مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء ١

مؤلف: زهير ابن المرحوم الحاج علي الحكيم
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 150
مؤلف: زهير ابن المرحوم الحاج علي الحكيم
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 150
الأعرابي: كان من حفّاظ الحديث والفقه، ظاهريّ المذهب. مات في ربيع الآخر سنة ٢٨٧ »(١) .
(٤٠)
رواية زكريا بن يحيى السجزي
قال النسائي: « أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبدالله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعداً قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .
ترجمته
١ - الذهبي: « س - زكريا بن يحيى السجزي الحافظ، أبو عبد الرحمن خيّاط السنّة، عن شيبان وقتيبة، وعنه رفيقه س والطبراني، ثقة. ولد ١٩٥، ومات ٢٨٩ »(٣) .
٢ - ابن حجر: « قال النسائي: ثقة. وقال عبد الغني بن سعيد: حافظ ثقة »(٤) .
____________________
(١). طبقات الحفاظ ٢٨٠.
(٢). الخصائص: ٩٥.
(٣). الكاشف ١ / ٣٢٤.
(٤). تهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٤.
(٤١)
رواية عبدالله بن أحمد
قال عبدالله: « حدثنا العباس بن الفضل الأسقاطي، ثنا الحسين بن علي، ثنا عمران بن أبان، حدثني مالك بن الحسين بن مالك بن الحويرث، حدثني أبي عن جدي قال: رقى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم المنبر فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .
وقال المتقي: « عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت عليّاً في الرحبة ينشدالناس: أنشد الله من سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. لمـّا قام. فشهد اثنا عشر بدريّا فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. عم ع وابن جرير خط ص »(٢) .
وقال ابن كثير: « وقال أبو يعلى وعبدالله بن أحمد في مسند أبيه: ثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت »(٣) .
وقال عبدالله بن أحمد في فضائل علي لأبيه: « حدثنا حجاج، قال: حدثنا حمّاد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء - وهو ابن عازب - قال: أقبلنا مع النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع، حتى كنا بغدير خم فنودي
____________________
(١). زوائد مسند أحمد بن حنبل ( هذا الحديث من زوائد عبدالله غير الموجودة في المسند ).
(٢). كنز العمال ١٣ / ١٧١.
(٣). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٧.
فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بين شجرتين، وأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا مولى من أنا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ».
وعنه أيضاً: « حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا ابراهيم بن اسماعيل عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن أبي ليلى الكندي أنه حدّثه قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة، فسأله رجل من القوم فقال: يا أبا عامر أسمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم يقول لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: نعم. قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ قال: نعم قالها أربع مرات ».
و عنه أيضاً: « حدثنا عبدالله بن الصقر سنة تسع وتسعين [ سبعين ] ومائتين قال: حدّثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه وربيعة الجرشي أنه ذكر علياً [ علي ] عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر علياً!! إن له مناقب أربعاً، لئن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم، قوله: لأعطينّ الرّاية. وقوله أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه. ونسي سفيان واحدة»(١) .
ترجمته
١ - عبد الغني المقدسي: « قال أبوبكر الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً وقال أبو الحسين بن المنادي ما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرّجال. وعلل الحديث والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى أنّ بعضهم يسرف في تقريظه إيّاه
____________________
(١). فضائل علي - مخطوط.
بالمعرفة وزيادة السّماع للحديث على أبيه »(١) .
٢ - ابن حجر: « وقال ابن عدي: نبل بأبيه، وله في نفسه محل في العلم، ولم يكتب عن أحد إلّا من أمره أبوه أن يكتب عنه وقال النسائي ثقة. وقال السلمي: سألت الدار قطني عن عبدالله بن أحمد وحنبل بن إسحاق، فقال: ثقتان نبيلان. وقال أبوبكر الخلال: كان عبدالله رجلاً صالحاً صادق اللهجة كثير الحياء »(٢) .
٣ - الذهبي: « وفيها توفي الحافظ: أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد وكان إماماً خبيراً بالحديث وعلله، مقدّماً فيه، وكان من أروى الناس عن أبيه، وقد سمع من صغار شيوخ أبيه، وهو الذي رتّب مسند والده »(٣) .
(٤٢)
رواية علي بن محمد المصيصي
قال النسائي: « أخبرنا علي بن محمد [ بن علي ] قاضي المصيصة، قال:
حدثنا خلف قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: حدثني سعيد بن وهب أنه قام مما يليه ستة. وقال زيد بن يثيع: وقام مما يليني ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٤) .
____________________
(١). الكمال في معرفة الرجال - مخطوط. باختصار.
(٢). تهذيب التهذيب ٥ / ١٤٣.
(٣). العبر في خبر من غبر - حوادث ٢٩٠.
(٤). الخصائص ٩٦. مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. وفيه بدل « اسرائيل » « شعبة ».
ترجمته
قالابن حجر: « س - علي بن محمد بن علي بن أبي المضا المصيصي، قاضيها قال النسائي: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. قلت: ذكره مسلمة ابن قاسم وقال: ثقة، وقال النسائي في مشيخته: نعم الشيخ كان »(١) .
(٤٣)
رواية إبراهيم بن يونس
الملقب بـ « حرمي »
قال النسائي: « أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد الطرسوسي، قال: أخبرنا أبو غسّان قال: أخبرنا عبد السّلام، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال: كنت جالساً فتنقّصوا علي بن أبي طالبرضياللهعنه فقلت: لقد سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: إن له خصالاً ثلاثاً، لئن يكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم، سمعته يقول: إنه منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. وسمعته يقول: لأعطين الرّاية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .
ترجمته
١ - الذهبي: « س - إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب، عن. أبيه وعثمان
____________________
(١). تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٠ ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب ٢ / ٤٤.
(٢). الخصائص ٤٩ - ٥٠ مع اختلاف بسيط.
ابن عمر. وعنه: س وجماعة، ثقة »(١) .
٢ - ابن حجر: « صدوق، من الحادية عشرة »(٢) .
(٤٤)
رواية أبي بكر البزّار
« حدثنا يوسف بن موسى القطّان ومحمد بن عثمان بن كرامة - واللفظ ليوسف - قالا: نا عبيدالله بن موسى قال: نا فطر عن أبي الطفيل قال: سمعت علياً - وهو ينشد الناس في الرحبة -: أنشد لله كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلاّ قام، فقام ناس من الناس، فشهدوا أنا رأينا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد علي وهو يقول: ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
و هذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه. ورواه عن أبي الطفيل عن علي فطر. ورواه معروف بن خرّبوذ » ٢ / ١٣٣.
« حدثنا يوسف بن موسى قال: نا مالك بن إسماعيل قال: حدّثني جعفر الأحمر عن يزيد بن أبي زياد. وعن مسلم بن سالم قالا: نا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياً ينشد الناس يقول: أُنشد امرءاً مسلماً سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم إلّا قام، فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بيد علي ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم
____________________
(١). الكاشف ١ / ٩٧.
(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٧.
وال من والاه وعاد من عاداه » ٢ / ٢٣٥.
« حدثنا يوسف بن موسى قال: نا عبيدالله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر، وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا علياً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم لما قام، فقام إليه ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله » ٣ / ٣٥.
قال المتقي الهندي: « عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالوا: سمعنا عليّاً يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم ما قال لمـّا قام. فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله. البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات. قال الهيثمي: رجال إسناده ثقاة. قال ابن حجر: ولكنّهم شيعة»(١) .
ترجمته
قال السيوطي: « البزار - الحافظ العلامة الشهير: أبوبكر أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق البصري، صاحب المسند الكبير المعلل، رحل في آخر عمره إلى أصفهان والشام ينشر علمه. مات بالرملة سنة ٢٩٢ »(٢) .
____________________
(١). كنز العمال ١٣ / ١٥٨.
(٢). طبقات الحفاظ ٢٨٥، وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٣ والعبر ٢ / ٩٢ وتاريخ بغداد ٤ / ٣٣٤ وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٩ والنجوم الزاهرة ٣ / ١٥٧.
(٤٥)
رواية النسائي
علم روايته من موارد متعددة من الكتاب، حيث رواه بطرق مختلفة.
ورواه عنه جماعة من الحفاظ في كتبهم، كابن كثير في ( تاريخه ) والسيوطي في ( الجامع الصغير) كما تقدم، وفي ( الدر المنثور ) بتفسير قوله تعالى:( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) .
ترجمته
الذهبي: « وفيها توفي الإِمام، أحد الأعلام، صاحب التّصانيف، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وكان رئيساً نبيلاً، حسن البزّة، كبير القدر قال ابن المظفر الحافظ: سمعتهم بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وقال الدار قطني: خرج حاجّاً فامتحن بدمشق وأدرك الشّهادة، فقال: احملوني إلى مكة فحمل، وتوفي بها في شعبان قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث »(١) .
وسيأتي تفصيل ترجمته فيما بعد إن شاء الله.
____________________
(١). العبر - حوادث سنة ٣٠٣.
(٤٦)
رواية أبي العباس حسن بن سفيان
قال الحافظ ابن كثير: « وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان: ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون، عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع، فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم تحت شجرتين، ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال: ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإنّ هذا مولى من أنا مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة »(١) .
ترجمته
١ - السمعاني: « كان محدّث خراسان في عصره، وكان مقدّماً في الفقه والعلم والأدب، وله الرحلة إلى العراق والشام ومصر، تفقّه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وكان يفتي على مذهبه وكان إليه الرحلة بخراسان من أقطار الأرض
ومات في سنة ٣٠٣، وقبره بقرية بالوز مشهور يزار، زرته »(٢) .
٢ - الذهبي: « وفيها الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان
____________________
(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.
(٢). الأنساب - البالوزي. وانظر: النسوي.
وكان ثقة حجة، واسع الرحلة قال الحاكم: كان محدّث خراسان في عصره مقدماً في التثّبت والكثرة والفهم والأدب والفقه، توفي في رمضان »(١) .
٣ - السيوطي: « الحسن بن سفيان بن عامر، الحافظ الإِمام شيخ خراسان »(٢) .
(٤٧)
رواية أبي يعلى الموصلي
علم روايته من عبارة الحافظ ابن كثير السابقة، وهو المراد من « ع » في ( كنز العمال ) في ما تقدم.
وإليك نص روايته في ( المسند ):
« حدثنا القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: شهدت علياً في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله عن سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. لما قام فشهد. قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدرّيا - كأنّي أنظر إلى أحدهم عليه سراويل - فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهّاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ١ / ٤٢٨.
« حدثنا أبوبكر، حدثنا شريك، عن أبي يزيد الأودي، عن أبيه، قال:
____________________
(١). العبر حوادث سنة ٣٠٣.
(٢). طبقات الحفاظ: ٣٠٥.
دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال فقال: أشهد أني سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ١١ / ٣٠٧.
ترجمته
قالالذهبي: « وفيها: أبو يعلى الموصلي، أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الحافظ، صاحب المسند، روى عن علي بن الجعد، وغسّان بن الربيع، والكبار، وصنف التصانيف، وكان ثقة صالحاً متقناً، يحفظ حديثه، توفي وله سبع وتسعون سنة »(١) .
(٤٨)
رواية محمد بن جرير الطبري
علم روايته من عبارة المتقي في ( كنز العمال ) المتقدمة، ومن روايات أخرى مذكورة فيه، وقد عرفت سابقاً من كلمات جماعة من أعلام القوم، كياقوت الحموي، وابن كثير الدمشقي، تصنيفه مجلّداً في طرق حديث الغدير.
ترجمته
وستأتي مصادر ترجمته، وكلمات الثناء عليه فيما بعد، إنْ شاء الله، ونذكر
____________________
(١). العبر - حوادث ٣٠٧ وترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٧ والسيوطي في طبقات الحفاظ: ٣٠٦ ووصفه بالحافظ الثقة محدث الجزيرة.
هنا كلمةاليافعي في حوادث سنة ٣١٠: « فيها - توفي ببغداد: الحبر النحرير الإِمام، أحد العلماء الأعلام، صاحب التفسير الكبير، والتاريخ الشهير، والمصنّفات العديدة، والأوصاف الحميدة، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، كان مجتهداً لا يقلّد أحداً.
قال إمام الأئمّة المعروف بابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد ابن جرير. ولقد ظلمته الحنابلة. وقال الفقيه الإِمام مفتي الأنام أبو حامد الإِسفرايني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصّل تفسير محمد بن جرير لم يكن كبيراً.
قلت: وناهيك بهذا الثناء العظيم، والمدح الكريم، من هذين الإِمامين النبيلين، ومولده بطبرستان سنة ٢٢٤. وكان ذا زهد وقناعة. توفي في أواخر شوال من السنة المذكورة. وكان إماماً في فنون كثيرة وكان ثقة »(١) .
(٤٩)
رواية أبي القاسم البغوي
قال الحافظ محبّ الدين الطبري: « عن رياح بن الحارث قال: جاء رهط الى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال رياح: فلمـّا مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار منهم [ فيهم ] أبو أيوب. خرّجه أحمد.
و عنه قال: بينما علي جالس، إذ جاء رجل فدخل وعليه أثر السّفر، فقال
____________________
(١). مرآة الجنان حوادث سنة ٣١٠.
السّلام عليك يا مولاي قال: من هذا؟ فقال: أبو أيوب الأنصاري. قال علي: أفرجوا له. ففرجوا. فقال أبو أيوب: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. خرّجه البغوي في معجمه »(١) .
ترجمته
قالالذهبي: « وفيها البغوي: أبو القاسم عبدالله بن محمد وكان محدثاً، حافظاً مجدّداً مصنفاً، إنتهى إليه علوّ الإِسناد في الدنيا »(٢) .
(٥٠)
رواية الحكيم الترمذي
قال العلامة ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني: « أخرج الحكيم في نوادر الأصول، والطبراني بسند صحيح في الكبير، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنهما: أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم خطب بغدير خم، تحت شجرة، فقال: يا أيها الناس إني قد نبّأني اللّطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلّا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني قد يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسئول وإنكم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن السّاعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد
____________________
(١). الرياض النضرة ٢ / ٢٢٢ - ٢٢٣.
(٢). العبر حوادث ٣١٧ وتوجد ترجمته في: تاريخ بغداد ١٠ / ١١١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٧ وشذرات الذهب ٢ / ٢٧٥ وطبقات الحفاظ: ٣١٢.
بذلك. قال: أللهم اشهد. ثم قال: يا أيها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، وإنه قد نبّأني اللّطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض »(١) .
ترجمته
المنّاوي: « الحكيم محمد بن علي الترمذي، المؤذّن الصوفي الشّافعي، صاحب التصانيف، سمع الكثير من الحديث بالعراق ونحوه، وحدّث عن قتيبة بن سعيد وغيره، وهو من القرن الثالث من طبقة البخاري، قال السلمي: نفوه من ترمذ وشهدوا عليه بالكفر بسبب تفضيله الولاية على النّبوة، وإنما مراده ولاية النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم .
« وقال ابن عطاء الله: كان العارفان الشاذلي والمرسي يعظّمانه جدّاً جدّاً، ولكلامه عندهما الحظوة التامة، ويقولان: هو أحد الأوتاد الأربعة. وقول ابن أبي جمرة في كتاب المختارة وابن القيم في كتاب اللمحة في الردّ على ابن طلحة: إنه لم يكن من أهل الحديث وروايته كيف وقد قال الحافظ ابن النجار في تاريخه: كان إماماً من أئمة المسلمين، له المصنّفات الكبار في أصول الدين ومعاني الحديث، لقي الأئمة الكبار وأخذ عنهم، وفي شيوخه كثرة. ثم أطال في بيانه.
____________________
(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط وهو في ( نوادر الأصول: ٦٨ - ٦٩ ): « حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا زيد بن الحسن قال: حدثنا معروف بن خرّبوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري
وقال السلمي في الطبقات: له اللّسان العالي والكتب المشهورة، وقال القشيري في الرسالة: هو من كبار الشيوخ، وأطال في الثناء عليه. وقال الحافظ أبو نعيم في الحلية: له التّصانيف الكثيرة في الحديث، وهو مستقيم الطريقة تابع للأثر وقال الكلابادي في التعرّف: هو من أئمّة الصوفية. الى غير ذلك من الكلام في شأن هذا الامام، وإنما أطلت فيه دفعاً لذلك الإِفتراء، فلا تكن من أهل المراء »(١) .
(٥١)
رواية الطحاوي
قال الطّحاوي: « باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، من قوله يوم غدير خم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه.
حدثنا ابراهيم بن مرزوق، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا يزيد بن كثير، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه عن علي: إنّ النّبيصلىاللهعليهوآله حضر الشجرة بخم، فخرج آخذاً بيد علي فقال: يا أيّها الناس ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأنّ الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم لن تضلّوا بعدي، كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي.
حدثنا أبو أمية، ثنا سهيل بن عامر البجلي، ثنا عيسى بن عبد الرحمن، أخبرني أبو إسحاق السبيعي ( بياض في النسخة ): سمعت عليّاً ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم إلّا قام، فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلىاللهعليهوآله يوم غدير خم يقول: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه
____________________
(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ١١٦.
وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وأعن ما أعانه وانصر من نصره، واخذل من خذله.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليّاً ينشد يقول: أشهد الله كل امرئ سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم إلّا قام. فقام اثنا عشر بدريّاً. فقالوا: أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآله بيد علي فرفعها، فقال: يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وذكر الحديث.
قال أبو جعفر: فدفع دافع هذا الحديث، وزعم أنه مستحيل، وذكر أن عليّاً لم يكن مع النبيصلىاللهعليهوآله في خروجه إلى الحج من المدينة، الذي مرّ في طريقه بغدير خم، لأنّ غدير خم إنّما هو بالجحفة، وذكر في ذلك ما قد حدثنا أحمد بإسناده، قال: ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبدالله، فذكر حديثه في حجّة النبيصلىاللهعليهوآله ، فقال: فقدم علي من اليمن ببدن النبيصلىاللهعليهوآله ثم ذكر بقية الحديث.
قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الإِسناد، لا طعن لأحد في رواته، فيه أن ذلك القول كان من رسول اللهصلىاللهعليهوآله لعلي بغدير خم في رجوعه من حجّه إلى المدينة لا في خروجه لحجّه من المدينة »(١) .
ترجمته
١ - اليافعي: « وفيها أبو جعفر أحمد بن محمد الأزدي الطّحاوي، الفقيه الحنفي المصري، برع في الفقه والحديث، وصنّف التصانيف المفيدة، قال الشيخ أبو إسحاق: انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر »(٢) .
٢ - السيوطي: « الطحاوي - الإِمام العلّامة الحافظ، صاحب التصانيف البديعة، أبو جعفر وكان ثقة ثبتاً فقيهاً، لم يخلّف مثله، إنتهت إليه رياسة
____________________
(١). مشكل الآثار ٢ / ٣٠٨ - ٣٠٩.
(٢). مرآة الجنان حوادث ٣٢١.
أصحاب أبي حنيفة. ولد سنة ٢٣٧، وله معاني الآثار »(١) .
(٥٢)
رواية ابن عبد ربّه
قال أبوعمر أحمد بن محمد بن عبد ربه: « أسلم علي وهو ابن عشر سنين، وهو أوّل من شهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله، وقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. وقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي »(٢) .
وروى ابن عبد ربه احتجاج المأمون على الفقهاء، المشتمل على حديث الغدير، ضمن جملةٍ من فضائل عليعليهالسلام ، وهو خبر طويل(٣) .
ترجمته
قالابن خلكان: « أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه كان من العلماء المكثرين من المحفوظات، والاطلاع على اخبار الناس، وصنّف كتابه ( العقد )، وهو من الكتب الممتعة، وتوفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة »(٤) .
____________________
(١). طبقات الحفاظ: ٣٣٧. وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ ٣ / ٧٠٨، وفيات الأعيان ١ / ١٩، تاريخ ابن كثير ١١ / ١٧٤ الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ١٠٢ طبقات المفسرين للداودي ١ / ٧٣.
(٢). العقد الفريد ٤ / ٣١١.
(٣). المصدر نفسه ٥ / ٩٢ - ١٠٢.
(٤). وفيات الأعيان ١ / ٩٢.
(٥٣)
رواية المحاملي
أخرج الحديث في كتاب ( الأمالي ) حيث قال:
« حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال سعيد بن جبير: وأنا سمعت مثل هذا عن ابن عباس » ٨٥.
« ثنا الحسين، حدثنا عبد الأعلى بن واصل قال: ثنا مالك بن إسماعيل عن جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياًعليهالسلام ينشد الناس يقول: أنشد الله أمرأً مسلماً سمع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم ما يقول إلّا خبّر. فقام أثنا عشر بدريّاً فقالوا: أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بيد علي فرفعها وقال: أيّها الناس ألست - وانقطع على القاضي الحديث - وفي آخره قال: وال من والاه وعاد من عاداه » ١٦٢.
قال الحافظ السيوطي: « علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه. المحاملي في أماليه عن ابن عباس »(١) .
وقال المتقي: « علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه، المحاملي في أماليه عن ابن عباس»(٢) .
____________________
(١). الجامع الصغير ٢ / ٦٦.
(٢). كنز العمال ١١ / ٦٠٣.
وقال القاري: « وفي الجامع: رواه أحمد وابن ماجة عن البراء، وأحمد عن بريدة، والترمذي والنسائي والضّياء عن زيد بن أرقم، ففي إسناد المصنّف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى، و في رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ: من كنت ولّيه فعليّ وليّه، و روى المحاملي في أماليه عن ابن عباس، ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه »(١) .
ترجمته
١ - السمعاني: « أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبّي المحاملي، كان فاضلاً صادقاً ديّناً ثقة صدوقاً وكان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف رجل، وكان ولادته في خمس أو ست وثلاثين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ٣٣٠ »(٢) .
٢ - اليافعي: « وفيها: الإِمام الكبير القاضي أبو عبدالله المحاملي الشهير »(٣) .
٣ - السيوطي: « المحاملي القاضي الإِمام العلّامة الحافظ، شيخ بغداد ومحدّثها، أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل صنّف وجمع، روى عنه: دعلج والدارقطني، وكان فاضلاً ديّناً صدوقاً، و ولّي قضاء الكوفة سنتين ثم استعفى، وكان يحضر بمجلسه عشرة آلاف رجل، مات في ربيع الآخر سنة ٣٣٠ »(٤) .
(٥٤)
رواية أبي العباس ابن عقدة
لقد علم سابقاً أن لأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة، كتاباً مفرداً في طرق حديث الغدير، وقد صرّح بذلك كلّ من ابن تيمية، وابن حجر العسقلاني، والشيخاني القادري، ونور الدين السمهودي،
____________________
(١). مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح ٥ / ٥٦٨.
(٢). الأنساب - المحاملي.
(٣). مرآة الجنان حوادث ٣٣٠.
(٤). طبقات الحفاظ: ٣٤٣. وفيه بدل « سنتين »: ستين سنة ».
والمناوي، ومحمد البدخشاني.
ولنذكر أحد ألفاظ روايته:
قال السمهودي: « عن أبي الطفيل: إنّ عليّاًرضياللهعنه قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلّا قام، ولا يقوم رجل يقول إني نبئت أو بلغني، إلّا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلاً منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وابو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قدامة الأنصاري، وأبو ليلى، وابو الهيثم بن التّيهان، ورجال من قريش، فقال عليرضياللهعنه وعنهم: هاتوا ما سمعتم، فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع، حتى إذا كان الظهر خرج رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فأمر بشجرات فشذبن، وألقي عليهنّ ثوب، ثم نادى بالصلاة، فخرجنا فصلّينا، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلّغت قال: أللهم اشهد، ثلاث مرات، قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، ثم قال: ألا إنّ دمائكم وأموالكم حرام، كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا. أوصيكم بالنساء، أوصيكم بالجار، أوصيكم بالمماليك أوصيكم بالعدل والإحسان. ثم قال: أيّها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، نبّأني بذلك العليم الخبير. وذكر الحديث في قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال علي: صدقتم، وأنا علي ذلك من الشاهدين.
أخرجه ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود، كلاهما عن أبي الطفيل »(١) .
ترجمته
تقدمت ترجمته سابقاً فلا حاجة إلى الاعادة.
____________________
(١). جواهر العقدين - مخطوط.
قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين الفاً. قال الحاكم: قد كنت أحسب أن المسمعي ينفرد بهذا الحديث عن أبى نعيم حتى حدثناه أبو محمد السبيعى الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا حميد بن الربيع، ثنا أبو نعيم، فذكر بإسنادٍ نحوه( ).
الخبر الثاني لأبي الضحى عنه
روى الحاكم والخوارزمي والسيوطي واللفظ للأول قال:
( حدثني ) أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، ثنا حجاج بن نصير، ثنا قرة بن خالد، ثنا عامر بن عبد الواحد، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: ما كنَّا نشك وأهل البيت متوافرون: أن الحسين بن علي(عليهالسلام ) يقتل بالطف( ).
خبر ابن عباس رضوان الله عليه بالرايات الثلاث التي ترد على رسول اللهصلىاللهعليهوآله
قال الخوارزمي:
و قال ابن عباس: خرج النبيصلىاللهعليهوآله وسلم قبل موته بأيام يسيرة إلى سفر له، ثم رجع وهو متغير اللون محمر الوجه، فخطب خطبة بليغة موجزة وعيناه تهملان دموعاً قال فيها: أيُّها الناس إني خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ألا وإني انتظرهما.
ألا وإني لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم به المودة في القربى،
فانظروا لا تلقوني على الحوض، وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم ألا وإنه سترد عليَّ في القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: راية سوداء مظلمة فتقف عليَّ فأقول: من أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون: أهل التوحيد من العرب. فأقول: أنا أحمد نبي العرب والعجم. فيقولون: نحن من أمتك يا أحمد.
فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعناه ومزقناه، وأما عترتك فحرصنا على أن ننبذهم عن جديد الأرض( ). فأولي وجهي عنهم فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم.
ثم ترد عليَّ راية أخرى أشد سوادًا من الأولى، فأقول لهم: من أنتم ؟ فيقولون كالقول الأول: بأنهم من أهل التوحيد، فإذا ذكرت لهم اسمي عرفوني وقالوا: نحن أمتك.
فأقول لهم: كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر. فيقولون: أما الأكبر فخالفناه، وأما الأصغر فخذلناه ومزقناهم كلَّ ممزق، فأقول لهم: إليكم عني. فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم.
ثم ترد عليَّ راية أخرى تلمع نوراً، فأقول لهم: من أنتم ؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق الذين حملنا كتاب ربنا، فحللنا حلاله، وحرمنا حرامه، وأحببنا ذرية محمد(صلىاللهعليهوآله )، فنصرناهم بما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم وقتلنا من ناوأهم. فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيُّكم محمد، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم. ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء.
ألا وإن جبرئيل قد أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين(عليهالسلام ) بأرض كرب
وبلاء، ألا فلعنة الله على قاتله وخاذله آخر الدهر.
قال: ثم نزل عن المنبر، ولم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا وتيقن بأن الحسين(عليهالسلام ) مقتول، حتى إذا كان في أيام عمر بن الخطاب، وأسلم كعب الأحبار وقدم المدينة جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم التي تكون في آخر الزمان وكعب يحدثهم بأنواع الملاحم والفتن، فقال كعب لهم( ): وأعظمها ملحمة هي الملحمة التي لا تنسى أبداً، وهو الفساد الذي ذكره الله تعالى في الكتب وقد ذكره في كتابكم في قوله:( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) ( ) وإنما فتح بقتل هابيل ويختم بقتل الحسين بن علي(عليهالسلام )( ).
أخبار بعض الصحابة
الخبر الأول عن أبي عمار شداد عن أم الفضل - صحيح على شرط الشيخين -
روى الحاكم النيسابوري وابن عساكر وابن كثير والمتقي الهندي والصالحي الشامي والخوارزمي وابن حجر الهيتمي والقندوزي وغيرهم واللفظ للأول قال:
( أخبرنا ) أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري - ببغداد - ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، ثنا محمد بن مصعب، ثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت: يا رسول الله! إني رأيت حلماً منكراً الليلة قال: وما هو؟. قالت: إنه شديد قال: وما هو؟. قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال: رسول اللهصلىاللهعليهوآله رأيت خيراً تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً، فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين(عليهالسلام )، فكان في حجري كما قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فدخلت يوماً إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فوضعه في حجره، ثم حانت منِّي التفاتة، فإذا عينا رسول اللهصلىاللهعليهوآله تهريقان من الدموع قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك ؟. قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟. فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء( ).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه( ).
خبر أم الفضل - وفيه بكاء الملائكة على الحسينعليهالسلام
قال الخوارزمي:
وذكر الإمام أحمد بن أعثم الكوفي في تاريخه بأسانيد له كثيرة عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) منها: ما ذكر من حديث ابن عباس ومنها: ما ذكر من حديث أم الفضل بنت الحرث حين أدخلت حسيناً على رسول الله، فأخذه رسول اللهصلىاللهعليهوآله وبكى، وأخبرها بقتله إلى أن قال: ثم هبط جبرائيل في قبيل قد نشروا أجنحتهم ، ويبكون حزناً على الحسين(عليهالسلام ) وجبرائيل(عليهالسلام ) معه قبضة من تربة الحسين(عليهالسلام ) تفوح مسكاً أذفر، فدفعها إلى النبي(صلىاللهعليهوآله ) وقال: يا حبيب الله هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة ستقتله أللعناء بأرض كربلاء.
فقال النبي: حبيبي جبرائيل وهل تفلح أمة تقتل فرخي وفرخ ابنتي ؟
فقال جبرائيل لا، بل يضربهم الله بالاختلاف، فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدهر( ).
الخبر الثاني عن زينب بنت جحش
روى ابن عساكر الصالحي الشامي والمتقي الهندي واللفظ للأول قال:
أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قال: قرئ على أبي القاسم السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الرحمن بن صالح، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن جرير بن الحسن العبسي، عن مولى لزينب أو عن بعض أهله، عن زينب قالت: بينا رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) في بيتي وحسين(عليهالسلام ) عندي حين درج، فغفلت عنه، فدخل على رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم )، فجلس على بطنه قالت، فانطلقت لآخذه، فاستيقظ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم )، فقال دعيه، فتركته حتى فرغ ، ثم دعا بماء، فقال: إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية، فصبوا صبًّا، ثم توضأ ثم قام يصلي، فلمَّا قام احتضنه إليه، فإذا ركع أو جلس وضعه، ثم جلس فبكى ثم مدَّ يده، فقلت حين قضى الصلاة: يا رسول الله! إني رأيت اليوم صنعت شيئاً ما رأيتك تصنعه ؟. قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن هذا تقتله أمتي، فقلت: أرني فأراني تربة حمراء( ).(*).
الخبر الثالث عن أنس بن مالك
روى أبو يعلى وابن حبان وابن عساكر والمزي والذهبي والهيثمي وابن كثير وابن العديم والصالحي الشامي والطبراني وابن حجر الهيتمي والخوارزمي ومحب الدين الطبري والمتقي الهندي وغيرهم واللفظ للأول قال:
حدثنا شيبان، حدثنا عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فأذن له - وكان في يوم أم سلمة - فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي(عليهالسلام )، فاقتحم ففتح الباب فدخل، فجعل النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يلتزمه ويقبله، فقال الملك: أتحبه ؟. قال نعم، قال: إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي تقتله فيه. قال: نعم، قال: فقبض قبضة من المكان الذي قتل به فأراه فجاء سهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: فكنَّا نقول: إنها كربلاء( ).
أقول: ورجاله ثقات ( ).
وما رواه ابن حبان(*) وغيره ممن تقدم واللفظ للأول قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، قال: قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: ثم استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأذن له فكان في يوم أم سلمة، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي(عليهالسلام )، فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل، فجعل يتوثب على ظهر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجعل النبي يتلثمه ويقبله، فقال: له الملك أتحبه ؟. قال: نعم قال: أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك
المكان الذي يقتل فيه؟. قال: نعم، فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنَّا نقول: إنها كربلاء( ).
الخبر الرابع عن أبي أمامة - إسناده حسن
روى ابن عساكر وابن العديم والذهبي واللفظ للأول قال:
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا علي بن سعيد الرازي، نا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي، نا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، نا أبو غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) لنسائه: لا تبكوا هذا الصبي يعني حسيناً قال: فكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل، فدخل رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) الداخل، وقال لأم سلمة: لا تدعي أحداً يدخل عليَّ، فجاء الحسين(عليهالسلام ) فلمَّا نظر إلى النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) في البيت أراد أن يدخل، فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته، فلمَّا اشتد في البكاء خلت عنه، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم )، فقال جبريل(عليهالسلام ) للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم ): إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم ): يقتلونه وهم مؤمنون بي؟. قال: نعم يقتلونه، فتناول جبريل(عليهالسلام ) تربة، فقال: بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) قد أحتضن حسيناً كاسف البال
مهموماً، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله! جعلت لك الفداء إنك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبي، وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك، فجاء فخليت عنه، فلم يرد عليها، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس، فقال: لهم إن أمتي يقتلون هذا، و في القوم أبو بكر وعمر - وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنون قال: نعم، هذه تربته، فأراهم إياها( ).
وذكره الذهبي بإيجاز وقال عنه: وإسناده حسن( ).
ورواه الطبراني بطريق آخر عن أبي أمامة قال:
حدثنا علي بن سعيد الرازي( )، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي،
ثنا علي بن الحسن بن شفيق، ثنا الحسين بن واقد، حدثني أبو غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لنسائه: لا تبكوا هذا الصبي - يعني حسيناً - قال: وكان يوم أم سلمة، فنزل جبريلعليهالسلام ، فدخل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الداخل، وقال لأم سلمة: لا تدعي أحداً يدخل عليَّ، فجاء الحسين، فلمَّا نظر إلى النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في البيت أراد أن يدخل، فأخذته أم سلمة، فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه، فلمَّا اشتد في البكاء خلَّت عنه، فدخل حتى جلس في حجر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال جبريل(عليهالسلام ) للنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقتلونه وهم مؤمنون بي؟. قال: نعم يقتلونه، فتناول جبريل تربة، فقال بمكان كذا وكذا، فخرج رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قد احتضن حسيناً كاسف البال مهموماً، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله جعلت لك الفداء إنك قلت: لنا لا تبكوا هذا الصبي، وأمرتني أن لا أدع يدخل عليك فجاء، فخليت عنه، فلم يرد عليها، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس، فقال: لهم إن أمتي يقتلون هذا وفي القوم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنون؟. قال: نعم، وهذه تربته وأراهم إياها( ).
الخبر الخامس عن يزيد بن الأصم عن الإمام الحسنعليهالسلام رجاله ثقات
روى الطبراني والهيثمي والخوارزمي واللفظ للأول قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد، ثنا أبو أسامة، عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم قال: خرجت مع الحسن وجارية تَحُتُّ شيئاً من الحناء عن أظفاره، فجاءته إضبارة من كتب، فقال: يا جارية هات المخضب، فصب فيه ماء، والقي الكتب في الماء، فلم يفتح منها شيئاً ولم ينظر إليه، فقلت: يا أبا محمد ممن هذه الكتب؟. قال: من أهل العراق من قوم لا يرجعون إلى حق ولا يقصرون عن باطل، أما إني لست أخشاهم على نفسي، ولكن أخشاهم على ذلك وأشار إلى الحسين(عليهالسلام )( ).
وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن الحكم بن أبي زياد وهو ثقة( ).
الخبر السادس عن أسماء بنت عميس
روى الخوارزمي ومحب الدين الطبري واللفظ للأول قال:
قال: أخبرنا الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي، أخبرنا عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد المفسر، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي - بالبصرة - حدثني أبي،
حدثني علي بن موسى، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسينعليهمالسلام ، قال: حدثتني أسماء بنت عميس(*) قالت: قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين، فلمَّا
ولد الحسن جاءني النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها النبي وقال: يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا لي الولد بخرقة صفراء، فلففته في خرقة بيضاء ودفعته إلى النبي، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم قال: لعليٍّ(عليهالسلام ) أيُّ شيء سميت ابني ؟ قال ما كنت
لأسبقك باسمه يا رسول الله! وقد كنت أحب أن أسميه حرباً، فقال النبي عليه وآله السلام: ولا أنا أيضاً أسبق باسمه ربي عزَّ وجلَّ، فهبط جبرئيلعليهالسلام ، فقال: السلام عليك يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام، ويقول: عليٌّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك، سم ابنك هذا باسم ابن هارون، قال: وما اسم ابن هارون ؟. قال: شبر، قال: لساني عربي، قال: سمه الحسن، قالت: أسماء فسماه الحسن، فلمَّا كان يوم سابعة عقَّ عنه النبي بكبشين أملحين، فأعطى القابلة فخذا، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا( )، وطلي رأسه بالخلوق( )، ثم قال: يا أسماء الدم من فعل الجاهلية.
قالت أسماء: فلمَّا كان بعد حول مولد الحسن(عليهالسلام ) ولدت الحسين(عليهالسلام ) فجاءني النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى.
قالت أسماء: فقلت: فداك أبي وأمي مم بكائك ؟. قال: على ابني هذا. قلت: إنه ولد الساعة، قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي، ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا، فإنها قريبة عهد بولادته، ثم قال لعليٍّ (عليهالسلام ): أيُّ شيء سميت ابني؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله!، وقد كنت أحب أن أسميه حرباً، فقال النبيصلىاللهعليهوآله : ولا أنا أسبق باسمه ربي عزَّ وجلَّ، فهبط جبرائيلعليهالسلام ، وقال يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام، ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك، سم ابنك باسم ابن هارون، قال ما اسم ابن هارون ؟. قال: شبير، قال: لساني عربي يا جبرئيل قال: سمه حسيناً.