ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق0%

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق مؤلف:
المحقق: العلّامة الحاج الشيخ محمّد باقر المحمودي
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 454

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بـ (ابن عساكر)
المحقق: العلّامة الحاج الشيخ محمّد باقر المحمودي
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: الصفحات: 454
المشاهدات: 12449
تحميل: 1990

توضيحات:

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12449 / تحميل: 1990
الحجم الحجم الحجم
ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

شكاية عليٍّ (عليه‌السلام ) إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حسد الناس إيّاه ، وتسلية رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إيّاه بأنّ أوّل مَن يدخل الجنّة هو وعلي والحسن والحسين وأزواجهم

١٦٥ - أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن المهتدي ، أنبأنا الحسن بن علي بن عبد الواحد ابن البري وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأنا [ أبو ] محمّد ابن البري , وأبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن الفرات (حيلولة).

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار(١) , وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم الآدمي قالا : أنبأنا أبو الفضل بن

____________________

١٦٥ - ورواه المصنف بسند آخر , أو أسانيد اُخر في الحديث (٨٣٥) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) من تاريخ دمشق ٢ / ٣٢٩ , ط ١ ، ولكن فيه بين المتن والسند بياض قريباً من صحيفة ، وإليك صورة الحديث : أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري (حيلولة).

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين وذرارينا خلف أزواجنا من ورائنا إسماعيل بن عمرو كوفي نز [ ل ] إصبهان.

أقول : قد ذكرنا أنّ بين هذا المتن والسند بياض بما يقرب من صحيفة ، وكذا بعد قوله (إصبهان) أيضاً بياض , ولم يُعلم حد المحذوف كمّاً وكيفاً ورواه أيضاً في الحديث (١٩٠) من كتاب الفضائل لأحمد ، وكذلك في معجم الشيوخ لابن الأعرابي , وعلّقناه على الحديث (١٩٨) من شواهد التنزيل ١ / ١٤٥ ، والحديث (٨٣٥) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ٢ / ٣٢٩.

(١) من قوله : (المهتدي , إلى قوله : أنبأنا محمّد ابن البري) مأخوذ من نسخة تركيا ، ولا يوجد في نسخة العلّامة الأميني(*).

١٨١

الفرات قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد ابن المقابري(١) ، أنبأنا محمّد بن يونس بن موسى ، أنبأنا عبيد الله بن محمّد التيمي ، أنبأنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، حدّثني محمّد بن يحيى , عن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه الحسين , عن علي (عليه‌السلام ) قال : (( شكوت إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حسد الناس إيّاي , فقال : يا علي , إنّ أول أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت , والحسن والحسين ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا )).

قال [ علي (عليه‌السلام ) ] : قلت : (( يا رسول الله , فأين شيعتنا ؟ )).

قال : (( شيعتكم من ورائكم )).

قال [ عبيد الله بن محمّد ] : وأنبأنا إسماعيل بن عمرو ، عن أجلح الكندي ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم ، عن علي (عليه‌السلام ) قال : (( إنّ محبّينا لأقوام ذبلٌ شفاههم , خمصٌ بطونهم , تُعرف الرهبانيّة في وجوههم )).

[ ثمّ قال علي (عليه‌السلام ) ] : (( أخبرني رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنّه أوّل مَن يدخل الجنّة أنا وفاطمة والحسن والحسين )).

قال : (( قلتُ : يا رسول الله , فذرارينا ؟ قال : ذرارينا من ورائنا )).

____________________

(١) من قوله (المسلم الآدمي - إلى قوله - محمّد ابن المقابري) قد سقط عن نسخة العلّامة الأميني , وأخذناه من نسخة تركيا(*).

١٨٢

كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يمصّ لسان الحسين (عليه‌السلام ) كما يمصّ الصبي التمرة

١٦٦ - أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو حفص بن شاهين ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفي ، أنبأنا الحكم بن سليمان ، أنبأنا يحيى بن يعلي ، عن أبي موسى , عن أبي حازم , عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يمصّ لسان الحسين بن علي كما يمصّ الصبي التمرة.

قال ابن شاهين : سمعت أحمد بن [ محمّد بن ] سعيد يقول : حديث الحكم بن سليمان أصح ، وأبو موسى هذا هو عمر بن موسى الوجيهي , وكان يحيى بن يعلى إذا حدّث عنه قال : عبد الله بن موسى.

أشار ابن عقدة إلى أنّ حديث الحكم أصح من حديث الحسن بن حمّاد سجادة(١) ، عن يحيى بن يعلى ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي موسى ,

____________________

١٦٦ - والحديث رواه ابن شاهين في الأفراد ، كما رواه عنه في باب فضائل الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) في الفرع الثاني من الفصل الرابع من الباب الثالث من منتخب كنز العمال , المطبوع بهامش مسند أحمد ٤ / ١٠٣.

(١) وحديث الحسن بن حمّاد هذا رواه الذهبي في ترجمة إسرائيل بن موسى تحت الرقم (٨١٩) من ميزان الاعتدال ١ / ٢٠٨ , وفي ط / ٩٧ , قال : أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن محمّد بن إسماعيل , ومسعود بن أبي منصور قالا : حدّثنا أبو علي المقرئ ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا حبيب بن الحسن ، وعبد الله بن محمّد بن عثمان قالا : أنبأنا محمّد بن هارون بن حميد ، أنبأنا الحسن بن حمّاد سجادة ، حدّثنا يحيى بن يعلى ، = (*)

١٨٣

وإنّ ذكر سفيان فيه وهم.

وقد قال ابن شاهين - كما تقدم في ترجمة الحسن بن علي(١) - : إنّه يُحتمل أن يكون يحيى سمعه من سفيان عن أبي موسى , وسمعه من أبي موسى.

____________________

= حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي موسى - يعني إسرائيل - , عن أبي حازم ، عن أبي هريرة [ قال : ] رأيت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يمصّ لعاب الحسن والحسين كما يمصّ الرجل التمر.

قال الذهبي : غريب جداً.

ورواه أيضاً في نظم درر السمطين / ٢١١ , ورواه عنهما في إحقاق الحقِّ ١٠ / ٥٣٣ , وفضائل الخمسة ٣ / ١٨٠.

ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث (٤٢٠) من مناقبه / ٣٧٣ , ط ١ ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم ، وأبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قالا : حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدر ، حدّثنا الحسن بن حمّاد ، حدّثنا يحيى بن يعلي ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي موسى , عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : رأيت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يمصّ لعاب الحسن والحسين كما يمصّ الرجل التمرة.

ورواه أيضاً الطبراني كما في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٧ , ورواه أيضاً حسن بن محمّد الصغاني في كتاب مشارق الأنوار / ١١٤ ، عن أبي الحسن بن ضحاك ، عن أبي هريرة . هكذا رواه عنه في إحقاق الحقِّ ١١ / ٣٠٣.

(١) وانظر ما ذكره تحت الرقم (١٧٦) وما بعده من ترجمة الإمام الحسن (عليه‌السلام )(*).

١٨٤

قوله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في المرض الذي قُبض فيه : (( اللّهمَّ أهل بيتي مستودعهم كلّ مؤمن ))ثلاث مرات.

١٦٧ - حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمان بن عبد الله البستي ، أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله ، أخبرني الحسين بن محمّد بن أحمد بن الحسن الحافظ ، أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكلابي بـ (تنيس) ، أنبأنا حمدون بن عيسى ، أنبأنا يحيى بن سليمان الجعفي ، أنبأنا عبّاد بن عبد الصمد , عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في المرض الذي قُبض فيه , فانكبّت عليه فاطمة وألصقت صدرها بصدره وجعلت تبكي , فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( مه يا فاطمة )).

ونهاها عن البكاء , فانطلقت [ فاطمة (عليها‌السلام ) ] إلى البيت , فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , وهو يستعبر الدموع : (( اللّهمَّ أهل بيتي , وأنا مستودعهم كلّ مؤمن )) [ قاله ] ثلاث مرات.

____________________

١٦٧ - ويجيء أيضاً شواهد اُخر في الحديث (٣٢٣) وتعليقه / ٣٥٠ , أو ٤٥٩ من مخطوطي.

ورواه أيضاً الخطيب البغدادي في عنوان (عبد الله بن أبي سلمة) من كتاب المتفّق والمتفرق ١٠ / الورق ١٠ , قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريا ، حدّثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا علي بن هاشم ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن سلمة بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن أبيه , عن اُمّ سلمة قالت : دعا النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً (عليهم‌السلام ) يوم توفي , فحنا عليهم ثمّ قال : (( اللّهمَّ إني أستودعهم وصالح المؤمنين )).

ورواه مختصراً ومرسلاً في آخر الفصل الأوّل من كتاب النعيم المقيم - الورق ١٢ / ب / , تأليف عمر بن عبد الواحد , من أعلام القرن (٧)(*).

١٨٥

مكتوب على باب الجنّة : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، علي حبّ الله , الحسن والحسين صفوة الله , فاطمة خيرة الله

١٦٨ - أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد قالا : أنبأنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنبأنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، حدّثني أبو الحسن علي بن أحمد بن حمويه(١) الحلواني المؤدّب ، حدّثني محمّد بن إسحاق المقرئ - يعني أبا بكر المعروف بشاموخ(٢) - ، أنبأنا علي بن حمّاد الخشّاب ، أنبأنا علي بن المديني ، أنبأنا وكيع بن الجراح ، أنبأنا سليمان بن مهران ، أنبأنا جابر , عن مجاهد , عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( ليلة عُرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله , علي حبّ الله(٣) , الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله(٤) , على باغضهم لعنة الله )).

____________________

١٦٨ - رواه الخطيب في ترجمة محمّد بن إسحاق من تاريخ بغداد ١ / ٢٥٩ ، ورواه أيضاً في لسان الميزان ٤ / ١٩٤ ، و ٥ / ٧٠ ، وهو الحديث السادس من أربعين الخزاعي.

(١) كذا في تاريخ بغداد ، وفي تاريخ دمشق ها هنا (ممويه) واختلفت المصادر في ضبطه.

(٢) ما بين الخطين غير موجود في تاريخ بغداد.

(٣) كذا في الأصل ، وفي جلّ المصادر (حبيب الله) , والحب - كضد - والحبيب : المحب والمحبوب ، ولفظة (ليلة) لم ترد في النسخة الظاهرية , ولا في مختصر ابن منظور , وهي موجودة في تاريخ بغداد.

(٤) كذا في النسخة ولسان الميزان ، وفي تاريخ بغداد (فاطمة خيرة الله)(*).

١٨٦

قال الخطيب : هذا حديث منكر بهذا الإسناد(١) , وعلي بن حمّاد مستقيم الروايات لا يحتمل مثل هذا ، وحديثه يعني شاموخاً كثير المناكير.

____________________

(١) الظاهر أنّ الخطيب يرى الحديث منكراً بلحاظ جزئه الأخير (على باغضهم لعنة الله) ؛ حيث إنّ المسكين معتنق بحب مبغضيهم وأعدائهم , فيصعب عليه أن يصدّق أمثال هذه الأقوال الواردة عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في شأن وصيّه وبقيته في اُمّته , وسيدَي شباب أهل الجنّة ، ويبعد كل البعد أن يحكم الخطيب بمنكرية الحديث بلحاظ أوائل فقراته (عرج بي إلى السماء . لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله . ).

وكيف كان لا يمكن لمَن آمن برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وما جاء به من عند الله أن ينكر صدق الحديث وصحته مع كثرة مصادره وشواهده ، ومَن أراد أن يتجلّى له صحة ما ذكرناه فعليه بالحديث (٢٩٩) وما علّقناه عليه من شواهد التنزيل ١ / ٢٢٣ ، والحديث (١٦٢ ، و٨٥٧) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) من تاريخ دمشق ١ / ١١٩ ، و ٢ / ٣٥٣(*).

١٨٧

زيارة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بيت فاطمة (عليها‌السلام ) , ثمّ سؤاله عن الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) , ثمّ ذهابه إليهما وحمله لهما

١٦٩ - أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد(١) ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن محمّد بن موسى , عن عون بن محمّد ، عن اُمّه ، عن جدتها , عن فاطمة [ بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ] أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أتاها يوماً فقال : (( أين ابناي ؟)) , يعني حسناً وحسيناً.

فقالت : (( أصبحنا وليس في بيتنا

____________________

(١) رواه ابن سعد في الحديث (١٥) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من كتاب الطبقات الكبرى ٨ / الورق . / , وكان في أصلي تصحيفات صححناه عليه.

ورواه أيضاً الحاكم في باب مناقب الحسن والحسن (عليهما‌السلام ) من المستدرك ٣ / ١٦٥ ، قال : حدّثني عبد الأعلى بن عبد الله بن سليمان السجستاني ببغداد ، حدّثني أبي ، حدّثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، حدّثنا محمّد بن موسى المخزومي ، حدّثنا عون بن محمّد ، عن أبيه ، عن اُمِّ جعفر - اُمِّه - , عن جدتها أسماء [ بنت أبي بكر ] , عن فاطمة - رضي الله تعالى عنها - أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أتاها يوماً فقال : (( أين ابناي ؟ )).

فقالت : (( ذهب بهما علي )).

فتوجّه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فوجدهما يلعبان في مشربة , وبين أيديهما فضل من تمر ، فقال : (( يا علي , ألا تقلب ابنيَّ قبل الحرِّ )).

[ قال الحاكم ] : وذكر باقي الحديث [ ثمّ قال الحاكم ] : محمّد بن موسى هذا هو ابن مشمول , مديني ثقة ، وعون هذا هو ابن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، [ و ] هو وأبوه ثقتان ، واُمّ جعفر هي ابنة القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وجدتها أسماء بنت أبي بكر ، وكلّهم أشراف ثقات(*).

١٨٨

شيء يذوقه ذائق , فقال علي : أذهب بهما ؛ فإنّي أخاف أن يبكيا عليكِ / ١٥ / ب / وليس عندك شيء , فذهب [ بهما ] إلى فلان اليهودي )).

فتوجّه إليه النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فوجدهما يلعبان في شربة ، بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : (( يا علي , ألا قلبت ابنيَّ قبل أن يشتد عليهما الحرُّ ؟ )).

فقال علي (عليه‌السلام ) : (( أصبحنا وليس في بيتنا شيء , فلو جلست حتّى أجمع لفاطمة تمرات)) فجلس رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وعلي ينزع لليهودي دلواً بتمرة حتّى اجتمع له شيء من تمر , فجعله في حجزته ثمّ أقبل ؛ فحمل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أحدهما وعليٌّ الآخر حتّى قلبهما.

١٨٩

قوله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لفاطمة ( عليها‌السلام ) لـمّا سمع بكاء ابنه الحسين ( عليه‌السلام ) : (( ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني ؟ )).

١٧٠ - أخبرنا أبو غالب ابن البنّاء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدّثني عمي ، أنبأنا أبو نعيم , أنبأنا عبد السلام ، عن يزيد بن أبي زياد قال : خرج النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من بيت عائشة , فمر على بيت فاطمة , فسمع حسيناً يبكي , فقال : (( ألم تعلمي أنّ بكاءه يوذيني ؟ )).

____________________

١٧٠ - ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١١٦ , حديث (٢٨٤٧) , عن علي بن عبد العزيز , عن أبي نعيم(*).

١٩٠

قوله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّ الله اختارني في نفر من أهل بيتي ؛ علي وحمزة وجعفر , والحسن والحسين )).

١٧١ - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك(١) ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن زكريا الجوزقي ، أنبأنا عمر بن الحسن القاضي ، أنبأنا أحمد بن الحسن الخراز ، أنبأنا أبي ، أنبأنا حصين بن مخارق ، عن أبيه مخارق بن عبد الرحمان ، عن أبيه ، عن جده , عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّ الله تعالى اصطفى العرب من جميع الناس , واصطفى قريشاً من العرب ، واصطفى بني هاشم من قريش , واصطفاني من قريش(٢) , واختارني في نفر من أهل بيتي ؛ علي وحمزة وجعفر , والحسن والحسين )).

____________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي أصلي (الحسين بن عبد الله . .) ثمّ إنّ قريباً من صدر الحديث رواه في كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ٤٩٧ , ولذيل الحديث شواهد كثيرة.

وأمّا القول بتفضيل العرب وقريش وبني هاشم على مَن عداهم ؛ فإن كان بسبب اختيار النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) منهم , كما أن الله فضّل بني إسرائيل على العالمين بسبب وجود الأنبياء فيهم , فلا إشكال فيه , وإلّا فإنه يناقض روح القرآن والروايات المتواترة والبديهيات العقلية , اللّهمَّ إلّا أن يُفسّر بمثل ما ورد عن الإمام الكاظم (عليه‌السلام ) [حينما] قال : (( الناس ثلاثة ؛ عربي , ومولى , وعلج ؛ فأمّا العرب فنحن ؛ وأمّا المولى فمَن والانا ؛ وأمّا العلج فمَن تبرّأ منّا وناصبنا )).

وهذا يتناسب مع قوله تعالى :( إنّ أكرمَكُم عند اللهِ أتقاكُم ) (*).

(٢) هكذا وردت عبارة (واصطفاني من قريش) هنا , ولعلّ الأقرب (واصطفاني من بني هاشم) كما عليه بعض المصادر الاُخرى (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

١٩١

كان على الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) تعويذان فيهما من زغب جناح جبرئيل (عليه‌السلام )

١٧٢ - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الموازيني ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنبأنا محمّد بن يوسف الرقي (حيلولة).

وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمان ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا عبد الرحمان بن النحاس قالا : أنبأنا أبو سعيد ابن الأعرابي أحمد بن محمّد بن زياد بمكة ، أنبأنا إبراهيم بن سليمان(١) ، أنبأنا خلاد بن يحيى ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي حصين , عن يحيى بن وثاب ، عن عبد الله بن عمر قال : كان على الحسن والحسين تعويذان فيهما من زغب جناح جبريل (عليه‌السلام ).

____________________

(١) قال في ترجمته من لسان الميزان ١ / ٦ د : ذكره ابن حبان في الثقات [ والحديث ] ذكره [ أيضاً ] صاحب الأغاني من هذا الوجه.

أقول : والحديث ذكره أيضاً الذهبي في ترجمة الرجل تحت الرقم (١٠٧) من ميزان الاعتدال ١ / ١٩ ، وفي ط / ٣٧ , ولكن نفث عليه ما في أوعية تخيلاته على ما استقرّت عليه عادته والحديث قد تقدّم تحت الرقم (١٧٦) من ترجمة الإمام الحسن (عليه‌السلام ) وانظر الحديث (٢٢ و ٢٣) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من الطبقات الكبرى ، والحديث (٥٨ و ٥٩) في الباب (٢٤ و ٢٥) من السمط الثاني من فرائد السمطين(*).

١٩٢

خروج رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى الناس والحسين ( عليه‌السلام ) على عاتقه , وقوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : (( أيها الناس , هذا الحسين بن علي , خير الناس جدّاً وجدّة , واُمّاً وأباً , وعمّاً وعمّة , وخالاً وخالة . )).

١٧٣ - قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزّاز ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن المعلّى بن الحسن الشونيزي ، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري الفقيه ، حدّثني محمّد بن إسماعيل الضراري ، أنبأنا شعيب بن ماهان ، عن عمرو بن جميع العبدي , عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ، عن ربيعة السعدي قال : لـمّا اختلف الناس في التفضيل , رحلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتّى دخلت المدينة , فدخلت على حذيفة بن اليمان ، فقال لي : مَن الرجل ؟

قلتُ : من أهل العراق.

فقال لي : من أي العراق ؟

قال : قلت : رجل من أهل الكوفة.

قال : مرحباً بكم يا أهل الكوفة , [ ما جاء بك ؟ ].

قال : قلت : اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك.

فقال لي : على الخبير سقطت ؛ أما إنّي لا اُحدّثك إلّا ما سمعته أذناي , ووعاه قلبي , وأبصرته عيناي ؛ خرج علينا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , كأني أنظر إليه كما أنظر اليك الساعة , حامل الحسين بن علي على عاتقه , كأني أنظر إلى كفّه الطيبة

١٩٣

واضعها على قدمه يلصقها بصدره , فقال : (( يا أيها الناس , لأعرفن ما اختلفتم في الخيار بعدي , هذا الحسين بن علي , خير الناس جدّاً , وخير الناس جدّة ؛ جدُّه محمّد رسول الله سيد النبيِّين , وجدّته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله

هذا الحسين بن علي , خير الناس أباً , وخير الناس اُمّاً ؛ أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , ووزيره , وابن عمّه , وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله ، واُمّه فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء العالمين.

هذا الحسين بن علي , خير الناس عمّاً , وخير الناس عمّة ؛ عمه جعفر بن أبي طالب , المزيّن بالجناحين يطير بهما في الجنّة حيث يشاء ، وعمّته اُمّ هانئ بنت أبي طالب.

هذا الحسين بن علي , خير الناس خالاً , وخير الناس خالة ؛ خاله القاسم بن محمّد رسول الله(١) , وخالته زينب بنت محمّد رسول الله )).

ثمّ وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه وحبا , ثمّ قال : (( يا أيها الناس , هذا الحسين بن علي , جدّه وجدّته في الجنّة ، وأبوه واُمّه في الجنّة ، وعمّه وعمّته في الجنّة ، وخاله وخالته في الجنّة ، وهو وأخوه في الجنّة(٢) ، إنّه لم يؤتَ أحدٌ من ذرّيّة النبيِّين ما اُوتي

____________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لنسخة تركيا ، وفي النسخة الظاهرية (خاله أبو القاسم).

(٢) جملة (وهو وأخوه في الجنة) قد سقطت عن نسخة تركيا ثمّ إن قريباً من هذا المعنى رواه الطبراني في الحديث (٥٥) من ترجمه الإمام الحسن (عليه‌السلام ) من المعجم الكبير ٣ / ، ورواه أيضاً الخوارزمي في أواسط الفصل السادس من مقتل الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ١ / ١١١ ، ورواه عنه في الباب (٦٠) من كتاب ينابيع المودة / ٣٢٧ ، ورواه أيضاً في الباب المذكور من الينابيع / ٣٣١ عن البارزي في توثيق عرى الإيمان.

وممّن اعترف بتفضيلهم كذلك عمر بن الخطاب كما في كتاب تذكرة الخواص / ٢٤٥ , = (*)

١٩٤

الحسين بن علي ما خلا يوسف بن يعقوب )).

____________________

= وكذلك معاوية كما في العقد الفريد.

ورواه أيضاً أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الماليني الهروي بإسناده عن الأعمش ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن جدّه.

كما رواه العلّامة الأميني عنه في ثمرات الأسفار ٢ / ٣٢ نقلاً عن المجموعة (٢٣) من المكتبة الظاهرية التي فيها أحاديث أبي سعد الماليني , ورواه ابن المغازلي في الحديث (١٨٧) من مناقبه / ٥٨ بصورة تفصيلية بعدة أسانيد , ورواه عنه البحراني في الباب (١٠٧) من غاية المرام / ٦٥٦ , ورواه أيضاً الخوارزمي مسنداً في الحديث الأوّل من الفصل (١٩) من مناقبه / ٢٠٠.

ورواه بسند آخر عن الأعمش في المناقب الفاخرة , كما رواه عنهما البحراني في الباب (١٠٧) من غاية المرام / ٦٥٣ و ٦٥٦ , ورواه أيضاً في ترجمة الأعمش تحت الرقم (٦٢) من كتاب نور القبس / ٢٥١ , ط ١ , ورواه الشيخ الصدوق بأسانيد اُخر عن الأعمش في الحديث الثاني من المجلس (٦٧) من أماليه / ٢٠٧ , وأيضاً قريباً منه وباختصار ذكره ابن المغازلي بسند آخر في الحديث (٤٣١) من مناقبه.

ورواه أيضاً عن حذيفة باختصار ومرسلاً في تاريخ بني اُميّة من كتاب كنز الدرر ٤ / ٣٣ , على ما رواه عنه الطباطبائي (دام عزّه) , ورواه أيضاً الطبراني في المعجم الكبير والأوسط , كما رواه عنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٤ ، وكما في كنز العمال ٦ / ٢٢١ , ط ١ ، وفي ط ٢ , ١٣ / ١٠٣ , ورواه عنهما في فضائل الخمسة ٣ / ٢٢٢ , وإحقاق الحقِّ ١٠ / ٧٢٦(*).

١٩٥

حديث الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود( رضي‌الله‌عنه ) : إنّ الله حرّم فاطمة وذرّيتها على النار

١٧٤ و ١٧٥ - أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي ، أنبأنا أبو حفص بن شاهين ، حدّثني محمّد بن زهير بن الفضل بـ (الإبلة) ، وعبد الله بن سليمان بن الأشعث قالا : أنبأنا علي بن المثنى الطهوي ، أنبأنا معاوية بن هشام ، أنبأنا عمر بن غياث ، عن عاصم بن أبي النجود(١) , عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيتها من النار )).

قال : وأنبأنا ابن شاهين ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان ، أنبأنا محمّد بن عبيد بن عتبة ، أنبأنا محمّد بن إسحاق البلخي ، أنبأنا تليد ، عن عاصم , عن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذرّيتها على النار )).

____________________

١٧٤ - رواه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٥٢ بأسانيد عن معاوية بن هشام ، ورواه أبو نعيم الإصبهاني في ترجمة زر بن حبيش من حلية الأولياء ٤ / ١٨٨ عن جماعة ، عن معاوية بن هشام ، ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى / ٤٨ في عنوان ذكر تحريم ذريتها على النار , وقال : أخرجه أبو تمام في فوائده.

ورواه المتقي الهندي والسيوطي في كنز العمال ٦ / ١٠٨ برقم (٣٤٢٢٠) , وفي الثغور الباسمة / ٤٦ عن البزار والطبراني, والحاكم وأبي يعلى وبهذا المعنى ورد عن أبي هريرة وابن عباس كما في كنز العمال في الرقم (٣٤٢٢٦) عن الخطيب و (٣٤٢٢٧) عن الديلمي ٦ / ١٠٩(*).

١٩٦

إنّ الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) ابنا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان يغرّان بالعلم غرّا

١٧٦ - أخبرنا أبو محمّد بن طاووس ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري ، أنبأنا علي بن الفرج بن أبي روح ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو محمّد عبد الرحمان بن صالح الأزدي ، أنبأنا يحيى بن يعلى , أنبأنا / ١٦ / أ / يونس بن خباب ، عن مجاهد قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) فسألهما , فقالا : (( إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة ؛ لحاجة مجحفة ، أو لحمالة مثقلة ، أو دين فادح(١) )) , فأعطياه.

____________________

١٧٦ - رواه ابن أبي الدنيا في الحديث (٢٨) من كتاب القناعة والتعفف - الورق ١٠٢ / أو ٦ / ب.

وروى ما يقرب منه الشيخ الصدوق في الحديث (١٤٩) من كتاب الخصال , بسنده عن الإمام الصادق (عليه‌السلام ) أنّ رجلاً مر بعثمان بن عفّان فسأله , فأمر له بخمسة دراهم , ثمّ أرشده إلى الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر , فقال له الحسنان (عليهما‌السلام ) : (( يا هذا , إنّ المسألة لا تحلّ إلّا في إحدى ثلاث ؛ دمٍ مفجع , أو دينٍ مقرح , أو فقرٍ مقدح , ففي أيهما تسأل ؟ )).

فقال في واحدة منها فأمروا له فانصرف الرجل , فمر بعثمان , فقال عثمان : اُولئك فطموا العلم فطماً , وحازوا الخير والحكمة انتهى ملخّصاً.

(١) حاجة مجحفة : أي حدوث حاجة مهلكة أو مذهبة للمقدرة ؛ لاستئصال مواد القدرة واجتثاث الثروة من رأسها والحمالة (بفتح الحاء) : ما يتحمّله الرجل عن قوم من الدية والغرامة , مثل أن تقع حرب بين فريقين تُسفك فيها الدماء, فيدخل رجل بينهم فيتحمل ديات القتلى ليصلح بينهم والدين الفادح : الصعب المثقل.

ثمّ إنّ ذيل هذا الحديث , من قوله : (عن شيء , فقال : أتيت ابني عمك) إلى آخر الحديث قد حُذف من نسخة العلّامة الأميني مع سند الحديث التالي , وجُعل فيها متن الحديث = (*)

١٩٧

ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله عن شيء , فقال [ له الرجل ] : أتيت ابنيَّ عمِّك وهما أصغر سناً منك فسألاني وقالا لي وأنت لم تسألني عن شيء !

قال : [ هما ] ابنا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , إنّهما كانا يغرّان العلم غرّا(١) .

١٧٧ - أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو النجم بدر بن عبد الله(٢) ، أنبأنا أبو بكر الخطيب(٣) ، أنبأنا محمّد بن عبيد بن شهريار الإصبهاني ، أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني(٤) ، أنبأنا طي بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان الطائي ببغداد ، أنبأنا عبد الرحمان بن صالح الأزدي ، أنبأنا يحيى بن يعلى الأسلمي , عن يونس بن خباب ، عن مجاهد قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) فسألهما , فقالا : (( إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة ؛ لحاجة مجحفة ، أو لحمالة مثقلة ، أو دين فادح )) , فأعطياه(٥) .

____________________

= التالي متناً لهذا السند ، فالساقط فيها متن هذا الحديث وسند الحديث الآتي.

(١) قال ابن الأثير في مادة غرر من النهاية ٣ / ٣٥٧ : وفي حديث معاوية , كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يغرّ عليّاً بالعلم , أي يلقمه إيّاه , يُقال : غرّ الطائر فرخه إذا زقّه , ومنه حديث ابن عمر , وذكر الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) فقال : إنّما كانا يغرّان العلم غرّا.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي نسخة تركيا ها هنا تصحيف ، وأمّا نسخة العلّامة الأميني فهذا السند قد سقط عنها ، وضمَّ فيها متن الحديث إلى سند الحديث المتقدم.

(٣) رواه الخطيب في ترجمة طي بن إسماعيل تحت الرقم (٤٩٣٦) من تاريخ بغداد ٩ / ٣٦٦ , قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الإصبهاني . ورواه عنه في فضائل الخمسة ٣ / ٣٢٧ ط ٢.

(٤) رواه في حرف الطاء في ترجمة طي بن إسماعيل من المعجم الصغير ٢ / ١٨٤ ، ط المدينة المنورة.

(٥) وقريباً من هذا الصدر رواه عنه في المختار (٩) من قصار كلامه , من كتاب تحف العقول , قال : وأتاه رجل فسأله, فقال : (( إنّ المسألة لا تصلح إلّا في غرم فادح ، أو فقر مدقح , =(*)

١٩٨

ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله ، فقال له الرجل : أتيت ابنيَّ عمِّك فسألاني وأنت لم تسألني ! فقال ابن عمر : [ هما ] ابنا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , إنّهما كانا يغرّان بالعلم غرّا.

قال الطبراني : لم يروه عن مجاهد إلّا يونس بن خباب الكوفي.

____________________

= أو حمالة مفضعة )) فقال [ الرجل ] : ما جئت إلّا في إحداهن فأمر له بمئة دينار.

وقريباً منه رواه أيضاً في المختار (٣٠) من كلم الإمام الكاظم (عليه‌السلام ) / ٣٠٩ ، وقريباً منه رواه أيضاً أحمد في أوائل مسند أنس بن مالك من كتاب المسند ٣ / ١١٤ و ١٢٧ ، ط ١(*).

١٩٩

تلاقي الإمام الحسين مع عمر بن الخطاب , ومطالبة عمر عن علة عدم قدومه عليه ، وجواب ريحانة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وقول عمر له : وهل أنبت الشعرَ على الرأس غيركم ؟!

١٧٨ - أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي , أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، أنبأنا حنبل بن إسحاق ، أنبأنا الحميدي ، أنبأنا سفيان [ قال ] :

____________________

١٧٨ - ورواه أيضاً ابن العديم عمر بن أحمد , المتوفّى (٦٦٠) , في الحديث (٦٥) وتاليه من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من كتاب بغية الطلب / ٦٣ , ط ١ ، قال : أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسين بن هبة الله بن عزال التاجر الواسطي , قال : أخبرنا العدل أبو طالب محمّد بن علي بن أحمد بن الكتاني , قال : أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عبد الله العجمي (قراءة عليه) , قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد البزاز (قراءة عليه) ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصالحي , قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عثمان بن سمعان ، قال : حدّثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بحشل , قال : حدّثنا سعد بن وهب , قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد , عن عبيد بن حنين قال : حدّثني الحسين بن علي (رضوان الله عليه) قال : (( أتيت عمر بن الخطاب وهو على المنبر , فقلتُ : انزل [عن] منبر أبي فاذهب إلى منبر أبيك.

فقال عمر : إنّ أبي لم يكن له منبر ثمّ أخذني فأجلسني معه ، فلمّا نزل نزل بي معه إلى منزله , فقال : يا بُني , اجعل تغشانا , اجعل تأتينا فجئت يوماً وهو خالٍ بمعاوية , فجاء عبد الله بن عمر فلم يُؤذن له , فرجع فرجعت , فلقيني فقال : ما لي لم أرك ؟ فقلت : قد جئتُ وكنتَ خالياً بمعاوية وابن عمر على الباب , فرجع ورجعت فقال : أنت أحق بالإذن من ابن عمر ؛ إنّما أنبت ما ترى في رأسي من الشعر الله ثمَّ أنتم )).

[ ونقله في تعليقه عن تاريخ واسط / ٢٠٣ ] , [ و ] أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف (إذناً) , عن أبي طاهر السلفي قال : أخبرنا ثابت بن بندار ، قال : أخبرنا الحسين بن جعفر , قال : أخبرنا الوليد بن بكر , قال : حدّثنا علي بن =(*)

٢٠٠