سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 99510
تحميل: 4207


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99510 / تحميل: 4207
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سيدة نساء العالمين

فاطمة الزهراءعليها‌السلام

٤١

٤٢

المجلس الأول: القصيدة: للسيد باقر الموسوي الشهير بالهندي ت: ١٣٢٩ه

المجلس الثاني: القصيدة: للشيخ محمد حسين الأصفهاني النجفي

الشهير بالكمباني ت: ١٣٦١ه

المجلس الثالث: القصيدة: للسيد صالح الحلي

المجلس الرابع: القصيدة: للشيخ صالح الكواز الحلي

المجلس الخامس: القصيدة: للشريف قتادة بن أدريس بن مطاعن

المجلس السادس: القصيدة: للشيخ عبد الحسين الحويزي

المجلس السابع: القصيدة: للسيد علي الترك الموسوي النجفي ت: ١٣٢٤ه

المجلس الثامن: القصيدة: للشيخ حبيب ابن الحاج مهدي النجفي ت: ١٣٣٦ه

المجلس التاسع: القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

المجلس العاشر: القصيدة: للشيخ محمد علي اليعقوبي ت: ١٣٨٧ه

المجلس الحادي عشر: القصيدة: للشيخ سلمان بن الحاج عباس البحراني

الشهير بالتاجر

المجلس الثاني عشر: القصيدة: للسيد خضر القزويني النجفي ت: ١٣٥٧ه

المجلس الثالث عشر: القصيدة: للشيخ محمد حسن سميسم

٤٣

٤٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد باقر الموسوي الشهير بالهندي

ت: ١٣٢٩ه

كلُّ غدرٍ وقولِ إفكٍ وزورِ

هو فرعُ عن حَجدِ نصَّ الغديرِ

فتبصَّرْ تُبصرْ هداك إلى الحقِّ

فليس الأعمى به كالبصير

يومَ أوحى الجليلُ يأمر طه

وهو سارٍ أنْ مُرْ بترك المسير

حُطَّ رحلَ السُرى على غير ماءٍ

وكلاً في الفلا وحرِّ الهجير

ثم بلّغهمُ وإلا فما بلغتَ

وحيا عن اللطيف الخبير

أَقِمِ المرتض إماما على الخلق

ونورا يجلو دُجى الدَيجور

فرقى آخذا بكفِّ عليٍّ

منبرا كان من حُدوجٍ وكُور

إنَّ هذا أميرُكم ووليُّ الأمرِ

بعدي ووارثي ووزيري

هو مولىً لكلِّ من كنتُ مولاه

مِن اللهِ في جميع الأمور

فأج ا بوا بألسُنٍ تُظهرُ الطاعةَ

والغدرُ مضمرٌ في الصدور

بايعوه وبعدها طلبوا البيعةَ

منه لله ريبُ الدهور

أسرعوا حين غاب أحمدُ للغدرِ

وخافوا عواقبَ التأخير

لستَ تدري لمْ أحرقوا البابَ

بالنار أرادوا إطفاءَ ذاك النور

٤٥

لست تدري ما صدرُ فاطمَ ما

المسارُ ما حالُ ضلعِها المكسور

ما سُقوطُ الجنينِ ما حمرةُ العين

وما بالُ قُرطِها المنثور

دخلوا الدارَ وهي حسرى بمرأىً

من علىِّ ذاك الأبيِّ الغيور(١)

(بحر طويل)

يحامي الجار بيك اشصار للزهره متحميها

تشكي اوتبكي اوتسمع شكاويها اوبواچيها

للزهره متحميها يحامي الجار بيك اشصار

سيفك كلَّت احدوده يو فرَّيت يا كرار

يوم الگوم اجوا ليكم وجَّوا بابكم بالنار

والزهره تدافعهم ما تنغر يواليها

بيديها تدافعهم خوف او روحها راحت

عنهم لوّذت بالباب عصروها لَما طاحت

كسروا للضلع بالباب طرحت محسن اوصاحت

تعالي لي يفضه اتريد بس واحده تباريها

(أبوذية)

الخصم ما عنده امروّه ولاذات

او حلت دنياه بعيونه ولاذات

الزهره اختفت من عنده ولاذات

وره الباب او عصرها ابن الدعيه

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٢٨٠.

٤٦

الهجوم على دار الزهراءعليها‌السلام

دخلت فاطمةعليها‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الذي توفي فيه فقال لها: بنية أنت مظلومة بعدي وأنت المستضعفة، فمن آذاك فقد آذاني ومن غاضك فقد غاضني ومن جفك فقد جفاني ومن قطعك فقد قطعني ومن ظلمك فقد ظلمني ومن سرك فقد سرني ومن وصلك فقد وصلني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبيَّ، إلى الله أشكو ظالميك من أمتي وكأني بك يا بنية تستغيثين فلا يغيثك أحد من أمتي. فبكت فاطمةعليها‌السلام فقال لها: لا تبكي يا بنية قالت: لست أبكي لما يصنع بي ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله. فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي.

وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الأيام كثيرا ما يبكي إذا نظر إلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام ) فإذا سألوه عن بكائه يقول إني أتذكر ضربة علي على رأسه ولطم فاطم على خدها وطعن الحسن في فخذه والسم الذي يسقاه وقتل الحسين.

أقول: كما أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقد تحقق كل شيء حيث جرت المصائب على أهل البيت الواحد بعد الآخر وأولهم ظلامة فاطمة الزهراءعليها‌السلام التي اقتحم القوم عليها دارها.

يقول السيد المقرم في وفاته الصديقة نقلا عن البحار: فأصر أن يبعث إليه (إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ) فأرسل قنفذا أحد بني كعب بن عدي من

٤٧

الطلقاء، ومعه جماعة فاتوا بيت أمير المؤمنين فلم يأذن لهم في الدخول فرجع الجماعة وثبت قنفذ على الباب ولما سمع... من الجماعة ذلك غضب وأمرهم بحمل حطب ليضعوه على الباب فإن خرج أمير المؤمنين إلى البيعة وإلا أحرقوا البيت على من فيه ووقف... على الباب وصاح بصوت رفيع يسمع علياً وفاطمة لتخرجن يا علي إلى البيعة وإلا أضرمت عليك النار فصحت فاطمة مالنا ولك فأبى أن ينصرف أن تفتح الباب له ولما رأى منهم الامتناع أضرم النار في الحطب ودفع الباب وكانت ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلفها فمانعته من الدخول فركل الباب برجله وألصقها إلى الجدار ثم لطمها على خدها من ظاهر الخمار حتى تناثر قرطها وضرب كفها بالسوط فندبت أباها وبكت بكاءا شديدا عاليا ثم عصرها إلى الجدار ثانية فنادت أهكذا يفعل بحبيبتك وأستغاثت بجاريتها فضة وقالت لقد قتل ما في بطني من حمل(١) وأقبلت إليها فضة فأخرجتها من وراء الباب وجاءت بها إلى حجرتها وهناك أسقطت جنينها فأغمي عليها.

(نصاري)

غدت تصرخ يفضّه صدري انعاب

او حملي سگط مني ابعتبة الباب

اجت فضه او لگتها فوگ التراب

يسيل امن الصدر واضلوعها الدم

(أبوذية)

آه اكتاب حزني من يفضّه

ابد ما يفض نوحي من يفضه

على الصاحت تعالي لي يفضّه

الحمل طاح او سگط فوگ الوطيه

____________________

(١) - وفاة الصديقة ص٦١ عبد الرزاق المقرم.

٤٨

(أبوذية)

لبست الحزن طول العمر يلباب

ذهيل او مابگ ت لي افكار يلباب

انشدك وين محسن سگ ط يلباب

يوم العصروا الزهره الز چ يه

(أبوذية)

كتلها ابعصرته الظالم ولمها

او ما يبره الضلع كسره ولمها

الزهره من حضر يمها ولمها

من صاحت يفضه اتعاي ليه

(أبوذية)

يفضه صاحت ام احسين ونهه

او من طاح الجنين ان گطع ونهه

خفّه صوتها البسمار ونهه

او كسر ضلعين من عدها الز چ يه

***

أفاطمُ يُسقَطُ منها الجنينُ

و تُدفَعُ عن حقّها راغمهْ

و تُحرَقُ بابَ فِناها الطَغامُ

و تأتي علي خدرها هاجمهْ

فتبت يدٌ كسرتْ ظِلعَها

و مُدَّتْ علي وجهها لاطمه

٤٩

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ محمد حسين الأصفهاني النجفي

الشهير بالكمباني ت: ١٣٦١ه

جوهرةُ القدسِ من الكنز الخفي

باءت فابدت عالياتِ الأحرفِ

وقد تجلَّى من سماء العظمهْ

في عالم الأسماء أسما كلمهْ

فإنها الحوراءُ في النزولِ

وفي الصعود محورُ العقولِ

صدِّيقةٌ لا مثلُلها صديقهْ

تُفرغُ بالصدقِ عنالحقيقهْ

هي البتولُ الطهرُ والعذراءُ

كريمةُ الطهرِ ولا سَواءُ

فإنها سيدةُ النساءِ

ومريمُ الكبرى بلا خَفاءِ

لهفي لها لقد اُضيعَ قدرُها

حتى توارى بالحجاب نورُها

تجرَّعت من غُصص الزمانِ

ما جاوز الحدَّ من البيانِ

وما أصابها من المصابِ

مفتاحُ بابِه حديثُ البابِ

إنَّ حديثَ البابِ ذو شجونِ

مما جنت به يدُ الخئونِ

أيهجمُ العدى على باب الهدى

ومهبطِ الوحيِ ومنتدى النَدى

أَتُضرمُ النارُ بباب دارِها

وآيةُ النورِ على منارها

وإنَّ كسرَ الضلعِ ليس يَنجبرْ

إلا بصُمصام عزيزٍ مقتَدرْ

٥٠

إذ رَضَّ تلك الأضلعَ الزكّيةْ

رزيةٌ لا مثلُها رزيَّةْ

ومن نبوعِ الدمِ من ثديَيها

يُعرفُ عُظمُ ما جرى عليها

وجاوز الحدَّ بلطم الخدِّ

شُّلَّت يدُ الطغيانِ والتعدي

فاحمرّتِ العينُ وعينُ المعرفهْ

تَذرِفُ بالدمع على تلك الصفهْ

والأثرُ الباقي كمثل الدُملُجِ

في عضُد الزهراءِ أقوى الحججِ

والبابُ والجدارُ والدماءُ

شهودُ صدُقٍ ما له خفاءُ(١)

(فائزي)

كسر الضلع ما ينجبر يا ناس كسره

منه الگلوب اتفور والنارِ كبره

فوگ الأعتاب إشأسگطت ويلي الزهره

او ظلت تنخّي يا علي دلحگ عليه

اومن شاف أم الحسن مطروحه بالإعتاب

ظل ينحب اعليها او دمع العين سچاب

بنتك يطاها اسگطت محسن وره الباب

هذا جزاء المصطفى خير البريه

ويلاه يوم الشاهدوها حسن وحسين

شنهو الجره للوالده او تهمل العينين

____________________

(١) - الأنوار القدسية ديوان الشيخ محمد حسين الاصفهاني.

٥١

گ لهم علي المرتضى واصفج ال چ فين

راحت امنيدى وامنديكم هلز چ يه

(أبوذية)

إخذ صك يالتريد اتعبر منهاي

ابوها الشرع للإسلام منهاي

اتعرفها اللاذت اويه الباب منهاي

او س گ ط منها الجنين اعله الوطيه

بلال يؤذن والسيدة الزهراءعليها‌السلام

تتذكر أباها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قال في الدمعة الساكبة نقلا عن البحار: أنها - أي السيدة فاطمةعليها‌السلام - ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة و تقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما و يحملكما مرة بعد مرة؟ أين أبو كما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا ولا يحملكما على عاتقه كما يزل بكما(١) .

ولله در القائل عن لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

أيها القومُ إنَّ بعدَ كتابِ اللهِ

فيكم وعترتي لن تُضاهي

فغدا منهمُ يُقاسي كتابُ اللهِ

هجرا و الآلُ فَرطَ جفاها

حاربوا فاطما وقد فرض اللهُ

على الخلق حُبَّها ووِلاها

لقيت منهمُ خطوبا عظاما

لا يُطيقُ الطودُ الأشمُّ لِقاها

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج١، ص ٣٠٠.

٥٢

كسرَ ضلعٍ و غصبَ إرثٍ و لطماً

واهتظاماً منه استطال عَناها

(أبوذية)

شرابي من رزايا الدهر بسمار

بوادچ يي ابدار الحزن بسمار

على اللي صابها بالباب بسمار

او نخت يا با الحسن لحّگ عليه

وكانت سلام الله عليها تطلب من أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يريها قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي غسله فيه فكانتعليه‌السلام إذا رأته شمته فلم تزل هكذا حتى يغشى عليها فلما رأى ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام غيبه عنها(١) .

وروي أنها قالت ذات يوم: إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي بالأذان فبلغ ذلك بلالا و كان امتنع من الأذان بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخذ في الإذان فلما قال: الله أكبر، الله أكبر ذكرت أباها و أيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله: أشهد أم محمد رسول الله شهقت فاطمة و سقطت لوجهها وغشي عليها فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول الله الدنيا وظنوا أنها قد ماتت فقطع أذانه ولم يتم فأفاقت فاطمةعليها‌السلام فسألته أن يتم الأذان فلم يفعل وقال لها: يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تترلينه بنفسك إذا سمعت صوتى بالأذان فأعفته من ذلك(٢) .

وورد أيضا: أنها عاشت بعد رسول الله لم تُرَ كاشرة ولا ضاحكة و كانت تأتي قبور الشهداء في كل جمعة (أسبوع) مرتين، الاثنين والخميس فتقول: هاهنا كان رسول الله وكانت تصلي هناك وتدعو حتى ماتت

____________________

(١) - بيت الأحزان ص١٤٠ عباس القمي.

(٢) - بيت الأحزان ص ١٤٠/١٤١.

٥٣

صلوات الله عليها و إذا قيل لها في ذلك تجيب قائلة: يحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الآباء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وا شوقاه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و كانت تقول:

إذا اشتدَّ شوقي زرتُ قبرَكَ باكيا

أنوحُ وأبكي لا أراكَ مجاوبي

فيا ساكنَ الغبراءِ علمتني البكا

وذكرُك أَنساني جميعَ المصائبِ

فإن كنتَ عني في التراب مغيبَّا

فما كنتَ عن قلبي الحزينِ بغائب(١)

(مجردات)

عگ بك غدت وحشه الليالي

والحزن خيم على اطفالي

وانهدم سوري ال چان عالي

إگ عد او شوف اشلون حالي

وشوف السده اعليه او جرالي

مكسورة ضلع يا بوي تالي

والعين حمره اهنا يوالي

او محسن سگط هذا الصفالي

(أبوذية)

الزهره ابدفعته الظالم ولاها

عصرها إو نِكر كل حگ ها ولاها

العدو منه النبي اتبره ولاها

ابسقر طاح الكسر ضلع الزچ يه

* * *

بنفسي التي ليلا توارت بلَحدِها

وكان بعينِ اللهِ أن دُفنت سرا

بنفسي التي أوصت بإخفاء قبرِها

ولولا همُ كانت بإظهاره أحرى

بنفسي التي ماتت وملأُ بُرودِها

من الوجد مالم تحوِهِ سِعةُ الغَبرا

رموها بسهم عن قِسيِّ حُقودِهْم

فأصبح فيما بينهم دمُها هَدْرا

____________________

(١) - المصدر السابق ص١٤١.

٥٤

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد صالح الحلي

لمصائبِ الزهرا هجرتُ المضجعا

وأذلتُ قلبيَ من جفوني أدمُعا

أفكان من حكم النبيِّ و شرعِه

أنَ تُضرَبَ الزهراءُ ضربا موجِعا

أوصى الإلهُ بوصل عترةِ أحمدٍ

فكأنما أوصى بها أنْ تُقطَعا

اللهُ ما فعلوا بآلِ نبيِّهم

فعلا له عرشُ الإلهِ تضعضعا

أبدوا عداوتَهم لها وعَدَوا على

ميراثها فابتُزَّ منها أجمعا

قادوا عليا بعده بنِجادِه

ومن البتول الطهرِ رضُّوا الأضلعا

وضعت وراءَ البابِ حملا لم يكن

قد آن لولا عصرُها أن يوضَعا

ومضوا بكافلها يُهرولُ طَيِّعا

لولا الوصيةُ لم يُهرولْ طيِّعا

خرجت تَعثَّرُ خلفهم تدعوهمُ

خلوا ابنَ عمي او لأكشفُ للدعا

رجعوا إليها بالسياط فسودوا

بالضرب منها متنَها كي ترجعا

كم أضمرت من علَّةٍ وتجرعت

ياللهدى من غُصَّةٍ لن تُجرعا(١)

(مجردات)

آمر على عبده ضربني

او من ضربته للارض ذبني

اولا انكسر گ لبه اولا رحمني

امن الناس ما واحد حشمني

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام .

٥٥

وين انته رحت يابويه عني

ماتشوف گوم المرمرتني

الكسرت اضلوعي او سگ طتني

وامن الب چ ه اعليك امنعتني

(أبوذية)

اشلون العلخگ واجب ولاها

انكروها اولا اعرفوا ح گ ها ولاها

مبين الباب والحايط ولاها

او كسر منها الضلع نسل الدعيه

(أبوذية)

يفضه صاحت الزهره لبنها

هاذي الطاهره الزاچي لبنها

الكسر الضلع ماونت لبنها

الجنين الس گ ط منها اعلى الوطيه

خروجها خلف أمير المؤمنينعليه‌السلام

قال الراوي: لما أسقطت فاطمة جنينها أغمي عليها ودخل القوم فاقتادوا علياً إلى المسجد لأجل البيعة فلما أفاقتعليه‌السلام التفتت إلى ابنتها زينب وقالت بنية أين أبوك عليّ؟ قالت:أماه لقد أخرجوه من الدار فقامت فاطمة وخرجت خلف أمير المؤمنينعليه‌السلام تقع تارة وتقوم أخرى. أقول: بأية حالة قادوا أمير المؤمنين؟ يقول المؤرخون وضعوا حبالا في عنقه وأخرجوه إلى المسجد قهرا وعندما تراءى له قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صاح: (يابن أم إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني).

هذا وفاطمة من خلفه ومعها الحسنان ونساء بني هاشم وهي تنادي، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لئن لم تخلوا عن ابن عمي لأنشرن شعري وأضعن قميص رسول الله على رأسي وأصرخن إلى الله فما صالح بأكرم على

٥٦

الله من أبي، ولا الناقة بأكرم مني، ولا الفصيل بأكرم من ولدي.

وأقبلت فاطمُ تعدو خلفه

والعينُ منها تستهلُّ أدمعها

فانتهروها بسياطِ قنفذٍ

وكسَّروا بالضربِ منها أضلعا

فانعطفت تدعو أباها بحشىً

تساقطت مع الدموعِ قطعا

(بحر طويل)

تاليها الشجاني اوزاد همّي او هيَّجه الغمِّي

وارخصغالي ادموعي واجرهامن الجفن دمِّي

يوم الصاحت الزهره خلوا عن ابن عمى

صاح افلان يا قنفذ ولك بالسوط رد ليها

رد ليها اولوعها او روعها وهي اتنادي

لفرع واشتكي لله ابكل اللي عَلَي سادي

يو خلوا علي الكرار لا اتيتمون ويلادي

تصرخ والعصه ويلاه تتلوه على ايديها

(أبوذية)

انشد عن مصابيها وسلها

كتلها ابعصرته الظالم وسلها

يشيعي ابچي اعله عملتها وسلها

او صب ادموع علزهره الزچيه

نعم لقد أخذوا أمير المؤمنين إلى مجلس الرجل والقوم يقولون له يا علي بايع وإلا ضرت عنقك، فلما سمع الحسنان قول القائل يا على بايع أو تضرب عنقك رفعا أصواتهما بالبكاء فلما سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام ذلك قال لهما لا

٥٧

تبكيا إنهما لن يقدرا على قتل أبيكما(١) .

(نصاري)(٢)

لحسن وحسين دمعتهم جريه

يريت ايشوفهم سيد البرية

وابوهم علي حامي الحميه

راسه امكشّف او بالحبل ينجر

(أبوذية)

اشلون الخصم للزهره تجره

دفعها او من صدرها الدم تجره

ألف ما تگ در الحيدر تجره

وحذوه مكتوف حمّاي الحميه

***

قادوه بالحبل قهرا وهي خلفهمُ

تدعوا وأدمعها كالغيث ينكسبُ

يا قومُ خلّوا ابنَ عمي قبل أنْ تقعَ

الخضراءُ فوق الثرى والكون ينقلب

فقنَّعوها بقرعِ الأصبحيةِ لا

عداهمُ سخطُ الجبارِ والغضب

ووشحوا مَتنها بالسوط فانكفأتْ

لدارها وحشاها ملؤُه عَطَب

____________________

(١) - وفاة الصديقة ص ٦٣.

(٢) - للمؤلف.

٥٨

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ صالح الكواز الحلي

الواثبينَ لظلمِ آل محمدٍ

ومحمدٌ ملقى بلا تكفينِ

والقائلينَ لفاطمٍ آذيِتنا

في طولِ نَوحٍ دائمٍ وحنين

والقاطعين اراكةً كيما تقيلُ

بظل أرواقٍ لها وغصون

ومجمِّعي حطبٍ على البيت الذي

لم يجمع لولاه شملُ الدين

والداخلينَ على البتولةِ بيتَها

والمسقطينَ لها أعزَّ جنين

والقائدين إمامَهم بِنجاده

والطهرُ تعدو خلفهم برنين

خلوا ابنَ عمي أو لأكشفُ للدعا

رأسي وأشكوْ للإله شجوني

ما كان ناقةُ صالحٍ وفصيلُها

بالفضل عند اللهِ إلا دوني

ورنَتْ إلى القبر الشريفِ بمقلةٍ

عبرى وقلب مكمَدٍ محزون

نادت وأظفارُ المصابِ بقلبها

أبتاه قلَّ على العِداةِ معيني

أيِّ الرزايا اتقي بتجلُّدي

هي في النوائب ما حييتُ قريني

فقدي أبي أم غصبَ بعلي حقَّه

أم كسرَ ضلعي أم سقوطَ جنيني

أم أخذَهم إرثي وفاضلَ نِحلتي

أم جهلَهم حقي وقد عرفوني

قهروا يتيميك الحسينَ وصنوَه

وسألتُهم حقي وقد نهروني(١)

____________________

(١) - ديوان الشيخ صالح الكواز.

٥٩

(أبوذية)

تون والگ لب يابو احسين داوي

او من عدها ضلع مكسور داوي

احرگوا بابك او ظل الباب داوي

او دمعها او طاح ابنها اعله الوطيه

(أبوذية)

لعد دار النبوه الربع ياريت

ع گ ب طه او على ام الحسن يارت

عدل وابعينه ابوها ايشوف يارت

ضلعها او حالها الزهره الزجيه

(أبوذية)

سطرني او دم تسيل العين واجرت

او مثل امصيبتي ما سدت واجرت

ابني والضلع والباب واجرت

او علي گ ادوه وآنه انغشه اعليه

خروجها إلى قبر إبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

كانتعليه‌السلام تخرج بين الحين و الآخر إلى قبر أبيها و معها الحسن و الحسينعليه‌السلام و في بعض الأحيان يكون أمير المؤمنينعليه‌السلام معها، وكان السبب في زيارتها لقبر أبيها، الشكوى لما حل بها من مصائب، واستمرت على ذلك المنوال حتى في الليالي الأخيرة التي كانت فيها وفاتها تخرج مع ما بها من علّة.

قالت لعليعليه‌السلام ذات ليلة: كم مضى من الليل يا ابن العم، قال ثلثه، قالت ائذن لي بالخروج إلى قبر أبي لأودعه قبل الموت فقد حان الفراق لك يا ابن العم، فبكى وقال: إنك وبهذه الحالة لم تستطيعي القيام فقالت: لابد من وداع قبر رسول الله. فقال الأمر إليك، فنهضت وتوجهت نحو القبر المقدس فتارة تمشي و تارة تجلس، حتى وصلت إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و عليعليه‌السلام معها فلما نظرت إلى القبر أنَّت أنة تزلزلت لها الأرضون و قالت: يا أبتاه

٦٠