مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء ٣

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف0%

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 545

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: زهير ابن المرحوم الحاج علي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 545
المشاهدات: 44042
تحميل: 2807


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 545 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44042 / تحميل: 2807
الحجم الحجم الحجم
مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مقتل أبي عبد الله الحسين (عليه‌السلام )

من موروث أهل الخلاف

المجلد الثالث

المؤلّف : زهير بن علي الحكيم

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

٣

٤

الفصل السابع

في البكاء لمقتل سيّدِ الشُّهداء (عليه‌السلام )

٥

٦

فضلُ البكاءِ على سيِّدِ الشهداءِ (عليه‌السلام )

عقدتُ هذا الفصل - في بكاءِ النّبيِّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والمعصومينَ من أهلِ بيتِهِ الأطهارِ (عليهم‌السلام )، وبكاءِ السماواتِ والأرضينَ وما احتوتاهُ على سيّدِ الشهداءِ، الإمامِ المفدّى، الحُسين بنِ عليٍّ (عليه‌السلام )، الّذي اُصيبَ بمصيبةٍ صَغُرَتْ عندَها كلُّ المصائبِ، فهي المصيبةُ العظمى، والرّزيّةُ الكُبْرى التي زَلْزَلَتْ وَفَطَرَتْ السماواتِ والأرضينَ، ومزَّقَتْ أكبادَ العالمينَ، وأذابَتْ أجسامَ المؤمنينَ، وانصدعَتْ لها أجسادُ الخلْقِ أجمعينَ، وأزالَتْ الأرواحَ عن قرارِها المَكينِ لِدَفْعِ ما ينْصِبُهُ النّواصبُ

قال الزمخشري : (أنشدَ) الحسنُ بنُ معاويةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ :

أتعجبُ من جاري دموعي ومِنْ ضوى

كأنَّكَ لمْ تسمعْ بقاصمةِ الظهرِ

ولمْ تأتِكَ الأنباءُ عن يومِ كربلا

وقتلِ حسينٍ فيه والفتيةِ الزُّهرِ

فلا تعجبَنْ منِّي ومِنْ فيضِ عبرَتي

فأعجبُ منْهُ عَنْدَ ذِكْرِهُم صبرِي(١)

قالَ المنّاوي في مقتلِ الإمامِ الحُسين (عليه‌السلام ) : وتفصيلُ قصةِ قتلِهِ تُمزِّق الأكبادَ، وتُذيبُ الأجسادَ، فلعنةُ اللهِ على مَنْ قتلَهُ،

____________________

(١) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار - الزمخشري / ٢١٤٥، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية.

٧

أو رضيَ أو أمرَ، وبُعداً لهُ كما بَعُدَتْ عاد وقد أفرد قصة قتله خلائق بالتأليف(١) .

قال السيوطي فيه أيضاً : وكان قتله بكربلاء، وفي قتله قصة فيها طول لا يحتمِل القلب ذكرها، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون وقُتلَ معه ستة عشر رجلاً من أهل بيته(٢) .

وقال ابن الدمشقي : وقد أكثر الناس في الرثاء والبكاء على ما أصاب أهل البيت (عليهم‌السلام )، وقالوا ما لا يحصى مِن المقالات نظماً، وذكروا في قتل الحُسين (عليه‌السلام ) وما كان مِن أمره ما أضرب عن ذكره صفحاً، ولمْ أرق له سفحاً، ولا يحتمل هذا المختصر أكثر مِن ذلك وفيه كفاية.

وبالجملة والتفصيل فما وقع في الإسلام قضية أفظع منها وهي ما ينبو الأسماع عنها، وتتفطّر القلوب عند ذكرها حزناً وأسىً وتأسّفاً، وتنهلّ لها المدامع كالسحب الهوامع، هذا والعهد بالنّبي قريب، وروض الإيمان خصيب، وغصن دوحته غضّ جديد، وظلّه وافر مديد، ولكنّ الله يفعل ما يريد وما أظنّ أنّ مَنْ استحلّ ذلك وسلك مع أهل النّبي هذه المسالك شمَّ [رائحة] الإسلام، ولا آمن بمحمّد (عليه الصلاة والسّلام)، ولا خالط الإيمان بشاشة قلبه، ولا آمن طرفة (عين) بربّه، والقيامة تجمعهم وإلى ربِّهم مرجعهم

ستعلمُ ليلى أيَّ دَينٍ تداينتْ

وأيَّ غريمٍ للتقاضي غريمها

ولقد قرأ قارئ بين يدي الشيخ العالم العلّامه أبي الوفاء (علي) ابن عقيل (رحمه‌الله ) قوله تعالى :( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ

____________________

(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ١ / ٢٦٥.

(٢) تاريخ الخلفاء ١ / ٢٠٧، وفي ط دار الفكر ص١٩٣.

٨

إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إلّا فَرِيقًا مِّنَ الْمؤْمِنِينَ ) (١) فبكى وقال : سبحان الله ! غاية ما كان طمعه فيما قال :( فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمرَنَّهُمْ ) (٢) جاوزوا والله، الحدَّ الذي طمع فيه ! ضحّوا بأشمط عنوان السجود به، يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً إي والله، عمدوا إلى علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) بين صفّيه فقتلوه، ثمّ قتلوا ابنه الحُسين بن فاطمة الزهراء (عليهما‌السلام )، وأهل بيته الطيّبين الطاهرين بعد أنْ منعوهم الماء، هذا والعهد بنبيهم قريب ! وهم القَرن الذي رأوا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ورأوه يُقبِّل فمه ويرشف ثناياه، فنكتوا على فمه وثناياه بالقضيب ! تذكّروا والله، أحقاد يوم بدر وما كان فيه، وأين هذا مِن مطمع الشيطان وغاية أمله بتبكيت آذان الأنعام ؟! هذا مع قرب العهد وسماع كلام ربّ الأرباب :( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٣) ستروا والله، عقائدهم في عصره مخافة السّيف، فلمـَّا صار الأمر إليهم كشفوا (عن) قناع البغي والحيف :( سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) (٤) .

ورأيت في تاريخ ابن خلكان (رحمه‌الله ) قضية غريبة فأحببت ذكرها هاهنا، وهي : قال الشيخ نصر الله بن مجلي في (مشارف الخزانة الصلاحية) : فكّرت ليلةً وقد آويت إلى فراشي فيما عامل به آل (أبي) سفيان أهلَ بيت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وفي قضية الحُسين (عليه‌السلام ) وقتله وقتل أهل بيته (عليهم‌السلام )، وأسر بنات رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وحملهم (إيّاهن) على الأقتاب سبايا، ووقوفهم على درج دمشق سبايا عرايا، فبكيت بكاءً شديداً، وأرقت ثمّ

____________________

(١) سورة سبأ / ٢٠.

(٢) سورة النساء / ١١٩.

(٣) سورة الشورى / ٢٣.

(٤) سورة الأنعام / ١٣٩.

٩

نمت فرأيت أمير المؤمنين عليّاً (عليه‌السلام )، فحين رأيته بادرت إليه وقبّلت يديه وبكيت، فقال : (( ما يُبكيك ؟ )) فقلتُ : يا أمير المؤمنين، تفتحون مكّة فتقولون : (( مَنْ دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومَنْ أغلق عليه بابه فهو آمن، ومَنْ دخل المسجد فهو آمن )) ثمّ يُفعل بولدك الحُسين وأهل بيتك (عليهم‌السلام ) بالطّف ما فُعل ؟! فتبسّم (أمير المؤمنين)، وقال : (( ألمْ تسمع أبيات ابن الصيفي (سعد بن محمّد) ؟ )) قلتُ : لا قال : (( اسمعها منه فهي الجواب )).

قال : فطالت ليلتي حتّى برق الفجر، فجئت باب ابن الصيفي، فطرقت بابه فخرج إليَّ حاسراً حافي القدمين، وقال : ما الذي جاء بك هذه السّاعة ؟! فقصصت عليه قصّتي، فأجهش بالبكاء وقال : والله، ما قلتُها إلّا ليلتي هذه، ولم يسمعها بشر (منِّي ثمّ أنشدني) :

ملكنا فكانَ العفّوُ منَّا سجيةً

فلمـَّا ملكتُم سال بالدمِ أبطحُ

وحلًّلتُم قتلَ الاُسارى وطالما

غدونا عن الأسرى نعفُّ ونصفحُ

وحسبُكم هذا التفاوتُ بيننا

فكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ(١)

وقال الموفّق الخوارزميّ : معاشر المسلمين، مَنْ كان فيكم مصابٌ فليتعزَّ بمَنْ كان مَنْ منه أعز، ومَنْ كان فيكم مظلوم فليتسلَّ ؛ فقد ظُلِمَ مَنْ منه كان أجلّ، ومَنْ كان فيكم مَنْ حالف البَلاء فليذكر مبتلى كربلاء، المحرومَ من الماء، والمذبوحَ من القفا على ظماء، والمجدّلَ في تلك التربة، والمسوقة نساءه سوق الإماء، يهون عليه أمر الغربة وعسر الكربة :

إذا ذكرَتْ نفسي مصائبَ فاطمٍ

لأولادِها هانَتْ عليَّ مصائبي

ولمْ أتذكَّرْ منعَهُمْ عن مشاربٍ

على ظمأ إلّا وعِفْتُ مشاربي

____________________

(١) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (عليه‌السلام ) - ابن الدمشقي ٢ / ٣١١.

١٠

أسيغُ مياهي بعدَهم ثمَّ أدَّعي

بأنّيَ في دعوى الهوى غيرُ كاذبِ

سَقَوا حسناً سُمّاً ذُعافاً وجدّلو

أخاه حُسيناً بالقنا والقواضبِ

فضائلُهم ليستْ تُعَدُّ وتنتهي

وإنْ عُدِّدتْ يوماً قطارُ السحائبِ

وإنَّ يزيداً رامَّ أنْ يتسفَّلو

وأنْ يتردّوا في مهاوي المعاطبِ

وقد رفع العدلُ المهيمنُ حالَهم

بمنزلةٍ قعساءَ فوقَ الكواكبِ

لبئس ما كان يزيد وحزبُهُ يحتقبون، وساء ما يرتكبون، وسوف ترونَهم في جهنّم يصطلون، ويصطرخون ويضطربون، فإنّهم إلى ربِّهم راجعون :( وَسَيَعْلَم الَّذِينَ ظَلَموا أَيَّ منقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (١) .

وقال الموفّق الخوارزميّ أيضاً : ومن مقالة لي فيه (عليه‌السلام ) : عباد الله، أما تستغربون أحقادَ قومٍ في ذحولهم ؟ أما تتعجّبون من آراء أمّة وعقولهم قتال الحُسين بن علي ولد رسولِهم ؟ ولمْ يُبالوا بالنَّص الجليّ في حفدة نبيِّهم، ثمَّ لبِثوا في شمالِهم على شُربِ شمولِهم، وجرّ فضولِ ذيولِهم، لعان الله والملائكة على شبّانهم وشيوخهم، وفتيانهم وكهولهم.

أفي صلاتهم يصلُّون على محمّد وآلهِ (عليهم‌السلام )، ويمنعونهم من مشرعة الماء وزلالِه، ويجمعون على حرب الحُسين (عليه‌السلام ) وقتالِه، ويذبحون ولا يستحون من شَيْبه وجماله ؟! أما والله، إنّ حقَّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على أممهِ أنْ يعظّمون تراباً أَلَـمَّ بلَمَمِهِ، بلْ ترابَ نعلِ قدمِه، بلْ ترابَ نعلِ قدمِ خادمٍ من خَدَمِهِ، ثمَّ هؤلاء الطغاة قتلوا شبلَ أسدٍ سادَ في أجَمِه، ونكثُوا بالمِخصرِ ثنايا فمٍ كانت مراشفَ فمِه، وتنافسوا في ذبحه وإراقةِ دمِه.

____________________

(١) سورة الشعراء / ٢٢٧.

١١

نعم، حقُّ الرسول أنْ يكتحِلُوا بغبارٍ من شعر جسده، وهم ذبحوا الحُسين بكربلاء أكرمَ وُلْدِه، وقرّةَ عينه، وفلِدَةَ كبدِه، ذلك الفتى الذي نشأ بين يدي الرسول، وبين عليّ الضرغام الصؤول، وفاطمة البتول، فسبحان الله ! ثمّ سبحان الله ! من يزيد وعبيد الله، عدوَّا الله وعدوَّا رسوله، الناكثَين ثنايا حبيب حبيبه، بالله ثم بالله، إنّ هذا البلاء المتناه، قولوا عباد الله من صميم قلوبكم : آهٍ ثم آهٍ، إذ ذُبحَ ولدُ رسولِ الله بين الطّغاة البغاة، والعُتاة والعُماه، ذوي الشّقاه، مرتكبي مناهي الملاه، ومانعي شربَ المياه، من الحُسين المخبَت الآوّاه(١) .

وقال الموفّق الخوارزميّ أيضاً : ومن مقالةٍ لي فيه (عليه‌السلام ) : عبادَ الله، إنّ المصيبة بالحُسين (عليه‌السلام ) من أعظم المصائب، فصبّوا فيها شآبيبَ الدموعِ السواكب، بتصعيد الزفرات الغوالب، واستنزِفوا بالبُكاء الدماءَ، وأعقِبوا الكرْب والبلاء بتذكّرِكُم أيّام كربلاء نعم، إنّ المصيبة بالمقتول، نجلِ الرسول والبتول وعليِّ الليث الصؤول، مصيبةٌ لا يُجبرُ كسرُها، ولا يمكن جبرُها، وشعلةٌ في صدور المؤمنين لا ينطفي جمرُها، وعظيمةٌ في العظائم يتجدّدُ على الأيّام ذكرُها، وليلةٌ بليّةٌ رزيةٌ لا يتنفّسُ فجرُها، وقارعةٌ زلزلَتْ منها الأرض برَّها وبحرَها.

عجباً لـمـّنْ يتذكر مصارع هؤلاء الأتقياء، الشهداء الظمآء من أهل بيت خيرة صفوة الله خاتم الأنبياء، ثمَّ يتمتّع بعدهم بشربةٍ من الماء ! سبحان الله ! أيُّ ظُلمٍ جرى على أصحابِ الحربِ والمِحرابِ، وأربابِ الكتيبةِ والكتابِ، وفتيانِ الطعانِ والضرابِ، ورجالِ العبءِ والعبابِ، قاصمي الأصلاب، وقاسمي الأسلاب،

____________________

(١) مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) - الخوارزمي ٢ / ١٨٢ - ١٨٣، الفصل الثالث عشر في ذكر بعض مراثي الحُسين (عليه‌السلام ).

١٢

وجازمي الرّقاب، وهازمي الأحزاب، وفالقي جماجمَ الأترابِ، روَّاضِ الصعاب، أحلاسِ صهوات العِرابِ، اُمراءِ الخطابِ المستطاب، ملوكِ يومِ الحساب، سلاطين يومِ الثّوابِ والعقابِ(١) .

ابنُ حنبل يروي فضلَ البكاءِ على الإمام الحُسين وأهل البيت (عليهم‌السلام )

روى عبد الله بن حنبل قال : حدّثنا أحمد بن إسرائيل، قال : رأيت في كتاب أحمد بن محمّد بن حنبل (رحمه‌الله ) بخط يده، حدّثنا أسود بن عامر أبو عبد الرحمن، حدّثنا الربيع بن منذر، عن أبيه، قال : . ثمّ كان حُسين بن علي (عليه‌السلام ) يقول : (( من دمعتا(٢) عيناه فينا دمعةً، أو قطرتْ عيناه فينا قطرةً أثواه الله (عزَّ وجل) الجنّة ))(٣) .

____________________

(١) مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) - الخوارزمي ٢ / ١٨٣ - ١٨٤، الفصل الثالث عشر في ذكر بعض مراثي الحُسين (عليه‌السلام ).

(٢) هكذا في الأصل، والظاهر : دمعت، أو على التقديم والتأخير.

(٣) فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل ٢ / ٦٧٥ ح ١١٥٤، وسيلة الآمال - العلّامه باكثير الحضرمي / ٦٠، نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق، نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٩ / ٥٢٣، وقال : ((. . أتاه الله )) وفي رواية (( بوّأه الله الجنّة )) أخرجه أحمد في المناقب، توضيح الدلائل - العلّامه شهاب الدين أحمد الشيرازي الحُسيني الشافعي / ٣١٦، والنّسخة مصوّرة من مخطوطة مكتبة الملّي بفارس، قال : (( . أعطاه الله (عزَّ وجل) الجنّة )) أخرجه الإمام أحمد في المناقب نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٤ / ٦٦٠، كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف - العلّامه شمس الدين محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن أبي بكر السّخاوي الشافعي / ٣٥، والنّسخة مصوّرة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإسلامبول، قال : (( . آتاه الله (عزَّ وجل) الجنّة )) أخرجه أحمد في المناقب، كتاب مطلع البدور ومجمع البحور - العلّامه شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمّد اليماني المتوفّى سنة (١٠٩٢) ١ / ٩، نسخة مصوّرة من مخطوطة مكتبة دار الكتب العربيّة، قال : عن الحُسين (عليه‌السلام ) : (( مَنْ دمعت عيناه فينا قطرةً آتاه الله تعالى الجنّة )) نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٤ / ٦٦١.

١٣

أقول : ورجاله ثقات(١) .

____________________

(١) الأوّل : عبد الله بن أحمد بن حنبل . من أئمّة أهل الخلاف، حتّى قيل : إنّه أفضل من أبيه، كما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٩، وفي ط ص٣٧٦.

وقال فيه الذهبي في تذكرة الحفّاظ - ٢ / ٦٦٥ : عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل، الإمام الحافظ الحجّة أبو عبد الرحمن، محدّث العراق، وَلدُ إمام العلماء أبي عبد الله الشيباني المروزي الأصل البغدادي وُلد سنة ثلاث عشرة ومئتين، وسمع من أبيه فأكثر، ومن يحيى بن عبدويه صاحب شعبة . .، قال الخطيب : كان ثقة ثبتاً فهماً.

الثاني : أحمد بن إسرائيل : روى عنه عبد الله بن حنبل، وروى هو عن محمّد بن عثمان في كتابه فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٨ ح ١١٤٠، حدّثني أحمد بن إسرائيل، ثنا محمّد بن عثمان، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا يحيى بن سالم، ثنا أشعث بن عمّ حسن بن صالح وكان يُفضّل عليه، ثنا مسعر، عن عطيّة العوفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( . ثمّ مكتوبٌ على باب الجنّة محمّد رسول الله، عليّ أخو رسول الله، قبل أن تُخلق السّماوات بألفي سنة )).

وقال فيه الخطيب البغدادي في كتابه - موضح أوهام الجمع والتفريق ١ / ٤٦٥ : . وهو أحمد بن إسرائيل، الذي روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد بن يوسف الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، حدّثني أحمد بن إسرائيل، حدّثنا محمّد بن عثمان، حدّثنا زكريا بن يحيى ينوي، حدّثنا يحيى بن سالم، حدّثنا أشعث ابن عم حسن بن صالح وكان يُفضّل عليه، حدّثنا مسعر، عن عطية العوفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( مكتوبٌ على باب الجنّة محمّد رسول الله، عليّ أخو رسول الله، قبل أن أخلق السّماوات بألفي سنة )).

أقول : وفي ط : (( قبل أن أصحهما السّماوات . )) والصحيح ما أثبتناه.

قال فيه الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ١٠١ : =

١٤

____________________

= ٣٩٦ - [ صح ] أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النّجاد، الفقيه الحنبلي المشهور، عن هلال بن العلاء، وأبي قلابة، وخلق ورحل وصنّف السّنن.

روى عنه ابن مردويه، وأبو علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران وخلق كثير وكان رأساً في الفقه، رأساً في الرواية، ارتحل إلى أبي داود السّجستاني وأكثر عنه، وكان ابن زرقويه يقول : النّجاد بن صاعد قلت : هو صدوق.

قال الدار قطني : حدّث من كتاب غيره بما لم يكن في اُصوله وقال الخطيب : كان قد عمي في الآخر، فلعل بعض الطّلبة قرأ عليه ذلك.

وقال الألباني في إرواء الغليل ٣ / ٤٠ : (فائدة) : النّجاد - الذي عزا إليه الحديثَ مؤلفُ الكتاب - هو أحمد بن سلمان بن الحُسين، أبو بكر الفقيه الحنبلي، يُعرف بالنّجاد، وهو حافظٌ صدوقٌ، جمع المسندَ، وصنّف في السّنن كتاباً كبيراً، روى عنه الدار قطني وغيره من المتقدّمين، ولِدَ سنة (٢٥٣ ه) فيما قيل، وتوفي سنة (٣٤٨ه).

الثالث : وهو إمام الحنابلة، وصاحب المسند المشهور، أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشّيباني.

وإليك ما قاله فيه الذهبي في تذكرة الحفّاظ ٢ / ٤٣١ : أحمد بن حنبل شيخ الإسلام، وسيّد المسلمين في عصره، الحافظ الحجّة، أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد الذّهلي الشّيباني المروزي ثم البغدادي ولِدَ سنة أربع وستّين ومئة.

الرابع : أسود بن عامر : وهو شاذان، قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٢ - ١١٣ : شاذان الإمام الحافظ الصّدوق، أبو عبد الرحمن أسود بن عامر، شاذان الشّامي ثم البغدادي ولِدَ سنة بضعٍ وعشرين ومئة، وسمع هشامَ بن حسّان، وطلحة بن عمرو، وذواد بن علبة، وجرير بن حازم، وشعبة بن الحجّاج، وسفيان الثّوري، وعبد العزيز بن الماجشون، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد وعدّة.

حدّث عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو ثور الكلبي، وعمرو النّاقد، وعبد الله الدارمي، ويعقوب بن شيبة، وأحمد بن الوليد الفحّام، وأحمد بن الخليل البرجلاني، والحارث بن أبي اُسامة وخلق كثير.

وثّقه ابن المديني وغيره، وحدّث عنه من القدماء بقية بن الوليد.

توفي في أوَّل سنة ثمان ومئتين ببغداد، وروى عنه مسلم في صحيحه في ٦ / ١٦٥.

الخامس : الربيع بن منذر الثّوري : قال فيه العجلي في معرفة الثّقات ١ / ٣٥٦ : (٤٦١) الربيع بن منذر كوفي ثقة =

١٥

أقول : وهذا ليس بغريب، بل مثله الكثير في الأحاديث النّبوية، وهذا ليس بأعظم من مصافحة المؤمن للمؤمن.

قال الهيثمي : وعن سلمان الفارسي، أنّ النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال : (( إنّ المسلمَ إذا لقى أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتتْ عنهما ذنوبُهما، كما يتحاتّ الورقُ عن الشّجرة اليابسة في يومِ ريحٍ عاصفٍ، وإلّا غفر لهما، ولو كانت ذنوبُهما مثل زبدَ البحر )) رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير سالم بن غيلان وهو ثقة(١) .

وأيضاً جاء في حبِّ آل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ما يفوق على غفران الذّنوب من أن يعطى المراتب العالية ببركة حبّهم (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).

قال القرطبي في تفسيره : وكفى قبحاً بقول مَنْ يقول : إنّ التّقرّبَ إلى الله بطاعته، ومودة نبيه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وأهل بيته منسوخٌ، وقد قال النّبيُّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( مَنْ مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ومَنْ مات على حبّ آل محمّد جعل الله زوّار قبره الملائكة والرّحمة، ومَنْ مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيسٌ اليوم من رحمة الله، ومَنْ مات على بغض

____________________

= والسادس : هو منذر الثّوري : قال فيه العجلي في معرفة الثقات ٢ / ٢٩٨: (١٧٩١) منذر الثّوري، أبو يعلى، كوفي ثقة وقال الرّازي في الجرح والتعديل ٨ / ٢٤٢:

١٠٩٣ - منذر بن يعلى، أبو يعلى الثّوري، روى عن ابن الحنفيّة، وسعيد بن جبير، والربيع بن خثيم، وعاصم بن ضمرة.

روى عنه الأعمش، وسعيد بن مسروق، وفطر، والحجّاج بن أرطاة، وابنه الرّبيع بن منذر، سمعت أبي يقول ذلك ثنا عبد الرحمن قال : ذكره أبي، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، أنّه قال : منذر الثّوري ثقة.

وذكره ابن حبان في الثقات ٧ / ٥١٨ وروى عنه البخاري في صحيحه في باب الوضوء ١ / ٤٢.

(١) مجمع الزوائد - الهيثمي ٨ / ٣٧، وفي ط ص٧٧ ح ١٢٧٧١.

١٦

آل محمّد لم يرح رائحة الجنّة، ومَنْ مات على بغض آل بيتي فلا نصيبَ له في شفاعتي )).

قلت : وذكر هذا الخبر الزمخشري في تفسيره بأطول من هذا، فقال : وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( مَنْ مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومَنْ مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكملَ الإيمان، ألا ومَنْ مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر ونكير، ألا ومَنْ مات على حبّ آل محمّد فُتِحَ له في قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومَنْ مات في حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزارَ ملائكةِ الرّحمة، ألا ومَنْ مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة، ألا ومَنْ مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيسٌ من رحمة الله، ألا ومَنْ مات على بغض آل محمّد مات كافراً ))(١) .

البكاءُ على الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) يُخرِجُ من النّار

الخطيب البغدادي، قال : حدّث عن محمّد بن عبد الله الحضرمي، والحسن بن حبّاش الدّهقان، وجعفر بن محمّد بن عبيد بن عتبة الكندي، وغيرهم روى عنه أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، وكنَّاه نسبة إلى لقب أبيه من غير أن يسمّيه، وحدّث عنه أيضاً جناح بن نذير وغيره من الكوفيِّين، ثنا الحسن بن أبي طالب، ثنا أحمد بن محمّد بن عمران، ثنا أبو الحسن بن شُقَير، ثنا جعفر بن محمّد بن عُبيد، ثنا أحمد بن يحيى الأودي، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا محمّد بن بكر، ثنا الرّبيع بن منذر الثّوري، عن أبيه قال : سمعت الحُسين بن عليٍّ (عليه‌السلام ) يقول : (( مَنْ دمعَتْ عينُه فينا

____________________

(١) تفسير القرطبي ١٦ / ٢٢.

١٧

دمعةً، أو قطرَتْ عينُه فينا قطرةً أثواه الله بها في الجنّة حقباً، وإنْ دخل النّار أخرجتُه منها ))(١) .

ثوابُ البكاءِ والدمعةِ على الإمام الحُسين (عليه‌السلام )

قال القندوزي الحنفي : وفي تفسير علي بن إبراهيم، عن الباقر (عليه‌السلام ) قال : كان أبي عليُّ بن الحُسين (عليه‌السلام ) يقول : (( أيّما مؤمنٍ دمعَتْ عيناه لقتل الحُسين (عليه‌السلام ) ومَنْ معه حتّى يسيلَ على خدّيه، بوّأه الله في الجنّة غُرفاً، وأيّما مؤمنٍ دمعَتْ عيناه دمعاً حتّى يسيل على خدّيه لأَذىً مسَّنا من عدوِّنا، بوَّأه الله مبوَّأ صدقٍ، وأيّما مؤمنٍ مسَّه أذى فينا فدمعَتْ عيناه حتّى يسيلَ دمعُه على خدّيه من مضاضة ما اُوذي فينا، صرفَ الله عن وجهِهِ الأذى، وآمنه يوم القيامة من سخطِهِ ومِنَ النّار ))(٢) .

وقال القندوزي أيضاً : وفي تفسير علي بن إبراهيم، عن جعفر الصادق (عليه‌السلام ) قال : (( مَنْ ذَكَرَنا أو ذُكِرَنا عنده، فخرج من عينيه دمعٌ مثلُ جناحِ بعوضةٍ غفر الله له ذُنوبَه، ولو كانت مثلَ زبدِ البحر ))(٣) .

البكاءُ في يوم عاشوراء عن الإمام الصادق (عليه‌السلام )

قال الأسفراييني : (ويروي) عن جعفر الصادق (عليه‌السلام ) أنّه قال : (( قُتِلَ بالحُسين مئة ألف ولمْ

____________________

(١) تلخيص المتشابه - الخطيب البغدادي ١ / ٥٦٣.

(٢) ينابيع المودّة ٣ / ١٠٢.

(٣) المصدر نفسه.

١٨

تقُمْ بثأره، وسيُطلبُ بثأره )) قال جعفر الصادق (عليه‌السلام ) : (( إنّ الشهرَ المحرّمَ كانت الجاهليّةُ يُحرّمون فيه القتالَ، فاستُحلّتْ فيه دماؤنا، وانتُهبَ فيه مالُنا، وتهتكت فيه حريمنا، ولمْ يبقَ فيه حرمةٌ لنا إنّ يومَ عاشوراءَ أحرقَ قلوبَنا، وأرسلَ دموعَنا، وأرضَ كربلاءَ أورثتْنا الكربَ والبلاءَ فعلى مثلِ الحُسين (عليه‌السلام ) فليبكِ الباكون ؛ فإنّ البكاءَ عليه يمحُو الذّنوبَ أيُّها المؤمنون ))(١) .

ما ذُكر في منزلة الباكين في الجنّة، وفضل البكاء في يوم عاشوراء

قال ابن حجر في الإصابة، قال الذهبي : ووقفتُ على نسخةٍ يرويها عبيد الله بن محمّد بن عبد العزيز السّمرقندي، قال : حدّثني الإمام صفوة الأولياء جلالُ الدين موسى بن مجلي بن بندار الدّنيسيري، أخبرنا الشّيخ الكبير العديم النّظير رتن بن نصر بن كربال الهندي، عن النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) . .(فذكر أحاديث كثيرة) . إلى أنْ قال : (( ما مِنْ عبدٍ يبكي يومَ اُصيبَ ولدي الحُسين (عليه‌السلام ) إلّا كان يوم القيامة مع اُولي العزم من الرّسل )) وقال : (( البُكاء في يومِ عاشوراء نورٌ تامٌ يوم القيامة ))(٢) .

____________________

(١) نور العين في مشهد الحُسين (عليه‌السلام ) - أبو إسحاق الأسفراييني / ٨٣، وفي ط ص٧٢.

(٢) الإصابة ٢ / ٥٢٧.

أقول : وهذه مع ضعف سندها، ولكنْ يتقوّى بما تقدّم من الرواية الأولى الصحيحة عن ابن حنبل، وأيضاً توجد كثيرٌ من هذه الروايات، ولكنّ الظروف العامّة التي خلقها بنو اُميّة وبنو العبّاس، والظّلمة والخوارج، وغيرهم من أعداء أهل البيت (عليهم‌السلام ) منعتْ وصولَ الكثيرِ من روايات فضائلِهم (عليهم‌السلام ) فضلاً عن الروايات التي تُصرّحُ بالأحكام الشرعيّة المتعلّقة بأفعال النّاس من التي تُشيدُ بذكرِهم (عليهم‌السلام ) ؛ مثل استحباب البكاء عليهم التي لا ينفكّ عنها المسلمون بحيث تكون على الدوام تُنادي بفضل أهل البيت (عليهم‌السلام )، وأكبرُ شاهدٍ في زماننا على ذلك تركهم ذكرَ الآل في الصّلاة على النّبي محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مع وجود الروايات المصرّحة بالنّهي عن الصّلاة البتراء، وهي التي لا يُذكر فيها أهل البيت (عليهم‌السلام ).

١٩

جوابُ مَنْ منع مدح أهل البيت (عليهم‌السلام )

وقال القندوزي الحنفي : وفي جواهر العقدين، قال أبو الحسن بن سعيد في كنوز المطالب في فضائل بني أبي طالب : إنّ الشعراء يشتغلون ببغداد بالمشهد الكاظمي (رضي‌الله‌عنه ) في مدح أهل البيت، وأنكر بعض مَنْ غلب عليه التّعصبُ والتقليدُ، فقلت هذه الأبيات :

يا أهلَ بيتِ المصطفى عجباً لِمَنْ

يأبى حديثَكُمـُ مِنَ الأقوامِ

واللهُ قد أثنى عليكم قبلَه

وبهدْيِكُم شُدَّتْ عُرَى الإسلام

اللهُ يَحْشُرُ كلَّ مَنْ عاداكُمـُ

يومَّ الحسابِ م-زَلْزَلَ الأقدامِ

ويرى شفاعةَ جدِّكم مَنْ دونَه

ويُذادُ عن حوضٍ طريداً ظامي(١)

مجيءُ الزهراء (عليها‌السلام ) يوم المحشر وشفاعتها للباكين على مصيبة الإمام الحُسين (عليه‌السلام )

قال حسام الدين الحنفي : قال النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش : يا أهلَ القيامة، أغمِضُوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنتُ محمّدٍ (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، مع قميصٍ مخضوبٍ بدمِ الحُسين (عليه‌السلام )، فتحتوي على ساق العرش، فتقول : أنت الجبّار العدل، اقضِ بيني وبين مَنْ قتلَ ولدي فيقضي الله لبنتي وربِّ الكعبة، ثم تقول : اللّهمَّ، اشفعني في مَنْ بكى على مصيبته فيشفّعها الله فيهم ))(٢) .

____________________

(١) ينابيع المودّة لذوي القربى ٣ / ١٠٣.

(٢) كتاب ( آل محمّد ) للعلّامه حسام الدين الحنفي / ٣٧ (نسخة مكتبة السيد الأشكوري)، نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٥ / ٢٢٢.

٢٠