سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 97794
تحميل: 3959


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97794 / تحميل: 3959
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وخليفتك علي بن أبي طالب على رأسه بسيف غادر وقد اجتمع حوله أولاده وأهل بيته وأصحابه وهم في أمر عظيم باكون محزونون.

قال الراوي: لما حملوهعليه‌السلام إلى البيت كان الحسين يبكي ويقول يا أبتاه من لنا بعدك ولا يوم كيومك إلا يوم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أجلك تعلمت البكاء يعز والله علي أن أراك هكذا.

فناداه أمير المؤمنين يا حسين يا أبا عبد الله ادن مني فدنا وقد خرجت أجفان عينيه من البكاء فمسح الدموع من عينيه ووضع يده على قلبه وقال يا بني ربط الله على قلبك وأجزل لك ولأخوتك عظيم الأجر فسكّن روعتك واهدأ من بكائك فإن الله قد آجرك على عظيم مصابك ثم أدخل في حجرته فأقبلت زينب وأم كلثوم حتى جلستا معه على فراشه وهما تندبان وتقولان يا أبتاه من للصغير حتى يكبر ومن للكبير بين اللئام يا أبتاه حزننا عليك طويل وعبرتنا لا ترقأ(١) .

(مجردات)

شفتك يبويه او خلص صبري

او عبراتي متكسِّره ابصدري

ياليت گبلك خلص عمري

اولا شوف دم طبرتك يجري

من هلمصايب تاه فكري

انته الچنت بالشدد ذخري

يلهب ابوسط الگلب جمري

او نار الحزن بحشاي تسري

تدري يبويه ابحالي تدري

فوَّضت للمعبود أمري

____________________

(١) - الكوكب الدري للحائري.

١٤١

أقول: فما أعظم مصابهن وهن يودعهن إلى قبره.

بنفسي ومالي ثم أهلي وأسرتي

فداءً لمن أضحى قتيلَ ابنِ ملجمِ

عليٌ رقى فوق الخلائق في الوغى

فهُدَّت له أركان بيتِ المحرَّم

عليٌ أميرُ المؤمنينَ ومَن بكت

لمقتله البطحا واكنافُ زمزم

وناحت عليه الخلقُ إذ فُجعت به

حنينا كثكلى نوحُها بترنم

(مجردات)

يومين إلَه المحراب خالي

بويه اشكثر وحشه الليالي

تفت الصخر ونة الوالي

عسى لا گرب يومك يغالي

(مجردات)

بويه اعلِّل اطفالك بالمواعيد

وگلهم ذخرنه بلكن ايعيد

وانته الفجيده اهنا يهل حيد

***

فيا أسفي على المولى التقيِّ

أبي الأطهارِ حيدرةِ الزكيِّ

١٤٢

المجلس السادس

القصيدة: للشيخ عبد الحسين الحويزي

بكى الدينُ والدنيا عليك فافجعا

وفيك أسالا من دم القلبِ أدمعا

وصلتها بالعدل والفضل فارتمت

سهامُ الردى قلبَيهما فتقطعا

فيا ثاوياً في مرقد ودَّتِ العلى

على تُربه تحنو من الشوق أضلعا

لقد ثبت الإسلامُ فيك موطَّداً

ورزؤُك أوهى جنبَه فتضعضعا

قواعدُ بيتِ اللهِ فيكَ تدافعت

وجانِبُ طورِ المجدِ فيكَ تصدَّعا

فيا دهرُ أرديتَ الذي بنَوالِه

إذا العامُ أكدى مجدِبا عاد ممرعا

أبا حسنٍ كيف الردى حلَّ موقفا

وما ضاق ذَرعا مذ دنا منك أذرُعا

فلم يُردِ حدُّ السيف عزمَك وحدَه

ولكنه أردى أولي العزمِ أجمعا

لقد قُتلت فيك الصلاةُ وغُودرت

فرائضُ دينِ اللهِ حولَك صُرَّعا

بل انفصمت للدين أوثقُ عروةٍ

وطاح الهدى والعرشُ فيك تزعزعا

وثارت بآفاق السماواتِ غُبرةٌ

بها الفلك الدوَّارُ حزنا مبرقعا

وأسرع جبريلٌ بترديد صوتِه

جميعَ البرايا حين بالرزء قد نعى

تهدّم ركنُ الدينِ وانطمسِ الهدى

ودَكَّ الردى طوداً من النجم أرفعا

كفى بك فخرا أنَّ جبريلَ حاملٌ

سريرَك من ثِقلِ الحِجا قد ترعرعا

١٤٣

ومن خلفه الأملاكُ تندب بالأسى

وتهوي له الأفلاكُ بالطوع خُضَّعا

عجبت لقبر ضمَّ شخصَك لَحدُه

ومجدُك من صدر الغَضا كان أوسعا

فأيُّ فؤادٍ لم يذُبْ لك حسرةً

وأيُّ مآقٍ لم تَسِلْ لك أدمعا(١)

(مجردات)

بالله عليكم يلتشيعون

ابنعش ابونه وين تردون

انچان نيتكم تدفنون

خلُّوا ابونه يلتحبون

لمن نودعه نور العيون

عگبه اليتامه وين يرحون

(أبوذية)

انه الچفي چفوف الدهر لاوين

غلبني او گمن انّخي الناس لاوين

يشايل نعش أبوي اتريد لاوين

دريّض خل نودعه ابهل ثنيه

(أبوذية)

اصوابك أثّر ابگلبي وفتني

او وحده من بعد وحده وفتني

المنيَّه ريت من گبلك وفتني

او گبلك اندفن حدر الوطيه

(أبوذية)

عليك الأجل يابا الحسن دارك

اشلون الموت من دنياك دارك

بگت ظلمه يبو الأنوار دارك

او غدت وحشه الگبل چانت زهية

حكاية رجل من محبي أمير المؤمنينعليه‌السلام

يموت على قبره

ذكر في بعض الكتب: انه بعد دفن أمير المؤمنينعليه‌السلام رجع الحسنان

____________________

(١) - ديوان عبد الحسين الحويزي.

١٤٤

ومعهما من خواصهما وأهل بيتهما جماعة فمروا على خربة في الكوفة فسمعوا أنينا فقفوا أثره فإذا به رجل قد توسد لبنة وهو يحن حنين الثكلى الواهلة فوقف عنده الحسن والحسين وسألاه عن حاله فقال إني رجل غريب لا أهل لي قد اعوزتني المعيشة وأتيت إلى هذه البلدة منذ سنة ولك ليلة يأتيني شخص إذا هدأت العيون بما اقتات من طعام وشراب ويجلس معي يؤنسني ويسليني عما أنا فيه من الهم والحزن وقد فقدته منذ ثلاثة أيام فقالا له وهما يبكيان صفه لنا فقال: إني مكفوف البصر لا اُبصره فقالا ما أسمه؟ قال كنت أسأله عن اسمه فيقول إنما أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، فقالا: أسمعنا من حديثه، قال: دأبه التسبيح والتقديس والتكبير والتهليل وإن الأحجار والحيطان تجيب بإجابته وتسبح بتسبيحه. فقالا: هذه صفات سيدنا ومولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام .

عليك أميرَ المؤمنينَ تأسفي

وحزني وإن طال الزمانُ طويلُ

مصابٌ اُصيبَ الدينُ منه بفادح

تكاد له شُمُّ الجبالِ تزول

فليس بمجدٍ فيك وجدي ولا البكا

مفيدٌ ولا الصبرُ الجميلُ جميل

فقال الرجل ما فعل الله به فقالا وهما يبكيان قد أفجعنا فيه أشقى الأشقياء ابن ملجم وها نحن راجعون من دفنه فلما سمع الرجل ذلك منهما لم يتمالك دون أن رمى بنفسه على الأرض وجعل يضرب برأسه الصخور ويحثو على رأسه التراب ويصرخ صراخِ المعولة الفاقدة فأبكى من كان حاضرا:

وإن سَئِمَ الباكون فيك بكاءَهم

مَلالا فإني للبكاءِ مطيلُ

وما هي إلا فيك نفسٌ نفيسةٌ

يجلِّلها حرُّ الأسى فتسيل

١٤٥

عليك سلامُ اللهِ ما اتضح الضحى

وما عاقبت شمسَ الأصيلِ اُفول

ثم قال لهما بالله ما اسمكما واسم أبيكما فقالا له أبونا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأنا الحسن وهذا أخي الحسين وهؤلاء بقية أولاده وأقرباؤه وجملة من أصحابه راجعون من دفنه. فقال سألتكما بالله وبجدكما رسول الله وأبيكما ولي الله إلا ما عرجتما بي على قبره لأجدد به عهدا فقد تنغَّص عيشي بقتله وتكدرت حياتي بعد دفنه فأخذه الحسنعليه‌السلام بيده اليمنى والحسين بيده اليسرى والناس من وراءهما بالبكاء والعويل حتى أتوا إلى قبره المنور فإنحنى عليه ذلك الرجل وجعل يمرغ جسمه عليه ويحثو التراب على رأسه حتى غشي عليه وهم حوله يبكون وقد أشرفوا على الهلاك من كثرة البكاء والنحيب فلما أفاق من غشوته رفع كفيه إلى السماء وقال اللهم إني أسألك بحق من سكن هذه الحفرة المنورة أن تلحقني به وتقبض روحي إليك فإني لا أقدر على فراقه. فاستجاب الله دعاءه فما وجدوه إلا مثل الخشبة اليابسة قد قضى نحبه فجهزوه ودفنوه بجنب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

(موشح)

او قصة السبطين من بعد الدفن

بالخرابه من لگوا شايب يون

گال طيب چان يفگدني او يحن

او هذا ثالث يوم مدري اشعطله

والحسن واحسين من سمعوا اشگال

على الوجنه الدمع سيل المطر سال

يالتريد اجواب عن هذا السؤال

إلْيفگْدك راح موحش منزله

____________________

(١) - وفاة أمير المؤمنينعليه‌السلام للبلادي.

١٤٦

من سمعهم صاح يا طيب الصفات

بعد عينك ابد ما تحله الحياة

لطم راسه وشهگ من حرگته او مات

چنت مثل الأبو يا حيدر إله

چنت خيمه للأرامل والايتام

من تنام الناس عينك ما تنام

على الفقره اتحوم تنطيها الطعام

والفقير اخلاف عينك منهواله

(أبوذية)

وحگ سبعه العله راسك ورضها

افراگك نحل اعظامي ورضها

تهيم الروح يا حيدر ورضها

واگلها المرتضى ايطوف المسيه

(أبوذية)

المصايب بس عليّه سدن واجرن

نار اشعلن بالدلال واجرن

ادموعي الك دم اتسيل واجرن

او بگه ثوب الحزن راگد عليه

***

جَلَلَتَ فجلَّ الرزءُ فيك على الورى

كذا كلُّ رزءٍ للجليل جليل

١٤٧

١٤٨

الإمام

الحسن بن علي

عليه‌السلام

١٤٩

١٥٠

المجلس الأول

القصيدة: للشاعر الشيخ سلمان بن أحمد

الشهير بالتاجر

اقصري عن ملامتي وعِتابي

لستِ تدرين يا اُمَيْمُ بما بي

لو تذوقين ما أذوقُ من الو

جد لَما لُمتُ فاشربي من شرابي

ثم ما شئتُ فاعذُري أو فلومي

واقرَعي بالعتاب والعَذلِ بابي

أوَلَمْ تنظري برأسي اشتعالَ الـ

ـشيبِ مثلَ المصباحِ أو كالشِهاب

يا اُميمُ ابيضتْ من الحزنِ عيني

فارفِقي بي وراقبي في ثيابي

أو فَكُفي عن المـَلام فإني

لأخو زَفرةٍ وحِلفِ اكتئاب

إنَّ رزئي بالسبط رزءٌ عظيمٌ

ومصابٌ مرُّ المذاقِ كَصاب(١)

غِيلَ في ناقعٍ من السمِّ دافتـ

ـه إليه ضغائنُ الأحزابِ

فقضى بعدَ قذفِ أحشاهُ في الطشت

شهيدا تنعاه آيُ الكتاب

وبكاه المحرابُ والمسجدُ الأعـ

ـظمُ والمنبرُ الفخيمُ الجنابِ

والحسينُ الشهيدُ مما دهاه

من مصابٍ أذاب صمَّ الصِلاب

شقَّ جيبَ الفؤادِ والصبرِ حزنا

وحثى فوقَ رأسِه بالتراب

ومشى خلف نعشِه حاسرَ الرأ

سِ حزينا ينعاه للأحباب

____________________

(١) - الصاب: شجر مر.

١٥١

وبنو هاشمٍ ت َ حُفُّ كما حفَّـ

ـتْ نجومٌ بكوكبٍ وشِهاب

بحسينٍ وبالسريرِ الذي قد

رفعتْه الأملاكُ قبلَ الصِحاب(١)

(نصاري) (٢)

يدمعي سيل يا گلبي تحسَّر

على المسموم اويلي الله اكبر

اريد الطم وانوح ابگلب مالوم

اريد ابچي وحرم لذة النوم

على نجل الزكيه المات مسموم

واخوه احسين گلبه اعليه تفطَّر

راس الحسن حطه ابحجره احسين

او على خيه يويلي دمعت العين

او لنها صارخه ذيچ النساوين

او منها الصوت طر گلب الصخر طر

او زينب نشدت احسين ابو اليمه

يخويه احسين اخيَّك شنو امألمه

يگلها السم تراهو مرد جسمه

غدت تبچي أخيها ابدمع محمر

دارت صوب اخوها واحنت اعليه

لو يحصل دوه الجرحك وداويه

يخويه العمر دونك چنت افدّيه

لچن اشبيدنه هذا المگدر

او من شبحت لعند الموت عينه

او حين اللي عرگ منه جبينه

شاف امه المظلومه الحزينه

تبچي او لازمه الضلع المكسَّر

ييمه من مرد بالسم چبدتك

ييمه من الولم ذابت مهجتك

او هاذي صارخه يم راسك اختك

واطفالك گلبها جمر يسعر

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٤١١.

(٢) - للمؤلف.

١٥٢

وفاة الإمام الحسنعليه‌السلام يسقى السم

قال في البحار:

دخل الحسن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما رآه بكى ثم قال: إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه الأيمن وسأل - رسول الله - عن بكائه فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما الحسن فإنه ابني وولدي ومني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الأمة أمره أمري وقوله قولي فمن تبعه فإنه مني ومن عصاه فليس مني وإني لما نظرت إليه ذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن زاره في البقيع ثبتت قدماه على الصراط يوم تزل الأقدام(١) .

لله قلبُك ما لقيتَ من

الأذى من كلِّ ناصبْ

حتى سَئِمتَ جوارَهم

ورغبتَ من أسنى المراتِبْ

سمتك جعدةُ صائما

افديك من ظامٍ وساغِبْ

فتقطعت منك الحَشا قِطعا

وعاد اللونُ شاحِبْ

وفي نفس المصدر: دخل عليه - الحسن - الحسينعليه‌السلام في مرضه وقال يا أخي: كيف تجد نفسك؟

قال: أنا في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ثم أوصى

____________________

(١) - معالي السبطين ج١، ص٥٢/٥٣ نقلا عن البحار.

١٥٣

إليه وقال يا أخي: إذا مت فغسلني وحنطني وكفني واحملني إلى قبر جدي حتى تلحدني إلى جانبه، فإن مُنعت من ذلك فبحق جدك رسو اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبيك أمير المؤمنينعليه‌السلام وأمك الزهراءعليها‌السلام أن لا تخاصم أحدا واردد جنازتي من فورك إلى البقيع حتى تدفني مع أمي - تؤكد هذه الرواية أن الزهراءعليها‌السلام مدفونه في البقيع - فقال الحسينعليه‌السلام يا أخي أريد أن أعلم حالك عند الموت فقال الحسنعليه‌السلام : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لا يفارق العقل منا أهل البيت ما دامت الروح فينا، فضع يدك في يدي حتى إذا عاينت ملك الموت إغمز يدك. فوضع (الحسين) يده في يده فلما كان بعد ساعة غمز يده غمزاً خفيفا فقرب الحسينعليه‌السلام أذنه من فيه فقال الحسنعليه‌السلام أخي هذا ملك الموت يقول لي أبشر فإن الله عنك راض ثم سكن أنينه وعرق جبينه ومال وجهه إلى الخضرة ومد يديه ورجليه وغمض عينيه وفارقت روحه الطيبة(١) .

يومٌ به الحسنُ الزكيُّ

قضى بسمٍّ في المشاربْ

يومٌ به الإسلامُ يبكي

هاتفا شجواً ونادبْ

يومٌ به أفقُ الهدى

عادت كواكبُه غواربْ

وبه الملائكُ أعولت

والجنُّ تنعاه نوادبْ

(نصاري) (٢)

الونه احسين عنده او مدد ايديه

تشاهد ويل گلبي وانغشه اعليه

____________________

(١) - المصدر السابق ج١، ص٥٣/٥٤. الدمعة الساكبة ج٣، ص٣٣٣.

(٢) - للمؤلف.

١٥٤

روحه فاضت او ما ظل نفس بيه

او لفوه اهل المدينه ابروس حسَّر

ثم قام الحسينعليه‌السلام فغسله وحنطه وكفنه وحمل جنازته على السرير وتزاحمت الرجال والنساء خلف الجنازة وكان كيوم مات في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أن أتى به إلى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المكان الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصُليَ على الحسن(١) .

(نصاري) (٢)

شالوا نعش ابو محمد الگبره

او رادوا دفنه عد والد الزهره

او لن أهل الحقد ذيچه الزمره

مخلَّت يندفن ليث المشكَّر

نعم: عندما مانعت عائشة ومن معها دفنه عند جده وكانوا رموا جناز الحسن بالسهام حتى سُلَّ منها سبعون سهما عندها كادت أن تقع الفتنة فصاح الحسين بمن معه: الله الله لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به إلى البقيع فإنه أقسم عليَّ إن أنا منعت من دفنه مع جده أن لا أخاصم فيه أحدا فعدلوا به ودفنوه بالبقيع.

(أبوذية)

الليله ماتم المسموم ينصاب

او خل دمعك عليه ادموم ينصاب

مثل چبد الحسن ما شفت ينصاب

ابنبل يرموه نعش ابن الزكيه

(أبوذية)

فرح ما شفت طول العمر بس هم

ولا جفِّ الدمع بالعين بسهم

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٣، ص٣٣٢.

(٢) - للمؤلف.

١٥٥

وسافه الحسن نعشه انضرب بسهم

او دفنه انمنع يم سيد البريه

***

فَمَنِ المخبِّر أحمدا

حلَّت بعترته النوائبْ

فلبئسما خَلَفُوكُ قومُكَ

في بنيك أولي المراتبْ

منعوا أحبتَك الجوارَ

وقد رَضَوهُ للأجانبْ

١٥٦

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ محمد الملا الحلي

قد جلَّ رزءُ المجتبى حسنٍ

لكن رزءَ حسينٍ قد سما رُتَبَا

إن قَطَّعَ السمُّ منه في مرارته

أحشاه والقلبُ منه كابد الوَصبا

فإنَّ حرَّ الظما من صِنوِهِ قطَّع الـ

ـالأحشاءَ من حيث قد أذكى بها لهبا

وإنْ اُصيبَ له في خِنجَرٍ فَخِذٌ

فالسبط بالباترات البيضِ قد ضُربا

أو صيرت نعشَه حربٌ لأَسهمها

مرمى ولم يرعَوُوا أو يرعَوا النسبا

فإنَّ جسمَ حسينٍ يومَ مصرعِه

دَريَّةٌ لسهام القومِ قد نُصبا

أو أنهم سلبوا منه عَمامتَه

فبعد قتلِ حسينٍ جسمُه سُلبا

وإنْ قضى حسنٌ ألفَتْ جنازتُه

التشييعَ والندبَ حتى اُودِعَ التُرُبا

والسبطُ لما قضى لم يُلفِ من أحد

سوى نساه تَصوبُ الدمعَ منسكبا

أو دفنَه القومُ تِلقا جدِّه منعوا

وغيرُه جاور المختارَ مغتصبا

فالسبطُ عن دفِنه أعداؤُه منعوا

حتى أقام ثلاثا بالعرا تَرِبا(١)

(نصاري) (٢)

مصايب عترة الهادي چثيره

بين المات منهم غرب ديره

____________________

(١) - أدب الطف ج٨، ص١٨١.

(٢) - للمؤلف.

١٥٧

او بين اللي گضه ابهظمه چبيره

او منهم من تفتت چبده بسموم

لاچن يا خلگ أم الرزايه

يوم احسين واعياله ظمايه

يوم اللي غدوا كلهم ضحايه

او گلب زينب الحر امجسم اجسوم

(يجدي احسينكم منحور نحره)

يجدي وگطعوا منه خنصره

او هاذي خيلهم هشمت صدره

واعلينه يجدي دارت الگوم

(أبوذية)

كلف جرح الحسن يحسين يبره

او بعد ما شوف منه الألم يبره

راح الچان للوفّاد يبره

او بگت دار الكرم ظلمه او خليه

جعدة(١) تسم الإمام الحسنعليه‌السلام

قال المازندراني: ان معاوية بذل لجعدة بنت الأشعث عشرة آلاف دينار وقطاعات كثيرة من سواد الكوفة وحمل إليها سما فجعلته في طعام ووضعته بين يدي الحسنعليه‌السلام فلما أكله جرى السم في بدنه فيئس من نفسه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله على لقاء محمد سيد المرسلين وأبي سيد الوصيين وأمي سيدة نساء العالمين وعمي جعفر الطيار في الجنة وحمزة سيد الشهداء. فاستمسك في بطنه حتى قَطع أحشائه قطعة قطعة فمكث شهرين يرفع من تحته في اليوم كذا وكذا مرة طشت من دم وكان يقول: سقيت السم مرارا ما أصابني فيها ما أصابني في هذه المرة لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها

____________________

(١) - جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي زوجة الإمام الحسنعليه‌السلام .

١٥٨

بعود معي(١) .

ما زال مضطَهَدا يقاسي منهمُ

محنا تُطبِّقُ سهلَها بحزون

حتى قضى صبرا بسم جُعيدةٍ

في أمر ملتَحِفِ الضلالِ أَفين

وفي مرضه دخل عليه الحسينعليه‌السلام فبكى بكاء شديدا حتى غشي عليه فلما أفقا قال له الحسنعليه‌السلام يا أخاه لا تحزن عليّ فإن مصابك أعظم من مصيبتني ورزئك أعظم من رزئي فإنك تقتل يا أبا عبد الله بشط الفرات بأرض كربلاء عطشانا لهيفا وحيدا فريدا مذبوحا يعلو صدرك أشقى الأمة ويحمحم فرسك ويقول في تحميمه الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها وتسبى حريمك ويؤتم أطفالك ويسيرون حريمك على الأقتاب بغير وطاء ولا فراش ويحمل رأسك يا أخي على رأس القنا بعد أن تقتل ويقتل أنصارك فيا ليتني كنت عندك أذب عنك كما يذب عنك أنصارك بقتل الأعداء ولكن هذا الأمر يكون وأنت وحيد لا ناصر لك منا ولكن لكل أجل كتاب( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتَابِ ) فعليك يا أخي بالصبر حتى تلحق بنا. فبكى الحسينعليه‌السلام بكاء شديدا وقال يا أخي يعز عليّ فراقك ثم أنه بكى بأعلى صوته فمنعه الحسنعليه‌السلام من البكاء بعد ما كثرت الرنَّة عليه والصياح من أخوته وأخواته ونسائه وأولاده وجميع أهل بيته وشيعته(٢) . وبينما الحسينعليه‌السلام وأهل بيته عنده وإذا بالحسنعليه‌السلام يقضي نحبه مظلوما مسموما أي وا

____________________

(١) - معالي السبطين ج١، ص٥٠.

(٢) - معالي السبطين ج١، ص٤٧/٤٨.

١٥٩

إماماه وا سيداه وا حسناه وكأني بالحسينعليه‌السلام :

(مجردات)

تدري اشكثر گلبي تولَّم

وشگد حمل من فرگتك هم

من أصد لمچانك وحش تم

اعليه الحزن كله ايتلملم

يا ريت انه المقتول بالسم

گلبك يخويه وانته تسلم

(نصاري) (١)

يصيح احسين والدمعه جريه

يا ناس الحسن راح امنديه

نار السم تره ابگلبي سريه

اويليت الحين يلفيني المحتم

(أبوذية)

مصاب الحسن مني الحيل هدّم

او من چبده يكت اعبار هدم

عزانه ما يفل واللطم هدم

تسم جعده عزيز الهاشميه

***

من مبلغُ المصطفى والطهرِ فاطمةٍ

إنَّ الحسينَ دما يبكي على الحسنِ

يدعوه يا عضُدي في كلِّ معضلةٍ

ومُسعدي إن رماني الدهرُ بالوَهَنِ

لم أنس زينبَ تدعوه ومقلتُها

عبرى وأدمُعُها كالعارض الهَتِنِ

____________________

(١) - للمؤلف.

١٦٠