سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 97872
تحميل: 3976


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97872 / تحميل: 3976
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الإمام عنده فقبل الطاغية طلب عيسى ونقل الإمام إلى بغداد مقيدا بالحبال والحديد تحف به الشرطة والحراس حتى أوصلوه إلى بغداد فأودع في سجن الفضل بن الربيع.

ما زال ينقل في السجون معانيا

عضّ القيود ومثقل الأصفاد

(نصاري)

امن البصره السجن بغداد جابه

ابحديد او گيد ويدوّر ذهابه

ذبَّه ابسجن اظلم غلگ بابه

او نهه السجان يمّه الناس يصلون

(مجردات)

عجيبه امصيبته والله عجيبه

من سجن السجن ظالم يجيبه

او كبده امن الولم زايد لهيبه

ولم يزلعليه‌السلام يُنقل من سجن إلى سجن فقد نقل من سجن الفضل بن الربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وفي كل مرة كان الطاغية يأمر جلاوزته أن يضيقوا على الإمام، حتى قضى إمامنا نحبه صابرا محتسبا مسموما في سجن السندي بن شاهك(١) ، رحم الله من نادى: وا إماماه، وا سيداه، وا مسموماه.

(مجردات)

هلن دمه ابدال الدمع يعيون

على الگوَّض غريب ابسجن هارون

امگيد بالحديد او زرگ المتون

چاوين هاشم ما يحضرون

الجثة الكاظم خل يشيعون

____________________

(١) - حياة الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام للشيخ باقر شريف القرشي. المجالس السنية ج٢ للسيد محسن الأمين.

٢٤١

(مجردات)

والسندي فوگ اجنازته ايحوم

او نادى عليه ابلفظ ميشوم

إمام الروافض مات هليوم

(أبوذية)

چف الدهر ريته اليوم ينشال

جرح گلبي ولا اظن بعد ينشال

نعش موسى عله احماميل ينشال

او يظل فوگ الجسر ثاوي رميه

***

ودس له سما فأورى فؤادَه

وكلُ فؤادٍ منه حزناً توقَّدا

وهاك استمع ما يُعقِبُ القلبَ لوعة

ويَنضحه دمعا على الخدِّ خدَّدا

غداة المنادي أعلن الشتمَ شامتا

على النعش يا للناسِ ما أفضعَ الندا

أيُحمل موسى والحديدُ برجله

كما حُمل السجادُ عانٍ مقيَّدا

٢٤٢

المجلس الثاني

القصيدة: للحاج منصور بن محمد مجلي الجشي

ت: ١٣٦٠ه

مصاب أطل على الكائنات

فأوحش بالثَكل أزمانَها

وافجعنا وجميعَ الورى

وأوقدَ في القلب نيرانها

فلله سهمٌ رمى المكرماتِ

فهدَّ علاها وبنيانَها

ألم تر يا دهرُ من ذا رميتَ

أصبتَ بسهمك فُرقانها

أصبت بسهمك قلبَ الوجودِ

وهدَّمتَ والله أركانها

غداة ابنُ جعفرَ موسى قضى

مذابَ الحُشاشةِ حرانها

قضى مستضاما بضيقِ السجونِ

يكابد بالهمِّ أشجانها

فتلك الإمامةُ تبكي على

فقيد تضمَّن برهانها

أَيَهنئ لعينيَ طيبُ الكرى

وهل تألَفُ النفسُ سُلوانها

وبابُ الحوائج في محبَس

عليه الفضا ضاق حيرانها

أتاح له السمُّ أشقى الورى

فألهب أحشاه نيرانها

وآلَمَهُ بثقيل القيودِ

ولم يَرعَ في الحقِّ ديانها

على الجسر ملقى برمضائِها

به أشفتِ القومُ أضغانها(١)

____________________

(١) - شعراء القطيف ص٢٣٦.

٢٤٣

(فائزي)

يا گلب ذوب او يا دمع عيني تفجر

للي گضه ابسجن الرجس گلبه تفطر

آمر الطاغي اتشيل ابن جعفر حماميل

شالوا الجنازه او لا مشت خلفه رياجيل

واعله الجسر ذبوه وابرجله زناجيل

واگلوب شيعتهم عليه ابنار تسعر

شيعة علي الكرار فجعتهم شديده

من عاينوه امغلل او بالساگ گيده

مطروح فوگ الجسر ما فكَّوا حديده

صاحت يبو ابراهيم يومك صار أگشر

(هجري)

جهزوا شيخ العشيره بالمعزه غسلوه

اوبُردَهِ ابعشرين ألف جسم ابن جعفر كفّنوه

او صاح المحشّم يشيعه إمامكم گوموا احملوه

طلعت الشيعه ابضجه للسراير معرضه

يا عظم مشية الشيعه من وره نعش الإمام

كاشفين الروس جملة امنشره سود الأعلام

٢٤٤

والنسه نشرت شعرها والزلم تلطم الهام

علإمامٍ ميتٍ بالسجن محّد غمّضه

او عن غريب الغاضريه وين غابت شيعته

ليت حضروا گبل متدوس العوالي جثته

او عاينوا زينب تنخّى من يشيل اجنازته

جثته ظلت على حر الصعيد أمر ضرضه

الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام في السجن

لما كان الإمام الكاظمعليه‌السلام في سجن الفضل بن الربيع كان الرشيد يراقب حال الإمام بنفسه فأطل يوما من أعلى القصر على السجن فرأى ثوبا مطروحا في مكان لم يتغير عن موضعه فقال للفضل: ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟ قال الفضل: ما ذاك بثوب وإنما هو موسى بن جعفر له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال. فقال هارون: أما إن هذا من رهبان بني هاشم فقال له الفضل: ما لك قد ضيقت عليه بالحبس؟ قال هيهات لابد من ذلك. وكان الطاغية يطلب بين الحين والآخر من الفضل أن يفتك بالإمام موسى بن جعفر والفضل لم يجبه إلى ذلك ولما طال بقاء الإمام في السجن قام في غلس الليل فجدد طهوره وصلى لربه أربع ركعات وأخذ يناجي الله ويدعوه: يا سيدي نجني من حبس هارون وخلصني من يده يا مخلص الشجر من بين رمل وطين ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ويا مخلص الولد من بين

٢٤٥

مشيمة ورحم ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء خلصني من يدي هارون).

وما إن أتم دعاءهعليه‌السلام حتى استجاب الله له ذلك. لذلك أمر الطاغية جلاوزته فأطلقوا سراح الإمام وذلك لرؤيا رآها: كأن حبشيا قد أتاه ومعه حربة قائلا له: إن لم تخل عن موسى بن جعفر الساعة نحرتك بهذه الحربة.

ولكن إطلاق سراح الإمام كان مؤقتا دام عدة أيام عاشها الإمام مكرها في بغداد وكان الطاغية في تلك المدة يتهدد الإمام بالقتل. بعد ذلك أرجعه إلى سجن الفضل بن يحيى وأمره بالتضييق عليه ولكن الفضل فعل عكس ذلك ولم يضيق على الإمام ولما علم الطاغية بذلك أمر بنقل الإمام إلى سجن السندي ابن شاهك (وكان السندي عدوا لآل محمد ناصبيا قاسي القلب) وأمره بالتضييق على الإمام وتقييده بثلاثين رطلا من الحديد وأن يقفل عليه الأبواب ولا يدعه يخرج فامتثل السندي أمر طاغيته هارون فوضعه في طامورة لا يعرف فيها الليل من النهار وأوثقه بالحديد حتى أثر ذلك في جسده الشريف لذا ورد في زيارته: وصلِّ على موسى بن جعفر المعذب في قعر السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود.

(نصاري)

ابسجن والسندي بن شاهك السجان

عليه ابكل وكت مغلج البيبان

تم اسنين للوادم فلابان

ما يدرون ميت ولّه مسجون

(نصاري)

ظل جور او هظم يجرع من اعداه

او كل عام الرشيد السجن وداه

٢٤٦

لمـّن وصل للسندي او تولاه

ذبه ابسجن مثل الليل أظلم

عانى الإمامعليه‌السلام في حبس السندي أشد الآلام والأذى وكان إذا ضاق نفس الإمام لضيق الطامورة يأتي إلى بابها وكان فيها فتحة ليستنشق الهواء منها فإذا رآه السندي لطم الإمام على وجهه وأرجعه إلى داخل الطامورة:

أفي أيِّ كفٍّ يَلطمُ الرجسُ وجهَه

وما هي إلا فرعُ لطمةِ فاطمِ

وكتب الإمام من تلك الطامورة إلى علي بن سويد وكان ابن سويد قد سأل الإمام عن مسائل كثيرة فكتب إليه الإمام بعد ما أجابه عن مسائله: (إني أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع ولا نادم ولا شاك فيما هو كائن من قضاء الله جل وعز وحتم فاستمسك بعروة الدين آل محمد فما مضت تلك الليالي حتى بعث الطاغية هارون إلى السندي رطبا مسموما لكي يقدمه للإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام فامتثل أمر طاغيته وقدم الرطب إلى الإمام وأجبره على أكله فرفع باب الحوائج يده إلى السماء وقال: يا رب إنك تعلم إني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي ثم تناول سبع رطبات فأكلها وقيل عشرا ثم امتنع فقال له السندي: زد على ذلك فرمقه الإمام بطرفه وقال: حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه.

بعد ذلك أخذ السم يسري في بدنه والإمام يعاني أشد الآلام في تلك الطامورة وأحاط به الأسى والحزن حيث لا أحد من أولاده وأهله وأحبته عنده.

(نصاري)

يا گلب علكاظم تلچم

يعيني اعليه سحي الدمع من دم

٢٤٧

غريب او بالحبس ويلوج بالسم

يتگلب يسار او نوبه ايمين

(مجردات)

يهاشم لا حله بعيونكم نوم

يحگ لي اعتب عليكم واكثر اللوم

من بغداد ما وصلتكم اعلوم

تخبركم الكاظم راح مسموم

بقي الإمام على هذه الحالة ثلاثة أيام وبينما هو يسمع أخشن الكلام وأغلظه من السندي بن شاهك وهو في تلك الحالة إذ أدخل عليه السندي ثمانين رجلا من وجوه بغداد وأعيانها وقال لهم: انظروا إلى هذا الرجل هل حدث فيه حدث فقال الإمام لهم: اشهدوا أني صحيح في الظاهر ولكني مسموم وسأحمرُّ حمرة شديدة وأبيضُّ بعد غد وأمضي إلى رحمة الله ورضوانه.

ولما ثقل حال الإمام وأشرف على الموت استدعى المسيب بن زهرة وقال له: إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عز وجل فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ورأيتني قد انتفخت واصفر لوني واحمر واخضر وتلون ألوانا فأخبر الطاغية بوفاتي يا مسيب إن هذا الرجس (يعني السندي بن شاهك) سيزعم أنه يتولى غسلي ودفني وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقبرة قريش فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن عليعليه‌السلام فإن الله عز وجل جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا.

قال المسيب: فلم أزل أراقب وعده حتى دعا بشربة فشربها ثم تغير وجه الإمام من لون إلى آخر وعرق جبينه وسكن أنينه وأسبل يديه ومدّ رجليه

٢٤٨

وفارقت روحه الدنيا(١) ، رحم الله من نادى: وا إماماه، رحم الله من نادى: وا سيداه، رحم الله من نادى: وا مسموماه.

(مجردات)

يا عين سيلي الدمع غدران

او يا گلب ذوب ابنار الأحزان

الباب الحوايج سر الأكوان

وسافه اعله موسى ماله اعوان

محبوس گضه العمر ما بان

من حبس ابن شاهك السجان

لَمن سمه او چبده صار نيران

وخلّاه يلوج اوحيد نحلان

لمن گضه والچبد خلصان

(أبوذية)

الكاظم من حضر يمّه وشاله

على السمَّه انمرد چبده وشاله

على الماضلّت ابعيني وشاله

او صاحوا خل تشيعه الرافضيه

***

حتى إليه دس سُما قاتلا

فأصاب أقصى منيةٍ ومراد

____________________

(١) - مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري. حياة الإمام موسى بن جعفر للشيخ باقر شريف القرشي. عن بعض الخطباء.

٢٤٩

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ محمد علي اليعقوبي

بنفسي الذي لاقى من القوم صابرا

أذى لو يُلاقي يَذبلا ساخ يَذْبُلُ

بعيدا عن الأوطان والأهلِ لم يزل

ببغدادَ من سجن لآخرَ يُنقل

يعاني وحيداً لوعةَ السجنِ مرهقا

ويرفُلُ بالأصفاد وهو مكبل

ودس له السمَّ ابنُ شاهكَ غيلةً

فأدرك منه الرجسُ ما كان يأمل

ومات سميما حيث لا متعطِّفٌ

عليه ولا حانٍ هناك يعلل

قضى فغدى ملقىً على الجسر نعشُه

له الناسُ لا تدنوا ولا تتوصل

ونادَوا على جسر الرصافةِ حوله

نداءً له السبعُ الطباقُ تَزلزل(١)

(نصاري)

على الكاظم ينوح ابو يبچي الدين

وگع بالحبس وحده او ماله امعين

بس ما طاح سدَّوا بابه اعليه

ظل وحده ولا واحد گرب ليه

تگبل مدد ايده او عدل رجليه

گضت روحه يويلي او فرّگ البين

نهض نهضة فرح من تالي الليل

لعد باب الحوايج عازم ايشيل

____________________

(١) - الذخائر.

٢٥٠

شال اجنازته اعله اربع حماميل

فوگ الجسر تتفرج الصوبين

(مجردات)

اتمنيت لن اولاد عدنان

يشوفون هظمة عالي الشان

او يسوون له ابغداد ميدان

او يشيلون نعشه شيوخ شبان

لا يظل مثل البات عريان

جسمه او راسه ابراس السنان

او خواته يسر راحن الكوفان

(أبوذية)

گوموا شيعوا ابن جعفر ويانه

املاك البالسمه صاحت ويانه

ولا راح الهله طارش ويانه

غريب اعله الجسر جثته رميه

جنازة الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام

على جسر الرصافة

قال الراوي: أن علي بن سويد قد اتصل بالإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام وهو في طامورة السندي بن شاهك فسأله: سيدي متى الفرج لقد ضاقت صدورنا؟ قال له الإمام: إن الفرج قريب يا ابن سويد، قال: متى سيدي. قال: يوم الجمعة ضحىً على الجسر بغداد. يقول علي بن سويد: ذهبت إلى بيوت الشيعة أطرقها بابا بابا ابشرهم بموعد خروج الإمام من السجن فلما جئت أنا وجمع كثير من الشيعة في ذلك اليوم إلى جسر الرصافة وإذا بجنازة مطروحة والمنادي ينادي: هذا إمام الرافضة قد مات حتف أنفه فانظروا إليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه يقول علي بن سويد: جئت لأنظر إليه وإذا به

٢٥١

سيدي ومولاي موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وا إماماه، وا كاظماه، وا سيداه.

(تخميس)

ألقاء في ظُلَم الحبوسِ مُنكِّلا

بابن الرسول وبالقيود مكبِّلا

ومضى ليطفي نوره مسترسلا

حتى إليه دسَّ سما قاتلا

فأصاب أقصى منية ومراد

(تخميس)

قتل الهدى غدرا ليحفظ عرشه

ويذيق راهب آل أحمدَ بطشه

واستبدلوا لسميِّ موسى فرشه

وضعوا على جسر الرصافة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادِ

فأخذ علي بن سويد بالبكاء والنحيب عند رأس الإمام فبينما هو كذلك إذ مر به طبيب نصراني كانت بينهما صحبة فقال له ابن سويد: أقسمت عليك بالمسيح إلا ما رأيت ما سبب موت هذا المسجى؟ قال: اكشف لي عن باطن كفه فكشف له عن باطن كف الإمام فأخذ ينظر فيها وهو يهز رأسه قال ابن سويد: اخبرني ما رأيت؟ قال: يا ابن سويد ألهذا الرجل من عشيرة؟ قال: بلى هذا موسى بن جعفر سيد بني هاشم، قال: يا ابن سويد ابعث إلى أهله فليحضروا وليطلبوا بدمه فإن الرجل مات مسموماً.

(نصاري)

ألف يا حيف ألف واكثر وسافه

يظل نعشك على جسر الرصافه

وطبيب الگلب ابچفك وشافه

ايگول اولا عشيره الهاذ تظهر

٢٥٢

(هجري)

وگف يم اجنازته ابن سويد وياه الطبيب

شال كف ايده او شمه وارتفع منه النحيب

گال هذا من عشيره لو ابلدتكم غريب

إن كانتسأل عن سبب موته تره بالسم گضه

وسمع النداء على جنازة الإمام، سليمان عم الطاغية هارون فقال: ما الخبر؟ قيل له: إن على جسر جنازة أحد الناس مات في سجن الخليفة، فقال: ما أكثر الذين يموتون في السجن ولكن مالي أرى بغداد تموج بأهلها؟ ويحكم انظروا جنازة من هذه؟ فذهبوا وسرعان ما رجعوا وهم يقولون: يا أمير إنها جنازة رجل حجازي فقال: انظروا من أين؟ فقالوا: إنه من بني هاشم فقال: ويحكم أنا من بني هاشم من تكون هذه الجنازة؟ قالوا: هي جنازة موسى بن جعفر فصاح بولده وغلمانه: انزلوا إليهم وخذوه من أيديهم فإن مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من سواد فنزلوا إليهم وأخذوه من أيديهم فأمرهم سليمان أن يضعوه على مفترق أربع طرق ثم أفام المنادين ينادون: ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليحضر.

(نصاري)

او لن امن الگصر مشرف سليمان

نعش باب الحوايج لاح له اوبان

يگلهم هالجنازة ما لها اعوان

غريبه ولا وراها ناس يمشون

گالوله غريب اهله إمبينين

لاكن بالمدينه إعليه ابعيدين

ابن عمك الكاظم گال هالحين

دروحوا جيبوا نعشه اولا تخافون

٢٥٣

وابمفرگ طرقها اعليه ناده

هذا الطيب او طيبه اجداده

او سوه ابعكس ما هارون راده

نادى اعليه هذا البيه تنجون

ثم جهز الإمام وكان الذي جهزه في السر هو الإمام الرضاعليه‌السلام كما يقول المسيب: والله لقد رأيت القوم بعيني (يعني سليمان وأصحابه) وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه وأراهم أنهم لا يصنعون شيئا ورأيت شخصا يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره التفت إليّ فقال: يا مسيب منهما شككت في شيء لا تشكنَّ فّي فإني إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي.

ثم لف الإمام ببردة كتب عليها القرآن الكريم كان سليمان أعدها لنفسه ثم صُلي عليه وحملعليه‌السلام إلى مثواه الأخير إلى مقابر قريش ومشى خلف جنازته سليمان حافي القدمين حاسر الرأس مشقوق الجيب ومن ورائه الوجهاء والأعيان حتى جاءوا بالإمام إلى قبره الذي أعد له فدفنوه هناك وجلس سليمان على قبره باكيا والناس يعزونه بالمصاب العظيم والخطب الأليم(١) .

(نصاري)

النسب والرحم لسليمان جابه

عليه او دحچته اهروش النجابه

بس لحسين ما بين گرابه

يغسلونه او يچفونه او يدفنون

***

____________________

(١) - نور الأبصار للحائري. المجالس السنية للسيد الأمين. حياة الإمام موسى بن جعفر للقرشي.

٢٥٤

لم يبق ثاو بالعراء كجدِّه

دامٍ تُغسِّلُه دماءُ وريدِ

٢٥٥

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ علي الجشي

إذا نفحتْ من جانبِ الكرخِ رَيَّاه

هَدَتْنا إليه في الدجى فنحوناهُ

فإنّ بجنب الكرخِ قبرا لسيدِّ

ينالُ له الراجي من السؤلِ أقصاه

إمامُ هدىً فيه اهتدى كلُّ مهتدٍ

وكان به بدءُ الوجودِ وإبقاء

وغُيّب في تلك الطواميرِ شخصُه

ونورُ هداه عَمَتِ الكونَ أضواه

فلم يبلغوا ما أمّلوه فحاولوا

بإزهاقِهم نفسَ الهدايةِ إطفاه

إلى أنْ قضى بابُ الحوائجِ نازحا

وما حضرتْه وِلْدُه وأحبِّاه

فراح وحمالون تحمل نعشَه

وقد أدرك الأعداءُ ما تتمناه

فلم نر نعشا كان سجنا فقد سرى

وأقيادُه ما بارحتْهن رجلاه

كأنهمُ آلوا ولو كان ميتا

من السجن لا ينفكُّ حتى بمثواه

وسارت وراءَ النعشِ بِشرا ولم تسر

لتشييعِه والكون زُلزل أرجاه

فلهفي له والشمسُ تصهر جسمَه

على الجسم مطروحا به حفَّ أعداه

بنفسي إمامَ الكائناتِ لفقده

أسىً أصبحت تلك العوالُم تنعاه(١)

____________________

(١) - شعراء القطيف ص٢٨٩.

٢٥٦

(أبوذية)

ابن جعفر السمه اشلون منشال

اوياهو الشيعه امن الجسر منشال

الف وسفه ابعبا ملفوف منشال

حماميل التشيل ابن الزچيه

(أبوذية)

ابسجن يالكاظم العدوان سموك

وانته قاضي الحاجات سموك

بالله بالتشيل النعش ساموك

صدگ ظل ابحديده ابن الزچيه

(أبوذية)

الكاظم راح عمدتنه ويانه

يشيعه صاح المخبر ويانه

گوموا شيعوا ابن جعفر ويانه

ارفعوا اجنازته لابن الزچيه

رثاء الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام

من خلال زيارته

أيها المؤمنون لقد عرضت أحدى زيارات الإمام المظلوم مولانا موسى بن جعفرعليه‌السلام جانبا واسعا من ظلامته لاسيما ما يتعلق بحبسه وما كان يفعله أثناء الحبس وقد اقتطعت جوانب من تلك الزيارة المروية في كتب الزيارات مثل الإقبال ومفاتيح الجنان.

وفيها ذكر: (وصل على موسى بن جعفر وصي الأبرار وإمام الأخيار وعيبة الأنوار ووارث السكينة والحكم والآثار الذي كان يحيي الليل بالسهر إلى السحر بمواصلة الاستغفار حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة والمناجاة الكبيرة والضرعات المتصلة).

رأى فراغتَه في السجن منيتَه

ونعمةً شكر الباري بها حينا

٢٥٧

طالت لطول سجودٍ منه ثفنتُه

فقرَّحت جبهةً منه وعِرنينا

نقل الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضاعليه‌السلام عن عبد الله القزويني قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على السطح فقال لي ادن مني فدنوت منه حتى حاذيته فقال لي أشرف في الدار فأشرفت من على السطح فقال لي ما ترى في البيت فقلت أرى ثوبا مطروحا فقال لي انظر حسنا فتأملت فقلت رجلا فقال لي: تعرفه؟ فقلت: لا، فقال: هذا مولاك فقلت: ومن هو مولاي، فقال: تتجهل علي؟ فقلت: لا أتجهل عليك ولكن لا أعرف لي مولاي إلا أبا الحسن موسى بن جعفر واني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات فقال: هاهو في الحبس عندي ولا أراه إلا على الحال الذي تراه فيه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلم يزل ساجدا حتى تزول الشمس وقد جعل من يترصد له الزوال فلا يدري متى يقول له الغلام قد زالت الشمس فيبتدأ في الصلاة(١) .

أبكيك رهن السجون المظلمات وقد

ضاق الفضا وتوالى حولك الرصدُ

لبثت فيهن أعواما نمانية

ما بارحتك القيود الدُهم والصفد

ونواصل نقل مقاطع من زيارته: (والمضطهد بالظلم والمقبور بالجور والمعذب في قعر السجون وظلم المطامير ذو الساق المرضوض بحلق القيود والجنازة المنادى عليها بذُل الاستخفاف الوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه سيدة النساء بإرث مغصوب وولاء مسلوب وأمر مغلوب ودم

____________________

(١) - نقلا عن كتاب وفاة الإمام موسى بن جعفر ص٢٦ للشيخ حسين الدرازي.

٢٥٨

مطلوب وسم مشروب)(١) .

من مبلغُ الإسلامِ أن زعيمَه

قد مات في سجن الرشيدِ سميما

ملقى على جسر الرصافة نعشُه

فيه الملائكُ أحدقوا تعظيما

فعليه روحُ الله أزهقَ روحَه

وحشا كليمِ اللهِ بات كليما

مَنحَ القلوبَ مصابُه سُقما كما

منع النواظرَ في الدجى التهويما

(أبوذية)

اشلون الكاظم ايطب بيچ يسجون

وابن جعفر ابطامورات يسجون

وسم القاضي الحاجات يسجون

او ماله احد يشيله ابن الزچيه

أيها المؤمنون لقد روى المؤرخون أن السم الذي سرى في بدن مولانا موسى بن جعفر كان كأنما من فمه إلى سرته تقطع بالسكاكين وتشرّح بالمواسي.

دسوا إليك نقيع السم في رطب

فاخضرَّ لونك مذ ذابت به الكبد

حتى قضيت غريب الدار منفردا

لله ناءٍ غريب الدار منفرد

أبكي لنعشك والأبصار ترمقه

ملقىً على الجسر لا يدنو له أحد

أبكيك ما بين حمالين أربعة

تشال جهرا وكل الناس قد شهدوا

(مجردات) (٢)

آيا عملة الكاظم عملته

بالسم گطَّعوا ويلي چبدته

او فوگ الجسر حطوها جثته

والشيعه جيّه اشلون اجته

____________________

(١) - مفاتيح الجنان ص٥٥٣ عباس القمي.

(٢) - للمؤلف.

٢٥٩

بحديد اهو امگيد لگته

كل شيعي دم اتهل دمعته

(أبوذية)

نشيع نعش ابن جعفر بدينه

غريب اقسم او ماله احد بدينه

او نشيل اجنازته او نلطم بدينه

او نواسي جده حماي الحميه

(تخميس)

يا من أذاب القلب في عبراته

حزنا على المسموم في غرباته

اعلمت كم قاسى قبيل وفاته

قطع الرشيد عليه فرض صلاته

قسرا وأظهر كامن الحقاد

٢٦٠