ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق0%

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق مؤلف:
المحقق: العلّامة الحاج الشيخ محمّد باقر المحمودي
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 454

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بـ (ابن عساكر)
المحقق: العلّامة الحاج الشيخ محمّد باقر المحمودي
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: الصفحات: 454
المشاهدات: 12829
تحميل: 2189

توضيحات:

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12829 / تحميل: 2189
الحجم الحجم الحجم
ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

ترجمة ريحانة رسول الله (ص)الإمام الحسين (ع) من تاريخ مدينة دمشق

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أنبأنا أبو محمّد شيبان بن أبي شيبة الحبطي ، أنبأنا عمارة بن زاذان , أنبأنا ثابت ، عن أنس قال: استأذن ملك(١) القطر ربه (عزّ وجلّ) أن يزور النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له ، وكان يوم - وقال أبو الغنائم : في يوم - اُمّ سلمة ، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(٢) : (( يا اُمّ سلمة , احفظي علينا الباب , إلّا يدخل علينا أحد )).

قال : فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين - زاد أبو الغنائم : ابن علي - , فطفر فاقتحم , فدخل يتوثب على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فجعل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يلثمه ويقبّله ، فقال له الملك : أتحبه ؟

قال : (( نعم )).

قال : أما إنّ اُمّتك ستقتله , وإن شئت أريتك المكان الذي يُقتل فيه فأراه إيّاه , فجاءه بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته اُمّ سلمة فجعلته في ثوبها.

قال ثابت : كنا نقول : إنها كربلاء.

____________________

(١) كذا في نسخة تركيا ، وفي نسخة العلّامة الأميني (مالك القطر).

(٢) من قوله (فأذن له - إلى قوله : - وسلم) قد سقط عن نسخة العلّامة الأميني ، وأخذناه من نسخة تركيا.

والحديث رواه أيضاً الطبراني تحت الرقم (٤٧) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من المعجم الكبير ١ / الورق ١٤٤ / , قال : حدّثنا بشر بن موسى ، أنبأنا عبد الصمد بن حسان المروزي (حيلولة).

وحدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي , ومحمّد بن محمّد التمّار البصري , وعبدان بن أحمد , قالوا : أنبأنا شيبان [ ابن ] فروخ قالا : أنبأنا عمارة بن زاذان الصيدلاني , قال : أنبأنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر ربه (عزّ وجلّ) أن يزور النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له ، فجاء [ ه ] وهو في بيت اُمّ سلمة , فقال : (( يا اُمّ سلمة , احفظي علينا الباب , لا يدخل علينا أحد )).

فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين (عليه‌السلام ) ففتح الباب , فجعل يتقفّز على ظهر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , والنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يلثمه ويقبّله ، فقال له الملك : [ أ ] تحبه يا محمّد ؟

قال : (( نعم )).

قال : أما إنّ اُمّتك ستقتله , وإن شئت أن اُريك من تربة المكان الذي يُقتل فيها ؟

قال : فقبض قبضة من المكان الذي يُقتل فيه , فأتاه بسهلة حمراء , فأخذتها اُمّ سلمة فجعلتها في ثوبها.

قال ثابت : كنا نقول : إنها كربلاء(*).

٢٤١

٢١٩ - وأخبرناه أبو المظفر القشيري ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمان ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا شيبان بن فروخ ، أنبأنا عمارة بن زاذان ,

____________________

٢١٩ - رواه أبو يعلى الموصلي في مسند مالك من مسنده تحت الرقم (٣٤٠٢) ٦ / ١٢٩ , وما بين المعقوفين منه , وفيه : قُتل به , فأراه , فجاء سهلة . والباقي سواء.

ورواه أيضاً الخوارزمي في الفصل (٨) من مقتله ١ / ١٦٠ , بسنده عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى , قال : وأنبأني أبو العلاء الحسين بن أحمد الهمداني ، أخبرني زاهر بن طاهر الكاتب ، أخبرني محمّد بن عبد الرحمان الجنزرودي ، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدان الحيري ، أخبرني أحمد بن علي بن المثنى

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث (١٠٠٠) من مسند أنس بن مالك من مسنده ٣ / ٢٤٢ , قال : حدّثنا مؤمّل، حدّثنا عمارة بن زاذان ، حدّثنا ثابت ، عن أنس بن مالك أنّ ملك المطر استأذن ربّه أن يأتي النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له، فقال [ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ] لاُمّ سلمة : (( املكي علينا الباب , لا يدخل علينا أحد )).

قال [ أنس ] : وجاء الحسين (عليه‌السلام ) ليدخل , فمنعته [ اُمّ سلمة ] , فوثب فدخل , فجعل يقعد على ظهر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملك للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أتحبه ؟

قال : (( نعم )).

قال : أما إنّ اُمّتك ستقتله , وإن شئت اُريك المكان الذي يُقتل فيه ؟ فضرب بيده فجاء بطينة حمراء , فأخذتها اُمّ سلمة فصرّتها في خمارها.

قال [ زاذان ] : قال ثابت : بلغنا أنها كربلاء.

ورواه أيضاً في الحديث (١١٠٠) من مسند أنس من كتاب المسند ٣ / ٢٦٥ , ط ١ ، قال : حدّثنا عبد الصمد بن حسان ، قال : أنبأنا عمارة - يعني ابن زاذان - , عن ثابت , عن أنس قال : استاذن ملك المطر أن يأتي النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له ، فقال لاُمِّ سلمة : (( احفظي علينا الباب , لا يدخل [علينا] أحد )).

فجاء الحسين بن علي (رضي الله تعالى عنهما) فوثب حتّى دخل , فجعل يصعد على منكب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فقال له الملك : أتحبه ؟

قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( نعم )).

قال : فإنّ اُمّتك تقتله , وإن شئت أريتك المكان الذي يُقتل فيه ؟

قال : فضرب بيده فأراه تراباً أحمر , فأخذت اُمّ سلمة ذلك التراب فصرّته في طرف ثوبها.

قال [ ثابت ] : فكنا نسمع [ أنه ] يُقتل بكربلاء.

أقول : ورواه عنه في ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من البداية والنهاية ٨ / ١٩٩ , ورواه أيضاً أبو نعيم الأصفهاني في دلائل النبوة / ٤٨٦ , قال : = (*)

٢٤٢

____________________

= حدّثنا محمّد بن الحسن بن كوثر ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عبد الصمد بن حسان ، حدّثنا عمارة بن زاذان , عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك المطر أن يأتي النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له ، فقال [ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ] لاُمِّ سلمة : (( احفظي علينا الباب , لا يدخلنّ أحد )).

قال : فجاء الحسين بن علي (رضي‌الله‌عنه ) فوثب حتّى دخل , فجعل يصعد على منكب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فقال له الملك : أتحبه ؟ فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( نعم )).

قال : فإنّ من اُمّتك مَن يقتله , وإن شئت أريتك المكان الذي يُقتل فيه ؟

قال : فضرب بيده فأراه تراباً أحمر , فأخذته اُمّ سلمة (رضي‌ الله‌ عنها) [ فصرّته في ثوبها ].

[ قال : ] وفي رواية سليمان بن أحمد : فشمّها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فقال : (( ريح كرب وبلاء )) فقال [ ثابت ] : كنا نسمع أنه يُقتل بكربلاء.

ورواه السيوطي في الخصائص ٢ / ١٢٥ نقلاً عن أبي نعيم والبيهقي , ورواه أيضاً في الحبائك / ٤٤ عن البغوي في معجم الصحابة والطبراني , ورواه أيضاً ابن حبان كما في باب مناقب الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) تحت الرقم (٢٢٤١) من موارد الظمآن / ٥٥٤ , قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا شيبان بن فروخ ، حدّثنا عمارة بن زاذان ، حدّثنا ثابت , عن أنس بن مالك قال : استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له , فكان في يوم اُمّ سلمة , فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( احفظي علينا الباب , لا يدخل علينا أحد )).

فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي (عليه‌السلام ) , فطفر فاقتحم , ففتح الباب فدخل ، فجعل يتوثّب على ظهر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , وجعل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يتلثّمه ويقبّله , فقال له الملك : [ أ ] تحبه ؟

قال : (( نعم )).

قال : أما إنّ اُمّتك ستقتله ، إن شئت أريتك المكان الذي يُقتل فيه ؟

قال : (( نعم )).

فقبض قبضة من المكان الذي يُقتل فيه فأراه إيّاه , فجاء سهلة أو تراب أحمر , فأخذته اُمّ سلمة فجعلته في ثوبها.

قال ثابت : كنّا نقول : إنها كربلاء.

ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ، عن أحمد وأبي يعلى , والبزار والطبراني ورواه في عنوان (أخبار الملك رسول الله بقتل الحسين . .) من ذخائر العقبى / ١٤٧ , وقال : خرّجه البغوي في معجمه , وأبو حاتم في صحيحه , وأحمد في مسنده.

ورواه أيضاً ابن حجر في الصواعق المحرقة / ١٩٠ ، عن معجم البغوي ، ثمّ قال : وأخرجه أيضاً أبو حاتم في صحيحه.

وروى أحمد نحوه , وروى عبد بن حميد وابن أحمد نحوه أيضاً , لكن فيه (إن الملك جبرئيل) , فإن صح فهما واقعتان ، وزاد الثاني أيضاً أنّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) شمّها وقال : (( ريح كرب وبلاء )) = (*)

٢٤٣

أنبأنا ثابت ، عن أنس قال : استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأذن له ، وكان في يوم اُمّ سلمة ، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( يا اُمّ سلمة , احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد)).

قال : فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي , فاقتحم [ ففتح ] الباب فدخل , فجعل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يلتزمه ويقبّله ، فقال الملك : أتحبه ؟

قال : (( نعم )).

قال : إنّ اُمّتك ستقتله , إن شئت أريتك المكان الذي تقتله فيه ؟

قال : (( نعم )).

قال : فقبض قبضة من المكان الذي قُتل فيه فأراه , فجاء بسهلة أو تراب أحمر , فأخذته اُمّ سلمة فجعلته في ثوبها.

قال ثابت : فكنا نقول : إنها كربلاء.

____________________

= ورواه عنهم وعن مصادر اُخر جمّة في إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٠٩ , ورواه أبو نعيم في الدلائل ٦ / ٤٦٩ , قال : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار ، حدّثنا بشر بن موسى . قال , وكذلك رواه شيبان بن فروخ عن عمارة(*).

٢٤٤

حديث أبي اُمامة في إخبار النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بشهادة ولده الحسين( عليه‌السلام ) , وخروجه مهموماً إلى أصحابه وإعلامهم بذلك

٢٢٠ - أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة(١) ، أنبأنا سليمان بن أحمد(٢) ، أنبأنا علي بن سعيد الرازي ، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي ، أنبأنا علي بن الحسين بن واقد ، حدّثني أبي ، أنبأنا أبو غالب , عن أبي اُمامة قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لنسائه : (( لا تُبكوا هذا الصبي )) , يعني حسيناً.

قال : فكان يوم اُمّ سلمة , فنزل جبريل فدخل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الداخل , وقال لاُمِّ سلمة : (( لا تدعي أحداً يدخل علي )).

فجاء الحسين (عليه‌السلام ) , فلمّا نظر إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في البيت

____________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي الأصل ها هنا - وفي أكثر مواد ذكر هذا الرجل - تصحيف.

(٢) وهو الحافظ الطبراني روى الحديث في ترجمة صدي بن عجلان أبي أمامة الباهلي , تحت الرقم (٨٠٩٦) من المعجم الكبير ٨ / ٣٤٢ , ط ١.

ورواه السيد المرشد بالله ، عن ابن ريذة أبي بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد ، عن الطبراني كما في عنوان (الحديث الثامن في فضل الحسين (عليه‌السلام ) . .) من ترتيب أماليه ١ / ١٨٦ ، ط ١.

ورواه عنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، قال : ورجاله موثقون ورواه أيضاً في تاريخ الإسلام ٣ / ١٠ ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩٤ , ورواه عنهم في إحقاق الحقِّ ١١ / ٣٩٤(*).

٢٤٥

أراد أن يدخل ، فأخذته اُمّ سلمة فاحتضنته , وجعلت تناغيه وتسكته ، فلمّا اشتد في البكاء خلّت عنه , فدخل حتّى جلس في حجر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فقال جبريل للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّ اُمّتك ستقتل ابنك هذا.

فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( يقتلونه وهم مؤمنون بي ؟! )).

قال : نعم يقتلونه فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا.

فخرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) [ و ] قد احتضن حسيناً , كاسف البال مهموماً , فظنّت اُمّ سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه ، فقالت : يا نبي الله , جعلت لك الفداء ! إنك قلت لنا / ١٩ / أ / : (( لا تُبكوا هذا الصبي )) , وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك , فجاء فخلّيت عنه.

فلم يرد [ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ] عليها , فخرج إلى أصحابه وهم جلوس , فقال لهم : (( إنّ اُمّتي يقتلون هذا )) وفي القوم أبو بكر وعمر , وكانا أجرأ القوم عليه ، فقالا : يا نبي الله , يقتلونه وهم مؤمنون ؟!

قال : (( نعم , هذه تربته )) فأراهم إياها.

٢٤٦

طرق أحاديث اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة رضوان الله عليها في إخبار رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بشهادة سبطه الحسين (عليه‌السلام ) بأرض العراق وكربلاء

٢٢١ - أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين بمرو ، أنبأنا محمّد بن علي بن محمّد ابن المهتدي بالله وأخبرنا أبو غالب بن أبي علي ، أنبأنا عبد الصمد بن علي قالا : أنبأنا عبيد الله بن محمّد ، أنبأنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني علي بن مسلم بن سعيد ، أنبأنا خالد بن مخلد ، أنبأنا أبو محمّد موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب الزمعي ، أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال : حدثتني اُمّ سلمة أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اضطجع ذات ليلة , فاستيقظ وهو خاثر(١) , ثمّ رجع فرقد فاستيقظ وهو خاثر - زاد أبو غالب : ثمّ رجع فاستيقظ وهو خاثر وقالا : - دون ما رأيت منه في المرة الاُولى ، ثمّ اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء , فقلت : ما هذه يا رسول الله ؟

قال : (( أخبرني جبريل أن ابني هذا - للحسين - يُقتل بأرض العراق )).

انتهى حديث أبي يعقوب ، وزاد أبو غالب :

____________________

(١) كذا في نسخة العلّامة الأميني ، وفي نسخة تركيا , ومثلها في طبقات ابن سعد : (اضطجع ذات يوم . .) وخاثر : مضطرب ثقيل النفس , غير نشيط(*).

٢٤٧

(( فقلتُ لجبرئيل : أرني من تربة الأرض التي يُقتل بها [ قال : ] فهذه تربتها ))(١) .

____________________

(١) كذا في نسخة العلّامة الأميني ، وفي نسخة تركيا (وهذه تربتها) وفي ذخائر العقبى (قال : فهذه تربتها).

ورواه أيضاً ابن سعد في الحديث (٧٧) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من كتاب الطبقات الكبرى ٨ , قال : أخبرنا خالد بن مخلد ، ومحمد بن عمر قالا : حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي , قال : أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عبد الله بن وهب بن زمعة , قال : أخبرتني اُمّ سلمة أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اضطجع ذات يوم للنوم ، فاستيقظ فزعاً وهو خاثر , ثمّ اضطجع فرقد واستيقظ وهو خاثر دون المرة الاُولى , ثمّ اضطجع فنام فاستيقظ , ففزع وفي يده تربة حمراء يقلّبها بيده , وعيناه تهراقان الدموع , فقلتُ : ما هذه التربة يا رسول الله ؟

فقال : (( أخبرني جبرئيل أن ابني الحسين يُقتل بأرض العراق , فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يُقتل بها ، فجاء بها, فهذه تربتها )).

[ و ] أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا : حدّثنا موسى الجهني , عن صالح بن أربد النخعي , قال : قالت اُمّ سلمة : قال لي نبي الله : (( اجلسي بالباب فلا يلج عليَّ أحد )).

[ قالت : فجلست على الباب ] , فجاء الحسين وهو وضيف , فذهبت تناوله فسبقها فدخل [ كذا ].

قالت : فلمّا طال عليَّ خفت أن يكون قد وجد عليّ , فتطلعت من الباب فإذا في كفِّ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) شيء يُقلّبه والصبي نائم على بطنه , ودموعه تسيل , فلما أمرني أن أدخل قلتُ : يا رسول الله , إن ابنك جاء , فذهبت أتناوله فسبقني , فلما طال عليَّ خفت أن يكون قد وجدتَ عليَّ , فتطلّعت من الباب فرأيتك تقلّب شيئاً في كفِّك , والصبي نائم على بطنك , ودموعك تسيل !

فقال : (( إنّ جبرئيل أتاني بالتربة التي يُقتل عليها , وأخبرني أنّ اُمّتي يقتلوه )).

ورواه أيضاً الطبراني في الحديث (٥٤) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) تحت الرقم (٢٨٢٠) من المعجم الكبير ٣ / , من المعجم الكبير ١ / الورق ١٤٥ / , قال : حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ، أنبأنا علي بن بحر ، أنبأنا عيسى بن يونس (حيلولة).

وحدثنا عبيد بن غنام ، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أنبأنا يعلى بن عبيد قالا : أنبأنا موسى بن صالح الجهني ، عن صالح بن أربد , عن اُمّ سل مة (رضي‌ الله‌ عنها) قالت : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( اجلسي بالباب , ولا يلجن علي أحد )).

[ قالت : ] فقمتُ بالباب , إذ جاء الحسين (رضي‌الله‌عنه ) , فذهبت أتناوله فسبقني الغلام فدخل على جدّه ، فقلتُ : يا نبي الله , جعلني الله فداك ! أمرتني أن لا يلج عليك أحد ، وإنّ ابنك جاء , فذهبت أتناوله فسبقني , فلمّا طال [ عليَّ ] ذلك تطلعت من الباب =(*)

٢٤٨

٢٢٢ - أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ [ أبو بكر ] ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي , وأبو محمّد بن أبي حامد المقرئ , قالوا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، أنبأنا العبّاس بن محمّد الدوري ، أنبأنا خالد بن مخلد، أنبأنا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ,

____________________

= فوجدتك تقلّب بكفيك شيئاً , ودموعك تسيل , والصبي على بطنك !

قال : (( نعم , أتاني جبرئيل (عليه‌السلام ) فأخبرني أنّ اُمّتي يقتلونه , وأتاني بالتربة التي يُقتل عليها , فهي التي اُقلّب بكفّي)).

ورواه أيضاً حرفياً في مسند اُمّ سلمة في عنوان (صالح بن زيد , عن اُمّ سلمة) تحت الرقم (٧٥٤) من ترجمة اُمّ سلمة من المعجم الكبير ٢٣ / ٣٢٨ , ط ١ , ورواه أيضاً الخوارزمي بسنده عن موسى بن صالح الجهني . في الفصل (٨) من مقتله ١ / ١٥٨ , ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى / ١٤٨ , وقال : أخرجه ابن بنت منيع.

٢٢٢ - والحديث رواه البيهقي في عنوان (ما جاء في إخبار النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بقتل ابن ابنته . .) من كتاب دلائل النبوة - الورق ٢١٢٩ / ب / , وفي المطبوع ٦ / ٤٦٨ , وقال بعده : تابعه موسى الجهني , عن صالح بن أربد النخعي ، عن اُمّ سلمة , وأبان عن شهر بن حوشب ، عن اُمّ سلمة.

ورواه أيضاً الطبراني في عنوان (أبو عبيد الله بن عبد الله بن زمعة ، عن اُمّ سلمة) في ترجمتها من المعجم الكبير ٢٣ / ٣٠٨ , ط ١ ، قال : حدّثنا إبراهيم بن دحيم ، حدّثنا موسى بن يعقوب ، حدّثني هاشم بن هاشم ، عن وهب بن عبد الله بن زمعة قال : أخبرتني اُمّ سلمة أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اضطجع ذات يوم للنوم , فاستيقظ وهو خاثر النفس , فاضطجع فرقد ، فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلّبها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟

قال : (( أخبرني جبرئيل أنّ هذا - للحسين - يُقتل بأرض العراق , فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يُقتل فيها فهذه تربُتها )).

[ و ] حدّثنا عبد الله بن الجارود النيسابوري ، حدّثنا أحمد بن حفص ، حدّثني أبي ، حدّثنا إبراهيم بن عباد بن إسحاق، عن هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، عن اُمّ سلمة ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مثله.

وهذه القضية رواها أيضاً الطبراني في الحديث (٥٥) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من المعجم الكبير ١ الورق ١٤٥ / , قال : حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي ، أنبأنا جعفر بن مسافر التنيسي ، أنبأنا ابن أبي فديك ، =(*)

٢٤٩

عن عبد الله بن وهب بن زمعة [ قال ] : أخبرتني اُمّ سلمة أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اضطجع ذات يوم للنوم , فاستيقظ وهو خاثر ، ثمّ اضطجع فرقد ، ثمّ استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت منه في المرة الاُولى , ثمّ اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء وهو يقلّبها , فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟

قال : (( أخبرني جبريل أنّ هذا - للحسين - يُقتل بأرض العراق فقلت له : يا جبريل , أرني تربة الأرض التي يُقتل بها فهذه تربتها )).

____________________

= أنبأنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عتبة بن عبد الله بن زمعة , عن اُمّ سلمة أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اضطجع ذات يوم , فاستيقظ وهو خاثر النفس وفي يده تربة حمراء يقلّبها , فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟

قال : (( أخبرني جبرئيل (عليه‌السلام ) أنّ هذا - للحسين - يُقتل بأرض العراق , فقلت لجبرئيل (عليه‌السلام ) : أرني تربة الأرض التي يُقتل بها [ فجاءني بها ] , فهذه تربتها )).

وروه أيضاً الحاكم في آخر كتاب تعبير الرؤيا من المستدرك ٤ / ٣٩٨ , قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمان الشيباني بالكوفة ، حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري ، حدّثنا خالد بن مخلد القطواني , قال : حدّثني موسى بن يعقوب الزمعي ، أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص , عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، قال : أخبرتني اُمّ سلمة (رضي‌ الله‌ عنها) أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اضطجع ذات ليلة للنوم , فاستيقظ وهو خاثر ، ثمّ اضطجع فرقد , ثمّ استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت به [ في ] المرة الاُولى , ثمّ اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقلّبها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟

قال : (( أخبرني جبرئيل عليه الصلاة والسّلام أنّ هذا يُقتل بأرض العراق - [ وأشار ] للحسين - فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يُقتل بها [ فأتاني بها ] , فهذه تربتها )).

وقال الحاكم - وأقره الذهبي - : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين , ولم يخرجاه.

ورواه مع الحديث التالي من المتن الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩٤ ، وفي تاريخ الإسلام ٣ / ١٠ , ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ١٢٥ نقلاً عن ابن راهويه والبيهقي وأبي نعيم كما في ملحقات إحقاق الحقِّ ١١ / ٣٤٠(*).

٢٥٠

٢٢٣ - أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو نصر عبد الرحمان بن علي بن محمّد بن موسى العدل (حيلولة).

وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد قالا : أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم السليطي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد الشرقي ، أنبأنا أحمد بن حفص ، حدّثني إبراهيم بن طهمان ، عن عباد بن إسحاق ، عن هاشم بن هاشم, عن عبد الله بن وهب ، عن اُمّ سلمة زوج النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قالت : دخل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بيتي فقال : (( لا يدخل علي أحد )).

[ قالت : ] فسمعت صوته , فدخلت فإذا عنده حسين بن علي , وإذا هو حزين - أو قالت : يبكي - فقلت : ما لك يا رسول الله ؟

قال : (( حدّثني جبريل أنّ اُمّتي تقتل هذا بعدي )) , [وأشار إلى الحسين ] فقلت : ومَن يقتله ؟! فتناول مدرة فقال : (( أهل هذه المدرة يقتلونه )).

____________________

٢٢٣ - ورواه أيضاً محمّد بن سعيد بن عبد الرحمان الحراني في تاريخ الرقة / ٧٥ ، ط القاهرة , كما في ملحقات إحقاق الحقِّ ١١ / ٣٤٩(*).

٢٥١

(( يا اُمّ سلمة , إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني الحسين قد قُتل ))

٢٢٤ - أخبرنا أبو علي الحداد وغيره (إجازة) قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني عبادة بن زياد الأسدي ، أنبأنا عمرو بن ثابت ، عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة , عن اُمّ سلمة قالت : كان الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) يلعبان بين يدي النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في بيتي , فنزل جبريل فقال : يا محمّد , إنّ اُمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك - وأومأ بيده إلى الحسين -.

فبكى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وضمّه إلى صدره , ثمّ قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( [ يا اُمّ سلمة ] , وديعة عندك هذه التربة )).

[ قالت : ] فشمّها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وقال : (( ريح كرب وبلاء )).

قال : وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( يا اُمّ سلمة , إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قُتل )).

قال : فجعلتها اُمّ سلمة في قارورة , ثمّ جعلت تنظر إليها كل يوم تعنى(١) وتقول : إنّ يوماً تُحوّلين دماً لَيوم عظيم.

____________________

٢٢٤ - أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٣ / ١٠٨ (٢٨١٧).

(١) كذا في أصلي كليهما من تاريخ دمشق وبغية الطلب ، وهذه اللفظة غير موجودة في نسختي من المعجم الكبير.

والحديث رواه ابن العديم بسنده عن ابن عساكر ، في الحديث (١٠٢) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من تاريخ حلب المسمّى ببغية الطلب(*).

٢٥٢

(( إنّ ابني هذا يُقتل , وأنّه اشتد غضب الله على مَن يقتله ))

٢٢٥ - أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، أنبأنا عبد الرحمان - يعني ابن صالح - الأزدي ، أنبأنا أبو بكر بن عياش ، عن موسى بن عقبة , عن داود قال : قالت اُمّ سلمة : دخل الحسين على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , ففزع [ رسول الله ] , فقالت اُمّ سلمة : ما لك يا رسول الله ؟!

قال : (( إنّ جبريل أخبرني أن ابني هذا يُقتل , وأنه اشتد غضب الله على مَن يقتله )).

٢٥٣

إنّ اُمّتك تقتل ابنك هذا , فأراه من تربة الأرض التي يُقتل فيها فإذا الأرض يقال لها : كربلاء

٢٢٦ - أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي (إملاءً) (حيلولة).

وأخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد قالوا: أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو بكر بن مالك(١) ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، أنبأنا حجاج ، أنبأنا حمّاد ، عن أبان , عن شهر بن حوشب ، عن اُمّ سلمة قالت : كان جبريل عند النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والحسين معي , فبكى فتركته , فدنا من النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ,

____________________

(١) رواه في الحديث (٤٤) من باب مناقب الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) من كتاب الفضائل , ورواه أيضاً الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٨ , وفي ط / ١٣ في ترجمة أبان بن أبي عياش , تحت الرقم (١٥).

وروى ابن سعد في الحديث (٨١) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من الطبقات الكبرى ٨ الورق , قال : وأخبرنا علي بن محمّد ، عن حمّاد بن سلمة ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب , عن اُمّ سلمة قالت : كان جبرئيل عند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والحسين معي , فبكى فتركته , فأتى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأخذته فبكى , فأرسلته , [ فدنا من النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ] , فقال جبرئيل : [ يا رسول الله ] , أتحبه ؟

قال : (( نعم )).

فقال : أما إنّ اُمّتك ستقتله.

أقول : ما بين المعقوفين قد سقط من رواية ابن سعد أو من أصلنا من الطبقات الكبرى , ولا بدّ منها كما يدل عليه رواية ابن عساكر(*).

٢٥٤

فقال جبريل : أتُحبه يا محمّد ؟

فقال : (( نعم )).

[ قال جبريل : ] إنّ اُمّتك ستقتله , وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يُقتل بها ؟ فأراه إيّاها فإذا الأرض يقال لها : كربلاء.

٢٥٥

(( دخل عليَّ ملك لم يدخل عليَّ قبلها , فقال : إنّ ابنك الحسين مقتول , وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يُقتل بها ))

٢٧٧ - وأخبرنا أبو نصر وأبو غالب وأبو محمّد قالوا : أنبأنا الحسن بن علي (حيلولة).

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي ابن المُذهّب قالا : أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله ، حدّثني أبي ، أنبأنا وكيع ، حدّثني عبد الله بن سعيد / ١٩ / ب / , عن أبيه ,

____________________

٢٢٧ - رواه أحمد في الحديث (١٠) من باب فضائل الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) من كتاب الفضائل , وأوائل مسند اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة (رضوان الله عليها) من كتاب المسند ٦ / ٢٩٤ , ط ١.

ورواه عنه الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام , ثمّ قال : ورواه عبد الرزاق ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مثله , إلّا أنّه قال : (اُمّ سلمة) , ولم يشك ، وإسناده صحيح ؛ رواه أحمد والناس وروي عن شهر بن حوشب وأبي وائل كلاهما عن اُمّ سلمة نحوه.

وروى [ أيضاً ] الأوزاعي عن شداد أبي عمار ، عن اُمّ الفضل بنت الحرث , ورواه أيضاً في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ، نقلاً عن أحمد ، ثمّ قال : ورجاله رجال الصحيح.

ورواه أيضاً السيوطي في كتاب الحبائك في أخبار الملائك / ٤٤ , وقريباً ممّا ذكره الذهبي رواه أبو زرعة العراقي في طرح التثريب في شرح التقريب ١ / ٤١ , ورواه عنهم وعن مصادر اُخر في إحقاق الحقِّ ١١ / ٣٩٠ , ورواه أيضاً عن أحمد في أواخر ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من البداية والنهاية ٨ / ١٩٩ ، ثمّ قال : وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن اُمّ سلمة.

ورواه الطبراني عن أبي أمامة , وفيه قصة اُمّ سلمة , ورواه محمّد بن سعد ، عن عائشة بنحو رواية اُمّ سلمة , فالله أعلم(*) , =

٢٥٦

عن عائشة أو اُمّ سلمة - قال وكيع : شك هو , يعني عبد الله بن سعيد - أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال لإحداهما : (( لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليَّ قبلها , فقال لي : إنّ ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يُقتل بها ؟ )).

قال : فأخرج - زاد الجوهري إلى النبي , وقالا : - تربة حمراء.

____________________

= وروى ذلك من حديث زينب بنت جحش ولبابة اُمّ الفضل امرأة العبّاس , وأرسله غير واحد من التابعين(*).

٢٥٧

كان رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يبكي ويقول للحسين : (( يا ليت شعري ! مَن يقتلك بعدى ؟! )).

٢٢٨ - أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم العبشمي , وأبو القاسم الحسين بن علي الزهري , وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد(١) ,

____________________

٢٢٨ - رواه عبد بن حميد في مسنده كما في منتخبه تحت الرقم (١٥٣٣) / ٤٤٢ , وفيه : فأمسكته مخافة . فأتاني بهذه . والباقي سواء.

ورواه أيضاً المطلب بن عبد الله بن حنطب عنها (رضوان الله عليها) , كما رواه الطبراني في الحديث (٥٣) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من المعجم الكبير ١ / الورق ١٤٥ / , قال تحت الرقم (٢٨١٩) في ٣ / ١٠٨ : حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، أنبأنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد , عن المطلب بن عبد الله بن حنطب , عن اُمّ سلمة قالت : كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) جالس ذات يوم في بيتي , فقال : (( لا يدخل عليَّ أحد )).

فانتظرت , فدخل الحسين (رضي‌الله‌عنه ) [ عليه ] , فسمعت نشيج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) [ وهو ] يبكي , فاطّلعت فإذا حسين في حجره , والنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يمسح جبينه وهو يبكي , فقلتُ : [ يا رسول الله ] , والله ما علمت حين دخل.

فقال : (( إنّ جبرئيل (عليه‌السلام ) كان معنا في البيت , فقال : [ أ ] تحبه ؟ قلتُ : أمّا من الدنيا فنعم قال : إنّ اُمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلا )) فتناول جبرئيل (عليه‌السلام ) من تربتها , فأراها النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

[ قال المطلب بن عبد الله : ] فلما اُحيط بحسين حين قُتل قال : (( ما اسم هذه الأرض ؟ )) قالوا : كربلاء قال : (( صدق الله ورسوله ؛ أرض كرب وبلاء )).

أقول : وهذا الذيل رواه أيضاً الطبراني في الحديث (٤٦) من الترجمة , قال : حدّثنا محمّد بن علي الصائغ ، أنبأنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، أنبأنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد , عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : لما اُحيط بالحسين بن علي قال : (( ما اسم هذه الأرض ؟ )) قيل : كربلاء فقال : (( صدق النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؛ إنها أرض كرب وبلاء )).

ورواه بدون الذيل في عنوان (المطلب بن عبد الله . .) عن اُمّ سلمة في ترجمتها من المعجم الكبير ٣ / ٢٨٩ , ط ١ , =(*)

٢٥٨

وأبو بكر مجاهد بن أحمد البوسنجيان(١) , وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق قالوا : أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمان بن محمّد الداوودي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنبأنا إبراهيم بن خريم الشاشي ، أنبأنا عبد بن حميد ، أنبأنا عبد الرزاق , أنبأنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه قال : قالت اُمّ سلمة : كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نائماً في بيتي , فجاء حسين يدرج.

قالت : فقعدتُ على الباب , فسبقته مخافة أن يدخل فيوقظه قالت : ثمّ غفلت في شيء , فدبّ فدخل فقعد على بطنه قالت : فسمعت نحيب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فجئت فقلت : يا رسول الله , والله ما علمت به فقال : (( إنّما جاءني جبريل (عليه‌السلام ) وهو على بطني قاعد , فقال لي : أتحبه ؟ فقلت : نعم قال : إنّ اُمّتك ستقتله , ألا أريك التربة التي يُقتل بها ؟ )).

قال : (( فقلتُ : بلى )).

قال : (( فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة )).

قالت : فإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : (( يا ليت شعري ! مَن يقتلك بعدي؟!)).

____________________

= ورواهما عنه في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٨ , ورواه أيضاً في كنز العمال ٧ / ١٠٦ ، ط ١ ، وفي منتخبه بهامش مسند أحمد ٥ / ١١١ ، ورواه عنهم في إحقاق الحقِّ ١١ / ٣٤٩ ، وفضائل الخمسة ٣ / ٢٧٥ , ط ٢.

(١) هذا هو الصواب الموافق لما ذكره السمعاني في عنوان (أبو الفتح الفوشنجي , وأبو بكر المجاهدي) تحت الرقم (٩٧١ و ١٣٠٤) من كتاب التحبير ٢ / ٢٩٢ و ٣٣٨ , ولما ذكره المؤلّف في حرف الميم في ترجمة الرجلين تحت الرقم (١٣٦٣ و ١٤٠٢) من معجم الشيوخ وفي نسخة تركيا (السير سنجيان) , وفي نسخة العلّامة الأميني (الفرسنحيان)(*).

٢٥٩

ما ورد عن اُمّ المؤمنين عائشة في إخبار النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) باستشهاد ريحانته الحسين (عليه‌السلام ) بالطفِّ من العراق

٢٢٩ و ٢٣٠ - أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن

____________________

٢٣٠ - ورواه أيضاً ابن عديم بسنده عن ابن سعد في الحديث (١٤٥) من مقتل الإمام الحسين (عليه‌السلام ) في بغية الطلب ٧٨ / أ , قال : وفي ط ١ / ٩٢ أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن ، عن أبي بكر محمّد بن عبد الباقي قال : أخبرنا الحسين بن علي , قال : أخبرنا محمّد بن العبّاس , قال : أخبرنا أحمد بن معروف , قال : حدّثنا الحسين بن الفهم , قال : حدّثنا محمّد بن سعد , قال : حدّثنا علي بن محمّد

ويأتي أيضاً في أثناء الحديث (٢٥٦) أن عمرة بنت عبد الرحمان كتبت إلى الإمام (عليه‌السلام ) – لـمّا عزم على الذهاب إلى الكوفة - تخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه , وتقول في كتابها إليه : أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول : (( يُقتل حسين بأرض بابل )).

ورواه أيضاً الطبراني في الحديث (٤٨) من ترجمة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من المعجم الكبير ١ / الورق ١٤٤ / , قال : حدّثنا أحمد بن رشدين المصري ، حدّثنا عمرو بن خالد الحراني ، أنبأنا ابن لهيعة , عن أبي الأسود , عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي (رضي‌الله‌عنه ) على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهو يُوحى إليه , فنزا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - وهو منكب - ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أتُحبه يا محمّد ؟

قال : (( يا جبرئيل , وما لي لا اُحبّ ابني ؟! )).

قال : فإنّ اُمّتك ستقتله من بعدك فمد جبرئيل (عليه‌السلام ) يده فأتاه بتربة بيضاء , فقال : في هذه الأرض يُقتل ابنك هذا يا محمّد ، واسمها الطفّ فلما ذهب جبرئيل (عليه‌السلام ) من عند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والتربة في يده يبكي , فقال : (( يا عائشة , إنّ جبرئيل (عليه‌السلام ) أخبرني أن الحسين ابني مقتول في أرض الطفِّ , وأن اُمّتي ستُفتن بعدي )).

ثمّ خرج إلى أصحابه , فيهم =(*)

٢٦٠