مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء ٢

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف9%

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 648

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 648 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23523 / تحميل: 5715
الحجم الحجم الحجم
مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

خطبتا العقيلة زينب (عليها‌السلام )، والإمام زين العابدين (عليه‌السلام ) برواية الإسفرايني

روى الإسفرايني قال : (قال الراوي) : فصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين في المحافل الخبز، فصاحت اُمّ كلثوم : يا أهل الكوفة , حَجر في رأس مَن تصدّق علينا. ثمّ أخذت ما أعطوه للأطفال ورمته عليهم، فعند ذلك ضجَّت الناس بالبكاء والنحيب، وهُم ينظرون إليهم، فنظرتْ إليهم اُمّ كلثوم وقالت : غضّوا أبصاركم عنَّا.

فلمـّا سمعنَها النساء في الربوع بَكينَ عليهنَّ، فقالت : ويحكنَّ ! تقتُلنا رجالُكم وتبكي علينا عيونُكم ! الله يحكم بيننا وبينكم. فوالله ما حُبِسَتْ عنَّا نصرة الله في الدنيا إلّا لاكتساب نعيم الآخرة ؛ لارتفاع مقامنا في الآخرة، وأنتم سوف تَرِدون إلى جهنم. يا ويلكم ! أتدرون أيّ دمٍ سفكتم، وأيّ لحمٍ قطعتم ؟!

قال بشير الأسدي : نظرتُ إلى زينب بنت علي (عليها‌السلام ) فكأنّها هو، ورأيتها قد أومأت للناس أن اسكتوا، فهدأت الأنفاس، وسكتت الأصوات، ثمّ قالت : الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

أيُّها الناس، اعلموا أنّ مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دَخَلاً بينكم، ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أنْ سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون.

قتلتم سبط خاتم النبوّة سيّد شباب أهل الجنّة، وملاذ خِيرَتكم , ومنار حجّتكم، ويا ويلكم ! أتدرون أيّ كريمةٍ له سبيتم ؟! وأيّ دمٍ له سفكتم ؟! ثم بَكَت.

فتقدّمت اُمّ كلثوم وقالت : ويلكم ! قتلتم حسيناً، وخذلتموه ونهبتم أمواله وورثتموها(١) ، وسبيتم نساءه وهتكتموهنَّ ! أيُّ داهيةٍ دهتكم ؟! وأيُّ مصيبةٍ أصابتكم ؟!

____________________

(١) وفي ط : (وورثتموه) بدل (وورثتموها).

٢١

وجعلت تقول :

قتلتم أخي ظلماً فويلَكُمُ غداً

ستُصلون ناراً حرُّها يتوقَّدُ

سفكتم دِمَا آلِ النبيِّ وسفكُها

مُحَرِّمه ربُّ العباد وأحمدُ

ألا أبشروا بالنارِ يا أهلَ كوفةٍ

جَهَنَّمُ فيها جَمْعُكُم يتخلَّدُ

وإني لأبكي في حياتي على أخي

على خيرِهِ مِنْ بَعْدِه ليس يوجدُ

(قال الراوي) : فضجَّت الناس بالبكاء، فتقدّم زين العابدين (عليه‌السلام ) وأومأ للناس أن اسكتوا , فقال : ((الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله، إنَّه(١) أيُّها الناس , مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني أنا أُعرّفه بنفسي ؛ أنا علي بن الحسين بن علي، أنا ابن المذبوح بشط الفرات، أنا ابن مَن تهتّكت حريمُه، وانتُهب مالُه، وسُلب مُلكُه(٢) ، فأيُّ عينٍ تنظرون بها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا قال لكم : قتلتم عترتي، وهتكتم حرمتي، فلستم من أمتي ؟! )).

فعند ذلك ارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب، وقال بعضهم لبعض : هلكتم.

ثمّ بكى علي زين العابدين (عليه‌السلام ) وجعل يقول :

قتلتم عليّاً قبل ذلكُمُ الرضا

لقد كان خيراً من حسينٍ وأكرما

فلا تفرحوا يا أهلَ كوفةِ بالذي

أصاب حُسيناً كان ذلك أعظما(٣)

____________________

(١) وفي ط : بدون ( إنه ).

(٢) وفي ط : بدل ( ملكه ) ( نعيمه ).

(٣) نور العين في مشهد الحسين لأبي إسحاق الإسفرايني / ٥٦ - ٥٧، وفي ط / ٤٨ - ٤٩.

٢٢

ابن سعد يرسل مَن يبشّر أهله بنصره، وما فعله ابن زياد برأس الإمام الحسين (عليه‌السلام ) , وما جرى بين ابن زياد وزيد بن أرقم

روى الطبري، والبلاذري، والدينوري، والطبراني، وابن عساكر، والمتقي الهندي , وغيرهم - واللفظ للأوّل - قال : قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال : دعاني عمر بن سعد فسرّحني إلى أهله لأبشّرهم بفتح الله عليه وبعافيته، فأقبلتُ حتّى أتيتُ أهله فأعلمتهم ذلك.

ثمّ أقبلتُ حتّى أدخل , فأجد ابن زياد قد جلس للناس، وأجِد الوفد قد قَدِموا عليه، فأدخلهم وأذِنَ للناس، فدخلتُ فيمَن دخل، فإذا رأس الحسين (عليه‌السلام ) موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعة، فلمـّا رآه زيد بن أرقم لا ينجم عن نكته بالقضيب، قال له : اعلُ بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالذي لا إله غيره لقد رأيتُ شَفَتي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على هاتين الشفتين يُقبّلهما، ثمّ انفضخ الشيخ يبكي.

فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك، فوالله لولا أنّك شيخٌ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك.

قال : فنهض فخرج، فلمـّا خرج سمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد بن أرقم قولاً لو سمعه ابن زياد لقتله.

قال : فقلت : ما قال ؟ قالوا : مرَّ بنا وهو يقول :

مَلَكَ عبدٌ عبيدا

فاتخذهم تليدا

أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة ؛ فهو يقتل خياركم، ويستعبد شراركم , فرضيتم بالذلّ، فبُعداً لمـّن رضي بالذل(١) !

____________________

(١) تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٦، أنساب الأشراف - البلاذري ٣ / ٤١٢، الأخبار الطوال / ٢٦٠، المعجم الكبير للطبراني ٥ / ٢٠٦، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ذكرها في موضعين ١٤ / ٢٣٦ بإيجاز، وفي ٤١ / ٣٦٦ بتفصيل، بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦٣١، سير أعلام النبلاء - الذهبي ٣ / ٢٨١، كنز العمال - المتقي الهندي ١٣ / ٣٧٣.

٢٣

وروى ابن كثير قال : وقال أبو مخنف : عن سليمان بن راشد، عن حميد بن مسلم، قال : دعاني عمر بن سعد فسرّحني إلى أهله لأبشّرهم بما فتح الله عليه وبعافيته، فأجد ابن زياد قد جلس للناس، وقد دخل عليه الوفد الذين قَدِموا عليه، فدخلتُ فيمَن دخل، فإذا رأس الحسين (عليه‌السلام ) موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت فيه بقضيب بين ثناياه ساعة، فقال له زيد بن أرقم : ارفع هذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالله الذي لا إله إلّا هو لقد رأيتُ شفتي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على هاتين الثنيتين يُقبّلهما، ثمّ انفضخ الشيخ يبكي.

فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك، فوالله لولا أنّك شيخٌ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك.

قال : فنهض فخرج، فلمـّا خرج قال الناس : والله , لقد قال زيد بن أرقم كلاماً لو سمعه ابن زياد لقتله.

قال : فقلت : ما قال ؟ قالوا : مرَّ بنا، وهو يقول :

مَلَكَ عبدٌ عبيدا

فاتخذهم تليدا

أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم , قتلتم ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة ؛ فهو يقتل خياركم , ويستعبد شراركم، فبُعداً لمـّن رضي بالذل !

وقد روى من طريق أبي داود بإسناده عن زيد بن أرقم بنحوه(١) .

وروى هذه الحادثة مع أنس بن مالك كلٌّ من ابن كثير، والذهبي، وصاحب الآحاد والمثاني، وابن العديم، وصاحب كتاب أخبار قزوين، وصاحب كتاب النجوم الزاهرة، وصاحب تاريخ واسط، والطبري في ذخائر العقبى، والبخاري، والترمذي

____________________

(١) البداية والنهاية - ابن كثير ٨ / ١٩١.

٢٤

وابن حبان، وغيرهم - واللفظ للأوّل - قال : قال الإمام أحمد(١) : حدّثنا حسين، ثنا جرير، عن محمّد، عن أنس قال : أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين (عليه‌السلام )، فجعل في طست ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس : إنّه كان أشبههم برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وكان مخضوباً بالوشمة.

ورواه البخاري في المناقب عن محمّد بن الحسن بن إبراهيم هو ابن إشكاب، عن حسين بن محمّد، عن جرير بن حازم، عن محمّد بن سيرين، عن أنس، فذكره.

وقد رواه الترمذي من حديث حفصة بنت سيرين، عن أنس، قال : حسن صحيح، وفيه : فجعل ينكت بقضيب في أنفه ويقول : ما رأيتُ مثل هذا حسناً(٢) !

____________________

(١) فضائل الصحابة ٢ / ٧٨٤ رواه بطُرق مختلفة ؛ فمرّة في حديث رقم ١٣٩٤ بإسناده إلى حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك، واُخرى في حديث رقم ١٣٩٥ بإسناده إلى محمّد، عن أنس بن مالك، ومرّة اُخرى في حديث رقم ١٣٩٧ بإسناده إلى علي بن زيد، عن أنس بن مالك.

بغية الطلب في تاريخ حلب ٦/ ٢٥٧٧، فأيضاً ذكره عن جرير، عن محمّد، عن أنس في / ٢٥٧٧ وعن هاشم، عن محمّد، عن أنس/ ٢٦٣٢، وعن حفصة بنت سيرين / ٢٦٣٢، وأيضاً رواه عن سعيد بن عبيده / ٢٦٣٨.

(٢) البداية والنهاية ٨ / ١٩١، الآحاد والمثاني١ / ٣٠٧، التدوين في أخبار قزوين ٢/ ٤٧٨، النجوم الزاهرة ١/ ١٥٥، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨١ ذكر بإسناده إلى جرير بن حازم، عن محمّد، عن أنس بن مالك ٣/ ٢٨١ وأخرى بإسناده إلى حفصة بنت سيرين ٣ / ٢٨١ وتارة اُخرى بإسناده عن هشام، عن محمّد، عن أنس بن مالك ٣ / ٢٨٠ - ٢٨١.

تاريخ واسط ١ / ٢٢٠، مسند أحمد ٣ / ٢٦١ عن ابن سيرين، عن أنس، صحيح البخاري ٤ / ٢١٦ عن ابن سيرين، عن أنس، سنن الترمذي ٥ / ٣٢٥ عن حفصة بنت سيرين، عن أنس، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٩٥ عن أنس، موارد الضمآن / ٥٥٤ عن حفصة بنت سيرين عن أنس.

تحفة الأحوذي ١٠ / ٣٠٧ عن البخاري، عن ابن سيرين، الآحاد والمثاني ١/ ٣٠٦ عن ابن سيرين، عن أنس، وأيضاً عن علي بن زيد، عن أنس / ٣٠٧، مسند أبي يعلى ٥/ ٢٢٨ عن ابن سيرين، صحيح ابن حبان ١٥ / ٤٢٩ عن بنت سيرين.

المعجم الكبير للطبراني ٣ / ١٢٥ رواه عن أنس، علي بن زيد وبنت سيرين، كنز العمال للمتقي الهندي ١٣ / ٦٥٤ عن ابن سيرين باختصار، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ١٤ / ١٢٦ رواه عن أنس تارة هاشم عن ابن سيرين، وأخرى جرير عن ابن سيرين , ورواه عن أنس بنت سيرين / ١٢٧ وعلي بن زيد / ٢٣٥ , ورواه عن قرّة بن خالد عن الحسن.

أسد الغابة ٢ / ٢٠ رواه عن ابن سيرين عن أنس، تهذيب الكمال ٦ / ٤٠٠ عن بنت سيرين عن أنس، ينابيع المودة ٣ /١٠، ذخائر العقبى / ١٢٨ ابن جرير الطبري.

أقول : ويأتي تفصيل هذه الروايات في الفصل المتعلّق برأس الإمام الحسين (عليه‌السلام ).

٢٥

إدخال حرم الإمام الحسين (عليه‌السلام ) على ابن زياد (لعنه الله) , وموقف عقيلة الطالبيِّين (عليها‌السلام )

روى الطبري قال : فلمـّا دخل برأس حسين (عليه‌السلام ) وصبيانه , وأخواته ونسائه على عبيد الله بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة (عليها‌السلام ) أرذل ثيابها وتنكّرت , وحفَّ بها إماؤها، فلمـّا دخلت جلست، فقال عبيد الله بن زياد : مَن هذه الجالسة ؟ فَلَم تكلّمه، فقال ذلك ثلاثاً، كلُّ ذلك لا تكلّمه، فقال بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة (عليها‌السلام ).

قال : فقال لها عبيد الله : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.

فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وطهّرنا تطهيراً، لا كما تقول أنت، إنّما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر.

قال : فكيف رأيتِ صُنع الله بأهل بيتكِ ؟

قالت : كُتب عليهم القَتلُ فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاجّون إليه وتخاصمون عنده.

قال : فغضب ابن زياد واستشاط، قال : فقال له عمرو بن حريث : أصلح الله الأمير , إنّما

٢٦

هي امرأة، وهل تؤاخَذ المرأة بشيء من منطقها ؟ إنّها لا تؤاخَذ بقولٍ، ولا تُلام على خطل.

فقال لها ابن زياد : قد أشفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتكِ.

قال : فبَكَت ثمّ قالت : لَعمري , لقد قتلت كهلي، وأبرت أهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت(١) أصلي، فإنْ يَشْفِكَ هذا فقد اشتفيت.

فقال لها عبيد الله : هذه شجاعة(٢) ، لقد - لعمري - كان أبوكِ شاعراً شجاعاً.

قالت : ما للمرأة والشجاعة ! إنّ لي عن الشجاعة لشغلاً، ولكن(٣) نفثي ما أقول(٤) .

وفي مقتل الخوارزمي قال :

قال : ثمّ جاؤوا بهم حتّى دخلوا على عبيد الله بن زياد، فنظرتْ إليه زينب بنت علي (عليه‌السلام ) وجلست ناحية، فقال ابن زياد : مَن الجالسة ؟ فَلَم تكلّمه، فقال ثانياً، فَلَم تكلّمه، فقال رجلٌ من أصحابه : هذه زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم‌السلام ).

فقال ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم، وكذَّبَ اُحدوثتكم.

فقالت زينب (عليها‌السلام ) : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وطهّرنا بكتابه تطهيراً، وإنّما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر.

قال ابن زياد : كيف رأيتِ صُنع الله بأخيكِ وأهل بيته ؟

فقالت زينب (عليها‌السلام ) : ما رأيتُ إلّا جميلاً، هؤلاء قومٌ كَتَب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم يابن زياد، فتحاجّون وتختصمون، فانظر لمـِن الفلج يومئذ، هبلتكَ أُمّك يابن مرجانة!

فغضب ابن زياد، وكأنّه همَّ بها، فقال له عمرو بن حريث المخزومي : إنّها

____________________

(١) وفي المطبوع : (واجثثت) , والظاهر ما أثبتناه.

(٢) والظاهر بالسين كما في أكثر المصادر.

(٣) وفي ط : "ولكنّي".

(٤) تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٦.

٢٧

امرأة، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.

فقال ابن زياد : يا زينب، لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتكِ.

فقالت زينب (عليها‌السلام ) : لعمري , لقد قتلت كهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن كان هذا شفاءك فقد اشتفيت.

فقال ابن زياد : هذه سجَّاعة، لا جرم، لعمري لقد كان أبوك شاعراً سجَّاعاً.

فقالت زينب : يابن زياد , وما للمرأة والسجَاعة ؟! وإنّ لي عن السجَاعة لشغلاً(١) .

المصائب التي جرت في مجلس الملعون ابن زياد، وما قاله الإمام زين العابدين (عليه‌السلام ) للملعون : إلى كم... عمّتي... وما جاء من المصائب...

قال البلاذري : وحدّثني بعض الطالبيِّين أنّ ابن زياد جعل في علي بن الحسين (عليه‌السلام ) جُعْلاً، فأُتي به مربوطاً، فقال له : ألَمْ يقتل الله علي بن الحسين ؟!

فقال : (( كان أخي يقال له : علي بن الحسين , إنّما قتله الناس )).

قال : بل قتله الله.

فصاحت زينب بنت علي (عليها‌السلام ) : يا بن زياد , حسبك من دمائنا، فإن قتلته فاقتلني معه. فتركه(٢) .

وقال النوبري : ونظر عبيد الله إلى علي بن الحسين (عليه‌السلام ) فقال له : ما اسمك ؟

قال : (( أنا علي بن الحسين )).

قال : أوَ لَمْ يقتل الله علي بن الحسين ؟!

فسكت، فقال له ابن زياد : ما لَكَ لا تتكلم ؟

قال : (( قد كان لي أخ يقال له : علي , فقتله الناس )).

قال : إنّ الله قتله.

____________________

(١) مقتل الحسين (عليه‌السلام ) للخوارزمي ٢/ ٤٧ - ٤٨.

(٢) أنساب الأشراف - البلاذري ٣ / ٤١٢.

٢٨

فسكت علي (عليه‌السلام )، فقال : ما لَكَ لا تتكلم ؟ قال :( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إلّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) .

قال : أنت والله منهم...(١) .

وفي ينابيع المودة قال : ثمّ إنّ ابن زياد جلس بقصر الإمارة، وأحضر الرأس الشريف بين يديه، وجعل ينظر إليه ويتبسّم، وكان بيده قضيب، فجعل يضرب به ثناياه، فقال له زيد بن أرقم : ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، فوالله الذي لا إله إلّا هو لقد رأيت ثنايا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ترشف ثناياه. ثمّ بكى زيد.

فقال له ابن زياد : أتبكي ؟! أبكى الله عينيك. والله لولا أنّك شيخٌ كبير قد ذهب عقلك لأضربَنَّ عنقك. فقام زيد وانصرف.

ثم أُدخِلتْ عليه زينب بنت علي(عليها‌السلام ) وعليها أرذل ثيابها، فجلست ناحية، وقد حفَّ بها إماؤها، فقال ابن زياد لها : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم.

فقالت زينب (عليها‌السلام ) : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وطهّرنا من الرجس تطهيراً، إنّما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر، وهو أنت يا عدو الله وعدو رسوله.

فقال لها : كيف رأيتِ صُنع الله بأخيكِ الحسين وأهل بيته ؟

فقالت : إنّ الله كتب عليهم القتال فتبادروا أمر ربّهم، وبرزوا إلى مضاجعهم، فقاتلوا ثمّ قُتلوا في الله , وفي سبيل الله، وسيجمع الله بينك وبينهم، وتتحاجّون وتتخاصمون عند الله، وإنّ لكَ موقفاً فاستعد للمسألة جواباً إذا كان القاضي الله، والخصم جدِّي رسول

____________________

(١) نهاية الأرب في فنون الأدب / ١٢٥٨٠ للنويري، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية. وذكر ما جرى مع السيدة الطاهرة زينب (عليها‌السلام ). واكتفيت بهذا المقدار لذكره ما لا يليق فعله مع الإمام السجاد (عليه‌السلام ) , كما ذكره غيره أيضاً.

٢٩

الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والسجن جهنم.

فقال علي بن الحسين (عليه‌السلام ) لابن زياد : (( قطع الله يديك وأيبسَ رجليك يابن زياد، إلى كَمْ تكلِّم عمّتي، تتعرضها بين مَن يعرفها ومَن لا يعرفها )).

فغضب ابن زياد، وأمر بضرب عنقه، فمنعه القوم(١) .

وفي نور العين للإسفرايني قال : (قال الراوي) : ثمّ إنّهم دخلوا بالرؤوس على عبيد الله بن زياد، وأنزلوا رأس الحسين (عليه‌السلام ) من فوق الرمح ووضعوها بين يديه، فجعل ينكت ثناياه ويتكلّم بكلام يُغضب الله، ثمّ أُدخلوا السبايا عليه وأوقفوهم بين يديه، فقال علي (عليه‌السلام ) : (( سوف نقف وتقفون، ونُسأل وتُسألون، فأيُّ جوابٍ تردّون ؟ وبخصام جدِّنا لكم إلى النار تُقادون )). فسكت ابن زياد ولم يَرد له جواباً.

ثمّ قال : أيُّكم اُمّ كلثوم ؟

فقالت : ما تريد منِّي يا عدوَّ الله ؟

فقال : قبّحكم الله !

فقالت : يابن زياد , وإنّما يقبح الفاسق والكاذب، وأنت الكاذب والفاسق، فابشر بالنار.

فضحك من قولها وقال : إنْ صرتُ إلى النار في الآخرة، فقد بلغت مرادي وما اُؤمله.

فقالت : يا ويلك ! قد أرويت الأرض من دم أهل البيت (عليهم‌السلام ).

فقال لها : أنتِ شجاعة مثل أبيك، ولولا أنّك امرأة لضربت عنقك.

فقالت : لولا أنّي شجاعة ما وقفت بين يديك ؛ ينظر إليَّ البرُّ والفاجرُ، وأنا مهتوكة الخباء، وأخواتي بين يديك من غير غطاء.

قال : وكانت زينب (عليها‌السلام ) حاسرة الوجه، تختبئ لئلّا يراها أحد، فنظرها ابن زياد، فسأل حاجبه عنها , فقال : هذه زينب أخت الخارجي.

فصاح بها : يا زينب ،

____________________

(١) ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي ٣ / ٨٧ - ٨٨.

٣٠

أرأيتِ صُنع الله في أخيكِ , وكيف قطع دابركم ؛ لأنّه كان يريد الخلافة ليُتمَّ بها آماله، فخيَّب الله منها رجاءه وآماله ؟

فقالت (عليها‌السلام ) : يا بن زياد، إذا كان أخي طلب الخلافة فهي ميراث أبيه وجدّه، وأمّا أنت يا بن زياد، فَرِد جواباً إذا كان القاضي الله، والحَكم جدّي، والشهود الملائكة، والسجن جهنم، وإنّما هؤلاء القوم كَتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وغداً يجمع الله بينك وبينهم فتحاجج وتخاصم.

فقال : قد شفى قلبي من الحسين وأهل بيته.

فقالت (عليها‌السلام ) : إذا كانت قرّة عينكَ بقتل الحسين (عليه‌السلام ) فسوف نرى ممّن قرَّت عينه به قبلُ، وكان يقبّله ويضعه على عاتقه. ثمّ بكت.

فقال زين العابدين (عليه‌السلام ) , وقد نظر إلى ابن زياد وقال له : (( إلى كَمْ تهتك عمّتي بين العرب ؟! )).

فقال : مَن هذا الغلام ؟

فقالوا : هذا علي بن الحسين.

فقال : أليس قد قتل الله علي بن الحسين ؟!

فقال (عليه‌السلام ) له : (( كان لي أخ يسمّى علي بن الحسين قد قتله الناس )).

فقال : بل قتله الله.

فقال : (( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) ).

فقال لحاجبه : خذ هذا الغلام اضرب عنقه.

فقام الحاجب ومسكه وجذبه إليه، فمسكته زينب (عليها‌السلام )، وقالت : يا بن زياد , نذرتَ على نفسك أنّك لا تبقي من نسلِ محمّد صغيراً ولا كبيراً، فسألتك بالله لا تقتله حتّى تقتلني.

ثمّ جذبته إليها وصرخت , فنظر إليها ابن زياد وقال : اتركوه لها.

فقال (عليه‌السلام ) له : (( أنت بالقتل تهدّدني ؟! أما علمتَ أنّ القتل لنا عادة، وكرامة للشهادة ؟! ))(١) .

____________________

(١) نور العين في مشهد الحسين (عليه‌السلام )- أبو إسحاق الإسفرايني / ٥٧ - ٥٨، وفي ط / ٤٩ -٥٠.

٣١

٣٢

ما فعله اللعين ابن زياد برأس الإمام الحسين (صلوات الله عليه)

نكثه اللعين برأس الإمام الحسين (عليه‌السلام ) , بأكثر من رواية

رواية أنس بن مالك

روى ابن كثير، والذهبي، وصاحب الآحاد والمثاني، وصاحب كتاب فضائل الصحابة، وابن العديم، وصاحب كتاب أخبار قزوين، وصاحب كتاب النجوم الزاهرة، وصاحب تاريخ واسط، والطبري في ذخائر العقبى، والبخاري، والترمذي، وابن حبان، وغيرهم - واللفظ للأوّل - قال:

قال الإمام أحمد : حدثنا حسين، ثنا جرير، عن محمّد، عن أنس، قال : أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين(عليه‌السلام ) فجُعل في طست ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس : إنّه كان أشبههم برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , وكان مخضوباً بالوشمة.

ورواه البخاري في المناقب، عن محمّد بن الحسن بن إبراهيم هو ابن إشكاب، عن حسين بن محمّد، عن جرير بن حازم، عن محمّد بن سيرين، عن أنس، فذكره.

وقد رواه الترمذي من حديث حفصة بنت سيرين، عن أنس، قال : حسن صحيح. وفيه : فجعل ينكت بقضيب في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسناً(١) !

____________________

(١) البداية والنهاية ٨ /١٩١، الآحاد والمثاني ١ / ٣٠٧، فضائل الصحابة ٢ / ٧٨٤، ورواه بطرق مختلفة ؛ فمرّة في حديث رقم ١٣٩٤ بإسناده إلى حفصة بنت سيرين، عن أنس بن مالك، وأخرى في حديث رقم ١٣٩٥ بإسناده إلى محمّد، عن أنس بن مالك، ومرة اُخرى في حديث رقم ١٣٩٧ بإسناده إلى علي بن زيد، عن أنس بن مالك. بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٥٧٧ , ذكره أيضاً عن جرير، عن محمّد، عن أنس في / ٢٥٧٧، وعن هاشم، عن محمّد، عن أنس / ٢٦٣٢، وعن حفصة بنت سيرين / ٢٦٣٢، وأيضاً رواه عن سعيد بن عبيده / ٢٦٣٨، التدوين في أخبار قزوين ٢ / ٤٧٨، النجوم الزاهرة ١ / ١٥٥، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨١ ذكر بإسناده إلى جرير بن حازم، عن محمّد، عن أنس بن مالك ٣/ ٢٨١ , وأخرى بإسناده إلى حفصة بنت سيرين ٣ / ٢٨١ وتارة اُخرى بإسناده عن هشام، عن محمّد، عن أنس بن مالك ٣ / ٢٨٠ - ٢٨١، تاريخ واسط ١ / ٢٢٠، مسند أحمد ٣ / ٢٦١ عن ابن سيرين، عن أنس، صحيح البخاري ٤ / ٢١٦ عن ابن سيرين، عن أنس. سنن الترمذي ٥/ ٣٢٥ عن حفصة بنت سيرين، عن أنس، مجمع الزوائد للهيثمي٩ / ١٩٥ عن أنس، موارد الضمآن / ٥٥٤ عن حفصة بنت سيرين، عن أنس، تحفة الأحوذي ١٠/ ٣٠٧ عن البخاري، عن ابن سيرين، الآحاد والمثاني ١ / ٣٠٦ عن ابن سيرين، عن أنس , وأيضاً عن علي بن زيد، عن أنس / ٣٠٧، مسند أبي يعلى ٥ / ٢٢٨ عن ابن سيرين، صحيح ابن حبان ١٥ / ٤٢٩ عن بنت سيرين. المعجم الكبير للطبراني ٣ / ١٢٥ رواه عن أنس، عن علي بن زيد وبنت سيرين، كنز العمال للمتقي الهندي ١٣ / ٦٥٤ عن ابن سيرين باختصار، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ١٤ / ١٢٦ رواه عن أنس تارة هاشم عن ابن سيرين، وأخرى جرير عن ابن سيرين، ورواه عن أنس بنت سيرين / ١٢٧ وعلي بن زيد / ٢٣٥، ورواه عن قرّة بن خالد عن الحسن، أسد الغابة ٢ / ٢٠ رواه عن ابن سيرين عن أنس، تهذيب الكمال٦ / ٤٠٠ عن بنت سيرين عن أنس، ينابيع المودة ٣ / ١٠، ذخائر العقبى / ١٢٨ للطبري.

٣٣

رواية ابن أرقم

روى ابن كثير، وابن العديم، والذهبي، وابن عساكر، والدينوري، والمتقي الهندي، والطبراني - واللفظ للأوّل - قال : وقال أبو مخنف : عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال : دعاني عمر بن سعد فسرّحني إلى أهله لأبشّرهم بما فتح الله عليه وبعافيته، فأجد ابن زياد قد جلس للناس، وقد دخل عليه الوفد الذين قَدِموا عليه، فدخلت فيمَن دخل، فإذا رأس الحسين (عليه‌السلام ) موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت فيه بقضيب

٣٤

بين ثناياه ساعة، فقال له زيد بن أرقم : ارفع هذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالله الذي لا إله إلّا هو لقد رأيتُ شفتي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على هاتين الثنيتين يقبّلهما، ثمّ انفضخ الشيخ يبكي، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك، فوالله لولا أنّك شيخٌ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك.

قال : فنهض فخرج، فلمـّا خرج قال الناس : والله لقد قال زيد بن أرقم كلاماً لو سمعه ابن زياد لقتله.

قال : فقلت : ما قال ؟

قالوا : مرَّ بنا وهو يقول :

مَلَكَ عبدٌ عبيدا

فاتخذهم تليدا

أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم , ويستعبد شراركم، فبُعداً لمـّن رضي بالذل !

وقد روى من طريق أبي داود بإسناده عن زيد بن أرقم بنحوه(١) .

أقول : ويأتي تفصيل هذه الروايات في الفصل المتعلّق برأس الحسين (عليه‌السلام ).

إلقاء رأس الإمام الحسين (عليه‌السلام ) بين يدي ابن زياد

قال ابن عساكر : قال القاسم بن محمّد : وما رأيت منظراً قط أفظع من إلقاء رأس الحسين (عليه‌السلام ) بين يديه وهو ينكته(٢) .

____________________

(١) البداية والنهاية ٨ / ١٩١، الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٣١، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨١، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ذكرها في موضعين ١٤ / ٢٣٦ بإيجاز، وفي ١٤ / ٣٦٦ بتفصيل , كنز العمال ١٣ / ٣٧٣، الأخبار الطوال / ٢٦٠، المعجم الكبير للطبراني ٥ / ٢٠٦، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - ابن الجوزي ٥ / ٣٤١ بإيجاز.

(٢) تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٣٦٦.

٣٥

ابن زياد (لعنه الله) يضع رجله على فَم الإمام الحسين (عليه‌السلام )

قال سبط ابن الجوزي : وقال هشام بن محمّد : لمـّا وضع الرأس بين يدي ابن زياد قال له كاهنه : قُم فضع قَدَمَك على فَم عدوِّك.

فقام فوضع قَدَمه على فِيه، ثمّ قال لزيد بن أرقم : كيف ترى ؟

فقال : والله، لقد رأيتُ رسول الله (عليه‌السلام ) واضعاً فاه حيث وضعتَ قدمك(١) .

تقوير ابن زياد (اللعين) لرأس الإمام الحسين (عليه‌السلام )

قال سبط ابن الجوزي : وذَكر عبد الله بن عمرو الورّاق في كتاب المقتل : أنّه لمـّا حضر الرأس بين يدي ابن زياد أمَر حجّاماً فقال : قَوّره. فَقَوّره(٢) وأخرج لغاديده ونخاعه، وما حوله من اللحم ؛ واللغاديد ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم(٣) .

قال اليافعي : وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور ؛ وهو أنّ عبيد الله بن زياد (لعنه الله) أمر أن يُقوّر الرأس المشرّف المكرّم حتّى يُنصب في الرمح، فتحامى الناس عن ذلك، فقام من بين الناس رجلٌ يقالُ له : طارق بن المبارك، بل هو ابن المشؤم المذموم، فقوّره ونَصَبه بباب المسجد الجامع، وخطب خطبةً لا يحلُّ ذكرها(٤) .

حيطان الإمارة تسيل دماً حين اُدخل رأس الإمام الحسين (عليه‌السلام )

روى ابن عساكر، والمزّي، وابن العديم، ومحب الدين الطبري - واللفظ للأوّل - قال :

____________________

(١) تذكرة الخواص - سبط ابن الجوزي/ ٢٣١ منشورات الشريف الرضي.

(٢) وفي الصحاح - الجوهري ٢ / ٧٩٩ : قوّره واقتوره واقتاره، كلّه بمعنى قطّعه مُدوّراً.

(٣) تذكرة الخواص - سبط ابن الجوزي / ٢٣٣ منشورات الشريف الرضي.

(٤) مرآة الزمان وعبرة اليقظان / ٢٧٣ لليافعي، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية.

٣٦

قال : وأنا البغوي , حدّثني أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد، نا زيد بن الحباب حدّثنا، وقال أبو غالب: حدّثني أبو يحيى مهدي بن ميمون، قال : سمعتُ مروان مولى هند بنت المهلب يقول، وقال أبو غالب، قال : حدّثني بوّاب عبيد الله بن زياد : أنّه لمـّا جيء برأس الحسين (عليه‌السلام ) فوضِع بين يديه رأيتُ حيطان دار الإمارة تسايل دماً(١) .

مقتل ابن عفيف (رحمه‌الله ) , وما جرى بينه وبين ابن زياد حين سبّ الإمام الحسين وأبيه (عليهما‌السلام )، وموقف جندب بن عبد الله الأزدي صاحب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

روى الطبري، والبلاذري، وابن الأثير، وابن كثير، والخوارزمي، وابن الدمشقي، وأبو إسحاق الإسفرايني، ومحمد بن حبيب البغدادي، وابن الجوزي، والنويري - واللفظ للأوّل - قال :

قال حميد بن مسلم : لمـّا دخل عبيد الله القصر ودخل الناس نودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد المنبر ابن زياد، فقال : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته.

فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتّى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ثمّ الغامدي أحد بني والبة , وكان من شيعة علي كرم الله وجهه، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي (عليه‌السلام )، فلمـّا كان يوم صفين ضُرِبَ على رأسه ضربة، واُخرى على حاجبه فذهبت عينه

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ٤١ / ٢٢٩، والظاهر أنّه يرويه عن بوّاب عبيد الله بن زياد، عن مولى هند تارة، وأخرى عن أبي غالب مباشرة، وأمّا غير ابن عساكر فيسنده إلى مولى هند عن بوّاب عبيد الله بن زياد، تهذيب الكمال - المزي ٦ / ٤٣٤، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٣٦، ذخائر العقبى/ ١٤٥.

٣٧

الاُخرى، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل، ثمّ ينصرف.

قال : فلمـّا سمع مقالة ابن زياد قال : يابن مرجانة، إنّ الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك , والذي ولاّك وأبوه. يابن مرجانة , أتقتلون أبناء النبيِّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين ؟!

فقال ابن زياد : عليَّ به.

قال : فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه.، قال : فنادى بشعار الأزد : يا مبرور !

قال : وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالس، فقال : ويح غيرك ! أهلكتَ نفسك وأهلكت قومك.

قال : وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمئة مقاتل، قال : فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه فأتوا به أهله، فأرسل إليه مَن أتاه به فقتله، وأمر بصلبه في السبخة، فصُلب هنالك(١) .

ورواه الخوارزمي بتفصيل، قال : ولمـّا كمل له ذلك نادى في الناس فجمعهم في المسجد الأعظم، ثمّ خرج ودخل المسجد وصعد المنبر , فحمد الله وأثنى عليه، فكان من بعض كلامه أن قال : الحمد لله الذي أظهر الحقَّ وأهله، ونصر أمير المؤمنين وأشياعه، وقتل الكذاب ابن الكذاب.

فما زاد على هذا شيئاً حتّى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ثمّ العامري أحد بني والبة , وكان من رؤساء الشيعة وخيارهم، وكان قد ذهبت عينه اليسرى يوم الجمل، والأُخرى يوم صفين، وكان لا يكاد يفارق

____________________

(١) تاريخ الطبري ٣/ ٣٣٧ - ٣٣٨، أنساب الأشراف - البلاذري ٣ / ٤١٣، والكامل في التاريخ لابن الأثير، والبداية والنهاية ٨ / ١٩١ بإيجاز، جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (عليه‌السلام ) لابن الدمشقي ٢ / ٢٩٢، وكتاب نور العين في مشهد الحسين (عليه‌السلام ) للإسفرايني / ٥٨ , وما ذكره قريب من الخوارزمي، وكتاب المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي / ٤٨٠، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي / ٢٣٢ (منشورات الشريف الرضي) عن ابن أبي الدنيا : ذكر اعتراضه ولم يذكر مقتله، نهاية الأرب في فنون الأدب / ١٢٥٨٢ للنويري، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية.

٣٨

المسجد الأعظم، يصلّي فيه إلى الليل ثمّ ينصرف إلى منزله.

فلمـّا سمع مقالة ابن زياد وثب عليه وقال : يا بن مرجانة، إنّ الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك , ومَن استعملك وأبوه. يا عدوَّ الله ورسوله , أتقتلون أبناء النبيين وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المسلمين ؟!

قال : فغضب عبد الله بن زياد وقال : مَن المتكلّم ؟

فقال : أنا المتكلّم يا عدوَّ الله , أتقتل الذرّية الطاهرة الذين قد أذهب الله عنهم الرجس في كتابه، وتزعم أنّك على دين الإسلام ؟! وا غوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من هذا الطاغية اللعين ابن اللعين على لسان رسول ربِّ العالمين ؟

قال : فازداد غضب ابن زياد حتّى انتفخت أوداجه.

فقال : عليَّ به، فوثب إليه الجلاوزة فأخذوه، فنادى بشعار الأزد : يا مبرور ! وكان عبد الرحمن بن مخنف الأزدي في المسجد، فقال : ويح نفسك أهلكتها، وأهلكت قومك !

وحاضر الكوفة يومئذ سبعمئة مقاتل من الأزد، فوثبت إليه فتية من الأزد فانتزعوه منهم، وانطلقوا به إلى منزله، ونزل ابن زياد عن المنبر ودخل القصر , ودخلت عليه أشراف الناس، فقال : أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم ؟! قالوا : رأينا أصلح الله الأمير، إنّما فعل ذلك الأزد، فشدَّ يدك بساداتهم ؛ فهُم الذين استنقذوه من يدك.

فأرسل عبيد الله إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي، فأخذه وأخذ جماعة من أشراف الأزد فحبسهم، وقال : لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبد الله بن عفيف. ثمّ دعا بعمرو بن الحجّاج الزبيدي، ومحمد بن الأشعث، وشبث بن ربعي، وجماعة من أصحابه، فقال لهم : اذهبوا إلى هذا الأعمى الذي أعمى الله قلبه كما أعمى عينه، فأتوني به.

فانطلقوا يريدون عبد الله بن عفيف، وبلغ الأزد ذلك، فاجتمعوا وانضمّت إليهم قبائل من اليمن ليمنعوا صاحبهم، فبلغ ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر

٣٩

وضمّهم إلى محمّد بن الأشعث، وأمره أن يقاتل القوم. فأقبلت قبائل مضر ودنت منهم اليمن، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وبلغ ذلك ابن زياد، فأرسل إلى أصحابه يؤنّبهم ويضعّفهم، فأرسل إليه عمرو بن الحجّاج يخبره باجتماع اليمن معهم، وبعث إليه شبث بن ربعي : أيُّها الأمير , إنّك بعثتنا إلى اُسود الآجام، فلا تعجل.

قال : واشتدّ اقتتال القوم حتّى قتلت جماعة من العرب، ووصل القوم إلى دار عبد الله بن عفيف، فكسروا الباب واقتحموا عليه، فصاحت ابنته : يا أبتي , أتاك القوم من حيث تحذر. فقال : لا عليك يابنيّة، ناوليني سيفي. فناولته السيف فجعل يذبُّ عن نفسه، وهو يقول :

أنا ابنُ ذي الفضلِ عفيفِ الطاهرِ

عفيفُ شيخي وأنا ابنُ عامرِ

كم دارعٍ من جمعكم وحاسرِ

وَبَطَلٍ جَدَّلْتُهُ مُعَاوِرِ

وجعلت ابنته تقول : ليتني كنتُ رجلاً فأقاتل بين يديك هؤلاء الفجرة، قاتلي العترة البررة.

وجعل القوم يدورون عليه من يمينه وشماله وورائه، وهو يذبُّ عن نفسه بسيفه، فليس أحد يقوم عليه، كلّما جاؤوه من ناحية قالت ابنته : جاؤوك يا أبتي من جهة كذا، حتّى تكاثروا عليه من كلِّ جهة وأحاطوا به، فقالت ابنته : وا ذلاّه ! يُحاط بأبي وليس له ناصرٌ يستعين به.

وجعل عبد الله يدافع، ويقول :

واللهِ لو يُكْشَفُ لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

وما زالوا به حتّى أخذوه، فقال جندب بن عبد الله الأزدي صاحب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أخذوا والله عبد الله بن عفيف، فقبَّح الله العيش بعده.

فقام وجعل يقاتل من دونه، واُخذ أيضاً واُنطلق بهما، وابن عفيف يردّد : واللهِ لو يُكْشَفُ لي عن بصري... فلمـّا اُدخل على عبيد الله قال له : الحمد لله الذي أخزاك.

فقال ابن عفيف : يا عدوَّ الله , بماذا أخزاني ؟ واللهِ لو يُكْشَفُ لي عن بصري.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

سورة الماعون

(١٠٧)

مكّية إلاّ الآيات الثلاث الاُول فمدنيّة

نزلت بعد سورة التكاثر

فضلها :

٧١٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن إسماعيل بن الزبير ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة( أَرَءَيْتَ الَّذِي يُكَذّبُ بِالدِّينِ ) في فرائضه ونوافله ، كان فيمن قَبِل الله عزّ وجلّ صلاته وصيامه ، ولم يُحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا »(١) .

٧١٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( أرأيت ) غفر الله له ، إن كان للزكاة مؤدّياً »(٢) .

٧١٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة غفر الله له ما دامت الزكاة مُؤدّاة.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٤ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٤ / ٧٥٧٢.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٥٤٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٣.

٣٠١

ومن قرأها بعد صلاة الصُّبح مائة مرّة حَفِظه الله إلى صلاة الصُّبح »(١) .

٧٢٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مَن قرأها بعد عِشاء الآخرة غفر الله له وحفظه إلى صلاة الصبح »(٢) .

٧٢١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها بعد صلاة العصر كان في أمان الله وحفظه إلى وقتها في اليوم الثاني »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٦٧ / ١١٩١٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٦٧ / ١١٩١٩.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٦٧ / ١١٩٢٠.

٣٠٢

سورة الكوثر

(١٠٨)

مكّية نزلت بعد سورة العاديات

فضلها :

٧٢٢ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من كانت قراءته( إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكوثَرَ ) في فرائضه ونوافله ، سقاهُ الله من الكوثر يوم القيامة ، وكان مُحدَّثُه عند رسولِ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أصل طُوبى »(١) .

٧٢٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( الكوثر ) سقاه الله من أنهار الجنّة ، واُعطي من الأجر ، بعدد كلّ قربان قرّبه العباد في يوم عيد ، ويقرّبون من أهل الكتاب والمشركين »(٢) .

٧٢٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها سقاه الله

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٥ / ٧٥٧٣.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٥٤٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٤.

٣٠٣

من كلّ نهر في الجنّة ، وكتب له عشر حسنات ، بعدد قربان كلّ يوم عيد النحر »(١) .

٧٢٥ ـ وروي : « أنّ من قرأها مرّة ، فله أجر من قرأ ربع القرآن ، ومن قرأها أربع مرّات ، فله أجر من قرأ جميع القرآن »(٢) .

٧٢٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة سَقاه الله تعالى من نهر الكوثَر ، ومن كلّ نهر في الجنَّة ، وكتب له عشر حسنات بعدد كلّ من قرّب قُرباناً من الناس يَومَ النَحْر.

ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرّة رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه رأي العين ، لا يَتَمثّل بغيره من الناس إلاّ كما يراه »(٣) .

٧٢٧ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها سَقاه الله من نهر الكوثر ومن كلّ نهر في الجنّة ، ومن قرأها ليلة الجُمعة مائة مرّة مُكملة رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مَنامِه بإذن الله تعالى »(٤) .

٧٢٨ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها بعد صلاة يُصَلّيها نصف الليل سِرّاً من ليلة الجمعة ألف مرّة مكملة رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه بإذن الله تعالى »(٥) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧١٨ / ١١٩٣٣.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧١٨ / ١١٩٣٤.

(٥) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧١٨ / ١١٩٣٥.

٣٠٤

سورة الكافرون

(١٠٩)

مكّية نزلت بعد سورة الماعون

فضلها :

٧٢٩ ـ الكليني في الكافي : عن عدّة من أصحابنا ، عن سَهْل بن زياد ، عن إسماعيل بن مِهران ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه قال : « من قرأ إذا أوى إلى فراشه( قُلْ يَـأَيُّهَا الْكـفِرُون ) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كتب الله عزّوجلّ له براءةً من الشِرك »(١) .

٧٣٠ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العَلاء ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « مَن قرأ( قُلْ يَـأَيُّهَا الْكـفِرُون ) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) في فريضة من الفرائض غفر له ولِوالديه وما ولَد ، وإن كان شقيّاً مُحي من ديوان الأشقياء ، واُثبت في ديوان السُعَداء ، وأحياه الله تعالى سعيداً ، وأماته شَهيداً ، وبعثه شهيداً »(٢) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٥٨ / ٢٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٨ / ٧٧٩٩.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٨٢ / ٧٤٠٤ و ١٥٠ / ٧٥٩٠ ، والبحار ٩٢ : ٣٤٠ / ٥ ، وورد أيضاً في فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٩٢ / ٤٤٦٥.

٣٠٥

٧٣١ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن فروة بن نوفل الأشجعي ، عن أبيه ، أنّه أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : جئت يا رسول الله لتعلّمني شيئاً أقوله عند منامي ، قال : « إذا أخذت مضجعك ، فاقرأ( قل يا أيّها الكافرون ) ثمّ نم على خاتمتها ، فإنّها براءة من الشرك »(١) .

٧٣٢ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال لبعض أصحابه : « إذا أردت المنام فاقرأ هذه السورة ، يعني ( الجحد ) قال : فكأنّما قرأ ربع القرآن ، وتبعد عنه الشياطين ، ويبرأ من الشرك ، ويكون في أمن من الفزع الأكبر »(٢) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « قولوا لصبيانكم إذا أرادوا المنام ، أن يقرؤا هذه السورة ، حتى لا يتعرض لهم الجن »(٣) .

٧٣٣ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : وروي : « من قرأ( قُلْ يَـأَيُّهَا الْكـفِرُون ) فله شفاء من الكفر ، ورحمة بالثبات على الإيمان »(٤) .

٧٣٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله تعالى من الأجر كأنّما قرأ رُبع القرآن ، وتباعَدت عنه مُؤذية الشيطان ، ونَجّاه الله تعالى من فزَع يوم القيامة.

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٥٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩١ / ٤٧١٧.

(٢) تفسير أبي الفتوح الرازي ٥ : ٥٩٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٥ / ٤٧٢٥.

(٣) نفس المصدر ٥ : ٥٩٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٥ / ذيل ح ٤٧٢٥.

(٤) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧١ / ٤٩٧١.

٣٠٦

٣٠٧

ومن قرأها عند منامه ، لم يتعرّض إليه شيءٌ في منامه ، فَعلِّموها صِبْيانكم عند النوم.

ومن قرأها عند طلوع الشمس عشر مرات ، ودعا بما أراد من الدنيا والآخرة استجاب الله له ما لم يكن معصية يفعلها »(١) .

٧٣٥ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها تباعدت عنه مُؤذية الشيطان ، ونجّاه الله من فزع يوم القيامة ، ومن قرأها عند النوم لم يعرض له شيءٌ في منامه وكان محروساً ، فعلّموها أولادكم ، ومن قرأها عند طُلُوع الشمس عشر مرات ، ودعا الله ، استجاب له ما لم يكن في معصية »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٠ / ١١٩٦٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٠ / ١١٩٦١.

٣٠٨

سورة النصر

(١١٠)

نزلت بمنى في حجّة الوداع فتعدّ مدنيّة

وهي آخر ما نزل من القرآن

نزلت بعد سورة التوبة

فضلها :

٧٣٦ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن أبان بن عبدالملك ، عن كرّام الخثعمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ( إذَا جَآءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) في نافلة أو فريضة ، نصره الله على جميع أعدائه ، وجاء يوم القيامة ومعه كتاب يَنْطِق ، قد أخرَجه الله من جَوفِ قَبْرِه فيه أمان مِن جسر جَهنّم ومن النار ، ومن زفير جهنّم ، فلا يمُرّ على شيء يوم القيامة إلاّ بشّره وأخبره بكلّ خير حَتّى يَدخُل الجنّة ، ويُفْتَح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمَنَّ ولم يخطر على قلبه »(١) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٥ / ٧٥٧٤ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٥٣.

٣٠٩

٧٣٧ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : « ومن قرأ( إذا جاء نصر الله ) في نافلته أو فريضته ، نصره الله على جميع أعدائه وكفاه المهم »(١) .

٧٣٨ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة( النصر ) اُعطي من الأجر كمن شهد مع النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتح مكّة »(٢) .

٧٣٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أُعطي من الأجر كمَن شَهد مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتح مكة ، ومن قرأها في صلاة وصلّى بها بعد الحمد قُبلت صلاته منه أحسن قَبول »(٣) .

٧٤٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها في صلاته ، قُبِلت بأحسن قبول »(٤) .

٧٤١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها عند كلّ صلاة سبع مرّات ، قُبِلت منه الصلاة أحسن قبول »(٥) .

__________________

(١) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٤ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٤٣ / ٢ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٧ / ٢٥٠٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٧ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٥٣.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٣ / ١١٩٦٥.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٣ / ١١٩٦٦.

(٥) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٣ / ١١٩٦٧.

٣١٠

سورة المسد ( تبّت )

(١١١)

مكّية نزلت بعد سورة الفاتحة

فضلها :

٧٤٢ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( تبّت ) رجوت أن لا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة »(١) .

ورواه القطب الراوندي فيلب اللباب : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله(٢) .

٧٤٣ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة لم يجمع الله بينه وبين أبي لهب ، ومن قرأها على الأمغاص التي في البطن ، سكنت بإذن الله تعالى ، ومن قرأها عند نومه حفظه الله »(٣) .

٧٤٤ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها على المَغْص سكّنه الله وأزاله ، ومَن قرأها في فِراشه كان في حِفْظ الله وأمانه »(٤) .

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٥٥٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧٠ / ٤٩٦٨.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٨٧ / ١١٩٧٦.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٨٧ / ١١٩٧٧.

٣١١

سورة الإخلاص ( التوحيد )

(١١٢)

مكّية نزلت بعد سورة الناس

فضلها :

٧٤٥ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن بدر ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة بورك عليه ، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله ، ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه ، ومن قرأها اثنتي عشرة مرّة بنى الله له اثني عشر قصراً في الجنّة.

فتقول الحفظة : اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها ، ومن قرأها مائة مرّة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال ، ومن قرأها أربعمائة مرّة كان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عقر جواده وأريق دمه ، ومن قرأها ألف مرّة في يوم وليلة لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة أو ترى له »(١) .

٧٤٦ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦١٩ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢١ / ٧٧٨٣.

٣١٢

أبي عبداللهعليه‌السلام : « أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى على سعد بن معاذ فقال : لقد وافى من الملائكة سبعون ألفاً وفيهم جبرئيل يصلّون عليه ، فقلت له : يا جبرئيل ، بم يستحقّ صلاتكم عليه ؟ فقال : بقراءته( قل هو الله أحد ) قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام (٢) .

وفيالمجالس و التوحيد : عن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، مثله(٣) .

٧٤٧ ـ وعنه : عن الحسن بن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ في دبر الفريضة ب‍( قل هو الله أحد ) فإنّه من قرأها جمع الله له خير الدُّنيا والآخرة وغفر له ولوالديه وما ولدا »(٤) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : بإسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله(٥) .

__________________

(١) نفس المصدر : ٢ : ٦٢٢ / ١٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٢ / ٧٧٨٤ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٣٢.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٦.

(٣) أمالي الصدوق : ٤٨٠ / ٦٤٥ ، التوحيد : ٩٥ / ١٣.

(٤) الكافي ٢ : ٦٢٢ / ١١ ، وعنه في فلاح السائل : ٣٠٢ / ٢٠٣ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٣٠.

(٥) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٤ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٨٧ / ٨٥٠٨ ، والبحار ٩٢ : ٣٤٥ / ٤ ، وورد أيضاً في دعوات الراوندي : ٢١٦ / ٥٨٣.

٣١٣

٧٤٨ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن طلحة ، عن جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ( قل هو الله أحد ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة »(١) .

ورواه ابن بابويه فيالأمالي و التوحيد : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن هلال ، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليعليه‌السلام ، مثله ، إلاّ أنّه أسقط فيالأمالي قوله : مائة مرّة(٢) .

وفيثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، مثله ولم يترك منه شيئاً(٣) .

٧٤٩ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي اُسامة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه ، غفر الله له ما عمل قبل ذلك خمسين عاماً ».

قال يحيى : فسألت سماعة عن ذلك ، فقال : حدّثني أبو بصير ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول ذلك ، وقال : « يا أبا محمّد ، أما أنّك إن جرّبته وجدته سديداً »(٤) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٠ / ٤ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٧ / ٧٧٩٦ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٣ / ٢٣١.

(٢) أمالي الصدوق : ٦٤ / ٢٧ ، التوحيد : ٩٤ / ١٢.

(٣) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٥.

(٤) الكافي ٢ : ٥٣٩ / ١٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٥١ / ٧٤١٧ ، والمستدرك ٤ : ٢٩٠ / ٤٧١٥.

٣١٤

٧٥٠ ـ ابن بابويه في الأمالي و معاني الأخبار : عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب ، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان ، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام ـ في حديث ـ عن سلمان أنّه قال : سمعت حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن »(١) .

٧٥١ ـ وفي كتاب التوحيد : عن الحسين بن إبراهيم ، عن محمّد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي ابن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة فكأنّما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور »(٢) .

٧٥٢ ـ وفي ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن عثمان ، عن رجل ، عن حفص بن غياث ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول لرجل : « أتحب البقاء في الدنيا ؟ » قال : نعم ، قال : « ولم ؟ » قال : لقراءة( قل هو الله أحد ) فسكتُّ عنه.

ثمّ قال لي بعد ساعة : « يا حفص ، من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به في درجته ، فإنّ درجات الجنّة على قدر عدد

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٦ / ضمن ح ٥٤ ، معاني الأخبار : ٢٣٥ / ضمن ح ١ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ٢٢٣ / ٧٧٨٧.

(٢) التوحيد : ٩٥ / ١٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٥ / ٧٧٩٢.

٣١٥

آيات القرآن ، فيقال لقارئ القرآن : اقرأ وارقا »(١) .

٧٥٣ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه قال : حدَّثني محمّد بن أحمد ، عن أبي الحسن النهدي ، عن رجل ، عن فضيل بن عثمان قال : أخبرني رجل ، عن عمّار بن الجهم الزَّيات ، عن عبدالله بن حيِّ ، قال : سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرَّة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان »(٢) .

٧٥٤ ـ وعنه : عن الحسن ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من مضى به يوم واحد فصلّى فيه خمس صلوات ولم يقرأ فيها ب‍( قل هو الله أحد ) قيل له : يا عبدالله لستَ من المصلّين »(٣) .

٧٥٥ ـ وعنه : عن الحسن ، عن أبي عبدالله ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها ب‍( قل هو الله أحد ) ثمّ مات ، مات على دين أبي لهب »(٤) .

٧٥٦ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن : عن يعقوب بن يزيد ، عن أبي خالد الكوفي ، عن عمران بن البختري ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال : « من

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ١٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٤ / ٧٧٩٠.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٧٩ / ٨٤٩٢ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٣ / ٢٣٥.

(٣) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٤٤ / ١ ، وورد أيضاً في الكافي ٢ : ٦٢٢ / ١٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٨٠ / ٧٤٠١.

(٤) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٣ / ٧٧٨٨.

٣١٦

قرأ( قل هو الله أحد ) نفت عنه الفقر ، واشتدّت أساس دوره ، ونفعت جيرانه »(١) .

٧٥٧ ـ وعنه : عن منصور بن العبّاس ، عن أحمد بن عبدالرّحيم ، عمّن حدَّثه عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) مرَّة فكأنّما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرّات فكأنّما قرأ القرآن »(٢) .

٧٥٨ ـ كتاب أبي سعيد عباد العصفري : عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « خلق الله نوراً ، فخلق من ذلك النور( قل هو الله أحد ) وخلق لها ألفي ألف جناح من نور ، وأهبطه إلى أرضه مع اُمنائه من الملائكة ، لا يمرّون بملأ من الملائكة إلاّ خضعوا له ، وقالوا : نسبة ربنا ، نسبة ربنا »(٣) .

٧٥٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها فكأنّما قرأ ثلث القرآن ، واُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر »(٤) .

٧٦٠ ـ السيوطي في الدرّ المنثور : عن عليعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من صلّى صلاة الغداة ثمَّ لم يتكلّم حتّى يقرأ( قل هو الله أحد ) عشر مرّات لم

__________________

(١) المحاسن : ٦٢٣ / ٧٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٤ / ٤٧٠٥.

(٢) المحاسن : ١٥٣ / ٧٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥٠ / ١٨.

(٣) كتاب أبي سعيد العصفري : ١٥ ( ضمن الاصول الستة عشر ) وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٤ / ٤٧٠٤.

(٤) مجمع البيان ٥ : ٥٦١.

٣١٧

يدركه ذلك اليوم ذنب ، واُجير من الشيطان »(١) .

٧٦١ ـ جامع الأخبار : قالعليه‌السلام : « من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) مائة مرّة في صلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار »(٢) .

٧٦٢ ـ السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن إسماعيل ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين القلانسي ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرّة ، حين يأوي إلى فراشه ، غفر الله له ذنبه ، وشفع في جيرانه ، فإن قرأها مائة مرّة ، غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة »(٣) .

٧٦٣ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيعجز أحدكم أن يقرأ كلّ ليلة ثلثاً من القرآن ؟ » فقالوا : يا رسول الله من يطيق ذلك ؟ فقال : « يقرأ مرّة( قل هو الله أحد ) فكأنّما قرأ ثلث القرآن »(٤) .

٧٦٤ ـ وعنه : عن محمّد بن المنكدر ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لقى ملك ملكاً في الهواء ، أحدهما ينزل من السماء ، والآخر يصعد من الأرض ، فقال الذي نزل من السماء : صعدت اليوم بعمل ما صعدت به قط ، قال : وما هو ؟ قال : قرأ رجل مائة مرّة( قل هو الله أحد ) قال : وما فعل الله به ؟ قال : غفر له »(٥) .

__________________

(١) الدر المنثور ٨ : ٦٧٨ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥٧ /قطعة من حديث ٢٣.

(٢) جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٩.

(٣) فلاح السائل : ٤٧٨ / ٣٢٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٠ / ٤٧١٤ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٦١.

(٤) تفسير أبي الفتوح الرازي ٥ : ٦٠٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٧ / ٤٧٠٨.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٥ : ٦٠٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٩ / ٤٧١١.

٣١٨

٧٦٥ ـ وعنه : عن سهل بن سعد الساعدي قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشكا إليه الفقر وضيق المعاش ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا دخلت بيتك فسلّم إن كان فيه أحد ، وإن لم يكن فيه أحد فصلِّ عليَّ ، واقرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة ، ففعل الرجل ، فأفاض الله عليه رزقاً ، ووسّع عليه حتى أفاض على جيرانه »(١) .

٧٦٦ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) فله ثواب ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فله ثواب ثلثي القرآن ، ومن قرأها مرّتين فله ثواب ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرّات ، فله ثواب جميع القرآن »(٢) .

٧٦٧ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ( قل هو الله أحد ) فله شفاء من النفاق ، ورحمة بالثبات على الأخلاص ».

٧٦٨ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « قال جبرئيل : مازلت خائفاً على أُمتك ، حتى نزلت( قل هو الله أحد ) فلمّا نزلت بها ، أمنت على أُمتك العذاب ».

٧٦٩ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رأيت في الجنة قصوراً تبنى ، ثمّ أمسكوا عن البناء ، فقلت : لم أمسكتم ؟ قالوا : نفدت النفقة! قلت : وما النفقة ؟ قالوا : قراءة( قل هو الله أحد ) فإذا أمسكوا عن القراءة ، أمسكنا عن البناء ».

٧٧٠ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ من قرأ( قل هو الله أحد ) بعد صلاة الصبح مائة مرّة ، غفرت له ذنوب مائة سنة ».

__________________

(١) نفس المصدر ٥ : ٦٠٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٩ / ٤٧١٢.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٥ / ٤٧٠٦ و ١٩٢ / ٤٤٦٦.

٣١٩

٧٧١ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ في يوم وليلة( قل هو الله أحد ) مائتي مرة ، غفرت له ذنوب خمسين سنة ».

٧٧٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) بعد صلاة الصبح ، غفر له ذنب سنة ، ورفع له ألف درجة ، أوسع من الدنيا سبعين مرّة ».

٧٧٣ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة ، زوّجه الله بكلّ حرف منها سبعمائة حوراء ، ومن قرأها مرّتين ، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وكأنّما أعتق ألفي ألف رقبة من ولد إسماعيل ، وكأنّما رابط في سبيل الله ألفي الف عام ، وكأنّما حجّ البيت سبعمائة مرّة ، وإن مات من يومه وليلته ، مات شهيداً ، ومن قرأها ثلاث مرّات ، فكأنّما قرأ جميع الكتب المنزلة على أنبيائه ، وكتب له صيام الدهر وقيامه ».

٧٧٤ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ينادي مناد يوم القيامة : يا قارئ( قل هو الله أحد ) هلمّ إلى الجنّة بغير حساب ».

٧٧٥ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ( قل هو الله أحد ) كلّ يوم ، لم يفتقر أبداً ».

٧٧٦ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها اثنتي عشرة مرّة ، أعطاه الله في كلّ حبّة من الثمار قصراً ، كلّ قصر من المشرق إلى المغرب ».

٧٧٧ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها أعطاه الله بعدد آياته نوراً في الآخرة ، تضيء له الجنّة ، وان من قرأها مائة مرّة ، رأى منزله في الجنّة ، قبل أن يخرج من الدنيا ، وكتب له عمل خمسين نبياً ، وكتب له براءة من النار ».

٧٧٨ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّها أربع آيات ، من قرأها مع تفكّر ، تأتي له من الله أربع بشارات : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث ، وعلى الصراط ، حتى يدخل الجنّة خالداً مخلّداً ، وإنّ من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة تقبّلت صلاته ».

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648