مقتل الحسين وأنصاره

مقتل الحسين وأنصاره0%

مقتل الحسين وأنصاره مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 402

مقتل الحسين وأنصاره

مؤلف: العلامة المحقق الدكتور نجاح الطائي
تصنيف:

الصفحات: 402
المشاهدات: 32848
تحميل: 2283

توضيحات:

مقتل الحسين وأنصاره
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32848 / تحميل: 2283
الحجم الحجم الحجم
مقتل الحسين وأنصاره

مقتل الحسين وأنصاره

مؤلف:
العربية

وقوله تعالى:( ادْخُلُواْ فِى السِّلْمِ كَآفَّةً ) (١) .

قال الكافي في ولايتنا(٢) .

وروى الحافظ سليمان القندوزي(٣) عن الحافظ أبي نعيم الأصفهاني أنّه قال في هذه الآية: السلم: ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه‌السلام ).

وروى في ص٢٥٠ عن أبي جعفر(عليه‌السلام ) أنّه قال: يعني ولاية علي بن ابي طالب(عليه‌السلام ) و الأوصياء من بعده(٤) .وقوله تعالى:( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَاجَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَذِبِينَ ) (٥) .

قال ابن بطريق: نزلت في محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(٦) .

وأجمع المفسّرون، وروى الجمهور بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت، وأن (أبنائنا) إشارة إلى الحسن و الحسين (عليهما‌السلام ) (ونساءنا) إشارة إلى فاطمة الزهراء(عليهما‌السلام ) (وأنفسنا) إشارة إلى علي بن أبي طالب (عليه‌السلام )، فجعله الله تعالى نفس محمّد(صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والمراد المساواة، والمساوي الأكمل إلّا أنّه ليس بنبي.

واذكر سبب نزول هذه الآية الشريفة بصورة مختصرة وموجزة استخلصته من

____________________

(١) البقرة: ٢٠٨.

(٢) الكافي ج١ ص٤١٧.

(٣) ينابيع المودة ١١١ ط اسلامبول.

(٤) ورواه الشيخ الطوسي في «الأمالي» ج١ ص٣٠٦ ط مطبعة النعمان - النجف. وابن شهر آشوب في «المناقب» ج٣ ص٩٦ ط المطبعة العلمية - قم. والعياشي في تفسيره ج١ ص١٠٢ ح٢٩٤ ط المكتبة العلمية - طهران راجع «إحقاق الحق» ج٣ ص٥٣٦ وج ١٤ ص٣٨٢ والصراط المستقيم ج١ ص٢٩٦، البحار ج٢٤ ص١٥٩، وتفسير فرات الكوفي ٦٦ وتفسير كنز الدقائق ج١ ص٥٠٤.

(٥) آل عمران: ٦١.

(٦) العمدة ١٧٣.

٢١

بعض كتب السير والتاريخ بالمعنى وليس بالنص:

قد وفد نصارى نجران على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ليحاجّوه في دينه، وكان في مقدّمتهم العاقب والسيّد - وفي بعض الروايات فيهم الطيب وعبد المسيح - مع أصحابهم، ولـمّا لم يؤمنوا، نزلت الآية المذكورة فقرأها (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عليهم، ودعاهم إلى المباهلة، وهي «الملاعنة»، فقالوا: حتّى نرجع وننظر في أمرنا، ونأتيك غداً، فخلا بعضهم إلى بعض للتشاور. فقال لهم الأسقف: انظرو إلى محمد في غد، فإنْ غدا بوالده وأهله فاحذروا مباهلته، وإنْ غدا بأصحابه فباهلوه فانّه على غير شيء.

وفى اليوم الثاني عادوا، وخرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) محتضناً الحسن، وآخذا بيد الامام الحسين ، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي (عليه‌السلام ) خلفهما، وهو يقول لهم:

«أنا دعوت فأمنوا» وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) «أباهلكم بخير اهل الأرض وأكرمهم عند الله ».

فلمّا نظر أسقف نجران، وهو العاقب، وكان رئيسهم، إلى تلك الوجوه النورانية، وسمع كلام رسول الله التفت إلى أصحابه وقال: يا معشر النصارى، أنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فإن تبتهلوا لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.

وما اكتفى بذلك بل دعم قوله بالبرهان واليمين التي تؤيد مقالته فقال: ألّا تنظرون محمّداً رافعاً يديه ينظر ما تجيبان به، وحق المسيح إذا نطق فوه بكلمة لا نرجع إلى أهل ولا إلى مال.

وجعل يصيح بهم: ألا ترون إلى الشمس قد تغيرّ لونها، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة، والريح تهّب هائجة سوداء حمراء، وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان، لقد أطلّ علينا العذاب، انظروا إلى الطير وهى تقيء حواصلها، وإلى الشجر

٢٢

كيف تتساقط أوراقه، وإلى الأرض كيف ترجف تحت أقدامنا؟ وبلفظ آ خر في تفسير مجمع البيان:

جاء النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) آخذاً بيد علي، والحسن و الحسين يمشيان، وفاطمة تمشي خلفة، وخرج النصارى يقدمهم اسقفهم، فلمّا رأى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أقبل بمن معه، سأل عنهم، فقيل له: هؤلاء أعز الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه. وتقدّم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فجثا على ركبتيه، فقال الأسقف: جثا، والله، كما جثا الأنبياء للمباهلة، فرجع ولم يقم للمباهلة.

فقال الأسقف: يا أبا القاسم، إنّا لا نباهلك ولكن نصالحك.

فصالحهم رسول الله على أموالهم وحلل يؤدونها للدولة الإسلامية.

فلمّا رجع وفد نجران لم يلبث السيّد والعاقب له حلّة وعصا وقدحاً ونعلاً، ثمّ أسلما على يد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

وأى فضل يداني فضل آل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فحسن وحسين أبناء رسول الله بنص القرآن، وفاطمة سيّدة نساء العالمين وعليٌّ نفس رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وهذا ممّا يكاد يقوم عليه إجماع المفسّرين أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بخروجه للمباهلة لم يكن معه غير أهل بيته، وهم علي وفاطمة والحسن و الحسين (عليهم‌السلام ).

وهذه الآية أدل دليل على علوّ مرتبة مولانا امير المؤمنين(عليه‌السلام ) لأنّه تعالى حكم بالمساواة لنفس الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وأنّه تعالى عينه في استعانة النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في

الدعاء وأي فضيلة أعظم من ان يأمر الله نبيه بأن يستعين به على الدعاء والتوسل به، ولمن حصلت هذه المرتبة؟

لقد غَمَرت المسيحين عظمة تلك الوجوه المقدّسة النورانية، وآمنوا بما لها من الكرامة والشأن عند الله ، ووقفواخاضعين أمام عظمة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ويلبّون طلباته،

٢٣

وقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): «والذي نفسي بيده، إنّ العذاب تولى على أهل نجران، ولولا عفوه لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر، وما حال الحول على النصارى كلّهم»(١) .

وروى نزول هذه الآية في أهل البيت(عليهم‌السلام )جم غفير من علماء أخواننا أهل السنّة في كتبهم وتفاسيرهم وصحاحهم، منهم(٢) .

____________________

(١) دلائل الصدق ٢ / ١٣٠ آية ٦.

(٢) الحافظ أحمد بن حنبل إمام الحنابلة في كتابه «المسند» ج١ ص١٨٥ طبع مصر.

والعلّامة الطبري في تفسيره ج٢ ص١٩٢ الميمنية بمصر.

والعلّامة الحافظ الحاكم في «المستدرك» ج٣ ص١٥٠ طبع حيدر آباد دكن.

ومنهم: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في كتابه «دلائل النبوة» ص٢٩٧ ط حيدر آباد.

ومنهم: العلّامة الزمخشري في تفسيره «الكشاف» ج١ ص١٩٢ ط مصطفى محمّد.

ومنهم: العلّامة الحافظ أبو بكر محمّد بن عبد الله المعروف بابن العربي المعاقري الأندلسي المالكي، المتوفى سنة ٥٤٢ في كتابه «أحكام القرآن» ج١ ص١١٥ ط مطبعة السعادة بمصر.

ومنهم الحافظ شمس الدين الذهبي في تلخيصه المطبوع في ذيل مستدرك الحاكم ج٣ ص١٥٠ حيدر آباد.

ومنهم: العلّامة الحافظ الشيخ عز الدين أبو الحسن علي بن محمّد الجزري الشهير بابن الأثير في كتابه «أسد الغابة» ج٤ ص٢٥ ط الأولى مصر.

ومنهم: العلّامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ص١٧ ط النجف.

ومنهم العلّامة البيضاوي في تفسيره ج٢ ص٢٢ طبع مصطفى محمّد بمصر.

ومنهم: العلّامة القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ج٢ ص١٠٤ ط مصر سنة ١٩٢٦ م.

ومنهم العلّامة الأديب الشهير بأبي حيّان الأندلسي المغربي، المتوفى سنة ٧٥٤ حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم‌السلام ) في كتابه «البحر المحيط» ج٢ ص٤٧٩ ط مطبعة السعادة بمصر.

واقبال الاعمال لابن طاووس ج٢ ص٢٤٤ والبحار ج٢١ ص٢٧٦ وسنن مسلم ج٤ ص١٨٧٣ وتفسير الكشاف ج١ ص٣٩٦ والخصائص للنسائي ٨٩ وسنن الترمذي ج٤ ص٢٩٣ وتفسير ابن كثير ج١ ص٣٧٠ وتفسير الفخر الرازي ج٨ ص٨٥ وذخائر العقبى ٢٥ وفضائل الخمسة ج١ ص٣٤٤.

٢٤

وقوله تعالى:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَاتَفَرَّقُواْ ) (١) .

روى ابن شهر آشوب نزولها في علي(عليه‌السلام )(٢) .

روى الحاكم الحسكاني بإسناده عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام )، قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من أحب ان يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين فليوال علياً، وليأتم بالهداة من ولده(٣) .

وروى بإسناده عن ابان بن تغلب، عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه‌السلام ) قال: نحن حبل الله الذي قال الله :( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ) .

فالمستمسك بولاية علي بن أبي طالب كالمستمسك بالبر، فمن تمسك به كان مؤمناً، ومن تركه كان خارجاً من الإيمان.

وروى بإسناده عن ابن عمر قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): قال لي جبرئيل: قال الله تعالى: ولاية علي بن ابي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.

روى النعماني في «الغيبة» ص٤١، بإسناده إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال مشيراً إلى عليّ(عليه‌السلام ): هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل في آخرته.

وروى الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق (عليه‌السلام ) أنّه قال: نحن الحبل(٤) .

وروى السيد الرضي في «المناقب» والقندوزي في ينابيع المودة ص١٩ عن ابن عباس قال: كنا عند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله سمعتك تقول:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا )

____________________

(١) آل عمران: ١٠٢.

(٢) المناقب ج٢ ص٢٧٣.

(٣) شواهد التنزيل ١ / ١٣٠ ط بيروت.

(٤) أمالي الطوسي ١ / ٢٧٨.

٢٥

فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يده في يد علي(عليه‌السلام ) وقال: تمسكوا بهذا، فهذا هو الحبل المتين.كما ذكر العلاّمة المظفر فضرب النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله )يده في يد علي (عليه‌السلام ) وقال: تمسكوا بهذا هو حبل الله المتين(١) .

فالمراد بحبل الله أهل البيت، كما ورد في كثير من الروايات من طرق العامّة(٢) .

وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ ) بأسانيد متعددة عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: ايّها الناس، تركت فيكم الثقلين خليفتين، إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، الّا وإنّهما لن يفترقا حتىّ يردا عليّ الحوض(٣) .

كما نجد تفسير الآية مفصلاً ومسندة من أعلام القوم منهم ابن حجر في «صواعقه»، والثعلبي في «مناقبه» والقندوزي في ينابيع المودة، وغيرهم، فراجع(٤) .

واخرج الثعلبي في تفسيره عن الإمام جعفر الصادق(عليه‌السلام ) انّه قال: نحن حبل الله الذي قال الله:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَاتَفَرَّقُواْ ) (٥) .

وقوله تعالى:( وَ مَامُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَاَنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَبِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْا وَ سَيَجْزِى اللَّهُ الشَّكِرِينَ* وَ مَا كَانَ لِنَفْس أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَبًا مُّؤَجَّلاً وَ مَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَ مَن يُرِدْ ثَوَابَ الْاَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَ سَنَجْزِى الشَّكِرِينَ* وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىّ قَتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ

____________________

(١) ومن اراد التفصيل فعليه بمراجعة كتاب إحقاق الحق، ج٣ ص٥٣٩، وج١٤ ص٥٢١ و٥٣٢ وج١٨ ص٥٣٠ - ٥٣١، وكتاب حق اليقين للسيد شبر ص٢٦٩ - ٢٨٠.

(٢) دلائل الصدق ٢ / ٣٣١.

(٣) الصواعق المحرقة لابن حجر ٩٠ ، ونور الأبصار للشبلنجي ٩٩.

(٤) والمجلسي في البحار ٦٥ / ١٣٥ ، وبشارة المصطفى ١٦٦ ، والعياشي في تفسيره ١ / ١٩٤.

(٥) تفسير الثعلبي، الآية، نور الابصار، الشبلنجي ١٠١، الصواعق المحرقة ١٥١، البحار ج٦٥ ص٢٢٣، شواهد التنزيل، الحسكاني ج١ ص١٦٩، منازل من القرآن في علي، الحافظ ابو نعيم الأصبهاني، خصائص الوحي المبين، ابن بطريق ١٨٣.

٢٦

وَ مَا ضَعُفُواْ وَ مَا اسْتَكَانُواْ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّبِرِينَ ) (١) .

روى الحافظ الثقة ابن شهر آشوب في «مناقب آل ابي طالب» ج٢ ص١٢٠ ط قم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله تعالى :( أَفَاَنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَبِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْا وَ سَيَجْزِى اللَّهُ الشَّكِرِينَ ) :

يعني ( الشاكرين) علي بن أبي طالب(عليه‌السلام ).

والمرتدّين على أعقابهم الذين ارتّدوا عنه.

عن علي (عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ ) الآية، فإن خفتم تنازعاً في أمر فارجعوه إلى الله والرسول واولي الأمر.

قلت: يا نبي الله ، من هم ؟

قال: أنت أولهم.

وروى بإسناده إلى مجاهد في قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني صدّقوا بالتوحيد( أَطِيعُوا اللَّهَ ) يعني في فرائضه( وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ ) يعني في سنته( وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْکُمْ ) .

قال: نزلت في أمير المؤمنين حين خلفه رسول الله بالمدينة فقال: اتخلفني على النساء والصبيان؟

فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له: اخلفني في قومي واصلح؟

فقال الله :( وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْکُمْ ) قال: علي بن ابي طالب، ولاه الله الأمر بعد محمّد في حياته حين خلّفه رسول الله بالمدينة، فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه

____________________

(١) آل عمران: ١٤٤ - ١٤٦.

٢٧

وقوله تعالى:( يَأَ يُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ ) (١) .

ذكر غير واحد من الحفاظ والمحدثين عن ابن عباس قال: هو علي بن أبي طالب(عليه‌السلام ) خاصة(٢) .

وورد بعدة طرق أنها نزلت في علي (عليه‌السلام )، وذلك أن نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه(٣) .

إنّ مما يؤكد أن هذه الآيات قد جاءت ونزلت لبيان منزلة علي(عليه‌السلام ) وعظمة شخصيته، ودوره الكبير في حماية الرسالة والرسول هو ما جاء من الاحاديث النبوية في تثبيت هذه المعاني. فقد روى الصحابي سعد بن أبي وقاص :

أمرني معاوية أن أسب أبا تراب، فقلت: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله فلن اسبه، لان تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم، قد خلفه رسول الله في بعض مغازيه فقال علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فسمعت رسول الله يقول: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوة بعدي(٤) وسمعته يقول يوم خيبر:

لاعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها(٥) . فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ادعو لي عليّاً فأُتي به ارمد فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.

وقوله تعالى:( وَنَادَى أَصْحَبُ الْاَعرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَيهُمْ ) (٦) .

____________________

(١) التوبة: ١١٩.

(٢) ما نزل من القرآن في علي، لابي نعيم، ص١٠٤ وراجع الهامش فقد نقل روايات باسانيد مختلفة وراجع ايضاً: الصواعق المحرقة، لابن حجر ص١٥٢.

(٣) راجع تفسير الكشاف ج٣ ص٥٥٩.

(٤) حديث المنزلة سبق تخريجه، راجع الجامع للاصول ج٣ ص٣٣٢٣ رواه الشيخان والترمذي.

(٥) راجع: الرواية عن أبي هريرة وفيها قال عمر: ما أحببت الامارة إلاّ يومئذ فتساورت لها... التاج الجامع للاصول ج٣ ص٣٣١ رواه الشيخان.

(٦) الاعراف: ٤٨.

٢٨

عن الإمام علي(عليه‌السلام ) قال: نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة(١) .

وقوله تعالى:( وَ مِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٢) .

قال الإمام علي(عليه‌السلام ): تفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة اثنتان

وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم أنا وشيعتي(٣) .

وقوله تعالى :( وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ ) .

قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) نحن والله هذا الحقّ(٤) .

وقوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .(٥)

جاء في التفسير انهانزلت في علي وما خص به من العلم(٦) .

وورد انها تشمل الأئمة من آل محمّد(٧) .

قال ابن أبي الحديد(٨) : إنها نزلت في علي (عليه‌السلام ) وما خص به من العلم. وأخرج ابن حجر(٩) عن الباقر (عليه‌السلام ) أنّه قال في هذه الآية: نحن الناس والله ، حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغضاً: إنه لدميم.

وأخرج الفقيه ابن المغازلي في (المناقب) عن ابن عباس: إن الآية نزلت في

____________________

(١) ارجح المطالب ٨٤، كشف الغمة ج١ ص٣٢٤، ينابيع المودة، القندوزي ١٠٢.

(٢) الأعراف: ١٨١.

(٣) مناقب الإمام علي(عليه‌السلام ) الخوارزمي ٣٣١، أرجح المطالب ٨٣، الدرر المنثور، السيوطي ج٣ ص١٤٩، شواهد التنزيل، الحسكاني ج١ ص٢٠٤.

(٤) البحار ٧٧ / ٢٦٦.

(٥) النساء٥٤.

(٦) شرح النهج ٧/ ٢٢٠.

(٧) وعن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قسّمت الحكمة عشرة أجزاء فأُعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً. الغدير ، الشيخ الأميني ٣ / ٦١.

(٨) شرح النهج ج٢ ص٢٣٦.

(٩) الصواعق ص٩١.

٢٩

النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وعلي (عليه‌السلام ).

وقال الصبان في ( إسعاف الراغبين )(١) : أخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) . أنّه قال: أهل البيت هم الناس(٢) .

وذكر أبو الفرج (المقاتل) ص٤٢٠ للحماني قوله يرثي به يحيى الشهيد:

فإن يك يحيى أدرك الحتف يومه

فما مات حتى مات وهو كريم

وما مات حتى قال طلاب نفسه

سقى الله يحيى إنّه لصميم فتى

آنست بالبأس والروع نفسه

وليس كما لاقاه وهو سئوم

(إلى آخر الأبيات).

وذكر له المسعودي وأبو الفرج في رثاء يحيى أيضاً قوله: تضوع مسكا جانب النهر إذ ثوى وما كان إلّا شوله يتضوع.

وقد أنزل الله سبحانه :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولٰئِکَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٣) .

أخرج الطبري في تفسيره(٤) في تفسير هذه الآية ، قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :

أنت ياعلي وشيعتك.

وكان أصحاب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا أقبل علي (عليه‌السلام ) قالوا : قد جاء خير البرية(٥) .

وقال ابن عباس : لـمّا نزلت هذه الآية ، قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) : أنت وشيعتك ، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيّين ، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين(٦) .

وقوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ

____________________

(١) هامش نور الأبصار ص١٠٩.

(٢) الغدير ، الشيخ الأميني ٣ / ٦١.

(٣) البيّنة ٧.

(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ٢٦٤.

(٥) مناقب الخوارزمي.

(٦) الفصول المهمّة ١٢١ ، فرائد السمطين ١ / ١٥٦ ح١١٨ ، الصواعق المحرقة ١٦١ ، الدرّ المنثور ٨ / ٥٨٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٢ / ٣١٣ ، نور الأبصار ١٥٩ ، ٢٢٦.

٣٠

تطْهِيرًا ) (١) .

قالت أم سلمة أم المؤمنين: جلل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الحسن والامام الحسين وعلي وفاطمة كساءً ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

فقالت أم سلمة: وأنا معهم رسول الله ؟ قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : انك على خير(٢) .

فالآية في حق أهل البيت محمد وعلي وفاطمة والحسن والامام الحسين ، نزلت في بيت أمِّ سلمة، عندما كان هؤلاء الخمسة تحت الكساء، وسمِّيت الآية بآية التطهير.

ولـمَّا أرادت أمُّ سلمة الدخول معهم تحت الكساء، رفض النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذلك وقال: أنتِ على خير، ومصادر السنَّة التي سلّمت وأيَّدت نزولها في محمد وعلي وفاطمة والحسن والامام الحسين (عليهما‌السلام ) هي(٣) :

____________________

(١) الاحزاب: ٣٣.

(٢) شواهد التنزيل، الحسكاني ج٢ ص١٢٤، معجم الشيوخ ١٤٦، الأمالي، الصدوق المجلسي ٧٢، الخصائص، ابن بطريق ٧١ ح٣٦، صحيح مسلم، ج٥ ص٣٧، تفسير السيوطي، تفسير الزمخشري في تفسير آية المباهلة، المستدرك، الحاكم ج٣ ص١٥٩، السنن الكبرى، البيهقي ج٢ ص١٤٩، سنن الترمذي ج٢ ص٣١٩، مسند أحمد ج٧ ص٤١٥، اسد الغابة ج٤ ص١١٠، ذخائر العقبى ٢١ وكنز العمال ج٧ ص١٠٣، ما نزل من القرآن في علي، ابو نعيم الأصبهاني، مشكل الآثار، الطحاوي ح٧٧٤ باب ١٠٦، تاريخ دمشق، ترجمة الإمام الحسين(عليه‌السلام )ح ١٠٢ ص٤٥٠، المعجم الكبير، الطبراني، ج٩ ص١١ في ترجمة عمر بن ابي سلمة، سنن الترمذي ح٣٢٥٨، ج٥ ص٣٢٧ ط دار الفكر، مشكل الآثار ج١ ص٢٢٩، تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين ١٠٤(عليه‌السلام )، الأمالي ج١ ص١٥١ ح١٦، تفسير ابن جرير ج٢٢ ص٨.

(٣) خصائص الأمام النسائي ٢٤٩ ، مسلم في صحيحه باب فضائل أهل البيت ٢ / ٣٦٨ ، صحيح الترمذي ٥ / ٣٠ ، مسند الإمام أحمد بن حنبل ١ / ٣٣٠ ، تلخيص الذهبي ، الصواعق المحرقة لابن حجر ٨٥ ، الإستيعاب لابن عبدالبر ٣ / ٣٧ ، تفسير القرطبي ١٤ / ١٨٢ ، أحكام القرآن لابن عربي ٢ / ١٦٦ ، مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٣ ، أسباب النزول للواحدي ٢٠٣ ، منتخب كنز العمال ٥ / ٩٦ ، البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٦٩ ، تفسير الفخر الرازي ٢ / ٧٠٠ ، السيرة الحلبية ٣ / ٢١٢ ، أُسد الغابة لابن الأثير ٢ / ١٢ ، تفسير الطبري ٢٢ / ٦ ، تاريخ ابن عساكر ١ / ١٨٥ ، تفسير الكشاف للزمخشري ١ / ١٩٣ ، مناقب الخوارزمي ٢٣ ، السيرة الدحلانية ٣ / ٣٢٩ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٨٣ ، العقد الفريد لابن عبد ربه ٤ / ٣١١ ،

مصابيح السنَّة للبغوي ٢ / ٢٧٨ ، الدر المنثور للسيوطي ٥ / ١٩٨.

٣١

وقد قال الفخر الرازي: إنَّ الآية تدلُّ على أنَّ هؤلاء الخمسة محمد وعلي

وفاطمة والحسن والامام الحسين مطهَّرون من الذنوب الصغيرة والكبيرة.(١)

وهناك الكثير من المفسرين والحفَّاظ والمؤرخين والعلماء من أهل السنَّة، ممَّن لم نذكرهم هنا قد ذكروا نزول الآية في محمد وعلي وفاطمة والحسن والامام الحسين خاصَّة.(٢)

ولم تدَّعِ عائشة ولا حفصة ولا أم سلمة بأنها من أهل البيت (عليهم‌السلام )، بل على العكس من ذلك ذكرت عائشة وأم سلمة بأنّ الآية نزلت في حق محمد وعلي وفاطمة والحسن والامام الحسين. ثمّ جاء بعض الرواة والحفظة فالصقوا نساءَ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بأهل بيته: حقداً عليهم وحسداً لهم!

أقول : سد أبواب المسجد إلّا باب محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وعلي (عليه‌السلام ) لطهارتهما واختلافهما عن بقية الناس ونزول آية التطهير فيهما وفي أهل البيت يثبت تفضيلهم على أفراد الأمة أجمع.

عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدِّه ، قال أبو الحمراء ، خادم النّبيِّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): «لـمّا نزلت هذه الآية : وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها كان النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )يأتي باب عليٍّ وفاطمة عند كلِّ صلاة فيقول : الصّلاة - رحمكم الله -

____________________

(١) تفسير الرازي ٢ / ٧٠٠.

(٢) راجع كتاب الغدير للعلامة الأميني في هذا الباب.

٣٢

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) - الآية(١) .

أخرج ابن مردويه ، وابن عساكر ، وابن النجّار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: «لـمّا نزلت : وأمر أهلك بالصّلاة كان النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يجيء إلى باب عليٍّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصّلاة - رحمكم الله -( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) ».

عن الحسن بن عليٍّ (عليه‌السلام ) في خطبة طويلة : «ولـمّا نزلت : وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها يأتينا جدِّي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كلَّ يوم عند طلوع الفجر يقول : الصَّلاة يا أهل البيت - يرحمكم الله -( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣) ».

عن أنس بن مالك ، وعن زيد بن عليِّ بن الامام الحسين ، عن أبيه ، عن جدِّه - رضي ‌الله ‌عنهم - قال : كان النَّبيُّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يأتي كلَّ يوم باب فاطمة عند صلاة الفجر فيقول : «الصّلاة يا أهل بيت النبوَّة ،( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) تسعة أشهر بعد ما نزلت وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها. وروي هذا الخبر عن ثلاثمائة من الصّحابة(٤) ».

قال شهاب الدِّين الآلوسيُّ : « وأستظهر أنَّ المراد أهل بيته (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وايِّد بما أخرجه ابن مردويه وابن عساكر وابن النّجّار عن أبي سعيد الخدريِّ قال : لـمّا نزلت : وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها كان - عليه الصّلاة والسّلام - يجيء إلى باب عليٍّ - كرَّم الله تعالى وجهه - صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : «الصّلاة - رحمكم الله - :

____________________

(١) الحسكاني : شواهد التنزيل ، ج١ ص٣٨١.

(٢) السيوطي : الدر المنثور ج٤ ص٣١٣.

(٣) القندوزي : ينابيع المودة ، ص٤٨٢ ، ط اسلامبول.

(٤) المصدر : ص١٧٤.

٣٣

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وروى نحو ذلك

الامامية بطرق كثيرة(١) .

قال القرطبي : « و كان (عليه‌السلام ) بعد نزول هذه الآية وأمر أهلك بالصّلاة يذهب كلَّ صباح إلى بيت فاطمة وعليٍّ - رضوان الله عليهما - فيقول : الصّلاة(٢) ».

قال فخر الدِّين الرّازيُّ : «وكان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بعد نزول هذه الآية يذهب إلى فاطمة وعليٍّ (عليهما‌السلام ) كلَّ صباح ويقول الصّلاة ، وكان يفعل ذلك أشهراً(٣) ».

وقال عليُّ بن إبراهيم القمِّيُّ (رحمه‌الله ) في تفسيره : «فإنَّ الله أمره أن يخصَّ أهله دون النّاس ليعلم النّاس أنَّ لأهل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عند الله منزلة خاصَّة ليست للنّاس ، إذ أمرهم مع النّاس عامّة ، ثمَّ أمرهم خاصَّة ، فلمّا أنزل الله هذه الآية كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يجيء كلَّ يوم عند صلاة الفجر حتّى يأتي باب عليٍّ وفاطمة والحسن والامام الحسين (عليهم‌السلام ) فيقول : السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول عليُّ وفاطمة والحسن والامام الحسين : وعليك السَّلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ; ثمَّ يأخذ بعضادتي الباب ويقول : الصَّلاة ، الصّلاة - يرحمكم الله -( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

وعن أبي مسعود الأنصاري أنَّه قال: أتانا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ونحن في مجلس سعد بن عُبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله عز وجل أن نصلِّي عليك، فكيف نصلِّي عليك؟

فسكت رسولُ الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حتَّى تمنَّينا أنّه لم يسأله. فقال قولوا اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنَّك حميد مجيد.

____________________

(١) الآلوسي : تفسير روح المعاني ، ج١٦ ص٢٨٤.

(٢) القرطبي : تفسير الجامع لاحكام القرآن ، ج١١ ص٢٦٣.

(٣) الفخر الرازي : التفسير الكبير ، ج٢٢ ص١٣٧.

٣٤

ولـمَّا كان يوم أحد شُجَّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في وجهه، وكسرت رباعيته، فقام رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يومئذ رافعاً يديه يقول:

إنَّ الله تعالى اشتدَّ غضبه على اليهود أن قالوا: عزير ابن الله، واشتدَّ غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن الله، وإن الله اشتدَّ غضبه على من أراق دمي، وآذاني في عترتي(١) .

وقد ذكر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أحاديث في فضل أهل البيت (عليهم‌السلام ) منها قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق(٢) .

وقال الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد(٣) .

وقال العلاّمة ، الآلوسيُّ البغداديُّ في تفسيره : «أخرج ابن مردويه ، عن عليٍّ - كرم الله تعالى وجهه - : قال لي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ألم تسمع قول الله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ هم أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الامم للحساب يدعون غرّاً محجّلين».

وأخرج ابن مردويه أيضاً ، عن ابن عبّاس ، قال : لـمّا نزلت هذه الآية إنَّ الَّذينَ آمنوا - الآية قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعليٍّ - رضي الله تعالى عنه وكرّم وجهه - : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيِّين».

وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله ! من أكرم الخلق على الله تعالى ؟

قال : يا عائشة ! أما تقرئين :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟»

____________________

(١) كنز العمال ١٠/٤٣٥ حديث ٣٠٠٥٠.

(٢) كنز العمال ٦/٢١٦، مستدرك الصحيحين ٢/٣٤٣، المعجم الكبير للطبراني ١٢/٢٧ ح١٢٣٨٨ الصواعق المحرقة، ابن حجر ص١٨٦.

(٣) كنوز الحقائق ص١٥٣، الرياض النضرة ٢/٢٠٨.

٣٥

(قال الآلوسي:) وأنت تعلم أنَّ هذا ظاهر في أنَّ المراد بالبريَّة الخليقة مطلقاً

والإماميَّة وإن قالوا : إنَّه (عليه‌السلام ) خير من الأنبياء وحتّى اولي العزم (عليهم‌السلام ) و من الملائكة المقرَّبين (عليهم‌السلام ) لا يقولون بخيريَّته من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فإنّ قالوا : بأنَّ البريَّة على ذلك مخصوصة بمن عداه - عليه الصّلاة والسَّلام - للدَّليل الدّالِّ على أنَّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خير منه - كرَّم الله تعالى وجه - قيل : إنَّها مخصوصة - أيضاً - بمن عدا الأنبياء والملائكة(١) » وهكذا أثبت المفسرون نزول الآية المباركة في الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ).

وقوله :( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) (٢) .

قال الإمام علي (عليه‌السلام ) نحن البيوت التي أمر الله تعالى أن تؤتى من أبوابها(٣) .

نصوص النبي فى الائمة

قال الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن الامام علي (عليه‌السلام ) : « إنَّه أبو سبطيَّ، والأئمة من صلبه، يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين منه، ومنهم مهدي هذه الأمة »(٤) .

وعن ابن عباس قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): « إنَّ وصيي علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الامام الحسين.

قال: يا محمد فسمهم لي.

قال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إذا مضى الامام الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا

____________________

(١) روح المعاني ، الألوسي ج٣٠ ص٢٠٧.

(٢) البقرة ١٨٩.

(٣) الاحتجاج ١ / ٣٣٧.

(٤) الخصال ١١٣.

٣٦

مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء إثنا عشر»(١) .

إذن حديث الأئمة الاثني عشر بأسمائهم قد ورد من طرق السنة و الشيعة(٢)

وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : « الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الامام الحسين والتاسع مهديهم »(٣) .

وجاء عن جابر بن سمرة أنّه لم يسمع ما قاله الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بعد ذلك فسأل أباه، فقال: إنَّه يقول: كلهم من قريش(٤) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) للحسين :انك سيد أبو سادة انك امام ابن امام أبو أئمة ،انك حجة ابن حجة أبو حجج ،تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم(٥) .

عمر: الله تعالى عيَّن علياً ولياً قال عمر : كانت لأصحاب محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثماني عشرة سابقة ، فخصَّ علي منها ، بثلاث عشرة ، وشركنا في خمس(٦) .

وكان الصحابة يرجعون إليه (أي الإمام علي) في أحكام الله ، ويأخذون عنه الفتاوى ، كما قال عمر بن الخطّاب في عدَّة مواطن : لولا علي لهلك عمر(٧) .

____________________

(١) ينابيع المودة الحنفي، القندوزي ٢/٥٢٩، السقيفه، سليم بن قيس ١٠٦.

(٢) البحار ٩/١٥٨ الاختصاص، المفيد ٢٠٨، ٢٢٤.

(٣) كمال الدين ٧٣.

(٤) سنن الترمذي ٣/٣٤٠، مسند أحمد٥/١٠٠، ١٠٧، معجم الطبراني ٢/٢٧٧ ح٢٠٤٤ المستدرك، الحاكم ٣/٦١٧، ٦١٨.

(٥) - مقتل الحسين ،الخوارزمى ١ / ٢١٣.

(٦) مقتل الحسين ، الخوارزمي ١ / ٤٥.

(٧) ينابيع المودَّة ٧٠.

٣٧

وذكر ابن أبي الحديد ، حدَّثني الامام الحسين بن محمد السيني قائلا : « قرأت على ظهر كتاب ، أنَّ عمر نزلت به نازلة ، فقام لها وقعد وترنّح لها وتقطر ، وقال لمن عنده : معشر الحاضرين ما تقولون في هذا الأمر ؟

فقالوا : ياأمير المؤمنين : أنت المفزع والمنزع ، فغضب وقال :

( يَآ أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيداً ) (١) .

ثمَّ قال : أما واللهِ إنِّي وإيّاكم لنعلم أين نجدتها والخبير بها.

قالوا : كأنَّك أردت ابن أبي طالب ؟

قال : وأنَّى يعدل بي عنه ، وهل طفحت حرَّة مثله ؟

قالوا : فلو دعوت به ياأمير المؤمنين ؟

قال : هيهات إنَّ هناك شمخاً من بني هاشم ، وإثرة من علم ولحمة من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ). يؤتى ولا يأتي ، فامضوا بنا إليه ، فاقصفوا نحوه ، وافضوا إليه ، فألفوه في حائط له عليه تبان ، وهو يتوكَّل على مسحاته ويقرأ :

( أيَحْسَبُ الإنسَانُ أنْ يُتْرَكَ سُدىً ) (٢) .

الى آخر السورة ، ودموعه تهمي على خدَّيه ، فأجهش الناس لبكائه ، فبكوا ثمَّ سكت وسكتوا. فسأله عمر عن تلك الواقعة فأصدر جوابها.

فقال عمر : أما والله لقد أرادك الحقُّ ، ولكن أبى قومك.

فقال : ياأبا حفص : خفِّض عليك من هنا ومن هنا ، إنَّ يوم الفصل كان ميقاتاً. فوضع عمر إحدى يديه على الأُخرى ، وأطرق إلى الأرض وخرج كإنَّما ينظر في رماد(٣) .

____________________

(١) الأحزاب ٧٠.

(٢) القيامة ٣٦.

(٣) شرح نهج البلاغة ٣ / ١١٤ ، ١١٥.

٣٨

أهل البيت في الحديث

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :الدعاء محجوب حتى يصلى على النبي وآله(١) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :أهل البيت أمان للامة(٢) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :أهل البيت لا يقاس بهم أحد(٣) .

وقال رسول الله في أهل البيت : « أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(٤) .

وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) : « ياعلي أُوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا ، أُوتيت صهراً مثلي ولم أُوت أنا مثلي.

وأُوتيت صدِّيقة مثل ابنتي ، ولم أُوت مثلها (زوجة).

وأُوتيت الحسن و الحسين من صلبك ولم أُوت من صلبي مثلهما ولكنّكم منّي ، وأنا منكم »(٥) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : « إنّ حبّ علي قُذف في قلوب المؤمنين ; فلا يحبّه إلّا مؤمن ، ولا يبغضه إلّا منافق »(٦) .

____________________

(١) - كنز العمال ٢ / ٨٨ ،فيض القدير ٥ / ١٩ ،الصواعق المحرقة ١٤٨.

(٢) - المستدرك ،الحاكم ٣ / ١٤٩.

(٣) - كنز العمال ٦ / ٢١٨ ،الفردوس ،الديلمى ٤ / ٢٨٣.

(٤) مستدرك الصحيحين ٢ / ٣٤٣ ، كنز العمّال ٦ / ٢١٦.

(٥) مناقب الكشّي مخطوط ، المناقب ، عبدالله الشافعي ٥٠ مخطوط ، درر السبطين ، الزرندي الحنفي ١١٤ ، مقتل الحسين ، الخوارزمي ١ / ١٠٩ ، إحقاق الحقّ (قسم الملحقات) ٤ / ٤٤٤ ، ٥ / ٧٤ ، مناقب ابن شهر آشوب ٢ / ٢٣٣ ،الرياض النضرة ٢ / ٢٠٢ ، نظم الدرر ، الحنفي ١١٢ ، جواهر المطالب ، ابن الدمشقي ١ / ٢٠٩.

(٦) المستدرك ،الحاكم ٣ / ١٢٧ ،تاريخ بغداد ٤ / ٤٠،كنز العمال ١١ / ٢١٦ ،اسد الغابة ١ / ٦٦،صحيح مسلم ٢ / ٢٧١، صحيح الترمذى ٢ / ٣٠١ ،صحيح النسائى ٢ / ٢٧١ ،صحيح ابن ماجة ١٢ ،مسند احمد ١ / ٨٤ - ٩٥ ،١٢٨ ،الاستيعاب ٢ / ٤٦٤ ،الدر المنثور ٧ / ٥٠٤،=

٣٩

وقال رسول الله في أهل البيت : « أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(١) .

الفصل الثالث :الحديث في الحسنين

أحاديث النبي في الحسنين

وقال الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في الحسنين (عليهما‌السلام ) : « الحسنان سبطا هذه الأُمّة »(٢) .

وقال الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :الحسنان صفوة الله(٣) .

وقال الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :الحسنان خير الناس جدّاً وجدّةً وأباً وأُمّاً(٤) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :الحسن والحسين سبطا هذه الامة(٥) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :الحسنان صفوة الله تعالى(٦) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :الحسنان خير الناس جداً وجدَّة وأباً وأماً(٧) .

وقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :حب الحسنين حب لله ورسوله وبغضهما بغض لله ورسوله(١) .

____________________

=حلية الاولياء ١ / ٨٦ ،مجمع الزوائد ٩ / ١٣٢، ذخائر العقبى ٩٢ ،جامع الاحاديث للسيوطى ٧ / ٢٢٩ ،مسند ابى يعلى ٢ / ١٠٩ ،الصواعق المحرقة ١٢٣ ،تفسير الطبرى ١٣ / ٧٢ ،تفسير الرازى ١٩ / ١٤ ،فتح القدير ٥ / ٢٥٣ ،تاريخ ابن عساكر ٢ / ٤٢٣

(١) مستدرك الصحيحين ٢ / ٣٤٣ ، كنز العمّال ٦ / ٢١٦.

(٢) كنز العمّال ٦ / ٢٢١ ، ذخائر العقبى ١٥١.

(٣) تاريخ بغداد ١ / ٢٥٩.

(٤) كنز العمّال ٦ / ٢٢١ ، ذخائر العقبى ١٣٠.

(٥) - كنز العمال ١ / ٣٣٠ ،المعجم الصغير للطبرانى ١ / ٣٧ ،مجمع الو.زوائد ٩ / ١٦٦.

(٦) - تاريخ بغداد ١ / ٢٥٩ ،المناقب ،الخوارزمى ٣٠٢ ،فرائد السمطين ٢ / ٧٢ ،ميزان الاعتدال ٣ / ١١١.

(٧) - كنز العمال ٦ / ٢٢١ ،المعجم الكبير ،الطبرانى ٣ / ٦٦ ،مجمع الزوائد ،الهيثمى ٩ / ١٨٤.

٤٠