الـمُنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـ (الفخري)

الـمُنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـ (الفخري)16%

الـمُنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـ (الفخري) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 493

الـمُنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـ (الفخري) الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 493 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70394 / تحميل: 5604
الحجم الحجم الحجم
الـمُنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـ (الفخري)

الـمُنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـ (الفخري)

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

فيا دافع الإسلام من بعد خفضه

وناصب دين الله حيث يميل

ويا أسد الله الذي مر بأسه

لأعدائه مرّ المذاق وبيل

ويا من له قلب الحوادث خافق

ويا من له صعب الأمور ذلول

أيا سيّدي يا حيدر الطهر إنني

أتيتك محزوناً وفهت أقول

أعزيك بالسبط الشهيد فرزءه

ثقيل على أهل السّماء جليل

دعته إلى كوفان شر عصابة

عصاة وعن طرق الصواب عدول

فلما أتاهم واثقاً بعهودهم

فمالوا وطبع الغادرين يميل

أحاطوا وحطوا بالفرات ولم يكن

لآل رسول الله منه نهول

فلما تناهى الأمر واقترب الردى

وذل عزيز واستعز ذليل

فمال عليه الجيش حملة واحد

ببيض وسمر ذبل ونصول

فوافاه في النحر المقدس عبطل

به أصبح الدين الحنيف عليل

فخر صريعاً ظامياً عن جواده

فاضحت ربوع السعد وهي محول

وراح إلى نحو الخيام جواده

خلياً من الندب الجواد يجول

برزن إليه الطاهرات حواسراً

لهن على المولى الحُسين عويل

فلله أمر فادح شمل الورى

ورزء على الإسلام منه خمول

بنو الوحي في أرض الطفوف حواسراً

وأبناء حرب في الديار نزول

ويسرى بزين العابدين مقيداً

على البزل مأسور اللئام عليل

ويصبح في تحت الخلافة جالساً

يزيد وفي الطف الحُسين قتيل

سليل النّبي الـمُصطفى وابن فاطم

وأين لذين الوالدين مثيل

لقد صدق الشيخ السعيد أخو العلى

عليّ وجاز الفضل حيث يقول

فما كلّ جد في الرجال محمداً

ولا كلّ أم في النساء بتول

أمولاي آمالي تأمل نصركم

وقلبي إليكم بالولاء يميل

وقد طال عمر الصبر في أخذ ثاركم

أما أن للظلم المقيم رحيل

فدونكم من عبدكم ووليكم

عروساً ولكن في الزفاف ثكول

عليكم سلام الله ما ذكر اسمكم

وذاكي مدى الأيام ليس يزول

روى السّعيد عبد الحميد عن مشايخه يرفعه إلى أنس بن مالك , قال : قال

٣٠١

: جاء أبو بكر إلى النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فجلس بين يديه , وقال : يا رسول الله , قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإنّي وإنّي.قال(ص) : (( وماذا ؟ )) .قال : تزوّجني فاطمة .فأعرض عنه , فرجع أبو بكر إلى عمر ، فقال : هلكت .قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النّبي فاعرض عنّي .فقال : مكانك حتّى آتيه فاطلب منه مثل الذي طلبت .فأتى عمر إلى النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فجلس بين يديه , وقال : يا رسول الله , قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإنّي وإنّي .قال(ص) : (( وماذا ؟ )) .قال : تزوّجني فاطمة .فأعرض عنه , فرجع إلى أبي بكر ، فقال : إنّه لينظر أمراً فيها , قُم بنا إلى عليّ نأمره أن يطلب ما طلبنا .قال عليّ (عليه‌السلام ) : (( فاتياني وأنا أعالج فسيلاً لي , فقالا : إنّا جئنا من عند ابن عمّك لخطبة فاطمة , فأعرض عنّا فقم فاخطبها ))

قال عليّ (عليه‌السلام ) : (( فقمت وأنا أجرّ ردائي إلى طرف عاتقي وطرف على الأرض , حتّى أتيت النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فجلست بين يديه وقلت : يا رسول الله , قد علمت قدمي في الإسلام وإنّي وإنّي .قال(ص) : وماذا ؟ )) .قال(ع) : (( زوّجني فاطمة.قال(ص) : وما عندك ؟ )) .قال(ع) : (( قُلت : فرسي وبدني .قال(ص) : أمّا فرسك فلا بدّ لك منها ، وأمّا بدنك فبعها )) .قال(ع) : (( فبعتها بأربعمئة درهم وجئت بها حتّى وضعتها في حجره , فقبض منها قبضة , فقال : أين بلال ؟ اشتري بها طيباً .وأمرهم أن يجهّزوها , فجعل لها سريراً مشروطاً بالشّرط , ووسادة من آدم حشوها ليف , وملأ البيت كثيباً , وقال : يا عليّ , إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتّى آتيك .فجاءت مع اُمّ أيمن , فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب , وجاء النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقال : ههنا أخي ؟ فقالت اُمّ أيمن : أخوك أخوك وقد زوجته ابنتك ؟! قال : نعم .ودخل رسول الله البيت , فقال : يا فاطمة , آتيني بماء .فقامت إلى قعب في البيت فأتته بماء فمج فيه , وقال لها : قومي .فصبّ بين يديها وعلى رأسها وقال : اللّهمّ , إنّي أعيذها بك وذرّيّتها من الشّيطان الرّجيم ، ثمّ قال : آتوني بماء )).

قال عليّ (عليه‌السلام ) : (( فقمت فملأت العقب ماء وأتيت به فمج فيه ، ثمّ قال لي : تقدّم .فصبّ على رأسي وبين يدي وقال : اللّهمّ , إنّي أعيذه بك وذرّيّته من الشّيطان الرّجيم ، ثمّ قال : أدبر .فأدبرت فصبّ بين كتفي وقال : اللّهمّ , إنّي أعيذه بك وذرّيّته من الشّيطان الرّجيم .ثمّ قال : ادخل بأهلك باسم الله والبركة )) فيا إخواني , ألا تتفكّرون في هؤلاء الأقوام , هلا

٣٠٢

نظروا في كلام النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حين عوّذ الذّرية من الشّيطان , فيقفوا عمّا قدموا عليه من الطّغيان ؟ ولكنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور , فتبّاً لهم ما أجرأهم على انتهاك حُرمة خاتم النّبيين , وما أقسى قلوبهم على ذرّيّته الطّاهرين الـمُطهّرين , ويحهم أين يُتاه بهم عن قصد السّبيل , وحتّى متى لا يرعون عن هذا التّضليل , كلّ هذه الدُنيا ونعيمها الزّائل المشوب بالغصص والوهم الباطل ! ولعمري , سيفارقوها عن قليل ويُقال لهم انطلقوا إلى ظلّ لا ظليل

يا موثر الدُنيا على دينه

والحائر التائه عن قصده

أصبحت ترجو الخلد فيها وقد

أبرز ناب الموت عن حده

هيهات أن الموت ذو أسهم

من يرمه يوماً بها يرده

لا يفرج الواعظ قلب أمرء

لا يعزم الله على رشده

وعلى الأطائب من أهل البيت فليبك الباكون , وإيّاهم فليندب النّادبون , ولمثلهم تذرف الدّموع من العيون , أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان والأشجان , فنظم وقال فيهم :

القصيدة للسيد عبد الحميد (رحمه‌ الله تعا لى)

عز صبري وعز يوم التلاق

آه وا حسرتاه مما الاقي

أرقتني مذ فارقتني أحبابي

برغمي غداة يوم الفراق

وفؤادي أضحى غريم غرام

واصطباري نأى ووجدي باق

أحدقوا بي عواذلي يعذلوني

حين فاز الدّموع من أحداق

يا عذولي إنّي لسيع فراق

ما له بعد لسعة من راقي

أعجبوا من متيم حكم الوجد

عليه بالماء والإحتراق

نار حزني تشب بين ضلوعي

ودموعي تفيض من آماقي

حق لي بالبكاء ما لا دموعاً

وأشق الفؤاد لا أخلاق

وأزيد الحزن الشديد لرزء

السبط سبط الراقي لظهر البراق

قتلوه ظلماً ولم يرقبوا فيه

لعمري وصية الخلاق

لست أنساه يوم ظل ينادي

القوم يا عصبة الخنا والشقاق

أتراكم بم استبحتم قتالي

ورأيتم حلا عليكم شقاقي

٣٠٣

ونكثتم عهدي وكذبتموني

وشرعتم قتلي وقتل رفاقي

هل علمتم بأن جدّي رسول الله

خير الأنام بالإطلاق

وعلي أبي الذي كسر الأصنام

قسراً وفي القيامة ساقي

والبتول الزّهراء فاطم أمي

ثمّ عمي الطيار في الخلد راقي

هل مغيث يغيثنا وعلينا

الأجر يوم المحيا ويوم التلاق

فأجابوه قد علمنا الذي قلت

وما أنت بعد ذا اليوم باق

ثم حفوا به ببيض صقال

ودروع زغف وسمر رشاقي

ورجال إلى الحروب سراع

فوق خيل مضمرات عتاق

فغدا للقتال لا يختشي الموت

لعمري والموت مر المذاق

يورد السمر والضبا في الأعادي

فيرويهما دم الأعناق

فأحاطوا به فاردوه لـمّا

عز نصاره وقتل الباقي

ثم علوا كريمه فوق رمح

وهو يبدو كالبدر في الإشراق

وبنات النّبي يندبن لـمّا

عاينوه قد خر منه التراقي

وغدت زينب تنادي بشجو

يا أخي يا قتيل أهل النفاق

يا نبي الهدى بناتك أسرى

بتناجين من ألم الفراق

عاريات يحملن فوق المطايا

حاسرات يسحبن في الأسواق

وعلي السجاد يرفل في القيد

عليلاً مضني شديد الوثاق

يا لها من رزية تهدم الدين

لعمري لو أن دينك باق

يابن بنت الرسول يا غاية المأمول

يا عدتي غدا للتلاقي

ابن عبد الحميد عبدك ما زال

محباً لكم بغير النفاق

إن تفت نصرتي لكم واقتحامي

دونك الهول عند ضيق الخناق

لم تفت لوعتي وطول حنيني

واكتثابي وحرقتي واشتياقي

ومقامي على الكآبة والأحزان

باك بدمعة مهراق

قسماً بالحجيج والبيت والركن

وطاها وحرمة الخلاق

ما تجري يوم الطفوف على السبط

جهاراً معاشر الفساق

وسقوه كأس المنية إلّا

بعتيق ونعثل ذي النفاق

٣٠٤

فهت بالحق والذي يقصد الحق

يأمن فإنه لا يتاقي

حبكم عدتي وأنتم ملاذي

يوم حشري ومنكم أعراقي

فصلاة الرب الرّحيم عليكم

ما تغني الحداة خلف النياق

الباب الثّالث

أيّها المؤمنون , قاطعوا رقاد العيون واصلوا سهاد الجفون , وامسكوا عن اللذّات وابذلوا الدّموع الجاريات , فإنّ إظهار الدّموع البادية دليل على إظهار الأحزان الخافية ، وإنّي كلّما تزايدت عليّ الأفكار , يتوقّد في قلبي لهيب النّار , فلا أجد مَن ألتجىء إليه ولا أعول في بثّ حزني عليه , وكيف لا تحزن على سادات العباد وأنوار الله في البلاد , وحجج الله على الخلاق ولسانه النّاطق , والشّهود على الاُمم بين يدي بارىء النّسم ؟ :

وأعظم ما بي شجو زينب إذ رأت

أخاها طريحاً للمنايا يمارس

تقول أخي يا واحدي شمت العدا

بنا واشتفى فينا الحسود المنافس

أخي يا أخي يا خير ذخر فقدته

وأنفس شيء صابني فيه نافس

أخي يا أخي قد كان غاية منيتي

بأن يحتويني قبل فقدك غامس

أخي اليوم مات المُصطفى ووصيه

ولم يبق للإسلام بعدك حارس

أخي من لأطفال النبوة يا أخي

ومن لليتامى إن قضيت يوانس

أخي من يحامي عن حريم مُحمّد

ويصلح أحوالاً لها الدهر مائس

وفاطمة الصغرى تخاطب جدها

ونحو أبيها طرفها متشاوس

تقول له يا جد ليتك شاهد

وقد حكمت فينا الكلاب النواهس

لتنظر يا جدّه سبطك ظامياً

وسابحه في لجة الموت طامس

فللّه ذا من فادح ما أجله

ورزء له عرش المهيمن رائس

روي : أنّ العبّاس بن عليّ (عليه‌السلام ) كان حامل لواء أخيه الحُسين (عليه‌السلام ) , فلمّا رأى جميع عسكر الحُسين (عليه‌السلام ) قُتلوا وإخوانه وبنو عمّه , بكى وأنَّى إلى لقاء ربّه اشتاق وحنّ , فحمل الرّاية وجاء نحو أخيه الحُسين (عليه‌السلام ) وقال : يا أخي , هل رخصة ؟ فبكى الحُسين (عليه‌السلام ) بكاءاً شديداً حتّى ابتلت لحيته المباركة بالدّموع (عليه‌السلام ) ، ثمّ قال : (( يا

٣٠٥

أخي ! كنت العلامة من عسكري ومجمع عددنا , فإذا أنت غدوت , يؤول جمعنا إلى الشّتات وعمارتنا تنبعث إلى الخراب)).فقال العبّاس : فداك روح أخيك يا سيّدي ! قد ضاق صدري من حياة الدُنيا وأريد أخذ الثّأر من هؤلاء المنافقين .فقال الحُسين (عليه‌السلام ) : (( إذا غدوت إلى الجهاد , فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء )) .فلمّا أجاز الحُسين (عليه‌السلام ) أخاه العبّاس للبراز , برز كالجبل العظيم وقلبه كالطّود الجسيم ؛ لأنّه كان فارساً هماماً وبطلاً ضرغاماً , وكان جسوراً على الطّعن والضّرب في ميدان الكفاح والحرب , فلمّا توسّط الميدان , وقف وقال : يا عمر بن سعد , هذا الحُسين بن بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول : إنّكم قتلتم أصحابه وإخوته وبني عمّه , وبقي فريداً مع أولاده وهم عُطاشا قد أحرق الظّمأ قلوبهم , فاسقوه شربة من الماء ؛ لأنّ أطفاله وعياله وصلوا إلى الهلاك , وهو مع ذلك يقول لكم : دعوني أخرج إلى أطراف الرّوم والهند , وأخلّي لكم الحجاز والعراق , والشّرط لكم , إنّ غداً في القيامة لا أخاصمكم عند الله حتّى يفعل الله بكم ما يريد.

فلمّا أوصل العبّاس إليهم الكلام عن أخيه , فمنهم من سكت ولم يرد جواباً , ومنهم من جلس يبكي , فخرج الشّمر وشبث بن ربعي لعنهما الله , فجاء نحو العبّاس وقال : يابن أبي تراب , قُل لأخيك , لو كان كلّ وجه الأرض ماءاً وهو تحت أيدينا , ما أسقيناكم منه قطرة إلّا أن تدخلوا في بيعة يزيد .فتبسّم العبّاس ومضى إلى أخيه الحُسين وعرض عليه ما قالوا ، فطأطأ رأسه إلى الأرض وبكى حتّى بلّ أزياقه , فسمع الحُسين (عليه‌السلام ) الأطفال ينادون العطش , فلمّا سمع العبّاس ذلك , رمق بطرفه إلى السّماء وقال : إلهي وسيّدي , أريد اعتدّ بعدّتي وأملىء لهؤلاء الأطفال قربة من الماء.

فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة في كتفه , وكان قد جعل عمر بن سعد لعنه الله تعالى أربعة آلاف خارجي موكلين على الماء , لا يدعون أحداً من أصحاب الحُسين يشربون منه , فلمّا رأوا العبّاس قاصداً إلى الفُرات , أحاطوا به من كلّ جانب ومكان , فقال لهم : يا قوم , أنتم كفرة أم مُسلمون ؟ هل يجوز في مذهبكم أو في دينكم أن تمنعوا الحُسين وعياله شرب الماء , والكلاب والخنازير يشربون منه والحُسين مع أطفاله وأهل بيته يموتون من العطش ؟ أما تذكرون عطش القيامة ؟! فلمّا سمعوا كلام العبّاس , وقف خمسمئة رجل ورموه بالنّبل والسّهام , فحمل عليهم , فتفرّقوا عنه

٣٠٦

هاربين كما تتفرّق الغنم عن الذّئب , وغاص في أوساطهم وقتل منهم على ما نُقل تقريباً من ثمانين فارساً , فهمز فرسه إلى الماء وأراد أن يشرب , فذكر عطش الحُسين وعياله وأطفاله , فرمى الماء من يده وقال : والله , لا أشربه وأخي الحُسين (عليه‌السلام ) وعياله وأطفاله عُطاشا , لا كان ذلك أبداً .ثمّ ملأ القربة وحملها على كتفه الأيمن وهمز فرسه وأراد أن يوصل الماء إلى الخيمة , فاجتمع عليه القوم فحمل عليهم , فتفرقوا عنه وصار نحو الخيمة , فقطعوا عليه الطّريق , فحاربهم محاربة عظيمة , فصادفه نوفل الأزرق وضربه على يده اليمنى فبراها , فحمل العبّاس القربة على كتفه الأيسر , فضربه نوفل أيضاً فبرا كتفه الأيسر من الزّند , فحمل القربة باسنانه , فجاء سهم فأصاب القربة فانفرت واُريق ماءها , ثمّ جاء سهم آخر في صدره , فانقلب عن فرسه إلى الأرض وصاح إلى أخيه الحُسين : أدركني ! فساق الرّيح الكلام إلى الخيمة , فلمّا سمع كلامه , أتاه فرماه طريحاً فصاح : (( وا أخاه ! وا عبّاساه ! وا قرّة عيناه ! وا قلّة ناصراه ! )) .ثمّ بكا بكاءاً شديداً وحمل العبّاس إلى الخيمة , فجدّدوا الأحزان وأقاموا العزاء( وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (١) :

لهفي على العبّاس لمـّا أن دنى

نحو الفرات بقلبه الحران

فأراد شرب الماء وقال بنفسه

وا لهفتاه للسيد الظمآن

عاف الشراب ولم يبل أو أمه

وجد الوجد أخيه والإخوان

لهفي على العبّاس إذ حاطوا به

من كلّ فج اقبلوا ومكان

حاطوا به واستفردوه وخرقوا

قرباً ملأها قاصد النسوان

ثاروا عليه بطعنهم وبضربهم

وبطعنهم أردوه في الميدان

فعلاه رجس فاجر بحسامه

قطع اليمين بمشرفي ويماني

وهواه آخر ضربة في رأسه

حتّى رماه بحوبة الجولاني

فأتى الحُسين إليه وهو مسارع

فرآى أخاه مكابد الحدثان

فبكى وقال جزيت خيراً من أخ

واسى أخاه بشدة وهوان

أديت حقاً للأخوة يا أخي

وحضيت وصل الحور والولدان

يا أول الشّهداء يابن الـمُرتضى

صلّى عليك الله كلّ أوان

والله تلك مصيبة لم أنساها

إلّا إذا أدرجت في الأكفان

____________________

(١) سورة الشّعراء / ٢٢٧.

٣٠٧

حُكي عن عليّ بن الحُسين (عليه‌السلام ) , أنّه منذ وفاة أبيه الحُسين ما أكل لحم الرؤوس ؛ حزناً على رأس أبيه ، وكان عمره يومئذ أحد عشر سنة ولم يزل يبكي على مصاب أبيه أربعين سنة , وهو مع ذلك صائم نهاره قائم ليله , فإذا اُحضر الطّعام لإفطاره , قال : (( وا كرباه لكربك يا أباه ! وا أسفاه لقتلك يا أباه ! )) .ثمّ يبكي طويلاً وهو يقول : (( قُتل ابن بنت رسول الله جائعاً , قُتل ابن بنت رسول الله عطشاناً وأنا آكل الزّاد وأشرب الماء , لا هناني الأكل والشّرب , يعزّ عليك يا أبي , ليتني لم أر مصرعك )).

قال : ولم يزل يبكي حتّى تبلّ الدّموع وجهه ولحيته ويغشى عليه , فإذا أفاق أكل قليلاً وحمد الله كثيراً وقام إلى عبادة ربّه وأصبح صائماً , ولم يزل هكذا حتّى مات رحمة الله عليه ورضوانه :

وأبلج وضاح الجبين تجمعت

به من معاني المكرمات فنون

إذا أسهرت عيناه من خوف ربه

أقرت به للأولياء عيون

حكى فضيل بن عبد ربّه , أنّه قال : دخلت على الإمام موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) , فقلت له : يا سيّدي , إنّي أنشدك قصيدة للسيد إسماعيل الحميري ؟ قال : (( أجل )) .ثمّ إنّه (عليه‌السلام ) أمر بستور فسدلت وأبواب ففتحت , وأجلس حريمه من وراء السّتر ، ثمّ قال : (( أنشد يا فضيل بارك الله فيك )) .فانشدته قصيدة للسيد التي أوّلها : لأم عمر باللوى مربع .فلمّا بلغت إلى : ووجهه كالشّمس إذ تطلع .سمعت نحيباً من وراء السّتر وذلك بكاء أهل بيته وعياله ، وبكى هو أيضاً (عليه‌السلام ) ؛ لأنّه كان رقيق القلب سريع العبرة , فقال لي : (( يا فضيل , لِمَن هذه القصيدة ؟ )) .فقلت : هذه للسيد الحميري .فقال : (( ي رحمه‌ الله ! )) .فقلت : يا مولاي , إنّي رأيته يرتكب المعاصي .فقال : (( يرحمه‌ الله ! )) .فقلت : إنّي رأيته يشرب النّبيذ , نبيذ الرّستاق .فقال : (( تعني الخمر ؟ )) .قُلت : نعم .قال : (( يرحمه‌ الله ! وما ذاك على الله بعسير أن يغفر لمحبّ جدّي عليّ بن أبي طالب شارب الخمر )) .فقلت : الحمد لله على ولايته ومحبّته .ثمّ إنّي أكملت القصيدة إلى آخرها وهو (عليه‌السلام ) مع ذلك يبكي.

وحكى سهيل بن ذبيان بن فضل هذه القصيدة أيضاً , حيث قال : دخلت على الإمام عليّ بن موسى الرّضا في بعض الأيّام قبل أن يدخل عليه أحد من النّاس , فقال لي : (( مرحباً بك يابن ذبيان , السّاعة أراد رسولنا يأتيك لتحضر عندنا )).فقلت : لماذا يابن رسول

٣٠٨

الله ؟ فقال(ع) : (( لمنام رأيته البارحة وقد أزعجني وأرقني )) .فقلت : خيراً يكون إن شاء الله تعالى .فقال : (( يابن ذبيان , رأيت كأنّي قد نُصب لي سلّم فيه مئة مرقاة , فصعدت إلى أعلاه )) .فقلت : يا مولاي , أهنئك بطول العمر وربّما تعيش مئة سنة لكلّ مرقاة سنة ؟ فقال لي : (( ما شاء الله كان )) .ثمّ قال : (( يابن ذبيان , فلمّا صعدت إلى أعلى السّلّم , رأيت كأنّي دخلت في قبّة خضراء يرى ظاهرها من باطنها , ورأيت جدّي رسول الله جالساً فيها وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النّور من وجوههما , ورأيت امرأة بهيّة الخلقة , ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده , ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة : لأم عمر باللوي مربع .فلمّا رآني النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , قال لي : مرحباً بك يا ولدي يا عليّ بن موسى الرّضا, سلّم على أبيك عليّ .فسلّمت عليه ، ثمّ قال لي : سلّم على اُمّك فاطمة الزّهراء .فسلّمت عليها ، فقال لي : سلّم على أبويك الحسن والحُسين .فسلّمت عليهما ، ثمّ قال لي : وسلّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدُنيا السّيد إسماعيل الحميري.فسلّمت عليه وجلست , فالتفت النّبي إلى السّيد إسماعيل وقال له : عد إلى ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة .فأنشد يقول :

لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامه بلقع

فبكى النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فلمّا بلغ إلى قوله : ووجهه كالشّمس إذ تطلع .بكى النّبي وفاطمة (عليهما‌السلام ) معه ومَن معه , ولـمّا بلغ إلى قوله : قالوا لو شئت أعلمتنا إلى من الغاية والمفزع .رفع النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يديه , وقال : إلهي أنت الشّاهد عليّ وعليهم , إنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب .وأشار بيده إليه وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه )).

قال عليّ بن موسى الرّضا : (( فلمّا فرغ السّيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة , التفت النّبي إليّ وقال لي : يا عليّ بن موسى الرّضا , احفظ هذه القصيدة وأمر شيعتنا بحفظها , واعلمهم إنّ مَن حفظها وأدمن قراءتها , ضمنت له الجنّة على الله)).

قال الرّضا : (( ولم يزل يكرّرها عليّ حتّى حفظتها منه )).

ونحن نتبرّك بإيراد هذه القصيدة ونجعلها خاتمة الباب وإلى الله المرجع وإليه المآب , والقصيدة هذه :

٣٠٩

القصيدة للسيد إسماعيل الحميري (رحمه‌الله )

لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامه بلقع

تروح عنه الطير وحشية

والأسد من خيفته تفزع

برسم دار ما بها مؤنس

إلّا ظلال في الثرى وقع

رقش يخات الموت من نفثها

والسم في أنيابها منقع

لما وقفن العيس من رسمها

والعين من عرفانه تدمع

ذكرت من قد كنت ألهو به

فبت والقلب شج موجع

كأن بالنّار لمـّا شفني

من حُبّ أروى كبد تلذع

عجبت من قوم أتوا أحمداً

بخطبة ليس لها موضع

قالوا له لو شئت أعلمتنا

إلى من الغاية والمفزع

إذا توفيت وفارقتنا

وفيهم في الملك من يطمع

فقال لو أعلمتكم مفزعاً

كنتم عسيتم فيه إن تصنعوا

صنيع أهل العجل إذ فارقوا

هارون فالترك له أودع

وفي الذي قال بيان لمن

كان إذا يعقل أو يسمع

ثم أتته بعد ذا عزمة

من ربه ليس لها مدفع

أبلغ وإلّا لم تكن مبلغاً

والله منهم عاصم يمنع

فعندها قام النّبي الذي

كان بما يأمره يصدع

يخطب مأمور وفي كفه

كف عليّ ظاهراً يلمع

رافعها أكرم بكف الذي

يرفع والكف الذي ترفع

يقول والأملاك من حوله

والله فيهم شاهد يسمع

من كنت مولاه فهذا له

مولى فلم يرضوا ولم يقنع

فاتهموه وجنت منهم

على خلاف الصّادق الأضلع

وظل قوم غاضهم فعله

كأنما آنافهم تجدع

حتى إذا واروه في قبره

وانصرفوا عن دفنه ضيع

ما قال بالأمس وأوصى به

واشتروا الضر بما ينفع

وقطعوا أرحامه بعده

فسوف يجزون بما قطع

٣١٠

وازمعوا غدراً بمولاهم

تباً لمـّا كان به أزمع

لا هم عليه يردوا حوضه

غداً ولا هو فيهم يشفع

حوض له ما بين صنعا إلى

أيلة والعرض به أوسع

ينصب فيه علم للهدى

والحوض من ماء له مترع

يفيض من رحمته كوثر

أبيض كالفضة أو انصع

حصاه ياقوت ومرجانة

ولؤلؤ لم تجنه أصبع

بطحاءه مسك وحافاته

يهتز منها مونق مربع

أخضر ما دون الورى ناضر

وفاقع أصفر أو انصع

فيه أباريق وقد حانه

يذب عنها الرجل الأصلع

يذب عنها ابن أبي طالب

ذباً كجرباء إبل شرع

والعطر والريحان أنواعه

ذاك وقد هبت به زعزع

ريح من الجنّة مأمورة

ذاهبة ليس لها مرجع

إذا دنوا منه لكي يشربوا

قال لهم تباً لكم فارجع

دونكم فالتمسوا منهلا

يرويكم أو مطمع يشبع

هذا لمن والى بني أحمد

ولم يكن غيرهم يتبع

فالفوز للشارب من حوضه

والويل والذل لمن يمنع

والناس يوم الحشر راياتهم

خمس فمنها هالك أربع

فراية العجل وفرعونها

وسامري الأمة المشنع

وراية يقدمها أذلم

عبد لئيم لكع أكوع

وراية يقدمها حبتر

للزور والبهتان قد أبدع

وراية يقدمها نعثل

لا برد الله له مضجع

أربعة في سقر أودعوا

ليس لهم من قعرها مطلع

وراية يقدمها حيدر

وراية الحمد له ترفع

غدا يلاقي المصطفى حيدر

وراية الحمد له ترفع

مولا له الجنّة مأمورة

والنار من إجلاله تفزع

إمام صدق وله شيعة

يرووا من الحوض ولم يمنع

٣١١

بذاك جاء الوحي من ربنا

يا شيعة الحق فلا تجزع

الحميري مادحكم لم يزل

ولو يقطع أصبع أصبع

وبعدها صلوا على الـمُصطفى

وصنوه حيدرة الأصلع

٣١٢

المجلس الخامس

من الجزء الثّاني في الليلة الثّامنة من عشر الـمُحرّم

وفيه أبواب ثلاثة

الباب الأوّل

أيّها الإخوان والأصحاب ، كيف لا يعظم عليكم المصاب والحزن والاكتئاب , وقد أصبح لهم آل الرّسول ثاوياً على التّراب، وتلك الأبدان المعظّمة عارية من الثّياب , ودماءهم مسفوكة بسيوف أهل الضّلال , ووجوه بناته مبذولة لأعين الأنذال ؟

فياليت فاطمة تنظر إلى الفاطميات بين العدى حاسرات , وهن ما بين نادبة : وا أخاه ! وقائلة : وا أباه ! وصارخة : يا جدّاه ! وباكية : وا كرباه ! مشققات الجيوب , مفجوعات بفقد المحبوب , ناشرات للشعور , بارزات من الخدور , لا طمات للخدود , عادمات للجدود , متعبات بالنّياحة والعويل , فاقدات للمحامي والكفيل .فيا عظم ما اُصيب به الرّسول وابتلي فيه أولاد البتول ! فالحكم لله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله :

ألا يا رسول الله لو كنت فيهم

لشاهدتهم في حالة تذهل الفكرا

فهم بين أطفال يتامى ونسوة

أيامى وصرعى كالندامى سقوا خمرا

رؤوسهم فوق القنا وعيالهم

بأيدي أعاديهم تسوقهم قهرا

ومن أفظع الأشياء يا خير مرسل

مساومة استرقاق فاطمة الصغرى

مصاب بكت منه السّماء وأهلها

واشفت به الشم الرعان على المسرا

فيا ويلهم كأنّهم لم يسمعوا ما قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّ الله عزّ وجلّ قد حرّم الجنّة على مَن ظلم أهل بيتي وقاتلهم وسالبهم والمعرض عنهم , أولئك

٣١٣

لاخلاق لهم في الآخرة , ولا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )) .آياتهم باهرة ومعجزاتهم واضحة ظاهرة وهم أعلام الـمُسلمين في الدُنيا والآخرة.

روي عن يحيى اُمّ الطّويل , أنّه قال : كنت عند مولاي الحُسين (عليه‌السلام ) إذ دخل عليه شاب وهو يبكي , فقال له الحُسين (عليه‌السلام ) : (( ما الذي يبكيك يا شاب ؟ )) .قال : يابن رسول الله , إنّ اُمّي ماتت في هذه السّاعة وقد تركت مالاً عظيماً , ولم توصي إليّ شيء ولم أعلم أين دفنته , وقد حرمته .فقال الحُسين (عليه‌السلام ) : (( ما الذي قالت لك عند موتها ؟ )) .قال : قالت لي : إذا أردت أن تفعل أمراً من الاُمور لا تعلمه إلّا بما يشير به إليك الحُسين ابن بنت رسول الله .فما تأمرني به يا مولاي؟ فقال الحُسين (عليه‌السلام ) : (( أتحبّ أن يحيي الله اُمّك وتخبرك بما تريد ؟ )) .فقال الشّاب : يا حبّذا .فقام الحُسين (عليه‌السلام ) مع الشّاب والنّاس معهما حتّى أتى منزل اُمّه , فوقف عليها ودعا إلى الله تعالى بدعوات لم نفهمها , ثمّ قال لها : (( قومي يا أمة الله بإذن الله تعالى , وأوصي إلى ابنك بما تريدين )) .فقامت وهي تشهد وتقول : السّلام عليك يابن رسول الله , اعلم أنّ عندي مالاً جزيلاً موضوعاً في مكان كذا وكذا , فاستخرجه وخذ ثلثيه لك أنفقه بما شئت , وثلثه الآخر ادفعه لابني هذا إن كنت تعلم أنّه محبّ لكم وموال لكم , وإن كان مخالفاً فامنعه عنه ؛ لأنّ مالي مُحرّم على مَن يبغضكم أهل البيت .ثمّ إنّها ماتت رحمها الله تعالى , فأمر الحُسين (عليه‌السلام ) بتغسيلها وتكفينها وصلّى عليها ودفنها.

انظروا يا إخواني إلى هذا الأمر العظيم والخطب الجسيم , وهو ليس بكثير منهم ولا بمستبعد عنهم , وقد ظهر لهم من الفضل ما لا يحصى ومن المعجزات ما لا يستقصى , فالويل لِمَن خذلهم وهوى غيرهم ورد لهم.

وروي عن أبي الحصين (رضي‌الله‌عنه ) , قال : رأيت شيخاً مكفوف البصر فسألته عن السّبب , فقال : إنّي من أهل الكوفة وقد رأيت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في المنام , وبين يديه طشت فيه دم عظيم من دم الحُسين (عليه‌السلام ) , وأهل الكوفة كلّهم يُعرضون عليه فيلطخهم بالدّم دم الحُسين (عليه‌السلام ) , حتّى انتهيت إليه وعُرضت عليه , فقلت : يا رسول الله , ما ضربت بسيف ولا رميت بسهم ولا كثرت السّواد عليه .فقال لي : (( صدقت , ألست من أهل الكوفة ؟ )) .فقلت : بلى .قال : (( فلِمَ لا نصرت ولدي ولِمَ لا

٣١٤

أجبت دعوته ؟ ولكنّك هويت قتلة الحُسين وكنت من حزب ابن زياد )) ثمّ إنّ النّبي أومى إليّ بإصبعه فأصبحت أعمى , فوالله , ما يسرّني أن يكون لي حمر النّعيم , ووددت أن أكون شهيداً بين يدي الحُسين (عليه‌السلام ).

وروي في بعض الأخبار : أنّ رسول الله كان نائماً في بيت عائشة وقت القائلة , فاستيقظ من نومه وهو يبكي , فقالت له عائشة : ما يبكيك يا رسول الله فداك أبي واُمّي ونفسي ؟! قال لها : (( إنّ جبرائيل أتاني في نومي وقال : ابسط يدك يا مُحمّد.فناولني قبضة من تراب أحمر , وقال لي : هذه تربة من أرض كربلاء يُقتل فيها ابنك الحُسين (عليه‌السلام ) , تقتله اُمّتك يا محمد)).

قالت عائشة : فجعل النّبي يحدّثني وهو يبكي ويقول : (( مَن ذا يقتل ابني حُسيناً ؟ مَن ذا يقتل قرّة عيني حُسيناً ؟ لا أناله الله شفاعتي يوم القيامة )).

ثمّ قالت عائشة : والله , لقد قال لي رسول الله : (( ادع لي ابنتي فاطمة الزّهراء )) .فأسرعت إليها , فجاءت وهي تقود ابنيها الحسن والحُسين كلّ واحد منهما بيد , وجاء عليّ (عليه‌السلام ) يمشي خلفهما حتّى دخلوا حجرة النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فأجلس عليّاً عن يمينه وأجلس فاطمة عن شماله وأجلس الحسنين بين يديه , ثمّ تناول كساء جرباً فلفّهم فيه جميعاً , وأخذ بيده اليمنى طرفاً من الكساء وبيده اليسرى الطّرف الآخر , ورفع رأسه إلى نحو السّماء وقال : (( اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، اللّهمّ اذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً )) .حتّى قالها ثلاث مرّات .فقالت عائشة : ثمّ جاءت جارية فاطمة ومعها إناء فيه عصيدة وخبز في طبق , فوضعته بين أيديهم , فجعلوا يأكلون جميعاً والنّبي يقول لهم : (( كلوا هنيئاً مريئاً قد أذهب الله عنكم الرّجس وطهّركم تطهيراً )) :

أعيني جودا في دموع غزيرة

فقد حق إشفاقي وما كنت أحذر

أعيني هذا شافعوا الناس واصلوا

المنايا فمنهم دارعون وحسر

من الأكرمين الغر من آل هاشم

لهم سلف من واضح المجد يذكر

مصابيح أمثال الأهلة إذ هم

لدى الجود أو دفع الكريهة أبصر

بهم فجعتنا والفوادح كأسمها

تميم أو بكر والسكون وحمير

وهمدان قد جاشت علينا وأجلست

هوازن في أفناء قيس واعصر

وفي كلّ حي نضحة من دمائنا

بني هاشم يعلو سناها ويشهر

٣١٥

فللّه محيانا وكان مماتنا

وللّه قتلانا تدان وتنشر

لكل دم مولى ومولى دمائنا

لمرتقب يعلو عليكم ويظهر

فسوف يرى أعداءنا حين نلتقي

لأي الفريقين النّبي المطهر

روى ابن وهب (رضي‌الله‌عنه ) , قال : دخلت يوم عاشوراء إلى دار إمامي جعفر الصّادق (عليه‌السلام ) فرأيته ساجداً في محرابه , فجلست من ورائه حتّى فرغ , فأطال في سجوده وبكائه , فسمعته يناجي ربّه وهو ساجد يقول : (( اللّهمّ , يا مَن خصّنا بالكرامة ووعدنا الشّفاعة , وحملنا الرّسالة وجعلنا ورثة الأنبياء , وختم بنا الاُمم السّالفة وخصّنا بالوصية , وأعطانا علم ما مضى وما بقي , وجعل الأفئدة من النّاس تهوي إلينا .اغفر اللّهمّ لإخواني ولزوّار أبي عبد الله الحُسين (عليه‌السلام ) , الذين انفقوا أموالهم في حبّه وشخصوا أبدانهم , رغبة في برّنا ورجاء لما عندك في صلتنا , وسروراً أدخلوه على نبيّك مُحمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , واجابة منهم لأمرنا وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ؛ وأرادوا بذلك رضوانك.

اللّهمّ , فكافهم عنّا بالرّضوان , واكلأهم بالليل والنّهار , واخلفهم في أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا أحسن الخلف , واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد , وكلّ صعيف من خلقك وشديد , وشرّ شياطين الإنس والجن , واعطهم أفضل ما أملوه منك في غربتهم عن أوطانهم , وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وأقربائهم.

اللّهمّ , إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم , فلم ينههم ذلك عن النّهوض والشّخوص إلينا ؛ خلافاً منهم على مَن خالفنا , فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشّمس , وارحم تلك الخدود التي تقلّبت على قبر أبي عبد الله الحُسين , وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا , وارحم تلك القلوب التي حزنت لأجلنا واحترقت بالحزن , وارحم تلك الصّرخة التي كانت لأجلنا.

اللّهمّ , إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش الأكبر , وتدخلهم الجنّة وتسهّل عليهم في يوم الحساب , إنّك أنت الكريم الوهّاب )).

قال : فما زال الإمام (عليه‌السلام ) يدعو لأهل الإيمان ولزوّار قبر الحُسين وهو ساجد في محرابه , فلمّا رفع رأسه , أتيت إليه وسلّمت عليه وتأمّلت وجهه , وإذا هو كاشف اللون متغيّر الحال ظاهر الحزن , ودموعه تنحدر على خدّيه كاللؤلؤ الرّطب , فقلت : يا سيّدي , ممّ بكاؤك لا أبكى الله لك عيناً ؟ وما الذي حلّ بك ؟ فقال لي : (( أوفي غفلة عن

٣١٦

هذا اليوم ؟ أما علمت أنّ جدّي الحُسين قد قُتل في مثل هذا اليوم ؟! )) .فبكيت لبكائه وحزنت لحزنه , فقلت له : يا سيّدي, فما الذي أفعل في مثل هذا اليوم ؟ فقال لي : (( يابن وهب , زر الحُسين (عليه‌السلام ) من بعيد أقصى ومن قريب أدنى , وجدّد الحزن عليه واكثر البكاء والشّجون له )) .فقلت : يا سيّدي , لو أنّ الدّعاء الذي سمعته منك وأنت ساجد كان كمن لا يعرف الله تعالى , لظننت أنّ النّار لا تطعم منه شيئاً , والله , لقد تمنّيت إنّي كنت زرته قبل أن أحج .فقال لي : (( فما الذي يمنعك من زيارته يابن وهب ؟ ولِمَ تدع ذلك ؟ )).

فقلت : جعلت فداك ! لم أدر أنّ الأجر يبلغ كلّه حتّى سمعت دعاءك لزوّاره .فقال لي : (( يابن وهب , إنّ الذي يدعو لزوّاره في السّماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض , فإيّاك أن تدع زيارته لخوف من أحد , فمَن تركها لخوف , رأى الحسرة والنّدم حتّى أنّه يتمنّى أنّ قبره نبذه .يابن وهب , أما تحبّ أن يرى الله شخصك ؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن رأى وليس عليه ذنب يتبع به ؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن يصافحه رسول الله يوم القيامة ؟ )).

قُلت : يا سيّدي , فما قولك في غير تبييت ؟ فقال لي : (( لا تجعله صوم يوم كامل , وليكن إفطارك العصر بساعة على شربة من ماء ؛ فإنّه في ذلك الوقت انجلت الهيجاء عن آل الرّسول وانكشفت الغمّة عنهم , ومنهم في الأرض ثلاثون قتيلاً من مواليهم من أهل البيت , يعزّ على رسول الله مصرعهم ولو كان حيّاً لكان هو المعزّى بهم )).

قال : وبكى الصّادق (عليه‌السلام ) حتّى اخضلت لحيته بدموعه , ولم يزل حزيناً كئيباً طول يومه ذلك وأنا معه أبكي لبكائه وأحزن لحزنه ، وها نحن كيف لا نبكي لِمَن بكى لفقده الرّسول ! وكيف لا نحزن لِمَن حزنت لأجله البتول ! وكيف لا نبكي لبكاء سادتنا ! وكيف لا نحزن لفقد هُداتنا ! أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان وتتابعت عليه الأشجان , فنظم وقال فيهم :

القصيدة للشيخ مغامس ( رحمه ‌الله تع الى)

لغيرك يا دنيا نعيت عناني

وذاك لأمر عن غناك غناني

ومن كان في الدُنيا مثلي عارفاً

لواه الذي عن حبهن لواني

نعيت إلى نفسي زمان شبيبتي

وشيبي إلى هذا الزمان نعاني

وانفذت في اللذات أيام صحتي

فلمّا لحى عظمي السقام لحاني

٣١٧

لقد ستر الستار حتّى كأنه

بعفو عن اسم المذنبين محاني

ولو أنني أديت في ذاك شكره

لكنت رعيت الحق حين رعاني

ولكنني بارزته بجرائم

كأن لم يكن عن مثلهن نهاني

أقول لنفسي إن أردت سلامة

فديني فما لي في الغداة بداني

ذري حذري يذري دموعي لعله

إذا ما سقاني بالدموع شفاني

فإني لأخشى أن يقول امرته

بأمر وقد امهلته فعصاني

ولي عنده يوم النشور وسيلة

بها أنا راج صفح ما أنا جاني

بنو الـمُصطفى الغر الذين اصطفاهم

وميزهم من خلقه بمعاني

أناف بهم في الفخر عبد منافهم

فما لهم عند المدان مداني

أبروا حمى من يرجي ويتقي

ليوم طعام أو ليوم طعان

وإن لهم في سالف الدهر وقعة

لدى الطف تجري الدمع بالهملان

غداة ابن سعد يستعد لحربهم

بكل معدي وكل يماني

غداة تسمى مسلماً وهو خادم

لنجل عقيل مسلم ولهاني

غداة دعوا النصاب سبط مُحمّد

خداعاً بإيمان لهم وأماني

غداة أتى من أهله في عصابة

يجوبوا بها البيداء بغير تواني

غداة دعوة فيهم أقبلت قاصداً

لأنت مريب قاصداً لبيان

غداة دعا كاتبتموني فاقبلت

هجائن عزمي نحوكم وهجاني

غداة دعوا فأنزل الحكم أميرنا

وإلّا لحرب يا حسين عواني

غداة دعا أن لم تنيبوا لربكم

فخلوا سبيلي والرجوع لشاني

غداة أبو أن يرجع السبط فانثنى

وما هو فيما بينهم بمعاني

غداة استحث اليعملات فلم تسر

وقد ضربت في كربلاء بحران

غداة دعا انصاره الآن فانزلوا

نزول تفان لا نزول تهان

ففي هذه حقاً تجول رجالنا

وقطع أكف بيننا وبنان

وفي هذه حقاً تجول خيولنا

مجال قتال لا مجال رهان

وفي هذه حقاً تعلى رؤوسنا

على مستقيمات الكعوب لدان

ودارت بهم خيل الأعادي فجرعوا

كؤوس المنايا والحتوف دواني

٣١٨

فلم يبق إلّا السبط يحمل فيهم

لدى لبدة في حومة الجولان

إذا ما التقاه الجحفل اللحب رده

بعضب له ذي رونق وسنان

إلى حيث أرداه سنان برمحه

فخر كطوب من هضاب رهان

واقبل شمر ساحب الذيل نحوه

وفي كفه ماضي الغروب يماني

فقال له من أنت قال أنا الذي

اسمي بشمر والضباب نماني

فقال وهل بي أنت يا شمر عارف

أم أنت كفور أم جهلت مكاني

فقال له أنت الحُسين ابن فاطم

وما لك في هذه البرية ثاني

فجاءته تمشي زينب إبنة فاطم

مقرحة الأحشاء في لهفاني

فقالت لشمر ذي الخنا وهو مثخن

بحلق حسين للمهند حاني

أيا شمر أم والله لو كنت مسلماً

لربك أو أيقنت أنك فان

لما كنت يا شمر أجترءت عظيمة

بها يوم تأتي يشهد الملكان

أيا شمر جهلاً قد جنيت جناية

لأمثالها لم يجن قبلك جاني

أيا شمر إن الخصم فيها مُحمّد

وحيدر والزهراء والحسنان

أيا شمر أبشر سوف تلقى مُحمّد

فتشقى ولا تسقى رحيق جنان

أيا شمر هذا واحدي قد قتلته

وحسبي به حسبي به وكفاني

أيا شمر من ذا للزمان نعده

إذا ما زماني بالخطوب رماني

أيا شمر ألا قبل ذاك قتلتني

فما لي عيش بعد ذاك بهاني

أيا شمر من ذا يرعوي لأرامل

أراها تسح الدمع حين تراني

ولما رنت نحو الحُسين ونحوه

خضيب بما قد اسبل الودجان

دعت يا أخي يعز عليك بأنني

أراك قطيع الرأس رأي عياني

أخي إن بكت نفسي أساً فلعلني

بكيت لأمر عن أساك عنان

أخي ما الحجالي عن حجالي بحاجب

ولا عنك إذا بكى نهاي نهاني

أخي أي أحداث الطوارق اشتكي

فقد قض دمعي طارق الحدثان

اخي من عمادي في الزمان وناصري

ولم يبق إلّا شقوتي وهوان

أخي إن رمتني الحادثات بريبها

فقد كنت فيها عدتي وأماني

أخي ليس للمبقي لحالي بقية

عليك مصاب شفني وبراني

٣١٩

أخي للرزايا حرقة مستمرة

فيا سواتا منها يجن جناني

أخي إن يكن في الموت من ذاك راحة

فراحة نفسي أن يكون أتاني

أخي لو تراني في السبايا أسيرة

بشجو مصاب هدني ودهاني

لا بصرت مس الضر كيف أصابني

بكف عدو سبني وسباني

وفاطمة الصغرى تنادي بزينب

وتشكو فؤاداً دائم الخفقان

أيا عمتاه ما للضبابي ترني

قناعي وبغيا بالقطيع علاني

أيا عمتا مالي إذا رمت من أبي

دنوا حماني قربة ولحاني

أيا عمتا كم استغيث بوالدي

ولو كان حياً سامعاً لوعاني

أيا عمتا قد كنت أملت أنني

فداه ولكن الحُسين فداني

أيا عمتا أما الأسى فاطاعني

وأما العزا عن والدي فعصاني

أيا عمتا أما السلو فخانني

غداة سلا عني الحيا وجفاني

أيا عمتا وجدي عليه مجدد

وما فرط أحزاني عليه بواني

أيا عمتا ما أخيب الحزن مطعماً

بحلق معان للمصيبة عان

أيا عمتا أن نيح مضني من الأسا

فإن الأسى قد شجني وشجاني

وتدعو بخير العالمين مُحمّد

وبالدمع جفنا عليتها بكفاني

أيا جد هذا السبط في طف كربلاء

مضمخ جثمان باحمر قاني

أيا جد أما جسمه فضيوفه

ضباع الفلا معلومة العسلان

أيا جد ما رأسه لو نظرته

تجده رفيعاً في سنان سنان

أيا جد قد رضته بالجرد منهم

بنو أمهات قد عرفن زواني

أيا جد لم يسقوه ماء وإنه

ليكرع فيه سائر الحيوان

أيا جدنا قد هدم القوم كلما

له قبل هذا اليوم مجدل بان

أيا جدنا هذي بناتك بينهم

فمن أيم مسبية وحصان

أيا جدنا هذا عليّ مصفداً

يرى ما يلاقي من أذى وهوان

أيا جد لو عاينته في قيوده

رثيت لمغلول اليدين مهان

وأعظم شيء أن يشاء على الطوا

بهم من مكان نازح لمكان

يسار بهم نحو الشام هدية

إلى كافر ذي قسوة وشنان

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

عَنْ(١) تَفَكُّرِي ، بَلْ هَبْ لِي عَاقِبَةَ(٢) صِدْقٍ ذُكُوراً وَإِنَاثاً آنَسُ بِهِمْ مِنَ الْوَحْشَةِ ، وَأَسْكُنُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْوَحْدَةِ ، وَأَشْكُرُكَ عِنْدَ تَمَامِ النِّعْمَةِ ، يَا وَهَّابُ يَا عَظِيمُ يَا مُعَظَّمُ(٣) ، ثُمَّ(٤) أَعْطِنِي فِي كُلِّ عَاقِبَةٍ(٥) شُكْراً حَتّى تُبَلِّغَنِي(٦) مِنْهَا(٧) رِضْوَانَكَ ، فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ(٨) ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَوَفَاءٍ بِالْعَهْدِ(٩) ».(١٠)

١٠٤٣٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ النَّصْرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ قَدِ انْقَرَضُوا وَلَيْسَ لِي وَلَدٌ.

قَالَ(١١) : « ادْعُ وَأَنْتَ سَاجِدٌ :( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) (١٢) ،

____________________

= بسبب تفكّري ووساوس نفسي لوحدتي وفقد ولدي ، فيكون « عن » تعليليّة. أو المعنى : كلّما تفكّرت في نعمائك لديّ شكرتك على كلّ منها شكراً ، فإذا بلغ فكري إلى نعمة الولد ، ولم أجدها عندي ، لم أشكرك عليها ، فيقصر شكري عن تفكّري إليها وعدم بلوغ شكري إيّاها ».

(١). في « بخ » : « عند ».

(٢). العاقبة هنا بمعنى الولد ؛ لأنّه يعقب والده ، ويذكره الناس بثنائه عليه ، ولذا أضافه إلى الصدق أو إضافته إليه كناية عن طيب ولادته. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٠٢ ؛الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٣.

(٣). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « يا عظيم ».

(٤). في « بف » : « يا معطي » بدل « يا معظّم ثمّ ».

(٥). هكذا في « بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي والمرآة. وفي م ، ن ، بن ، جد » والمطبوع والوسائل : « عافية ». وفي‌الوافي : « وربما يوجد في النسخ : في كلّ عافية ، بالفاء والمثنّاة التحتانيّة ، وهو من غلط النسّاخ ومصحّفاتهم ».

(٦). في « بح ، بف » : « يبلغني ».

(٧). في هامش الطبعة الحجريّة عن بعض النسخ:«بها ».

(٨). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : في صدق الحديث ، إمّا بدل من قوله : في كلّ عاقبة ، أي أعطني شكراً في صدق حديث كلّ عاقبة. وأداء أمانته ووفاء عهده ، أي : اجعله صدوقاً أميناً وفيّاً ، واجعلني شاكراً لهذه الأنعم. أو كلمة « في » تعليليّة ، أي تبلغني رضوانك بسبب تلك الأعمال ، فيكون بياناً لشكره ».

(٩). في الوافي : « العهد ».

(١٠). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٣ ، ح ٢٣٢٧٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٦٨ ، ح ٢٧٣٢٥.

(١١). في « بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « فقال ».

(١٢). هكذا في « ن ، بخ ، بف » وحاشية « جت » والوافي. وفي « خ ، م ، بح ، جت ، جد ، جع » والمرآة والوسائل : =

٣٤١

( رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) (١) » قَالَ : فَفَعَلْتُ ، فَوُلِدَ لِي عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ.(٢)

١٠٤٤٠ / ٣. مُحَمَّدٌ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٤) ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحْبَلَ لَهُ ، فَلْيُصَلِّ(٥) رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ يُطِيلُ فِيهِمَا(٦) الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، ثُمَّ يَقُولُ(٧) : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَ لُكَ بِمَا سَأَ لَكَ بِهِ زَكَرِيَّا ، يَا(٨) رَبِّ(٩) لَاتَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ؛ اللّهُمَّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ(١٠) ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ؛ اللّهُمَّ بِاسْمِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا ، وَفِي أَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا ، فَإِنْ قَضَيْتَ فِي رَحِمِهَا وَلَداً ، فَاجْعَلْهُ غُلَاماً(١١) مُبَارَكاً زَكِيّاً(١٢) ، وَلَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ شِرْكاً(١٣) وَلَا نَصِيباً(١٤) ».(١٥)

____________________

= « ربّ هب لي من لدنك وليا » بدل( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) . وفي « بن » : « ربّ هب لي من لدنك وليّاً يرثني » بدلها. وفي المطبوع : « [ ربّ هب لي من لدنك وليّاً يرثني ] رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ » بدلها. والآية في سورة آل عمران(٣) : ٣٨.

(١). الأنبياء (٢١) : ٨٩.

(٢). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٤ ، ح ٢٣٢٨٠ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢٧٣٢٦.

(٣). هكذا في « بخ ، بف ، جت ، جد » وحاشية « بح ». وفي « م ، ن ، بن » والمطبوع : + « بن يحيى ». وفي « بح » : « عنه ».

(٤). في الوسائل ، ح ١٠٢٦١ والكافي ، ح ٥٦٨٨ والتهذيب : « أبي جعفرعليه‌السلام ».

(٥). في « بخ » : « فيصلّي ».

(٦). في « بح ، بخ » : « بهما ».

(٧). في « بن » : « تقول ».

(٨). في الوافي والوسائل ، ح ١٠٢٦١ والكافي ، ح ٥٦٨٨ والتهذيب : « إذ قال » بدل « يا ».

(٩). في « م ، بح ، بخ ، بف ، جت » : « ربّ » بدون « يا ». وفي « ن » : - « ياربّ ». وفي « بخ » وحاشية « جت » : + « أن ».

(١٠). في « م ، بن ، جد » والوسائل ، ح ١٠٢٦١ والكافي ، ح ٥٦٨٨ والتهذيب : - « من لدنك ».

(١١). في الوسائل : - « غلاماً ».

(١٢). في « م ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » : - « زكيّاً ». وفي الوسائل ، ح ١٠٢٦١ والكافي ، ح ٥٦٨٨ والتهذيب : - « مباركاً زكيّاً ».

(١٣). فيالوافي : « مشاركة الشيطان للإنسان في الأولاد ، إدخاله معه في النكاح إذا لم يسمّ الله ».

(١٤). في الوسائل ، ح ١٠٢٦١ والكافي ، ح ٥٦٨٨ والتهذيب : « نصيباً ولا شركاً ».

(١٥). الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة من أراد أن يدخل بأهله ، ح ٥٦٨٨. وفيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١٥ ، =

٣٤٢

١٠٤٤١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) ، قَالَ:

شَكَا الْأَبْرَشُ الْكَلْبِيُّ(٢) إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام أَنَّهُ لَايُولَدُ لَهُ ، وَقَالَ(٣) لَهُ(٤) : عَلِّمْنِي شَيْئاً.

قَالَ(٥) : « اسْتَغْفِرِ اللهَ(٦) فِي كُلِّ يَوْمٍ ، أَوْ فِي(٧) كُلِّ لَيْلَةٍ(٨) مِائَةَ مَرَّةٍ ؛ فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً ) إِلى قَوْلِهِ :( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ) (٩) ».(١٠)

١٠٤٤٢ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ شَيْخٍ مَدَنِيٍّ(١١) ، عَنْ زُرَارَةَ(١٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَنَّهُ وَفَدَ إِلى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ الْإِذْنُ حَتَّى اغْتَمَّ ، وَكَانَ لَهُ حَاجِبٌ كَثِيرُ الدُّنْيَا(١٣) وَلَا يُولَدُ(١٤) لَهُ ، فَدَنَا مِنْهُ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ :

____________________

= ح ٩٧٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. راجع :الكافي ، كتاب النكاح ، باب القول عند دخول الرجل بأهله ، ح ١٠١٤٤ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٠٢ ، ح ٤٤٠٥ ؛والخصال ، ص ٦٣٦ ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ح ١٠الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٤ ، ح ٢٣٢٨١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٤٤ ، ح ١٠٢٦١ ؛ وج ٢١ ، ص ٣٧٠ ، ح ٢٧٣٢٩.

(١). في « م ، بح ، بن ، جد » وحاشية « ن ، جت » والوسائل : « أصحابنا ».

(٢). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح » : - « الكلبي ».

(٣). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « بن » : « قال » بدون الواو. وفي المطبوع : « فقال».

(٤). في الوسائل : - « له ».

(٥). في « م ، جد » والوافي والوسائل : « فقال ». وفي « بح ، بخ ، جت » والوافي : + « له ».

(٦). في « بف » : - « الله ».

(٧). في « م ، جد » وحاشية « بن » والوسائل : « وفي ».

(٨). في « بن » : « وليلة » بدل « أو في كلّ ليلة ».

(٩). نوح (٧١) : ١٠ - ١٢. وفيالمرآة : « والآية تدلّ على مدخليّة مطلق الاستغفار في حصول البنين ، وأمّا خصوص العدد فله علّة اُخرى ، إلّا أن يقال : الأمر مطلقاً أو خصوص هذا الأمر بقرينة المقام يدلّ على التكرار ، وأقلّ ما يحصل به التكرار عرفاً هذا العدد. وهو تكلّف بعيد ».

(١٠). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٥ ، ح ٢٣٢٨٢ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٧٣٣٠.

(١١). في « بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي والوسائل : « مديني ». وفي « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : + « عمّن رواه ».

(١٢). في « م ، بن ، جد » وهامش المطبوع : « عمّن رواه » بدل « عن زرارة ».

(١٣). في«بخ،بف» : « كبير » بدل « كثير الدنيا ».

(١٤). في«بخ،جت»والوافي :«لا يولد» بدون الواو.

٣٤٣

« هَلْ لَكَ أَنْ تُوصِلَنِي إِلى هِشَامٍ ، وَأُعَلِّمَكَ دُعَاءً(١) يُولَدُ لَكَ؟ » قَالَ : نَعَمْ ، فَأَوْصَلَهُ إِلى هِشَامٍ ، وَقَضى لَهُ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ.

قَالَ(٢) : فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ(٣) الْحَاجِبُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٤) ، الدُّعَاءَ(٥) الَّذِي قُلْتَ لِي؟

قَالَ لَهُ(٦) : « نَعَمْ ، قُلْ فِي(٧) كُلِّ يَوْمٍ إِذَا أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ : سُبْحَانَ اللهِ سَبْعِينَ‌ مَرَّةً ، وَتَسْتَغْفِرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وَتُسَبِّحُ تِسْعَ مَرَّاتٍ ، وَتَخْتِمُ الْعَاشِرَةَ بِالِاسْتِغْفَارِ(٨) ؛ يَقُولُ(٩) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً * يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) (١٠) ».

فَقَالَهَا الْحَاجِبُ ، فَرُزِقَ ذُرِّيَّةً كَثِيرَةً ، وَكَانَ(١١) بَعْدَ ذلِكَ يَصِلُ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام .

فَقَالَ(١٢) سُلَيْمَانُ : فَقُلْتُهَا(١٣) - وَقَدْ تَزَوَّجْتُ(١٤) ابْنَةَ عَمٍّ لِي - فَأَبْطَأَ عَلَيَّ الْوَلَدُ مِنْهَا ، وَعَلَّمْتُهَا أَهْلِي(١٥) ، فَرُزِقْتُ وَلَداً ، وَزَعَمَتِ(١٦) الْمَرْأَةُ أَنَّهَا مَتى تَشَاءُ(١٧) أَنْ تَحْمِلَ حَمَلَتْ‌

____________________

(١). في « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، بف ، جت » وهامش المطبوع : « دواءً ».

(٢). في « بن » : - « قال ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : + « له ».

(٤). في الوافي : - « جعلت فداك ».

(٥). في«م،بن،جد»وحاشية «بف،جت» : « الدواء ».

(٦). في « ن ، بح ، بخ ، جت » والوافي : - « له ».

(٧). في « م ، بن » : - « في ».

(٨). هكذا في معظم النسخ والوافي والوسائل. وفي « م ، بح ، جد » والمطبوع : + « ثمّ ».

(٩). هكذا في معظم النسخ والوافي والوسائل. وفي « م » وحاشية « جت » : « بقول ». وفي المطبوع : « تقول قول » بدل « يقول ».(١٠). نوح (٧١) : ١٠ - ١٢.

(١١). في « بن » : « فكان ».

(١٢). في « م ، بن ، جد » والوافي : « قال ».

(١٣). في « بخ » : « ففعلتها ».

(١٤). فيالمرآة : « قوله : وقد تزوّجت ، جملة حاليّة معترضة ، ويمكن أن يقال - في هذا الخبر زائداً على ما تقدّم في الخبر السابق - : إنّ استغفار قوم نوح لـمّا كان عن الشرك والتسبيح ينفي ذلك ، فضمّ التسبيح إلى الاستغفار أيضاً مفهوم من الآية ، ويحتمل أن يكون الاستشهاد للاستغفار فقط ».

(١٥). في «بح، بخ، بف، جت » والوافي : « لأهلي ».

(١٦). في « بح » : « فزعمت ».

(١٧). في « بخ » : « شاء ».

٣٤٤

إِذَا قَالَتْهَا ، وَعَلَّمْتُهَا غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ(١) يُولَدُ لَهُمْ ، فَوُلِدَ لَهُمْ وُلْدٌ كَثِيرٌ ؛ وَالْحَمْدُ لِلّهِ.(٢)

١٠٤٤٣ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : لَايُولَدُ لِي.

فَقَالَ : « اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ فِي السَّحَرِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، فَإِنْ نَسِيتَهُ فَاقْضِهِ(٣) ».(٤)

١٠٤٤٤ / ٧. وَعَنْهُ(٥) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ شَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ أَنَّهُ لَايُولَدُ لَهُ.

فَقَالَ لَهُ(٦) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا جَامَعْتَ ، فَقُلِ : اللّهُمَّ إِنَّكَ(٧) إِنْ رَزَقْتَنِي ذَكَراً(٨) سَمَّيْتُهُ مُحَمَّداً(٩) ».

قَالَ(١٠) : فَفَعَلَ ذلِكَ ، فَرُزِقَ.(١١)

١٠٤٤٥ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « بف » : - « يكن ».

(٢). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٥ ، ح ٢٣٢٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٧٣٣١ ، وفيه ملخّصاً.

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فاقضه. أي : أيّ وقت ذكرت ليلاً أم نهاراً. وظاهرة المداومة عليه في أسحار كثيرة ».

(٤). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٦ ، ح ٢٣٢٨٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٧٣٣٢.

(٥). أرجع الضمير فيالوسائل إلى سهل بن زياد حيث قال : « وعنهم ، عن سهل ، عن بعض أصحابنا ». وفيمعجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ١٥٧ أرجعه إلى النضر بن شعيب. وهو الظاهر بملاحظة طبقة سهل بن زياد والنضر بن شعيب ؛ فإنّ رواية سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بواسطةٍ واحدة لا يخلو من خللٍ.

(٦). في « م ، جد » : - « له ».

(٧). في الوسائل : - « إنّك ».

(٨). في « بن » والوسائل : « ولداً ».

(٩). في الوافي : « محمّد ».

(١٠). في « بف » : - « قال ».

(١١). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٦ ، ح ٢٣٢٨٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٧٣٤٨.

٣٤٥

أَتَتْ عَلَيَّ سِتُّونَ سَنَةً لَايُولَدُ لِي ، فَحَجَجْتُ ، فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ذلِكَ(١) .

فَقَالَ لِي : « أَوَلَمْ(٢) يُولَدْ لَكَ؟ » قُلْتُ : لَا.

قَالَ : « إِذَا(٣) قَدِمْتَ الْعِرَاقَ ، فَتَزَوَّجِ امْرَأَةً ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ(٤) سَوْءَاءَ ».

قَالَ(٥) : قُلْتُ(٦) : وَمَا السَّوْءَاءُ؟

قَالَ : « امْرَأَةٌ فِيهَا قُبْحٌ ؛ فَإِنَّهُنَّ أَكْثَرُ أَوْلَاداً ، وَادْعُ(٧) بِهذَا الدُّعَاءِ ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ ذُكُوراً وَإِنَاثاً ، وَالدُّعَاءُ : اللّهُمَّ لَاتَذَرْنِي فَرْداً وَحِيداً وَحْشاً ، فَيَقْصُرَ شُكْرِي عَنْ(٨) تَفَكُّرِي ، بَلْ هَبْ لِي أُنْساً وَعَاقِبَةَ صِدْقٍ ذُكُوراً وَإِنَاثاً(٩) ، أَسْكُنُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْوَحْشَةِ ، وَآنَسُ بِهِمْ مِنَ الْوَحْدَةِ ، وَأَشْكُرُكَ عَلى تَمَامِ النِّعْمَةِ ، يَا وَهَّابُ يَا عَظِيمُ ، يَا مُعْطِي أَعْطِنِي فِي كُلِّ عَاقِبَةٍ(١٠) خَيْراً(١١) حَتّى تُبَلِّغَنِي مُنْتَهى رِضَاكَ عَنِّي فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَوَفَاءِ الْعَهْدِ(١٢) ».(١٣)

____________________

(١). في « م ، بن ، جد » : « ذلك إليه ». وفي « بخ ، بف » : - « ذلك ».

(٢). في « م ، بح ، بن ، جد » : « ولم ».

(٣). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « فإذا ».

(٤). في « بح ، بخ » : « أن يكون ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٥). في « بن » : - « قال ».

(٦). في « ن ، بح ، جت » والوافي : « فقلت ».

(٧). في « بف ، جت » : « فادع ».

(٨). في « بخ » : « عند ».

(٩). في « جت » : « أو إناثاً ».

(١٠). في « م » : « عافية ».

(١١). في « بح ، بخ ، جت ، بي » : « في ذلك عاقبة خير » بدل « في كلّ عاقبة خيراً ».

وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : وأعطني في كلّ عاقبة خيراً ، في أكثر النسخ « في ذلك عاقبة خير » فلعلّ العاقبة ليست بمعنى الولد ، بل بمعنى ما يعقب الشي‌ء ، أي يحصل لي عقب كلّ ولد خصلة محمودة من تلك الخصال شكراً له ».

(١٢). في « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » : « بالعهد ».

(١٣). الكافي ، كتاب النكاح ، باب كراهية تزويج العاقر ، ح ٩٤٨٠ ، بسند آخر ، إلى قوله : « فإنّهنّ أكثر أولاداً »الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٧ ، ح ٢٣٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٦٨ ، ذيل ح ٢٧٣٢٥.

٣٤٦

١٠٤٤٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ‌ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ شَكَا إِلى أَبِي الْحَسَنِ(٢) عليه‌السلام سُقْمَهُ ، وَأَنَّهُ لَايُولَدُ لَهُ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِالْأَذَانِ فِي مَنْزِلِهِ ، قَالَ : فَفَعَلْتُ ، فَأَذْهَبَ اللهُ عَنِّي(٣) سُقْمِي ، وَكَثُرَ وُلْدِي.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ : وَكُنْتُ دَائِمَ الْعِلَّةِ ، مَا أَنْفَكُّ مِنْهَا فِي نَفْسِي ، وَجَمَاعَةِ خَدَمِي وَعِيَالِي حَتّى أَنِّي(٤) كُنْتُ أَبْقى وَحْدِي(٥) ، وَمَا لِي أَحَدٌ يَخْدُمُنِي ، فَلَمَّا سَمِعْتُ ذلِكَ مِنْ هِشَامٍ عَمِلْتُ بِهِ ، فَأَذْهَبَ اللهُ عَنِّي وَعَنْ عِيَالِيَ الْعِلَلَ ؛ وَالْحَمْدُ لِلّهِ(٦) (٧)

١٠٤٤٧ / ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ(٨) ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ :

____________________

(١). في الوافي : « محمّد بن أحمد ». وقد روى محمّد بن يحيى عن العبّاس بن معروف في بعض الأسناد بتوسّطأحمد بن محمّد ، وفي بعضها الآخر بتوسّط محمّد بن أحمد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٢٣ - ٥٢٤ ؛ وج ١٤ ، ص ٤٤١.

(٢). في الكافي ، ح ٤٩٦٤ والفقيه والتهذيب : + « الرضا ».

(٣). في « بخ » : - « عنّي ».

(٤). في الوافي : « كأنّني ».

(٥). في الوافي : - « وحدي ».

(٦). في الوافي : - « والحمد لله ».

(٧). الكافي ، كتاب الصلاة ، باب بدء الأذان والإقامة ، ح ٤٩٦٤ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ؛التهذيب ، ج ٢ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٧ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ٩٠٣ ، معلّقاً عن هشام بن إبراهيم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٦٢ ، ح ٦٥٩٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤١٢ ، ذيل ح ٦٩٦٠ ؛ وج ٢١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٧٣٣٤ ، وفيهما إلى قوله : « فأذهب الله عنّي سقمي وكثر ولدي ».

(٨). في الوافي : « عمرو بن النعمان ». وهو سهو ؛ فإنّه وإن ذكر البرقي عنوان « عمرو بن النعمان » في رجاله ، ص ٣٥ ، لكنّه لم نجد له ذكراً في الأسناد. والمتكرّر في الأسناد رواية عمرو بن عثمان - وهو الذي روى عليّ بن الحسن بن فضّال كتابه - عن أبي جميلة ، وعن المفضّل بن صالح ، وعن المفضل بن صالح أبي جميلة. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٨٧ ، الرقم ٧٦٦؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٤٠٣ ؛ وص ٤٠٨.

٣٤٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ بِالرَّبَذَةِ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١) ، لَمْ أُرْزَقْ وَلَداً.

فَقَالَ لَهُ : « إِذَا رَجَعْتَ إِلى بِلَادِكَ ، وَأَرَدْتَ(٢) أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَكَ ، فَاقْرَأْ إِذَا أَرَدْتَ ذلِكَ :( وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ ) (٣) إِلى ثَلَاثِ آيَاتٍ ؛ فَإِنَّكَ سَتُرْزَقُ وَلَداً إِنْ شَاءَ اللهُ ».(٤)

١٠٤٤٨ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ(٥) ، قَالَ :

لَمْ يُولَدْ لِي شَيْ‌ءٌ قَطُّ ، وَخَرَجْتُ إِلى مَكَّةَ وَمَا لِي وَلَدٌ ، فَلَقِيَنِي إِنْسَانٌ ، فَبَشَّرَنِي بِغُلَامٍ ، فَمَضَيْتُ وَدَخَلْتُ(٦) عَلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام بِالْمَدِينَةِ.

فَلَمَّا صِرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ لِي(٧) : « كَيْفَ أَنْتَ؟ وَكَيْفَ(٨) وَلَدُكَ؟ ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، خَرَجْتُ وَمَا لِي وَلَدٌ ، فَلَقِيَنِي جَارٌ لِي(٩) ، فَقَالَ لِي : قَدْ(١٠)

____________________

(١). في الوسائل : - « من أهل خراسان بالربذة : جعلت فداك ».

(٢). في « م ، ن ، بن » والوسائل : « فأردت ».

(٣). الأنبياء (٢١) : ٨٧. وفي « بخ ، بف » : - « فظنّ أن لن نقدر » إلى هنا.

(٤). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٧ ، ح ٢٣٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٧٣٣٥.

(٥). هكذا في « بن » والوسائل. وفي « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، جت ، جد » والمطبوع والوافي : « محمّد بن عمرو».

والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن عمر الساباطي ؛ فقد روى موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدائني عن محمّد بن عمر الساباطي فيالكافي ، ح ١٣١٣٩والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣١ ، ح ٩٠٤والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٣٨ ، ح ٥١٦ ، والخبر في المواضع الثلاثة واحد. ومحمّد بن عمر الساباطي مذكور فيرجال البرقي ، ص ٥٢.

وأمّا رواية عمرو بن سعيد [ المدائني ] عن محمّد بن عمرو ، فلم نعثر عليه في موضع.

(٦). في « بن ، جد » وحاشية « جت » : « فدخلت ».

(٧). في « بح » : - « لي ».

(٨). في « ن ، بخ » : « كيف » بدون الواو.

(٩). في «م،ن،بن،جد»وحاشية «بح،جت» : « لنا ».

(١٠). في « جت » : - « قد ».

٣٤٨

وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ.

فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ(١) : « سَمَّيْتَهُ؟ » قُلْتُ : لَا.

قَالَ : « سَمِّهِ عَلِيّاً ؛ فَإِنَّ أَبِي كَانَ إِذَا أَبْطَأَتْ عَلَيْهِ جَارِيَةٌ مِنْ جَوَارِيهِ ، قَالَ لَهَا : يَا فُلَانَةُ ، انْوِي عَلِيّاً ، فَلَا تَلْبَثُ(٢) أَنْ تَحْمِلَ(٣) ، فَتَلِدَ غُلَاماً ».(٤)

١٠٤٤٩ / ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ الْوَلَدَ ، فَقُلْ عِنْدَ الْجِمَاعِ(٥) : اللّهُمَّ ارْزُقْنِي وَلَداً وَاجْعَلْهُ تَقِيّاً(٦) ، لَيْسَ فِي خَلْقِهِ زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ ، وَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ إِلى خَيْرٍ ».(٧)

٥ - بَابُ مَنْ كَانَ لَهُ حَمْلٌ فَنَوى أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّداً

أَوْ عَلِيّاً وُلِدَ لَهُ ذَكَرٌ وَالدُّعَاءِ لِذلِكَ‌

١٠٤٥٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٨) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٩) بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

____________________

(١). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « وقال ».

(٢). في « بن » : « فلا يلبث ».

(٣). في « بخ ، بف » وحاشية « م ، جت » : « أن تحبل ». وفي « م » : - « أن تحمل ».

(٤). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٧ ، ح ٢٣٢٨٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٧٣٤٧ ، ملخّصاً.

(٥). في « بن ، جد » وحاشية « م ، جت » والوافي والوسائل والتهذيب : « إذا أردت الجماع ، فقل ».

(٦). في الوسائل : « نقيّاً ». وفي التهذيب : + « زكيّاً ».

(٧). التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤١١ ، ح ١٦٤١ ، بسنده عن أبان ، عن حريزالوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٨ ، ح ٢٣٢٨٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢٧٣٢٧.(٨). في « م ، بن ، جد » : - « بن عيسى ».

(٩). في « بح ، بخ ، جت » : « الحسن » ، وهو سهو. وابن أحمد هذا ، هو الحسين بن أحمد المنقري التميمي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٣ ، الرقم ١١٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٣٤ ، الرقم ٤٩٧٧.

٣٤٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ بِامْرَأَةِ أَحَدِكُمْ حَبَلٌ(١) ، فَأَتى(٢) عَلَيْهَا(٣) أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ(٤) ، فَلْيَسْتَقْبِلْ(٥) بِهَا الْقِبْلَةَ ، وَلْيَقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَلْيَضْرِبْ عَلى جَنْبِهَا ، وَلْيَقُلِ : اللّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَمَّيْتُهُ مُحَمَّداً ؛ فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ غُلَاماً ، فَإِنْ وَفى بِالِاسْمِ بَارَكَ اللهُ لَهُ(٦) فِيهِ ، وَإِنْ رَجَعَ عَنِ الِاسْمِ(٧) كَانَ لِلّهِ فِيهِ الْخِيَارُ ، إِنْ(٨) شَاءَ(٩) أَخَذَهُ ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ ».(١٠)

١٠٤٥١ / ٢. عَنْهُ(١١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ(١٢) بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :

كُنْتُ أَنَا وَابْنُ غَيْلَانَ الْمَدَائِنِيُّ دَخَلْنَا(١٣) عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ غَيْلَانَ : أَصْلَحَكَ اللهُ(١٤) ، بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ كَانَ لَهُ حَمْلٌ ، فَنَوى أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّداً ،

____________________

(١). في الوسائل : « حمل ».

(٢). في« بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « وأتى ».

(٣). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « بح » والوسائل : « لها ». وفي الوافي : « عليه ».

(٤). « فأتى عليها أربعة أشهر » ، أي أوان بلوغه ذلك ، كما سيظهر من أخبار الباب الآتي. وفيالمرآة : « ويمكن أن‌يقرأ « أنى » بالنون. قال الفيروزآبادي : أنى الشي‌ء أنياً وأناء وإنى - بالكسر - وهو أنيّ كغنيّ : حان وأدرك ». راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٥ ( أنى ).(٥). في « بخ » : « فلتستقبل ».

(٦). في « م ، بن » والوسائل : - « له ».

(٧). فيالوافي :«وإن رجع عن الاسم،أي لم يسمّه به ».

(٨). في « بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « فإن ».

(٩). في الوسائل : + « الله ».

(١٠). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٩ ، ح ٢٣٢٩١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢٧٣٤٣.

(١١). في « م ، بح ، بن ، جد » : « وعنه ».

(١٢). هكذا في « م ، بخ ، بن ، جد » وحاشية « ن ، بف ، جت » والوسائل. وفي « ن ، بح ، بف ، جت » والمطبوع والوافي : « الحسين ».

هذا ، وتقدّم فيالكافي ، ح ٦٢٠٣ عدم ثبوت رواية عليّ بن الحكم عن الحسين بن سعيد وأنّ الصواب هناك هو الحسين بن أبي سعيد ، وهو واقفي من وجوه الواقفة - كما فيرجال النجاشي ، ص ٣٨ ، الرقم ٧٨ - وهؤلاء لا يروون عن مولانا الرضاعليه‌السلام ، فاحتمال كون الصواب في الأصل هو الحسين بن أبي سعيد ضعيف ، بل منفيّ.

ويؤيّد ما أثبتناه كثرة تحريف الحسن بن سعيد بـ « الحسين بن سعيد » لكونه مذكوراً في الأسناد أكثر من الحسن بن سعيد بمراتب ، وهذا أمرٌ يوجب الاُنس الموجب للتحريف عند النسّاخ.

(١٣). في « بخ » : « ودخلنا ». وفي الوسائل : « أنّه دخل » بدل « قال : كنت أنا وابن غيلان المدائني دخلنا ».

(١٤). في الوسائل : - « أصلحك الله ».

٣٥٠

وُلِدَ(١) لَهُ غُلَامٌ؟

فَقَالَ : « مَنْ كَانَ لَهُ حَمْلٌ ، فَنَوى أَنْ يُسَمِّيَهُ عَلِيّاً ، وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ » ثُمَّ(٢) قَالَ : « عَلِيٌّ مُحَمَّدٌ ، وَمُحَمَّدٌ عَلِيٌّ ، شَيْئاً وَاحِداً(٣) ».

قَالَ : أَصْلَحَكَ اللهُ(٤) ، إِنِّي خَلَّفْتُ امْرَأَتِي وَبِهَا حَبَلٌ(٥) ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَهُ غُلَاماً.

فَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ طَوِيلاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ : « سَمِّهِ عَلِيّاً ؛ فَإِنَّهُ أَطْوَلُ لِعُمُرِهِ ».

فَدَخَلْنَا(٦) مَكَّةَ ، فَوَافَانَا كِتَابٌ مِنَ الْمَدَائِنِ أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ.(٧)

١٠٤٥٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ(٨) قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ يُحْمَلُ لَهُ حَمْلٌ(٩) ، فَيَنْوِي(١٠) أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّداً ، إِلَّا كَانَ ذَكَراً إِنْ شَاءَ اللهُ » وَقَالَ : « هَاهُنَا ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ ».

* وَقَالَ : قَالَ(١١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي حَدِيثٍ آخَرَ : « يَأْخُذُ بِيَدِهَا ، وَيَسْتَقْبِلُ(١٢) بِهَا‌

____________________

(١). في « جع » وحاشية « ن ، جت ، بف » : « وولد ».

(٢). في « م ، خ ، ن ، بن ، جد ، جز ، جع » وحاشية « جت » : « ثمّ سمّاه عليّاً ». وفي حاشية « بف » : « فسمّاه عليّاً » بدل « فقال : من كان له حمل ، فنوى أن يسمّيه عليّاً ، ولد له غلام ، ثمّ ».

(٣). في الوسائل : « ثمّ سمّاه عليّاً ، فقال : عليّ محمّد ومحمّد عليّ شيئاً واحداً ، فقال : من كان له حمل فنوى أن يسمّيه عليّاً ولد له غلام » بدل « فقال : من كان له حمل - إلى - شيئاً واحداً ».

وفي الوافي : « شيئاً واحداً ، أي : كانا عليهما ‌السلام شيئاً واحداً ».

(٤). في الوسائل : - « أصلحك الله ».

(٥). في « بن » والوافي والوسائل : « حمل ».

(٦). في « م. بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل : « ودخلنا ».

(٧). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣٠٩ ، ح ٢٣٢٩٢ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢٧٣٤٢.

(٨). في « بن ، جد » والوسائل : - « أنّه ».

(٩). في « م ، ن ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « يحبل له حبل » بدل « يحمل له حمل ».

(١٠). في الوافي والوسائل : « فنوى ».

(١١). في « بخ » : - « قال ».

(١٢). في « م » : « وليستقبل ». وفي « بخ » : « وتستقبل ».

٣٥١

الْقِبْلَةَ عِنْدَ الْأَرْبَعَةِ الْأَشْهُرِ(١) ، وَيَقُولُ : اللّهُمَّ إِنِّي سَمَّيْتُهُ مُحَمَّداً ، وُلِدَ لَهُ(٢) غُلَامٌ ، وَإِنْ(٣) حَوَّلَ اسْمَهُ أُخِذَ مِنْهُ ».(٤)

١٠٤٥٣ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٥) رَفَعَهُ ، قَالَ :

« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ كَانَ لَهُ حَمْلٌ ، فَنَوى أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّداً أَوْ عَلِيّاً ،وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ».(٦)

٦ - بَابُ بَدْءِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ وَتَقَلُّبِهِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ‌

١٠٤٥٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ(٧) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) (٨) ؟

فَقَالَ(٩) : « الْمُخَلَّقَةُ هُمُ الذَّرُّ الَّذِينَ خَلَقَهُمُ اللهُ فِي صُلْبِ آدَمَعليه‌السلام ، أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، ثُمَّ أَجْرَاهُمْ(١٠) فِي(١١) أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ إِلَى الدُّنْيَا حَتّى يُسْأَلُوا عَنِ الْمِيثَاقِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ :( وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) فَهُمْ كُلُّ نَسَمَةٍ لَمْ يَخْلُقْهُمُ اللهُ فِي صُلْبِ آدَمَعليه‌السلام حِينَ خَلَقَ الذَّرَّ ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ(١٢) ، وَهُمُ : النُّطَفُ مِنَ‌

____________________

(١). في « بن » : « أشهر ».

(٢). في « بخ ، بف » : - « له ».

(٣). في « م ، بح ، بن ، جت ، جد » والوسائل : « فإن ».

(٤). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣١٠ ، ح ٢٣٢٩٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٧٣٤٥.

(٥). في « ن » : « أصحابنا ».

(٦). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٣١٠ ، ح ٢٣٢٩٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٧٣٤٦.

(٧). في « بن » : - « الحسن ».

(٨). الحجّ (٢٢) : ٥.

(٩). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » : « قال ».

(١٠). في « بخ » والوافي : « حوّلهم ».

(١١). في الوافي : « من ».

(١٢). في « بف » : - « عليهم الميثاق ».

٣٥٢

الْعَزْلِ ، وَالسِّقْطُ قَبْلَ أَنْ يُنْفَخَ(١) فِيهِ الرُّوحُ وَالْحَيَاةُ وَالْبَقَاءُ(٢) ».(٣)

١٠٤٥٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ ) (٥) قَالَ : « الْغَيْضُ : كُلُّ حَمْلٍ دُونَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ ؛ وَ( مَا تَزْدادُ ) : كُلُّ شَيْ‌ءٍ يَزْدَادُ(٦) ‌عَلى تِسْعَةِ أَشْهُرٍ ، فَكُلَّمَا(٧) رَأَتِ الْمَرْأَةُ الدَّمَ الْخَالِصَ(٨) فِي حَمْلِهَا(٩) ، فَإِنَّهَا تَزْدَادُ بِعَدَدِ الْأَيَّامِ الَّتِي رَأَتْ فِي حَمْلِهَا مِنَ الدَّمِ(١٠) ».(١١)

____________________

(١). في « بن » : « أن تنفخ ».

(٢). في « بخ » : « البقاء والحياة » بدل « الحياة والبقاء ». وفيمرآة العقول ، ج ٢١ ، ص ٢١ - ٢٢ : « قال البيضاوي :( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) . مخلّقة : مسوّاة لا نقص فيها ولا عيب. وغير مخلّقة : غير مسوّاة. أو تامّة وساقطة ، أو مصوّرة وغير مصوّرة ، انتهى. أقول : على تأويلهعليه‌السلام يمكن أن يكون الخلق بمعنى التقدير ، أي ما قدّر في الذرّ أن ينفخ فيه الروح وما لم يقدّر ». وراجع :تفسير البيضاوي ، ج ٣ ، ص ١٣٣.

(٣). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٢٧٩ ، ح ٢٣٢٢٥ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٨.

(٤). في «م،بن،جد»وحاشية«بح» : - « بن محمّد ».

(٥). الرعد(١٣) : ٨.

(٦). في « بح » والبحار : « تزداد ». وفي حاشية « جت » : « يزاد ». وفى « جت » بالتاء والياء معاً.

(٧). في « بف ، بن » والوسائل : « فلمّا ».

(٨). فيالوافي : « الدم الخالص ، أي الذي لايخالطه خلط من مرض كدم الاستحاضة ».

(٩). في تفسير العيّاشي ، ح ١٠ : + « من الحيض ».

(١٠). فيمجمع البيان ، ج ٦ ، ص ١٧ - ١٨ : «( يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى ) أي : يعلم ما في بطن كلّ حامل من ذكر أو اُنثى ، تامّ وغير تامّ ، ويعلم لونه وصفاته.( وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ ) أي : يعلم الوقت الذي تنقصه الأرحام من المدّة التي هي تسعة أشهر.( وَمَا تَزْدَادُ ) على ذلك الأجل ، وذلك أنّ النساء لا يلدن لأجل واحد. وقيل : يعني بقوله :( مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ ) الولد الذي تأتي به المرأة لأقلّ من ستّة أشهر ،( وَمَا تَزْدَادُ ) : الولد الذي تأتي به المرأة لأقصى مدّة الحمل. وقيل : معناه ما تنقص الأرحام من دم الحيض ، وهو انقطاع الحيض ، وما تزداد بدم النفاس بعد الوضع ».

وفي الوافي : « وأنّما تزداد بعدد تلك الأيّام لنقصان غذائه بقدر ذلك الدم المدفوع ، فيضعف عن الخروج ، فيمكث ليتمّ ويقوى عليه ».

(١١). تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٠ ، عن حريز رفعه إلى أحدهماعليهما‌السلام .وفيه ، ح ١١ ، عن زرارة ، عن =

٣٥٣

١٠٤٥٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ(١) :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٢) الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ تَصِيرُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ تَصِيرُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، فَإِذَا كَمَلَ(٣) أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ(٤) بَعَثَ اللهُ مَلَكَيْنِ(٥) خَلَّاقَيْنِ ، فَيَقُولَانِ : يَا رَبِّ ، مَا تَخْلُقُ؟ ذَكَراً أَوْ أُنْثى؟ فَيُؤْمَرَانِ فَيَقُولَانِ : يَا رَبِّ ، شَقِيّاً أَوْ سَعِيداً(٦) ؟ فَيُؤْمَرَانِ فَيَقُولَانِ : يَا رَبِّ ، مَا أَجَلُهُ؟ وَمَا رِزْقُهُ؟ وَكُلُّ(٧) شَيْ‌ءٍ مِنْ حَالِهِ ، وَعَدَّدَ مِنْ ذلِكَ أَشْيَاءَ ، وَيَكْتُبَانِ الْمِيثَاقَ(٨) بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَإِذَا(٩) أَكْمَلَ اللهُ(١٠) الْأَجَلَ بَعَثَ اللهُ مَلَكاً فَزَجَرَهُ زَجْرَةً ، فَيَخْرُجُ وَقَدْ(١١) نَسِيَ الْمِيثَاقَ ».

____________________

= أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ص ٢٠٥ ، ح ١٤ ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. راجع :تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٢ و ١٣الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٢٧٩ ، ح ٢٣٢٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٨١ ، ح ٢٧٣٥٧ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٩.

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل والبحار. وفي المطبوع والوافي : + « قال ».

(٢). في « ن ، بح ، بخ » : - « أبا الحسن ».

(٣). في « بح » : « تكمل ».

(٤). فيالمرآة : « المشهور بين الأطبّاء موافقاً لما ظهر من التجارب : أنّ التصوير في الأربعين الثالثة ، ونفخ الروح‌قد يكون فيها وقد يكون بعدها ، وربّما يحمل على تحقّق ذلك نادراً ».

(٥). فيالوافي : « إنّما يبعث ملكان ليفعل أحدهما ويقبل الآخر ؛ فإنّ في كلّ فعل جسماني لابدّ من فاعل وقابل ، وبعبارة اُخرى : يملّ أحدهما ويكتب الآخر ، كما أفصح عنه في الخبر الآتي ».

(٦). في « م ، بح ، جد » وحاشية « جت » : « شقيّ أو سعيد ». وفي « بن » : « سعيد أو شقيّ ».

(٧). في « بخ ، بف ، جت » والبحار : « وما كلّ ».

(٨). كتابة الميثاق كناية عن مفطوريّته على خلقه قابلة للتوحيد وسائر المعارف ، وهو ما يشير إليه الحديث النبوي : « كلّ مولود يولد على الفطرة ، وإنّما أبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه ». وأمّا نسيان الميثاق فهو كناية عن دخوله في عالم الأسباب المشتمل على موانع تعقّل ما فطر عليه. راجع :الوافي والمرآة .

(٩). في « بخ ، بف » : « وإذا ».

(١٠). هكذا في أكثر النسخ التي قوبلت والبحار. وفي « م ، بن ، جد » : - « الله ». وفي المطبوع : + « له ».

(١١). في « جد » : « قد » بدون الواو.

٣٥٤

قَالَ(١) الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ : فَقُلْتُ لَهُ : أَفَيَجُوزُ(٢) أَنْ يَدْعُوَ(٣) اللهَ ، فَيُحَوِّلَ الْأُنْثى ذَكَراً ، وَالذَّكَرَ(٤) أُنْثى(٥) ؟

فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ »(٦) .(٧)

١٠٤٥٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ(٨) النُّطْفَةَ(٩) - الَّتِي مِمَّا(١٠) أَخَذَ(١١) عَلَيْهَا الْمِيثَاقَ فِي صُلْبِ آدَمَ ، أَوْ مَا(١٢) يَبْدُو لَهُ فِيهِ(١٣) - وَيَجْعَلَهَا فِي الرَّحِمِ ، حَرَّكَ الرَّجُلَ لِلْجِمَاعِ(١٤) ، وَأَوْحى إِلَى‌ الرَّحِمِ(١٥) : أَنِ افْتَحِي بَابَكِ حَتّى يَلِجَ فِيكِ(١٦)

____________________

(١). هكذا في « م ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فقال ».

(٢). في « م ، بن ، جد » : « فيجوز » من دون همزة الاستفهام.

(٣). في الوافي : « أن ندعو ».

(٤). في الوافي والبحار : « أو الذكر ».

(٥). في « بخ » : - « ذكراً والذكر اُنثى ». وفي « بح » : « الاُنثى » بدل « اُنثى ».

(٦). في الوافي : « إنّما أجملعليه‌السلام عن جواب سؤال الحسن لعلمه بقصور فهمه عن البلوغ إلى نيل ذراه ».

(٧). قرب الإسناد ، ص ٣٥٢ ، ح ١٢٦٢ ، بسند آخر ، إلى قوله : « يا ربّ ما أجله وما رزقه؟ » مع اختلاف يسير. راجع :علل الشرائع ، ص ٩٥ ، ح ٤الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٢٨٠ ، ح ٢٣٢٢٧ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٤٣ ، ح ٣٠.

(٨). في حاشية « ن » : « أن يدخل ».

(٩). فيالوافي :«أن يخلق النطفة ،أي:يخلقها بشراً تامّاً».

(١٠). في « بخ » والبحار : - « ممّا ».

(١١). في حاشية « جت » : « يأخذ ».

(١٢). في « بخ ، بف » : « وما ».

(١٣). « أو ما يبدو له فيه » أي يبدو له في خلقه ، فلا يتمّ خلقه بأن يجعله سقطاً. وقد يراد به مَن لم يؤخذ عليه الميثاق أوّلاً في صلب آدم ، ولكن بدا له ثانياً بعد خروجه من صلبه أن يأخذ عليه الميثاق. ويحتمل أن يراد بقوله : « التي ممّا أخذ عليها الميثاق » هو مَن يصل إلى حدّ التكليف ، ويؤخذ بما أخذ عليه من الميثاق ، ويراد بقوله : « أو ما يبدو له فيه » مَن يموت قبل ذلك. راجع :الوافي والمرآة .

(١٤). فيالوافي : « حرّك الرجل للجماع ، بإلقاء الشهوة عليه ».

(١٥). في الوافي : « إيحاؤه سبحانه إلى الرحم كناية عن فطره إيّاها على الإطاعة طبعاً ».

(١٦). في « بخ » : « فيه ».

٣٥٥

خَلْقِي وَقَضَائِيَ النَّافِذُ (١) وَقَدَرِي ، فَتَفْتَحُ (٢) الرَّحِمُ بَابَهَا ، فَتَصِلُ النُّطْفَةُ إِلَى الرَّحِمِ ، فَتَرَدَّدُ (٣) فِيهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً (٤) ، ثُمَّ تَصِيرُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ تَصِيرُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ يَوْماً ، ثُمَّ تَصِيرُ لَحْماً تَجْرِي فِيهِ (٥) عُرُوقٌ مُشْتَبِكَةٌ (٦) ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكَيْنِ خَلاَّقَيْنِ يَخْلُقَانِ فِي الْأَرْحَامِ مَا يَشَاءُ اللهُ ، فَيَقْتَحِمَانِ (٧) فِي بَطْنِ الْمَرْأَةِ مِنْ (٨) فَمِ الْمَرْأَةِ ، فَيَصِلَانِ إِلَى الرَّحِمِ ، وَفِيهَا الرُّوحُ الْقَدِيمَةُ (٩) الْمَنْقُولَةُ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ ، فَيَنْفُخَانِ فِيهَا (١٠) رُوحَ الْحَيَاةِ وَالْبَقَاءِ (١١) ، وَيَشُقَّانِ (١٢) لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَجَمِيعَ الْجَوَارِحِ وَجَمِيعَ مَا فِي الْبَطْنِ بِإِذْنِ اللهِ ، ثُمَّ يُوحِي اللهُ (١٣) إِلَى الْمَلَكَيْنِ : اكْتُبَا عَلَيْهِ قَضَائِي وَقَدَرِي وَنَافِذَ أَمْرِي ، وَاشْتَرِطَا لِيَ الْبَدَاءَ فِيمَا تَكْتُبَانِ ، فَيَقُولَانِ : يَا رَبِّ ، مَا نَكْتُبُ (١٤) ؟ فَيُوحِي اللهُ (١٥) إِلَيْهِمَا :

____________________

(١). في « م ، بن جد » : - « النافذ ».

(٢). في « ن ، بف » : « فيفتح ».

(٣). فيالوافي : « فتردّد ، بحذف إحدى التاءين ، أي تتحوّل من حال إلى حال ».

(٤). في « م ، جد » وحاشية « جت » : « صباحاً ».

(٥). في « بن » : « فيها ».

(٦). في « بخ ، بن » وحاشية « جت » : « مشبّكة ».

(٧). في « م ، بن ، جد » والوافي والبحار : « يقتحمان ». وقوله : « فيقتحمان » أي يدخلان من دون رويّة ولا تثبّت ، ومن‌غير استرضاء واختيار لها. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٠٦ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨ ( قحم ).

(٨). في « بخ ، جد » وحاشية « م » : « في ».

(٩). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : وفيها الروح القديمة ، أي الروح المخلوقة في الزمان المتقادم قبل خلق جسده ، وكثيراً مايطلق القديم في اللغة والعرف على هذا المعنى ، والمراد بها النفس النباتيّة أو الحيوانيّة أو الإنسانيّة ».

وفيالوافي : « كناية عن النفس النباتيّة ، وفي عطف البقاء على الحياة دلالة على أنّ النفس الحيوانيّة باقية في تلك النشأة ، وأنّها مجرّدة عن المادّة ، وأنّ النفس النباتيّة بمجرّدها لا تبقى ».

(١٠). في « بف » : « فيه ».

(١١). في « بن » : « روح البقاء والحياة ».

(١٢). في « م » : « وليشقّان ». وفيالمرآة : « ويشقّان ، الواو لا يدلّ على الترتيب ، فلا ينافي تأخّر النفخ على خلق الجوارح ».

(١٣). في « ن ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « بح » : « ربّك ». وفي « بن » : - « الله ».

(١٤). في « م ، ن ، بح ، جت » والوافي والبحار : + « قال ».

(١٥). في « بخ ، بف » : - « الله ».

٣٥٦

أَنِ ارْفَعَا رُؤُوسَكُمَا إِلى رَأْسِ أُمِّهِ ، فَيَرْفَعَانِ رُؤُوسَهُمَا(١) ، فَإِذَا اللَّوْحُ يَقْرَعُ جَبْهَةَ أُمِّهِ(٢) ، فَيَنْظُرَانِ فِيهِ ، فَيَجِدَانِ فِي اللَّوْحِ صُورَتَهُ وَزِينَتَهُ(٣) وَأَجَلَهُ(٤) وَمِيثَاقَهُ شَقِيّاً أَوْ سَعِيداً(٥) وَجَمِيعَ(٦) شَأْنِهِ ».

قَالَ : « فَيُمْلِي(٧) أَحَدُهُمَا عَلى صَاحِبِهِ ، فَيَكْتُبَانِ جَمِيعَ مَا فِي اللَّوْحِ ، وَيَشْتَرِطَانِ‌ الْبَدَاءَ فِيمَا يَكْتُبَانِ ، ثُمَّ يَخْتِمَانِ الْكِتَابَ ، وَيَجْعَلَانِهِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ(٨) ، ثُمَّ يُقِيمَانِهِ قَائِماً فِي بَطْنِ أُمِّهِ ».

قَالَ : « فَرُبَّمَا(٩) عَتَا فَانْقَلَبَ ، وَلَا يَكُونُ ذلِكَ إِلَّا فِي كُلِّ عَاتٍ(١٠) أَوْ مَارِدٍ(١١) ، وَإِذَا(١٢) بَلَغَ‌

____________________

(١). في « بن » : - « فيرفعان رؤوسهما ». وفيالمرآة : « فيرفعان رؤوسهما. في حلّ أمثال هذا الخبر مسالك ، فمنهم‌من آمن بظاهره ، ووكل علمه إلى من صدر عنه ، وهذا سبيل المتّقين. ومنهم من يقول : ما يفهم من ظاهره حقّ واقع ، ولا عبرة باستبعاد الأوهام فيما صدر عن أئمّة الأنام. ومنهم من قال : هذا على سبيل التمثيل ، كأنّه شبّه ما يعلمه تعالى من حاله ومن طينته ، وما يستحقّه من الكمالات ، وما يودع فيه عن مراتب الاستعدادات بمجي‌ء الملكين وكتابتهما على جبهته وغير ذلك ».

(٢). فيالوافي : « قرع اللوح جبهة اُمّه ، كأنّه كناية عن ظهور أحوال امّه ، ويكتب ذلك على وفق ما ثمّة للمناسبة التي تكون بينه وبينها ؛ وذلك لأنّ جوهر الروح إنّما يفيض على البدن بحسب استعداده وقبوله إيّاه ، واستعداد البدن تابع لأحوال نفس الأبوين وصفاتهما وأخلاقهما ، ولا سيّما الاُمّ المربّية له على وفق ما جاء به من ظهر أبيه ، فناصيتها مشتملة على أحواله الأبويّة والاُمّيّة ، أعني ما يناسبهما جميعاً بحسب مقتضى ذاته ».

(٣). في « م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والمرآة والبحار : « ورؤيته ».

(٤). في « بن » : - « وأجله ».

(٥). في « بن » : « وسعيداً ».

(٦). في « بن » : « أو جميع ».

(٧). في « بن » : « فيملّ ».

(٨). فيالوافي : « وجعل الكتاب المختوم بين عينيه ، كناية عن ظهور صفاته وأخلاقه من ناصيته وصورته التي خلق‌عليها ، وأنّه عالم بها وقتئذٍ بعلم بارئها بها لفنائه بعد ، وفناء صفاته في ربّه ؛ لعدم دخوله بعد في عالم الأسباب والصفات المستعارة والاختيار المجازي ، ولكنّه لا يشعر ؛ فإنّ الشعور بالشي‌ء أمر ، والشعور بالشعور أمر آخر ».(٩). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « وربّما ».

(١٠). العتوّ : التجبّر والتكبّر. وقد عتا يعتو عتوّاً فهو عات.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨١ ( عتو ).

(١١). المارد : العاتي. وقد مرُد الرجل بالضمّ مرادة ، فهو مارد ومريد.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٨ ( مرد ).

(١٢). في « ن ، بن ، جت ، جد » والبحار : « فإذا ».

٣٥٧

أَوَانُ خُرُوجِ الْوَلَدِ تَامّاً أَوْ غَيْرَ تَامٍّ ، أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى الرَّحِمِ : أَنِ افْتَحِي بَابَكِ حَتّى يَخْرُجَ خَلْقِي إِلى أَرْضِي ، وَيَنْفُذَ(١) فِيهِ أَمْرِي ، فَقَدْ(٢) بَلَغَ أَوَانُ خُرُوجِهِ ».

قَالَ : « فَيَفْتَحُ(٣) الرَّحِمُ بَابَ الْوَلَدِ ، فَيَبْعَثُ(٤) اللهُ إِلَيْهِ مَلَكاً يُقَالُ لَهُ : زَاجِرٌ ، فَيَزْجُرُهُ زَجْرَةً ، فَيَفْزَعُ(٥) مِنْهَا الْوَلَدُ ، فَيَنْقَلِبُ ، فَيَصِيرُ(٦) رِجْلَاهُ فَوْقَ رَأْسِهِ ، وَرَأْسُهُ فِي أَسْفَلِ الْبَطْنِ لِيُسَهِّلَ اللهُ عَلَى الْمَرْأَةِ وَعَلَى الْوَلَدِ الْخُرُوجَ ».

قَالَ(٧) : « فَإِذَا احْتُبِسَ زَجَرَهُ الْمَلَكُ زَجْرَةً أُخْرى ، فَيَفْزَعُ(٨) مِنْهَا ، فَيَسْقُطُ الْوَلَدُ إِلَى الْأَرْضِ بَاكِياً فَزِعاً مِنَ الزَّجْرَةِ ».(٩)

١٠٤٥٨ / ٥. مُحَمَّدٌ(١٠) ، عَنْ(١١) أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١٢) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنِ الْخَلْقِ؟

فَقَالَ(١٣) : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ طِينٍ(١٤) ، أَفَاضَ بِهَا كَإِفَاضَةِ الْقِدَاحِ(١٥) ، فَأَخْرَجَ الْمُسْلِمَ ، فَجَعَلَهُ سَعِيداً ، وَجَعَلَ الْكَافِرَ شَقِيّاً ، فَإِذَا وَقَعَتِ النُّطْفَةُ‌

____________________

(١). في « بخ » : « وتنفذ ».

(٢). في « بخ » : « قد ».

(٣). في « بخ » : « فتفتح ».

(٤). في الوافي : « فبعث ».

(٥). في « بح » : « فيفرغ ».

(٦). في « م ، ن ، بح ، بخ ، جت » : « فتصير ».

(٧). في « بف » : - « قال ».

(٨). في « بح » : « فيفرغ ».

(٩). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٢٨١ ، ح ٢٣٢٢٨ ؛البحار ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٣١.

(١٠). هكذا في « م ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد ». وفي المطبوع والبحار : + « بن يحيى ».

(١١). في « ن » : - « محمّد عن ».

(١٢). في«م،بف،بن،جد»وحاشية«جت»:-«بن محمّد».

(١٣). هكذا في « م ، بح ، بف ، بن ، جت » والوافي والبحار. وفي « جد » : - « فقال ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(١٤). في « بن ، جد » : « الطين ».

(١٥). فيتاج العروس : « أفاض القداح وأفاض بها وعليها : ضرب بها ». وفيالوافي : « والقداح : جمع قِدح - بالكسر - وهو السهم قبل أن يُراش ويُركّب نصله ، فكأنّهم كانوا يخلطونها ويقرعون بها بعد ما يكتبون عليها أسماءهم.=

٣٥٨

تَلَقَّتْهَا الْمَلَائِكَةُ ، فَصَوَّرُوهَا (١) ، ثُمَّ قَالُوا (٢) : يَا رَبِّ ، أَذَكَراً (٣) أَوْ أُنْثى؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ - جَلَّ جَلَالُهُ - : أَيَّ ذلِكَ شَاءَ ، فَيَقُولَانِ : تَبَارَكَ (٤) اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، ثُمَّ تُوضَعُ (٥) فِي بَطْنِهَا ، فَتَرَدَّدُ (٦) تِسْعَةَ أَيَّامٍ فِي (٧) كُلِّ عِرْقٍ (٨) وَمَفْصِلٍ (٩) مِنْهَا ، وَلِلرَّحِمِ (١٠) ثَلَاثَةُ أَقْفَالٍ : قُفْلٌ فِي أَعْلَاهَا مِمَّا يَلِي أَعْلَى (١١) السُّرَّةِ (١٢) مِنَ الْجَانِبِ (١٣) الْأَيْمَنِ ، وَالْقُفْلُ اْلآخَرُ (١٤) وَسَطَهَا ، وَالْقُفْلُ اْلآخَرُ (١٥) أَسْفَلَ مِنَ الرَّحِمِ (١٦) ، فَيُوضَعُ بَعْدَ تِسْعَةِ أَيَّامٍ فِي الْقُفْلِ الْأَعْلى ، فَيَمْكُثُ (١٧) فِيهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ، فَعِنْدَ ذلِكَ يُصِيبُ (١٨) الْمَرْأَةَ خُبْثُ النَّفْسِ وَالتَّهَوُّعُ ، ثُمَّ يَنْزِلُ (١٩) إِلَى الْقُفْلِ الْأَوْسَطِ ، فَيَمْكُثُ (٢٠) فِيهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ، وَسُرَّةُ (٢١) الصَّبِيِّ فِيهَا مَجْمَعُ الْعُرُوقِ ، وَعُرُوقُ الْمَرْأَةِ كُلُّهَا مِنْهَا ،

____________________

= و في التشبيه إشارة لطيفة إلى اشتباه خير بني آدم بشرّهم إلى أن يميّز الله الخبيث من الطيّب. وأضاف فيالمرآة : « يمكن أن يقرأ القدّاح بفتح القاف وتشديد الدال ، وهو صانع القدح ، أفاض وشرع في بريها ونحتها كالقدّاح ، فبراهم مختلفة كالقدّاح ». راجع :تاج العروس ، ج ٥ ، ص ٧٢ ( فوض ) ؛الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ( قدح ).

(١). فيالمرآة : « فصوّرها ، لعلّ العلقة وما بعدها داخلة في التصوير ، وهذا مجمل لما فصّل في الخبر السابق.

(٢). في « بن » : « فقالوا ».

(٣). في « جت » : « ذكراً » من دون همزة الاستفهام. وفي « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي والبحار : « أذكر ».

(٤). في البحار : « فتبارك ».

(٥). في «م،ن،بخ،بف،بن،جد » والبحار : « يوضع ».

(٦). في « م ، بخ ، بف ، جد » : « فيردّد ». وفيالمرآة : « لعلّ تردّدها كناية عمّا يوفيها من مزاج الاُمّ ، أو يختلط بها من‌النطفة الخارجة من جميع عروقها ، ثمّ إنّه يحتمل أن يكون نزولها إلى الأوسط والأسفل بعضها لعظم جثّتها لا بكلّها ».(٧). في « م ، ن ، بن ، جد » والبحار : « وفي ».

(٨). في « بخ » : « عروق ».

(٩). في « م ، ن ، بن » : « مفصل » بدون الواو.

(١٠). هكذا في « ن ، بح ، بخ ، بف ، بى ، جت » والوافي والبحار. وفي « خ ، م ، بن ، جد ، جز » : « ومفصل وللرحم ». وفي المطبوع : « ومفصل ومنها للرحم » كلاهما بدل « ومفصل منها وللرحم ».

(١١). في الوافي : - « أعلى ».

(١٢). هكذا في « م ، ن » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الصرّة ».

(١٣). في « م » والبحار : « جانب ».

(١٤). في البحار : + « في ».

(١٥). في البحار : - « والقفل الآخر ».

(١٦). فيالوافي :«أسفل من الرحم،أي أسفل موضع منها».

(١٧). في « ن » والوافي : « فتمكث ».

(١٨) في « بخ » والوافي : « تصيب ».

(١٩) في الوافي : « تنزل ».

(٢٠) في « بف » والوافي : « فتمكث ».

(٢١) هكذا في « بن ، جد ، م ، ن » وحاشية « جت » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « صرّة ».

٣٥٩

يَدْخُلُ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ مِنْ تِلْكَ الْعُرُوقِ ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى الْقُفْلِ الْأَسْفَلِ ، فَيَمْكُثُ(١) فِيهِ(٢) ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ(٣) ؛ فَذلِكَ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ. ثُمَّ تُطْلَقُ(٤) الْمَرْأَةُ ، فَكُلَّمَا طُلِقَتْ(٥) ، انْقَطَعَ عِرْقٌ مِنْ(٦) سُرَّةِ(٧) الصَّبِيِّ ، فَأَصَابَهَا ذلِكَ الْوَجَعُ ، وَيَدُهُ(٨) عَلى(٩) سُرَّتِهِ(١٠) حَتّى يَقَعَ إِلَى(١١) الْأَرْضِ ، وَيَدُهُ مَبْسُوطَةٌ ، فَيَكُونُ رِزْقُهُ حِينَئِذٍ مِنْ فِيهِ ».(١٢)

١٠٤٥٩ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَوْ غَيْرِهِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(١٤) عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، الرَّجُلُ يَدْعُو(١٥) لِلْحُبْلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ مَا فِي بَطْنِهَا ذَكَراً سَوِيّاً؟

قَالَ(١٦) : « يَدْعُو(١٧) مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ؛ فَإِنَّهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً نُطْفَةٌ ، وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً‌

____________________

(١). في « بف » : « فمكث ». وفي الوافي : « فتمكث »

(٢). في « بف » : - « فيه ».

(٣). في « جد » : - « أشهر ».

(٤). الطَلْقُ : وجع الولادة.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٧ ( طلق ).

(٥). في « بن » : + « طلقة ».

(٦). في « جد » : - « من ».

(٧). هكذا في « بن ، م ، ن ، جت ، جد » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « صرّة ».

(٨). في « بح » : « ويديه ».

(٩). في«بف،بن،جد»وحاشية«بح،جت » : « في ».

(١٠). هكذا في « بن ، م ، ن ، جد ، جت » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « صرّته ».

(١١). في « بخ » والبحار : « على ».

(١٢). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٢٨٣ ، ح ٢٣٢٢٩ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٦٣ ، ح ٥٧.

(١٣). هكذا في « م ، بح ، بن ، جت ، جد » وحاشية « ن » والوسائل والبحار. وفي « ن » : « أحمد بن الحسين ». وفي « بف » : « أحمد بن محمّد ». وفي « بخ » والمطبوع : « محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسين ».

وقد تكرّر في الأسناد رواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ] عن محمّد بن إسماعيل [ بن بزيع ]. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤١٨ - ٤٢٠ وص ٤٣٥ - ٤٣٦.

(١٤). في « بخ ، بف » : « لأبي عبد الله ». وفي الوسائل : « لأبي الحسن ».

(١٥). في « بن » : + « الله ».

(١٦). في « م ، بن ، جد» والوافي والوسائل : «فقال».

(١٧). في « بح » : « تدعو ».

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493