• البداية
  • السابق
  • 625 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14234 / تحميل: 2590
الحجم الحجم الحجم
مقتل الحسين (عليه السّلام) رواية عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من كتب العامّة

مقتل الحسين (عليه السّلام) رواية عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من كتب العامّة

مؤلف:
العربية

ومثل ذلك ما في فيض القدير شرح الجامع الصغير : ( سيّد طعام الدنيا والآخرة اللحم ) (أبو نعيم في) كتاب (الطب) النبوي من حديث عبد اللّه‏ بن أحمد بن عامر الطائي ، عن أبيه ، عن عليّ بن موسى الرضا ، عن آبائه ، (عن عليّ) أمير المؤمنين وعبد اللّه‏ هذا ضعيف جدّاً

قال الذهبي في كتاب الضعفاء والمتروكين : عبد اللّه‏ بن أحمد بن عامر ، عن أبيه ، عن أهل البيت ، له نسخة باطلة ؛ ولهذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات

وهذا حديث أحسن منه حالاً ، وهو خبر ابن حبّان : ( سيّد طعام أهل الجنّة اللحم ) ، وهو وإن عدّه ابن الجوزي من الموضوعات أيضاً ، لكن انتقده عليه ابن حجر ، فقال : لم يبن لي وضعه ، بل ضعفه

وظاهر صنيع المصنّف أنّ هذا لا يوجد مخرّجاً لأحد من الستّة ، والأمرُ بخلافه ؛ فقد أخرجه ابن ماجة من حديث أبي الدرداء بلفظ : ( سيّد طعام أهل الدنيا وأهل الجنّة اللحم ) قال الزين العراقي : وسنده ضعيف انتهى(١)

فأنت ترى ورود هذه النماذج التي عدّوها موضوعة بطرق أُخرى ، وعن صحابة آخرين

واعترف ببعض الحقيقة السيوطي ـ كما في كنز العمّال ١٣ / ١٥٣ نقلاً عنه ـ حيث قال : فإنّ هذه النسخة وغيرها من النسخ المحكوم ببطلانها ليس كلّها باطلاً ، بل غالبها ، وفيها أحاديث لها أصل

والصحيح أنّ عبد اللّه‏ مليّن تعتبر أحاديثه وأباه أحمد مُوَثَّقٌ ، والنسخة معتبرة ، لكنّ الذهبي وأضرابه يطعنون بكلّ ما يتّصل بأهل البيت (عليهم ‏السّلام) حتّى أنّهم لأجل هذه

ــــــــــــــــ

١ ـ فيض القدير ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ح٤٧٥٧

٦١

النسخة وغيرها ، ولأجل الأحاديث التي لا يفهمونها ، أو لا يريدون أن يفهموها ، راحوا يقولون عن الإمام الرضا (عليه ‏السّلام) : له عجائب ، عن أبيه ، عن جدّه ، يروي عن أبيه العجائب ، كأنّه يهم ويخطئ(١)

قال تاج الدين السبكي في قاعدة في الجرح والتعديل : قلّ أن رأيت تاريخاً خالياً من ذلك [ أي من التعصّب والهوى ] ، وأمّا تاريخ شيخنا الذهبي (غفر اللّه‏ له) فإنّه على حُسنه وجمعه مشحون بالتعصّب المفرط لا يؤاخذه اللّه‏ عليه ؛ فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين(٢)

وقال السيّد محسن الأمين المتوفّى سنة ١٣٧١هـ : إنّ تكذيب الذهبي ـ المعلوم حاله ـ له [ أي لداود بن سليمان الغازي ، أحد الرواة عن الرضا (عليه ‏السّلام) بعض نسخه ] إنّما هو لروايته من الفضائل ما لا تقبله عقولهم ، مع أنّه ليس فيما نقلوه عنه نكارة ، ولا ما يوجب الجزم بكذبه

وأمّا ابن الجوزي ، فقد قال ابن جماعة الكناني : وصنّف الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي كتابه في الموضوعات فذكر كثيراً من الضعيف الذي لا دليلَ على وضعه

وقال الطيبي : وقد صنّف ابن الجوزي في الموضوعات مجلّداتٍ قال ابن الصلاح : أودع فيها كثيراً ممّا لا دليل على وضعه

وقال ابن كثير : أدخل فيه ما ليس منه ، وأخرج عنه ما كان يلزمه ذكره ، فسقط عليه ولم يهتدِ إليه

ـــــــــــــــــ

١ ـ انظر ذلك في ميزان الاعتدال ٣ / ١٥٨ الترجمة ٥٩٥٢ ترجمة الإمام الرضا (عليه ‏السّلام) ، وفيض القدير ٣ / ٧٧١ نقلاً عن الذهبي في كتابه الضعفاء والمتروكين ، والمجروحين ـ لابن حبّان ٢ / ١٠٦

٢ ـ قاعدة في الجرح والتعديل / ٦٩

٦٢

وقال ابن حجر في فتح الباري بعد إثبات حديث ( سُدّوا الأبواب إلاّ باب علي ) : وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وأخطأ في ذلك خطأً شنيعاً

وقال السخاوي : ربما أدرج فيها [ أي في الموضوعات ] الحسن والصحيح ؛ ولذا انتقد العلماء صنيعه

وقال السيوطي : أكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحطّ إلى رتبة الوضع ، بل ومن الحسن ومن الصحيح

وقال محمّد بن يوسف الشامي : قد نصّ ابن الصلاح في علوم الحديث ، وسائر مَنْ تبعه على أنَّ ابن الجوزي تسامح في كتابه الموضوعات(١)

وقال السيّد محمّد حسين الجلالي في مقدّمة مسند الرضا (عليه ‏السّلام) : وإنّي أرى ـ واللّه‏ العالم ـ أنّ الحكم بالتوثيق والتضعيف يجب أن يستنبط ويستخرج من روايات الرجل ، فإن كان للروايات التي يرويها متابعات ومؤيّدات فيحكم بوثاقته ، وإن لم يكن كذلك فلا ينفعه ألف توثيق(٢)

وقال أحمد ابن الصدّيق المغربي في فتح الملك العلي : فصل : إذا تقرّر هذا ، وعلمت أنّ جرح الراوي يكون بسبب روايته للمنكرات والموضوعات ، وأنّ النكارة والوضع يعرفان بالتفرّد ومخالفة الاُصول ، فاعلم أنّ عبد السلام بن صالح [ أبا الصلت الهروي ] لم يتفرّد بشيء من مرويّاته ، ولا وقع فيها ما هو منكر مخالف للاُصول حتّى يُجرح ويُحكم بكونه منكر الحديث ؛ فإنّهم حكموا عليه بذلك من

ــــــــــــــــــ

١ ـ انظر كلّ هذه الأقوال في خلاصة عبقات الأنوار ١ / ١٠٣

٢ ـ مقدّمة مسند الإمام الرضا (عليه ‏السّلام) / ٣٤

٦٣

أجل روايته لحديث الباب ، وحديث الإيمان إقرار بالقول ، وهو منهم تحامل لا دليل عليه ، ولا موجب له سوى موالاته لأهل البيت ، كعادتهم مع غيره ، انتهى مورد الحاجة(١)

أقول : ونفس هذا الكلام آتٍ حذو القذّة بالقذّة في عبد اللّه‏ بن أحمد بن عامر الطائي وأبيه ، والذي يؤكّد ذلك أنّ هذه النسخة التي يرويها عبد اللّه‏ بن أحمد ، عن أبيه ، عن الرضا (عليه ‏السّلام) ، رواها كثير من العامّة والحفّاظ والمشايخ منهم ، ووثقوا بها ، واحتجّوا بكثير من أحاديثها

وإنّما تفاقمت النعرة عليها عند المتعصّبين منهم ، هذا ناهيك عن اعتماد الإماميّة والزيديّة عليها ، واتصال أسانيدهم إليها ، وليس هذا محلّ تفصيل ذلك

ولكن نذكر من العامّة الحافظ أبا سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجستاني ، المتوفّى سنة ٤٧٧هـ ، وأبا الحسن عليّ بن محمّد بن الطيب المعروف بابن المغازلي المتوفّى سنة ٤٨٣هـ ، وأبا بكر الخطيب البغدادي المتوفّى سنة ٤٦٣هـ ، والحافظ أبا نعيم الإصفهاني المتوفّى سنة ٤٣٠هـ ، وابن عساكر المتوفّى سنة ٥٧١هـ ، وأحمد بن محمّد العاصمي في زين الفتى من علماء القرن الخامس ، وإبراهيم بن محمّد الحمويني في فرائد السمطين المتوفّى سنة ٧٢٢هـ ، وهناك جماعة آخرون كثيرون

وقد ترجم الخطيب البغدادي لعبد اللّه‏ بن أحمد في تاريخ بغداد فما نقل قدحاً فيه سوى ما تقدّم من تليين أبي محمّد بن عليّ البصري الزهري(٢)

وترجم لوالده أحمد بن عامر في تاريخ بغداد أيضاً دون أيّ قدح(٣) ، وقد تقدّم قول السيوطي أنّه

ـــــــــــــــــ

١ ـ فتح الملك العلي / ١٢٧ ـ ١٢٨

٢ ـ انظر تاريخ بغداد ٩ / ٣٩٣ الترجمة ٤٩٧١

٣ ـ انظر تاريخ بغداد ٥ / ٩٦ الترجمة ٢٤٧٥

٦٤

موثّق

وأمّا الشيعة الإماميّة ـ وأهلُ البيت أدرى بما فيه ـ فقد ترجموا ترجمة حسنة للأب والابن ، ومدحوا النسخة بما هي أهله

قال النجاشي في رجاله : أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر ـ وهو الذي قُتل مع الحسين بكربلاء ـ ابن حسان [ المقتول بصفّين مع أمير المؤمنين ](١) ابن شريح الطائي قال عبد اللّه‏ ابنه ـ فيما أجازنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم ـ : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبد اللّه‏ ، قال : ولد أبي سنة ١٥٧هـ ولقي الرضا (عليه ‏السّلام) سنة ١٩٤ [ أو ١٧٤هـ ] ، ومات الرضا بطوس سنة ٢٠٢هـ ، وشاهدت أبا الحسن وأبا محمّد (عليهما السّلام) ، وكان أبي مؤذّنهما ، ومات عليّ بن محمّد سنة ٢٤٤هـ ، ومات الحسن سنة ٢٦٠هـ ، دفَعَ إليَّ هذه النسخة ـ نسخة عبد اللّه‏ بن أحمد بن عامر الطائي ـ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الجندي شيخنا (رحمه ‏الله) ، قرأتها عليه والنسخة حسنة(٢)

وقال في رجاله أيضاً : عبد اللّه‏ بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر ـ وهو الذي قُتل مع الحسين (عليه ‏السّلام) بكربلاء ـ ابن حسان ـ المقتول بصفّين مع أمير المؤمنين (عليه ‏السّلام) ـ ابن شريح ابن سعد بن طيّ ، يُكنّى أبا القاسم روى عن أبيه عن الرضا (عليه ‏السّلام) نسخة ، قرأتُ هذه النسخة على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى ولعبد اللّه‏ كتب ، منها كتاب ( قضايا أمير المؤمنين ) ، أخبرنا به إجازة أحمد

ــــــــــــــــــ

١ ـ مابين المعقوفين عن ترجمة ابنه عبد اللّه‏

٢ ـ رجال النجاشي / ١٠٠ الترجمة ٢٥٠

٦٥

بن محمّد ابن الجندي ، عنه(١)

وفي فهرست ابن النديم : أبو القاسم عبد اللّه‏ بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، وله من الكتب القضايا والأحكام(٢)

وقال الميرزا النوري في خاتمة المستدرك : صحيفة الرضا ، ويعبّر عنه بمسند الرضا ، وهو من الكتب المعتمدة الذي لا يدانيه في الاعتبار والاعتماد كتاب صُنّف قبله أو بعده(٣)

وخلاصة البحث : إنّ هذا الحديث فيه بعض الضعف طبق مباني العامّة ، ويمكن اعتباره وتَقَوِّيه بطرق أُخرى ، فإنّ عبد اللّه‏ عند قدمائهم مليَّن ، وقُدح ورمي بالوضع بأخرة بلا دليل علمي ، ووالده أحمد موثّق كما قال السيوطي ، وقد عرفت أنّ الطعن بالنسخة تجَنٍّ ومجازفة ومجانبة للصواب

على أنّ هذا الحديث ليس من النسخة قطعاً ، وحكمهم على خصوص النسخة بالضعف دون أحاديث عبد اللّه‏ بن أحمد ربما يصحّح ما ورد عنه في غيرها ، فتدبَّر

ـــــــــــــــــ

١ ـ رجال النجاشي / ٢٢٩ الترجمة ٦٠٦

٢ ـ الفهرست ـ لابن النديم / ٢٧٩

٣ ـ خاتمة المستدرك ١ / ٢١٦ رقم الكتاب ٤١

٦٦

٤

شدّاد بن عبداللّه‏ ، عن اُمّ الفضل بنت الحارث :

عن شدّاد بن عبداللّه‏ ، عن اُمّ الفضل بنت الحارث أنّها دخلت على رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) فقالت : يا رسول اللّه‏ ، إنّي رأيتُ حلماً مُنكراً الليلة

قال : (( وما هو ؟ ))

قالت : إنّه شديد

قال : (( وما هو ؟ ))

قالت : رأيتُ كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري

فقال رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) : (( رأيتِ خيراً ، تَلِدُ فاطمةُ ـ إن شاء اللّه‏ ـ غُلاماً فيكون في حجرك ))

فولدت فاطمة (عليها السّلام) الحسين (عليه ‏السّلام) فكان في حجري ، كما قال رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ، فدخلتُ يوماً إلى رسول اللّه‏ (صلّى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله) فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبيّ اللّه‏ ، بأبي أنت واُمّي ! ما لك ؟

قال : (( أتاني جبرئيل (عليه ‏السّلام) فأخبرني أنّ اُمّتي ستقتل ابني هذا ))

فقلت : هذا ؟!

قال : (( نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء ))(١)

ـــــــــــــــــ

١ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٦ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرِجاه =

٦٧

١ ـ سند الحاكم بروايته الكاملة : صحيحٌ

أخبرنا أبو عبد اللّه‏ محمّد بن عليّ الجوهري ببغداد ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد ابن الهيثم القاضي ، حدّثنا محمّد بن مصعب ، حدّثنا الأوزاعي ، عن أبي عمّار شدّاد بن عبد اللّه‏ ، عن اُمّ الفضل بنت الحارث

أبو عبد اللّه‏ محمّد بن أحمد بن علي بن مخلد بن أبان الجوهري المُحْرِمي المحتسب ، المعروف بـ «ابن المحرم» ، فقيه ثقة

قال الذهبي : الإمام المفتي المعمّر من أعيان تلامذة ابن جرير الطبري ، وكان فقيهاً من تلامذة ابن جرير الطبري الملازمين له ، وهو من أهل بغداد

روى عن الحارث بن أبي أسامة وعبد اللّه‏ بن أحمد الدورقي وغيرهما ، وكان من كبار شيوخ أبي نعيم الحافظ ، وروى عنه الدار قطني والحاكم ـ صحّح له ـ وغيرهما

ـــــــــــــــــــ

= ورواه البيهقي في دلائل النبوّة ٦ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ عن الحاكم بسنده إلى اُمّ الفضل

ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين ١ / ٢٣٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤ / ١٩٦ بسنديهما عن البيهقي عن الحاكم ، وانظر البداية والنهاية ٦ / ٢٥٨

ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٩ عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن إسحاق الصغاني ، عن ابن أبي سمينة ، عن محمّد بن مصعب ، عن الأوزاعي ، عن أبي عمّار ، عن أُمّ الفضل قالت : قال لي رسول اللّه‏ والحسين في حجره : (( إنّ جبرئيل أخبرني أنّ اُمّتي تقتل الحسين )) ، ثمّ قال الحاكم : قد اختصر ابن أبي سمينة هذا الحديث ، ورواه غيره عن محمّد بن مصعب بالتمام

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤ / ١٩٦ بسنده عن العبّاس ابن الفرج الرياشي ، عن ابن أبي سمينة ، عن محمّد بن مصعب ، عن الأوزاعي ، عن أبي عمّار ، عن اُمّ الفضل فرواه كاملاً لا مختصراً

٦٨

قال الدار قطني : لا بأس به

وقال أبو بكر البرقاني : هو لا بأس به

وقال محمّد بن أبي الفوارس : كان يُقال : في كتبه أحاديث مناكير ، ولم يكن عندهم بذاك ، وسُئل عنه مرّة فقال : ضعيف

ولد سنة ٢٦٤هـ ، وتوفّي سنة ٣٥٧هـ(١)

وبما أنّه فقيه ، ومن كبارأصحاب ابن جرير وتلامذته ، وصحّح له الحاكم ، وروى عنه الأئمّة ، واقتصر الدار قطني والبرقاني على تليينه ، وانفرد محمّد بن أبي فوارس بتضعيفه ؛ لمجرّد وجود المناكير في كتبه وهو غير قادح ، فيتحصّل أنّه فقيه ثقة

أبو عبد اللّه‏ محمّد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم البغدادي ثمّ العكبري ، المشهور بأبي الأحوص ، ثقة حافظ

قال الدار قطني : كان من الثقات الحفّاظ وقال في موضع آخر : ثقة مأمون حافظ

وقال مسلمة بن قاسم : ثقة

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال : مستقيم الحديث

وقال عبد الرحمان بن يوسف بن خراش : من الأثبات المتقنين

وقال الخطيب البغدادي : كان من أهل الفضل والرحلة

وقال الذهبي : الإمام الحافظ الثبت ، قاضي عكبرا ، له رحلة واسعة ومعرفة تامّة

ــــــــــــــــ

١ ـ تاريخ بغداد ١ / ٣٣٧ الترجمة ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٦٠ ـ ٦١ الترجمة ٤١ ، الأنساب للسمعاني ٥ / ٢١٣ ( المُحْرِمي ) ، ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٢ الترجمة ٧١٦٤ ، وادّعى أنّ الدار قطني ضعّفه ، لسان الميزان ٥ / ٥١ ـ ٥٢ الترجمة ١٧٦ ، إكمال الكمال ٧ / ٢٢١

٦٩

توفّي بعكبرا سنة ٢٧٩هـ ، وقال ابن حجر : مات سنة ٢٩٩هـ قبل الثلاثمئة بسنة ، وقيل : ٢٩٨ ، والأوّل أصحّ(١)

* تقدّم قول الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخْرِجاه

وتعقّبه الذهبي في التلخيص فقال : بل منقطع ضعيف ، فإنّ شدّاداً لم يدرك اُمّ الفضل ، ومحمّد بن مصعب ضعيف

أقول : كلا دعوييه غير صحيحة

أمّا كونه لم يدرك اُمّ الفضل : فقد انفرد بها الذهبي ، واُمّ الفضل لبابة بنت الحارث قال ابن حبّان : إنّها ماتت في خلافة عثمان قبل زوجها العبّاس بن عبد المطّلب(٢) ، أي حدود سنة ٣٢هـ

لكنّ ابن حبّان نفسه قال : إنّها بعثت رسالة لأمير المؤمنين تبلغه فيها خروج عائشة وطلحة والزبير من مكّة إلى البصرة(٣) ، وذكر ذلك الطبري أيضاً في تاريخه(٤) ، ممّا يعني أنّها عاشت إلى زمان خلافة أمير المؤمنين

وقد روى شدّاد أبو عمّار هذا ـ وهو ثقة ـ عن شدّاد بن أوس بن ثابت الأنصاري ، المتوفّى سنة ٤١هـ بفلسطين أيّام معاوية كما قال أبو نعيم ، أو سنة ٥٨ أو ٦٤هـ

وروى أيضاً عن عمرو بن عبسة ـ أخي أبي ذر الغفاري لأُمّه ـ الذي

ــــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٧١ ـ ٥٧٦ الترجمة ٢٦٦٨ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٣١٥ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٤٢ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٣٢ ـ ١٣٤ الترجمة ١٧٩٠ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٥٥ ـ ١٥٧ الترجمة ٨٨ ، الأنساب للسمعاني ٤ / ٢٢١ ( العكبري )

٢ ـ الثقات ٣ / ٣٦١

٣ ـ الثقات ٢ / ٢٨٠ في سنة ٣٦هـ

٤ ـ تاريخ الطبري ٣ / ٤٧٠

٧٠

كان من أوائل المسلمين ، وكان في الجاهليّة يعتزل عبادة الأصنام ، والذي توفّي في آخر خلافة عثمان(١) ، فكيف يُقال : إنّ شدّاداً لم يدرك اُمّ الفضل ؟!

وحاول ابن كثير في البداية والنهاية أن يقول بأنّ رواية اُمّ الفضل ليس فيها الإخبار بشهادة الحسين (عليه ‏السّلام) ؛ وذلك لأنّ أحمد روى عن عبد اللّه‏ بن الحارث ، عن اُمّ الفضل ، وعن قابوس بن مخارق ، عن اُمّ الفضل ، رؤيا اُمّ الفضل وبول الإمام الحسين (عليه ‏السّلام) على النبيّ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ، وقوله (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) : (( يُغسل بول الجارية ويصبّ على بول الغلام ))

ثمّ قال ابن كثير : وليس فيه الإخبار بقتله ، فاللّه‏ أعلم(٢)

مع أنّ رواية البول مردّدة بين الإمام الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، كما صرّح بذلك ابن حجر في تلخيص الحبير ؛ حيث قال : وفي أحاديث أكثر هؤلاء أنّ صاحب القصّة حسن أو حسين بن عليّ(٣)

على أنّ الظاهر هو أَنّهما روايتان في قضيّتين ؛ روت اُمّ الفضل في إحداهما الرؤيا والبول ، وروت في الثانية الرؤيا وخبر استشهاد الحسين (عليه ‏السّلام)

وأمّا كون محمّد بن مصعب بن صدقة القرقساني ضعيفاً فهو تحامُلٌ محض ، وأوّل مَنْ تَخَطّاهُ هو الذهبي نفسه ؛ حيث قال في الكاشف : فيه ضعف(٤)

وهذا يفترق عن الحكم بتضعيفه مطلقاً ، والقرقساني موثّق وممدوح ، ولم يتحامل عليه إلاّ يحيى بن معين

قال ابن قانع : ثقةٌ

ــــــــــــــــ

١ ـ انظر تهذيب التهذيب ٨ / ٦١

٢ ـ البداية والنهاية ٦ / ٢٥٨

٣ ـ انظر تلخيص الحبير ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٦

٤ ـ الكاشف ٢ / ٢٢٢ الترجمة ٥١٥٦

٧١

وقال أحمد : لا بأس به ، وحدّث له بأحاديث كثيرة وقال : حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب ، فقيل له : تحدّث عنه ؟ قال : نعم

وقال ابن عدي : أحاديثه صالحة ، وليس عندي برواياته بأس

وقال الخطيب البغدادي : كثير الغلط ؛ لتحديثه من حفظه ، ويُذكر عنه الخير والصلاح

وقال أبو زرعة : صدوق في الحديث ، ولكنّه حدّث بأحاديث منكرة ، قيل له : فليس هذا ممّا يضعّفه ؟ قال : نظنّ أنّه غلط فيها

وقال أبو عليّ أحمد بن محمّد بن يزيد : ما رأينا له كتاباً قطّ ، وإنّما كان يحدّث حفظاً

وقال البزّار : لم يكن به بأس ، وقد حدّث عنه جماعة من أهل العلم

وقال هو عن نفسه : كنت آتي الأوزاعي فيحدّث بثلاثين حديثاً ، فإذا تفرّق الناس عرضتها عليه فلا أخطئ فيها ، فيقول الأوزاعي : ما أتاني أحفظ منك

فمن كلّ ما مرّ نعرف أنّ الرجل صدوقٌ ، وربما غلّط لتحديثه من حفظه

وقال ابن حجر في التقريب : صدوق كثير الغلط ، وهذا أيضاً فيه مبالغة ، فهو صدوق ربما غلط

نعم ، الذي هيّج الناس ضدّه هو يحيى بن معين ؛ قال البخاري : كان يحيى بن معين سيّئ الرأي فيه

قال يحيى بن معين : ليس بشيء ، وكان رفيقاً لي ، وكان صاحب غزو كثير

وقال : القرقساني مسلم صاحب غزو ، ليس يدري ما يحدّث

وقال : لا شيء ليس بشيء حديثه ليس بشيء ، لا تبالي أن لا تراه

٧٢

وقال : لم يكن من أصحاب الحديث ؛ كان مغفّلاً

وسبب ذلك هو ما قاله ابن أبي الخناجر الإطرابلسي : كنّا على باب محمّد بن مصعب , فأتاه يحيى بن معين ونحن حضور ، فقال له : يا أبا الحسن [ وهي كنية محمّد بن مصعب ] , أخرج إلينا كتاباً من كتبك

فقال له : عليك بأفلح الصيدلاني

فقام غضبان وقال له : لا ارتفعت لك راية معي أبداً

فقال له محمّد بن مصعب : إن لم ترتفع إلاّ بك فلا رفعها اللّه‏

ومن المعلوم أنّ جرح الأقران لا يساوي شيئاً

وجرحه بعض مَنْ جاء بعد يحيى بن معين المتوفّى سنة ٢٣٣هـ

قال عبد الرحمان بن أبي حاتم : سألت أبي [ أبا الحاتم المتوفّى سنة ٢٧٧هـ ] عنه ، فقال : ضعيف الحديث

قلت له : إنّ أبا زرعة قال كذا ، وحكيت له كلامه

فقال : ليس هو عندي كذا ، ضُعِّف لمّا حدّث بهذه المناكير

ولمّا سُئل أبو حاتم عن يحيى بن السكن البصري صاحب شعبة قال : ليس بالقوي ، بابه محمّد بن مصعب القرقساني

وقال عبد الرحمان بن يوسف بن خراش المتوفّى سنة ٢٨٣هـ : منكر الحديث

وقال صالح جزرة المتوفّى سنة ٢٩٣هـ : عامّة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة

وقال النسائي المتوفّى سنة ٣٠٣هـ : ضعيف

وقال ابن حبّان المتوفّى سنة ٣٥٤هـ : محمّد بن مصعب القرقساني ، كُنيته أبو عبد اللّه‏ ، وقيل : أبو الحسن ، روى عنه العراقيّون وأهل الشام ، كان ممّن ساء حفظه حتّى كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ، فأمّا فيما وافق الثقات فإن احتجّ به محتجّ وفيما لم يخالف الأثبات إن اعتبر به معتبر لم أَرَ بذلك بأساً

٧٣

توفّي محمّد بن مصعب بن صدقة القرقساني سنة ٢٠٨هـ(١)

فجمع جميع هذه الأقوال يؤدّي أنّه صدوق ربما غلط ؛ ولذلك احتجّ به الترمذي وابن ماجة ، فيكون حديثه ـ على أقلّ التقادير ـ حسناً بنفسه صحيحاً بغيره ، أو حسن صحيح كما جزم به الترمذي(٢) ، وإلاّ فالحقّ أنّه صحيح مطلقاً ؛ ولذلك احتجّ به الحاكم النيسابوري

٢ ـ سند الحاكم بروايته المختصرة : صحيحٌ

حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصغاني ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، حدّثنا محمّد بن مصعب ، حدّثنا الأوزاعي ، عن أبي عمّار ، عن اُمّ الفضل

محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان ، السناني المعقلي ، النيسابوري الشافعي ، المعروف بالأصم ، أبو العبّاس ، إمام محدّث ، ارتحل إلى الآفاق ، وطال عمره وبَعُد صيته ، وتزاحم عليه الطلبة ، حدّث ستّاً وسبعين سنة

قال الحاكم النيسابوري : كان محدّث عصره ، ولم يختلف أحد في صدقه وصحّة سماعاته ، وكان يرجع إلى حسن مذهب وتديّن ، وما رأينا الرحلة في بلاد

ــــــــــــــــــ

١ ـ انظر ترجمة القرقساني في تهذيب الكمال ٢٦ / ٤٥٩ ـ ٤٦٤ الترجمة ٥٦١٢ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٤٠٤ ـ ٤٠٦ الترجمة ٧٤٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤ ، تاريخ بغداد ٤ / ٤٢ ـ ٤٥ الترجمة ١٦٨١ ، الكامل ـ لابن عدي ٦ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، التاريخ الكبير ١ / ٢٣٩ الترجمة ٧٥٦ ، الجرح والتعديل ٨ / ١٠٣ ، ٩ / ١٥٥ ترجمة يحيى ابن السكن البصري ، المجروحين ـ لابن حبّان ٢ / ٢٩٣

٢ ـ قال الترمذي في حديث وقع فيه محمّد بن مصعب القرقساني : هذا حديث حسن صحيح انظر سنن الترمذي ٥ / ٢٤٣ ح٣٦٨٤

٧٤

من بلاد الإسلام أكثر منها إليه

قال محمّد بن إسحاق بن خزيمة : ثقة

وقال أبو نعيم بن عدي : ثقة مأمون

وقال ابن أبي حاتم : ثقة صدوق

ووثّقه ابن الأثير في اللباب ، ونصّ على وثاقته الخليل بن عبد اللّه‏ بن أحمد الخليلي القزويني في كتاب الإرشاد ، حيث قال في ترجمة أبي محمّد الربيع بن سليمان المرادي : وآخر مَنْ روى عنه من الثقات محمّد بن يعقوب الأصم

قال السمعاني : كفاه شرفاً أن يحدّث طول تلك السنين فلا يجد أحدٌ من الناس فيه مغمزاً بحُجّة

ولد سنة ٢٤٧هـ ، وتوفّي سنة ٣٤٦هـ(١)

ومحمّد بن إسحاق بن جعفر ـ أو ابن محمّد ـ أبو بكر الصاغاني ، خراسانيّ الأصل ، نزيل بغداد ، ثقة ثبت

قال أبو حاتم : ثبت صدوق

وقال النسائي : ثقة ، وقال في موضع آخر : لا بأس به

وقال ابن خراش : ثقة مأمون

وقال الدار قطني : ثقة وفوق الثقة ، وقال : هو وجه مشايخ بغداد

وقال أبو مزاحم الخاقاني : يشبه يحيى بن معين في وقته

وقال الخطيب البغدادي : كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين

ـــــــــــــــــ

١ ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٥٢ ـ ٤٦٠ الترجمة ٢٥٨ ، تذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٦٠ ـ ٨٦٣ الترجمة ٥٦٤ ـ ٨٣ ، الأنساب للسمعاني ١ / ١٧٨ ـ ١٨٠ ( الأصم ) ، ٣ / ٣١٢ ( السناني ) ، الإرشاد ـ للخليلي ١ / ٤٢٩ ، ٣ / ٨٥٥ ـ ٨٥٦ ، شذرات الذهب ٢ / ٣٧٣ ، العبر ٢ / ٢٧٩

٧٥

واشتهار بالسنّة ، واتّساع في الرواية

وقال مسلمة في الصلة : كان ثقةً مأموناً

وذكره ابن حبّان في الثقات

وقال المزّي : أحد الثقات الحفّاظ الرحّالين ، وأعيان الجوّالين

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة ثبت ، روى له الجماعة سوى البخاري

توفّي سنة ٢٧٠هـ(١)

ومحمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، أبو عبد اللّه‏ البصري ، مولى بني هاشم ، ثقة

قال أبو حاتم : كان غزّاءً ثقة

وقال أبو داود : كان من الشجعان

وقال صالح بن محمّد : كان ثقة

وذكره ابن حبّان في الثقات

وقال الذهبي في الكاشف : ثقة

وقال في سير أعلام النبلاء : الإمام العابد ، القدوة المجاهد ، الحافظ المحدّث

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة ، روى له البخاري وأبو داود

توفّي سنة ٢٣٠هـ(٢)

ـــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٢٤ / ٣٩٥ ـ ٣٩٩ الترجمة ٥٠٥٣ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٢ الترجمة ٤٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٤ ، ثقات ابن حبّان ٩ / ١٣٦ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٩٢ ـ ٥٩٤ الترجمة ٢٢٤ ، الكاشف ٢ / ١٥٦ الترجمة ٤٧١٤ ، تاريخ بغداد ١ / ٢٥٥ ـ ٢٥٧ الترجمة ٥٧

٢ ـ تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٧٩ ـ ٤٨٢ الترجمة ٥٠٦٥ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٥٠ ـ ٥١ الترجمة ٥٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٥ ، الكاشف ٢ / ١٥٨ الترجمة ٤٧٢٤ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٩٣ ـ ٦٩٤ الترجمة ٢٥٧ ، تاريخ بغداد ٢ / ٣ ـ ٤ الترجمة ٤٢٢

٧٦

ومحمّد بن مصعب بن صدقة القرقساني ، تقدّمت ترجمته ، وأنّه صدوق ربما غلط ، توفّي سنة ٢٠٨هـ

والأوزاعي ، هو أبو عمرو عبد الرحمان بن عمرو بن يحمد الشامي الأوزاعي ، كان من الأئمّة

قال عبد الرحمان بن مهدي : الأئمّة في الحديث أربعة ، وعدّ منهم الأوزاعي ، وقال : ما كان بالشام أحد أعلم بالسنّة من الأوزاعي

وقال سفيان بن عيينة : كان إمام أهل زمانه

وقال مالك : كان إماماً يُقتدى به

وقال النسائي : إمام أهل الشام وفقيههم

وقال العجلي : ثقة من خيار الناس

ووثّقه أحمد وقال : كان من الأئمّة

وقال ابن سعد : كان ثقة مأموناً صدوقاً ، فاضلاً خيّراً ، كثير الحديث والعلم والفقه

وقال موسى بن يسار : ما رأيت أحداً أبصر ولا أنفى للغلّ عن الإسلام ، أو السنّة من الأوزاعي

وقال أبو حاتم : إمام متّبع لما سمع

وقال ابن حجر في التقريب : فقيه ثقة جليل

وذكرهُ ابن حبّان وابن شاهين في الثقات

روى له الجماعة ، ولد سنة ٨٨هـ ، وتوفّي سنة ١٥٨هـ(١)

ـــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ١٧ / ٣٠٧ ـ ٣١٥ الترجمة ٣٩١٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢١٦ ـ ٢١٩ الترجمة ٤٨٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٨٤.

٧٧

وشدّاد بن عبد اللّه‏ القرشي الأموي ، أبو عمّار الدمشقي ، مولى معاوية بن أبي سفيان ، شاميٌّ وقال الدار قطني : بصريٌّ ، وقالوا : عذريّ وهو تابعيّ ثقة

وثّقه العجلي وأبو حاتم والدار قطني ويعقوب بن سفيان ، وذكره ابن خلفون وابن حبّان في الثقات

وقال يحيى بن معين والنسائي : ليس به بأس سمع منه الأوزاعي باليمامة

وقال عكرمة بن عمّار : كان قد أدرك نفراً من أصحاب النبي

صحب أنس بن مالك إلى الشام وروى عن أبي هريرة وواثلة بن الأسفع ، وأبي أمامة الباهلي وعوف بن مالك الأشجعي ، وشدّاد بن أوس ومعاذ بن جبل كما عند أحمد في مسنده(١) ، واُمّ الفضل ـ كما هنا ـ وغيرهم من الصحابة

وقال صالح بن محمّد البغدادي : صدوق ، ولم يسمع من أبي هريرة ولا من عوف بن مالك ولم يتّهمه أحد بالإرسال عن غيرهما ، إلى أن زعم الذهبي أنّ حديثه عن اُمّ الفضل مرسل ، ثمّ قال في الكاشف : ثقة يرسل كثيراً ، روى له البخاري في الأدب المفرد والباقون(٢)

٣ ـ سند ابن عساكر : حَسَنٌ ، أو قويٌّ

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقّور ، أنبأنا

ـــــــــــــــــ

١ ـ مسند أحمد ٥ / ٢٢٨

٢ ـ تهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٩ ـ ٤٠١ الترجمة ٢٧٠٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٧٩ الترجمة ٥٥٣ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١٣ ، الكاشف ١ / ٤٨١ الترجمة ٢٢٥٠ ، تاريخ دمشق ٢٢ / ٤١٨ ـ ٤٢٥ الترجمة ٢٧١٠ ، معرفة الثقات ـ للعجلي ١ / ٤٥٠ الترجمة ٧١٩ ، الجرح والتعديل ٤ / ٣٢٩ الترجمة ١٤٤٢ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٢٦ الترجمة ٢٥٩٨ ، الثقات ـ لابن حبّان ١ / ٢١

٧٨

أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران المعروف بابن الجندي ، أنبأنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزاني ، أنبأنا الرياشي ـ يعني العبّاس بن الفرج ـ أنبأنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، عن محمّد بن مصعب القرقساني ، عن الأوزاعي ، عن شدّاد أبي عمّار ، قال : قالت اُمّ الفضل بنت الحارث زوجة العبّاس بن عبد المطّلب

أبو القاسم بن السمرقندي ، هو الشيخ الإمام ، المحدّث المفيد المسند ، أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ، الدمشقي المولد ، البغدادي الموطن ، ولد بدمشق سنة ٤٥٤هـ ، وقدم بغداد سنة ٤٦٩هـ ، وبقي بها إلى أن مات سنة ٥٣٦هـ حدّث عنه السلفي وابن عساكر والسمعاني وغيرهم

قال السمعاني : قرأت عليه الكتب الكبار والأجزاء ، وسمعت أبا العلاء العطّار بهمذان يقول : ما أعدل بأبي القاسم بن السمرقندي أحداً من شيوخ العراق وخراسان

وقال عمر البسطامي : أبو القاسم إسناد خراسان والعراق

وقال ابن عساكر : كان ثقة مكثراً ، وصاحب اُصول دلالاً في الكتب ، سمعته يقول : أنا أبو هريرة في ابن النقور

وقال أبو طاهر السلفي : هو ثقة له أُنْسٌ بمعرفة الرجال وقال : كان ثقة يعرف الحديث

وقال ابن الدمياطي : كان ثقة صدوقاً فاضلاً(١)

ـــــــــــــــــ

١ ـ سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٨ ـ ٣١ الترجمة ١٣ ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ـ لابن الدمياطي ١ / ٦٠ ـ ٦١ الترجمة ٥٥ ، طبقات الشافعيّة ـ للسبكي ٧ / ٤٦ ، تاريخ دمشق ٨ / ٣٥٧ ـ ٣٥٩ الترجمة ٧٠١

٧٩

أبو الحسين بن النقور ، هو الشيخ الجليل الصدوق مسند العراق ، أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه‏ بن النقور البغدادي البزّاز ، ولد سنة ٣٨١هـ ، وتوفّي سنة ٤٧٠هـ كان صحيح السماع ، متحرّياً في الرواية ، حدّث عنه الخطيب البغدادي ، وقال : كان صدوقاً

وقال ابن خيرون : ثقة

وكان أبو محمّد التميمي يحضر مجلسه ويقول : حديث ابن النقور سبيكة الذهب

وقال ابن كثير : أحد المسندين المعمّرين ، تفرّد بنسخ كثيرة ، وكان مكثراً متبحّراً(١)

أبو الحسن أحمد بن عمران بن الجندي النهشلي البغدادي ، ولد سنة ٣٠٥هـ ، وتوفّي سنة ٣٩٦هـ وكان أوّل سماعه سنة ٣١٣هـ

روى عن أبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن أبي داود ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبي سعيد العدوي ، ويوسف بن يعقوب النيسابوري وغيرهم

وروى عنه أبو الحسن العتيقي ، وأبو القاسم الأزهري ، وأبو محمّد الخلال ، وأحمد بن محمّد بن النقور وآخرون ، وعمّر دهراً وقد ضُعِّف هذا الرجل لتشيّعه

قال العتيقي : كان يُرمى بالتشيّع ، وله اُصول حسان

وقال سبط ابن العجمي : كان آخر مَنْ بقي ببغداد من أصحاب ابن صاعد ،

ـــــــــــــــــ

١ ـ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣ الترجمة ١٨٠ ، تاريخ بغداد ٥ / ١٤٦ الترجمة ٢٥٧٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٤٤

٨٠