأنظاره علماء الاعصار والاعوام له من الكتب والرسائل بخطه ما يكل لسان القلم عن ضبطه. والاعلام كلهم قد أطبقوا على إكبار قدره، والمسير على ضياء بدره.

عنونه الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابيه وقال: « كان محمد بن علي بن الحسين

______________

(١)راجع تفصيل رحلاته مقدمة معاني الاخبار طبع مكتبتنا.

٤

حافظ للاحاديث، بصيرا بالفقه والرجال، ناقدا للاخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف ».

وقال الرجالي الكبير أبو العباس النجاشي: « أبو جعفر، نزيل الري، شيخنا وفقيهنا، ووجه الطائفة بخراسان، كان ورد بغداد وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن ». وأطراه ابن إدريس في السرائر، وابن شهر آشوب في المعالم، والمحقق الحلي في المعتبر، وابن طاووس في الاقبال وغيره، والعلامة في الخلاصة، وابن داود في رجاله، وزمرة كبيرة من رجالات العلم(١) زينوا بتبجيله وتجليله كتبهم، ولولا خوف الملال لسردنا ذكرهم. غير أني سمعت أن أحدا ممن له الدعاية، وجاوز الحد فوق الغاية جاء بالسقر والبقر وبينات غير، ولم يفرق بين الانسان والبقر، فطفق يقع في الشيخ بتافه قوله وأساء الادب وقال في كلام له: « الصدوق كذوب » كبرت كلمة تخرج من فيه، بل هو الكاذب فيما يفتريه. ولا حاجة بنا في هذا المقام إلى رد هذا القائل لانه عند العلماء ضال وهابي مضل، والصدوق في مقام يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه.

من كان فوق محل الشمس موضعه

فليس يرفعه شئ ولا يضع

ومن سبر غور الكتب ومعاجم التراجم يجده إماما من أئمة المحدثين وعلما من أعلام الدين، مجمعا على شيخوخيته وتقدمه بحيث يستغنى عن تزكيته. كان والده علي بن الحسين رحمهما الله شيخ القميين وثقتهم في عصره، و فقيههم ومتقدمهم في مصره مع أن بلدة قم يومئذ تعج بالفطاحل من العلماء والاماثل. وهو رضوان الله عليه مع سمو مقامه في العلم ومرجعيته في الفتيا كان تاجرا، له دكان في السوق، بتجر فيه بزهد وعفاف وقناعة بكفاف، فيعتاش من تجارته ويعبد ربه حق عبادته. وكان عالما، زاهدا، تقيا، ورعا، ثقة، صدوقا عند الانام، وشيخا

______________

(١)راجع الاعلام للزركلي ودائرة المعارف الاسلامية ج ١ ص ٩٤، وتاريخ بغداد ج ٣ ص ٨٩.

٥

فقيها معتمدا عند الامام كما نص عليه العسكري عليه السلام في التوقيع الذي صدر منه إليه. له كتب ورسائل في فنون علوم الدين، ذكر الطوسي والنجاشي منها نحوا من عشرين: في الفقه والاخلاق والتوحيد، والطب والمنطق والتفسير، وغيرها مما يطيل الكلام بذكره. وقال أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم: قرأت بخط ابنه (محمد بن علي) على ظهر جزء: « قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي (علي بن الحسين) وهي مائتا كتاب، وكتبي وهي ثمانية عشر ». (الفهرست ص ٢٧٧). وهو كما ترى يدل على تبحره وتضلعه ومكانته في العلم والفقه والاصول والفروع. فبيته في قم أعظم بيوتات الشيعة، بيت معمور بالعلم والفضيلة، معرق بالمجد والشرف، مغدق بالزهد والصلاح، معروف بالسؤود والنجاح. وشيخنا المترجم له « أبو جعفر الصدوق » وليد هذا البيت، ونسيب ذلك الشرف، وعقيد ذاك العز، وغصن تلك الدوحة. وناشئة أحضان تلك الفضائل، مع ما حباه الله سبحانه من جودة الفهم، و حسن الذكاء، وقدرة الحفظ، وكمال العقل. عاش رحمه الله مع أبيه عشرين سنة، قرأ عليه وأخذ عنه ثم عن غيره من علماء قم بعناية تامة من أبيه، فلم يمض من عمره إلا أيام قلائل حتبى صار من جملة العلماء والافاضل، فبرع في العلم وفاق الاقران فاختلف إلى مجالس الشيوخ والاعيان، وتزود من العلم ما استطاع فسمع منهم وروى عنهم ما شاء. فلما اشتد من فنون العلوم كاهله وصفت له مناهله سافر إلى بلدة الري بالتماس من أهلها، فسطع بها بدره، وعلا صيته، ونشر علمه، وأقام فيها مدة. ثم استأذن الملك ركن الدولة البويهي في زيارة المشهد الرضوي عليه السلام، فنزل بعد منصرفه نيسابور، واجتمع عليه العلماء والفحول، فأكبروا شأنه ورفعوا قدره وأقبلوا على استيضاح غرة فضله، والاستصباح بأنواره، فوجدهم حائرين في أمر الحجة عليه السلام مائلين عن المحجة فبذل مجهوده في ردهم إلى الصواب، وأزال عنهم الشك والارتياب، فأفاد بأثارة

٦

من علمه انموذج من فضله، فبهر النواظر والاسماع، وانعقد على تقدمه وشيخوخيته الاجماع، فجعل شيخ مشايخ خراسان مع ما فيها من الافاضل والاماثل والاعيان، وهو في حداثة من سنه، وباكورة من عمره. ولا غرو لانه ولد بدعاء الحجة عليه السلام(١) . فإن قال العلامة المجلسي رحمه الله: « هو ركن من أركان الدين » فليس بعجيب. وإن كان الفقهاء نزلوا كلامه منزلة النص المنقول والخبر المأثور(٢) فما كان بغريب. قال صاحب مقابس الانوار (ره): « الصدوق: رئس المحدثين ومحيي معالم الدين، الحاوي بمجامع الفضائل والمكارم، المولود كأخيه بدعاء الامام العسكري(٣) أو دعاء القائم عليهما السلام بعد سؤال والده له بالمكاتبة أو غيرها أو بدعائهما صلوات الله عليهما، الشيخ الحفظة، ووجه الطائفة المستحفظة، عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين » القمي الخراساني الرازي طيب الله ثراه ورفع في الجنان مثواه الخ.

______________

(١) قال المصنف في كمال الدين: حدثنا أبو جعفر محمد بن على الاسود: قال: سألني على بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمرى رضى الله عنه أن أسأل ابا القاسم الروحي (قده) أن يسئل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عزوجل أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته فأنهى ذلك فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلى بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفعه الله به، وبعده أولاد قال أبو جعفر محمد بن على الاسود: وسألته في أمر نفسي أن يدعو لى أن أرزق ولدا ذكرا فلم يجبنى إليه، وقال: ليس إلى هذا سبيل. قال: فولد لعلى بن الحسين محمد بن على وبعده أولاد، ولم يولد لى شئ ". واخرج شيخ الطائفة في كتاب الغيبة مسندا عن ابن الدلال وغيره من مشايخ اهل قم " أن على بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى فلم يرزق منها ولدا فكتب إلى الشيخ ابى القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب أنك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين قال: وقال لى أبو عبد الله ابن سورة حفظه الله: ولابي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان مالا يحفظ غيرهما.. الخ ".

(٢) البحار ج ٩ الباب التاسع والخمسون.

(٣) كذا.

٧

وقال السيد الطباطبائي رضوان الله عليه في فوائده: « شيخ مشايخ الشيعة وركن من أركان الشريعة، رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الائمة عليهم السلام، ولد بدعاء صاحب الامر صلوات الله عليه، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر، وصفه الامام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه فقيه، خير، مبارك، ينفع الله به، فعمت بركته الانام، وانتفع به الخاص والعام، وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الايام، و عم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الاصحاب ومن لا يحضره الفقيه من العوام.. ».

(وفاته ومدفنه)

توفي رحمه الله بالري سنة ٣٨١ الهجري القمري في العشر الثامن من عمره. وقبره بالري في بستان عظيم، بالقرب من قبر سيدنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه وهو اليوم مشهور يزار.

(شيوخه وتلامذته)

روى قدس سره عن جم غفير من أعلام المحدثين تناهز عددهم ٢٥٠، راجع مقدمة معاني الاخبار، تخبرك بأسمائهم وأخبارهم. ويروي عنه زرافات من رواد العلم والفضل يبلغ عدد من ذكر منهم العشرين، راجع مقدمة من لا يحضره الفقيه توقفك على من لم تعلم من أعيانهم. ثم اعلم أن هذين المقدمتين من أحسن ما كتب في ترجمة المؤلف رحمه الله والاولى بقلم العالم البارع المحقق الشيخ عبد الرحيم الرباني نزيل قم المشرفة أبقاه الله تعالى وسدده. والثانية سطرها يراع الحجة سيدنا ومولانا السيد حسن الموسوي الخرسان حفظه الله سبحانه من الآفات والعاهات والحدثان، فلقد أجاد وقرى، وتتبع واستقرى.

٨

اما الخصال

فهو كتاب مبتكر في موضوعه، فريد في بابه، مفعم بالحقائق، ملء غضونه رقائق، جؤنة حافلة بنفيس الاعلاق من طرائف الحكم ومحاسن الاخلاق، وفرائض الاحكام وملاحم الايام، وعظات وعبر وبينات من صحيح الاثر مما لم يجمع مثله في كتاب.

ولم تر عيناي من قبله

كتاب حوى بعض ما قد حوى

وهو بما في طيه من الدروس العالية والابحاث القيمة من نفائس الاخبار منهل عذب أظمأت إليه علماء الاعصار، فلو اطلع على نفائسه الفقيه يقتصد في قوته ليقتنيه، وتبيع العذراء عقدها لتشتريه. والقارئ جد عليم بأن قيمة الكتاب بلباب المعارف لا بتكثير الصحائف، و بفخامة الاسرار، لا بضخامة الاسفار، وبجلالة ما وعى من الفوائد لا بكثرة ما حوى من الزوائد، وبدقة حواشيه لا بفرط غواشيه. والخصال مع صغر حجمه دائرة معارف تحتوى علوما جمة من معارف الاسلام وأحكام الحلال والحرام، وغيرها مما لا غنى عنه لاي فقيه أو أديب أو مؤرخ أو مفسر أو واعظ ناطق، أو خطيب مصقع، أو حكيم متأله، أو سياسي أو نطاسي. فالباحث مهما سبح في أجواء بحره الطامي وخاض غمراته واغتمس في أمواجه يجده بحرا زاخرا جياش العباب، فيه اللؤلؤ والمرجان والدر الوضئ، وإذا ورد مناهله الروية واغترف من مائه أو ارتشف من عذبه بجده غير آسن أصفى من المزن وأطيب من المسك. جواهر فرائده للعقول بواهر، وأزاهر أنجمه في أفق المقال زواهر.

كلام كالجواهر حين يبدو

وكالند المعنبر إذ يفوح

له في ظاهر الالفاظ جسم

ولكن المعاني فيه روح

ولا يسع الانسان حين يناوله ويصفح أوراقه إلا أن تأخذه الدهشة وتعتريه

٩

الحيرة لما يرى من كثرة اطلاع مؤلفه العبقري وجهوده الجبارة في اقتناء غرائب درره، ولم شوارد غرره، وما كابده وعاناه في أسفاره ورحلاته لجمعه وتنسيقه. ثم اعلم أنا مع ما بالغنا في أهمية الكتاب وعظمة مؤلفه لم نقل بصحة صدور جميع أخباره، ولا نلتزم بذلك في الخصال ولا غيره من كتب الاخبار، من أي مؤلف في أي مقام. بل غاية ما نقول إن الخصال أحد الكتب التي عليها المدار في جميع الاعصار، ولم يقل أحد من الاكابر ولا المصنف نفسه بقطعية صدور ما بين دفتيه، فالكلام فيه كالكلام في غيره. وللعلماء في معرفة الحديث الصحاح منه والرياف والحسان والضعاف قواعد معلومة، مدعومة عندهم بالبرهان، ونحن لا نمشي فيها إلا بضياء نورهم، ولا نكتل إلا بمكيالهم، ولا نزن إلا بموازين قسطهم. نصحح ما صححوا ونضعف ما ضعفوا ونطرح ما طرحوا، ولا نحوم حوم الفضول، مع أنا لا نقول بقول حشوية أهل الحديث والسذج منهم فنعتقد بكل باطل ينسب إلى المعصوم عليه السلام. كما أنا لا نجعل عقولنا القاصرة « الحكم الترضى حكومته » في معرفة مقبول الحديث ومردوده. ثم اعلم أيضا أنا لا نجوز لاحد أن يلعب بالروايات يصحح منها ما وافق هواه وإن كان موضوعا مكذوبا ويكذب منها ما خالف رأيه وإن كان صحيحا ثابتا. وكم في عصرنا هذا من اناس غلب المستشرقون على عقولهم، واستولوا على قلوبهم، فمالوا معهم حيثما مالوا وذهبوا معهم أينما ذهبوا، فلا يمشون إلا على ضوء نارهم يزعمون أنها نور لجهلهم، يتأولون القرآن بآرائهم، ويفسرونه بأوهامهم، ولا يقبلون من الاحاديث ما يخالف أهواءهم، ويدعون أنهم علموا ما فات أسلافهم. فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.

١٠

طبعاته طبع الكتاب مرتين بالطبع الحجري بجزئيه في مجلد واحد. الاولى سنة ١٣٠٢ الهجري القمري والاخرى ١٣٧٤. ومرة جزؤه الاول فقط بالطبع الحروفي مصححا مزينا بالتعاليق بعناية شقيقنا المفضال السيد فضل الله الطباطبائي اليزدي نزيل قم المشرفة. وكما في تقدمته راجع تصحيحه خمس نسخ مخطوطة عنده أدام الله تأييده. وطبع مرات بالطبع الحروفي أيضا مغلوطا مترجما بحذف الاسناد. اما المطبوع المصحح بعناية السيد الطباطبائي فهو في غاية الدقة ونهاية الصحة بالنظر إلى لفظ الحديث لكن بقيت فيه أخطاء وبخاصة في الاسانيد فقد صحف فيه كما في اصوله يعلى بمعلى. والمخرمي بالمحرمي. ورشدين بن سعد المصري برشيد بن سعد البصري. ومزيد بيزيد. ومحمد بن سنان العوقي بمحمد بن سيار العوفي. وعبد الرحمن بن الاسود بعبد الله بن الاسود. وأبي ظبيان بابن ظبيان. والسختياني بسجستاني. وامي الصيرفي بأخي الصيرفي. وقزعة بقرعة. وإسماعيل بن امية باسماعيل بن أسيد. وأبو سفيان بابوسنان. والميثمي بالمثنى. وسليمان بن حفص البصري بسليمان بن جعفر البصري. وهدبة بن خالد القيسي بهدية بن خالد العبسي. وأبو بشر المري بأبو بشير المزني. وعبيد الله بن عبد الرحمن بعبد الله بن عبد الرحمن. وأبو عمر سهل بعمر بن سهل. والصدائي بالصيداوي. وابن الهيثم بابراهيم. وميمون البان بميمون اللبان. وكثيرا ما صحف « عن » ب‍ « بن » مثلا عوف عن ميمون صحف بعوف بن ميمون فصار الرجلان المعلومان مهملين أو مجهولين. وربما صحف عمرو بعمر، وبالعكس، وحفص بجعفر وبالعكس. وهذه الاخطاء كلها موجودة في الطبع الحجري الاسبق بل بأضعاف مضاعفة. ولم يكن إبقاء تلك الاغلاط لتسامح المصحح في التحقيق كلا، نحن نجل ساحته عن التسامح في أمثال هذه الامور، بل ذلك لكثرة ما في الاسانيد من رجال العامة أو الخاصة المترجمين في كتبهم الرجالية ولم يكن عند السيد المعظم منها إلا قليل فلم يتمكن

١١

من استقراء البحث والتنقيب حول كل واحد منهم فسعيه وراء تصحيح الكتاب عند العلماء مشكور، وتحمله المشاق في تعليقه وتحقيقه عند الله مأجور. أما النسخ المطبوعة سواه فأغلاطه في لفظ الاحاديث وأخطاؤه في الاسانيد وسقطاته في الصفحات كادت من الكثرة أن لا تحصى. وربما يكون الساقط منها في الصفحة سطرا أو سطرين، أو جملة أو جملتين. أما عملي في التصحيح فاعلم أني راجعت نصوصه في الجزء الاول النسخة المطبوعة المصححة المذكورة ثم قابلته بنسخة مخطوطة متوسطة في الصحة لمكتبة مسجد شاه بطهران أهداها إليها زميلنا العالم السيد محمود المحرمي الزرندي لا زال مؤيدا ومسددا. وكانت النسخة في جزئين تاريخ الجزء الاول ١٠١١ القمري، بدون ذكر الكاتب، والجزء الثاني بخط آخر تاريخها ١٠٦٤ كاتبها بهاء الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين البشروي وفي خلال الجزئين أوراق خطها مغاير لخط الكاتب المزبور وكاتب الجزء الاول. وأما الجزء الثاني فراجعت أولا النسخة المخطوطة المذكورة، ثم نسخة نفيسة ثمينة لمكتبة الدكتور « السيد محمود حجت » الهمداني المحترم، تاريخها محرم الحرام سنة ١١٠٤ القمري. كاتبها محمد جان ابن حاج الحرمين الشريفين الحاج محب علي الهمداني. وهي نسخة نفيسة جدا إلا أن في أواخرها حذف الكاتب الاسانيد برمتها. فبعد المقابلة مع هذين النسختين راجعت إلى المنقول منه المبثوت في مجلدات البحار والوسائل وغيرهما من الاصول المعتبرة التي صححها المشايخ وذلك على ما تيسر لي منها. وتخيرت في موارد الاختلاف ما يرجح لي نصه، واجتهدت في إخراجه صحيحا كاملا على ما في الاصول التي تقدم ذكرها. ولم يكن عندي نسخة مقروءة على الشيوخ أو يكون قريبة من عصر المؤلف حتى أجعلها أصلا. وأما النسخ المطبوعة على الحجر فلم ابالها بالي، وما جعلتها من أدوات أعمالي لكثرة ما فيها من الاغلاط والتحريفات، وإن أردت أن تحيط بذلك خبرا فإني أذكر لك

١٢

منها زائدا على ما مر نزرا يسيرا مما ظهر لي من أخطائها في الجزء الثاني في الاسانيد فحسب فقد صحف فيه: شيبان بن فروخ بسنان بن فروخ. وقطن بن نسير بقطن بن بشير. وسهل بن زنجلة بسهل بن نحرة أو بحرة. وجعفر بن برقان بجعفر بن عرفان. وعيسى بن موسى غنجار بعيسى بن موسى بمنجار. ورقبة برقية. وأشوع بأشرع. وعبد الله بن رزين بعبد الله بن زيد والحسين بن الكميت بالحسين بن المكتب. وبشار بن يسار ببشار بن بشار. وحميد بن زنجويه بسعيد بن زنجويه. وعلي بن الحسن بعلي بن الحسين. وسفيان عن سعد بسفيان بن سعد. وأبي بجير بأبي عتبة. وغرزة بعروة. وخصيف بمضيف. والقادري بالقارئ. وشداد بن الهاد بشداد الهادي وفي موضع أبي الهادي. وموسى ابن إبراهيم بإبراهيم بن موسى. وعبد الله بن محمد بن رمح المهاجر التجيبى بعبد الله ابن المهاجر بن الربيح النجيبى. وحفص بن ميسرة بجعفر بن ميسرة. وإسحاق بن نجيح بسعيد بن نجيح. وعبد الله بن حرام بعبد الرحمن بن حمام. والحكم بن مسكين غير مرة بحسن بن مسكين. والفضل بمفضل. ومحمد بن عبيد الله بمحمد بن عبد الله. وسليمان بن بريدة بسليمان بن يزيد. ويونس عن صباح بيونس بن صباح. ومحمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بمحمد بن الفضل عن محمد بن إسحاق. وكثيرا ما سقط واحد من رجال السند أو صحف ابن بأبي وهكذا أبي بابن إلى غير ذلك، وأصبحت هذه النسخة المغلوطة مصدرا للاخطاء وتوارثته الكتب التي طبعت بعدها بالنقل عنها. ولاجل هذه الاخطاء كم من حديث صحيح صار ضعيفا وكم من رجل ثقة معلوم صار مجهولا أو مهملا.

١٣

اما عملي في التحقيق فبعد ما فرغت من تصحيح الكتاب سندا ومتنا على أوسع مدى مستطاع اهتممت بترجمة رجاله الذين لم يذكروا في كتب الخاصة وكثيرا ما يحتاج القارئ إلى الوقوف على حالهم فراجعت فيها تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني، وتهذيب التهذيب له، وميزان الاعتدال للذهبي، والاكمال في أسماء الرجال لمحمد بن عبد الله الخطيب، و الاستيعاب لابن عبد البر، وحلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني، والاصابة لتمييز الصحابة لابن حجر. واللباب في تهذيب الانساب للجزري، والمعارف لابن قتيبة الدينوري، والمحبر لحبيب بن امية البغدادي، وتاريخ بغداد للخطيب، والجواهر المضيئة لعبد القادر بن أبي الوفاء الحنفي المصري. وكانت ترجمتي لهم وجيزة للتعريف فحسب، وغالبا ذكرت المصدر الذي أخذت عنه ليكون القارئ على بصيرة من أمره أو راجعه إذا أراد التفصيل. ولقد لقيت في تنفيذ هذا الامر تعبا شديدا لم أصادفه في غيره من الكتب التي تصديت لتحقيقها وتصحيحها. ثم إرشادا للمستفيدين وتسهيلا للباحثين فسرت ما لعله يحتاج إلى البيان من غريب اللفظ ومشكل اللغة، وجعلت له فهرسا عاما لجميع الاحاديث وفي كل ذلك رائدي الاخلاص وصواي صدق النية، ولله الحمد والمنة. ومن المؤسف عليه وبالرغم من جدنا في تصحيح وقع في الكتاب حين الطبع أغلاط أو أغيلاط جلها بسبب إهمال المطبعة وسهو النظر ويهون الخطب ولا ينزل بالكتاب عن درجة الاعتبار. فالمرجو من الكرام تصويب الاخطاء، ثم صالح الدعاء. فاني أتيت بالمقدور وما هفوت فيه فمن القصور، والعمل خطير، وبضاعتي مزجاة، فمثلي من الانصاف بمنجاة، إن اريد إلا الاصلاح، وما توفيقي إلا بالله. خادم العلم والدين على اكبر الغفاري

١٤

كتاب الخصال للشيخ الجليل الاقدم الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى ٣٨١ ه‍ صححه وعلق عليه علي اكبر الغفاري كونوا للعلم رعاة، ولا تكونوا له رواة، فقد يرعوى من لا يروى، وقد يروى من لا يرعوى، انكم لم تكونوا عالمين حتى تكونوا بما علمتم عاملين رسول الله صلى الله عليه وآله كونوا دراة، ولا تكونوا رواة، حديث تعرفون فقهه خير من ألف تروونه الرضا عليه السلام

١٥

فهرست

المؤلف والثناء عليه ٤

(وفاته ومدفنه)٨

(شيوخه وتلامذته)٨

١٦